اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

١ - ٦ «١ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو ٱلنَّبِيِّ ٢ قَدْ غَضِبَ ٱلرَّبُّ غَضَباً عَلَى آبَائِكُمْ. ٣ فَقُلْ لَهُمْ: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: ٱرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٤ لاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ ٱلَّذِينَ نَادَاهُمُ ٱلأَنْبِيَاءُ ٱلأَوَّلُونَ: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: ٱرْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ ٱلشِّرِّيرَةِ وَعَنْ أَعْمَالِكُمُ ٱلشِّرِّيرَةِ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٥ آبَاؤُكُمْ أَيْنَ هُمْ؟ وَٱلأَنْبِيَاءُ هَلْ أَبَداً يَحْيَوْنَ. ٦ وَلَكِنْ كَلاَمِي وَفَرَائِضِي ٱلَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا عَبِيدِي ٱلأَنْبِيَاءَ، أَفَلَمْ تُدْرِكْ آبَاءَكُمْ؟ فَرَجَعُوا وَقَالُوا: كَمَا قَصَدَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ أَنْ يَصْنَعَ بِنَا كَطُرُقِنَا وَكَأَعْمَالِنَا، كَذٰلِكَ فَعَلَ بِنَا».
ع ٧ وص ٧: ١ وعزرا ٤: ٢٤ و٦: ١٥ وحجي ١: ١ و١٥ و٢: ١ و١ و٢ ص ٧: ١ وعزرا ٥: ١ و٦: ١٤ ومتّى ٢٣: ٣٥ ولوقا ١١: ٥١ نحميا ١٢: ٤ و١٦ ع ١٥ و٢أيام ٣٦: ١٦ وإرميا ٤٤: ٦ إشعياء ٣١: ٦ وملاخي ٣: ٧ مزمور ٧٨: ٨ و١٠٦: ٦ و٧ و٢أيام ٢٤: ١٩ و٣٦: ١٥ إشعياء ١: ١٦ - ١٩ وإرميا ٤: ١ وحزقيال ٣٣: ١١ إرميا ٦: ١٧ و١١: ٧ و ٨ أيوب ١٤: ١٠ - ١٢ وجامعة ١: ٤ ومراثي ٥: ٧ يوحنا ٨: ٥٢ إرميا ١٢: ١٦ و١٧ و٤٤: ٢٨ و٢٩ وعاموس ٩: ١ مراثي ٢: ١٧
معنى الاسم زكريا من يذكره الله. وفي العهد القديم ٢٩ شخصاً بهذا الاسم. وأتى جده عدو من بابل مع زربابل (نحميا ١٢: ٤ - ٦) والأرجح أن أباه برخيا مات شاباً ولم يتقلد وظيفة كاهن. وزكريا وحجي حرّضا الشعب على بناء بيت الرب (انظر عزرا ٥: ١ و٦: ١٤) (انظر تفسير حجي ١: ١). زكريا هذا ليس المذكور في (٢أيام ٢٤: ٢٠ - ٢٣ وفي متّى ٢٣: ٣٥) والأرجح أن القول «ابن برخيا» في (متّى ٢٣: ٣٥) ليس بالأصل بل هو زيادة تفسيرية من ناسخ. وتقسم نبوة زكريا إلى ثلاثة أقسام (١) رؤى (ص ١ - ٦) (٢) جواب النبي على أسئلة من الشعب (ص ٧ و٨) (٣) ذكر بعض الأمم الذين يقاومون شعب الله وغلبة شعب الله عليهم وإقامة ملكوت المسيح. و(الأصحاحات ٩ - ١٤) تختلف عما سبقها فيظن كثيرون من أحسن المفسرين أنها من مؤلف آخر وكُتبت بعد زمان زكريا. سيأتي كلام في ذلك في تفسير الأصحاح التاسع.
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ أي تشرين الثاني.
فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ (انظر تفسير حجي ١: ١).
ٱلنَّبِيِّ أي زكريا وليس عدّو.
غَضِبَ ٱلرَّبُّ عَلَى آبَائِكُمْ أي الذين كانوا قبل السبي وغضب عليهم بسبب خطاياهم بترك الرب وعبادة الأصنام والذين سمعوا كلام زكريا رأوا في السبي وخراب مدينتهم علامة غضبه على آبائهم.
