- آحد الملوك قال لإبنه الفارس :

- إبحث لي عن أثمن شيء في هذه الحياة وأرجع وأخبرني . فذهب الأمير ليبحث عن ما هو أثمن شيء في الحياة .

- بعد فترة من البحث شاهد جندي شجاع يحارب من أجل وطنه في ميدان المعركة وكان دمه ينزف . فأخذ قطرة من هذا الدم وجاء بها أمام الملك . قدمها له وأخبره عن قيمة من يضحي من أجل وطنه وأهله . فإبتسم الملك وقال لولده :

- نعم هذا شيء غالي جداً . ولكنه ليس أثمن شيء في الحياة . إرجع وإبحث مرة أخرى .

- ذهب ولده وبدأ في البحث مرة أخرى عن أثمن شيء في الحياة . فرأى رجل شجاع يناضل بكل جهده لإرجاع حقوق المظلومين وإرساء العدل بين الناس . فأخذ قطرة من عرقه ورجع بها إلى قصر والده الملك . وشرح له عن هذا الرجل الشجاع . فنظر إليه والده بحنان وقال له :

- نعم هذه نقطة العرق غالية جداً . ولكنها ليست أثمن شيء في هذه الحياة . إرجع وإبحث بعد .

- ذهب الأمير الفارس ولكن هذه المرة بحث لفترة طويلة جداً عن ما هو أثمن شيء في الحياة .

- وفي أحد الأيام رأى إنسان شرير . ينوي قتل ونهب أسرة تسكن في كوخ متواضع . إقترب هذا الرجل الشرير من نافذة كوخ هذه العائلة الصغيرة ونظر إلى داخله . رأى أم تعلّم طفلها الصغير كيف يصلي .

- عندما سمع اللص صلاة الطفل وهو يقول يارب نجنا من الشرير . أحس بالصدمة . إنفتح قلبه وعذبه ضميره . وشعر بحب جارف يتملكه من صلاة هذا الطفل البريء . أفاق فجأة وندم على ما فعله من شرور في حياته . وبدأ يبكي على كل خطاياه بكاءاً مرّاً .

- شاهد الأمير الفارس ندم الرجل ودموعه الغزيرة وهي تتساقط منه . أسرع وأمسك ببعضها ورجع إلى القصر وقدمها لوالده الملك . وشرح له عن هذا الشرير وعن ندمه الشديد وتوبته الحقيقية . فقال له الملك :

- نجحت يا إبني . نعم هذا أثمن شيء في الحياة . ( دموع التوبة ) . بالفعل هي أثمن شيء في الوجود لإنها المفتاح الوحيد إلى قلب الله .