تامل فى اية اليوم

اى 30 :1 و اما الان فقد ضحك علي اصاغري اياما الذين كنت استنكف من ان اجعل ابائهم مع كلاب غنمي

الغنى مهاب والفقير مهان
ما قالة ايوب ينطبق فى كل العصور ولاسيما فى ايامنا الحاضرة عندما يكون انسان غنى الكل يحترمة ويهابة والكل يريدون ان يخدموة ولاسيما اذا كان غنى وفى السلطة ولكن بعد زوال السلطة ولا واحد حتى يعبرة ولا حتى كلمة سلام وعيونهم كلها شماتة هذة طبيعة البشر .افتكر اى شخص قبل ما يطلع على المعاش ويكون مدير الكل يحترموة لكن بعدما يطلع على المعاش يقول اروح اسلم على الحبايب يجد الكل يتهربوا منة طبعا يضرب كف على كف يقول فلان يجرى يشيل الشنطة واللى يعمل ويعمل...الخ فيرد واحد من الموظفين يقول كان زمان وجبر طبعا يطلع حزين جدا ويكره اليوم اللى ذهب فية
فى تاملنا اليوم عاش أيوب حياته بالكمال والاستقامة، يتقي الله، ويُحيد عن الشر (أي 1:1)، وقد شهد الله نفسه عنه: "ليس مثله في الأرض" (أي 1: . ولعله كان يتوقع في شيخوخته أن يخدم الآخرين خلال خبرته الطويلة، لكنه فوجئ بأنه عوض أن يخدم صار أضحوكة وعثرة لمن هم حوله، حتى بالنسبة للأشرار.
شعر كأن كل ما قد مارسه منذ صبوته حتى شيخوخته عبر كبخارٍ بلا نفع، وليس من سببٍ أمامه يبرر ما بلغ إليه. كاد أن يتحطم تمامًا نفسيًا بجانب تحطمه جسديًا واجتماعيًا وماديًا. هذا ما دفعه إلى وضع مرثاة مُرَّة.
بقوله "أصاغري" لا يقصد فقط من هو أصغر منه في العمر، وإنما أيضًا من هُم أقل منه في المعرفة والحكمة والخبرة والمركز الاجتماعي والسلوك. في هذا لا يعني أصدقاءه الثلاثة وحدهم، وإنما كل من جاءوا ولو من بعيدٍ، لا ليواسوه أو يصلوا لأجله، وإنما ليستخفوا به ويسخروا منه.
إذ كان يُنظر إلى الكلاب في ذلك الحين أنها نجسة (1 صم 17: 43، أم 26: 11)، فقد حسب أيوب أن كلاب غنمه أطهر من آبائهم.

لقد أهانوه في شيخوخته وبلا سبب، مع أنه يُحسب تكريم الشيوخ مُقدم لله ذاته. يطالبنا الكتاب المقدّس أن نحترم الشيوخ، على أنه يليق بالشيوخ أن يضعوا في اعتبارهم أن الشيبة الحقيقية ليست في كبر السن، بل في الحكمة والنضوج. وقد جاءت الوصيَّة: "من أمام الأشيب تقوم، وتحترم وجه الشيخ، وتخشى إلهك، أنا الرب" (لا 19: 32).
صديقى القارى
لا ندهش من المرارة التي عانى منها أيوب البار، فقد عانى أتقياء الله من كثيرين. كمثالٍ عانى بولس من مرارة الضيق حتى كاد ييأس من حياته، كقوله: "تثقلنا جدًا فوق الطاقة حتى يئسنا من الحياة أيضًا، ولكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت، لكي لا نكون متكلين على أنفسنا، بل على الله الذي يُقيم من الأموات، الذي نجانا من موتٍ مثل هذا، وهو ينجي؛ الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضًا فيما بعد" (2 كو 1: 8-10).
اى 30 :1 و اما الان فقد ضحك علي اصاغري اياما الذين كنت استنكف من ان اجعل ابائهم مع كلاب غنمي