تامل فى اية اليوم

ار41 :1 و كان في الشهر السابع ان اسماعيل بن نثنيا بن اليشاماع من النسل الملوكي جاء هو و عظماء الملك و عشرة رجال معه الى جدليا بن اخيقام الى المصفاة و اكلوا هناك خبزا معا في المصفاة

الغدر والخيانة

كثير نسمع المثل الشائع خان العيش والملح لان معروف الخيانة لاتاتى من الغريب ولا العدو لكن الخيانة تاتى من شخص اكل عيش وملح بمعنى يعرف كل شى عندما ياتى الى البيت معروف واهل البيت يرحبوا بية وياكل ويشرب وربما يعلم كل صغيرة وكبيرة داخل البيت واهل البيت لايخافون منة لانة اصبح واحد من العائلة ولكن فحاة يخون العيش والملح ممكن يسرق او يقتل ......الخ فتكون الصدمة عندما يكتشفوا بان السارق او القاتل واحد متردد على هذا البيت فالكل لايصدق الا عندما يعترف بالجريمة

فالذى خان يسوع هو يهوذا واحد من تلاميذة اكل وشرب وعاين مجد المسيح والذى باع يوسف اخواتة وايضا كذبوا على ابوهم الشيخ الكبير

فى تاملنا اليوم سبق أن تحدثنا في الأصحاح السابق عن إسمعيل بن نثنيا الذي دفعه بعليس ملك عمون على اغتيال جدليا. ولا نعرف ما الذي دفعه إلى هذه الجريمة، وما الذي دفع ملك عمون على تحريضه.

هل كان إسمعيل مدفوعًا بغيرة دينية قومية على بلاده حاسبًا أن الخضوع لبابل خيانة عظمى؟

أم كان مدفوعًا بوعود ملك عمون (40: 14)؟

أم كان الحسد أو العداوة الشخصية مع جدليا؟

أو محبة المال هي الباعث؟

حاسبًا نفسه أحق برئاسة الشعب دون جدليا؟

تحدى إسمعيل كل قوانين كرم الضيافة الشريفة في الشرق باغتياله مضيفه بعمل صارخ من أعمال الخيانة.

واضح أن عنصر الحسد له دوره في ارتكاب هذه الجريمة. فإن الحسد يفقد الإنسان اتزانه وقدرته على التفكير لصالح غيره وصالح الجماعة وأيضًا لمجد الله. إنه يدفع الإنسان إلى التهور ليقتل أعماق نفسه، غير مبالٍ بنظرة الله أو الجماعة أو حتى ضميره الداخلي. وكما قيل: "حياة الجسد هدوء القلب، ونخر العظام الحسد" (أم 14: 30).

منذ بداية العالم كان الشيطان هو أول من أهلك نفسه ودمَّر الآخرين. لقد انكسر بالغيرة مع الحسد المملوء ضغنية، ذاك الذي كان في العظمة الملائكية، مقبولًا أمام الله ومحبوبًا عنده.

إنه لم يرشق الآخرين بغريزة الغيرة قبل أن يرشق نفسه بها، ولا رشقهم بالأسر قبل أن يُؤسر، ولا بالدمار قبل أن يهلك. وفي إغرائه بالغيرة أفقد الإنسان نعمة الخلود الموهوبة له، وهو نفسه فقد تلك التي كانت له سابقًا.

يالها من شرورٍ عظيمة أيها الأحباء، فقد أسقطت (الغيرة أو الحسد) الملاك، وأزالت مجدًا عظيمًا وبهيًا، فتلك التي خدع بها الآخرون هو نفسه بها خُدع

صديقى القارى

لا توجد خطية تفرق الإنسان عن الله والناس مثل خطية الحسد، لأن هذا المرض أشد خبثًا من محبة الفضة. لأن محب الفضة يفرح متى ربح شيئًا، أما الحاسد فيفرح متى خسر أحد شيئًا أو ضاع تعبه سدى. ويحسب خسائر الآخرين ربحًا له أكثر من أي نجاح، فأي شرٍ أعظم من هذا

ار41 :2 فقام اسماعيل بن نثنيا و العشرة الرجال الذين كانوا معه و ضربوا جدليا بن اخيقام بن شافان بالسيف فقتلوه هذا الذي اقامه ملك بابل على الارض