ٱرْجِعُوا إِلَيَّ (ع ٣) غضب الله على الآباء وعلى أولادهم أيضاً ليس بسبب خطايا الآباء (انظر حزقيال ١٨: ٢٠) بل لأنهم هم أيضاً أخطأوا إليه بتركهم الرب فيقول لهم ارجعوا إليّ إن الخلاص هو من الرب وبالنعمة وأما الإنسان فعليه أن يترك خطاياه ويرجع إلى الرب ليرجع الرب إليه.
آبَاؤُكُمْ أَيْنَ هُمْ (ع ٥) الأنبياء الذين تكلموا ماتوا والآباء الذين سمعوا ماتوا ولكن كلام الله باق وهو لهم كما كان لآبائهم «كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. ٱلْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، وَأَمَّا كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى ٱلأَبَدِ. وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا» (١بطرس ١: ٢٤ و٢٥).
فَرَجَعُوا وَقَالُوا (ع ٦) أي الآباء قالوا بعدما فاتهم فرصة التوبة. وظهر برجوعهم إلى الله في بعض المزامير وفي صلوات البعض كدانيال وغيره.
٧ - ١١ «٧ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَادِي عَشَرَ (هُوَ شَهْرُ شَبَاطَ). فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو ٱلنَّبِيِّ: ٨ رَأَيْتُ فِي ٱللَّيْلِ وَإِذَا بِرَجُلٍ رَاكِبٍ عَلَى فَرَسٍ أَحْمَرَ، وَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ ٱلآسِ ٱلَّذِي فِي ٱلظِّلِّ، وَخَلْفَهُ خَيْلٌ حُمْرٌ وَشُقْرٌ وَشُهْبٌ. ٩ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، مَا هٰؤُلاَءِ؟ فَقَالَ لِي ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: أَنَا أُرِيكَ مَا هٰؤُلاَءِ. ١٠ فَأَجَابَ ٱلرَّجُلُ ٱلْوَاقِفُ بَيْنَ ٱلآسِ: هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ ٱلرَّبُّ لِلْجَوَلاَنِ فِي ٱلأَرْضِ. ١١ فَأَجَابُوا مَلاَكَ ٱلرَّبِّ ٱلْوَاقِفِ بَيْنَ ٱلآسِ: قَدْ جُلْنَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِذَا ٱلأَرْضُ كُلُّهَا مُسْتَرِيحَةٌ وَسَاكِنَةٌ».
ص ٦: ٢ ع ١٠ و١١ ونحميا ٨: ١٥ وإشعياء ٤١: ١٩ و٥٥: ١٣ ص ٦: ٢ و٣ ع ١٩ وص ٤: ٤ و٥ و١٣ و٦: ٤ ص ٢: ٣ و٤: ٥ و٥: ٥ و٦: ٤ و٥ ع ١١ وص ٤: ١٠ و٦: ٤ - ٨ وأيوب ١: ٧ ع ٨ و١٠ ع ١٥ وإشعياء ١٤: ٧
في ٱلشَّهْرِ ٱلْحَادِي عَشَرَ بعدما ابتدأوا في بناء الهيكل بخمسة أشهر.
من ع ٧ إلى ع ٨ من ص ٦ رؤى مختصرة بمستقبل إسرائيل وغايتها تشجيع الشعب في مقاومة أعدائهم وفي بناء بيت الرب وزيادة إيمانهم بأن الرب معهم وربما الظل (ع ٨) هو بستان في الوادي كان زكريا يتردد إليه لأجل الصلاة والتأمل كما كان يسوع وتلاميذه يترددون إلى بستان جثسيماني (يوحنا ١٨: ١ و٢) وبالليل رأى زكريا هذه الرؤى كما في منام وفي منامه كان في البستان. والرجل الراكب على الفرس الأحمر هو ملاك الرب أي الرب نفسه كما ظهر ليشوع (انظر يشوع ٥: ١٣ وقضاة ١٣: ٣) والراكبون على الخيل الحمر والشقر والشهب هم جيش الرب الذين كان أرسلهم ليجولوا في الأرض ويرجعوا إليه بالخبر. والفائدة من هذه الرؤيا أن الرب يعرف كل شيء ويدبر كل شيء وجنوده في كل العالم وحول شعبه ولا يظنوا أن الرب نسيهم. والملاك الذي كلم النبي (ع ٩) هو غير الراكب على الفرس الأحمر ووظيفته أن يوضح للنبي ما رآه.
ٱلأَرْضُ كُلُّهَا مُسْتَرِيحَةٌ (ع ١١) في أول ملك داريوس كانت ثورات وحروب لأن الشعوب لم يسلموا له إلا بعد مقاومة شديدة ولكن في تاريخ هذه النبوة كان سلام عمومي. وهذه الحالة غير مرضية عند اليهود لأنهم انتظروا وعد الرب عن فم حجي (٢: ٧) «أُزَلْزِلُ كُلَّ ٱلأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ ٱلأُمَمِ».
١٢ - ١٧ «١٢ فَقَالَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ: يَا رَبَّ ٱلْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا ٱلَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هٰذِهِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً؟ ١٣ فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ ٱلْمَلاَكَ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ. ١٤ فَقَالَ لِي ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: نَادِ قَائِلاً: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً. ١٥ وَأَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى ٱلأُمَمِ ٱلْمُطْمَئِنِّينَ. لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلاً وَهُمْ أَعَانُوا ٱلشَّرَّ. ١٦ لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِٱلْمَرَاحِمِ، فَبَيْتِي يُبْنَى فِيهَا يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، وَيُمَدُّ ٱلْمِطْمَارُ عَلَى أُورُشَلِيمَ. ١٧ نَادِ أَيْضاً وَقُلْ: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: إِنَّ مُدُنِي تَفِيضُ بَعْدُ خَيْراً، وَٱلرَّبُّ يُعَزِّي صِهْيَوْنَ بَعْدُ، وَيَخْتَارُ بَعْدُ أُورُشَلِيمَ».
مزمور ٧٤: ١٠ وإرميا ١٢: ٤ وحبقوق ١: ٢ مزمور ١٠٢: ١٣ وإرميا ٣٠: ١٨ مزمور ١٠٢: ١٠ وإرميا ١٥: ١٧ إرميا ٢٥: ١١ و٢٩: ١ ودانيال ٩: ٢ ص ٤: ١ إشعياء ١٤: ١ و٢ و٥٧: ١٨ ع ١٧ وإشعياء ٤: ٢ و٦ ص ٨: ٢ ع ٢ مزمور ١٢٣: ٤ وإرميا ٤٨: ١١ عاموس ١: ١١ ص ٢: ١٠ وإشعياء ٥٤: ٨ ص ٤: ٩ وعزرا ٦: ١٤ و١٥ ص ٢: ٢ و٤ وإرميا ٣١: ٣٩ إشعياء ٤٤: ٢٦ و٦١: ٤ إشعياء ٥١: ٣ ص ٢: ١٢ (ص ٢: ١ في العبراني).
فَقَالَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ ظهور ملاك الرب في هذه الرؤيا مما يشجع ويعزي شعب الله لأنه الملاك الذي قاد الشعب في القفر وأدخلهم أرض كنعان ونصرهم على أعدائهم.
يَا رَبَّ ٱلْجُنُودِ أي ملاك الرب تضرع إلى الرب. وربما هنا تلميح إلى سر الثالوث الأقدس وصلوات المسيح الشفاعية غير أن هذا التعليم لم يوضح في العهد القديم كما في العهد الجديد.
ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً محسوبة من خراب أورشليم في نحو ٥٨٦ ق م إلى السنة السادسة من ملك داريوس التي فيها كمل بناء البيت (انظر عزرا ٦: ١٥).
كَلاَمِ تَعْزِيَةٍ (ع ١٣) يقول الرب إنه غار على أورشليم وغضب على الأمم المطمئنين ووعد شعبه أن بيته يُبنى في أورشليم.
ٱلْمِطْمَارُ (ع ١٦) يكون أحياناً للدمار فإنه بواسطته قد يظهر عيب في الحائط. وهنا للبنيان وغضب الله يختلف عن غضب الإنسان بما أنه بموجب الحكمة والعدل والمحبة وبما أنه قدوس لا يطيق الإثم.
وفي هذه الرؤيا أمور غير جوهرية لم يطلب النبي تفسيرها ولم يتكلم الملاك فيها كألوان الخيل والآس والظل. ومن أفكار المفسرين أن ألوان الخيل تشير إلى الحرب والجوع والغلبة ويظن البعض أنها تشير إلى بلدان مختلفة. ويظن البعض أن الآس والظل يشيران إلى شعب الله في حالة الانحطاط.
