"الجملة الاعتراضية بين البوق ٧،٦"
(ص ١٠، ١١: ١-١٤)
الأصحاح الحادي عشر وفيه نرى:-
بعد أن رأينا قياس الهيكل والمذبح والساجدون فيه نرى بعد ذلك:-
أولا) الشاهدان والسلطان الذي لهما (ع ٣-٦):-
١- "وسأعطي لشاهدي (القوة) "and I will give (power) to my two witness” فيتنبآن ١٢٦٠ يوما لابسين مسوحا" إن إل ١٢٦٠ يوما والمعبر عنهم بال ٤٢ شهرًا هي النصف الأخير من الأسبوع السبعين من نبوة دانيال (ص ٩).
٢- الشهادة هنا شهادة هي يهودية تقام في الأرض اليهودية بعد اختطاف الكنيسة ولذلك يأتي القول "وإن كان أحد يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل أعدائهما وإن كان أحد يؤذيهما لابد أن يقتل" (ع ٥) ونفهم من كلمة الله أن رقم ٢ يشير إلى الشهادة (تث ١٥:١٩) الله "الذي لا يترك نفسه بلا شاهد" (أع ١٧:١٤)
ثانيا) كون الشاهدين "لابسين مسوحا" دليل على الحزن والأسى والبكاء المرتبط برجوع البقية للمسيا "فينظرون إلى الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له" راجع نبوة (ذك ١٢).
ثالثًا) يقال عن الشاهدان "هذان هما الزيتونتان و المنارتان القائمتان أمام رب الأرض" (ع ٤) وفي (ع ١٠) "نبيان" أي أن شهادتهما تحمل نور الله بقوة الروح القدس وهذه الشهادة تخص المسيا كسيد الأرض كلها (يش ١١:٣)، كما أنهما يمارسان الخدمة النبوية التي تدعو الأمة للتوبة والرجوع إلى الله الحي الحقيقي إله العهد إله إسرائيل.
رابعا) من (ع ٦) نعلم أن شهادتهما مصحوبة بمعجزات شبيه بالمعجزات التي أجراها إيليا وموسى فمثلا "غلق السماء فلا تمطر" وهذا ما فعله إيليا. راجع (١ مل ١٨،١٧) "أن يتحول الماء إلى دم، وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا" وهذا ما فعله موسى (خر ٨،٧) فمعجزات موسى تذكرهم بعبوديتهم في مصر وخضوعهم في وقت الضيقة لنير الوحش كما أن معجزات إيليا تؤكد لهم أنهم في حالة من الفساد الأخلاقي والوثنية كما كانوا أيام آخاب وإيزابل وهكذا ستكون حالة الأمة اليهودية المرتدة مستقبلا تحت سيادة النبي الكذاب والوحش كأيام موسى وإيليا في حالة العبودية والفساد الأخلاقي المرتبط بالوثنية.
خامسا) الوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما بعد أن يتمما شهادتهما (ع ٧) يسمح الله للوحش الصاعد من الهاوية بقوة الشيطان أن يقتل الشاهدين وسبب عداوة الشيطان لهما هو تمسكهما بحقوق المسيح كسيد كل الأرض وهذا ما لا يقبله الوحش لأنه يعتقد أنه صاحب السيادة على الأرض كما يحاول أن يفرض سيطرته على العالم.
سادسا) من (ع ٨-١٠) نرى بعد قتل الوحش للنبيين تكون جثتيهما على شارع المدينة العظيمة (أورشليم) التي تدعى سدوم ومصر حيث صلب ربنا ولماذا تدعى سدوم بسبب شرورها الأدبية وفسادها الأخلاقي (تك ١٨) ومصر لأنها أصبحت عالمية وثنية وتذكرهم بعبودية آباؤهم قديمًا (خر ١)، حيث صلب ربنا وهذا أبشع جريمة عرفها التاريخ صلب ابن الله، والعجيب أن الوحش قتلهما والشعوب والقبائل والألسنة والأمم لم تقبل بدفن جثتيهما فيا لها من إهانة، والساكنين على الأرض الذين أحبوا مجد الأرض ورفضوا مجد السماويات "الذين إلههم بطنهم و مجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات" (في ١٩:٣) هؤلاء غمرهم الفرح ويرسلون هدايا بعضهم لبعض تعبيرًا عن بهجتهم بقتل الشاهدين، غير أن شماتتهم وفرحهم لا يطول لأن بعد ثلاثة أيام ونصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على أرجلهما (ع ١١) وهنا نرى:-
١- أن خوفًا عظيمًا وقع على الذين كانوا ينظرونهما.
٢- سمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدوا إلى هنا.
٣- فصعدا إلى السماء في السحابة كما صعدا رب المجد بعد القيامة إلى السماء (أع ١) والسحابة رمز لمحضر الله الذي هو رب السماء كما أنه رب الأرض أيضا.
٤- ونظرهما أعداؤهما (ع ١٢) أما بالنسبة للكنيسة العالم لن يرى اختطافها في السحب لملاقاة الرب في الهواء فهذا يتم في لحظة في طرفة عين. راجع (١ تس ٤، ١ كور ١٥)
٥- زلزلة عظيمة قد حدثت فسقط عشر المدينة وقتل بالزلزلة أسماء من الناس (دليل على أنهم معروفين) سبعة آلاف، وسقط عشر المدينة.
٦- وصار الباقون في رعبة، وأعطوا مجدا لإله السماء نلاحظ أن هذا القضاء آثار الرعب والخوف في الناس ولكن دون توبة وإيمان حقيقي فهو خوفًا ظاهريًا بدليل أنهم أعطوا المجد لإله السماء وليس لرب وسيد كل الأرض لأن مناداة الشاهدين بحقوق الرب على الأرض كسيدها وخالقها وفاديها يا لقساوة قلب الإنسان الذي رفض كلمته وشهادة نعمته فمهما كانت الأحكام القضائية لن تؤثر فيه.
سابعا) "الويل الثاني مضى وهوذا الويل الثالث يأتي سريعا" (ع ١٤) إن الويل الأول بعد البوق الخامس كان على اليهود المرتدين أما الويل الثاني بعد البوق السادس على الإمبراطورية الرومانية العائدة للحياة لكن الويل الثالث بعد البوق السابع عام ويقع على كل العالم، وبنهاية الويل الثاني نأتي إلى نهاية الجملة الإعتراضية (ص ١٠، ١١: ١-١٤)
ليتك قارئي العزيز تكون حكيما ولا تدعي زمن النعمة ينتهي ويغلق الباب دون قبولك بالإيمان عمل الله في صليب ربنا يسوع المسيح لا تؤجل فزمن النعمة كادا ينتهي بمجيئ الرب يسوع وإختطاف القديسين وتعمل يا خاطئ إزاي لما يسوع ييجيئ الذي له كل المجد والسجود (ي. ف)
صباح باب النعمة المفتوح




منقول