على يد الجار الخائن..
براءة الأطفال كشفت لغز مقتل صديقتهم «ولاء»


علاء عبد الحسيب



طباعة المقال


الطفلة الضحية






ساعات طويلة قضتها أسرة الطفلة «ولاء» فى البحث عن ابنتهم.. لا أحد يعلم أين اختفت منذ أن كانت تلهو مع قريناتها الصغيرات من أبناء جيرانها خارج المنزل.. جميع جيرانها لم يكن لديهم أى تفاصيل حول رؤيتهم الطفلة البالغة من العمر خمسة أعوام قبل واقعة اختفائها.. محاولات أهالى المنطقة للوصول لأى خيط يكشف ولو عن معلومة واحدة حول سبب غياب «ولاء» باءت كلها بالفشل.. حتى شكوك البعض حول تعرض الطفلة لواقعة اختطاف لم تكن صحيحة.. فالضحية كانت موجودة فى مكان قريب جدا من منزل أسرتها.. لكنها جثة هامدة مُلقاة على الأرض.






خارج منزل الضحية كانت تتوقف الدراجة النارية التى يستقلها والد الطفلة.. وفى يده حقائب بلاستيكية بداخلها أغراض المنزل.. وفى الداخل صرخات الأم المكلومة تدوى فى كل مكان «بنتى مش لاقياها!».. الأب مذهولًا مذعورًا يحاول أن يهدئ من روعها، لكن مشهد تجمع الجيران والتفافهم حول والدة الضحية جعل الوالد يشعر بثمة قلق حول واقعة اختفاء نجلته الصغيرة.. وهذا ما قرأه فى عيون زوجته التى كانت صرخاتها وقلقها يؤكدان أن غياب ابنتهما لم يكن أمرًا عاديًا، وإنما من المرجح تعرضها لمكروه. إحساس الأم دائمًا ما يكون صادقًا.. فقد كشفت الروايات التى أدلى بها الأطفال الصغار الذين كانوا يلهون مع «الضحية» عن وجود شخص ليس بغريب اخترق عالمهم الطفولى فى أثناء لهوهم، واستل من بينهم صديقتهم «ولاء» واستدرجها أعلى عقار منزل مجاور.. لا أحد فى البداية يعلم عما إذا كانت روايات الصغار حقيقية أم هى من وحى خيالهم.. لكن السؤال الذى كان يدور فى ذهن أسرة المجنى عليها.. ما الذى جعل هؤلاء الأبرياء يقصّون هذه الرواية بالتحديد التى من الممكن أن تقودهم إلى تفاصيل اختفاء نجلتهم الصغيرة، وبالفعل حدث ما لم يتوقعه أحد.. فقد عثرت الأسرة على جثة «ولاء» ملقاة أعلى سطح المنزل الذى لا يقطنه سوى مسنين وحفيدهما البالغ من العمر 17 عامًا. لم يفكر والد المجنى عليه منذ لحظة عثوره على جثة طفلته الصغيرة سوى فى حملها والتوجه بها سريعا إلى المستشفي.. دون أن يعلم أنها قد فارقت الحياة.. وتولى فريق البحث الجنائى الذى امر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام وقاده اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام مهمة البحث عن ضبط المتهم الذى ارتكب هذه الواقعة المأساوية التى أدمت قلوب جميع أهالى عزبة الجب التابعة لقرية منشأة عبد المجيد بمركز إطسا بالفيوم.. وهنا كانت المفاجأة الكبري. حيث كشفت التحريات التى اشرف عليها اللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام أن المجرم هو هذا الشاب الذى ساعد والد الضحية فى حمل الأغراض معه على دراجته النارية فور وصوله أمام المنزل.. وهو هذا الشاب الذى يقيم فى منزل جده المجاور لمنزل الضحية منذ انفصال والديه.. وهو هذا الشاب الذى اخترق تجمع الأطفال واستل الضحية من بينهم ثم استدرجها أعلى سطح المنزل كما أكدت روايات رفقائها..حيث تمكن العميد رجب غراب رئيس المباحث من القبض عليه. وكشفت تحقيقات النيابة مع المتهم «محمد» البالغ من العمر 17 عامًا عن أنه هو من استدرج الضحية أعلى سطح المنزل محاولًا اغتصابها.. إلا إنها صرخت وحاولت الاستغاثة بوالدتها فقام بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة خشية افتضاح أمره.. ثم غادر مسرح الجريمة وبعد مرور ما يقرب من 3 ساعات فوجئ بوصول والد الضحية مستقلا دراجته النارية خارج منزله، فتوجه مسرعًا إليه لمساعدته فى حمل تلك الأغراض التى كانت معه، وقام بإدخالها إلى المنزل الذى كان مكتظًا وقتها بأهالى العزبة وذلك لإبعاد الشكوك من حوله، إلا أن فريق البحث الجنائى الذى قاده اللواء خالد شلبى مدير أمن الفيوم وفريق مباحث مركز شرطة إطسا كشف تفاصيل الواقعة، وألقى القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه الواقعة.. وتمت إحالته للنيابة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.