تامل فى اية اليوم

نح5: 6 فغضبت جدا حين سمعت صراخهم وهذا الكلام.

الغضب بسبب ظلم الاغنياء للفقراء
الحاكم العادل هو لايحابى الاغنياء على حساب الفقراء بل يقيم العدل وينصف الفقراء ويستمع الى شكواهم ويفيم العدل فى البلاد
فى تاملنا اليوم فغضبت جدا حين سمعت صراخهم وهذا الكلام.
استمع نحميا باهتمام لشكوى الشعب الصادرة من قلوب متألمة، ولم ينشغل عنهم بسبب اهتمامه ببناء السور، أو صده لمؤامرات الأعداء، فهذا يبين أبوة نحميا وعدله كوالى مسئول.
وهذا الغضب من نحميا المسئول يعلن استقامة قلبه، ورفضه للخطية ومن ناحية أخرى يطمئن المظلومين بأنه مهتم بهم ولن يهمل مطالبهم. وفى نفس الوقت يظهر هذا الغضب عدم محاباة نحميا للأغنياء، فهو لا يريد شيئًا من أحد، وهو قوى يعلن الحق حتى لو أغضب بعض الناس ولو كانوا من عظماء الشعب، فهو يخاف الله، وبالتالي لا يخاف من أحد. هذه هي الخطوة الأولى التي فعلها نحميا وهي غضبه على الخطية.
الخطوة الثانية: التي فعلها نحميا هو تشاوره مع نفسه، فلم يكن غضبه باندفاع، بل فكر بحكمة، كيف يكون السلوك العادل المناسب.
الخطوة الثالثة: أنه بشجاعة وبخ الأغنياء ورؤساء الشعب على استغلالهم للفقراء وسكوتهم على الظلم، لأنهم أخذوا الربا عندما أقرضوا الفقراء، رغم علمهم بعجزهم عن دفع الاحتياجات الضرورية للحياة.
الخطوة الرابعة: أنه أقام على العظماء المستغلين جماعة عظيمة، وهم عدد كبير من الشعب الفقير كمندوبين عن باقي الشعب، أى أنه واجه الأغنياء بما عملوه بهؤلاء الفقراء واتضحت الحقيقة وهي الظلم والاستغلال الشديد. فهو عادل يسمع وجهتى النظر؛ الشاكى والمشتكى عليه؛ ليتأكد من صحة القضية.
الخطوة الخامسة: التي اتخذها نحميا في حل هذه المشكلة، هي تصرف إيجابى منه هو والعاملين معه في إدارة شئون أورشليم، إذ تقدموا بمساعدة الفقراء بأموال أقرضوها لهم ليسدوا لهم احتياجاتهم، وبالتالي لا يحتاجون أن يقترضوا من الأغنياء المرابين المستغلين.
في نهاية الآية يطالب الأغنياء كخطوة سادسة أن يتركوا عنهم الربا أي عندما يستردون أموالهم من الفقراء لا يأخذون زيادة عما أقرضوه.
ومن تواضع نحميا يقول فلنترك الربا؛ ليشجع الأغنياء على ذلك، فهو لم يقل لهم اتركوا، بل لنترك وهذا لطف شديد منه.
الخطوة السابعة: التي قام بها نحميا هي أمره للعظماء والرؤساء أن يردوا في الحال الحقول والبيوت التي ارتهنوها من الفقراء، وبهذا يكون لهم فرصة أن يجدوا طعامًا ويعيشوا حياة كريمة.
الخطوة الثامنة: هي إقامة نحميا الكهنة مسئولين عن تنفيذ ما وعد به الأغنياء، باعتبار الكهنة عارفين بالشريعة ومسئولين عن تنفيذها؛ لينبهوا كل مقصر ومتكاسل عنها. وبهذا ثبت نحميا وعد الأغنياء، وأصبح عهدًا بينهم وبين الله الذي يمثله الكهنة.
الخطوة التاسعة: والأخيرة التي فعلها نحميا هى نفض حجره أمام العظماء، معلنًا أن اللعنات تحل على كل من لا ينفذ ما أمر به، أى يكون ملعونًا من الله، فاقدًا لكل بركة والله ينفض كل إنسان لا يفعل هذا، أي يتخلى عنه ويطرده بعيدًا ويفرغ بيته من البركة لأنه لم يخرج من بيته وما له أموال الظلم، التي أخذها من الفقراء، فوافق العظماء على كلام نحميا، بقولهم آمين، كما فعل الشعب قديمًا أيام موسى عند جبلى جرزيم وعيبال، عند سماعهم البركات واللعنات التي تأتى عليهم عند طاعتهم لوصايا الله، أو رفضها.

صديقى القارى
الحاكم العادل هو الذى يسمع شكاوى شعبة ويحلها ويقيم العدل ولايحابى اهلة ولا الاغنياء بل يعطى كل واحد حقة
نح5: 6 فغضبت جدا حين سمعت صراخهم وهذا الكلام.