مقدمة
معنى الاسم هوشع يهوه معين كالاسم يشوع والاسم يسوع. كان هوشع من مملكة إسرائيل الشمالية ويظهر ذلك من ذكره أماكن من بلاد إسرائيل وحوادث من تاريخها. قيل إنه تنبأ في أيام عزيا وفي أيام حزقيا أيضاً فكانت مدة خدمته النبوية ٢٠ سنة أقل ما يكون والبعض يقولون ٦٠ سنة. ملك يربعام الثاني ٤١ سنة وفي زمانه ازدهت مملكة إسرائيل وأما الشعب فاستولى عليهم الكسل وطلب الراحة والكبرياء والظلم وعبادة الأوثان والرفاهية (انظر عاموس ٢: ٦ - ١٦ و٦: ٣ - ٦ و٨: ٤ - ٦) وبعد موت يربعام كان تشويش وانحطاط حتى سقطت المملكة إذ استولى عليها الأشوريون. وكان من وظيفة هوشع أن يظهر للشعب عظمة خطاياهم وعقابها الهائل. وأعظم خطاياهم والخطية التي نتج منها جميع الشرور هي تركهم الرب الذي كان اختارهم وأحبهم ولم يزل يحبهم. واستعداداً لهذه الخدمة أخذ هوشع بأمر الرب امرأة زنى (١: ٢) لكي يختبر في أموره البيتية ما يرمز إلى خطية إسرائيل بتركهم الرب ومحبته الأبدية لشعبه فكان كلام هوشع من قلبه كلاماً مؤثراً وبالحزن والمحبة.
والسفر قسمان:
الأول: منهما الأصحاحات الثلاثة الأولى التي فيها ذكر أموره البيتية وبيان ما كانت ترمز إليه. والقسم الثاني الباقي من السفر وفيه مواضيع مختلفة منها (١) ذكر خطية الزنى الحرفي والروحي (٢) خطيتهم بسجودهم للأصنام (٣) خطيتهم في محالفة شعوب وثنية (٤) خطيتهم في عصيانهم على بيت داود وانشقاق المملكة (٥) محبة الله المقدسة والثابتة الظاهرة في قطعه عهداً مع إسرائيل ليكونوا شعبه الخاص.
ونفس هوشع ما يدل على محبته لبلاده وشعبه وشعوره بعظمة خطاياهم وحزنه عليها فكان كلامه مقتضباً مختصراً وأحياناً بلا علاقة بعضه ببعض.
ومع الدرس في سفر هوشع يجب الدرس في سفر الملوك الثاني وفي نبوءة إشعياء ونبوءة عاموس لأجل معرفة أحوال شعب إسرائيل السياسية والأدبية في زمان هوشع.
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
١ «قَوْلُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ».
رومية ٩: ٢٥ و٢ملوك ١٤: ٢١ و١٥: ١ - ٧ و٢أيام ٢٦: ١ - ٢٣ وإشعياء ١: ١ و عاموس ١: ١ و٢ملوك ١٥: ٥ و٧ و٣٢ - ٣٨ و٢أيام ٢٧: ١ - ٩ وإشعياء ١: ١ و ميخا ١: ١ و٢ملوك ١٦: ١ - ٢٠ و٢أيام ٢٨: ١ - ٢٧ وإشعياء ١: ١ و٧: ١ - ١٧ وميخا ١: ١ و٢ملوك ١٨: ١ - ٢٠: ٢١ و٢أيام ٢٩: ١ ص ٣٢: ٣٣ وميخا ١: ١ و٢ملوك ١٣: ١٣ و١٤: ٢٣ - ٢٩ وعاموس ١: ١
قَوْلُ ٱلرَّبِّ الكلام المتضمن في هذه النبوة كلام الرب وليس كلام النبي فعليه أن يطيع الرب ولا يخاف من الناس وإن كان كلامه غير مقبول وعلى السامعين أن يسمعوا ويعتبروا الكلام ككلام الله.
بْنِ بِئِيرِي لا نعرف عنه شيئاً.
فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا الخ انظر المقدمة.
٢ - ٥ «٢ أَوَّلَ مَا كَلَّمَ ٱلرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ ٱلرَّبُّ لِهُوشَعَ: ٱذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ ٱمْرَأَةَ زِنىً وَأَوْلاَدَ زِنىً، لأَنَّ ٱلأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنىً تَارِكَةً ٱلرَّبَّ!. ٣ فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ٱبْناً. ٤ فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: ٱدْعُ ٱسْمَهُ يَزْرَعِيلَ، لأَنَّنِي بَعْدَ قَلِيلٍ أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو عَلَى دَمِ يَزْرَعِيلَ، وَأُبِيدُ مَمْلَكَةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. ٥ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنِّي أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ».
ص ٣: ١ وإشعياء ٢٠: ٢ و٣ إرميا ٣: ١ و١٢ و١٤ ص ٢: ٥ و٥: ٣ حزقيال ٢٣: ٤ ع ٥ و١١ وص ٢: ٢٢ و٢ملوك ١٠: ١ - ١٤ إرميا ٤٩: ٣٥ وحزقيال ٣٩: ٣ (ص ٢: ١ في العبراني) يشوع ١٧: ١٦ وقضاة ٦: ٣٣
ٱمْرَأَةَ زِنىً يقول البعض أن زواجه كان برؤيا وليس زواجاً حقيقياً لأنه لا يليق بالنبي أن يأخذ زانية. والأرجح أنه زواج حقيقي بدليل:
(١) إن الكلام بسيط وعلى سبيل خبر وليس على سبيل شعر أو مثل.
(٢) إنه لا يليق بالنبي أن يعمل في الرؤيا ما لا يليق عمله بالفعل. والمظنون أن جومر لم تكن زانية لما أخذها بل كانت طاهرة رمزاً لإسرائيل كما كانوا لما دعاهم الرب أولاً (انظر ٢: ١٥) «وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» و(٩: ١٠ و١١: ١ وإرميا ٢: ٢) وبعدما تركت هوشع وصارت زانية (٣: ١) تلقبت امرأة زانية بهذا النبإ مع أنها كانت طاهرة لما أخذها هوشع وكان هذا الأمر المحزن استعداداً للنبي لممارسة خدمته لأن امرأته كانت رمزاً لشعب إسرائيل الذين كانوا تركوا الرب وسجدوا للأصنام ومن حزن النبي على امرأته يُستدل على حزن الرب على شعبه ومعاملة النبي امرأته المخطئة مثلت للشعب معاملة الرب شعبه فكان كلام النبي من قلبه واختباره وللكلام على هذا النوع تأثير في السامعين.
أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو (ع ٤) (انظر ٢ملوك ص ٩ و١٠). قال الرب لياهو «قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ» (٢ملوك ١٠: ٣٠) ولكن لم يتحفظ ياهو للسلوك في شريعة الرب من كل قلبه أي كان عمله مستقيماً وأما غايته بذلك فكانت نفسانية وشريرة وزال الملك من بيت ياهو لما قُتل الملك زكريا (٢ملوك ١٥: ١١ و١٢) وأباد الرب مملكة إسرائيل لما سقطت السامرة عن يد ملك أشور.
أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ (ع ٥) أي قوته وكان وادي يزرعيل وهو مرج ابن عامر اليوم ساحة حروب كثيرة دموية.
٦ - ١١ «٦ ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضاً وَوَلَدَتْ بِنْتاً، فَقَالَ لَهُ: ٱدْعُ ٱسْمَهَا لُورُحَامَةَ، لأَنِّي لاَ أَعُودُ أَرْحَمُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً بَلْ أَنْزِعُهُمْ نَزْعاً. ٧ وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ وَأُخَلِّصُهُمْ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَلاَ أُخَلِّصُهُمْ بِقَوْسٍ وَبِسَيْفٍ وَبِحَرْبٍ وَبِخَيْلٍ وَبِفُرْسَانٍ. ٨ ثُمَّ فَطَمَتْ لُورُحَامَةَ وَحَبِلَتْ فَوَلَدَتِ ٱبْناً. ٩ فَقَالَ: ٱدْعُ ٱسْمَهُ لُوعَمِّي، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ شَعْبِي وَأَنَا لاَ أَكُونُ لَكُمْ. ١٠ لٰكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ ٱلَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. ١١ وَيُجْمَعُ بَنُو يَهُوذَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مَعاً وَيَجْعَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَأْساً وَاحِداً، وَيَصْعَدُونَ مِنَ ٱلأَرْضِ، لأَنَّ يَوْمَ يَزْرَعِيلَ عَظِيمٌ».
ع ٩ ص ٢: ٤ إشعياء ٣٠: ١٨ إرميا ٢٥: ٥ و٦ وزكريا ٩: ٩ و١٠ مزمور ٤٤: ٣ - ٧ ع ٦ تكوين ٢٢: ١٧ وإرميا ٣٣: ٢٢ رومية ٩: ٢٦ ع ٩ وإشعياء ٦٥: ١ إشعياء ٦٣: ١٦ و٦٤: ٨ إرميا ٢٣: ٥ و٦ و٥٠: ٤ و٥ وحزقيال ٣٧: ٢١ - ٢٤ ص ٣: ٥ وإرميا ٣٠: ٢١ ع ٤ و٥
لُورُحَامَةَ أي غير مرحومة وهذا الاسم واسم الولد الثالث «لوعمي» أي ليس شعبي يشيران إلى رفض الله شعبه إسرائيل.
بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ (ع ٧) إنه بقي بعد سقوط السامرة مدة ١٣٣ سنة وله وعد بأن المسيح يكون منه وتدوم مملكته إلى الأبد غير أن هذا الخلاص لا يكون بقوتهم بل من الرب.
رَأْساً وَاحِداً (ع ١١) أي المسيح والوعد «يصعدون من الأرض» يشير أولاً إلى الرجوع من سبي بابل ثم إلى رجوع جميع المؤمنين إلى الله.
لأَنَّ يَوْمَ يَزْرَعِيلَ عَظِيمٌ لا للغضب بل للبركة إشارة إلى معنى الاسم يزرعيل الأصلي أي «يزرع الله» فكما كان سهل يزرعيل ممتازاً بالخصب وجودة مواسمه هكذا يكون شعب الله ممتازاً ببركات روحية وهي أعظم جداً من خيرات يزرعيل الجسدية. وسقوط مملكة إسرائيل وعبادتها الوثنية والرذائل الناتجة عنها كانت واسطة لتثبيت الدين الحقيقي واتحاد جميع شعب الله تحت راية الرئيس الواحد وتمت هذه النبوة جزئياً في زمان حزقيا (٢أيام ٣٠: ١١) ويوشيا (٢أيام ٣٤: ٦ - ٩) وستتم في المسيح (رومية ٩: ٢٥ و٢٦) لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة (رومية ١١: ٢٩) والوعد لإبراهيم (تكوين ٢٢: ١٧) «أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ» لا بد من تتميمه. ويصعد شعب الله ليس إلى أورشليم جبل صهيون فقط بل من أعماق الذل والشقاء ومن سلوكهم الدنيء وعبادتهم للأمور العالمية إلى الحياة المجيدة بالمسيح.
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
١ - ٤ «١ قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ». ٢ حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ ٱمْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا، لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا، ٣ لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا، وَأَجْعَلَهَا كَقَفْرٍ، وَأُصَيِّرَهَا كَأَرْضٍ يَابِسَةٍ، وَأُمِيتَهَا بِٱلْعَطَشِ. ٤ وَلاَ أَرْحَمُ أَوْلاَدَهَا لأَنَّهُمْ أَوْلاَدُ زِنىً».
ع ٢٣ ع ٥ وص ٤: ٥ وحزقيال ٢٣: ٤٥ إشعياء ٥٠: ١ ص ١: ٢ وإرميا ٣: ١ و٩ و١٣ حزقيال ١٦: ٧ و٢٢ و٣٩ ص ١٣: ١٥ وإشعياء ٣٢: ١٣ إرميا ١٤: ٣ وعاموس ٨: ١١ - ١٣ ص ١: ٦ وإرميا ١٣: ١٤ وحزقيال ٨: ١٨
قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ لهذا العدد والعددين ١٠ و١١ من الأصحاح السابق موضوع واحد وهو الوعد لبيت يهوذا وبني إسرائيل عندما يُجمعون ويجعلون لأنفسهم رأساً واحداً. والمخاطبون هم تلاميذ النبي فيقولون لإخوتهم الإسرائيليين. أو قول النبي للإسرائيليين ليقولوا بعضهم لبعض.
عَمِّي... رُحَامَةَ الذين لم يكونوا شعب الله (لو عمي) يصيرون شعبه والغير المرحومين (لو رحامة) يصيرون مرحومين. وأما المواعيد فهي تحت شروط سيأتي ذكرها.
لَيْسَتِ ٱمْرَأَتِي (ع ٢) الأولاد هم الإسرائيليون أفراداً والأم هي الأمة إجمالاً. إن الخطية الوحيدة التي تفصل بين الرجل وامرأته هي خطية الزنى والخطية التي تفصل بين الله وشعبه هي عبادة الأصنام. لم يرفض الله إبراهيم وموسى وداود الذين أخطأوا وتابوا ولكنه رفض يربعام وأخآب وغيرهما الذين بدلوا عبادة الرب بعبادة وثنية فكانوا كامرأة مطلقة. وأحياناً يكون الزنى حقيقياً وأحياناً يكون مجازياً فيشير إلى عبادة الأصنام كما في هذا العدد.
أُجَرِّدَهَا (ع ٣) أي يأخذ الرب من شعبه جميع خيراتهم كالمواسم والأثمار والأرض والمملكة نفسها فيكونون للسبي والعبودية كما كانوا في مصر ويوم ولادة إسرائيل هو يوم خروجهم من مصر. ولم يُبعد عنهم خيرات جسدية فقط بل ابتعد عنهم هو أيضاً.
٥ - ٧ «٥ لأَنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ. ٱلَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْياً. لأَنَّهَا قَالَتْ: أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ ٱلَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي، صُوفِي وَكَتَّانِي، زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي. ٦ لِذٰلِكَ هَئَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِٱلشَّوْكِ، وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا. ٧ فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ، وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي ٱلأَوَّلِ، لأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ ٱلآنَ».
ع ٢ وص ٣: ١ وإشعياء ١: ٢١ إرميا ٢: ٢٥ و٣: ١ و٢ ع ١٢ وإرميا ٤٤: ١٧ و١٨ أيوب ١٩: ٨ ص ٩: ٦ و١٠: ٨ إرميا ١٨: ١٥ ص ٥: ١٣ و٢أيام ٢٨: ٢٠ إرميا ٢: ٢ و٣: ١ وحزقيال ١٦: ٨ و٢٣: ٤ ص ١٣: ٦ وإرميا ١٤: ٢٢
ٱلَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي ظن الإسرائيليون أن آلهة الأمم تساعدهم في حروبهم وأشغالهم وتجعلهم وأرضهم مثمرة يوجد في كل جيل الذين يتوهمون أن النجاح هو بواسطة الكذب والظلم ويجهلون كما جهل إسرائيل في القديم أن الأرض للرب وهو يوزع الخيرات على البشر كما يشاء.
أُسَيِّجُ (ع ٦) السياج هو كل ما يمنع الناس عن تتميم مقاصدهم وقد يكون السياج رحمة إذ يحفظ الناس من الخطايا الفظيعة فالتمدن والعوائد الجيدة والنظام البيتي والصيت كلها كسياج يحفظ الإنسان من السكر والزنى والقتل الخ ونشكر الله على وصاياه وهي كحائط السطح الذي يمنع الناس عن السقوط (انظر تثنية ٢٢: ٨).
أَذْهَبُ... إِلَى رَجُلِي (ع ٧) نتيجة التأديب الرجوع إلى الله.
٨ - ١٣ «٨ وَهِيَ لَمْ تَعْرِفْ أَنِّي أَنَا أَعْطَيْتُهَا ٱلْقَمْحَ وَٱلْمِسْطَارَ وَٱلزَّيْتَ، وَكَثَّرْتُ لَهَا فِضَّةً وَذَهَباً جَعَلُوهُ لِبَعْلٍ. ٩ لِذٰلِكَ أَرْجِعُ وَآخُذُ قَمْحِي فِي حِينِهِ وَمِسْطَارِي فِي وَقْتِهِ، وَأَنْزِعُ صُوفِي وَكَتَّانِي ٱللَّذَيْنِ لِسَتْرِ عَوْرَتِهَا. ١٠ وَٱلآنَ أَكْشِفُ عَوْرَتَهَا أَمَامَ عُيُونِ مُحِبِّيهَا وَلاَ يُنْقِذُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. ١١ وَأُبَطِّلُ كُلَّ أَفْرَاحِهَا: أَعْيَادَهَا وَرُؤُوسَ شُهُورِهَا وَسُبُوتَهَا وَجَمِيعَ مَوَاسِمِهَا. ١٢ وَأُخَرِّبُ كَرْمَهَا وَتِينَهَا ٱللَّذَيْنِ قَالَتْ: هُمَا أُجْرَتِي ٱلَّتِي أَعْطَانِيهَا مُحِبِّيَّ وَأَجْعَلُهُمَا وَعْراً فَيَأْكُلُهُمَا حَيَوَانُ ٱلْبَرِّيَّةِ. ١٣ وَأُعَاقِبُهَا عَلَى أَيَّامِ بَعْلِيمَ ٱلَّتِي فِيهَا كَانَتْ تُبَخِّرُ لَهُمْ وَتَتَزَيَّنُ بِخَزَائِمِهَا وَحُلِيِّهَا وَتَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيهَا، وَتَنْسَانِي أَنَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
إشعياء ١: ٣ حزقيال ١٦: ١٩ ع ١٣ وص ٨: ٤ ص ٨: ٧ و٩: ٢ حزقيال ١٦: ٣٧ إرميا ٧: ٣٤ و١٦: ٩ ص ٣: ٤ وعاموس ٥: ٢١ و٨: ١٠ إشعياء ١: ١٣ و١٤ إرميا ٥: ١٧ و٨: ١٣ مزمور ٨٠: ١٢ وإشعياء ٥: ٥ ص ١٣: ٨ وإشعياء ٣٢: ١٣ ص ٤: ١٣ و١١: ٢ إرميا ٧: ٩ حزقيال ١٦: ١٢ و١٣ و٢٣: ٤٠ ص ٤: ٦ و٨: ١٤ و١٣: ٦
أَنَا أَعْطَيْتُهَا ٱلْقَمْحَ الخيرات الجسدية كالروحية من الله.
جَعَلُوهُ لِبَعْلٍ شكروه كأن الخيرات منه وقدموا له تقدمات وأما الرب فقال «قمحي... مسطاري... صوفي وكتاني» أي هي للرب ومنه وليس من بعل فسلبوا الرب كرامته.
أَكْشِفُ عَوْرَتَهَا (ع ١٠) يأخذ الرب منها هذه الخيرات فيظهر أنها بذاتها فقيرة وضعيفة وكل ما كانت تفتخر به هو من الرب وليس منها.
أَعْيَادَهَا (ع ١١) الكلام لإسرائيل ويدل على أن عبادتهم لأصنامهم كانت على هيئة عبادة الرب في أورشليم من جهة أعياد وذبائح وتقدمات وكهنة (انظر ١ملوك ١٢: ٢٥ - ٣٣).
وَأُعَاقِبُهَا عَلَى أَيَّامِ بَعْلِيمَ (ع ١٣) بعليم جمع لفظة بعل فإن الوثنيين لم يعرفوا الإله الواحد إله الأرض كلها بل ظنوا أنه كان إله خصوصي لكل بلاد وكل مقاطعة من البلاد وآلهة مختلفة في وظيفتها وصفاتها كبعل زبوب إله عقرون وإله الذبان (انظر ٢ملوك ١: ٢) وبعل بريث إله العهود (قضاة ٨: ٣٣) وبعل فعور إله الزنى (عدد ٢٥: ٣) وأيام بعليم هي أعيادها التي فيها كانوا يبخرون لها ويتزينون بخزائنها ويذهبون وراءها كزانية وراء محبيها فيعاقبهم الرب وتمّ ذلك بخراب أرضهم بعد سقوط السامرة (انظر ٢ملوك ص ١٧).
١٤ - ٢٣ «١٤ لٰكِنْ هَئَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا، ١٥ وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ، وَوَادِي عَخُورَ بَاباً لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. ١٦ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ أَنَّكِ تَدْعِينَنِي «رَجُلِي» وَلاَ تَدْعِينَنِي بَعْدُ «بَعْلِي». ١٧ وَأَنْزِعُ أَسْمَاءَ ٱلْبَعْلِيمِ مِنْ فَمِهَا فَلاَ تُذْكَرُ أَيْضاً بِأَسْمَائِهَا. ١٨ وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْداً فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَعَ حَيَوَانِ ٱلْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ وَدَبَّابَاتِ ٱلأَرْضِ، وَأَكْسِرُ ٱلْقَوْسَ وَٱلسَّيْفَ وَٱلْحَرْبَ مِنَ ٱلأَرْضِ، وَأَجْعَلُهُمْ يَضْطَجِعُونَ آمِنِينَ. ١٩ وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى ٱلأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِٱلْعَدْلِ وَٱلْحَقِّ وَٱلإِحْسَانِ وَٱلْمَرَاحِمِ. ٢٠ أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِٱلأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ ٱلرَّبَّ. ٢١ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَسْتَجِيبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ ٱلأَرْضَ، ٢٢ وَٱلأَرْضُ تَسْتَجِيبُ ٱلْقَمْحَ وَٱلْمِسْطَارَ وَٱلزَّيْتَ، وَهِيَ تَسْتَجِيبُ يَزْرَعِيلَ. ٢٣ وَأَزْرَعُهَا لِنَفْسِي فِي ٱلأَرْضِ، وَأَرْحَمُ لُورُحَامَةَ، وَأَقُولُ لِلُوعَمِّي: أَنْتَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: أَنْتَ إِلٰهِي».
