تامل فى اية اليوم

2كو7: 11 فإنه هوذا حزنكم هذا عينه بحسب مشيئة الله، كم أنشأ فيكم: من الاجتهاد، بل من الاحتجاج، بل من الغيظ، بل من الخوف، بل من الشوق، بل من الغيرة، بل من الانتقام. في كل شيء أظهرتم أنفسكم أنكم أبرياء في هذا الأمر

الحزن الذى حسب مشيئة الله
فى الحقيقة الناس بتحزن كثير بس احزانهم ليس حسب مشيئة الله بل احزانهم نتيجة فقدهم احد احباء على قلوبهم اى موتة او حزنهم بسبب الخسائر المادية سواء فى المال او الممتلكات مثل الاراضى او العقارات او نتيجة فقدانهم للوظيفة او بسبب عدم وجود الماديات.........الخ
فى تاملنا اليوم فإنه هوذا حزنكم هذا عينه بحسب مشيئة الله، كم أنشأ فيكم: من الاجتهاد، بل من الاحتجاج، بل من الغيظ، بل من الخوف، بل من الشوق، بل من الغيرة، بل من الانتقام. في كل شيء أظهرتم أنفسكم أنكم أبرياء في هذا الأمر
وصف الرسول في هذه الآية نتائج حزن الكورنثيين الذي تبيّن أنه كان بحسب مشيئة الله وصار سبباً لفرح الرسول.
هُوَذَا حُزْنُكُمْ هٰذَا عَيْنُهُ أي انتبهوا لهذا الحزن لتعرفوا فوائده.
بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ كما ظهر من نتائجه.
كَمْ أَنْشَأَ فِيكُمْ مِنَ ٱلٱجْتِهَادِ أي أحدث فيكم اجتهاداً كثيراً. والاجتهاد استفراغ الطاقة في تحصيل المطلوب الصعب. إن كنيسة كورنثوس في أول أمرها لم تبال بتأديب الزاني من أعضائها فكأنهم حسبوا ما فعله أمراً زهيداً. فأول حزنهم بحسب مشيئة الله كان الاهتمام بهذا الأمر واستفراغ الوسع في إصلاح الخلل وهذا من تأثير التوبة الحقيقية في كل خاطئ فيعتبر ما كان يحسبه زللاً زهيداً خطيئة عظيمة كافية أن تجلب عليه غضب الله.
بَلْ مِنَ ٱلٱحْتِجَاجِ المراد بالاحتجاج هنا تسليمهم بنقائصهم وإظهار أنهم عدلوا عن سلوكهم السابق وأن أكثر أعضاء الكنيسة لم يستحسنوا ما أساءه ولم يشتركوا فيه وأن من اشترك فيه لا يعود إليه. نعم أن الاحتجاج يكون غالباً للنفس على الغير وأما هنا فكان للغير على النفس.

بَلْ مِنَ ٱلْغَيْظِ أي من غيظهم على أنفسهم لما أتوه من الإساءة إلى الرسول ولما أهملوه من الواجبات فإنهم كانوا غافلين عن سوء تصرفهم في الماضي فانتبهوا حينئذ له. ولعل ذلك الغيظ يشمل الغيظ على وقوع الخطيئة التي سبق الكلام عليها وعلى المذنب وعلى سكوتهم عنه.
بَلْ مِنَ ٱلْخَوْفِ لم يتبيّن أَمن الله هذا الخوف أو من بولس أن يستعمل سلطانه الرسولي بأن يقاصهم على وفق قوله «أبعصا آتي إليكم» (١كورنثوس ٤: ٢١) ولا يبعد من أن يكون من الاثنين.
بَلْ مِنَ ٱلشَّوْقِ إلى إصلاح الخلل أو الحصول على رضى الرسول عنهم وحضوره إليهم. وقد سبقت شهادة تيطس بهذا الشوق (ع ٧).
بَلْ مِنَ ٱلْغَيْرَةِ لله بتطهير الكنيسة مما دنسها بإهمال تأديب الزاني وبإصلاحه إذا أمكن أو بعقابه.
بَلْ مِنَ ٱلٱنْتِقَامِ أي قصد إجراء التأديب اللازم على وفق شريعة الحق والعدل وهو قطع الزاني من شركة الكنيسة.
فِي كُلِّ شَيْءٍ أي في كل جهة نظر منها إلى الأمر المذكور.
أَظْهَرْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أَنَّكُمْ أَبْرِيَاءُ الخ أي بينتم أنكم سالكون السلوك الواجب في إصلاح الخطإ وهذا لا يستلزم أنهم لم يستحسنوا اللوم على ما مضى لأن معظم غاية الرسالة الأولى توبيخهم على خطإهم في هذا الأمر لكنه صرّح هنا أن سلوكهم الحاضر هو المرضي وأنه رفع عنهم كل أسباب اللوم.
صديقى القارى
إنه إذا أردنا تحقق صحة توبتنا فلنقابلها بعلامات التوبة المذكورة في الآية الحادية عشرة. وأفضل تلك العلامات ترك الخطيئة والتمسك بالمسيح للغفران والنعمة للثبوت في القداسة
2كو7: 11 فإنه هوذا حزنكم هذا عينه بحسب مشيئة الله، كم أنشأ فيكم: من الاجتهاد، بل من الاحتجاج، بل من الغيظ، بل من الخوف، بل من الشوق، بل من الغيرة، بل من الانتقام. في كل شيء أظهرتم أنفسكم أنكم أبرياء في هذا الأمر