تامل فى اية اليوم

2كو5: 1 لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد، أبدي.

نقض بيت خيمتنا الارضى
شبة جسد الانسان بالخيمة والسبب لان الخميمة سهل خلعها او نقلها فى مكان اخر لكن لايمكن ابدا ان ننقل اى بيت من مكان لاخر السبب لان البيوت بتكون العواميد مدفونة وثابتة فلايمكن تحريكها اما الخيمة فهى سهلة جدا تنقلها فى اى وقت
فى تاملنا اليوم لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد، أبدي.
علاقة هذا الأصحاح بالذي قبله واضحة وهي أن ضيقتنا هنا تنشئ لنا ثقل مجد أبدي لأننا نعلم أنه إن نُقضت خيمتنا الأرضية فلنا بيت من الله أبدي في السماء. ونتج عن ذلك أن رجاءه في السعادة الآتية قدّره على الاستخفاف بالمصائب الحاضرة.
لأَنَّنَا نَعْلَمُ علم اليقين مما أعلنه الله لنا. وهذا عام كل المؤمنين ولكن لا ريب في أن الرسول خص به هنا نفسه ورفاقه المحتاجين إلى التعزية لشدة ضيقاتهم.
إِنْ نُقِضَ أي انحل بالموت كما يتوقع أن يحدث بالنظر إلى المصائب والمشقات المحيطة به أو باستشهاده في سبيل الإنجيل.
بَيْتُ خَيْمَتِنَا ٱلأَرْضِيُّ أي جسده مسكن نفسه على هذه الأرض. شبهه بالخيمة في الوهن والزوال وسهولة النقل. ولا إشارة في هذا إلى سكنى الإسرائيليين في خيم البرية لأن هذا التشبيه شائع في أقوال كل المؤلفين قديماً وحديثاً.

فَلَنَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ شبه مسكن النفس المستقبل بالبناء بياناً لفضله على مسكنها الخيمة الحاضرة في القوة والبقاء. والمراد بهذا البناء جسد القيامة. وقال «لنا» مع أنه ورفاقه لم يزالوا أحياء لأن الله هيأه لهم ووعدهم به فحسبوا أنهم حصلوا عليه لأن المستقبل المتيقن الوقوع كالواقع. وغايته من ذلك بيان أنهم ليسوا بمحزونين ولا خائفين من الفكر في نقض تلك الخيمة لتيقنهم الحصول على ذلك البناء.
ذهب بعضهم إلى أن ذلك البناء هو السماء عينها والذي يثبت أنه جسد القيامة أربعة أشياء:
الأول: إن الأمر ظاهر أن بيتنا الأرضي هو الجسد الحاضر فنستنتج طبعاً أن بيتنا السماوي جسد القيامة.
الثاني: قوله في هذه الآية إنه «في السماوات» وفي الآية الثانية إنه «من السماء» وهذا دليل بيّن على أنه ليس السماء عينها على أن ليس غرض الرسول بيان أنه منتظر الانتقال من الأرض إلى السماء بل بيان ماذا يكون له في السماء بدلاً من الجسد الذي له هنا.
الثالث: إن كونه جسد القيامة. موافق لقوله في شأن الجسد الروحاني لأهل كورنثوس في رسالته الأولى «هٰكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ ٱلأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْماً حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْماً رُوحَانِيّاً... وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ ٱلتُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ ٱلسَّمَاوِيِّ» (١كورنثوس ١٥: ٤٢ و٤٣ و٤٤ و٤٩).
الرابع: إن هذا التفسير لا منافاة بينه وبين قول الإنجيل في الراقدين أنهم يدخلون السماء على أثر موتهم وينالون سعادتها. ويبين فوق ذلك أنه حين يأتي المسيح ثانية تقوم أجساد القديسين وتشارك أرواحها الممجدة في السعادة. ولم يتعرض الرسول لبيان كل أحوال النفس بين الموت والقيامة أي بعد انفصالها عن الجسد الأرضي وقبل اتصالها بالجسد السماوي وعلة ذلك إما لأن الله لم يستحسن أن يعلنها له وإما لأن عقولنا تعجز عن إدراكه كما تعجز عن إدراك الأرواح المحيطة بنا وعن طريق مخاطبة بعضها بعضاً وسيأتي الكلام على هذا في تفسير الآية الثامنة.
مِنَ ٱللّٰهِ أي منه رأساً دون أن يُدنس بالخطيئة نعم إن الله هو خالق أجسادنا الأرضية أيضاً (١كورنثوس ١٢: ١٨ و٢٤) ولكنه لم يخلقها رأساً بل بوسائط طبيعية وقد تدنست بكونها صارت آلات للخطيئة.
غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ كالأبنية المصنوعة بأيدي الناس التي نسكنها هنا. وكونه من الله يحقق جودته ومجده.
أَبَدِيٌّ بخلاف جسدنا الأرضي المعرّض في كل وقت للموت والفساد.
صديقى القارى
إن هذا الجسد لا بد من انحلاله بالموت بعد قليل لأنه يشبه خيمة سهلة الانتقاض لا بيتاً ثابت الأركان وبناء على ذلك يجب أن نتوقع الموت ونستعد له إذ الانتظار له لا يقدمه والغفلة عنه لا تؤخره. والاستعداد للموت يقوم بعضه بإتمام الإنسان واجباته لأهل بيته ككتابته وصية وواجباته لنفسه كتيقنه أن الله يقبله في المنازل الأبدية.
2كو5: 1 لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد، أبدي.