حزقيال ٢٠: ٣٣ - ٣٨ حزقيال ٢٨: ٢٥ و٢٦ يشوع ٧: ٢٦ إرميا ٢: ١ - ٣ ص ١١: ١ و١٢: ٩ و١٣ و١٣: ٤ وخروج ١٥: ٢ ع ٧ وإشعياء ٥٤: ٥ خروج ٢٣: ١٣ ويشوع ٢٣: ٧ ومزمور ١٦: ٤ ع ١٣ أيوب ٥: ٢٣ وإشعياء ١١: ٦ - ٩ وحزقيال ٣٤: ٢٥ حزقيال ٣٩: ١ - ١٠ حزقيال ٣٤: ٢٥ إشعياء ٦٢: ٤ و٥ وإرميا ٣: ١٤ إشعياء ١: ٢٧ و٥٤: ٦ - ٨ ص ٦: ٦ و١٣: ٤ إشعياء ٥٥: ١٠ وزكريا ٨: ١٢ وملاخي ٣: ١٠ و١١ إرميا ٣١: ١٢ ويوئيل ٢: ١٩ ص ١: ٤ و٥ و١١ إرميا ٣١: ٢٧ ع ١ وص ١: ٦ رومية ٩: ٢٥ ص ١: ٩
أَتَمَلَّقُهَا بعد الوعيد وعد وتتميم الوعد هو برجوع إسرائيل إلى الرب بإيمانهم بالمسيح (انظر رومية ١١: ٢٥ - ٢٧) والبرية مكان الابتعاد عن العالم والاقتراب إلى الرب كما في زمان خروجهم من مصر لما ابتعدوا عن العبودية والوثنية وأحزان العالم وأفراحه ولذاته واقتربوا إلى الله عند جبل سيناء.
وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ (ع ١٥) ليست كروماً حقيقية بل أثمار التأديب والتوبة.
وَادِي عَخُورَ في هذا الوادي رجموا عخان (انظر يشوع ٧: ٢٤) ومعنى الاسم «كدر» لأن عخان كدّر إسرائيل وقيل إن الرب يعطيهم وادي عخور باباً للرجاء أي بواسطة التأديب ينالون بركات ومن وادي الكدر يخرج الفرح.
كَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ (انظر خروج ١٥: ١ - ٢١).
تَدْعِينَنِي رَجُلِي (ع ١٦) أي أنهم سيرجعون إلى منزلهم الأول كشعب الله وهو يكون إلههم ويحبهم ويعتني بهم كرجل بإمرأته ولا يدعون الرب «بعلي» لأنهم يتركون الديانة الوثنية والأسماء التي كانوا يستعملونها ولا ينسبونها إلى الرب ولا يخلطون الديانة الحقيقية بخرافات وأباطيل كما فعل يربعام ابن ناباط لا يكون في أرضهم وحوش مضرة (ع ١٨) كما كان بعد سقوط السامرة لقلة السكان (انظر ٢ملوك ١٧: ٢٥) وذهاب الوحوش مشبّه بانصراف عدوّ إلى بلاده بعد قطع عهد معه.
وَأَكْسِرُ ٱلْقَوْسَ (ع ١٨) لا يكون حرب لأن شريعة الرب تكون في قلوب جميع الشعوب (انظر إشعياء ٢: ٣ و٤).
أَخْطُبُكِ (ع ١٩) يغفر الرب خطايا شعبه ولا يذكرها أيضاً فلا يعاملها كامرأة راجعة إلى رجلها بل يخطبها كأنها عذراء والوعد هو بأن هذه الخطية تكون إلى الأبد فلا يسقطون بعد وتكرار القول «أخطبها» ثلاث مرات للتأكيد.
بِٱلْعَدْلِ وَٱلْحَقِّ الخ مضمون العهد بين العريس والعروس فيتعهد الرب بأنه يعاملهم بالعدل والحق والإحسان والمراحم والأمانة فيُطلب منهم أن يعاملوه بالمثل ويعاملوا بعضهم بعضاً هكذا وأما هم فقد نسوا الرب (ع ١٣) وأهملوا هذه الواجبات (٤: ١) وظهر عدل الله ورحمته معاً بصلب المسيح والفداء الذي اشتراه بدمه.
فَتَعْرِفِينَ ٱلرَّبَّ (ع ٢٠) ليس فقط معرفة عقلية بل أيضاً معرفة قلبية فإنه لا يمكن الإنسان أن يعرف الله معرفة حقيقية إن لم يحبه ولا يمكن معرفة الرب إلا القلب المتجدد «لأَنَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللّٰهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (٢كورنثوس ٤: ٦) «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (يوحنا ١٧: ٤) وهوشع يذكر كثيراً هذه المعرفة (٤: ١ و٥: ٤ و٦: ٣ و٦).
يَزْرَعِيلَ (ع ٢٢) بمعنى إسرائيل لأن مدينة يزرعيل كانت عاصمة مملكة إسرائيل في زمان أخآب. ويتصور النبي أن الشعب يطلب القمح والقمح يطلب غذاءه من الأرض والأرض تطلب المطر من السماء والسماء تطلب الأمر من الرب فالرب يستجيب السموات والسموات تستجيب الأرض والأرض تستجيب القمح والقمح يستجيب الإنسان فالكل من الرب.
وَأَزْرَعُهَا لِنَفْسِي (ع ٢٣) أي يكون يزرعيل كاسمها ولورحامة أي غير مرحومة تصير مرحومة ولوعمي أي ليس شعبي يصير شعب الله.
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
١ - ٥ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: ٱذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ ٱمْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ ٱلرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ ٱلزَّبِيبِ. ٢ فَٱشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ. ٣ وَقُلْتُ لَهَا: تَقْعُدِينَ أَيَّاماً كَثِيرَةً لاَ تَزْنِي وَلاَ تَكُونِي لِرَجُلٍ، وَأَنَا كَذٰلِكَ لَكِ. ٤ لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً بِلاَ مَلِكٍ وَبِلاَ رَئِيسٍ وَبِلاَ ذَبِيحَةٍ وَبِلاَ تِمْثَالٍ وَبِلاَ أَفُودٍ وَتَرَافِيمَ. ٥ بَعْدَ ذٰلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ ٱلأَيَّامِ».
ص ١: ٢ و٢صموئيل ٦: ١٩ و١أيام ١٦: ٣ ونشيد الأنشاد ٢: ٥ راعوث ٤: ١٠ ص ١٣: ١٠ و١١ ص ٢: ١١ ودانيال ٩: ٢٧ و١١: ٣١ و١٢: ١١ ص ١٠: ١ و٢ خروج ٢٨: ٤ - ١٢ و١صموئيل ٢٣: ٩ - ١٢ تكوين ٣١: ١٩ و٣٤ وقضاة ١٧: ٥ و١٨: ١٤ و١٧ و١صموئيل ١٥: ٢٣ و١٩: ١٣ وحزقيال ٢١: ٢١ وزكريا ١٠: ٢ إرميا ٥٠: ٤ و٥ حزقيال ٣٤: ٢٤ إرميا ٣١: ٩
المرأة المذكورة هي ذات المرأة المذكورة في الأصحاح الأول أي جومر.
حَبِيبَةَ صَاحِبٍ أي عاشق. وأما البعض فيقولون إن الصاحب هو هوشع زوجها الشرعي. ومحبة هوشع لامرأته الزانية ترمز إلى محبة الرب لشعبه الملتفتين إلى آلهة أخرى «ٱللّٰهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية ٥: ٨) ومحبة هوشع لامرأته مما يزيد عظمة خطيتها بتركه وهكذا خطية إسرائيل بتركهم الرب الذي لم يزل يحبهم. والأقراص هي تقدمات إسرائيل لأصنامهم وبهذه التقدمات اعترفوا بأن نتائج الكروم وغيرها من بعل فنكروا الرب.
فَٱشْتَرَيْتُهَا (ع ٢) كان ثمن العبد ثلاثين شاقلاً (انظر خروج ٢١: ٢٣) أي قيمة جومر كقيمة عبد فقط إشارة إلى عدم استحقاق الشعب «لأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلإِيمَانِ، وَذٰلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللّٰهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس ٢: ٨ و٩) اللثك هو نصف حومر وقيمة حومر ونصف من الشعير نحو خمسة عشر شاقلاً أي نحو ثلاث ليرات إنكليزية ذهب. ومقدار الحومر ليس معروفاً تماماً.
تَقْعُدِينَ أَيَّاماً كَثِيرَةً (ع ٣) لا تكون هي لرجل ولا يكون هو لامرأة. ومن جهة الرب أنه لا يرفض شعبه وإن كانوا مسبيين في بلاد بعيدة بلا هكيل وفروض العبادة الموسوية وحتى اليوم وإن كان اليهود مشتتين في كل بلاد في العالم لا يزالون شعباً واحداً.
بِلاَ تِمْثَالٍ (ع ٤) عمود لأجل العبادة في المرتفعات أو غيرها كالحجر الذي أقامه يعقوب في بيت إيل (انظر تكوين ٢٨: ١٨) والأفود من ألبسة رئيس الكهنة (انظر خروج ٢٨: ٦ - ١٤) وأفود جدعون (قضاة ٨: ٢٤ - ٢٧) كان تمثالاً للسجود. والترافيم آلهة بيتية (تكوين ٣١: ١٩) وكانت التماثيل والأفود والترافيم مستعملة في عبادة الرب وغض بعض الملوك الصالحين النظر عنها مع أنها منهي عنها في الشريعة (انظر خروج ٢٠: ٤) وكانت أيضاً مستعملة في العبادة الوثنية. وقول النبي هنا أن بني إسرائيل المسبيين يكونون بلا طقوس العبادة بالإجمال.
بَعْدَ ذٰلِكَ (ع ٥) أي في أيام مملكة المسيح وهو «داود ملكهم» لأنه من نسل داود حسب الجسد. وهكذا تفسير اليهود والمسيحيين.
وَيَفْزَعُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ حينما يشرق النور في قلوبهم يشعرون بالظلمة التي كانوا فيها وأعماق الخطية والشقاء التي لا خلاص منها إلا بسفك دم ابن الله. ويشعرون بقداسة الله وعظمة خطاياهم وبمعرفته بكل أعمالهم وأفكارهم وبمحبة الله لغير المستحقين فيفزعون ويفرحون فرحاً مقدساً «تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ» (فيلبي ٢: ١٢).
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
١ - ٣ «١ اِسْمَعُوا قَوْلَ ٱلرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ، لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ فِي ٱلأَرْضِ. ٢ لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ، وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. ٣ لِذٰلِكَ تَنُوحُ ٱلأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ ٱلْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، وَأَسْمَاكِ ٱلْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ».
ص ٥: ١ ص ١٢: ٢ وميخا ٦: ٢ إشعياء ٥٩: ٤ وإرميا ٧: ٢٨ ص ٦: ٦ ع ٦ وص ٥: ٤ ص ١٠: ٤ ص ٧: ٣ و١٠: ١٣ و١١: ١٢ ص ٦: ٩ ص ٧: ١ص ٧: ٤ ص ٦: ٨ و١٢: ١٤ إشعياء ٢٤: ٤ و٣٣: ٩ إرميا ٤: ٢٥
هذا الأصحاح أول القسم الثاني من هذه النبوة الذي فيه تُذكر خطايا إسرائيل بالتفصيل وبيّن النبي أول كل شيء أن كلامه هو كلام الرب. ونستنتج من مضمون هذه الأصحاحات أن الملك يربعام الثاني كان مات ويدل الكلام على الفساد الأدبي والروحي (انظر ٢ملوك ١٥: ٨ - ٣١) وفي هذه المحاكمة الرب هو المدّعي والقاضي أيضاً. وييأس النبي عندما ينظر إلى أحوال الشعب لأنه لم يرَ شيئاً في الأرض من الصلاح. وأصل هذه الشرور عدم معرفة الله. كانوا اعتمدوا على الطقوس الجسدية كالتقدمات والذبائح وحفظ الأعياد دون العبادة الروحية و اعتمدوا على كهنتهم دون النظر إلى الرب وأحبوا ما يوافق شهواتهم لا ما يأمر بضبطها وكانوا ينظرون إلى القوى الطبيعية كالشمس والمطر وخصب الأرض وتكثير النسل من البهائم ومن الناس ونسوا الله الذي منه نواميس الطبيعة. سجدوا لآلهة نجسة وصاروا مثلها (انظر مزمور ١١٥: ٨). «دماء» بالجمع (ع ٢) تدل على كثرة سفك الدم وسفكه المتواصل.
تَنُوحُ ٱلأَرْضُ (ع ٣) (انظر يوئيل ص ١ و٢) الأرض التي أعطاهم الله إياها وهي أرض جيدة تفيض لبناً وعسلاً وأما هذه الأرض الجيدة فصارت تفيض لعنة وكذباً وقتلاً وسرقة وفسقاً.
٤ - ١٠ «٤ وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. ٥ فَتَتَعَثَّرُ فِي ٱلنَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً ٱلنَّبِيُّ مَعَكَ فِي ٱللَّيْلِ، وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. ٦ قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ ٱلْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ ٱلْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلٰهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ. ٧ عَلَى حَسْبَمَا كَثُرُوا هٰكَذَا أَخْطَأُوا إِلَيَّ، فَأُبْدِلُ كَرَامَتَهُمْ بِهَوَانٍ. ٨ يَأْكُلُونَ خَطِيَّةَ شَعْبِي وَإِلَى إِثْمِهِمْ يَحْمِلُونَ نُفُوسَهُمْ. ٩ فَيَكُونُ كَمَا ٱلشَّعْبُ هٰكَذَا ٱلْكَاهِنُ. وَأُعَاقِبُهُمْ عَلَى طُرُقِهِمْ وَأَرُدُّ أَعْمَالَهُمْ عَلَيْهِمْ. ١٠ فَيَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْبَعُونَ، وَيَزْنُونَ وَلاَ يَكْثُرُونَ، لأَنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا عِبَادَةَ ٱلرَّبِّ».
حزقيال ٣: ٢٦ وعاموس ٥: ١٠ و١٣ تثنية ١٧: ١٢ ص ٥: ٥ وحزقيال ١٤: ٣ و٧ ص ٢: ٢ و٥ ع ١ وص ٥: ٤ ملاخي ٢: ٧ و٨ ع ١٤ وزكريا ١١: ٨ و٩ و١٥ - ١٧ ص ٢: ١٣ و٨: ١٤ و١٣: ٦ ص ٨: ١ و١٢ ص ١٠: ١ و١٣: ٦ حبقوق ٢: ١٦ ع ١٨ ص ١٠: ١٣ إشعياء ٥٦: ١١ وميخا ٣: ١١ إشعياء ٢٤: ٢ وإرميا ٥: ٣١ ص ٨: ١٣ و٩: ٩ لاويين ٢٦: ٢٦ وإشعياء ٦٥: ١٣ وميخا ٦: ١٤ ص ٧: ٤ ص ٩: ١٧
لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ أي جميع الناس مشتركون بهذه الخطايا أو ساكتون عنها. والكهنة أهملوا واجباتهم ولم يعلّموا الشعب ولا حذروهم فكان الشعب عديم المعرفة وبقوله «شعبك» يخاطب النبي الكهنة بالإجمال ويعاتبهم.
كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً كان الزمان زمان تشويش سياسي وروحي لم يطيعوا الملك ولا اعتبروا الكاهن بل كانوا يخاصمونه.
فَتَتَعَثَّرُ فِي ٱلنَّهَارِ (ع ٥) أي الكاهن ويتعثر النبي أيضاً معه في الليل أي يتعثران دائماً نهاراً وليلاً في النور وفي الظلام «وأمك» هي شعب إسرائيل وهلك الشعب لأن كاهنهم لم يعلّمهم فرفضه الرب فلا يكهن له. وكان ذلك في مدة السبي. ورؤساء الكهنة رفضوا يسوع فرفضهم الله إذ خرب الهيكل وطقوسه. وأما شعب الله المؤمنون بالمسيح فصاروا كلهم كهنة لله (انظر ١بطرس ٢: ٩ ورؤيا ١: ٦) وأما الشعب فكان عليهم مسؤولية أيضاً فإنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة.
لأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلٰهِكَ (ع ٦) النسيان علامة الاحتقار فإن الناس ينسون ما ليس له قيمة في عيونهم.
أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ كابني الكاهن عالي (انظر ١صموئيل ٣: ١١ - ١٤) والمخاطب هنا الكهنة بالإجمال وينساهم الرب إذ يتركهم ويقطع عنهم بركاته.
عَلَى حَسْبَمَا كَثُرُوا (ع ٧) كثر طالبو الكهنوت في زمان يربعام (انظر ١ملوك ١٢: ٣١) طمعاً في المكسب والتسلط على الشعب. للكهنة الأمناء كرامة ووظيفتهم مقدسة لأنهم خدمة الرب ويتكلمون بكلامه ولكن تُبدل كرامتهم بالهوان لأنهم تركوا الرب.
يَأْكُلُونَ خَطِيَّةَ شَعْبِي (ع ٨) أي ذبيحة الخطية حسب الناموس (انظر لاويين ٦: ٢٤ - ٢٦) ونستنتج أن الكهنة المذكورين كانوا راضين بخطايا الشعب لكي يربحوا من تقدماتهم (انظر حزقيال ص ٣٤ و١صموئيل ٢: ١٢ - ١٧) فحملوا نفوسهم إلى إثمهم أي الكهنة حملوا نفوسهم إلى إثم الشعب (انظر مزمور ٢٤: ٤).
كَمَا ٱلشَّعْبُ هٰكَذَا ٱلْكَاهِنُ (ع ٩) لا يخلص الكاهن نفسه بادعاءه بأنه رجل مقدس. يأكل الكهنة ولا يشبعون (ع ١٠) لانهم كانوا تركوا خدمة الرب طمعاً في معاش ولا يحصلون عليه وزنوا طمعاً في عدم العقاب ولكنهم يعاقبون في بيوتهم وفي نسلهم.
١١ - ١٤ «١١ اَلزِّنَى وَٱلْخَمْرُ وَٱلسُّلاَفَةُ تَخْلِبُ ٱلْقَلْبَ. ١٢ شَعْبِي يَسْأَلُ خَشَبَهُ وَعَصَاهُ تُخْبِرُهُ، لأَنَّ رُوحَ ٱلزِّنَى قَدْ أَضَلَّهُمْ فَزَنَوْا مِنْ تَحْتِ إِلٰهِهِمْ. ١٣ يَذْبَحُونَ عَلَى رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ وَيُبَخِّرُونَ عَلَى ٱلتِّلاَلِ تَحْتَ ٱلْبَلُّوطِ وَٱللُّبْنَى وَٱلْبُطْمِ لأَنَّ ظِلَّهَا حَسَنٌ! لِذٰلِكَ تَزْنِي بَنَاتُكُمْ وَتَفْسِقُ كَنَّاتُكُمْ. ١٤ لاَ أُعَاقِبُ بَنَاتِكُمْ لأَنَّهُنَّ يَزْنِينَ وَلاَ كَنَّاتِكُمْ لأَنَّهُنَّ يَفْسِقْنَ. لأَنَّهُمْ يَعْتَزِلُونَ مَعَ ٱلزَّانِيَاتِ وَيَذْبَحُونَ مَعَ ٱلنَّاذِرَاتِ ٱلزِّنَى. وَشَعْبٌ لاَ يَعْقِلُ يُصْرَعُ».
ص ٥: ٤ إشعياء ٥: ١٢ و٢٨: ٧ إشعياء ٤٤: ١٩ وإرميا ٢: ٢٧ ص ٥: ٤ ص ٩: ١ إرميا ٣: ٦ ص ٢: ١٣ و١١: ٢ إرميا ٢: ٢٠ ع ١٨ وص ٧: ٤ تثنية ٢٣: ١٧ ع ٦ و١١ وص ٥: ٤
تَخْلِبُ ٱلْقَلْبَ (انظر إشعياء ٢٨: ٧ - ١٠) الخطايا المذكورة كوحوش مفترسة ذوات مخالب تمزق اللحم. وهاتان الخطيتان أكثر من غيرهما تثقلان الآذان وتطمسان العيون وتغلظان القلب وتميتان الحواس الروحية فلا يبصرون ولا يسمعون ولا يفهمون بل هم كبهائم بكم.
