- توفي شاب وترك زوجته وأبنه المولود حديثاً .

- شقيق الشاب المتوفي أبدى أستعداده أمام الجميع لإعالة إمرأة أخيه وطفلها . والقيام على ممتلكاتهم المشتركة . فقامت والدة الطفل بأمضاء توكيل عام يخوّل سلفها بالتصرف في أملاك زوجها المتوفي وكأنه المالك لها .

- بعد عدة شهور قام العم ببيع حصته وحصة أخيه خلسة . وأخذ المال وهرب إلى أمريكا .

- في المهجر تعرف على أرملة أميريكية لديها معرض لبيع السيارت المستعملة ورثته عن زوجها . مع الأيام تزوجا . وساعدته زوجته على إستثمار أمواله . ففتحوا عدة معارض لبيع السيارات المستعملة . وأصبحا يملكان ثروة طائلة . ولكن لم رزقا بالأولاد .

- بينما كان يعيش عم الصبي حياة البذخ . كانت أرملة أخيه وأبنها يعيشان حالة الفقر والعّوز . ولكن الله لا ينسى آحد . كان أولاد الحلال وأهل الخير . وبعض الجمعيات الخيرية . يساعدوها على العيش وعلى تعليم أبنها اليتيم .

- قرر عم الصبي العودة إلى وطنه بأمواله الطائلة التي أستثمرها في المهجر لمدة 15 عاماً . أشترى أرض كبيرة . أقام عليها فيلا فخمة في منطقة راقيه . وإشترى عمارة ضخمة في وسط العاصمة . فتح فيها شركة كبيرة لبيع السيارات الجديدة والمستعملة . نجحت أعماله . وذاع صيته في كل البلد .

- في آحد الأيام زاره أبن أخيه الذي أصبح شاباً . ليسلم ويتعرف على عمه . وطلب منه المساعدة لأن وضعهم غير جيد . ويشكون من العوّز وأمه مريضة . وترجاه أن يوظفه بشركته مثله مثل باقي العمال . لكن عمه قال له بغضب :

- لا أريد عمال . وأياك أن تأتي إلى هذه الشركة مرة أخرى وطرده .

- عاد الشاب إلى بيته مكسور القلب والخاطر والدموع في عينيه . وعندما سألته أمه هل قابل عمه أجاب بالنفي .

- أما عمه قام بتزويد الفيلا بأحدت التقنيات . وجهزها بأفخم أنواع الأثاث . ثم أرسل إلى زوجته في أميريكا لتبيع كل شيء وترسل له الأموال . وتلتحق به ليستقروا في الوطن .

- ويوم وصول زوجته . ذهب إلى المطار بسيارته الحديثة الصنع لإحضارها إلى الفيلا الفخمة . وأثناء العودة من المطار إلى البيت وقع حادث مأساوي فظيع ماتا الأثنان في الحادث .

- ومن غرائب الصدف أن الشاب اليتيم هو الوريث الوحيد لعمه .

- العبرة من قصتي أحبائي :

- الشاب ذاق الفقر والعّوز . وفقد الأمل في هذه الحياة . أقرب إنسان له غدر به وعامله كأنه حيوان . لكن هذا الشاب لا يعلم أن الله لا ينعس ولاينام ولا يترك آحد مظلوم لأنه عادل وحنون . ومهما طال الوقت لا بد لعدالة السماء أن تأتي . الله سخر له عمه ليستثمر ماله مدة 15 سنة . فعاد المال والجاه مع الأرباح والعز إلى صاحبه الحقيقي . فصدق قول الشاعر :

- لا تظلمن إِذا ما كنت مقتدراً .
- فالظلمُ مرتعه يفضي إِلى الندم .
- تنام عينك والمظلوم منتبه .
- يدعو عليك وعين الله لم تنم .