تامل فى اية اليوم
مز58: 1 أحقا بالحق الأخرس تتكلمون، بالمستقيمات تقضون يا بني آدم؟
هل الشرير يتكلم بالحق ام الكذب
هذا المزمور هو صرخة الانتقام فبينما يقول المزمور السابق «أسنانهم أسنة ولسانهم سيف ماضٍ» إذا بهذا المزمور يقول «اللهم كسّر أسنانهم في أفواههم». ومما لا شك فيه أنه مزمور شديد اللهجة قاس لا يرحم ولا يشفق وهو يطلب لأعدائه العدل والانتقام. وكلماته هي أشبه بالرعد القاصف لا شيء من الهوادة فيها ولا اللين. وإن داود هذا الذي استطاع أن يكتب مزامير الحنان وطلب الرحمة يمكنه الآن أن يجازي أفكار عصره ويظهر الشدة والقوة ولا يتراجع أمام أعدائه مهما كلفه الأمر.
فى تاملنا اليوم حقا بالحق الأخرس تتكلمون، بالمستقيمات تقضون يا بني آدم؟
الحق الأخرس: الحق المكتوم الذي لا يعلن، ولا ينفذ.
يسأل داود النبي الرؤساء، والمسئولين الأشرار؛ هل في أحكامهم ينطقون بالحق؟ أم يكتمون الحق ولا ينفذونه، أو يقولون كلامًا مخادعًا يبدو حقًا، وهو باطل، مثلما كان يتعاطف أبشالوم مع الشعب، وقضاياه، متمنيًا أن ينصفه لو تملَّك على الشعب، فهو كان يتملق شعبه ليحبه، ثم يقوم بثورة ضد أبيه. واستمر سنتين حتى استمال الكثيرين إليه، وقام بثورته، وطرد أبيه داود (2 صم15: 2-6).
يؤكد سؤاله الاستنكارى الأول بسؤال آخر مثله، فيسأل المسئولين هل تقضون بالمستقيمات؟ لأنهم في قضائهم كانوا يحكمون أحكامًا ظالمة، كما فعل اليهود مع المسيح، واستصدروا أمرًا من بيلاطس لصلبه، معتمدين على اتهامات زور.
يتعجب داود أن هؤلاء الرؤساء الظالمين يدعون أنهم يقضون بالحق والاستقامة، مع أنهم يريدون قتله وهو برئ، فهذا الظلم الذي وقع على داود يكشف شرهم، ودهاءهم. وذكرهم بضعفهم؛ إذ قال لهم يا بنى آدم، أي أن الله القاضى العادل بيده كل السلطان؛ حتى يمنع ظلمهم وشرهم الموجه نحوه.
صديقى القارى
لايمكن ابدا للشرير ان يتكلم بالحق بل يكون كلامة كلة كذب
مز58: 1 أحقا بالحق الأخرس تتكلمون، بالمستقيمات تقضون يا بني آدم؟