شَعْبِي يَسْأَلُ خَشَبَهُ (ع ١٢) جعلوا خشباً في مكان إلههم. وكانوا يوقفون عصاً ثم يتركونها ليروا إلى أية جهة تقع فيستدلون على الطريق الموافق. وزنوا من تحت إلههم أي خرجوا من الخضوع للرب كجومر التي تركت رجلها.
رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ (ع ١٣) سجدوا في المرتفعات للآلهة الوثنية وأحياناً للرب أيضاً. وكانوا يؤلهون القوى الطبيعية ولا سيما الاستثمار والتوليد وكانت هذه العبادة مقترنة بأعمال قبيحة كالزنى والسكر والناذرات الزنى (ع ١٤) هن المخصصات للزنى في هذه المعابد وكن يحسبن ذلك فضيلة لأن أجرتهن مقدسة للصنم. وظل الأشجار حسن للتنزه ولستر أعمالهم القبيحة.
لاَ أُعَاقِبُ (ع ١٤) عدم التأديب دليل على عدم الرجاء بالخلاص. لا يتبرر النساء ولكن خطية الرجال أعظم لأنهم متسلطون عليهن ولا رجاء أن النساء يكن طاهرات ما دام الرجال رذلاء.
١٥ - ١٩ «١٥ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. وَلاَ تَأْتُوا إِلَى ٱلْجِلْجَالِ وَلاَ تَصْعَدُوا إِلَى بَيْتِ آوِنَ وَلاَ تَحْلِفُوا: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ. ١٦ إِنَّهُ قَدْ جَمَحَ إِسْرَائِيلُ كَبَقَرَةٍ جَامِحَةٍ. اَلآنَ يَرْعَاهُمُ ٱلرَّبُّ كَخَرُوفٍ فِي مَكَانٍ وَاسِعٍ. ١٧ أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِٱلأَصْنَامِ. ٱتْرُكُوهُ. ١٨ مَتَى ٱنْتَهَتْ مُنَادَمَتُهُمْ زَنَوْا زِنىً. أَحَبَّ مَجَانُّهَا، أَحَبُّوا ٱلْهَوَانَ. ١٩ قَدْ صَرَّتْهَا ٱلرِّيحُ فِي أَجْنِحَتِهَا، وَخَجِلُوا مِنْ ذَبَائِحِهِمْ».
ص ٩: ١٥ و١٢: ١١ ص ٥: ٨ و١٠: ٥ و٨ و١ملوك ١٢: ٢٨ و٢٩ إرميا ٥: ٢ و٤٤: ٢٦ مزمور ٧٨: ٨ إشعياء ٥: ١٧ و٧: ٢٥ ص ١٣: ٢ ع ٤ ومزمور ٨١: ١٢ ص ١٢: ١ و١٣: ١٥ ع ١٣ و١٤
فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا كان النبي من المملكة الشمالية وأكثر كلامه موجه إليها ولكنه أحياناً التفت إلى يهوذا والأرجح أن الجلجال المذكورة هي الواقعة بين أريحا والأردن (انظر يشوع ٥: ٨ - ١٠) وبيت آون هي بيت إيل وتغير الاسم بمناسبة التغيير في العبادة أي بيت إيل (بيت الله) صارت بيت آون (بيت البطل) ولا يجوز أن يحلفوا «حي هو الرب» في مراكز العبادة الوثنية المكروهة عنده.
بَقَرَةٍ جَامِحَةٍ (ع ١٦) ركبت هواها فلا يمكن ردها. ولم يسمع إسرائيل ولا عمل كما أراد الرب.
خَرُوفٍ فِي مَكَانٍ وَاسِعٍ لا يزال إسرائيل شعب الله ولكنه يرعاهم أي يجعلهم في بلاد واسعة غريبة بعيدة عن وطنهم وبين أعدائهم كخروف في البرية بين وحوش ضارية (انظر ٢ملوك ١٧: ٥ و٦).
أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِٱلأَصْنَامِ (ع ١٧) كان أفرايم أكبر سبط فيُكنى به عن المملكة الشمالية كلها. وأمر الرب أن يتركوه لأنهم لم يريدوا أن يطيعوا فيلتزم الطبيب أن يتركه. ولكن أفرايم لا يخلص من العقاب. وخطية تلحق خطية ومتى انتهى السكر يتوجهون إلى الزنى ومجانها (ع ١٨) رؤساؤها فالذين كان من مقامهم أن يطلبوا الرفعة اختاروا الهوان.
صَرَّتْهَا ٱلرِّيحُ (ع ١٩) (انظر مزمور ١: ٤) «ٱلأَشْرَارُ... كَٱلْعُصَافَةِ ٱلَّتِي تُذَرِّيهَا ٱلرِّيحُ». لا ترى الريح ولكن قوتها عظيمة. ولا يُرى الله فلا يخافه غير المؤمنين ولكنه في كل مكان وقادر على كل شيء (انظر إشعياء ٥٧: ١٣) والماضي «قد صرتها» دليل على مستقبل حدوثه أكيد حسب اصطلاح الرؤى والنبوات (قابل إشعياء ٩: ١ و٢). ومجان الشعب والجيوش والمركبات والمجد والغنى كلها كالعصافة أمام الريح. والريح كناية عن قوة الله للحياة أيضاً (انظر حزقيال ٣٧: ٩ و١٠) هلّم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا. وكانت ريح عاصفة علامة حلول الروح القدس يوم الخمسين (انظر أعمال ٢: ٢).
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ
١ - ٧ «١ اِسْمَعُوا هٰذَا أَيُّهَا ٱلْكَهَنَةُ، وَٱنْصِتُوا يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، وَأَصْغُوا يَا بَيْتَ ٱلْمَلِكِ، لأَنَّ عَلَيْكُمُ ٱلْقَضَاءَ، إِذْ صِرْتُمْ فَخّاً فِي مِصْفَاةَ، وَشَبَكَةً مَبْسُوطَةً عَلَى تَابُورَ. ٢ وَقَدْ تَوَغَّلُوا فِي ذَبَائِحِ ٱلزَّيَغَانِ، فَأَنَا تَأْدِيبٌ لِجَمِيعِهِمْ. ٣ أَنَا أَعْرِفُ أَفْرَايِمَ. وَإِسْرَائِيلُ لَيْسَ مَخْفِيّاً عَنِّي. إِنَّكَ ٱلآنَ زَنَيْتَ يَا أَفْرَايِمُ. قَدْ تَنَجَّسَ إِسْرَائِيلُ. ٤ أَفْعَالُهُمْ لاَ تَدَعُهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى إِلٰهِهِمْ، لأَنَّ رُوحَ ٱلزِّنَى فِي بَاطِنِهِمْ وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ ٱلرَّبَّ. ٥ وَقَدْ أُذِلَّتْ عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ فِي وَجْهِهِ، فَيَتَعَثَّرُ إِسْرَائِيلُ وَأَفْرَايِمُ فِي إِثْمِهِمَا، وَيَتَعَثَّرُ يَهُوذَا أَيْضاً مَعَهُمَا. ٦ يَذْهَبُونَ بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ لِيَطْلُبُوا ٱلرَّبَّ وَلاَ يَجِدُونَهُ. قَدْ تَنَحَّى عَنْهُمْ. ٧ قَدْ غَدَرُوا بِٱلرَّبِّ. لأَنَّهُمْ وَلَدُوا أَوْلاَداً أَجْنَبِيِّينَ، اَلآنَ يَأْكُلُهُمْ شَهْرٌ مَعَ أَنْصِبَتِهِمْ».
ص ٤: ١ ص ٩: ٨ ص ٩: ١٥ ص ٤: ٢ و٦: ٩ عاموس ٣: ٢ و٥: ١٢ ص ٦: ١٠ ص ٤: ١١ ص ٤: ١٢ ص ٤: ٦ و١١ و١٤ ص ٧: ١٠ ص ٤: ٥ حزقيال ٢٣: ٣١ - ٣٥ ص ٨: ١٣ وميخا ٦: ٦ و٧ إشعياء ١: ١٥ وإرميا ١٤: ١٢ حزقيال ٨: ٦ ص ٦: ٧ وإشعياء ٤٨: ٨ ص ٢: ٤ ص ٢: ١١ و١٢ وإشعياء ١: ١٤
يكلم النبي جميع الناس على اختلاف رتبهم فلا يخاف من سلطة الكهنة الروحية ولا من سلطة الملك السياسية ولا من الجمع الكثير بل يوبخ الكل على خطاياهم الفظيعة. والدعوة هنا ليست للتوبة بل للمحاكمة. الكهنة هم كهنة العبادة الوثنية والملك هو زكريا. وعلى الكهنة مسوؤلية أعظم لكونهم معلمي الشعب وعلى الملك مسؤولية لأنه رئيس الشعب. والقضاء هو على القضاة. وكانت مصفاة في جلعاد شرقي الأردن انظر نبأ لابان ويعقوب في تكوين (ص ٣١: ٤٩) وكان تابور في الجليل إلى الغرب والجنوب من بحر طبريا. والظاهر أن الكهنة وبيت الملك كانوا يكمنون بهذه الأماكن لأجل النهب والقتل وربما كانوا يربطون الطريق لئلا يحضر أحد من إسرائيل للعبادة في أورشليم.
فَأَنَا تَأْدِيبٌ (ع ٢) قال داود (مزمور ١٠٩: ٤) «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» أي وجّه كل أفكاره إلى الصلاة وكانت الصلاة أعظم شيء عنده ومهمته الوحيدة. وقول الرب «أنا تأديب» هو للتشديد والتأكيد كأنه لم يُظهر لهم إلا عدله بلا رحمة.
أَفْعَالُهُمْ (ع ٤) (انظر يوحنا ٨: ٣٤) «كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ». ارتبك إسرائيل في عبادتهم للأصنام واعتادوا عليها وفقدوا الحاسات الصالحة. وروح الزنى في باطنهم طرد روح الرب من قلوبهم فلم يعرفوا الرب ولا يقدرون أن يرجعوا إلى إلههم. مع أن «غَيْرُ ٱلْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ ٱلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ» (لوقا ١٨: ٢٧) ولكن لا يزال الرب إلههم وإن كانوا تركوه.
عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ (ع ٥) أي كبرياؤهم فإنهم افتخروا بقوتهم ومن أول تأسيس المملكة كان حسد وخصام بينهم وبين يهوذا. قال يهواش ملك إسرائيل لأمصيا ملك يهوذا (٢ملوك ١٤: ٩) «اَلْعَوْسَجُ... أَرْسَلَ إِلَى ٱلأَرْزِ» أي شبّه نفسه بالأرز وأمصيا بالعوسج. «قَبْلَ ٱلْكَسْرِ ٱلْكِبْرِيَاءُ» (أمثال ١٦: ١٨). «ٱلْكِبْرِيَاءَ وَٱلتَّعَظُّمَ... أَبْغَضْتُ» (أمثال ٨: ١٣).
فِي وَجْهِهِ أي وجه إسرائيل. قاومهم ملك أشور وجهاً لوجه وأخضعهم (انظر ٢ملوك ١٧: ٤ - ٦) ولكن أكثر المفسرين يترجمون «عظمة إسرائيل (أي الرب) يشهد عليه بوجهه».
وَلاَ يَجِدُونَهُ (ع ٦) للتوبة وقت وللرحمة حدود والذين يتجاوزون هذه الحدود لا يجدون الرب «لَمْ يَجِدْ (عيسو) لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ» (عبرانيين ١٢: ١٧) وإذا سأل أحد عن هذه الحدود يقول الكتاب «الآن وقت مقبول».
أَوْلاَداً أَجْنَبِيِّينَ (ع ٧) لم يعلّموا أولادهم الدين الحقيقي فصاروا كأولاد الوثنيين.
يَأْكُلُهُمْ شَهْرٌ بعد قليل من الزمان يأتيهم المهلك فيأكلهم هم وأنصبتهم أي الأرض المعينة لهم من يشوع.
٨ - ١٢ «٨ اِضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ فِي جِبْعَةَ، بِٱلْقَرْنِ فِي ٱلرَّامَةِ. ٱصْرُخُوا فِي بَيْتِ آوِنَ. وَرَاءَكَ يَا بِنْيَامِينُ. ٩ يَصِيرُ أَفْرَايِمُ خَرَاباً فِي يَوْمِ ٱلتَّأْدِيبِ. فِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَعْلَمْتُ ٱلْيَقِينَ. ١٠ صَارَتْ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا كَنَاقِلِي ٱلتُّخُومِ. فَأَسْكُبُ عَلَيْهِمْ سَخَطِي كَٱلْمَاءِ. ١١ أَفْرَايِمُ مَظْلُومٌ مَسْحُوقُ ٱلْقَضَاءِ، لأَنَّهُ ٱرْتَضَى أَنْ يَمْضِيَ وَرَاءَ ٱلْوَصِيَّةِ. ١٢ فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَٱلْعُثِّ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَٱلسُّوسِ».
ص ٩: ٩ و١: ٩ إشعياء ١٠: ٢٩ وإرميا ٣١: ١٥ ص ٤: ١٥ قضاة ٥: ١٤ ص ٩: ١١ - ١٧ وإشعياء ٢٨: ١ - ٤ إشعياء ٣٧: ٣ إشعياء ٤٦: ١٠ وزكريا ١: ٦ تثنية ٢٧: ١٧ حزقيال ٧: ٨ مزمور ٣٢: ٦ و٩٣: ٣ و٤ ص ٩: ١٦ مزمور ٣٩: ١١ وإشعياء ٥١: ٨
اِضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ لأن العدو قادم عليهم. كانت جبعة والرامة على حدود بنيامين الجنوبية فكان العدو قد اجتاز الأرض كلها من الشمال إلى الجنوب.
وَرَاءَكَ يَا بِنْيَامِينُ أي العدو وراءه وهو هارب منه. أو أن البنياميين مدعوون ليجتمعوا وراء الراية.
كَنَاقِلِي ٱلتُّخُومِ (ع ١٠) (تثنية ٢٧: ١٧) «مَلْعُونٌ مَنْ يَنْقُلُ تُخُمَ صَاحِبِهِ» وقال إشعياء (٥: ٨) «وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَصِلُونَ بَيْتاً بِبَيْتٍ وهم الطماعون والظالمون» (انظر ميخا ٢: ٢).
لأَنَّهُ ٱرْتَضَى أَنْ يَمْضِيَ وَرَاءَ ٱلْوَصِيَّةِ (ع ١١) أي وصية ملكهم يربعام الذي جعل إسرائيل أن يخطئ. وفي الترجمة اليسوعية (لأنه شرع أن يقتفي السوء) وهكذا غيرها من الترجمات. وكل من يترك وصايا الله ويمضي وراء وصايا الناس (أو السوء) لا يجد الراحة والنجاح كما كان يظن بل الظلم والسحق. لا ننسب الظلم إلى الله ولكنه ترك إسرائيل لأعدائهم الظالمين لأنهم كانوا تركوه. العث والسوس (ع ١٢) يعملان في الداخل وكان الرب كالعث والسوس لأنه تركهم ليهلكوا من فسادهم الداخلي.
١٣ - ١٥ «١٣ وَرَأَى أَفْرَايِمُ مَرَضَهُ وَيَهُوذَا جُرْحَهُ، فَمَضَى أَفْرَايِمُ إِلَى أَشُّورَ، وَأَرْسَلَ إِلَى مَلِكٍ عَدُوٍّ. وَلَكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْفِيَكُمْ وَلاَ أَنْ يُزِيلَ مِنْكُمُ ٱلْجُرْحَ. ١٤ لأَنِّي لأَفْرَايِمَ كَٱلأَسَدِ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَشِبْلِ ٱلأَسَدِ. فَإِنِّي أَنَا أَفْتَرِسُ وَأَمْضِي وَآخُذُ وَلاَ مُنْقِذٌ. ١٥ أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي حَتَّى يُجَازَوْا وَيَطْلُبُوا وَجْهِي. فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ».
ص ٧: ١١ و٨: ٩ و١٢: ١ ص ١٠: ٦ ص ١٤: ٣ ص ١٣: ٧ و٨ ومزمور ٧: ٢ وعاموس ٣: ٤ مزمور ٥٠: ٢٢ ميخا ٥: ٨ إشعياء ٦٤: ٧ - ٩ وإرميا ٣: ١٣ و١٤ ص ٣: ٥ ومزمور ٥٠: ١٥ و٧٨: ٣٤ وإرميا ٢: ٢٧
كان يجب في وقت المرض أي المرض السياسي أن يلتجئوا إلى الرب ليشفيهم ولكنهم التجأوا إلى أشور. أي إلى «ملك عدو» (١٠: ٦) «يُجْلَبُ إِلَى أَشُّورَ، هَدِيَّةً لِمَلِكٍ عَدُوٍّ. يَأْخُذُ أَفْرَايِمُ، خِزْياً، وَيَخْجَلُ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْيِهِ» (انظر ٢أيام ٢٨: ١٩ و٢٠).
كَٱلأَسَدِ، وَشِبْلِ ٱلأَسَدِ (ع ١٤) يدل على أحكام الله الصارمة والشديدة (١٣: ٧ و٨) وآخر الكلام (ع ١٥) هو وعد من الرب. وتمّ هذا الوعد برجوع البعض من إسرائيل أفراداً إلى الرب كسمعان وحنة (انظر لوقا ٢: ٢٥ و٣٦).
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
١ - ٣ «١ هَلُمَّ نَرْجِعُ إِلَى ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ ٱفْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. ٢ يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. ٣ لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ ٱلرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَٱلْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَٱلْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي ٱلأَرْضَ».
إرميا ٥٠: ٤ و٥ ص ٥: ١٤ ص ١٤: ٤ إشعياء ٣٠: ٢٦ مزمور ٣٠: ٥ إشعياء ٢: ٣ وميخا ٤: ٢ مزمور ١٩: ٦ وميخا ٥: ٢ يوئيل ٢: ٢٣
هَلُمَّ نَرْجِعُ الخ يجب قراءة هذا العدد مع العدد الأخير من الأصحاح السابق «فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ (قائلين) هلم نرجع إلى الرب الخ» فإن الرب الذي يعرف القلوب رأى أن الإسرائيليين عندما يسمعون كلام التهديد الشديد (٥: ١٤ و١٥) يقولون تركنا عبادة الأصنام وتبنا ونرجع إلى الرب وهو يغفر لنا خطايانا ويشفينا لأنه كثير الرحمة. ولكن توبتهم وقتية كسحاب الصبح والندى الماضي باكراً.
بَعْدَ يَوْمَيْنِ (ع ٢) كقولنا بعد يومين أو ثلاثة أيام إذا كثرنا. أي عن قريب. ورأى البعض إشارة إلى قيامة المسيح في اليوم الثالث وبقيامته قيامة المؤمنين به. ولكن هذا هو تعليم العهد الجديد ولا يوجد في هذه الآية من نبوة هوشع.
فَلْنَتَتَبَّعْ (ع ٣) تشير الكلمة إلى الاجتهاد والاجتهاد الدائم. وخروجه هو خروجه للخلاص والخلاص يقين كالفجر بعد الليل وكالمطر الذي يحيي الأرض اليابسة فما أجمل هذا الكلام ولكنه كلام فارغ لأن الإسرائيليين لم يشعروا كما يجب بعظمة خطاياهم ولا بعظمة الخلاص منها.
٤ - ١١ «٤ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا يَهُوذَا؟ فَإِنَّ إِحْسَانَكُمْ كَسَحَابِ ٱلصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى ٱلْمَاضِي بَاكِراً. ٥ لِذٰلِكَ أَقْرِضُهُمْ بِٱلأَنْبِيَاءِ أَقْتُلُهُمْ بِأَقْوَالِ فَمِي. وَٱلْقَضَاءُ عَلَيْكَ كَنُورٍ قَدْ خَرَجَ. ٦ إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ. ٧ وَلَكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوُا ٱلْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِي. ٨ جِلْعَادُ قَرْيَةُ فَاعِلِي ٱلإِثْمِ مَدُوسَةٌ بِٱلدَّمِ. ٩ وَكَمَا يُكْمِنُ لُصُوصٌ لإِنْسَانٍ، كَذٰلِكَ زُمْرَةُ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلطَّرِيقِ يَقْتُلُونَ نَحْوَ شَكِيمَ. إِنَّهُمْ قَدْ صَنَعُوا فَاحِشَةً. ١٠ فِي بَيْتِ إِسْرَائِيلَ رَأَيْتُ أَمْراً فَظِيعاً. هُنَاكَ زَنَى أَفْرَايِمُ. تَنَجَّسَ إِسْرَائِيلُ. ١١ وَأَنْتَ أَيْضاً يَا يَهُوذَا قَدْ أُعِدَّ لَكَ حَصَادٌ، عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي».
ص ٧: ١ و١١: ٨ ص ١٣: ٣ ومزمور ٧٨: ٣٤ - ٣٧ و١صموئيل ١٥: ٣٢ و٣٣ وإرميا ١: ١ و١٨ و٥: ١٤ ع ٣ متّى ٩: ١٣ و١٢: ٧ ص ٢: ٢٠ ص ٨: ١ ص ٥: ٧ ص ١٢: ١١ ص ٤: ٢ ص ٧: ١ ص ٤: ٢ وإرميا ٧: ٩ و١٠ ص ٢: ١٠ وحزقيال ٢٢: ٩ و٢٣: ٢٧ إرميا ٥: ٣ و٣١ و٢٣: ١٤ ص ٥: ٣ إرميا ٥١: ٣٣ ويوئيل ٣: ١٣ صفنيا ٢: ٧
كَالنَّدَى كانت أعمالهم الحسنة وقتية كالندى.
