- غني لكنه فقير . هذه هي قصة أغنى أغنياء إيطاليا عميد أسرة أنييلي التي تمتلك شركة سيارات فيات في مدينة تورينو السيد جيوفاني أنييلي .

- كان له ولد مدلل تخصص في الأداب الأفريقية والأسيوية . رفض هذا الولد أن يكون له مكتب في أمبراطورية أبيه . أدمن كل أنواع المخدرات والأعمال اللا أخلاقية . أعتقلوه في نيروبي بتهمة أحراز المخدرات . وفي إحدى الليالي . إستدعى البوليس والده الذي بلغ من العمر الثمانين . ليتأكد إن الجثة التي وجدوها في النهر تعود لولده . للأسف كانت جثة أبنه الوحيد . وقبل ذلك بثلاث سنوات . كان قد أنتحر الإبن الوحيد لأخيه أيضاً . ولم يتبقى إي وريث لأمبراطوريتة العظمى .

- وعلى مقعد في عيادة أكبر أطباء العلاج النفسي . طلب السيد جيوفاني من الطبيب أن يساعده على البكاء فحتى الدموع لا يجدها . يريد من الطبيب أن يساعده لتتساقط همومه مع دموعه . ودفع مقابل ذلك الملايين . وحاول العلاج مع عدة أطباء و لكن عبث لم يذرف ولا دمعة واحدة .

- فجأة أعلن في الصحف قائلاً :

- اليوم أمشي حافياً على الشوك . كأفقر الفقراء .

- إنها مأساة . أن يكون لشخص غني جداً أفنى العمر من أجل المال لكنه يفتقر إلى السعادة . ربما حسده الكثيرون على غناه . لكنهم لم يدركوا ما بداخله .
إنه أمام الناس غني وفي ذاته فقير .

- لقد إمتلك الكثير ولكنه في الحقيقة لا يملك شيئاً . كل غناه هذا لا يساوي شيئاً أمام أبنه الذي فقده إلى الأبد . وما زاد في المأساة . أنه لم يجد من يرثه . فأحس بالفراغ . وبخواء ما يمتلكه . وهو الذي أضاع عمره من أجله . لقد إكتشف تفاهة الحياة . وفقد الأحساس بقيمته كأنسان . آليس هذا ما أدركه سليمان الحكيم أيضاً . إذ كان له غنى وأموال وكرامة لم يكن مثلها للملوك الذين كانوا قبله ؟ ولا لمن بعده . لقد تمتع بكل شيء قدر إستطاعته وقال :

- مهما إشتهته عيناي لم أمسكه عنهما . لم أمنع قلبي عن كل فرح .

- لكنه أقر في النهاية قائلاً :

- ثم ألتفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي . وإلى التعب الذى تعبته في عملها . فإذا الكل باطل وقبض الريح . ولامنفعه تحت الشمس .

- وعن الذي إمتلكه النبي سليمان قال عنه :

- فكرهت كل تعبي الذي تعبت فيه . حيث أتركه للإنسان الذي يكون بعدي . ومن يعلم هل يكون حكيماً أو جاهلاً . يستولي على كل تعبي الذي تعبت فيه . وأظهرت فيه حكمتي تحت الشمس . هذا أيضاً باطل .

- العبرة من قصتي أحبائي :

- كل شيء باطل . أن كان ليس تعباً في الرب . ما زاد المال والجاه حياة هذا الغني إلا بؤساً . أراد أن يدمج مشاعره في مأساته . لكنه فقد حتى الإحساس والشعور . ولم يجد الدموع مقابل الملايين . ولم يستطيع الأطباء أن يمنحوه ولو لحظة سعادة . لقد شعر بالحقيقة وهي بطلان كل ما يملكه . أليس هذا ما قاله الملك داوود عن أغنياء هذا الدهر في تكبرهم :

- كحلم عند التيقظ يا رب . عند التيقظ تحتقر خيالهم . ( سفر المزامير أصحاح 73: 20 ) .

- يا له من إقرار مذّل قاله جيوفاتي :

- الآن أمشي حافياً على الشوك كأفقر الفقراء .

- إنها الحقيقة . فالعالم ليس به إلا الأشواك . وإن تنوعت في مظهرها . سواء غنى أو فقر . فقد أدرك الحقيقة أنه فقير مع أنه يمتلك الكثير .

- الآن أحبائي دعونا نستمع ل صوت الله . لمن يظن أنه غني في ذاته . ولسان حاله يقول :

- إني غني وقد إستغنيت عن الله . ولا حاجة لي إلى أي شيء .

- إستمع إلى جواب الله :

- لست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان .

- حقاً لا سعادة ولا غنى إلا في المسيح يسوع الذي قال :

- عندي الغنى والكرامة .

- فنبع السعادة ليس في الظروف المحيطة بنا . ولا فيما بين أيدينا . بل هي في داخل قلوبنا . إن كان المسيح يسكن فيه . فمهما نهلنا من العالم لا نرتوي . لقد قال الرب يسوع للسامرية :

- كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً . ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد .

- ربما لا نملك شيئاً . ولكن يقول الرسول بولس :

- كفقراء ونحن نغني كثيرين . كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء .

- أخي الحبيب ما هو هدف حياتك ؟ وما هي مقتناك ؟ هل أمتلكت المسيح ؟؟؟

- إن كنت قد أمتلكته فأنت غني . لأنك إمتلكت كل شيء . وليت قلوبنا تكتفي به له كل المجد والسجود إلى الأبد آمين .

- الكاتبة أختكم المحبة سارة …