"رؤيا أصحاح ١٢"
الجزء الثالث من (ع ١٣ - ١٧) وفيه نرى :-
أولًا) اضطهاد التنين للمرأة في الجزء السابق رأينا كيف طرح التنين وملائكته إلى الأرض وكيف ترنمت السماء بفرح عظيم لأنه قد صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، وها نرى التنين بعد أن طرح إلى الأرض يوجه كل غضبه إلى المرأة التي ولدت الإبن الذكر لماذا عداوة التنين للمرأة ولماذا هذا الكره لها؟
١- بدأت هذه العداوة من (تك ٣) بعد السقوط فقد لعن الرب الحية "ملعونة أنت من جميع البهائم" (تك ١٤:٣).
٢- وأن نسلها "الابن الذكر" سيسحق رأسها "هو يسحق رأسك" (تك ١٥:٣).
٣- والرب دبر خطة الخلاص والبركة والحياة للإنسان في المسيح "نسل المرأة" وأصبح المسيح الطريق والحق والحياة (يو ٦؛١٤) "والذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أف ٧:١).
٤- ولأنها ولدت الابن الذكر الذي سيسقط مملكة الشيطان في "صليبه جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا" (كو ١٥،١٤:٣) "وأباد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب ١٥،١٤:٢).
٥- ولأن هذا الابن الذكر "عتيدا أن يرعى جميع الأمم (المتحالفين معه وتحت سيادته) بعصا من حديد" (ع ٥)
٦- وأن هذه المرأة (الأمة الإسرائيلية) بعد إختطاف الكنيسة ستكون الشهادة الحية الحقيقية ضد الشيطان وأعوانه (النبي الكذاب والوحش).
٧- كما أن المرأة (الأمة الإسرائيلية) هي الشهادة على صدق أقوال الله وأن كل النبوات الخاصة بالابن الذكر من جهة تجسده وصلبه وقيامته وجلوسه في يمين عرش الله قد تمت ومن جهة مجيئه وظهوره بالمجد والقوة وتطهير الأرض من الأشرار وفعلة الإثم وإقامة ملكوته وجلوسه على عرش داود كالوارث الحقيقي له سيتم قريب جدًا لذلك نحن "بحسب وعده منتظرين وطالبين ليس فقط مجيئ الرب لاختطافنا بل سرعة مجيئ يوم الرب" الذي يبدأ بظهوره (٢ بط ١٢:٣).
٨- حفظ الرب لهذه الأمة على مر العصور رغم اضطهاد الشيطان لها والعمل على إبادتها لكي لا يأتي النسل الموعود به دليل على صدق الله ومواعيده للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب ولداود من جهة وريث عرشه.
٩- إن طرحه إلى الأرض وفقدان مكانه في السماء ولد في داخله الحقد والكراهية والغضب العظيم ضد المرأة.
ثانيا) من (ع ١٤، ٦) نرى الرب أعد للمرأة موضع هربت إليه في البرية لكي يعولها ١٢٦٠ يوما وهذا دليل على العناية الإلهية لذلك يذكر الروح القدس المدة بالأيام والتي هي زمان وزمانين ونصف زمان لأن الكلام في (ع ١٤) عن حقد الشيطان عالما أن له زمانًا قليلًا، كما أعطى الرب المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية إلى موضعها ونرى في جناحي النسر السرعة وضمان الحماية (راجع خر ٤:١٩، تث ١٢،١١:٣٢).
ثالثًا) "ألقت الحية من فمها وراء المرأة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر" (ع ١٥ - ١٧) ومن (إش ٨،٧:٨) نفهم أن النهر يمثل الشعوب التي يستخدمها الشيطان للقضاء على المرأة وهذا واضح من الماء الخارج من فم الحية لكن الرب في عنايته يمنع هذه الشعوب من القضاء عليها ويعد الأرض لإعانة المرأة ومن (إش ١٩:٥٩) نعلم "عندما يأتي العدو كنهر فنفخة الرب تدفعه
وعندها يرنمون "لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا إذا لأبتلعونا أحياء عند احتماء غضبهم، إذا لجرفتتا المياة لعبر السيل على أنفسنا" (مز ١٢٤).
رابعا) "فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربًا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح" (ع ١٧) إن باقي نسل المرأة هم البقية الأمينة في أورشليم وأرض اليهودية أثناء الضيقة العظيمة "ضيق يعقوب" ويتميزون بأنهم يحفظون وصايا الله وشهادة يسوع (أي الكتب النبوية التي تشهد عن يسوع لأن يسوع هو روح النبوة) وفي المزامير نسمع صلواتهم وتضرعاتهم على سبيل المثال (مز ٤٣، ٤٤، ٤٦، ٤٨، ٧٩، ٨٠" وكثير من المزامير التي نلمس فيها مشاعر البقية المتألمة وحفظ الرب لهم لأنهم سيكونون موضوع عناية الله، لأنهم أحباء من أجل الأباء وعندما يدعونه في الضيق يوجد لهم ويخلصهم، إنه إله العهد والذي يحفظ وعوده ولابد أن يتممها فهو صادق وأمين الذي له كل السجود والحمد والإكرام آمين (ي. ف)
صباح الإشتياق لمجيئ الرب