أَقْرِضُهُمْ بِٱلأَنْبِيَاءِ (ع ٥) أي بكلام التوبيخ من الأنبياء. ولم يكن هلاكهم من الأنبياء بل من أنفسهم وأما الأنبياء فصرخوا به. والكلام ليهوذا أيضاً (انظر إشعياء ٢٢: ١٤ - ٢٢) والقضاء عليهم كنور لأنه عادل وعدله ظاهر كالنور.
رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً (ع ٦) انظر قول صموئيل لشاول (١صموئيل ١٥: ٢٢) «ٱلٱسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ» وهنا «رحمة لا ذبيحة». واقتبس يسوع هذا القول مرتين (متّى ٩: ١٣ و١٢: ٧) وعلّم أن الله لا يسر بالذبائح وحفظ الوصايا المختصة بالأكل والشرب دون المحبة لله والقريب (انظر إشعياء ص ١).
كَآدَمَ (ع ٧) كانت خطية آدم بلا عذر لأنه كان في جنة عدن فيها فواكه كثيرة فلم يكن يحتاج إلى أكل الثمر المنهي عنه. ولم يقرّ بخطيته بل جعل اللوم على امرأته وعلى الله الذي أعطاه إياها. وكان الإسرائيليون بلا عذر لأن الله أعطاهم أرضاً جيدة ونصرهم على أعدائهم فلا داعي إلى السجود لآلهة كنعان. والإسرائيليون كآدم لم يشعروا بعظمة خطيتهم في مخالفة وصايا الله. فكما طرد الرب آدم وحواء من الجنة هكذا طرد إسرائيل من الأرض الجيدة التي أعطاهم إياها. لا يذكر سفر التكوين عهداً بين الله وآدم ولكن الوصية كانت كعهد لأنه الله أعطاه بركات بشرط أنه يحفظ الوصية. ويفهم البعض من القول «كآدم» مدينة أدمة كما في (١١: ٨) وغيرهم يفهمون الجنس البشري أي «ولكنهم كأناس تعدوا الخ».
هُنَاكَ غَدَرُوا بِي أي في المملكة الشمالية في أماكن كثيرة فيها فلا يمكنهم أن ينكروا ولا يعتذروا. وجلعاد (ع ٨) اسم بلاد ولا يوجد قرية بهذا الاسم ولعل القول يشير إلى مصفاة في جلعاد (٥: ١) حتى الكهنة (ع ٩) صاروا لصوصاً وكانت شكيم (أي نابلس) على السكة السلطانية من الجهات الشمالية إلى بيت إيل وأورشليم.
فِي بَيْتِ إِسْرَائِيلَ (ع ١٠) الأمر العجيب هو أن هذا الفجور كان من شعب الله الذين عندهم معرفة الله. وما كان عند الوثنيين جهالة كان عند شعب الله خيانة. والحصاد (ع ١) هو حصاد النقمة والقضاء وبعد هذه النقمة رحمة لأن الرب يرد سبي شعبه والبعض يجعلون هذه الجملة مع الأصحاح التالي أي «عندما أرد سبي شعبي حينما كنت أشفي إسرائيل الخ».
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ
١، ٢ «١ حِينَمَا كُنْتُ أَشْفِي إِسْرَائِيلَ أُعْلِنَ إِثْمُ أَفْرَايِمَ وَشُرُورُ ٱلسَّامِرَةِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ صَنَعُوا غِشّاً. ٱلسَّارِقُ دَخَلَ وَٱلْغُزَاةُ نَهَبُوا فِي ٱلْخَارِجِ. ٢ وَلاَ يَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنِّي قَدْ تَذَكَّرْتُ كُلَّ شَرِّهِمْ. اَلآنَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ أَفْعَالُهُمْ. صَارَتْ أَمَامَ وَجْهِي».
ع ١٣ وص ٦: ٤ و١١: ٨ وحزقيال ٢٤: ١٣ ص ٤: ٢ ص ٦: ٩ ص ٨: ١٣ و٩: ٩ ومزمور ٢٥: ٧ وإرميا ١٤: ١٠ وعاموس ٨: ٧ ص ٤: ٩ وإرميا ٢: ١٩ و٤: ١٨
أُعْلِنَ إِثْمُ أَفْرَايِمَ يظهر المرض كما هو عندما يبتدئ الطبيب بمعالجته وتظهر قوة الخطية عند استعمال وسائط الخلاص كخبث الفريسيين لما كان يسوع بينهم كنور في الظلمة وتعصّب اليهود في تسالونيكي لما ابتدأ بولس في تبشيرهم وكما تظهر قوة الخطية في قلب الإنسان حينما يبتدئ أن يقاومها (رومية ٧: ٧ - ١١). ويُكنى بأفرايم والسامرة العاصمة. دخل السارق البيوت كالذين يسرقون ليلاً والغزاة نهبوا في الطرقات. وقال الرب إنه يذكر كل شرهم أي لم يعرفه فقط بل يعرفه فيجازيهم عليه ولا ينسى شيئاً منه. افتكروا أن يخفوا أفكارهم وأعمالهم الشريرة عن الناس ولم يفتكروا أنها ظاهرة أمام الله. أحاطت بهم أعمالهم الشريرة وهي كثيرة وعلى كل جانب وتشهد عليهم أمام وجه الرب. كانوا اعتادوا على الخطية حتى صارت عندهم كشيء زهيد لا يُذكر وظنوا أنه شيء زهيد عند الله أيضاً.
٣ - ٧ «٣ بِشَرِّهِمْ يُفَرِّحُونَ ٱلْمَلِكَ وَبِكَذِبِهِمِ ٱلرُّؤَسَاءَ. ٤ كُلُّهُمْ فَاسِقُونَ كَتَنُّورٍ مُحْمًى مِنَ ٱلْخَبَّازِ. يُبَطِّلُ ٱلإِيقَادَ مِنْ وَقْتِمَا يَعْجِنُ ٱلْعَجِينَ إِلَى أَنْ يَخْتَمِرَ. ٥ يَوْمُ مَلِكِنَا يَمْرَضُ ٱلرُّؤَسَاءُ مِنْ سَوْرَةِ ٱلْخَمْرِ. يَبْسُطُ يَدَهُ مَعَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ. ٦ لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ قُلُوبَهُمْ فِي مَكِيدَتِهِمْ كَٱلتَّنُّورِ. كُلَّ ٱللَّيْلِ يَنَامُ خَبَّازُهُمْ، وَفِي ٱلصَّبَاحِ يَكُونُ مُحْمًى كَنَارٍ مُلْتَهِبَةٍ. ٧ كُلُّهُمْ حَامُونَ كَٱلتَّنُّورِ وَأَكَلُوا قُضَاتَهُمْ. جَمِيعُ مُلُوكِهِمْ سَقَطُوا. لَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَدْعُو إِلَيَّ».
ع ٥ وإرميا ٢٨: ١ - ٤ وميخا ٧: ٣ ص ٤: ٢ و١١: ١٢ إرميا ٩: ٢ و٢٣: ١٠ ع ٣ إشعياء ٢٨: ١ و٧ و٨ إشعياء ٢٨: ١٤ مزمور ٢١: ٩ ص ١٣: ١٠ ع ١٦ ع ١٠
يُفَرِّحُونَ ٱلْمَلِكَ بالكذب والتمليق والقبائح وهذا دليل على شره وضعف عقله والرؤساء مثله (انظر رومية ١: ٣٢) والملك هو زكريا وهو الجيل الرابع من ياهو (٢ملوك ١٥: ٨ - ١٢) «مَلَكَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ».
فَاسِقُونَ (ع ٤) هم التاركون أمر الله والخارجون عن الحق وهم كتنور. والتنور هو القلب والخباز هو الإنسان نفسه والنار الشهوة وكما يحمي الخباز التنور هكذا كانوا يهيجون شهواتهم بأفكارهم وكلامهم ونظرهم الردي والمنادمة والمعاشرات الردية. ويبطل الإيقاد أي يكف الإنسان عن السكر والزنى لأن شهوته سكنت قليلاً ولكنها ترجع بقوة جديدة. ويوم ملكهم (ع ٥) يوم ميلاده (انظر متّى ١٤: ٦) أو عيد جلوسه.
يَبْسُطُ يَدَهُ (ع ٥) أي الملك يبسط يده ويمسك أيدي المستهزئين علامة الاتحاد معهم.
يُقَرِّبُونَ قُلُوبَهُمْ (ع ٦) أي يهيئونها للعمل الذي قصدوه سراً وهو مكيدة. ولعل العمل هو قتل الملك (٢ملوك ١٥: ١٠) «فَتَنَ عَلَيْهِ (على زكريا) شَلُّومُ... وَضَرَبَهُ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ فَقَتَلَهُ، وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ».
يَنَامُ خَبَّازُهُمْ يسكتون وينتظرون سنوح الفرصة لإتمام مقصودهم كما ينتظر الخباز حتى يختمر العجين.
أَكَلُوا قُضَاتَهُمْ (ع ٧) كان زمان تشويش وفتن وقتل ملوك (انظر ٢ملوك ١٥: ٨ - ٣١) من يربعام الملك الأول بعد انقسام المملكة إلى هوشع الملك الأخير مدة نحو ٢٦٠ سنة وملك عشرون ملكاً وقتل منهم تسعة وأما في يهوذا فلم تتغير الخلافة من داود إلى صدقيا الملك الأخير على مدة ٤٦٠ سنة.
قُضَاتَهُمْ أي ملوكهم.
سَقَطُوا أي تركوا الرب وسقطوا في خطية عبادة الأصنام ولم يكن منهم ولا واحد صالحاً ولا من يدعو إلى الرب.
٨ - ١٢ «٨ أَفْرَايِمُ يَخْتَلِطُ بِٱلشُّعُوبِ. أَفْرَايِمُ صَارَ خُبْزَ مَلَّةٍ لَمْ يُقْلَبْ. ٩ أَكَلَ ٱلْغُرَبَاءُ ثَرْوَتَهُ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ، وَقَدْ رُشَّ عَلَيْهِ ٱلشَّيْبُ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ. ١٠ وَقَدْ أُذِلَّتْ عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ فِي وَجْهِهِ، وَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَلاَ يَطْلُبُونَهُ مَعَ كُلِّ هٰذَا. ١١ وَصَارَ أَفْرَايِمُ كَحَمَامَةٍ رَعْنَاءَ بِلاَ قَلْبٍ. يَدْعُونَ مِصْرَ. يَمْضُونَ إِلَى أَشُّورَ. ١٢ عِنْدَمَا يَمْضُونَ أَبْسُطُ عَلَيْهِمْ شَبَكَتِي. أُلْقِيهِمْ كَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ. أُؤَدِّبُهُمْ بِحَسَبِ خَبَرِ جَمَاعَتِهِمْ».
ع ١١ وص ٥: ١٣ إشعياء ١: ٧ ص ٤: ٦ ص ٥: ٥ ع ٧ و١٤ وص ٥: ٤ ص ٤: ٦ و١١ و١٤ و٥: ٤ ع ١٦ وص ٨: ١٣ و٩: ٣ و٦ ص ٥: ١٣ و٨: ٩ و١٢: ١ حزقيال ١٢: ١٣
يَخْتَلِطُ بِٱلشُّعُوبِ اختلطوا بهم وضاعوا فيهم ولم تنتفع الشعوب منهم روحياً. كان الرب نهاهم عن هذا الاختلاط وحذّرهم من الشرور الناتجة عنه (انظر تثنية ٧: ١ - ٦).
خُبْزَ مَلَّةٍ لَمْ يُقْلَبْ أي خبز مستو على الوجه الواحد وغير مستو على الوجه الآخر. فيشير (١) إلى حالة الهيئة الاجتماعية لأن البعض كانوا أغنياء والبعض فقراء (٢) إلى حالتهم الدينية لأنهم كانوا متدينين جداً بالطقوس والفرائض وعديمي التقوى بالسلوك والأدب (٣) إلى سياستهم لأنهم كانوا متقلبين أحياناً ميلهم إلى أشور وأحياناً إلى مصر.
وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ (ع ٩) لأنهم لم يريدوا أن يعرفوا حالتهم وهم كجاهل لا يريد أن يصلح بيته الخرب فيقول البيت جيد.
ٱلشَّيْبُ ما يدل على الانحطاط الجسدي.
أُذِلَّتْ عَظَمَةُ إِسْرَائِيلَ (ع ١٠) (انظر ٥: ٥ وتفسيره).
فِي وَجْهِهِ انحطاط واضح وأمر لا يُنكر.
حَمَامَةٍ رَعْنَاءَ (ع ١١) الرعونة هي نقصان العقل والحماقة فتختلف عن البساطة التي أوصى المسيح بها.
أَبْسُطُ عَلَيْهِمْ شَبَكَتِي (ع ١٢) انخدعوا من أشور ومصر ولكن الشبكة التي انتسبوا فيها هي شبكة الرب الذي سلّمهم لأعدائهم بعدما كانوا تركوه.
خَبَرِ جَمَاعَتِهِمْ كان جماعة إسرائيل سمعوا خبراً أي كانوا تعلموا شريعة الرب عن يد موسى (انظر لاويين ٢٦: ١٤).
١٣ - ١٦ «١٣ وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي. تَبّاً لَهُمْ لأَنَّهُمْ أَذْنَبُوا إِلَيَّ. أَنَا أَفْدِيهِمْ وَهُمْ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ بِكَذِبٍ. ١٤ وَلاَ يَصْرُخُونَ إِلَيَّ بِقُلُوبِهِمْ حِينَمَا يُوَلْوِلُونَ عَلَى مَضَاجِعِهِمْ. يَتَجَمَّعُونَ لأَجْلِ ٱلْقَمْحِ وَٱلْخَمْرِ وَيَرْتَدُّونَ عَنِّي. ١٥ وَأَنَا أَنْذَرْتُهُمْ وَشَدَّدْتُ أَذْرُعَهُمْ وَهُمْ يُفَكِّرُونَ عَلَيَّ بِٱلشَّرِّ. ١٦ يَرْجِعُونَ لَيْسَ إِلَى ٱلْعَلِيِّ. قَدْ صَارُوا كَقَوْسٍ مُخْطِئَةٍ. يَسْقُطُ رُؤَسَاؤُهُمْ بِٱلسَّيْفِ مِنْ أَجْلِ سَخَطِ أَلْسِنَتِهِمْ. هٰذَا هُزْؤُهُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ».
ص ٩: ١٢ ص ٩: ١٧ وإرميا ١٤: ١٠ وحزقيال ٣٤: ٦ ع ١ وإرميا ٥١: ٩ ومتّى ٢٣: ٣٧ ص ٨: ٢ قضاة ٩: ٢٧ وعاموس ٢: ٨ وميخا ٢: ١١ ص ١٣: ١٦ ص ١١: ٣ ناحوم ١: ٩ مزمور ٧٨: ٥٧ ع ٧ مزمور ١٢: ٣ و٣ و١٧: ١٠ ودانيال ٧: ٢٥ وملاخي ٣: ١٣ و١٤ حزقيال ٢٣: ٣٢ ع ١١
وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي أعظم ويل هو الابتعاد عن الله الذي هو مصدر الحياة وكل خير.
تَبّاً لَهُمْ ألزمهم الله هلاكاً.
أَنَا أَفْدِيهِمْ كان هلاكهم منهم لأن الله قادر وراض أن يخلصهم (انظر ع ١). تكلموا على الله بالكذب بما أنهم أنكروا قدرته بالخلاص وأنكروا محبته وأمانته كما يظهر في (ع ١٥).
وَلاَ يَصْرُخُونَ إِلَيَّ (ع ١٤) ولولوا على مضاجعهم من الوجع ولكنهم لم يلتفتوا إلى الرب كداود الذي قال (مزمور ٦٣: ٥ و٦) «بِشَفَتَيْ ٱلٱبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي. إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي».
لأَجْلِ ٱلْقَمْحِ كانت كل أفكارهم وكل مقاصدهم جسدية ونفسانية. وفي هذا الأمر كانوا جهلاء لأن الخيرات الجسدية من الرب وليس من أصنامهم. وهو أنذرهم وشددهم والحكمة في التدبير والبأس في الحرب منه.
يَرْجِعُونَ لَيْسَ إِلَى ٱلْعَلِيِّ (ع ١٦) وهم متقلبون فإنهم يسلكون في طريق وحينما يرون أنه لا يؤدي إلى غايتهم يرجعون ويختارون طريقاً آخر ولكنهم لا يختارون طريق الرب وهم كقوس مخطئة بما أنهم لم يصيبوا غرضهم. وأما الغرض الحقيقي فهو مجد الله كما قال بولس (فيلبي ٣: ١٤) «جِعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللّٰهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» وسخط ألسنتهم كلام التشويش والفتن. «ٱللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ ٱلإِثْمِ... يُضْرِمُ دَائِرَةَ ٱلْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ» (يعقوب ٣: ٦).
هُزْؤُهُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ (انظر إشعياء ٣٠: ٥) «قَدْ خَجِلَ ٱلْجَمِيعُ مِنْ شَعْبٍ لاَ يَنْفَعُهُمْ. لَيْسَ لِلْمَعُونَةِ وَلاَ لِلْمَنْفَعَةِ، بَلْ لِلْخَجَلِ وَلِلْخِزْيِ».
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ
١، ٢ «١ إِلَى فَمِكَ بِٱلْبُوقِ! كَٱلنَّسْرِ عَلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. لأَنَّهُمْ قَدْ تَجَاوَزُوا عَهْدِي وَتَعَدَّوْا عَلَى شَرِيعَتِي. ٢ إِلَيَّ يَصْرُخُونَ: يَا إِلٰهِي، نَعْرِفُكَ نَحْنُ إِسْرَائِيلَ».
ص ٥: ٨ حبقوق ١: ٨ ص ٦: ٧ ع ١٢ وص ٤: ٦ ص ٧: ١٤
أمر الرب النبي أن ينادي كرقيب بصوت مثل صوت البوق بقدوم العدو. والعدو مشبه بنسر ينزل بسرعة على فريسته. واختصار الجملة يدل على سرعة وقوع الضربة والعدو تغلث فلاسر ملك أشور (٢ملوك ١٥: ٢٩) وبعده شلمناسر (٢ملوك ١٧: ٣ و٦) وليس «بيت الرب» الهيكل في أورشليم بل مملكة إسرائيل وهي بيت الرب لأن الرب اختار إسرائيل كشعبه الخاص وجعل مسكنه عندهم. وبقوله «لأنهم» أظهر عدله فإنه لا يحكم عليهم حتى يوضح لهم سبب هلاكهم.
تَجَاوَزُوا عَهْدِي وَتَعَدَّوْا عَلَى شَرِيعَتِي العبارتان بمعنى واحد والعهد هو شريعة الرب (انظر خروج ٢٤: ٧).
إِلَيَّ يَصْرُخُونَ (ع ٢) (متّى ٧: ٢٢) «كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ الخ». ولكن صراخهم في وقت غير مقبول. وللتشديد يقولون «نحن إسرائيل» أي يذكرون الرب أن الصارخين إليه هم من نسل إسرائيل ومن شعب الله ولهم المواعيد وهو إلههم.
٣ - ٦ «٣ قَدْ كَرِهَ إِسْرَائِيلُ ٱلصَّلاَحَ فَيَتْبَعُهُ ٱلْعَدُوُّ. ٤ هُمْ أَقَامُوا مُلُوكاً وَلَيْسَ مِنِّي. أَقَامُوا رُؤَسَاءَ وَأَنَا لَمْ أَعْرِفْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْ فِضَّتِهِمْ وَذَهَبِهِمْ أَصْنَاماً لِيَنْقَرِضُوا. ٥ قَدْ زَنِخَ عِجْلُكِ يَا سَامِرَةُ. حَمِيَ غَضَبِي عَلَيْهِمْ. إِلَى مَتَى لاَ يَسْتَطِيعُونَ ٱلنَّقَاوَةَ! ٦ إِنَّهُ هُوَ أَيْضاً مِنْ إِسْرَائِيلَ. صَنَعَهُ ٱلصَّانِعُ وَلَيْسَ هُوَ إِلٰهاً. إِنَّ عِجْلَ ٱلسَّامِرَةِ يَصِيرُ كِسَراً».
ص ٣: ٥ ص ١٣: ١٠ و١١ ص ٢: ٨ و١٣: ١ و٢ ع ٦ وص ١٠: ٥ و١٣: ٢ مزمور ١٩: ١٣ وإرميا ١٣: ٢٧ ص ١٣: ٢
ٱلصَّلاَحَ الذي كرهه إسرائيل هو حفظ وصايا الرب. لو تبعوا الرب ما تبعهم العدو.
