تامل فى اية اليوم


اى 37 :5 الله يرعد بصوته عجبا يصنع عظائم لا ندركها


امور اللة عجيبة لايدركها الانسان الطبيعى

يكمل أليهو أحاديثه عن تمجيد قوة الله العظيمة وحكمته، ضاربًا مثلًا بتغيرات الجو. فإن كنا نخضع في هذه الأمور لإرادة الله، إذ لا سلطان لنا على تغيير الجو، فلماذا لا نخضع له في تدبيره لأمورنا. هنا يُبرز أليهو بوضوح يد الله في الطبيعة، مطالبًا أيوب أن يتأمل أعمال الله في البروق والسحب والرياح والحرارة والَبَرْد، وفي تكوين السماوات، وتغيير الجو.

فى تاملنا اليوم في وصفٍ رائعٍ يقول إن الله حاضر في كل العاصفة يوجهها حسبما يشاء، يصنع عجائب لا يمكن للعقل البشري أن يدركها. "عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينًا" (مز 139: 14). كأنه يقول إن صوت رعده مدهش للغاية، يعلن عن قوته وجلاله وحكمته. ليس فقط في الرعد والبروق، وإنما في كل شيءٍ نتلمس عمل الله العجيب.

هكذا كان أليهو يهيئ أذهان كل الحاضرين لظهور الرب وحديثه خلال العاصفة. يقول المرتل: "أبصرتك المياه يا الله، أبصرتك المياه ففزعت، ارتعدت أيضًا اللجج؛ سكبت الغيوم مياهًا، أعطت السحب صوتًا، أيضًا سهامك طارت؛ صوت رعدك في الزوبعة، البروق أضاءت، المسكونة ارتعدت ورجفت الأرض" (مز 77: 16-18).

يرعد الله بطريقة عجيبة بصوته، إذ يخترق قلوبنا بقدرته السرية بطريقةٍ لا يُعبر عنها. فبينما يسيطر صوته علينا بالخوف بفعله السري ويشَُكلنا في الحب، يعلن بطريقة صامتة كيف يشتاق أن نتبعه...

"يصنع عظائم لا ندركها (غامضة)". فالإنسان الذي استسلم للأمور الأرضية، واستبدت به الشهوات الشريرة، يصير فجأة غيورًا لمساعٍ جديدة، وباردًا من جهة العادات القديمة، فيجحد الاهتمامات الخارجية، ويشغف بالتأمل الداخلي. من يقدر أن يعبِّر عن قوة هذا الصوت العلوي...؟ إنه ينطق بصوته حتى بواسطة الرسل، وهو الذي ينير قلوب السامعين في الداخل بنفسه. يقدم بولس شهادته، إذ يقول: "أنا غرست وأبلوس سقى، لكن الله كان ينمي" (1كو 3: 6). فإنهم وإن كانوا لا يمنحون الاستماع للصوت الإلهي في أذهانهم، لكنهم أرسلوا لكي يقدموا الكلمات من الخارج.

صديقى القارى

كل ما يفعلة اللة هو لخيرك بل عليك ان تدرك محبة اللة وعظمتة من نحوك حتى يقودك الى مراحمة

اى 37 :5 الله يرعد بصوته عجبا يصنع عظائم لا ندركها