الاصحاح العاشر
الإصحاحات من العاشر حتى الثاني عشر، هي نبوة واحدة، أظهرها الله لمصلحة الكنيسة ليس بالرموز والعلامات كما سبق في رؤيا الحيوانات أو حلم نبوخذ نصر، لكنها تأتي هنا بصورة واضحة وكلمات محددة كمن يَقُّصْ تاريخاً قد حدث، أو يحكى قصة رآها. وقد أُعْطِيت لدانيال هذه الرؤيا بعد سنتين من عودة اليهود من السبي. وسبب إعطاء دانيال هذه النبوة. هذه الرؤيا تبدأ بالأحداث في زمن دانيال وتستمر حتى نهاية الأيام. ولا يستطيع سوى الله أن يخبر عن المستقبل بهذه الدقة البالغة وهو يخبرنا بالمستقبل لنثق فيه كإله فيزداد إيماننا به ونضع ثقتنا فيه خصوصا في أيام الضيقة العظيمة حين يظهر ضد المسيح. بل الله يتحدى أن يفعل ذلك ويخبر بالمستقبل أي أحد سواه (راجع إش21:41-24). والسيد المسيح يقول "قلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون" (يو29:14). وليس فقط ليزداد إيماننا بل حينما نعرف أن الله يعرف تفاصيل المستقبل فهو بالتالي قادر على التحكم فيه وهذا يعطينا إطمئناناً. وهذه الإصحاحات تشمل علامات نستدل منها على ضد المسيح فنكتشفه ونكشفه للآخرين ولكنها الآن غامضة وستتضح في حينه.
(ص10 ظهور المسيح لدانيال وحوار ملائكة معه.
(ص11): نبوات خاصة بالعلاقة بين البطالسة في مصر (مملكة الجنوب) والسلوكيين في سوريا (مملكة الشمال) . وتنتهي بموت أنطيوخس إبيفانيوس (وفيه نبوات واضحة عن ضد المسيح وعلامات عنه).
(ص12): تحدثنا عن الضيقة العظيمة ونهاية الأزمنة.
آية (1): "في السنة الثالثة لكورش ملك فارس كشف أمر لدانيال الذي سمي باسم بلطشاصر. والأمر حق والجهاد عظيم وفهم الأمر وله معرفة الرؤيا." في السنة الثالثة لكورش= بينما في دانيال 21:1 يذكر " كان دانيال إلى السنة الأولىلكورش" فيبدو أن دانيال استمر في مركزه السامي أيام الفرس حتى السنة الأولى لكورش ثم ترك منصبه السامي هذا (ربما لإحالته على المعاش) . ولكنه عاش بعد ذلك لمدة سنتين يتابع عودة شعبه، ولكنه لم يعد معهم إلى أورشليم غالباً لأن الله أراد منه أن يتمم عمل معين في بابل. وبعد أن رأى دانيال هذه الرؤيا إستراح من أتعاب هذا العالم (دا 13:12) . وذكره لإسمه البابلي بلطشاسر = يعني أن تأثير الحكم البابلي استمر فترة وأن الناس كانت تعرفه بهذا الاسم، ولكنه دائماً أصَّر حتى أيام البابليين على استخدام اسمه دانيال. الأمر حق = أي كل كلام الرؤيا الذي سيأتي هو حق وسيحدث. ومن وضوح هذه النبوة صارت كأنها تاريخ مكتوب وليست كلمات نبوية غامضة. وحيث أن مضمون النبوة يشير لآلام كثيرة، مثلاً على يد أنطيوخس وتتكرر في أيام النهاية مع ضد المسيح أيام الضيقة العظيمة فيقول والجهاد عظيم. فأعداء شعب الله كثيرين والله ينبه أن ما سيأتي يحتاج لجهاد عظيم من الشعب. ومن وضوح ما رآه فهم الأمر وعرف معنى الرؤيا. حقاً ما دام الشيطان يحارب ضدنا علينا أن نجاهد.