وَلَيْسَ مِنِّي (ع ٤) قال أخيا النبي ليربعام (١ملوك ١١: ٣١) «هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا أُمَزِّقُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ سُلَيْمَانَ وَأُعْطِيكَ عَشَرَةَ أَسْبَاطٍ» (انظر أيضاً ١ملوك ١٢: ٢٢ - ٢٤) أي سمح الرب بانقسام المملكة لقساوة قلوبهم ووعد يربعام ببركات إذا حفظ شريعته ولكنه هو وجميع الملوك الذي خلفوه تركوا شريعته وأكثرهم تبوّأوا العرش بواسطة الفتنة والقتل. والكهنة كذلك لم يكونوا من سبط لاوي وبيت هارون.
لِيَنْقَرِضُوا نتيجة عملهم الانقراض ولكنهم من جهلهم ظنوا أنهم عملوا بالحكمة ولإثبات المملكة. وأما مسح ياهو (١ملوك ١٩: ١٥ - ١٧) فكان من الرب ولكنه كمسح حزائيل ملك آرام وغيره من ملوك الأمم لتتميم مقاصد الرب فكان يستعملهم كآلات بدون إرادتهم.
زَنِخَ عِجْلُكِ (ع ٥) أولاً في عيني الرب وبالآخر في عيونهم أيضاً. والنبي يخاطب السامرة وهي العاصمة كناية عن المملكة كلها. لم يستطيعوا النقاوة لأنهم بعدوا كثيراً عنها فلا يعرفونها ولا يشتهونها.
إِنَّهُ هُوَ أَيْضاً (ع ٦) أي العجل من إسرائيل وليس من الرب. صنعه صانع فلا يمكن أن يكون إلهاً.
٧ - ١٠ «٧ إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ ٱلرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ ٱلزَّوْبَعَةَ. زَرْعٌ لَيْسَ لَهُ غَلَّةٌ لاَ يَصْنَعُ دَقِيقاً. وَإِنْ صَنَعَ، فَٱلْغُرَبَاءُ تَبْتَلِعُهُ. ٨ قَدِ ٱبْتُلِعَ إِسْرَائِيلُ. ٱلآنَ صَارُوا بَيْنَ ٱلأُمَمِ كَإِنَاءٍ لاَ مَسَرَّةَ فِيهِ. ٩ لأَنَّهُمْ صَعِدُوا إِلَى أَشُّورَ مِثْلَ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ مُعْتَزِلٍ بِنَفْسِهِ. ٱسْتَأْجَرَ أَفْرَايِمُ مُحِبِّينَ. ١٠ إِنِّي وَإِنْ كَانُوا يَسْتَأْجِرُونَ بَيْنَ ٱلأُمَمِ، ٱلآنَ أَجْمَعُهُمْ فَيَنْفَكُّونَ قَلِيلاً مِنْ ثِقْلِ مَلِكِ ٱلرُّؤَسَاءِ».
ص ١٠: ١٣ إشعياء ٦٦: ١٥ وناحوم ١: ٣ ص ٢: ٩ إرميا ٥١: ٣٤ ص ١٣: ١٥ وإرميا ٢٥: ٣٤ ص ٧: ١١ حزقيال ١٦: ٣٣ حزقيال ٢٢: ٢٠ إرميا ٤٢: ٢ إشعياء ١٠: ٨
يَزْرَعُونَ ٱلرِّيحَ من الأمور الطبيعية أن الحصاد يكون من جنس البذار وأكثر منه. زرعوا بذار الأعمال الباطلة والردية فيحصدون الدمار الكامل.
لاَ يَصْنَعُ دَقِيقاً لا تنفعهم أعمالهم الشريرة حتى ولو نتج منها شيء من الخير يكون للغرباء وليس لهم.
قَدِ ٱبْتُلِعَ إِسْرَائِيلُ (ع ٨) الفعل الماضي يدل على أمر لا بد من حدوثه وهم كإناء لا مسرة فيه فيُوضع فيه أقدار إشارة إلى ما يكون لهم من الاحتقار والذل في زمان السبي من أعدائهم وحالة اليهود في بعض الممالك حتى اليوم.
صَعِدُوا إِلَى أَشُّورَ (ع ٩) كانت أشور أوطى جبال إسرائيل ولكن قيل إنهم صعدوا لأنهم طلبوا معونة من أشور وليس كما قال المرنم «أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى ٱلْجِبَالِ مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي. مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ، صَانِعِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ» (مزمور ١٢١: ١ و٢) وكانوا مثل حمار وحشي حيوان بطر منفرد بلا عقل لا يسمع ولا يطيع. واستأجروا محبين كامرأة بلا حياء (انظر حزقيال ١٦: ٢٨ و٣٤) بما أنهم تركوا الرب وطلبوا معاهدة أشور ودفعوا من مالهم للذين لا يخلصونهم بل يستعبدونهم.
ٱلآنَ أَجْمَعُهُمْ (ع ١٠) فلا يكونون فيما بعد فالتين مثل حمار وحشي يعمل كما يريد بل يُجمعون تحت أمر متسلط. وملك الرؤساء هو ملك أشور. انظر قوله «أَلَيْسَتْ رُؤَسَائِي جَمِيعاً مُلُوكاً» (إشعياء ١٠: ٨) فينفكون قليلاً من ثقله. في الترجمة السبعينية «ينفكون قليلاً عن مسح ملك ورؤساء» إشارة تهكم إلى أنهم كانوا أقاموا ملوكا كثيرين في المدة الأخيرة من مملكتهم وأما في بلاد أشور فيستريحون من هذا الثقل لأنه لا يكون لهم ملك من عندهم. وأكثر المفسرين المحدثين يقبلون هذه الترجمة. وغيرهم يترجمون «يبتدئون أن يقلوا لسبب ثقل ملك الرؤساء» ولعل معنى الجملة كما هي في ترجمتنا العربية وعد من الرب بأنه يجمعهم فلا يشردون كالحمار الوحشي ويرحمهم قليلاً في زمان ضيقتهم من ملك أشور.
١١ - ١٤ «١١ لأَنَّ أَفْرَايِمَ كَثَّرَ مَذَابِحَ لِلْخَطِيَّةِ، صَارَتْ لَهُ ٱلْمَذَابِحُ لِلْخَطِيَّةِ. ١٢ أَكْتُبُ لَهُ كَثْرَةَ شَرَائِعِي، فَهِيَ تُحْسَبُ أَجْنَبِيَّةً. ١٣ أَمَّا ذَبَائِحُ تَقْدِمَاتِي فَيَذْبَحُونَ لَحْماً وَيَأْكُلُونَ. ٱلرَّبُّ لاَ يَرْتَضِيهَا. ٱلآنَ يَذْكُرُ إِثْمَهُمْ وَيُعَاقِبُ خَطِيَّتَهُمْ. إِنَّهُمْ إِلَى مِصْرَ يَرْجِعُونَ. ١٤ وَقَدْ نَسِيَ إِسْرَائِيلُ صَانِعَهُ وَبَنَى قُصُوراً وَكَثَّرَ يَهُوذَا مُدُناً حَصِينَةً. لٰكِنِّي أُرْسِلُ عَلَى مُدُنِهِ نَاراً فَتَأْكُلُ قُصُورَهُ».
ص ١٠: ١ و١٢: ١١ ع ١ وص ٤: ٦ ص ٥: ٦ و٩: ٤ إرميا ٦: ٢٠ و٧: ٢١ ص ٧: ٢ ولوقا ١٢: ٢ و١كورنثوس ٤: ٥ ص٤: ٩ و٩: ٧ ص ٩: ٣ و٦ ص ٢: ١٣ و٤: ٦ و١٣: ٦ إشعياء ٩: ٩ و١٠ إرميا ١٧: ٢٧
مَذَابِحَ لِلْخَطِيَّةِ أي لعبادة الأصنام والقبائح الناتجة عنها فإنهم كرهوا خدمة الرب ووصاياه التي تأمر بالأعمال الحسنة والسلوك الطاهر وإنكار الشهوات وأحبوا العبادة الوثنية التي هيجت الشهوات وقدستها حتى صارت الخطية فضيلة فكانت هذه المذابح تحملهم على الخطية وكثرة المذابح دليل على كثرة الخطايا. وغالباً الضعفاء في الحياة الروحية يزدادون في ممارسة الطقوس الخارجية.
أَكْتُبُ لَهُ كَثْرَةَ شَرَائِعِي (ع ١٢) المتضمنة في أسفار موسى وأقوال الأنبياء وكانوا حفظوا بعض الشرائع الطقسية وأما الشرائع الأدبية ولا سيما المتضمنة في سفر التثنية فكانوا أهملوها فصارت أجنبية كأنها ليست لهم.
فَيَذْبَحُونَ لَحْماً (ع ١٣) لحماً فقط وللأكل وليس ذبيحة ذات قيمة روحية.
إِلَى مِصْرَ يَرْجِعُونَ وفي ١١: ٥ «لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ أَشُّورُ هُوَ مَلِكُهُ» فيظهر أن الرجوع إلى مصر هو الرجوع إلى عبودية كالعبودية القديمة في مصر وأما مكان العبودية فيكون بلاد أشور. والرجوع إلى مصر المذكور في (إرميا ص ٤٣) هو رجوع بقية فقط من يهوذا وليس الشعب إجمالاً الذين سباهم ملك أشور قبل زمان إرميا بنحو ١٣٠ سنة.
قُصُوراً (ع ١٤) اتكلوا على قصورهم فالرب سيخرب ما اتكلوا عليه. كان خراب القصور من ملك أشور (انظر ٢ملوك ١٨: ١٣). ومدن يهوذا التي بناها رحبعام مذكورة في (٢أيام ١٢: ٥ - ١٠) وخربها ملك بابل (انظر ٢ملوك ٢٥: ٩) وكان ذلك من الرب «أرسل على مدنه ناراً» لأنه سلّم شعبه لأعدائهم لأنهم أخطأوا إليه.
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ
١ - ٦ «١ لاَ تَفْرَحْ يَا إِسْرَائِيلُ طَرَباً كَٱلشُّعُوبِ، لأَنَّكَ قَدْ زَنَيْتَ عَنْ إِلٰهِكَ. أَحْبَبْتَ ٱلأُجْرَةَ عَلَى جَمِيعِ بَيَادِرِ ٱلْحِنْطَةِ. ٢ لاَ يُطْعِمُهُمُ ٱلْبَيْدَرُ وَٱلْمِعْصَرَةُ، وَيَكْذِبُ عَلَيْهِمِ ٱلْمِسْطَارُ. ٣ لاَ يَسْكُنُونَ فِي أَرْضِ ٱلرَّبِّ بَلْ يَرْجِعُ أَفْرَايِمُ إِلَى مِصْرَ وَيَأْكُلُونَ ٱلنَّجِسَ فِي أَشُّورَ. ٤ لاَ يَسْكُبُونَ لِلرَّبِّ خَمْراً وَلاَ تَسُرُّهُ ذَبَائِحُهُمْ. إِنَّهَا لَهُمْ كَخُبْزِ ٱلْحُزْنِ. كُلُّ مَنْ أَكَلَهُ يَتَنَجَّسُ. إِنَّ خُبْزَهُمْ لِنَفْسِهِمْ. لاَ يَدْخُلُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ. ٥ مَاذَا تَصْنَعُونَ فِي يَوْمِ ٱلْمَوْسِمِ وَفِي يَوْمِ عِيدِ ٱلرَّبِّ؟ ٦ إِنَّهُمْ قَدْ ذَهَبُوا مِنَ ٱلْخَرَابِ. تَجْمَعُهُمْ مِصْرُ. تَدْفِنُهُمْ مُوفُ. يَرِثُ ٱلْقَرِيصُ نَفَائِسَ فِضَّتِهِمْ. يَكُونُ ٱلْعَوْسَجُ فِي مَنَازِلِهِمْ».
ص ١٠: ٥ وإشعياء ٢٢: ١٢ و١٣ ص ٤: ١٢ ص ٧: ١٤ ص ٢: ٩ ع ٦ وص ٧: ١٦ و٨: ١٣ حزقيال ٤: ١٣ ص ٧: ١١ خروج ٢٩: ٤٠ ص ٥: ٦ و٨: ١٣ حجي ٢: ١٤ إشعياء ١٠: ٣ وإرميا ٥: ٣١ ص ٢: ١١ ويوئيل ١: ١٣ ع ٣ إشعياء ١٩: ١٣ وإرميا ٢: ١٦ و٤٤: ١ و٤٦: ١٤ و١٩ وحزقيال ٣٠: ١٣ و١٦ ص ١٠: ٨ وإشعياء ٥: ٦ و٧: ٢٣
حينما تأتي أيام السبي والخراب لا يكون لإسرائيل حصاد ولا بيدر ليفرحوا به حسب العادة وذلك لأنهم تركوا الرب.
أَحْبَبْتَ ٱلأُجْرَةَ تعبوا وخسروا في عبادة أصنامهم بالأمل أن آلهتهم تعطيهم مواسم جديدة فحسبوا أن الغلة المجموعة على البيدر هي أجرة تعبهم وغايتهم في عبادتهم هي الأكل لأجسادهم فقط.
يَكْذِبُ عَلَيْهِمِ ٱلْمِسْطَارُ (ع ٢) لا تعطيهم كرومهم الأثمار المنتظرة.
أَرْضِ ٱلرَّبِّ (ع ٣) أرض كنعان التي أعطاهم الرب إياها. والظاهر من سياق الكلام أن رجوعهم إلى مصر ليس بمعنى حرفي بل مجازي أي أنهم سيرجعون إلى حالتهم الأولى قبلما تعيّنوا شعب الله الخاص (انظر ٨: ١٣) وتفسيره فلا يستحقون أن يبقوا في أرض مقدسة بعدما كانوا تنجسوا بعبادة الأصنام. يأكلون النجس في أشور ولعله لا يكون نجساً بذاته بل لأنه ليس بموجب الشريعة الموسوية (لاويين ص ١١) ويلتزمون أن يأكلوا النجس لأنهم عبيد في بلاد وثنية في أرض نجسة وكل غلاتهم نجسة.
لاَ يَسْكُبُونَ لِلرَّبِّ خَمْراً (ع ٤) في بلاد السبي ستبطل التقدمات والذبائح. ولو قدموا ذبائح لا تسرّ الرب لأنها بلا صلاح (٦: ٦) وكانت بالرياء وعبادة كاذبة. وكانت كخبز الحزن (عدد ١٩: ١٤) لأن كل شيء في بيت الميت نجس ومن يأكل من خبز ذلك البيت يتنجس وخبزهم لا نفوسهم أي أنه خبز اعتيادي فقط وليس مقبولاً كتقدمة للرب. وكانت أفكارهم جسدية وأعظم غايتهم في عبادتهم غلات جيدة.
يَوْمِ ٱلْمَوْسِمِ (ع ٥) عندما تأتيهم الأعياد كعيد الفصح وعيد الخمسين وغيرها يتذكرون الأعياد التي كانوا يحفظونها في بلادهم.
ذَهَبُوا مِنَ ٱلْخَرَابِ (ع ٦) ستخرب بلادهم فيخرجون منها.
تَجْمَعُهُمْ مِصْرُ أي يجمعهم السبي والعبودية والهلاك والقبر (انظر ٨: ١٠) ومصر مذكورة مجازاً (انظر ٨: ١٣) وموف أو نوف (انظر إشعياء ١٩: ١٣ وإرميا ٢: ١٦) قريبة من مدينة القاهرة واشتهرت بأبنيتها ومقبرتها العظيمة. والجملة «تدفنهم موف» تتمة الجملة السابقة «تجمعهم مصر» أي «تجمعهم موف في مقبرتها».
٧ - ٩ «٧ جَاءَتْ أَيَّامُ ٱلْعِقَابِ. جَاءَتْ أَيَّامُ ٱلْجَزَاءِ. سَيَعْرِفُ إِسْرَائِيلُ. اَلنَّبِيُّ أَحْمَقُ. إِنْسَانُ ٱلرُّوحِ مَجْنُونٌ مِنْ كَثْرَةِ إِثْمِكَ وَكَثْرَةِ ٱلْحِقْدِ. ٨ أَفْرَايِمُ مُنْتَظَرٌ عِنْدَ إِلٰهِي. اَلنَّبِيُّ فَخُّ صَيَّادٍ عَلَى جَمِيعِ طُرُقِهِ. حِقْدٌ فِي بَيْتِ إِلٰهِهِ. ٩ قَدْ تَوَغَّلُوا، فَسَدُوا كَأَيَّامِ جِبْعَةَ. سَيَذْكُرُ إِثْمَهُمْ. سَيُعَاقِبُ خَطَايَاهُمْ».
إشعياء ١٠: ٣ وإرميا ١٠: ١٥ وميخا ٧: ٤ إشعياء ٣٤: ٨ وإرميا ١٦: ١٨ و٢٥: ١٤ مراثي ٢: ١٤ وحزقيال ١٣: ٣ و١٠ إشعياء ٤٤: ٢٥ حزقيال ١٤: ٩ و١٠ ص ٥: ١ وأمثال ٢٩: ٥ و ٦ إشعياء ٣١: ٦ ص ٥: ٨ و١٠: ٩ وقضاة ١٩: ١٢ ص ٧: ٢ و٨: ١٣
جَاءَتْ أَيَّامُ ٱلْعِقَابِ الأيام التي كانوا قالوا عنها أنها لا تأتيهم (انظر إشعياء ٢٨: ١٥).
سَيَعْرِفُ إِسْرَائِيلُ لم يصدقوا النبوة ولكنهم في أيام العقاب لا يمكنهم أن ينكروا الشر الواقع فيقولون «النبي أحمق» فإنه كان يطمنهم ويتنبأ بالسلام وكذلك الإنسان الذي كان يدعي الوحي سيقولون إنه مجنون. وكثرة الحقد أما حقدهم بعضهم على بعض أو حقدهم على الرب.
أَفْرَايِمُ مُنْتَظَرٌ عِنْدَ إِلٰهِي (ع ٨) بموجب ترجمتنا هوشع هو النبي الحقيقي فيقول إن الله الرب هو إلهه وأفرايم أي الشعب منتظر أن ناظرين إليه ليعرفوا كلام الرب بواسطته ولكن النبي الكذاب الأحمق (ع ٧) هو كفخ صياد على جميع طرق الشعب فصار حقد في بيت إلهه أي مقاومة شديدة لكلام الرب في أرض إسرائيل وهي مسكن الرب. وفي الترجمة اليسوعية «إن النبي رقيب أفرايم عند إلهي قد صار فخ صياد على جميع طرقه وحنقاً في بيت إلهي» والمعنى أن النبي (أي النبي الأحمق في ع ٧) الذي يجب أن يكون رقيب أفرايم عند إلهي (أي إله هوشع المتكلم) قد صار فخ صياد على جميع طرق الشعب وحنقاً أي مقاوماً شديداً في بيت إلهه أي في أرض إسرائيل المقدسة وهي مسكن إله إسرائيل. ويقول أكثر المفسرين إن رقيب أفرايم هو هوشع وهو عند إلهه (انظر إشعياء ٨: ١١) وأما أفرايم فوضعوا فخ صياد على جميع طرقه وحقدوا عليه حقداً شديداً وهذا التفسير يوافق القرينة أكثر من غيره.
كَأَيَّامِ جِبْعَةَ (ع ٩) (انظر قضاة ص ١٩ و٢٠) من جهة عظمة خطاياهم ومن جهة العقاب.
سَيَذْكُرُ إِثْمَهُمْ في أيام جبعة انتصر البنيامينيون أول يوم وثاني يوم ولكنهم انكسروا في اليوم الثالث وسقط منهم خمسة وعشرون ألف رجل ولم يبق إلا ست مئة وهكذا سيذكر الرب إثم أفرايم وإن كانوا قد نجوا في الزمان الحاضر.
١٠ - ١٤ «١٠ وَجَدْتُ إِسْرَائِيلَ كَعِنَبٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. رَأَيْتُ آبَاءَكُمْ كَبَاكُورَةٍ عَلَى تِينَةٍ فِي أَوَّلِهَا. أَمَّا هُمْ فَجَاءُوا إِلَى بَعْلِ فَغُورَ، وَنَذَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْخِزْيِ، وَصَارُوا رِجْساً كَمَا أَحَبُّوا. ١١ أَفْرَايِمُ تَطِيرُ كَرَامَتُهُمْ كَطَائِرٍ مِنَ ٱلْوِلاَدَةِ وَمِنَ ٱلْبَطْنِ وَمِنَ ٱلْحَبَلِ. ١٢ وَإِنْ رَبَّوْا أَوْلاَدَهُمْ أُثْكِلُهُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ إِنْسَانٌ. وَيْلٌ لَهُمْ أَيْضاً مَتَى ٱنْصَرَفْتُ عَنْهُمْ. ١٣ أَفْرَايِمُ كَمَا أَرَى مِثْلُ صُورٍ مَغْرُوسٌ فِي مَرْعىً، وَلَكِنَّ أَفْرَايِمَ سَيُخْرِجُ بَنِيهِ إِلَى ٱلْقَاتِلِ. ١٤ أَعْطِهِمْ يَا رَبُّ. مَاذَا تُعْطِي؟ أَعْطِهِمْ رَحِماً مُسْقِطاً وَثَدْيَيْنِ يَبِسَيْنِ».
