تامل فى اية اليوم

مز148: 1 هللويا. سبحوا الرب من السماوات. سبحوه في الأعالي.2 سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده.

ينتقل المرنم الآن ليطلب التسبيح من جميع الخلائق ولا يستثني منهم أحداً مما في السموات وما على الأرض من إنسان وحيوان وجماد وما في البحار والأنهار وكل أسماكها وحيواناتها. ومما لا شك فيه أن أسمى شعائر الإيمان تظهر مقترنة في هذا المزمور بأوسع ما يحويه هذا الوجود. ويضع هذا المزمور أمام الكنيسة واجب قيادة البشرية في التسبيح والترنيم لله لئلا يمر الناس بهذه العظائم دون التفات كاف إليها ودون تقديم أسمى ما يكنه القلب البشري من التجلة والعبادة والإكرام. ودعوة المرنم لهذه الكائنات والمخلوقات كلها أن تعبد الرب هو من باب التجريد البياني فيجعلها كأنها أشخاص تنطق وتسبح حتى أن هذا الإنسان العاقل الناطق يقتدي بها ويأخذ منها عبراً ودروساً. وهكذا كإنما هذه الطبيعة كلها لتنطق بألف لسان ولسان بحمد الله وتسبيحه ولا تنفك تفعل ذلك حتى تعمّ معرفة الرب المسكونة بأجمعها وكل ساكنيها (راجع إشعياء ٤٤: ٢٣ و٤٩: ١٣ وقابله مع ٥٢: ٩). ويمكننا أن نقابل ما ورد في إشعياء ٣٥: ١ وما يليه و٤١: ١٩ و٥٥: ١٢) مع تلك الصورة الجليلة التي قدمها الرسول بولس (رومية ٧: ١٨ وما يليه).

فى تاملنا اليوم هللويا. سبحوا الرب من السماوات. سبحوه في الأعالي. سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده.

1- يدعو كاتب المزمور السموات أولًا لتسبيح الله. فالسموات تمثل ما يسمو عن الأرض وسكانها. وفى السموات عرش الله لسموه العظيم.

2-أول مجموعة يدعوها لتسبيح الله هم الملائكة، وجنود الله هم رتب الملائكة المختلفة. ويبدأ بالملائكة التي تسبح في السموات، وفى الأعالى؛ لأن عملهم الأساسى هو التسبيح، فهم أقدر المخلوقات على تسبيح الله، ولأنهم أرواح بلا أجساد، وينظرون الله في كل حين. ورغم أن كاتب المزمور يعلم أن الملائكة يسبحون الله دائمًا، لكنه يدعوهم للتسبيح، إذ اشتعل بالحب الإلهي، واشتاق للتسبيح فأول مجموعة خطرت على باله هم الملائكة المسبحين في كل حين.

3-قدر ما يحيا الإنسان سماويًا يصير مثل الملائكة، فيتذوق حلاوة أكبر في التسبيح إذ يتعلم من الملائكة كيف يكون التسبيح، ويرتفع عن الشهوات المادية، ويكتسب فضائل روحية كثيرة.

صديقى القارى

كل الخلائق سواء كانت فى السماء الملائكة والشمس والقمر والكواكب وكل ما يدب على الارض تسبح الرب الهنا

مز148: 1 هللويا. سبحوا الرب من السماوات. سبحوه في الأعالي.2 سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده.