تامل فى اية اليوم
عد2: 2 ينزل بنو اسرائيل كل عند رايته باعلام لبيوت ابائهم.قبالة خيمة الاجتماع حولها ينزلون
الراية هى الرب يسوع
ما هذه الأعلام أو العلامة التي يلتزم كل مؤمن أن ينزل عندها إلاَّ صليب ربنا يسوع المسيح، حيث نجلس عند قدمي المصلوب فلا ننحرف في جهادنا الروحي عن هدفنا الروحي الحقيقي ألا وهو الالتقاء برب المجد نفسه والوجود معه وفيه.
عند العلامة -صليب السيد- يلتقي الإخوة معًا في حياة الشركة والحب، حيث يشعر كلٌ بعضويته لأخيه في الرأس الواحد ربنا يسوع المسيح.
من الجانب التاريخي يرى البعض أن لكل سبط راية خاصة به، وكأن للمَحَلَّة ثلاثة رايات إذ تضم ثلاثة أسباط. كل سبط يجتمع عند رايته ليعرف كل إنسان موضعه في الموكب ويحتفظ به. يُقال أن كل راية تحمل حجرًا كريمًا خاصًا بالسبط، بهذا تصير الجماعة كلها أشبه بصدرية رئيس الكهنة التي يُثبت فيها اثنا عشر حجرًا كريمًا، في أربعة صفوف، كل صف يحوي ثلاثة حجارة (خر 39: 10-14) ينقش عليها أسماء الأسباط. فتظهر أسماؤهم على الحجارة في حضرة الرب في قدس الأقداس على صدر رئيس الكهنة. كأن الجماعة كلها في العهد القديم تمثل الكنيسة المقدَّسة التي صارت حجارة كريمة على صدر رب المجد يسوع، رئيس الكهنة الأعظم وأسقف نفوسنا، يدخل بنا إلى حضن أبيه، فنوجد هناك معه وبه وفيه إلى الأبد[11].
ويرى البعض أن لكل مَحَلَّة من المحلات الأربعة راية واحدة، مَحَلَّة يهوذا تحمل رايتها علامة الأسد، ورأوبين علامة الأسد، ورأوبين علامة الإنسان، وأفرايم علامة العجل، ودان علامة النسر. وكأننا بهذا نرى -خلال الرمز- ما رآه حزقيال النبي، مركبة الله الناريّة، أو الكاروبيم الملتهبون نارًا الحاملين للعرش الإلهي. وكأن الجماعة قد صارت مركبة الله المقدَّسة، يتشبهون بالكاروبيم[12].
يفهم مما جاء في سفر يشوع (3: 4) أن أقرب مسافة بين الخيمة والمساكن 2000 ذراعًا أي 1000 ياردة، أكثر قليلًا من ميل.
صديقى العزيز
فنقول أولاً: هل أنت واثق ومطمئن من جهة «نسَبك» يا صاحبي العزيز؟ وهل الأمر مُقرر بأنك في جانب الرب؟ ونرجوك أن لا تترك هذا السؤال العظيم المهم من قبل أن تُجيب عليه. ومع أن هذا السؤال قد سبق, فلا زلنا نرى ضرورة إعادته مرة أخرى. فهل تعلم، أو يمكنك إثبات نسبك الروحي؟ لأنه لا يخفى أن هذا أول ما هو مطلوب من جندي الرب. ولا فائدة من فكرة الدخول كجندي مُحارب, طالما لم تفصل في هذه النقطة. وأننا لا نقول أن الإنسان لا يستطيع أن يخلص بدونها. حاشا لنا أن نفتكر ذلك, وإنما نقول: إنه لا يستطيع أن يدخل الصفوف ويأخذ رُتبته فيها كرجل حرب, ولا يمكنه أن يجاهد ضد العالم ولا الجسد ولا الشيطان, طالما كان ممتلئًا بالشكوك والمخاوف عما إذا كان من ضمن الجُند الروحي الحقيقي أم لا. فمن الأمور الجوهرية للجندي الروحي, إن أراد نجاحًا وعزمًا وطيدًا، أن يكون بإمكانه القول: «نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة», «نعلم أننا نحن من الله».