ميخا ٧: ١ إرميا ٢٤: ٢ عدد ٢٥: ١ - ٣ ص ٤: ١٨ وإرميا ١١: ١٣ حزقيال ٢٠: ٨ ص ٤: ٧ و١٠: ٥ ع ١٤ وص ٤: ١٠ ع ١٦ ص ٧: ١٣ حزقيال ٢٧: ٣ و٤ ع ١١
كَعِنَبٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ سرَّ الرب بشعبه لما اختارهم كما يسرُّ الإنسان إذا وجد عنباً في البرية أو يسرُّ في باكورة التين (انظر تثنية ٣٢: ١٠) وبالأول سرّ إسرائيل بالرب إذ رنموا له تسبيحاً لما خرجوا من مصر ووعدوه بالمحبة والطاعة وأما هم فجاءوا إلى بعل فغور (انظر عدد ٢٥: ٣) ونذروا نفوسهم للخزي أي عملوا قبائح في عبادة الأصنام كعادة الوثنيين وصاروا رجساً كآلهتهم الرجسة.
تَطِيرُ كَرَامَتُهُمْ (ع ١١) كل خيراتهم التي افتخروا بها ولا سيما أولادهم فنساؤهم لا يلدن ولا يحملن ولا يحبلن.
مَتَى ٱنْصَرَفْتُ عَنْهُمْ الله مصدر كل خير ومتى انصرف عنهم ينقطع عنهم كل خير جسدي وروحي.
مِثْلُ صُورٍ (ع ١٣) الصور هو قرن يُنفخ به (انظر مزمور ٩٨: ٦) «بِٱلأَبْوَاقِ وَصَوْتِ ٱلصُّورِ ٱهْتِفُوا» كان عاموس معاصراً هوشع وذكر خطايا إسرائيل الفظيعة وعبادتهم الريائية وغضب الرب عليهم والوعيد بالعقاب قائلاً (عاموس ٦: ٥ و٧) «ٱلْهَاذِرُونَ مَعَ صَوْتِ ٱلرَّبَابِ، ٱلْمُخْتَرِعُونَ لأَنْفُسِهِمْ آلاَتِ ٱلْغِنَاءِ كَدَاوُدَ... لِذٰلِكَ ٱلآنَ يُسْبَوْنَ فِي أَوَّلِ ٱلْمَسْبِيِّينَ» وقال الرب في هوشع إنه رأى أفرايم كصور أي كآلة كانت مقدسة في تسبيح الرب ولكنها تدنست في الهذر والسكر. وكان أفرايم مثمراً كاسمه وهو مغروس (أو كمغروس) في مرعى ولكنه سيخرج بنيه إلى القاتل. وبالترجمة اليسوعية «إن أفرايم كما رأيت مثل صور (مدينة صور) المغروسة في مرتع ولكن أفرايم سيخرج بنيه إلى القاتل» وهكذا الترجمة الإنكليزية وغيرها. وأكثر المفسرين يفضلون ما في الترجمة السبعينية وهو بالمعنى «أفرايم كما أرى سيخرج بنيه للصيد» أي سيُقتلون كصيد الصياد. ويُظن أن كلمة «صور» في العبرانية غلط من ناسخ والصواب «صيد» لأن بالعبرانية مشابهة بين لفظة «صور» ولفظة «صيد». والكلمات «مغروس في مرعى» متروكة بالترجمة السبعينية.
أَعْطِهِمْ رَحِماً مُسْقِطاً (ع ١٤) بما أن أفرايم سيخرج بنيه إلى القاتل كان أحسن له أن لا يأتيه بنون كما قال يسوع في يهوذا الاسخريوطي «كَانَ خَيْراً لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ» (مرقس ١٤: ٢١).
١٥ - ١٧ «١٥ كُلُّ شَرِّهِمْ فِي ٱلْجِلْجَالِ. إِنِّي هُنَاكَ أَبْغَضْتُهُمْ. مِنْ أَجْلِ سُوءِ أَفْعَالِهِمْ أَطْرُدُهُمْ مِنْ بَيْتِي. لاَ أَعُودُ أُحِبُّهُمْ. جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ مُتَمَرِّدُونَ. ١٦ أَفْرَايِمُ مَضْرُوبٌ. أَصْلُهُمْ قَدْ جَفَّ. لاَ يَصْنَعُونَ ثَمَراً. وَإِنْ وَلَدُوا أُمِيتُ مُشْتَهَيَاتِ بُطُونِهِمْ. ١٧ يَرْفُضُهُمْ إِلٰهِي لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لَهُ، فَيَكُونُونَ تَائِهِينَ بَيْنَ ٱلأُمَمِ».
ص ٤: ١٥ و١٢: ١١ ص ٤: ٩ و٧: ٢ و١٢: ٢ ص ٥: ٢ ٥: ١١ ص ٨: ٧ ع ١٢ حزقيال ٢٤: ٢١ ص ٤: ١١ ص ٧: ١٣
ٱلْجِلْجَالِ (انظر ٤: ١٥) صارت الجلجال مركزاً للعبادة الوثنية. ويقول الرب بالتشديد «إني هناك أبغضتهم» لأن الجلجال التي دنسوها بعبادتهم كانت مكان الفصح الأول بعد دخولهم أرض كنعان ومكان تجديد عهد الختان (يشوع ٤: ١٩ - ٥: ٩).
أَطْرُدُهُمْ مِنْ بَيْتِي (انظر ٨: ١) كانت أرض إسرائيل بيت الرب لأن مسكنه فيها وإسرائيل شعبه الخاص.
لاَ أَعُودُ أُحِبُّهُمْ الله محبة ولكن شعبه رفض محبته. والقول موجّه إلى مملكة إسرائيل ولا يمنع رجوع البعض أفراداً بالتوبة وقبولهم.
أَصْلُهُمْ قَدْ جَفَّ (ع ١٦) إذا جف الأصل ينقطع كل أمل فلا ينبت منه غصن كما نبت من أصول يسّى (انظر إشعياء ١١: ١).
يَرْفُضُهُمْ إِلٰهِي (ع ١٧) لا يقول إلههم لأنهم مرفوضون. وتاهوا بين الأمم وهم اليوم مشتتون في كل ممالك العالم غير أنهم لا يختلطون مع الأمم.
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ
١ - ٣ «١ إِسْرَائِيلُ جَفْنَةٌ مُمْتَدَّةٌ. يُخْرِجُ ثَمَراً لِنَفْسِهِ. عَلَى حَسَبِ كَثْرَةِ ثَمَرِهِ قَدْ كَثَّرَ ٱلْمَذَابِحَ. عَلَى حَسَبِ جُودَةِ أَرْضِهِ أَجَادَ ٱلأَنْصَابَ. ٢ قَدْ قَسَمُوا قُلُوبَهُمْ. اَلآنَ يُعَاقَبُونَ. هُوَ يُحَطِّمُ مَذَابِحَهُمْ، يُخْرِبُ أَنْصَابَهُمْ. ٣ إِنَّهُمُ ٱلآنَ يَقُولُونَ: لاَ مَلِكَ لَنَا لأَنَّنَا لاَ نَخَافُ ٱلرَّبَّ، فَٱلْمَلِكُ مَاذَا يَصْنَعُ بِنَا؟»
إشعياء ٥: ١ - ٧ وحزقيال ١٥: ١ - ٥ ص ٨: ١١ و١٢: ١١ وإرميا ٢: ٢٨ ص ٣: ٤ و١ملوك ١٤: ٢٣ و١ملوك ١٨: ٢١ وصفنيا ١: ٥ ص ١٣: ١٦ ع ٨ وميخا ٥: ١٣ مزمور ١٢: ٤ وإشعياء ٥: ١٩
جَفْنَةٌ مُمْتَدَّةٌ (انظر مزمور ١٨: ٨ - ١٥) جفنة أثيثة لها أوراق كثيرة. امتدت المملكة في ملك يربعام الثاني من مدخل حماه إلى بحر العربة (انظر ٢ملوك ١٤: ٢٣ - ٢٩) ولكن إسرائيل أخرج فروعاً وأوراقاً لنفسه ولم يخرج عنباً للكرّام. وكان نجاح إسرائيل في الأمور الجسدية فقط وليس بما للرب. كان يجب أن تكون جودتهم كجودة أرضهم ولكن الأمر بالعكس فكثرت عبادتهم الصنمية كما كثرت أثمار الأرض (٤: ٧).
قَدْ قَسَمُوا قُلُوبَهُمْ (ع ٢) بين الرب والبعل. انظر قول إيليا (١ملوك ١٨: ٢١) «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهَ فَٱتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْلُ فَٱتَّبِعُوهُ» وقول يسوع (متّى ٦: ٢٤) «لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا ٱللّٰهَ وَٱلْمَالَ» والرب يحطم مذابحهم ويخرب أصنامهم وكان الأشوريين آلات بيد الرب.
يَقُولُونَ: لاَ مَلِكَ لَنَا (ع ٣) كان لهم ملك ولكن وجوده كعدم وجوده لأنه لا يصنع بهم شيئاً فتعلّموا أن لا نجاح إلا من الرب.
٤ - ٨ «٤ يَتَكَلَّمُونَ كَلاَماً بِأَقْسَامٍ بَاطِلَةٍ. يَقْطَعُونَ عَهْداً فَيَنْبُتُ ٱلْقَضَاءُ عَلَيْهِمْ كَٱلْعَلْقَمِ فِي أَتْلاَمِ ٱلْحَقْلِ. ٥ عَلَى عُجُولِ بَيْتِ آوِنَ يَخَافُ سُكَّانُ ٱلسَّامِرَةِ. إِنَّ شَعْبَهُ يَنُوحُ عَلَيْهِ، وَكَهَنَتَهُ عَلَيْهِ يَرْتَعِدُونَ عَلَى مَجْدِهِ، لأَنَّهُ ٱنْتَفَى عَنْهُ. ٦ وَهُوَ أَيْضاً يُجْلَبُ إِلَى أَشُّورَ، هَدِيَّةً لِمَلِكٍ عَدُوٍّ. يَأْخُذُ أَفْرَايِمُ، خِزْياً، وَيَخْجَلُ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْيِهِ. ٧ اَلسَّامِرَةُ مَلِكُهَا يَبِيدُ كَغُثَاءٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْمَاءِ، ٨ وَتُخْرَبُ شَوَامِخُ آوِنَ، خَطِيَّةُ إِسْرَائِيلَ. يَطْلُعُ ٱلشَّوْكُ وَٱلْحَسَكُ عَلَى مَذَابِحِهِمْ، وَيَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: غَطِّينَا وَلِلتِّلاَلِ: ٱسْقُطِي عَلَيْنَا».
ص ٤: ٢ وحزقيال ١٧: ١٣ - ١٩ تثنية ٣١: ١٦ و١٧ و٢ملوك ١٧: ٣ و٤ ص ٨: ٥ و٦ ص ٤: ١٥ و٥: ٨ ص ٩: ١١ ص ١١: ٥ ص ٥: ١٣ ص ٤: ٧ إشعياء ٣٠: ٣ وإرميا ٧: ٢٤ ص ١٣: ١١ ص ٤: ١٣ ع ٥ و١ملوك ١٢: ٢٨ - ٣٠ و١٣: ٣٤ ع ٢ وص ٩: ٦ وإشعياء ٣٢: ١٣ ولوقا ٢٣: ٣٠ ورؤيا ٦: ١٦
يَتَكَلَّمُونَ كَلاَماً كلام بلا فعل وكلام كاذب وكثرة الأقسام دليل على بطل الكلام.
يَقْطَعُونَ عَهْداً مع الأمم الوثنية كأشور ومصر.
كَٱلْعَلْقَمِ رجاء المملكة كاستقامة قضاتها وإذا فسد القضاة يتحول الرجاء إلى المرارة ونتائج القضاء الفاسد كالعلقم في المرارة وفي الكثرة. وكما يُطلب من أتلام الحقل أثمار جيدة لا علقم هكذا يُطلب من شعب الله أعمال البر لا كلام باطل ومعاشرة الأشرار وبيت آون (ع ٥) هي بيت إيل (انظر ٤: ١٥) والسامرة يُكنى بها عن بلاد إسرائيل كلها.
عُجُولِ بَيْتِ آوِنَ (ع ٥) كان العجل من ذهب (انظر ١ملوك ١٢: ٢٨) وخافوا أن يطمع العدو فيه. والعجل هو المعبود والمحامي عن الشعب فإذا سقط هو سقط الشعب. انظر قول سنحاريب ملك أشور لحزقيا (٢ملوك ١٨: ٣٤) «هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ ٱلأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ» فإذا كان إلههم لا يقدر ان يخلّص نفسه فكيف يخلّص شعبه. الرب يحمل شعبه وأما آلهة الوثنيين فهي محمولة منهم (انظر إشعياء ٤٦: ١ - ٤).
شَعْبَهُ يَنُوحُ عَلَيْهِ أي شعب العجل.
لأَنَّهُ ٱنْتَفَى عَنْهُ انتفى مجده عن العجل أو انتفى العجل عن شعبه إسرائيل فإذا انتفى إلههم فماذا يكون للشعب.
وَهُوَ أَيْضاً (ع ٦) العجل يُجلب إلى أشور.
وَيَخْجَلُ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْيِهِ الرأي الذي اخترعه يربعام فصار رأي إسرائيل أي الانفصال عن يهوذا وإقامة عبادة العجول فإن هذا الرأي ظهر لهم في الأول رأياً حسناً ولكنهم سيخجلون عليه.
يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ (ع ٨) (انظر رؤيا ٦: ١٦) حالة يُرثى لها حتى صاروا يطلبون الموت.
٩ - ١١ «٩ مِنْ أَيَّامِ جِبْعَةَ أَخْطَأْتَ يَا إِسْرَائِيلُ. هُنَاكَ وَقَفُوا. لَمْ تُدْرِكْهُمْ فِي جِبْعَةَ ٱلْحَرْبُ عَلَى بَنِي ٱلإِثْمِ. ١٠ حِينَمَا أُرِيدُ أُؤَدِّبُهُمْ، وَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِمْ شُعُوبٌ فِي ٱرْتِبَاطِهِمْ بِإِثْمَيْهِمْ. ١١ وَأَفْرَايِمُ عِجْلَةٌ مُتَمَرِّنَةٌ تُحِبُّ ٱلدِّرَاسَ، وَلَكِنِّي أَجْتَازُ عَلَى عُنُقِهَا ٱلْحَسَنِ. أُرْكِبُ عَلَى أَفْرَايِمَ. يَفْلَحُ يَهُوذَا يُمَهِّدُ يَعْقُوبُ!»
ص ٥: ٨ و٩: ٩ حزقيال ٥: ١٣ ص ٤: ٩ ص ٤: ١٦ وإرميا ٥٠: ١١ إرميا ٢٨: ١٤ مزمور ٦٦: ١٢
أَيَّامِ جِبْعَةَ (انظر قضاة ص ١٩ و٢٠) (انظر ٩: ٩ وتفسيره) يقول النبي أن إسرائيل في أيامه كما كان إسرائيل في أيام جبعة وخطاياهم كخطايا أهل جبعة الفظيعة. أول يوم وثاني يوم لم تدركهم في جبعة الحرب ولكنها أدركتم وأهلكتهم في اليوم الثالث وهكذا إسرائيل في زمان النبي فإنهم بالوقت الحاضر بلا عقاب ولكنه سيدركهم. بقي قوم من البنياميين أي ست مئة لم يهلكوا ولكن من إسرائيل في أيام النبي لا يبقى منهم من ينجو من العقاب ولا تنجو أرضهم من الخراب وذلك حينما يريد الرب.
بِإِثْمَيْهِمْ (ع ١٠) وهما إثمهم السياسي بترك بيت داود وإقامة ملوك من عندهم وإثمهم الديني بترك الرب وإقامة عبادة العجول وارتبطوا بهذين الإثمين لأنهم بعدما كانوا اختاروا تلك السياسة وتلك العبادة لم يقدروا أن يغيّروهما. «كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ» (يوحنا ٨: ٣٤).
عِجْلَةٌ مُتَمَرِّنَةٌ (ع ١١) الدارس أهون من الفلاحة وفيه فرح ورجاء أكثر مما يكون بالفلاحة (تثنية ٢٥: ٤) «لاَ تَكُمَّ ٱلثَّوْرَ فِي دِرَاسِهِ» وأما أفرايم فسمن ورفس ورفض الإله الذي عمله وأحسن إليه (انظر تثنية ٣٢: ١٥).
١٢ - ١٥ «١٢ اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِٱلْبِرِّ. ٱحْصُدُوا بِحَسَبِ ٱلصَّلاَحِ. ٱحْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثاً، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ ٱلرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ ٱلْبِرَّ. ١٣ قَدْ حَرَثْتُمُ ٱلنِّفَاقَ، حَصَدْتُمُ ٱلإِثْمَ، أَكَلْتُمْ ثَمَرَ ٱلْكَذِبِ. لأَنَّكَ وَثَقْتَ بِطَرِيقِكَ، بِكَثْرَةِ أَبْطَالِكَ. ١٤ يَقُومُ ضَجِيجٌ فِي شُعُوبِكَ، وَتُخْرَبُ جَمِيعُ حُصُونِكَ كَإِخْرَابِ شَلْمَانَ بَيْتَ أَرَبْئِيلَ فِي يَوْمِ ٱلْحَرْبِ. اَلأُمُّ مَعَ ٱلأَوْلاَدِ حُطِّمَتْ. ١٥ هٰكَذَا تَصْنَعُ بِكُمْ بَيْتُ إِيلَ مِنْ أَجْلِ رَدَاءَةِ شَرِّكُمْ. فِي ٱلصُّبْحِ يَهْلِكُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ هَلاَكاً».
أمثال ١١: ١٨ إرميا ٤: ٣ ص ١٢: ٦ ص ٦: ٣ إشعياء ٤٤: ٣ و٤٥: ٨ أيوب ٤: ٨ وغلاطية ٦: ٧ ص ٤: ٢ و٧: ٣ و١١: ١٢ مزمور ٣٣: ١٦ إشعياء ١٧: ٣ ص ١٣: ١٦ ع ٥ وص ٤: ١٥
اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِٱلْبِرِّ لا حصاد بلا زرع ويكون الحصاد كالمزروع جيداً أو ردياً ويلزم الأرض الحرث استعداداً لقبول البذار. والناس يلزمهم استعداد قلوبهم لقبول كلام الله فينزعون منها الكبرياء والعناد ومحبة المال وغيرها من الخطايا السرية.
ٱحْرُثُوا... حَرْثاً أي احرثوا جيداً وعميقاً فلا يكون الصلاح بالخارج فقط أو بالكلام بل من صميم القلب.
حَتَّى يَأْتِيَ على الإنسان أن يزرع ويحرث ولكن الأثمار من الله الذي يشرق الشمس ويرسل المطر.
فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ ٱلرَّبِّ «هوذا الآن وقت مقبول». كان أفرايم سقطوا في أعظم الخطايا وكان إصلاحهم مستحيلاً حسب الظاهر ولكن الله قادر على كل شيء حتى قيامة الأموات بالذنوب والخطايا (انظر أفسس ٢: ١ - ٥) فالنبي بعدما كان رأى مرض أفرايم أنه عديم الشفاء وخطاياهم بلا رجاء يطلب منهم أن يرجعوا إلى الرب فيعلّمهم البر ويخلصهم. وأما إسرائيل فكانوا عملوا عكس ذلك لأنهم كانوا حرثوا النفاق (ع ١٣) وحصدوا الإثم أي عوضاً عن الاجتهاد في الأعمال الصالحة ومقاومة الإثم كانوا يجتهدون في تركيب الكذب وبإجراء الظلم. وأكلوا من ثمر الكذب أي بيوتهم وحقولهم وجميع أرزاقهم من مال الظلم ووثقوا في طريقهم أي في رأيهم.
ضَجِيجٌ فِي شُعُوبِكَ (ع ١٤) كانوا واثقين بأبطالهم ولكن خراب المملكة كان من أولئك الأبطال فإنهم فتنوا على الملوك وحاربوا بعضهم بعضاً فأصبحت المملكة بلا نظام. لا نعرف من هو شلمان ولا موقع بيت أربئيل ولا الحادثة المشار إليها. تقول الترجمة السبعينية والترجمة اللاتينية «صلمناع» (انظر قضاة ص ٨) ويقول البعض شملناسر. ويظنون أن المكان هو إربد شرقي بحر طبرية. والظاهر أن الحادثة كانت معروفة عند الجميع في زمان هوشع.
هٰكَذَا تَصْنَعُ بِكُمْ بَيْتُ إِيلَ (ع ١٥) أي خطيتهم في بيت إيل تكون سبب هلاكهم.
فِي ٱلصُّبْحِ أي هلاك بغتة وعن قريب كأن الناس أمسوا مطمئنين وأصبحوا هالكين.
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ
١ - ٤ «١ لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ٱبْنِي. ٢ كُلَّ مَا دَعُوهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ ٱلْمَنْحُوتَةِ. ٣ وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكاً إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. ٤ كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ ٱلْبَشَرِ بِرُبُطِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ ٱلنِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ».
ص ٢: ١٥ و١٢: ٩ و١٣: ٤ متّى ٢: ١٥ ٢ملوك ١٧: ١٣ - ١٥ ص ٢: ١٣ و٤: ١٣ إشعياء ٦٥: ٧ وإرميا ١٨: ١٥ ص ٧: ١٥ تثنية ١: ٣١ و٣٢: ١٠ و١١ مزمور ١٠٧: ٢٠ وإرميا ٣٠: ١٧ إرميا ٣١: ٢ و٣ خروج ١٦: ٣٢
وُلد شعب إسرائيل لما خرج من مصر وكان غلاماً مدة إقامته في القفر وأرشد لما دخل أرض كنعان. وأظهر الله محبته إلى غلامه أي إلى شعبه لما كانوا في القفر فإنه قادهم بواسطة السحابة وعمود النار وأطعمهم المن وسقاهم من الصخرة ونصرهم على أعدائهم وأعطاهم الشريعة وجعل مسكنه بينهم. وقال متّى (٢: ١٥) إن هذه النبوءة تمت لما نزل الصبي يسوع إلى مصر أي الحوادث التاريخية كانت رموزاً إلى المسيح. ودعا الرب إسرائيل غلاماً لمحبته له وإشارة إلى أن المسيح سيكون من إسرائيل حسب الجسد. وكما سكن الإسرائيليون في مصر بينما كانوا قليلي العدد وغير قادرين على محاربة الكنعانيين هكذا الصبي يسوع سكن في مصر زماناً خوفاً من هيرودس الملك.
كُلَّ مَا دَعُوهُمْ (ع ٢) أي الأنبياء دعوا الإسرائيليين وأما الإسرائيليون فعملوا بالعكس وذهبوا من أمامهم أي رفضوا إنذارهم.
وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ (ع ٣) كأب حنون يعلّم أبنه الصغير المشي خطوة فخطوة ماسكاً بيده لئلا يقع. وأما هم فلم يعرفوا قيمة محبة الله الأبوية ولا أنه شفاهم أي غفر لهم خطاياهم وجعل لهم وسائط الخلاص.
بِحِبَالِ ٱلْبَشَرِ (ع ٤) وليس بحبال البقر فإن الرب عاملهم كأناس وليس كبهائم وعلمهم وأقنع عقولهم وترجاهم ولم يجبرهم وهنا في نبوته كلها يستعمل النبي تشبيهات توافق الفلاحين وأصحاب المواشي.
كَمَنْ يَرْفَعُ ٱلنِّيرَ نير الظالمين ويظهر ذلك في كل تاريخ إسرائيل (انظر ٢ملوك ١٤: ٢٧) «ومددت إليه» كما يمد الفلاح العلف إلى البقر إشارة إلى عناية الله الخاص بشعبه.
٥ - ٨ «٥ لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ أَشُّورُ هُوَ مَلِكُهُ. لأَنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا ٦ يَثُورُ ٱلسَّيْفُ فِي مُدُنِهِمْ وَيُتْلِفُ عِصِيَّهَا، وَيَأْكُلُهُمْ مِنْ أَجْلِ آرَائِهِمْ. ٧ وَشَعْبِي جَانِحُونَ إِلَى ٱلٱرْتِدَادِ عَنِّي، فَيَدْعُونَهُمْ إِلَى ٱلْعَلِيِّ وَلاَ أَحَدٌ يَرْفَعُهُ. ٨ كَيْفَ أَجْعَلُكَ يَا أَفْرَايِمُ، أُصَيِّرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟! كَيْفَ أَجْعَلُكَ كَأَدَمَةَ، أَصْنَعُكَ كَصَبُويِيمَ؟! قَدِ ٱنْقَلَبَ عَلَيَّ قَلْبِي. ٱضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعاً!»
ص ١: ٦ ص ٧: ١٦ ص ١٣: ١٦ مراثي ٢: ٩ ص ٤: ١٦ و١٧ إرميا ٨: ٥ ص ٦: ٤ و٧: ١ تكوين ١٤: ٨ وتثنية ٢٩: ٢٣
لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لا يرجع حرفياً (٩: ٣) «وأبوا أن يرجعوا» أي أن يرجعوا إلى الرب بالتوبة والطاعة.
يَثُورُ ٱلسَّيْفُ (ع ٦) بشدة وقوة وقساوة «وعصيها» هي عوارض أبواب مدنها ويأكلهم السيف من أجل آرائهم أي سياستهم بترك الرب والاتحاد مع أشور أو مصر.
فَيَدْعُونَهُمْ (ع ٧) يدعوهم الأنبياء إلى العلي أي إلى الرب ولكن لا أحد يرفعه ولا أحد يقول كما قال المرنم (مزمور ١٨: ٢٨) «إِلٰهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ. إِلٰهِي فَأَرْفَعُكَ».
وفي ع ٨ نَفَس الكلام يدل على محبة الله العظيمة لشعبه وشفقته عليهم فإنه يبتدي ويقول «كيف أجعلك يا أفرايم» ولا يكمل كأنه لا يريد أن يقول «للهلاك». ويبتدي ثانياً «أصيّرك يا إسرائيل» ولا يكمل الجملة فترى محبة الله في العهد القديم وليس فقط في العهد الجديد وهذه المحبة الفائقة لم تتغير مع أنها ظهرت جلياً لما بذل ابنه الوحيد ليخلص العالم به. وأدمة وصبوبيم مذكورتان في (تكوين ١٤: ٢ وتثنية ٢٩: ٢٢ و٢٣) وهما من مدن الدائرة التي خربت مع خراب سدوم وعمورة.
٩ - ١٢ «٩ لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ، لأَنِّي ٱللّٰهُ لاَ إِنْسَانٌ، ٱلْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ. ١٠ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ يَمْشُونَ. كَأَسَدٍ يُزَمْجِرُ. فَإِنَّهُ يُزَمْجِرُ فَيُسْرِعُ ٱلْبَنُونَ مِنَ ٱلْبَحْرِ. ١١ يُسْرِعُونَ كَعُصْفُورٍ مِنْ مِصْرَ وَكَحَمَامَةٍ مِنْ أَرْضِ أَشُّورَ، فَأُسْكِنُهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ١٢ قَدْ أَحَاطَ بِي أَفْرَايِمُ بِٱلْكَذِبِ وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْمَكْرِ، وَلَمْ يَزَلْ يَهُوذَا شَارِداً عَنِ ٱللّٰهِ وَعَنِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلأَمِينِ».
تثنية ١٣: ١٧ إرميا ٢٦: ٣ و٣٠: ١١ إشعياء ٥: ٢٤ و١٢: ٦ و٤١: ١٤ و١٦ ص ٣: ٥ و٦: ١ - ٣ إشعياء ٣١: ٤ ويوئيل ٣: ١٦ وعاموس ١: ٢ (ص ١٢: ١ في العبراني) إشعياء ٦٦: ٢ و٥ إشعياء ١١: ١١ ص ٧: ١١ وإشعياء ٦٠: ٨ حزقيال ٣٤: ٢٧ و٢٨ ص ٤: ٢ و٧: ٣
وعد الله شعبه برحمته ورجوع إسرائيل إليه في الأيام الأخيرة وتتم النبوة تماماً في المستقبل وتتم في جميع المؤمنين بالمسيح. وليس الله كإنسان لأنه قدوس ورحمته أعظم من رحمة الإنسان ووعده أثبت من مواعيد الإنسان.
وَرَاءَ ٱلرَّبِّ يَمْشُونَ (ع ١٠) يطيعونه ويتبعونه كراعيهم الصالح.
كَأَسَدٍ يُزَمْجِرُ كقائد يبوّق ليجتمع إليه جيشه (إشعياء ٢٧: ١٣) «يُضْرَبُ بِبُوقٍ عَظِيمٍ، فَيَأْتِي ٱلتَّائِهُونَ فِي أَرْضِ أَشُّورَ وَٱلْمَنْفِيُّونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ» و(عاموس ١: ٢) «إِنَّ ٱلرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ» والمسيح هو الأسد الذي من سبط يهوذا (انظر رؤيا ٥: ٥) والبنون من البحر من البلدان التي على شط البحر والجزائر إلى جهة الغرب.
كَعُصْفُورٍ (ع ١١) لا أسرع من العصفور في طيرانه. ومن طبع الحمامة أن ترجع إلى بيتها كحمامة نوح (انظر تكوين ٨: ٨) والرب يسكنهم في بيوتهم ليس حرفياً بل بالمعنى أنهم يرجعون إلى الله وإلى حالتهم كبنيه في بيته ويكون ذلك بإيمانهم بالمسيح وانضمامهم إلى كنيسته لأن بيت المسيحي الحقيقي ليس في بلاد أو مملكة بل في الكنيسة الجامعة في كل بلاد ووطنهم الحقيقي هو في السماء.
وأما أفرايم (ع ١٢) فكانت كل عبادتهم كذباً. كانوا يسجدون للأصنام ويقولون إنهم لم يتركوا الرب بل سجدوا له بواسطة التماثيل. وبالتوراة العبرانية هذه الآية مع الأصحاح الثاني عشر.
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ
١، ٢ «١ أَفْرَايِمُ رَاعِي ٱلرِّيحِ وَتَابِعُ ٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ. كُلَّ يَوْمٍ يُكَثِّرُ ٱلْكَذِبَ وَٱلٱِغْتِصَابَ، وَيَقْطَعُونَ مَعَ أَشُّورَ عَهْداً، وَٱلزَّيْتُ إِلَى مِصْرَ يُجْلَبُ. ٢ فَلِلرَّبِّ خِصَامٌ مَعَ يَهُوذَا، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يُعَاقِبَ يَعْقُوبَ بِحَسَبِ طُرُقِهِ. بِحَسَبِ أَفْعَالِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ».
إرميا ٢٢: ٢٢ تكوين ٤١: ٦ وحزقيال ١٧: ١٠ ص ١٧: ١ و١٣ ص ٥: ١٣ و٧: ١١ و٨: ٩ و٢ملوك ١٧: ٤ ص ٤: ١ ص ٤: ٩ و٧: ٢
رَاعِي ٱلرِّيحِ لا فائدة من كل أعمالهم وأتعابهم والريح الشرقية مضرة وهكذا أعمال إسرائيل مضرة لأنفسهم وليس فقط بلا فائدة. كان النبي ذكر خطاياهم بالتفصيل في (ص ٤) وهنا يقول إن هذه الخطايا تتزايد يومياً ويذكر أيضاً بطل اتكالهم على الممالك الوثنية. وجلبوا الزيت إلى مصر هدية وعلامة قطع عهد معها (انظر إشعياء ٣٠: ١ - ٧) «وللرب خصام» (ع ٢) أي كلام توبيخ مع يهوذا مع أنه أخف مما كان على إسرائيل الذي يعاقبه.
٣ - ٦ «٣ فِي ٱلْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ، وَبِقُوَّتِهِ جَاهَدَ مَعَ ٱللّٰهِ. ٤ جَاهَدَ مَعَ ٱلْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَٱسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا. ٥ وَٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ يَهْوَهُ ٱسْمُهُ. ٦ وَأَنْتَ فَٱرْجِعْ إِلَى إِلٰهِكَ. اِحْفَظِ ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْحَقَّ، وَٱنْتَظِرْ إِلٰهَكَ دَائِماً».
تكوين ٢٥: ٢٦ تكوين ٣٢: ٢٨ تكوين ٣٢: ٢٦ تكوين ٢٨: ١٣ - ١٥ و٣٥: ١ - ١٥ خروج ٣: ١٥ ص ٦: ١ - ٣ و١٠: ١٢ ص ٦: ٦ ميخا ٧: ٧
فِي ٱلْبَطْنِ قَبَضَ (انظر تكوين ٢٥: ٣٦) وذكر النبي هذا الأمر على سبيل المدح ليعقوب لأن يعقوب بعدما أرشد فهم قيمة البكورية وطلبها وأما عيسو فاحتقرها. غير أن يعقوب ليس ممدوحاً في الوسائط التي استعملها لينال البركة (انظر تكوين ص ٢٧).
جَاهَدَ مَعَ ٱلْمَلاَكِ (ع ٤) (انظر تكوين ٣٢: ٢٤ - ٢٩) والملاك هو الله ولم يكن الجهاد جهاداً جسدياً فقط بل أيضاً جهاداً روحياً بالصلاة وغلب يعقوب بإيمانه ولجاجته مع كونه ضعيفاً بالجسد كما يتغلب الولد الصغير على أبيه وقوة الولد مع أبيه هي بمقدار محبة أبيه للولد. ويلزم الجهاد في الصلاة ليس لمانع في الله لأنه يريد أن يعطينا كل خير بل لموانع فينا أي ضعف إيماننا وعدم تسليمنا لإرادته. وخطية يعقوب الخصوصية خداعه أبيه وأخيه في أمر البكورية.
بَكَى البكاء ليس مذكوراً في سفر التكوين. ودموع يسوع في جثسيماني مذكورة في (عبرانيين ٥: ٧) وليست مذكورة في البشائر الأربع. ولكن البكاء مع الصلاة باللجاجة أمر طبيعي.
وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ الله وجد يعقوب. و«هناك تكلم معنا» كُتبت هذه الحادثة لإنذار الأجيال الآتية فلم يكن لكلام الله ليعقوب وحده بل لنسله أيضاً. وجد الله يعقوب في بيت إيل مرتين (انظر تكوين ٢٨: ١١ و٣٥: ٩) والأرجح أن النبي أشار هنا إلى المرة الثانية.
يَهْوَهُ ٱسْمُهُ (ع ٥) (انظر خروج ٣: ١٣ - ١٥) ومعنى الاسم الإله الحي في كل حين وغير المتغير ومواعيده لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ثابتة لنسلهم فعليهم أن يرجعوا إلى إلههم وينتظروه بالإيمان والصبر ولا يلتجئوا إلى آلهة الأمم في وقت الضيق.
٧ - ١١ «٧ مِثْلُ ٱلْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ ٱلْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ. ٨ فَقَالَ أَفْرَايِمُ: إِنِّي صِرْتُ غَنِيّاً. وَجَدْتُ لِنَفْسِي ثَرْوَةً. جَمِيعُ أَتْعَابِي لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْباً هُوَ خَطِيَّةٌ. ٩ وَأَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أُسْكِنَكَ ٱلْخِيَامَ كَأَيَّامِ ٱلْمَوْسِمِ. ١٠ وَكَلَّمْتُ ٱلأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ ٱلرُّؤَى، وَبِيَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالاً. ١١ إِنَّهُمْ فِي جِلْعَادَ قَدْ صَارُوا إِثْماً، بُطْلاً لاَ غَيْرُ. فِي ٱلْجِلْجَالِ ذَبَحُوا ثِيرَاناً، وَمَذَابِحُهُمْ كَرُجَمٍ فِي أَتْلاَمِ ٱلْحَقْلِ».
ص ٧: ١٤ أمثال ١١: ١ وعاموس ٨: ٥ وميخا ٦: ١١ ص ١٣: ٦ ومزمور ٦٢: ١٠ ص ٤: ٨ و١٤: ١ ص ١١: ١ و١٣: ٤ لاويين ٢٣: ٤٢ إرميا ٧: ٢٥ حزقيال ١٧: ٢ و٢٠: ٤٩ ص ٦: ٨ ص ٤: ١٥ و٩: ١٥ ص ٨: ١١ و١٠: ١ و٢
مِثْلُ ٱلْكَنْعَانِيِّ لفظة كنعاني بالعبرانية تفيد أيضاً معنى «تاجر». كان يعقوب تلقب باسم إسرائيل لأنه جاهد مع الله (انظر تكوين ٣٢: ٢٨) وأما هنا فتلقب «كنعاني» لأنه صار تاجراً غشاشاً وأبدل ذلك الاسم الشريف بهذا الاسم الدنيء.
إِنِّي صِرْتُ غَنِيّاً (ع ٨) (انظر زكريا ١١: ٥) افتخروا بغناهم وفي كل جيل يقيس الناس أعمالهم بقياس النجاح والأعمال الناجحة من جهة المال والسياسة العالمية هي الأعمال الممدوحة ولو كانت غشاً وظلماً ودناءة.
لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْباً هُوَ خَطِيَّةٌ أي لا يجدون من الذنب ما يستحق الذكر فاستخفوا بالخطية.
وَأَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ (ع ٩) كانوا فقراء لما دعاهم من أرض مصر فكان غناهم منه وليس منهم.
حَتَّى أُسْكِنَكَ ٱلْخِيَامَ لأنهم سيخسرون بيوتهم وغناهم ويرجعون إلى حالتهم الأولى لما سكنوا الخيام كأهل البادية ولكن الرب يؤدب شعبه لأجل فائدتهم فيخسرون أملاكهم وأرضهم لينتبهوا ويرجعوا إلى إلههم فتكون الخسارة الجسدية ربحاً روحياً.
كَأَيَّامِ ٱلْمَوْسِمِ أي عيد المظال في الخامس عشر من الشهر السابع (تشرين الأول) عندما جمعوا غلة الأرض فكانت أيام فرح وشكر. والغاية في رسم هذا العيد فائدة روحية لأنهم تركوا بيوتهم وسكنوا في المظال سبعة أيام وكان الغني كالفقير ورفعوا أفكارهم عن الخيرات الجسدية وتذكروا الرب الذي أعطاهم كل شيء (انظر لاويين ٢٣: ٣٩ - ٤٣) كان الرب كثر لهم وسائط النعمة كالوعظ والرؤى والأمثال (ع ١٠) وأما أفرايم فصاروا إثماً بطلاً (ع ١١) أي صاروا أثمة تماماً ونتيجة الإثم هي البطل. وجلعاد (٦: ٨) وجلجال (٩: ١٥) مراكز للعبادة الوثنية واشتهرت للإثم.
ذَبَحُوا ثِيرَاناً (ع ١١) أي ذبائح ثمينة وكانت المذابح كثيرة كرجم الحجارة التي ينقيها الفلاحون من الحقول (٨: ١١) ولأجل تتميم الوعيد (انظر ٢ملوك ١٥: ٢٩).
١٢ - ١٤ «١٢ وَهَرَبَ يَعْقُوبُ إِلَى صَحْرَاءِ أَرَامَ، وَخَدَمَ إِسْرَائِيلُ لأَجْلِ ٱمْرَأَةٍ، وَلأَجْلِ ٱمْرَأَةٍ رَعَى. ١٣ وَبِنَبِيٍّ أَصْعَدَ ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبِنَبِيٍّ حُفِظَ. ١٤ أَغَاظَهُ إِسْرَائِيلُ بِمَرَارَةٍ، فَيَتْرُكُ دِمَاءَهُ عَلَيْهِ، وَيَرُدُّ سَيِّدُهُ عَارَهُ عَلَيْهِ».
تكوين ٢٨: ٥ تكوين ٢٩: ٢٠ خروج ١٤: ١٩ - ٢٢ وإشعياء ٦٣: ١١ - ١٤ و٢ملوك ١٧: ٧ - ١٨ حزقيال ١٨: ١ - ١٣ دانيال ١١: ١٨ وميخا ٦: ١٦
هَرَبَ يَعْقُوبُ ذكّرهم الرب أن أباهم يعقوب كان بحالة الضعف والفقر وكانت هذه الحالة أفضل له من السكن في أرض كنعان بين الوثنيين وله امرأة وثنية والرب بارك عليه وجعله غنياً مكرماً والفائدة هي أن لا يتركوا الرب لأجل الخيرات الزمنية بل يتركوا الخيرات الزمنية لأجل الرب ويتكلوا عليه بأنه يعطيهم كل ما يلزمهم من الخير.
وَبِنَبِيٍّ (ع ١٣) أي موسى فإن الرب أخرج شعبه من مصر وحفظهم في القفر عن يد موسى. فالرب هو الذي أعطاهم كل شيء وهو حفظهم فلماذا تركوه وانتظروا خيراً من غيره. وكما أقام لهم النبي موسى ليخلصهم هكذا يقيم لهم نبياً يخلصهم إذا تابوا ورجعوا إليه ولكنهم لم ينتبهوا.
بِمَرَارَةٍ (ع ١٤) بكلام مرّ تمردوا على الرب و«دماء» بالجمع تدل على الكثرة. ولا تُغفر هذه الخطايا العظيمة. كما عيّروا الرب يعيّرهم (انظر إشعياء ٦٥: ٧).
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ
١ - ٣ «١ لَمَّا تَكَلَّمَ أَفْرَايِمُ بِرَعْدَةٍ تَرَفَّعَ فِي إِسْرَائِيلَ. وَلَمَّا أَثِمَ بِبَعْلٍ مَاتَ. ٢ وَٱلآنَ يَزْدَادُونَ خَطِيَّةً، وَيَصْنَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً مِنْ فِضَّتِهِمْ، أَصْنَاماً بِحَذَاقَتِهِمْ، كُلُّهَا عَمَلُ ٱلصُّنَّاعِ. عَنْهَا هُمْ يَقُولُونَ: ذَابِحُو ٱلنَّاسِ يُقَبِّلُونَ ٱلْعُجُولَ. ٣ لِذٰلِكَ يَكُونُونَ كَسَحَابِ ٱلصُّبْحِ وَكَالنَّدَى ٱلْمَاضِي بَاكِراً. كَعُصَافَةٍ تُخْطَفُ مِنَ ٱلْبَيْدَرِ، وَكَدُخَانٍ مِنَ ٱلْكُوَّةِ».
