تامل فى اية اليوم

مز131: 1 يا رب، لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي، ولم أسلك في العظائم، ولا في عجائب فوقي.

لم يتكبر

يحمل هذا المزمور الصغير اسم داود أيضاً. لأنه أشبه بالصدى للصوت المتكلم في (٢صموئيل ٦: ٢١ وما بعده). فإن الناظم وهو قد جاء بعد الرجوع من السبي يرى الصعاب والعقبات أمامه فيذكر ما قالته ميكال لداود كما يذكر لعنات شمعي ويرى إن أفضل شيء يمكن فعله هو كما فعله داود ذاته فقد سلم أمره للرب وأظهر خضوعه التام لما يرتبه السيد. ذلك لأن التسليم يفيد صاحبه أكثر كثيراً من استعمال الحكمة البشرية. ولا شك أن الناظم قد ذكر حادثة أبشالوم مع أبيه وكيف أنه استمال إليه الشعب وحاول أن يتعظم كثيراً ويغتصب الملك لنفسه ولكنه نظر إلى النتيجة التي حصلت بعد ذلك فإذا داود يعتز ويزداد مجداً بينما أبشالوم يصبح من الهالكين.

فى تاملنا اليوم يا رب، لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي، ولم أسلك في العظائم، ولا في عجائب فوقي

لم تستعل: لم تتعالَ ولم تتكبر.

يعلن داود أنه لم يسقط في الكبرياء بمشاعره، فلم ينظر بعينه إلى الملك، أو مكانة أسمى مما هو فيها؛ ليس ليتفاخر باتضاعه، ولكن ليشكر الله على نعمة الاتضاع التي وهبها له، سواء في قلبه، أو في نظرة عينيه، أو في سلوكه وأعماله.

لم يشته داود أن يجلس على العرش ويزيح شاول، مع أنه كان ممسوحًا بيد صموئيل، وكان الله قد رفض شاول لأجل خطاياه، ولكنه ظل خاضعًا لشاول. بل عندما سقط شاول تحت يد داود مرتين، قال كيف أمد يدى إلى مسيح الرب (1 صم 24: 6) ولم يقتله، مع أن شاول كان يحاول مرات كثيرة قتل داود.

يشبه داود هنا المسيح في اتضاعه، فداود يرمز للمسيح، ولذا فقد طوب الله داود عندما قال عنه "وجدت داود بن يسى رجلًا حسب قلبى" (أع13: 22).

صديقى القارى

ما اعظم التواضع امام الله وامام الناس ستجد الرب يرفعك كما رفع داود من راعى غنم الى ملك عظيم يرعى شعب الرب

مز131: 1 يا رب، لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي، ولم أسلك في العظائم، ولا في عجائب فوقي.