الآيات (2، 3): "في تلك الأولى أنا دانيال كنت نائحًا ثلاثة أسابيع أيام. لم آكل طعامًا شهيًّا ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام." لاحظ انسحاق دانيال في هذه السن المتقدمة فهو يشارك شعبه آلامهم وهو لم يكن يتوقع أن يظهر الله له رؤيا. بل غالبًا كان حزينًا لتقاعس الشعب عن العودة لأورشليم، فهو يصلي ويصوم كما هي عادته معترفًا بخطاياه وخطايا شعبه. وربما وصلته أخبار مقاومة الأعداء لبناء الهيكل، وتقاعس الشعب عن بنائه، أو أن أورشليم محروقة وسورها منهدم. فالقديسين الحقيقيين يبكون حين يروا أن نمو عمل الله يقاوم. وقوله ثلاثة أسابيع أيام = أي 21 يومًا. لأنه يريد أن يميز بين السبعين أسبوعًا وهم = 490 سنة وبين الأسابيع العادية. ولاحظ أن صوم دانيال هذا لم يكن صومًا عامًا بل صومًا اختياريًا. (آية 4): "اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول إذ كنت على جانب النهر العظيم هو دجلة." النهر العظيم دجلة: قارن مع (تك18:15) فنهر الفرات سُمِّىَ النهر الكبير ونهر دجلة (أو حدّاقل: تك14:2) يسمى المياه العظيمة فدجلة طوله 1146 ميلًا بينما الفرات فإن طوله 2170ميلًا. ولكن نهر دجلة في عمقه وحجمه وسرعته يزداد عن الفرات. ومعنى كلمة دجلة في لغتها الأصلية تعني السريع أما الفرات في لغتها الأصلية فتعني الكبير، وقارن هذا مع نهر أولاي في إصحاح (8) وهو النهر الهادئ أو القناة الهادئة التي تستخدم في التجارة والري. ودانيال رأى رؤياه في (8) للإشارة لمصدر غنى فارس الذي سيثير عليهم حقد وحروب اليونان (دا 2:11). أما في هذه الإصحاحات فالرؤيا تشير لقوى حربية ضخمة وحروب رهيبة، ولهذا كانت الرؤيا بجانب دجلة السريع في حركته واندفاع مياهه (راجع إش 13:17 + 6:8-8) (وحتى يكمل المعني فدانيال نفسه استخدم هذا في 10:11، 40) ونجد في هذه الشواهد إشعياء ودانيال شبهوا حركة الجيوش بالفيضان. يضاف أن دانيال رأى رؤياه على دجلة لأن سلوكس نيكانور الذي أسس كرسي السلوكيين أسسه على ضفاف دجلة وبنى مدينة عظيمة هي سلوكية لتحل محل بابل ولتكون عاصمة لمملكته الممتدة شرقًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان تعداد سكانها 600,000 وكانت مدينة عظيمة وسميت بابل الثانية كما سميت بابل أشور الثانية.الآيات (5-9): "رفعت ونظرت فإذا برجل لابس كتانًا وحقواه متنطقان بذهب أوفاز. وجسمه كالزبرجد ووجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحي نار وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمهور. فرأيت أنا دانيال الرؤيا وحدي والرجال الذين كانوا معي لم يروا الرؤيا لكن وقع عليهم ارتعاد عظيم فهربوا ليختبئوا. فبقيت أنا وحدي ورأيت هذه الرؤيا العظيمة ولم تبق فيّ قوة ونضارتي تحولت فيَّ إلى فساد ولم أضبط قوة. وسمعت صوت كلامه ولما سمعت صوت كلامه كنت مسبّخًا على وجهي ووجهي إلى الأرض." هنا نجد إحدى ظهورات السيد المسيح قبل