أيوب ٢٩: ٢١ و٢٢ قضاة ٨: ١ و١٢: ١ ص ٢: ٨ - ١٧ و١١: ٢ ص ٢: ٨ وإشعياء ٤٦: ٦ وإرميا ١: ٤ إشعياء ٤٤: ١٧ - ٢٠ ص ٨: ٦ ص ٨: ٥ و٦ و١٠: ٥ ص ٦: ٤ مزمور ١: ٤ وإشعياء ١٧: ١٣ ودانيال ٢: ٣٥ مزمور ٦٨: ٢
بِرَعْدَةٍ كان أفرايم كمتسلط بين الأسباط العشرة فارتعدوا منه (انظر قضاة ٨: ١ و١٢: ١) ولما أثم ببعل مات أي كان سقوطه نتيجة خطيته بعبادة الأصنام (انظر ١ملوك ١٢: ٣٠ - ٣٣ و١٩: ١٤).
مِنْ فِضَّتِهِمْ (ع ٢) كانت العجول مغشاة بذهب وكانت التماثيل من الفضة لأنها أرخص وكانت التماثيل كثيرة عمل الصناع وبحذاقتهم وكما استحسنوا فكان الطول والعرض والهيئة كذا وكذا ثم سجدوا لها كأنها آلهة وأعلى منهم (انظر كلام إشعياء في بطل عبادة الأصنام ٤٤: ٩ - ٢٠).
عَنْهَا هُمْ يَقُولُونَ عن الأصنام يقول الناس على سبيل مثل «ذابحوا الناس يقبّلون العجول» أي الأقوياء والعظماء كالأبطال في الحروب يقبّلون العجول وهي صنعة أيدي البشر. ولكن أكثر المفسرين يترجمونه «الناس الذابحون يقبّلون العجول» أي يقدمون ذبائح للعجول على سبيل العبادة ولا يليق بالإنسان الذي صنعه الله على صورته وسلطه على أعمال يديه وجعل كل شيء تحت قدميه الغنم والبقر جميعاً (مزمور ٨) أن يقبّل عجولاً أي يسجد للبقر الذي جعله الله تحت قدمي الإنسان. وفي العدد الثالث تشبيهات تدل على زوال كل ما كانوا يتكلون عليه. فالدخان يظهر عظيماً وبالحقيقة هو لا شيء (انظر ٢ملوك ١٤: ٢٣ - ٢٩ و١٥: ٨ - ٣١ وص ١٧) فيظهر من هذه الشواهد أن أعظم نجاح إسرائيل كان قبل سقوطه بمدة قليلة فكان السقوط سريعاً جداً.
٤ - ٨ «٤ وَأَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَإِلٰهاً سِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ، وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. ٥ أَنَا عَرَفْتُكَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ ٱلْعَطَشِ. ٦ لَمَّا رَعَوْا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَٱرْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ، لِذٰلِكَ نَسَوْنِي. ٧ فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى ٱلطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. ٨ أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ، وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ، وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ ٱلْبَرِّيَّةِ».
ص ١٢: ٩ خروج ٢٠: ٣ و٢ملوك ١٨: ٣٥ إشعياء ٤٣: ١١ و٤٥: ٢١ و٢٢ تنثية ٣٢: ١٠ تثنية ٨: ١٢ و١٤ و٣٢: ١٣ - ١٥ وإرميا ٥: ٧ ص ٧: ١٤ ص ٢: ١٣ و٤: ٦ و٨: ١٤ ص ٥: ١٤ إرميا ٥: ٦ مزمور ٥٠: ٢٢
مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أي من أول ما صاروا شعباً وهو وحده أخرجهم من مصر واعتنى بهم في القفر ولم يكن إسرائيل غريباً عنده بل عرفه وأحبه كابن له.
شَبِعُوا وَٱرْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ (ع ٦) (انظر تثنية ٣٢: ٩ - ١٥) «فسمن يشورون ورفس».
أَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ (ع ٧ و٨) أي الأب الحنون صار كأسد مفترس. ولكن الرب لم يتغير. كما أن الأب الحنون يضرب ابنه المحبوب بتلك اليد التي بها كان يطعمه ويعانقه وذلك لأن الولد ترك الطاعة لأبيه وليس لأن الأب ترك محبته لابنه. فما أعظم خطية من ازدرى بمحبة الله (انظر عبرانيين ١٠: ٢٦ - ٣١).
٩ - ١٣ «٩ هَلاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ، عَلَى عَوْنِكَ. ١٠ فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي مَلِكاً وَرُؤَسَاءَ؟ ١١ أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكاً بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ بِسَخَطِي. ١٢ إِثْمُ أَفْرَايِمَ مَصْرُورٌ. خَطِيَّتُهُ مَكْنُوزَةٌ. ١٣ مَخَاضُ ٱلْوَالِدَةِ يَأْتِي عَلَيْهِ. هُوَ ٱبْنٌ غَيْرُ حَكِيمٍ إِذْ لَمْ يَقِفْ فِي ٱلْوَقْتِ فِي مَوْلِدِ ٱلْبَنِينَ».
إرميا ٢: ١٧ و١٩ وملاخي ١: ١٢ و١٣ تثنية ٣٣: ٢٦ و٢٩ ص ٨: ٤ و٢ملوك ١٧: ٤ ص ٧: ٧ و١صموئيل ٨: ٧ ص ١٠: ٧ و١ملوك ١٤: ١ - ٧ تثنية ٣٢: ٣٤ و٣٥ وأيوب ١٤: ١٧ ورومية ٢: ٥ ميخا ٤: ٩ و١٠ وص ٥: ٤ وتثنية ٣٢: ٦ إشعياء ٣٧: ٣ و٦٦: ٩
أوضح لهم الرب أن هلاكهم هو لأنهم عصوه وقاوموا من كان مستعداً أن يكون لهم عوناً. طلب الإسرائيليون ملكاً لأنهم لم يتكلوا على الرب (انظر ١صموئيل ١٠: ١٩) وأشهد صموئيل عليهم وأخبرهم بما يكون لهم من الملك ولكنهم أصروا على طلبهم فأعطاهم الرب الملك ولكن بغضبه وآخر ملك هو هوشع (انظر ٢ملوك ١٧: ١ - ١٨) ثم سقطت المملكة فأخذ الرب ملكهم بسخطه. أعطاهم ملكاً ولكن كأنه لم يعطهم لأنهم لم يجدوا فيه ما كانوا محتاجين إليه أي ملكاً يقودهم في طريق الحق ومخافة الرب. وفي وقت ضيقهم يسألهم تهكماً «أين هو ملكك حتى يخلصك» (ع ١٠ و١١) يجب أن نقول بطلباتنا ليس كما نريد نحن بل كما تريد أنت لأننا لا نعرف ما هو لخيرنا وربما مطلوبنا يكون مضراً لنا.
إِثْمُ أَفْرَايِمَ مَصْرُورٌ (ع ١٢) لا ينسى الرب إثمه ولا يغض النظر عنه (انظر تثنية ٣٢: ٣٤ و٣٥).
مَخَاضُ ٱلْوَالِدَةِ (ع ١٣) أفرايم مشبه بولد لا يريد أن يولد فلا يقف في مولد البنين بل يستحسن أن يبقى في بطن أمه. والأمر واضح أن هذا هو تشبيه فقط ولا يمكن أن يكون حقيقة وكثيرون لا يريدون أن يولدوا من فوق (يوحنا ٣: ٣) ولا أن يدخلوا الحياة الروحية بالمسيح. والمخاض يشير إلى التأديب والضيقات والمصائب المعيّنة للناس من الله وغايتها انتباههم وخروجهم من حالة الموت الروحي ودخولهم الحياة الروحية.
١٤ «مِنْ يَدِ ٱلْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ ٱلْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي ٱلنَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ».
مزمور ٤٩: ١٥ وحزقيال ٣٧: ١٢ و١٣ و١كورنثوس ١٥: ٥٥ إرميا ٢٠: ١٦ و٣١: ٣٥ - ٣٧
كان الرب حكم على إسرائيل بالهلاك الزمني وهذا الهلاك لا بد منه ولكنه في هذه الآية يشير إلى القيامة من ذلك الهلاك والغلبة حتى على الموت والهاوية (انظر ١كورنثوس ١٥: ٥٤ و٥٥). والقدماء لم يفهموا هذه المواعيد تماماً وربما فهموا فقط أن الله يقدر أن يخلص شعبه من أعظم الضيقات والخطايا إذا تابوا. والموت والهاوية يشيران إلى الانحطاط الكلي وعدم الرجاء مطلقاً والعهد الجديد يوضح هذا الأمر تماماً. وتختفي الندامة من عيني الرب أي لا يرجع عن وعده (رومية ١١: ٢٩) «هِبَاتِ ٱللّٰهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ». ولكن بعض المفسرين المعتبرين يقولون إنه إذا نظرنا إلى القرينة نرى هنا وعيداً لا وعداً. والجملتان في أول الآية استفهام إنكاري أي «هل من يد الهاوية أفديهم هل من الموت أخلصهم» والجواب «لا» ثم سؤالان «أين اوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية» والجواب «هي نصيبك يا أفرايم» ثم يقول «تختفي الندامة عن عيني» أي كلام نهائي بلا مراجعة. وبولس الرسول اقتبس هذه الآية (١كورنثوس ١٥: ٥٥) بالمعنى الإيجابي كما في ترجمتنا العربية بغض النظر عن القرينة (كما في رومية ١٠: ١٨ و٢كورنثوس ٨: ١٥) لأن المؤمنين بالمسيح يرون في هذه الآية ما يعبر عن القيامة مع أنها كانت لإسرائيل في زمان هوشع بمعنى آخر.
١٥، ١٦ «١٥ وَإِنْ كَانَ مُثْمِراً بَيْنَ إِخْوَةٍ تَأْتِي رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ. رِيحُ ٱلرَّبِّ طَالِعَةً مِنَ ٱلْقَفْرِ فَتَجِفُّ عَيْنُهُ وَيَيْبَسُ يَنْبُوعُهُ. هِيَ تَنْهَبُ كَنْزَ كُلِّ مَتَاعٍ شَهِيٍّ. ١٦ تُجَازَى ٱلسَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلٰهِهَا. بِٱلسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَٱلْحَوَامِلُ تُشَقُّ».
ص ١٠: ١ وتكوين ٤٩: ٢٢ تكوين ٤١: ٦ وحزقيال ١٧: ١٠ و١٩: ١٢ (ص ١٤: ١ في العبراني) إرميا ٥١: ٣٦ إرميا ٢٠: ٥ ص ١٠: ٢ ص ٧: ١٤ ص ١١: ٦ ص ١٠: ١٤ و٢ملوك ١٥: ١٢
وَإِنْ كَانَ مُثْمِراً معنى الاسم أفرايم «مثمر» (انظر تكوين ٤١: ٥٢) أي وإن كان أفرايم مثمراً كاسمه تأتي ريح شرقية أي ريح مضرة «ريح الرب» أي ريح قوية جداً تُتلف وتخرب جميع أملاكهم (انظر ٢ملوك ٨: ١٢ و١٥: ١٦ و١٧: ١ - ٩) ومدينة السامرة سقطت أولاً عن يد الأشوريين وسقطت أيضاً من الكلدانيين نحو ١٣ سنة قبل المسيح وتجددت في زمان هيرودس وأخذت اسم سبسطية ثم خربت عن يد الإسلام وهي اليوم قرية حقيرة. (انظر إشعياء ص ٢٨) الذي يخبر عن جمال السامرة وحسن موقعها والخطايا الدارجة فيها (انظر قاموس الكتاب المقدس «السامرة»).
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ
١ - ٣ «١ اِرْجِعْ يَا إِسْرَائِيلُ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِإِثْمِكَ. ٢ خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَماً وَٱرْجِعُوا إِلَى ٱلرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: ٱرْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَٱقْبَلْ حَسَناً، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا. ٣ لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى ٱلْخَيْلِ، وَلاَ نَقُولُ أَيْضاً لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ ٱلْيَتِيمُ».
ص ٦: ١ و١٠: ١٢ و١٢: ٦ ص ٤: ٨ و٥: ٥ و٩: ٧ ميخا ٧: ١٨ و١٩ ص ٦: ٦ ومزمور ٥١: ١٦ و١٧ ص ٥: ١٣ إشعياء ٣١: ١ ص ٨: ٦ و١٣: ٢ ص: ٤: ١٢ مزمور ٦٨: ٥
يدعو الرب إسرائيل إلى التوبة والرجوع إليه. وتدل الألفاظ على محبته لشعبه فإنه لا يزال يسميهم إسرائيل ويسمي نفسه إلههم ويذكرهم أنهم تعثروا بإثمهم لا بسبب من الرب لأنه لا يشاء أن يهلك الناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة. وبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به. بهذا السفر كثير من الإنذار والتهديد الهائل ولكن لا يختمه النبي إلا بعد دعوة جديدة للتوبة ووعد بغفران.
خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَماً (ع ٢) كلام التضرع والاعتراف والوعد بطاعة جديدة. وكلام صادق ومن القلب وليس فقط كلام الشفتين ولا الكلام الذي كانوا اعتادوا عليه في خدمة الصلاة والتسبيح وهو أحياناً بلا انتباه إلى المعنى. قيل في الناموس (خروج ٢٣: ١٥) «لاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ» وأفضل تقدمة للرب الروح المنكسرة والقلب المنسحق «أُسَبِّحُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ بِتَسْبِيحٍ، وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ ٱلرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ» (مزمور ٦٩: ٣٠ و٣١)
عُجُولَ شِفَاهِنَا (عبرانيين ١٣: ١٥) «ذَبِيحَةَ ٱلتَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِٱسْمِهِ».
لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ (ع ٣) هذا كلام الشعب يعبرون به عن توبتهم وقصدهم بطاعة جديدة فلا يتكلون على أشور ولا على القوة العسكرية ولا على الأصنام.
٤ - ٩ «٤ أَنَا أَشْفِي ٱرْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ٱرْتَدَّ عَنْهُ. ٥ أَكُونُ لإِسْرَائِيلَ كَٱلنَّدَى. يُزْهِرُ كَٱلسَّوْسَنِ وَيَضْرِبُ أُصُولَهُ كَلُبْنَانَ. ٦ تَمْتَدُّ خَرَاعِيبُهُ، وَيَكُونُ بَهَاؤُهُ كَٱلزَّيْتُونَةِ، وَلَهُ رَائِحَةٌ كَلُبْنَانَ. ٧ يَعُودُ ٱلسَّاكِنُونَ فِي ظِلِّهِ يُحْيُونَ حِنْطَةً وَيُزْهِرُونَ كَجَفْنَةٍ. يَكُونُ ذِكْرُهُمْ كَخَمْرِ لُبْنَانَ. ٨ يَقُولُ أَفْرَايِمُ: مَا لِي أَيْضاً وَلِلأَصْنَامِ؟ أَنَا قَدْ أَجَبْتُ فَأُلاَحِظُهُ. أَنَا كَسَرْوَةٍ خَضْرَاءَ. مِنْ قِبَلِي يُوجَدُ ثَمَرُكِ. ٩ مَنْ هُوَ حَكِيمٌ حَتَّى يَفْهَمَ هٰذِهِ ٱلأُمُورَ وَفَهِيمٌ حَتَّى يَعْرِفَهَا؟ فَإِنَّ طُرُقَ ٱلرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ وَٱلأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا. وَأَمَّا ٱلْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا».
ص ٦: ١ وإشعياء ٥٧: ١٨ صفنيا ٣: ١٧ إشعياء ١٢: ١ إشعياء ٢٦: ١٩ نشيد الأنشاد ٢: ١ ومتّى ٦: ٢٨ إشعياء ٣٥: ٢ إرميا ١١: ١٦ نشيد الأنشاد ٤: ١١ حزقيال ١٧: ٢٣ ص ٢: ٢١ و٢٢ ع ٣ وأيوب ٣٤: ٣٢ إشعياء ٤١: ١٩ حزقيال ١٧: ٢٣ مزمور ١٠٧: ٤٣ وإرميا ٩: ١٢ مزمور ١١١: ٧ و٨ وصفنيا ٣: ٥ إشعياء ٢٦: ٧ إشعياء ١: ٢٨
أَنَا أَشْفِي ٱرْتِدَادَهُمْ شبّه ارتدادهم بمرض فإنه ليس للمريض قوة للعمل ولا قابلية للأكل ولا فرح و لا رجاء ما دام المرض عاملاً في داخله وشفاء المرض الروحي هو التطهير من الخطايا السالفة وتجديد القلب الفاسد والرجوع إلى الحياة الحقيقية.
أُحِبُّهُمْ فَضْلاً يظهر فضل محبة الله بما أنها لغير المستحقين بالنعمة وليس بناء على أعمالهم.
كَٱلنَّدَى ليس كالريح الشرقية (١٣: ١٥) والبركات التي يعطيها الرب كالندى (١) لأنها منعشة كالندى (٢) لأنها تأتي الناس بالسكوت واللطافة (٣) لأنها تسقط على الناس يومياً كالندى كل ليلة (٤) لأنها تسقط على البعض كالندى على العشب دون الأماكن المحجرة (٥) لأنها تسقط على القلوب المتوجهة إلى الله كالندى على الأشياء المكشوفة. والسوسن يدل على الجمال وأرز لبنان (مزمور ٨٠: ١٠) «أَرْز ٱللّٰهِ» تدل على القوة والعظمة فتكون هاتان الصفتان متحدتين بشعب الله.
كَٱلزَّيْتُونَةِ (ع ٦) بالجمال والأثمار الجيدة. ورائحة لبنان تشبيه الأعمال الصالحة (انظر فيلبي ٤: ١٨) وصلوات القديسين (انظر رؤيا ٥: ٨).
فِي ظِلِّهِ (ع ٧) ظل إسرائيل وشعب الله في العهد الجديد كنيسة المسيح التي بظلها تحتمي الشعوب أي بظل المسيح الذي هو رأس الكنيسة ومصدر كل خير.
يُحْيُونَ حِنْطَةً يزرعون ويحصدون كأن الفلاح بعمله يحيي الحنطة.
يَقُولُ أَفْرَايِمُ (ع ٨) إنه تارك عبادة الأصنام ويقول الرب «أنا قد أجبت» أي سمع اعتراف أفرايم وقبله. «فالاحظ» أي يعتني به ويبارك عليه. والرب كسروة خضراء بالعظمة والقوة. والسروة وإن كانت كبيرة وجميلة بلا ثمر وأما الرب فكل خير منه فيقول «من قبلي يوجد ثمرك».
مَنْ هُوَ حَكِيمٌ (ع ٩) وهذه الأمور كلها بسيطة ومفهومة لذي قلب بسيط (انظر ١كورنثوس ١: ٢٦ - ٣١).
طُرُقَ ٱلرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ كل أعماله عدل وحق. وأما الإعوجاج فهو من الناس والناس لا يفهمون طرق الرب لأنهم لا يريدون أن يفهموها ولا يريدون أن يسلكوا فيها. والنبي بالختام بسط أمام الجميع طريق الأشرار وعاقبتها وطريق الأبرار وبركاتها ليختار كل إنسان لنفسه طريقه ويسلك فيها.
خلاصة تعليم هذا السفر
- تعليم السفر من جهة المعرفة. «هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ ٱلْمَعْرِفَةِ» (٤: ٦). كانت نسبة هوشع إلى امرأته جومر رمزاً إلى نسبة الله إلى شعبه لأن جومر لم تعرف قيمة رجلها ولا عظمة محبته لها كما أن إسرائيل لم يعرف عظمة محبة الله له وكما يشتاق الرجل إلى المحبة من امرأته هكذا يشتاق الرب إلى المحبة من شعبه. تكلم هوشع من اختباره ومن قلبه. والمعرفة المطلوبة من الشعب ليست معرفة حوادث تاريخية فقط بل معرفة قلبية التي تحتوي على الثقة والخدمة والشركة. ومما منع الإسرائيليين عن معرفة الرب إهمال الكهنة واجباتهم في تعليم الشعب وعدم المحبة من الشعب للرب والإيمان به والخضوع له التي بدونها لا يمكنهم أن يعرفوه معرفة حقيقية.
- تعليم السفر من جهة التوبة. خانت جومر رجلها وسقطت إلى حالة يُرثى لها ثم رجعت وقبلها رجلها وغفر لها خطيتها. والرب من فيض نعمته ألحّ على شعبه وهم في حالة تعيسة أن يرجعوا إليه ووعدهم بالغفران والمحبة التي تحمل الناس على التوبة كالابن الضال لما تذكر محبة أبيه قال «أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي» (لوقا ١٥: ١٨).
- تعليم السفر من جهة محبة الله لشعبه. في المحبة آلام كآلام الأم حينما تنظر ابنها المريض وآلام الأب حينما ينظر ابنه الشقي. وآلام الآب السماوي لما نظر شعبه إسرائيل وقال «قَدِ ٱنْقَلَبَ عَلَيَّ قَلْبِي. ٱضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعاً» (١١: ٨). كانت خطية الذين رفضوا هذه المحبة في زمان هوشع خطية عظيمة وما أعظم خطية الذين يرفضون محبة يسوع. بكى يسوع على أورشليم وقال «يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ ٱلأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا» (متّى ٢٣: ٣٧).