امل فى اية اليوم
خر3: 14 فقال الله لموسى اهيه الذي اهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم
اسم الله يهوه

طبيعة موسى الضعيفة المتأثرة بالفشل السابق حين خرج متكلًا على ذراعه البشري جعلته يتردد في قبول الدعوة. وكان لا يجب أن يعتذر موسى بعد أن سمع الله يقول له "أني أكون معك" وكان أول سؤال لموسى عن اسم الله. والله في محبته أجاب موسى عن سؤاله. أهية ويهوه الاسمان بمعنى واحد في صيغتين مختلفتين من فعل الكينونة في العبرية هو أو هيا = To BE. فأهية هو صيغة المضارع للمتكلم الفرد أكون أو أنا هو = I AM. وبذلك يكون معنى أهية الذي أهية = أكون الذي أكون. كما أن يهوه هي صيغة المضارع للغائب

ا: موسى يرعى غنم يثرون (خروج 3: 1)

إذًا المعنى أن الله وحده هو الإله الكائن وكل الآلهة غيره آلهة كاذبة، وأنه وحده هو الكائن الواجب الوجود أي الذي لا بُد أن يكون وهو كائن بذاته ولم يوجده أحد ولا يعتمد في وجوده على أحد فهو ليس مخلوقًا، وهو الكائن بذاته ولم يوجده أحد ولا يعتمد في وجوده على أحد، فهو ليس مخلوقًا وهو الكائن دائمًا الأزلي الأبدي وفيه كل الكفاية. وهو الكائن وحده الذي بجواره يكون الكل كأنه غير موجود. وكأن الله أراد أن موسى يخبرهم بهذا الاسم ليدركوا الفرق بين من هو كائن وما هو ليس بموجود. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والاسم يعني أنه إذا قورنت كل الأمور الزمنية بالله تصير باطلًا أو لا شيء. والعبارة تعلن عن الله بكونه الوجود الأول والسامي غير المتغير، وهو حاضر على الدوام، ليس فيه ماضٍ انتهى ولا مستقبل منتظر، لكنه فوق الزمن (حاضر دائم) وفيه نجد لنا ملجأ من كل تغيرات الزمن. وإن كان الله هو الوجود الدائم فمن يأخذ الاتجاه المضاد لله إنما يسير نحو العدم.

واليهود خافوا من نطق اسم يهوه فسموه الرب وباليونانية كيريوس κύριος. وهناك فرق بين الاسمين الله والرب. فالله يفهم منها أنه هو رب الخليقة كلها، مثلث الأقانيم كلي القدرة والألوهية، الخالق والمسيطر على كل الخليقة وحده. وأما اسم الرب أو يهوه، فبهذا الاسم يخاطب شعبه وخاصته كمهتم بهم، كإله محب مشبع لاحتياجاتهم وكما نقول في أوشية الإنجيل "لأنك أنت هو حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجاؤنا كلنا، شفاؤنا كلنا، قيامتنا كلنا" فهو واهب النعمة والمواعيد. وفي آية (12) أكون معك هي نفسها أهية.

وأسماء يهوه التي أتت في الكتاب المقدس هي:

يهوه يرأه= الرب يرى ويرتب.

يهوه نسى= الرب رايتي

يهوه شالوم= الرب يرسل سلامًا.

يهوه صدقينو= الرب برنا.

ولكن أهيه تشمل كل هذا، فهو كل شيء لنا، أي كل ما نحتاجه نجده فيه، (هو لنا شيك على بياض) وهذا ما قاله المسيح أنا هو نور العالم، أنا هو الراعي.... من قبل إبراهيم أنا كائن وباختصار أنا هو الألف والياء = أي أنا كل شيء. ويسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد فهو كائن دائمًا. ويهوه ترجمت باليونانية أنا هو = إيجو إيمي. لذلك قال المسيح حين ترفعون ابن الإنسان ستعرفون أني أنا هو (إيجو إيمي) (يو28:8) أي ستعرفون أني أنا يهوه. ولذلك حين جاء يهوذا ليسلمه مع العساكر سألهم يسوع من تطلبون قالوا يسوع.. قال أنا هو فسقطوا على وجوههم فكان المسيح بقوله هذا يعلن لاهوته وأنه هو يهوه. ولكن إذا حاولنا أن نعرف أكثر من ذلك لن نستطيع وسنسمع "لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب".

وأثار موسى بعد ذلك عدة تساؤلات واعتراضات وأعطاه الله آيات تسنده أمام الشعب وحين اعتذر بكونه ثقيل الفم واللسان أفهمه الله أنه هو الذي خلق الفم واللسان ولما رفض بعد ذلك حمى غضب الله عليه. ولنلاحظ أن هناك فرق بين التواضع وبين رفض الخدمة. وما كان لموسى أن يعتذر بعد أن سمع أن الله معه.