التجسد. ودانيال رآه في نفس الصورة التي رآه بها يوحنا الرائي في سفر الرؤيا. لابس كتان = فهو رئيس كهنة. وحقواه متنطقتان بينما في (رؤ13:1) "كان متمنطقاً عند ثدييه" والسبب أنه حينما رآه دانيال كان يستعد للتجسد فهو منطق حقويه استعداداً لعمل خدمة الفداء، كما تمنطق يوم غسل أرجل تلاميذه. بينما يوحنا رآه متمنطقاً عند ثدييه كما يفعل القضاة فهو هنا يستعد للقضاء أي ليوم الدينونة. ذهب أوفاز = أفخر أنواع الذهب، والذهب يرمز للسماويات. وجسمه كالزبرجد= والزبرجد نوع من الحجارة الكريمة شديدة الصلابة لونه أخضر فاتح. والخضرة علامة الحياة. فالمسيح هو الحياة وسيأتي ليعطينا حياة ووجهه كمنظر البرق= بينما رآه يوحنا "ووجهه يضئ كالشمس في قوتها" والفرق واضح فكل منهما رأى قدر ما يحتمل فدانيال نبي العهد القديم رأى الوجه يلمع كالبرق أي في نبضات يلمع لفترة قصيرة فهو لا يحتمل أكثر. أما يوحنا الذي حل عليه الروح القدس فلقد احتمل أن يرى النور بثبات. ولكن كلاهما لم يحتمل ما رآه والسبب فَسَّرَهُ يوحنا نفسه "إن قلنا أننا بلا خطية نضل أنفسنا". إذاً طالما كنا في الجسد لن نحتمل رؤية المسيح في مجده بسبب الخطية التي فينا. "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو24:7) وبولس يشتاق لهذا لكي يرى مجد المسيح وليفرح به كل الفرح (1كو2:13 + 2كو18:3). وعيناه كمصباحي نار= فاحصتان مميزتان تخترقان أستار الظلام ولا يخفي عليه شيء. له نظرة مرعبة للأشرار تملأهم خوفاً. وهذا ما سيجعل الأشرار في اليوم الأخير "يقولون للجبال اسقطي علينا من وجه الجالس على العرش". أما التائب الباكي فيري فيهما نوراً ومحبة، وقلب يعطف عليه مقدراً ضعفه. النحاس المصقول = فيديه ورجليه كانوا هكذا والنحاس يشير للدينونة، فالمسيح سيدين إبليس والخطية بقوة صليبه، هو مقدم على عمل جبار سيدك به معقل الشيطان، وقدميه ليستا من خزف. ولكن يوحنا في الرؤيا رأى "رجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون". والنحاس المتحد بنار الأتون يشير لإتحاد اللاهوت بالناسوت. ولأنه في أيام دانيال ما كان هذا الاتحاد قد تم بعد، رأى دانيال يداه ورجلاه كنحاس فقط. وصوت كلامه كصوت جمهور= صوت قوى مرعب للأشرار. وهو صوت تسبيح الكنيسة من كل الشعوب والألسنة، وربما تعني للأبرار أن الكنيسة كلها تردد صوته فلها فكر المسيح. ودانيال وحده رأى الرؤيا ومن معه لم يراها. فحالتهم لا تسمح، أما هذا المحبوب فلقد رأى بقدر ما يستطيع (أع7:9 + 9:22 + يو22:14) + "لا يراني الإنسان ويعيش" أما خوفهم كان ربما من الصوت أو شيء مرعب أحسوا به من حولهم دون أن يدركوا كنهه. وخوف المرافقين دليل صحة الرؤيا. إذاً هي ليست خيال. وكما قلنا فلا يوجد إنسان بلا خطية، فكما سقط يوحنا وحزقيال وبولس هكذا سقط دانيال أمام هذه الرؤيا ووجهه إلى الأرض. مسبخاً = في الإنجليزية DEEP SLEEP فيبدو أنه غاب عن الوعي ولكن كمن في حلم لذيذ.
