تامل فى اية اليوم

عندما يموت الشخص تموت حكمتة وافكارة
يوبخ أيوب أصدقائه لأنهم غير حكماء:
أولًا: لأن قسوتهم هربت منها الحكمة. هذا التوبيخ مُوجه إلى كل من يتكبر ويستخف بأخيه، خاصة في وقت آلامه. هذا الذي لا يعرف أن بضع حدودًا للتوبيخ، كما الذي لا يعرف أن يختار الوقت المناسب. "الإنسان الحكيم يسكت إلى حين، أما العاتي والجاهل فلا يبالي بالأوقات"
ثانيُا: لأنهم يتوهمون أنهم شعب يحتكر الحكمة، وأن حكمهم هو الأمثل والأعلى، الذي به يُقاس كل شخص ويُحكم عليه. لهذا يحذرنا الكتاب المقدس من السقوط في هذا الوهم، حين نحسب أنفسنا حكماء في تشامخٍ وكبرياءٍ. "لا تكن حكيمًا في عيني نفسك، اتق الرب، وابعد عن الشر" (أم 3: 7). "أرأيت رجلًا حكيمًا في عيني نفسه؟ الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" (أم 26: 12). "الرجل الغني حكيم في عيني نفسه، والفقير الفهيم يفحصه" (أم 28: 11). "هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه" (إر 9: 23).
* كن جاهلًا في العالم كما يوجهك الرسول فتصير حكيمًا. لا تتحيز (لرأيك) ولا تصدر حكمًا من ذاتك فيما تسأل فيه، بل اظهر الطاعة علي الدوام بكل بساطة وإيمان. اهتم فقط أن تكون هذه الأمور مقدسة ونافعة وحكيمة، إذ تعلن عن شريعة اللَّه، وتكشف عن رأي أبيك الروحي في تلك الأمور[624].
ثالثًا: لأنهم ظنوا أن بعد موتهم تموت الحكمة، ويُحسب كل البشر بدونهم جهلاء. بعد أن تغرب شمسهم يسقط العالم في ظلمة الجهالة.
من الحماقة أن نتوهم أن موتنا يسبب خسارة كبيرة، وأنه لا يمكن الاستغناء عنا، فإن الله قادر أن يقيم من بعدنا من هو أكفأ منا. موت الحكماء والصالحين لا يعني موت الحكمة والصلاح.
رابعًا: عدم الاعتدال في السلوك تحت ستار الحكمة يحول حتى ما هو صالح إلى الهدم لا البنيان. "لا تكن بارًا كثيرًا، ولا تكن حكيمًا بزيادة، لماذا تخرب نفسك؟" (جا 7: 16)
صديقى القارى
الحكمة ان تختار التوقيت المناسب تتحدث بدون اى جرح لمشاعر الاخرين
يع 3: 13من هو حكيم وعالم بينكم، فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة.