جريمة خارج الحدود..
«اعتقال» جريمة الأوسكار


يسرا الشرقاوى



طباعة المقال


الطفلان منفذا الجريمة






أزعجها الخبر كثيرا، وحاولت منع وقوع الواقعة ومشاركة الفيلم الذى بات أحد أشهر الأفلام المتنافسة ضمن مسابقة الـ «أوسكار» والمقرر أن يعقد حفله يوم 24 فبراير الحالى. لكن كل محاولات دنيس فيرجوس انتهت بلا نجاح يذكر، وإن كان البعض يؤكد أنه مازال هناك أمل.






ناشدت فيرجوس مواطنها المخرج التخلى عن التنافس بفيلمه «اعتقال» ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الدرامية القصيرة، لكن فينسيت لامب رفض سحب فيلمه الذى لا تزيد مدته على 30 دقيقة. صحيح أنه أبدى تعاطفه مع الأم التى ناشدته ألا يدفعها لمعايشة الوقائع الأليمة لمقتل صغيرها جيمس بالجير الذى كان أقرب لإكمال عامه الثالث عندما قام طفلان فى عمر العاشرة، هما جون فينابليس وروبرت سومبسون، باستدراجه من أحد المراكز التجارية عام 1993 وذهبا به إلى منطقة القضبان الحديدية القريبة من إحدى محطات القطارات، ليقتلاه بهدوء وسرعة ودون سبب مفهوم. كانت فيرجوس تبتاع وقتها مواد غذائية لصغيرها، وما كانت تدرك أنه لن يتمكن من أن يتمتع بها، لأنه ببساطة قضى نحبه. صدمت القضية التى لم يفهم أحد أسبابها أهل انجلترا، وظلت ذكراها تنتقل من جيل إلى آخر. حتى ترددت أخبار الفيلم الذى أخرجه لامب وبات مرشحا لنيل الأوسكار من بطولة طفلين، فكأنه أعاد فتح جراح أسرة الصغير جيمس وبقوة. وزاد الألم، خاصة أنها كانت حادثة مفاجئة، فلم يحاول لامب التواصل مع الأسرة أو سماع رأيهم فيما جرى خلال فترة إعداده مادة الفيلم التى يؤكد أنها قائمة بالكامل على تحقيقات الشرطة ولن تدخل الأهواء والمواقف الشخصية فى نسج دراما فيلمه. رفض المخرج الذى يقترب من تحقيق حلم الأوسكار، الاستجابة لطلب الأم المكلوم. ودافع عن نفسه وفيلمه، مطالبا بعدم التعرض لمحاولته إدراك حقيقة ما جرى وبيان الخلفية الفعلية التى دفعت بالطفلين إلى ارتكاب جريمتهما. لكن الأم لم تكتف بتبريرات المخرج الطموح، وبدأت فى دعم عريضة نالت حتى الآن نحو ربع مليون توقيع لوقف الفيلم من المشاركة فى الأوسكار. كانت فيرجوس قد رفضت مطالب أب صغيرها وعمه للشرطة بالكشف عن هوية قاتلى الصغير، خاصة بعد أن قضا عقوبتهما وخرجا لاستئناف ما تبقى من حياتهما تحت أسماء مستعارة. كانت تريد نسيان، أو على الأقل تجاهل ما جري، ولكن الفيلم الجديد لم يتركها وأصر أن يعيد عليها ذكرى ما جرى قبل سنوات.