تامل فى اية اليوم

اف3: 18 وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعمق والعلو،

متاصلون ومتاسسون فى المحبة

الانسان يمكن معرفة من يحبة او يكره ليس بالكلام ولكن عندما يقع فى تجربة او ظرف صعب الذى يحبة فعلا يظهر فى وقت الشدة او فى وقت الازمات لذلك يدرك الشخص فى وقت ظروف الصعبة من هو الذى يحبة فعلا لذلك يقول الرسول بولس الى كنيسة افسيس انتم متاصلون وايضا متاسسون فى محبة المسيح الذى انتشلتكم من عبادة الاوثان الى عبادة المسيح الحى الذى مات من اجل الجميع حتى يزرع فى قلوبنا المحبة الحقيقية

فى تاملنا اليوم وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعمق والعلو،

وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ هذا نتيجة تقوية الروح في الإنسان الباطن وفي سكنى المسيح في القلوب فليست هي محبة الله أو محبة المسيح لنا بل المحبة باعتبار كونها فضيلة مسيحية بدون بيان ما هو موضوع تلك المحبة كما قال «أَمَّا ٱلآنَ فَيَثْبُتُ ٱلإِيمَانُ وَٱلرَّجَاءُ وَٱلْمَحَبَّةُ، هٰذِهِ ٱلثَّلاَثَةُ وَلٰكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ ٱلْمَحَبَّةُ» (١كورنثوس ١٣: ١٣) وهذه المحبة تنشأ عن الإيمان بدليل قوله «الإيمان العامل بالمحبة» (غلاطية ٦: ٦) وهي أول ما ذُكر من أثمار الروح (غلاطية ٥: ٢٣) وهي لله وللإخوة وتوضح حال النفس وهي متأصلة ومتأسسة في المسيح.

وقوله «متأصلون ومتأسسون» مجاز فيه استعارتان الأولى استعارة الشجرة الممتدة أصولها في التربة والثانية استعارة البناء الراسخ على أساسه للمؤمنين. والمعنى أن المحبة أثرت فيهم تأثيراً عظيماً كالعصير في أصل الشجرة فإنه يؤثر في كل غصن وورقة وزهرة وثمر في الشجرة فالمحبة المسيحية تؤثر في كل فكر وقول وفعل في مسيحي أفسس أفراداً وإجمالاً. ومراده بكونه «متأسسين في المحبة» أنه كما يكون في البناء أن كل طبقة وقنطرة وعمود وحجر من أسفله إلى قمته يحفظ موضعه وصورته وجماله من متانة أساسه كذلك كنيسة أفسس بمحبتها للمسيح ولكل مؤمن تبقى ثابتة حسناء كاملة على وفق قوله «ٱلْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَبْنِي» (١كورنثوس ٨: ١) فيحق أن يُقال في المحبة أنها الفضيلة الأساسية.

حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا كما يجب. وهذه الكلمات تشير إلى أنه يعسر على المؤمنين أن يدركوا محبة المسيح وإلى وجوب أن يجتهدوا في إصابة ذلك الإدراك وإلى افتقارهم إلى المعونة السماوية فوق كونهم متأصلين ومتأسسين في المحبة. وهذا الإدراك يتضمن معرفة واختباراً والعلاقة بين التأسس في المحبة وإدراك محبة المسيح هي أن اختبار المحبة في القلوب إعداد للثقة بحقيقة محبة المسيح وعظمتها. إن الذي لا يشعر في قلبه بالمحبة لغيره لا يقدر أن يدرك محبة غيره له. والإدراك الذي طلبه الرسول في صلاته روحي ومصدره الروح القدس ولا يقدر أن يحصل عليه إلا الروحيون الذين تجددوا واستنيروا من العلى.

مَعَ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ أي مع كل شعب الله. وهذا يدل على أن شعب الله يعتبر هذا الإدراك من أثمن المطالب وإنما يحصلون عليه برغبتهم في طلبه إجابة لصلواتهم وصلوات الرسول من أجلهم. وأن اتفاق المؤمنين على طلب هذا الإدراك يمكنهم من تحصيل مقدار أعظم مما لو طلبه كل وحده.

مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ وَٱلطُّولُ وَٱلْعُمْقُ وَٱلْعُلْوُ أي عظمة محبة المسيح التي حملته على تقديم نفسه ذبيحة لفدائنا. إن الإنسان متى أراد أن يصف عظمة مادة كبناء أو هيكل يستعمل تلك الكلمات الهندسية التي اعتاد الناس استعمالها في مساحة البناء فاتخذها الرسول لوصف أمر روحي وهو محبة المسيح ونحن نفهم منها أنها تشير إلى أن تلك المحبة عظيمة جداً مع أننا لا نستطيع أن نحكم بما قصد من كل منها. وكثرة الأقوال بها دليل واضح على عدم إمكان المفسرين إصابة حقيقتها ولنذكر أحدها مثالاً لباقيها وهو.

إن المراد «بعرض» المحبة أنها واسعة تمتد إلى كل الأمم المنتشرة على وجه الأرض. «بطولها» أنها تشمل الناس في كل العصور وتدوم إلى نهاية العالم. و «بعمقها» الإشارة إلى زيادة الشقاء والفساد اللذين تنشل المحبة الناس منها و «بعلّوها» أنها ترفع الناس إلى السماء ليتمتعوا بمجده ومحبته. ولا دليل على أن الرسول قصد ذلك أو ما يشبهه إنما عنى أن محبة المسيح في غاية العظمة فيصح أن يقال فيها ما قيل في معرفة الله في سفر أيوب وهو قوله «أَإِلَى عُمْقِ ٱللّٰهِ تَتَّصِلُ، أَمْ إِلَى نِهَايَةِ ٱلْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟ هُوَ أَعْلَى مِنَ ٱلسَّمَاوَاتِ، فَمَاذَا عَسَاكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ أَعْمَقُ مِنَ ٱلْهَاوِيَةِ، فَمَاذَا تَدْرِي؟ أَطْوَلُ مِنَ ٱلأَرْضِ طُولُهُ وَأَعْرَضُ مِنَ ٱلْبَحْرِر» (أيوب ١١: ٧ - ٩).

صديقى القارى

اذا كنت متاسس فى محبة المسيج طوباك

اف3: 18 وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعمق والعلو،