تامل فى اية اليوم

2اخ13: 4 وقام أبيا على جبل صمارايم الذي في جبل أفرايم وقال: «اسمعوني يا يربعام وكل إسرائيل.

اسمعونى
كثير بنسمع عن دول ولاسيما القادة لم يسمعوا الى صوت الحكمة قبل اتخاذهم لخوض المعركة ثم ربما الطرف الاخر يقول لة بلاش حرب لان الحربة هتكون خسارة عليك وعلى شعبك ولكن عندما لايسمع لصوت الحكمة يدخل الحرب جنودة كلة يموتون ويخسر الحرب او ربما الملك او الرئيس يموت فى الحرب وهذا نراة بين الدولة الواحدة مثل العراق واثوبيا واليمن وليبيا والسودان .........الخ فنجد حربة اهلية بين العشائر والاهل يحاربوا بعضهم بعض لذلك على الحكام ان يطلبوا الحكمة حتى يجنبوا شعبهم الحروب.
فى تاملنا اليوم وقام أبيا على جبل صمارايم الذي في جبل أفرايم وقال: «اسمعوني يا يربعام وكل إسرائيل.
ع4: جبل صمارايم : صمارايم مدينة في نصيب بنيامين وعلى حدوده (يش18: 22).
عندما وجد أبيا أن يربعام قد هجم عليه بجيش كبير عدده ثمانى مئة ألف، أعد جيش يهوذا وكان أربع مئة ألف، كما رأينا في (ع3) ولكنه لم يندفع في الحرب؛ لأن شمعيا النبي كان قد حذر مملكة يهوذا من محاربة مملكة إسرائيل، أي الأسباط (2 أخ 11: 4). ولكنه حاول إيقاف الحرب؛ بأن صعد إلى جبل صمارايم وهو على حدود مملكته، ووقف يخاطب يربعام وجيوشه المصطفة على حدود المملكتين وهذا يظهر شجاعة أبيا وعدم خوفه، أن يرميه أحد الأعداء بسهم.
ع5: عهد ملح: الملح يحفظ الطعام والمقصود بعهد ملح، أي عهد لا يُنقض ولا يفسد، أي عهد ثابت.
بدأ أبيا يوضح ليربعام وجيوشه الأسباب التي ستجعل جيش يهوذا ينتصر على جيش الأسباط، فأعطى الدليل الأول وهو: أن الله أعطى عهد أبدى ثابت لداود ونسله؛ حتى يملكوا على بني إسرائيل. وهنا يقصد أبيا أن الملك لداود ونسله على كل إسرائيل وأن الانقسام الذي حدث أمر غريب وكان الأصح أن تظل الأسباط خاضعة لنسل داود، الذي له العهد.
ع6، 7: فتى رقيق القلب: وصف لرحبعام يعنى أنه ضعيف كالفتيان وأنه رقيق القلب، أي ليس له قوة وشدة الرجال، مع أن عمره كان إحدى وأربعين سنة حين ملك (2 أخ 12: 13).
بنو بليعال: بليعال تعنى الشيطان والمقصود بنى الشر.
الدليل الثاني على حتمية انتصار أبيا، هو أن يربعام مجرد عبد لسليمان ابن داود وهو عبد عاصى ومتمرد، هرب إلى مصر، ثم عاد بتمرد وجمع رجالًا أشرارًا وانشق بالأسباط عن الخضوع لنسل داود، أي رحبعام، مستغلًا ضعفه. ومعنى هذا أن المُلك لأبيا الملك؛ لأنه نسل داود وليس للعبد المتمرد المغتصب الملك، وهو يربعام.
ع8: الدليل الثالث؛ هو أن مملكة يهوذا هي مملكة الرب، بيد نسل داود، أي أبيا الملك، أما مملكة إسرائيل فقد اعتمدت على الآلهة الوثنية وهي العجول الذهبية واعتمدوا على كثرة عددهم ولكنه بلا قيمة أمام قوة الرب، بل إن عبادتهم للعجول؛ ستكون سببًا في انتقام الرب منهم.
ع9: يملأ يده: يقدم ذبيحة، أي يتخصص للكهنوت ويصير كاهنًا.
الدليل الرابع هو أن مملكة يهوذا اعتمدت على عبادة الله في هيكله وعلى الكهنة الرسميين، الذين من نسل هارون، أما مملكة إسرائيل، فقد عبدت الأوثان واعتمدت على كهنة ليسوا من نسل هارون كما أوصى الله، بل أي إنسان يقدم ذبيحة، يصير كاهنًا وطردوا كهنة الله، الذين من نسل هارون.
ع10، 11: الدليل الخامس، هو تمسك شعب مملكة يهوذا بعبادة الله في هيكله، فيقدمون الذبائح والتقدمات وكذلك يضيئون السرج ويقدمون البخور والأطياب، أي يقدمون عبادة كاملة لله وبالتالي يتمتعون برعايته وقوته التي لا تُقهر.
ع12: الدليل السادس هو أن الله القائد الحقيقي لجيوش مملكة يهوذا، وهو الرئيس الذي لا يقف أحد أمام قوته، وأمام هتاف كهنته بالأبواق، فمن يستطيع أن يحارب الله؟! وهتاف الكهنة بالأبواق، يعنى حضور الله كقائد لجيشه.
يقدم في النهاية نصيحة لأسباط إسرائيل، بقيادة يربعام، وهي ألا يهاجموا ويحاربوا مملكة يهوذا؛ لأنهم سينهزمون.
في الآيات السابقة يظهر أبيا في صورة حسنة، معتمدًا على الله وعبادته ولكنه في الحقيقة عمل الشر في عينى الرب، مثل رحبعام أبيه ولم يكن كاملًا مثل داود (1 مل15: 3). ولكن يظهر سؤالًا هامًا وهو إن كان أبيا قد سلك في الشر مثل رحبعام، فلماذا نصره الله على يربعام؟ والإجابة أن الله أراد أن يؤدب يربعام؛ لتزايده في الشر واستخدم أبيا في ذلك، ليس لصلاحه ولكن لأن شرور يربعام كانت أكثر بكثير.
وإن كان الله لم يسمح لرحبعام أن يحارب الأسباط المنشقة (2 أخ 11: 4) لكنه سمح هنا لأبيا أن يحارب الأسباط وينتصر عليهم؛ لأجل كثرة خطايا مملكة إسرائيل.

ونلاحظ تناقض بين كلام أبيا وسلوكه، ففى خطابه السابق ليربعام، يعلن أن الرب إلهه ولم يتركه، مع أنه في نفس الوقت سمح بعبادة الأوثان، ووبخ يربعام لاعتماده على عجول الذهب، في الوقت الذي ترك فيه الشعب يعبدون آلهة غريبة، بل وسمح بوجود أصنام داخل بيته، إذ كانت أمه معكة تعبد الأوثان. فأبيا اتخذ صورة التقوى، لكنه في نفس الوقت ينكر قوتها، والله غضب لهذا، فلم يدم ملكه إلا ثلاث سنوات.
صديقى القارى
ربما الرب قس قلب يربعام حتى ينهزم بسبب شرورة هو وشعبة
2اخ13: 4 وقام أبيا على جبل صمارايم الذي في جبل أفرايم وقال: «اسمعوني يا يربعام وكل إسرائيل