St-Takla.org Image: Daniel Prophecyصورة في موقع الأنبا تكلا: نبوة رؤية دانيال النبي
الآيات (10-21): "وإذا بيد لمستني وأقامتني مرتجفًا على ركبتيّ وعلى كفيّ يديّ. وقال لي يا دانيال أيها الرجل المحبوب افهم الكلام الذي أكلمك به وقم على مقامك لأني الآن أرسلت إليك.ولما تكلم معي بهذا الكلام قمت مرتعدًا. فقال لي لا تخف يا دانيال لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك سمع كلامك وأنا أتيت لأجل كلامك. ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدًا وعشرين يومًا وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي وأنا أبقيت هناك عند ملوك فارس. وجئت لأفهمك ما يصيب شعبك في الأيام الأخيرة لأن الرؤيا إلى أيام بعد. فلما تكلم معي بمثل هذا الكلام جعلت وجهي إلى الأرض وصمت. وهوذا كشبه بني آدم لمس شفتيّ ففتحت فمي وتكلمت وقلت للواقف أمامي يا سيدي بالرؤيا انقلبت عليّ أوجاعي فما ضبطت قوّة. فكيف يستطيع عبد سيدي هذا أن يتكلم مع سيدي هذا وأنا فحالًا لم تثبت فيَّ قوّة ولم تبق فيَّ نسمة. فعاد ولمسني كمنظر إنسان وقوّاني. وقال لا تخف أيها الرجل المحبوب سلام لك.تشدد.تقوّ.ولما كلمني تقويت وقلت ليتكلم سيدي لأنك قوّيتني. فقال هل عرفت لماذا جئت إليك.فالآن أرجع وأحارب رئيس فارس.فأجاب خرجت هوذا رئيس اليونان يأتي. ولكني أخبرك بالمرسوم في كتاب الحق.ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم." من منظر المسيح سقط دانيال. وأرسل له المسيح الملاك جبرائيل يقويه ويعيد له هدوءه. وهو بدأ بالوقوف تدريجياً فهو بدأ يقف على يديه ورجليه أولًاً. والله قبل أن يعطي قوة لرجاله يكشف لهم ضعفهم "لنا هذا الكنز في أوان خزفية" (2كو4) فلا ينتفخوا . ولذلك قال بني إسرائيل لموسى "لا يكلمنا الله لئلا نموت" فهم لم يحتملوا. ومرة ثانية يؤكد الملاك أن الله سمع لدانيال من اليوم الأول لصيامه. وفي (13) رئيس مملكة فارس= هو الشيطان الذي يعمل في مملكة فارس ولأنها مملكة عظيمة فيبدو أن الشيطان الذي يعمل فيها شيطان جَبَّار. وهو حاول أن يُعَطِّل خطط الله لخلاص شعبه فدبَّر مؤامرات وخطط ليعطِّل عمل الخلاص. ووقف جبرائيل أمامه هذه الواحد وعشرين يوماً ثم جاء الملاك ميخائيل لمساندته. والله أراد بإعلان قوة الشيطان هذه أن نعلم نحن عظمة الخلاص الذي حصلنا عليه. وبقى جبرائيل عند ملوك فارس ليرشدهم ويحبط مؤامرات الشياطين ضد شعب الله. هذه هي معونة الملائكة لنا ولذلك نتشفع بهم. ولنلاحظ أن الرجل لابس الكتان هو المسيح بينما أن الذي كان يكلم دانيال هو الملاك جبرائيل. ومن لمس شفتى دانيال هو المسيح لأنه قال عنه كشبه بني آدم ، وكان دانيال هو الذي قال عنه سابقا "مثل ابن إنسان" (دا7: 13) . والدليل على ذلك آية (17) وفيها دانيال يُعبِّر عن روعِهِ من منظر المسيح وأنه حينما رآه لم يستطع أن يتكلم. فهو يسأل الملاك كيف يستطيع عبد سيدي هذا أن يتكلم مع سيدي هذا= أي كيف تستطيع أيها الملاك وأنت عبد سيدي هذا الواقف أمامي ومنظره يرعبني أن تتكلم معه ولا تخاف. لكن السبب أن الملائكة بلا خطية. وما أنعش نفس دانيال تسمية الملاك له بأنه محبوب. الملاك هنا يحاول نزع الخوف كما تفعل الأم مع طفلها. بل هو قواه ليثبت (18). والله الذي وَجَدَ في قلب دانيال اهتماماً بشعبه ومستقبلهم أرسل له مع الملاك رؤيا خاصة بالمستقبل إعلاناً منه أنه قبل صلواته وصومه. فهو متألم الآن بسبب من بقى في السبي