- قصص من واقع الحياة وعبرة .

- سيدة ثرية أنجبت ثلاث بنات . ولكنها كانت تريد أن تنجب ولد . توجهت إلى فرنسا من أجل رؤية طبيب متخصص بالطب النسائي . ليعطيها حمية غذائية وأدوية خاصة من أجل أن تحقق حلمها . دفعت مبالغ طائلة كي تنجب هذا الولد ليحمل إسم العائلة . ولكنها بعد تسعة أشهر أنجبت إبنتين توأمتين أخرتين .

- فتاة يتيمة تزوجت في سن الخامسة عشر وعانت من العقم لمدة ثلاثين سنة . طلقها زوجها لأنه يريد أطفالاً . تزوجت من أرمل غني . هذا الكهل كان يريد سيدة ليست قادرة على الإنجاب تكون فوق الأربعين من العمر . كي لا تنشأ مشاكل مع أبنائه الذين سيرثونه . إنقطع عنها الطمث فظنته سن اليأس . لتجد نفسها بعد مدة من زواجها بالكهل حامل بتوأم : ذكر وأنثى .

- أم كانت تدعو لإبنها المراهق والمدمن بالهداية . أصيب إبنها في حادث سير . ظنوا أنه مات فوضعوه في غرفة الموتى . دخلت خالته الطبيبة لتلقي عليه نظرة الوداع . شعرت بأنفاسه الساخنة . نادت الممرضين ليتبين أنه لا يزال حياً يرزق . قضى بعدها شهراً في العناية المركزة . واليوم أصبح ذلك المراهق المستهتر المدمن طبيب ناجح في أسرته ومجتمعه .

- شابان تزوجا بعد قصة حب . إكتشفت الزوجة أنها لا تستطيع الإنجاب . بعد مدة طلبت من حبيبها الطلاق ليستطيع الإنجاب من إمرأة أخرى . لكنه رفض بشدة وقرر البقاء معها لأنه يحبها وفضلها عن الإنجاب . بعد بضع سنين كشف له تحليل طبي عن طريق الصدفة أنه عقيم لا يستطيع الإنجاب وليست زوجته هي المشكل .

- سيدة عرفت أنها حامل بطفل غير مرغوب فيه من طرف الزوج طالبها بالإجهاض . لكنها حاربت من أجل جنينها ولم تجهض . وواجهت زوجها وأهله بقوة . مضت السنين ومات زوجها وتركها كل أولادها . ولَم تجد صدر حنون غير ذلك الطفل الصغير الذي حاربت من أجله . كبر . درس . وعمل . ورفع من وضعه المادي والإجتماعي . وإعتنى بوالدته حتى وافتها المنية .

- العبرة من هذه القصص أحبائي :

- هذه الحياه كأنها معادلة رياضية . أجمل ما فيها ( جمع ) الأحباب . و ( طرح ) الخصومات . و ( تقسيم ) المودة والقيم والمباديء بين بعضنا البعض .

- هذه الحياه أصعب ما فيها عندما سارت معادلتها بالمقلوب . فأصبحنا في زمن تغلبت فيه المصالح على المباديء . وأصبحت الإنسانيه إستثناء . والأحقاد قاعدة .

- هذه الحياة غريبة في أطوارها فهي تعطي في بعض الأحيان من لا يعمل . وتحرم الكادح . وتقدم المتأخر . وتؤخر المتقدم . والغريب أن البعض يتلذذ بمعاناه الغير . ويعتبره شطارة . ويطلق على الطيبة سذاجة . في مسيره إختلط فيها الحابل بالنابل . فلم يعد بعضنا يميز ما بين اللون الأبيض والأسود . كل الألوان أصبحت متشابهة طالما أن معادلة الحياة أصبحت بالمقلوب . فالبعض أصبح يسير خلف الوهم . فيرى الباطل صنعاً جميلاً . والحق محطه للتخلف .

- هذه الحياة غريبة . والأغرب ما فيها هي الصدف . الصدفة تفعل الكثير في حياتنا . فرغم جمالها إلا أنها غريبة أيضاً . فنحن بالصدفة نقابل أشخاص لم نتوقع أن نقابلهم . ونصبح أشخاص مهمين في حياتهم وفجأة نصبح غرباء عنهم . كل شيء نراه في هذه الدنيا غريب . أيام قليلة نكون سعداء . وأيام كثيرة نكون تعساء . يمر الكثير من الأحباء في حياتنا . للأسف نفقد بعضهم في اليوم التالي . لتبقى ذكرى الموت هي الوحيدة التي تجعلنا نفرمل خطواتنا . وتعود بنا الذاكرة إلى أحباب وأصدقاء خسرناهم . وتعود بنا إلى ذاك الزمن الجميل الذي تتقدم فيه الطيبة على كل المصالح .

- هذه الحياة أحبائي تحمل صدف كثيرة وغريبة . وأشخاص أكثر غرابة .

- الكاتبة أختكم المحبة سارة …