تامل فى اية اليوم

حز 43: 19 فتعطي الكهنة اللاويين الذين من نسل صادوق المقتربين إلي ليخدموني، يقول السيد الرب، ثورا من البقر لذبيحة خطية

ذبيحة الخطية
(1) أحوال تقديمها: كانت هذه الذبيحة تقدم للتكفير عن خطايا السهو أو الجهل، عند اكتشاف الخطأ. وكذلك إذا سمع أحد حلفا ولم يخبر به، أو إذا مس شيئًا نجسًا من غير وعي، أو إذا حلف مفترطًا بشفتيه (لا 1:5-4). وكانت تختلف باختلاف من صدرت منه، فقد تصدر من كاهن مسموح (لا 3:4-12)، أو من كل الجماعة (لا 13:4-21)، أو من أحد الرؤساء (لا 22:4-26)، أو من أحد من عامة الشعب (لا 27:4-35).
(2) واجب مقدمها: في حالة الكاهن المخطئ، كان عليه أن يقرب ثورًا صحيحًا يأتي به إلى باب خيمة الاجتماع ويضع يده على رأس الثور ويذبح الثور أمام الرب. وكذلك عندما تخطيء كل الجماعة، كانوا يقربون ثورًا صحيحًا إلى قدام خيمة الاجتماع، ويضع شيوخ الجماعة أيديهم على رأس الثور ويذبح الثور أمام الرب (لا 3:4-21، انظر أيضًا عدد 24:15 و25).
أما إذا أخطأ أحد الرؤساء، فكان عليه أن يأتي بتيس من المعز ذكرًا صحيحًا ويضع يده على رأس التيس ويذبحه أمام الرب (لا 22:4-26). أما إن أخطأ أحد من عامة الشعب، فكان يمكنه أن يأتي بأنثى من المعز أو الضأن صحيحة، ويضع يده على رأسها ويذبحها أمام الرب. أما إذا كان أفقر من أن يقدم ذلك، فكان يمكنه أن يقدم يمامتين أو فرخي حمام، أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة (لا 7:5 و8، انظر أيضًا عدد 27:15). وإن لم تنل يده ذلك فكان يمكنه أن يقرب عشر الإيفة من دقيق قربان خطية لا يضع عليه زيتًا ولا يجعل عليه لبانًا، لأنه قربان خطية (لا 11:5).
(3) واجبات الكاهن:
(أ) في حالتي خطأ الكاهن الممسوح أو كل الجماعة (لا 5:4-11 و16-21): كان عليه أن يأخذ من دم الثور ويدخل به إلى خيمة الاجتماع ويغمس إصبعه في الدم وينضح منه سبع مرات لدى حجاب القدس، ويجعل منه على قرون المذبح البخور العطر الذي في القدس. أما سائر دم الثور فيصبه إلى أسفل مذبح المحرقة، وجميع شحم الثور والكليتين والكبد مع الكليتين، فكان يوقده على مذبح المحرقة. ويخرج باقي الثور مع جلده ورأسه وأكارعه وأحشائه وفرثه إلى خارج المحلة إلى مكان طاهر إلى مرمى الرماد ويحرقها على حطب النار.
(ب) في حالة خطأ أحد الرؤساء أو أحد عامة الشعب، كان الدم يوضع منه على قرون مذبح المحرقة (وليس على قرون مذبح البخور) ثم يصب الدم إلى أسفل مذبحة المحرقة، وجميع الشحم يوقده على المذبح. وفي هاتين الحالتين كان الكاهن الذي يعمل الذبيحة يأكل الذبيحة في مكان مقدس (لا 6: 26).
(ج) في حالة الفقير الذي لا يستطيع أن يقدم ذبيحة حيوانية، كان يقدم عشر الإيفة من دقيق قربان خطية، يأخذ الكاهن ملء قبضته منها ويوقده على المذبح على وقائد الرب، والباقي يكون له (لا 5: 11-13). وواضح أن استخدام الدقيق في قربان للتكفير عن الخطية كان أمرًا استثنائيًا، ولكن رغم أنه قربان خالي من الدم، ولم تقدم فيه حياة، إلا أنه يمثل قوام الحياة، كما أنه كان يوقد تذكاره على وقائد الرب وبخاصة المحرقة الدائمة.
(4) مكان ذبحها: كان يجب أن تذبح ذبيحة الخطية في المكان الذي تذبح فيه المحرقة أمام الرب، فهي قدس أقداس، كما كان يجب أن تؤكل في مكان مقدس في دار خيمة الاجتماع، وكل من مس لحمها يتقدس. وإذا انتثر من دمها على ثوب يغسل في مكان مقدس. وإذا طبخ في إناء خزفي، يكسر الإناء. أما إناء النحاس فيُجلى ويُشطف. وكل ذبيحة يُدخل من دمها إلى خيمة الاجتماع للتكفير في القدس لا تؤكل بل تحرق بالنار (لا 24:6-30، عب 11:13).
(5) مناسبات أخرى لتقديهما:
(أ*) كان يجب تقديم ذبيحة خطية عند تكريس هرون وأولاده (لا 2:8 و14 و15) وكان موسى في تلك الحالة هو الذي يقوم بذبح الذبيحة ورش الدم على قرون المذبح. كما قدم هرون في اليوم الثامن عجلًا ذبيحة خطية، وقدمت الجماعة تيسًا (لا 2:9 و3).
(ب) في حالة التطهر بعد الولادة، حيث كان يجب تقديم فرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية (لا 6:12-8).
(ج) عند تطهير الأبرص، كان يجب أن يقدم في اليوم الثامن لطهره يمامتين أو فرخي حمام، فيكون الواحد ذبيحة خطية والآخر محرقة (لا 22:14 و30)، وكذلك عند التطهر من نجاسة سيل (لا 14:15 و15 و30).
(د) إذا تنجس النذير، كان عليه أن يقدم يمامتين أو فرخي حمام، أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة للتكفير عنه (عد10:6و11). ومتى تم أيام انتذاره، كان عليه أن يقرب نعجة واحدة حولية صحيحة ذبيحة خطية (عد 14:6).
(ه) كما قدم كل سبط من أسباط إسرائيل الاثنى عشر كل في يومه عند تدشين الخيمة تيسًا واحدًا ذبيحة خطية (عد16:7... إلخ.).
(و) كذلك عند تكريس اللاويين لخدمة الرب، كان يجب تقديم ثور لذبيحة خطية (عد8:8 و12).
(ز) في أول كل شهر كان يقدم تيس واحد ذبيحة خطية (عد 15:28).
(ح) كذلك في عيد الفصح وفي يوم الخمسين (عد 22:28 و30) كان يُقدم تيس واحد.
(ي) وفي اليوم الأول من الشهر السابع، وفي اليوم العاشر والخامس عشر إلى الثاني والعشرين، كان يُقدم تيس واحد ذبيحة خطية (عد 5:29 و11 و16-38).
(6) في يوم الكفارة: كان على هرون أن يأخذ ثورًا لذبيحة خطية يقدمه عن نفسه وعن بيته، ويأخذ تيسين عن الشعب، يقدم أحدهما ذبيحة خطية، و"يضع هرون يديه على رأس التيس الحي ويقر بكل ذنوب بني إسرائيل... ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية، ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة فيطلق التيس في البرية" وكان هرون "يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب وملء راحتيه بخورًا عطرًا دقيقًا ويدخل بهما إلى داخل الحجاب، ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء على الشهادة فلا يموت. ثم يأخذ من دم الثور وينضح بأصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق. وقدام الغطاء ينضح سبع مرات" وكذلك كان يفعل بتيس الخطية، "فيكفر عن القدس"، وعن نفسه وبيته وعن كل جماعة إسرائيل، وكذلك عن المذبح" (لا 1:16-28).

