تامل فى اية اليوم

فى2: 8 وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.

اطاعة حتى الموت موت الصليب

عندما يتم تجنيدك فى الجيش سواء فى مصر او اى دولة فى العالم يغروسة فى نفوسهم فى حب الوطن والدفاع عن الوطن حتى لو الانسان خسر حياتة من اجل وظنة .فنجد عندما تحدث حربة فيكون الجندى ليس امامة ان يحارب العدو وهوعارف فى اى لحظة سوف يموت ولكن عندما تسالة يقول لا اموت بل احب اعيش فنجد بعد الجنود عندما تنتهى الحربة يقولون تعرضنا للموت مرارا وتكرارا ولكننى الله انقذنا فيكونون سعداء بانهم على قيد الحياة . ولكن فى تاملنا اليوم نجد المسيح باختيارة الكاممل ان يموت عن البشرية كلها حتى يعطى كل انسان البنوية والحرية

فى تاملنا اليوم وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.

أبان الرسول اتضاع المسيح وإنكاره لنفسه بقوله «أخلى نفسه وأخذ صورة عبد وصار في شبه الناس» وزاد على ذلك برهاناً آخر على إنكاره للذات فقال:

إِذْ وُجِدَ حين كان على الأرض ممن شاهدوه.

فِي ٱلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ أي في منظره وتكلمه ولبسه وغير ذلك من أمور ناسوته التي ظهر بها حجاباً للاهوته فلم يكتف المسيح بمجرد ذلك من الاتضاع.

وَضَعَ نَفْسَهُ زيادة على ما سبق من اتضاعه بإخلائه نفسه وظهوره في هيئة إنسان فقط. فرضي أن يعامل كما يعامل أدنى الناس وشرهم لأنه مات موت العبد الأثيم وبذلك أظهر ما هو الغاية من إنكار النفس والاتضاع حتى امتاز بفرط اتضاعه. وهذا على وفق نبوءة إشعياء وهي قوله «لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ ٱلنَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ ٱلْحُزْنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ... وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ... وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء ٥٣: ٢ و٣ و٥ و٦). وقول الرسول «تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ ٱفْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ» (٢كورنثوس ٨: ٩).

وَأَطَاعَ إرادة الله لإجراء الفداء عن البشر الساقطين (رومية ٥: ١٩ وعبرانيين ٥: ٨ و١٠: ٧ و٩) ولزم من تلك الطاعة غاية الاتضاع.

حَتَّى ٱلْمَوْتَ ذلك غاية ما يمكن من الطاعة ولم يذكر هنا إن موت المسيح كان كفارة لأن موته كفارة لا يصح أن يكون مثالاً لنا ولكنه ذكره بياناً لكمال طاعته وإنكار النفس. وكانت تلك الطاعة مقترنة بكل حياته من أولها إلى آخرها بدليل قوله «نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا ٦: ٣٨) وقوله «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللّٰهُ» (عبرانيين ١٠: ٩) وامتاز موته عن موت غيره من البشر بأمرين الأول إنه كان اختياراً والثاني إنه كان لخلاص البشر بحمله عنهم كل خطاياهم.

مَوْتَ ٱلصَّلِيبِ ذكر هذا إشارة إلى ما كان فيه من العار وهو مثل قوله «اَلْمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ» (غلاطية ٣: ١٣)

صديقى القارى

لايوجد اعظم واسمى الحب التى ظهر على الصليب عندما مات المسيح من اجلى ومن اجل كل البشرية

فى2: 8 وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.