وبذلك اشترك مع الله في ألمه من أجل الشعب فأشركه الله معه في المستقبل. وأظهر له الملاك هؤلاء الملوك الذين سيحاربون شعب الله. رئيس اليونان = أي الشيطان الذي يعمل مع رئيس اليونان ليضطهد شعب الله، فالشيطان كما أسماه المسيح رئيس هذا العالم. ولكن لا نخاف من هذا فمن معنا أقوى ممن علينا. والملائكة يكلفها الله بالحرب ضد سلاطين الظلمة. ونجد هنا وعد بأن ميخائيل رئيسكم يتمسك معي = هو يحارب مع جبرائيل ضد الشيطان. ولذلك ترسم الأيقونات القبطية صورة الملاك ميخائيل ومعه سيف والشيطان ساقطاً مقهوراً تحت قدميه. هذا هو الملاك ميخائيل نصير وشفيع الكنيسة وحاميها ضد أعدائها. ولكن لماذا تنجح خطط الشيطان إلى حين؟ الله يستخدم الشيطان كعصا تأديب ضد أولاده إذا عصوا (1كو5) بل يستخدمهم الله في بعض الأحيان ليصيبوا الجبابرة مثل بولس شوكة في الجسد حتى لا يستكبروا (2كو12). ويستخدمهم الله كنار تأديب لتطهير أولاده من بعض خطاياهم (أيوب) فتجارب الشياطين تكون علينا كنار ولكن الله يسمح بها ليطهرنا. والله يستخدمهم ليغربل الحنطة من التبن والعصافة. فالنار تحرق العصافة وتنقي الذهب. ويسمح الله للشيطان أن يُضِّلْ ملك شرير مثل أخاب لأنه يستحق هذا (1مل20:22-23) . "إذاً كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله"(رو8: 28). وإن سمح الله بآلام للجسد من جراء مؤامراتهم فلكي تخلص الروح (1كو 5:5).
St-Takla.org Image: Ancient (old) Coptic icon of Archangel Gabriel (El Malak Gobrail)صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية قديمة تصور الملاك جبرائيل رئيس الملائكة
ملحوظات على الإصحاح
1) في آية 6 من الإصحاح رأى دانيال السيد المسيح في أحد ظهوراته قبل التجسد وقال عنه وصوت كلامه كصوت جمهور = فالمسيح بعد التجسد كوَّنَ جسده أي الكنيسة من كل الشعوب والأمم والألسنة، وهذه الكنيسة تسبحه من كل أنحاء العالم على الخلاص الذي تممه لها. 2) في آية 10 وإذا بيدٍ لمستنى وكان هذا معونة من الملاك جبرائيل لدانيال ليقف. ولكن في آية 16 يقول وهوذا كشبه بنى آدم لمس شفتىَّ = وهذا كان عن المسيح، فدانيال هو من أطلق عليه مثل ابن إنسان (7: 13) . ولما لمسه أخذ قوة ليتكلم، ووجه كلامه للملاك جبرائيل قائلا كيف تستطيع أن تتكلم مع سيدى هذا أي المسيح الذي ظهر في هذه الرؤيا بمجد عظيم. وفي آية (18) فَعَادَ وَلَمَسَنِي كَمَنْظَرِ إِنْسَانٍ وَقَوَّانِي = هنا هو الملاك الذي لمس دانيال وليس المسيح، لأن دانيال يقول عنه كمنظر إنسان، أما المسيح فيقول عنه ابن إنسان. وهنا الملاك يأخذ شكل إنسان ولكنه لن يتجسد فيقال عنه ابن إنسان. 3) عرفنا أن الملاك الذي يكلمه هو جبرائيل من (دا8: 16). 4) لاحظنا قوة الشيطان وكيف يدبر المؤامرات ويحرك الملوك والرؤساء لإضطهاد شعب الله. ولذلك يسميه هنا رئيس فارس ورئيس اليونان فهو الذي يحرك الملوك لإضطهاد شعب الله. ولاحظنا كيف يدبر الله ملائكة لإفساد مؤامراته لحماية شعبه في كل مكان. فكان الملاك جبرائيل هو المكلف بهذا في مملكة فارس، ومن قوة الشيطان = رئيس مملكة فارس، كان أن المشاكل التي أثارها لشعب الله في فارس، أن عطلت الملاك جبرائيل 21 يومًا من الذهاب لدانيال، إلى أن أرسل الله الملاك ميخائيل ليساعده، فيتمكن من الذهاب لدانيال. ومن هذه القصة ندرك عظمة عمل المسيح مع كنيسته إذ " أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو " (لو10: 19).