-
تامل فى اية اليوم مت28: 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.
تامل فى اية اليوم
مت28: 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.
مرقس ١٦: ١٥ وإشعياء ٥٢: ١٠ ولوقا ٢٤: ٤٧ وأعمال ٢: ٣٨، ٣٩ ورومية ١٠: ١٨ وكولوسي ١: ٢٣
انتهت بشارة متّى بأمر ووعد، كلاهما ذو شأن عظيم. وبعد أن تحققت القيامة صار على التلاميذ واجبات خطيرة يجب أن يقوموا بها بكل أمانة: عليهم أن يتلمذوا الناس بالتعليم الصحيح قبل أن يعمدوهم بهذا الإيمان الذي يغير العالم.
فَٱذْهَبُوا الفاء هنا سببية فإن المسيح أخذ كل السلطان، وأوجب عليهم أن يذهبوا غير ملتفتين إلى ضعفهم، متكلين على حضوره معهم وتقويته إياهم. ولم يقصر أمره بالذهاب على رسله ولا على من حضر وقتئذٍ من المؤمنين، بل وجَّهه إلى كل مسيحي منذ ذلك الوقت إلى نهاية الزمان، وهذا ظاهر من وعده في ع ٢٠ «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». ومن الواضح أنه لا يصح قصر ذلك الوعد على من لا يعيش إلى انقضاء الدهر. كما أن قصر الأمر المقترن بالوعد على الأحد عشر تلميذاً مستحيل. وذلك ما فهمته الكنيسة من أمره واتخذته دستوراً لها (أعمال ٨: ٤)
وَتَلْمِذُوا أي ارشدوا الناس إلى معرفة الإنجيل ليصيروا مسيحيين، لا بالإجبار بل بالتعليم، لتقتنع عقولهم وضمائرهم فيقبلوا المسيح وخلاصه. وهذه هي الوظيفة العظيمة الوحيدة التي سلمها المسيح كنيسته. فهي لم توكل لتخضع الأمم بل لتعلمهم. وسيف الروح أي كلمته هو السلاح الوحيد الذي يجب أن يستعمل لامتداد ملكوته.
جَمِيعَ ٱلأُمَم كان إرسال المبشرين بالإنجيل في أول الأمر إلى اليهود ( ص ١٠) ولكن المسيح أطلقه هنا، فأمر بتبشير كل الناس يهوداً وأمماً. وهذا يناقض أراء اليهود، لأنهم اعتقدوا أن معرفة الدين الحق مقصورة عليهم، حتى أن تلاميذ المسيح توقفوا عن طاعة هذا الأمر لتعصبهم اليهودي (أعمال ١١: ٣ و١٥: ٥ وغلاطية ٢: ١٢) فمضت عليهم سنون وهم يتأخرون عن إجرائه حتى ألزمهم الاضطهاد في أورشليم أن يذهبوا منها ويبشروا الأمم ولم يُقدِم بطرس على إجراء ذلك إلا برؤيا من السماء. ولم تُقدِم الكنيسة عليه إلا بشهادة بطرس لهم بتلك الرؤيا (أعمال ١٠).
وتبين مما ذكر:
أن الدين المسيحي سيكون دين كل أهل الأرض، لا أحد أديانها.
أن هذا الدين موافق لاحتياجات جميع الناس (رومية ١: ١٦ و١٠: ١٢)
يجب أن تكون الكنيسة بأسرها لجنة عظيمة لنشر الإنجيل إلى أن يؤمن الناس كلهم بالمسيح.
وَعَمِّدُوهُم هذا هو الجزء الثاني من توكيل المسيح للمؤمنين، وهو أن يعمدوا الناس إذا قبلوا تعليمهم وآمنوا بالمسيح. والتعميد هو استعمال الماء في الروحيات إشارة إلى تطهير القلب وفعل الروح القدس وختم عهد الله للمؤمن. وأعطى الله هذا العهد أولاً لإبراهيم ونسله وجدده المسيح بعد قيامته. فهو في العهد الجديد بدل الختان في العهد القديم، ولذلك يسمح بالمعمودية لأطفال المؤمنين كما للبالغين (أعمال ١٦: ١٥، ٣٣). والفرق أن الأطفال يُعلمون بعد المعمودية والبالغين قبلها. ولا بد من اقتران التعميد بالتعليم عند الإمكان.
تتضمن المعمودية باسم الثالوث الأقدس خمسة أمور:
أن الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم.
أن المعمودية بأمره وسلطانه.
تعهد المعتمد بخدمة الله ووقفه نفسه لتلك الخدمة.
الاعتراف بدين المسيح علانية.
الفوز بالفوائد المقترنة بالتعهد لله.
ٱلآبِ وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ الاعتماد باسم الآب إقرار بكونه خالقاً معتنياً متسلطاً دياناً محسناً تمجيده غاية الإنسان العظمى. والاعتماد باسم الابن إقرار بكونه إلهاً ونبياً وكاهناً وملكاً ووسيطاً بطاعته وموته. والاعتماد باسم الروح القدس إقرارٌ بأنه إله، وأنه يقدس وينير ويرشد ويعزي. وكان الأمم محتاجين إلى أن يعتمدوا باسم الثلاثة الأقانيم الإلهية لأنهم لم يعترفوا بواحد منها في أديانهم الوثنية، ولكن اليهود الذين تنصروا في عهد المسيح لم يحتاجوا إلا أن يعتمدوا باسم المسيح، لأنهم بختانهم أقروا بالآب والروح القدس (أعمال ٢: ٣٨ و٩: ٤٨ و١٩: ٥ ورومية ٦: ٣ وغلاطية ٣: ٢٧)
وهذه الآية من البراهين التي تثبت عقيدة الثالوث، أي أن الله واحد في ثلاثة أقانيم متساوين في الجوهر والمجد والكرامة والقدرة. وتدل على وحدانيته، بدليل القول «باسم» لا «بأسماء». وتدل على إن الآب الله والابن الله والروح القدس الله، وإلا كان المعتمد يعتمد باسم إله وباسم مجرد إنسان وباسم صفة من الصفات الإلهية، وهذا محال.
وخلاصة ما قيل في المعمودية أربعة أمور:
أنها إشارة: وهي تقوم باستعمال الماء إما بالرش أو بالسكب أو بالتغطيس مرة واحدة أو ثلاث مرات. وكيفية استعمال الماء ليس من الأمور الجوهرية. والأرجح أن الاستعمال الغالب هو الرش. ولا أهمية لعدد المرات، والمشار إليه بذلك هو فعل الروح القدس في تطهير القلب.
الإقرار بالإيمان: فإن المعتمد يقر بإيمانه أن الله واحد مثلث الأقانيم، وبوظائف كل من هذه الأقانيم كما هي معلنة في الكتاب المقدس.
علامة عهد وختم له: وذلك بين الله والإنسان. أما الله فيتعهد بأنه يكون إلهاً للمعتمد المؤمن ولنسله. وأما الإنسان فيتعهد بالخضوع لله إلى الأبد.
رسم للدخول في كنيسة المسيح المنظورة.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى