كانت واقفة بتطبخ و عنيها علي ابنها اللي خرج يلعب في الجنينة .. حذرته الأم : العب زي ما انت عايز لكن ما تنزلش تعوم في النهر .. لعب الولد و جري و طلع و نزل من علي الشجر .. يجري ورا السنجاب .. و بعد ما زهق .. مرة واحدة راح قلع جزمته و نط في النهر .. قعد يعوم يعوم لغاية ما وصل لنص النهر .. الأم مراقباه من الشباك .. بصت لقت تمساح جاي عليه .. صرخت و جريت علي ابنها .. تصرخ و تشاور و تقول: التمساح التمساح .. الولد انتبه علي صوت صريخ امه العالي .. و بدأ يعوم رجوع للبيت ..وصلت الأم للنهر و مسكت في إيديه جامد و بقت تشده علشان تطلعه .. لكن التمساح للأسف وصل و مسك برجليه و فضل هو كمان يشد علشان يبتلعه .. فضلت الأم تشد و تصرخ .. و التمساح يشد .. يشد .. يشد ..
في الوقت داه كانت عربية معدية في الطريق و سمع اللي سايق صوت الصريخ . راح ساحب بندقيته و جري ..لما وصل للنهر .. موت التمساح بطلقة ..
شدت الأم الطفل الغرقان بدمه و حضنته و هو بيبكي .. تاني يوم عرفوا كل الناس .. و صحفية راحت تصور الولد و تسأله علي اللي حصله ..
قالتله : وريني الجراح اللي سببهالك التمساح ..
كشفلها عن رجليه و قالها : ديه جراح التمساح في رجلية .. لكن عندي كمان جروح في ايدية .. جروح من ايدين ماما اللي مسكت في ايدية طول الوقت بقوة و ماكنتش عايزة تسيبني ابدا للتمساح .. اللي في رجلي عايزهم يخفوا .. لكن اللي في ايدية .. جروح ماما .. مش عايزهم يخفوا ابدا .. علشان افضل شايفهم و افتكر ماما طول ما انا عايش .. افتكر انها ما كنتش ابدا عايزة تسيبني .. و فضلت ماسكة في ايدية .. علشان تنقذني من التمساح .. تنقذني من الموت الأكيد ..
من اجمل ما قرأت عن الجروح اللي ممكن تسببها العناية الألهية لأولاد الله .. جروح صحيح مؤلمة .. لكن للعلاج مش للضرر .. آلام صحيح بنحسها.. لكن للأنقاذ مش للعقاب ..
الرب ممسك بإيدينا .. و محدش حيقدر ياخدنا من إيده ابدا .. بيشد .. بيجرجر .. بيسحب .. بيداري .. بيقوم .. بيجرح و بيداوي .. علشان ينقذنا .. لأنه أله صالح .. مصلحتنا الأبدية هي همه .. و اتحاده بينا هو هدفه .. و تنقيتنا و تطهيرنا و حفظنا هو عمله فينا .. كل يوم و كل لحظة هو بيحمينا و بيحرسنا و عينه علينا ..
الهنا صالح