(7) البقرة الحمراء: كانت ذبيحة البقرة الحمراء نوعًا من ذبيحة الخطية للتطهير من النجاسة (عدد 1:19-10 و17) فكان يستخدم رمادها للتطهير في حالات معينة. وكانت عبارة عن عجلة ثلاثية، تذبح خارج المحلة أمام ألعازار الكاهن، فيأخذ من دمها بإصبعه وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. ثم تحرق البقرة أمام عينيه بتمامها مع خشب أرز وزوفا وقرمز، ويجمع رماد البقرة، ويحفظ في مكان طاهر خارج المحلة، ليستخدم في ماء النجاسة للتطهير في بعض الحالات (عدد 1:19-22، انظر تك 9:15، إش5:15، إرميا 38:48).
وفي حالة وجود قتيل لا يعلم من قتله، كان على شيوخ المدينة القريبة من القتيل، أن يأخذوا "عجلة من البقر لم يحرث عليها ولم تجر بالنير" إلى "واد دائم السيلان لم يحرث فيه ولم يزرع ويكسرون عنق العجلة في الوادي... ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة.. أيديهم على العجلة المكسورة العنق... ويصرخون ويقولون: "أيدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر" ويطلبون من الله الغفران "فيغفر لهم" (تث 1:21-9).