إذا نظرنا إلى ما يُرى فقط نيأس من النجاة وإذا نظرنا نظر الإيمان نرى ملائكة الرب حولنا والرب نفسه معنا فلا يتركنا ولا يتأخر عن تخليصنا بعدما يكمل زمان امتحاننا (انظر نبأ أليشع وخادمه في دوثان ٢ملوك ٦: ١٤ - ١٧).
١٨ - ٢١ «١٨ فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعَةِ قُرُونٍ. ١٩ فَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: مَا هٰذِهِ؟ فَقَالَ لِي: هٰذِهِ هِيَ ٱلْقُرُونُ ٱلَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ وَأُورُشَلِيمَ. ٢٠ فَأَرَانِي ٱلرَّبُّ أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ. ٢١ فَقُلْتُ: جَاءَ هٰؤُلاَءِ، مَاذَا يَفْعَلُونَ؟ فَأَجَابَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلْقُرُونُ ٱلَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا حَتَّى لَمْ يَرْفَعْ إِنْسَانٌ رَأْسَهُ. وَقَدْ جَاءَ هٰؤُلاَءِ لِيُرْعِبُوهُمْ وَلِيَطْرُدُوا قُرُونَ ٱلأُمَمِ ٱلرَّافِعِينَ قَرْناً عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا لِتَبْدِيدِهَا».
١ملوك ٢٢: ١١ ومزمور ٧٥: ٤ و٥ وعاموس ٦: ١٣ إشعياء ٤٤: ١٢ و٥٤: ١٦ ع ١٩ ومراثي ٢: ١٧ مزمور ٧٥: ١٠
أَرْبَعَةِ قُرُونٍ القرون تشير إلى قوة المقاومين. والأرجح أن العدد أربعة يشير إلى الكمال أي المقاومين من كل الجهات الأربع.
أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ أي الوسائط التي بها يطرد الله قوة الشر وهكذا في كل جيل الرب يقيم مخلصين لشعبه كيوسف وموسى والقضاة والملوك الصالحين وكورش. لاحظ (١) العدد. أربعة صناع قاوموا أربعة قرون. ودائماً الرب يقيم مخلصين بمقدار المقاومين ولو كانوا كثيرين (٢) الوقت. لأن الملاك أراه الصناع في ذات الوقت الذي فيه أراه القرون. والرب يخلص في وقت الاحتياج «عَوْناً فِي ٱلضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً» (مزمور ٤٦: ١) (٣) ليس الصناع من رجال الحرب بل يستخدم الرب وسائط سلمية لمقاومة شرور العالم. كان المسيح «وديعاً ومتواضع القلب». «لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي ٱلشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ ٱلْحَقَّ إِلَى ٱلنُّصْرَةِ» (متّى ١٢: ١٩ و٢٠). وجميع عبيده يقاومون الشر بروح سيدهم (انظر نحميا ٤: ١٣ - ٢٣ و٦: ١٥ و١٧ وزكريا ٤: ٦). (٤) الصناع يرعبون القرون. وكل الأشرار يرعبون الصالحين كما هاب هيرودس الملك يوحنا المعمدان (انظر مرقس ٦: ٢٠) وارتعب فيلكس الوالي من كلام بولس الأسير الواقف أمامه وأحسن الأسحلة إظهار الحق (انظر أعمال ٢٤: ٢٥).
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي


١ - ٥ «١ فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا رَجُلٌ وَبِيَدِهِ حَبْلُ قِيَاسٍ. ٢ فَقُلْتُ: إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟ فَقَالَ لِي: لأَقِيسَ أُورُشَلِيمَ، لأَرَى كَمْ عَرْضُهَا وَكَمْ طُولُهَا. ٣ وَإِذَا بِٱلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي قَدْ خَرَجَ، وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ لِلِقَائِهِ. ٤ فَقَالَ لَهُ: ٱجْرِ وَقُلْ لِهٰذَا ٱلْغُلاَمِ: كَٱلأَعْرَاءِ تُسْكَنُ أُورُشَلِيمُ مِنْ كَثْرَةِ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ فِيهَا. ٥ وَأَنَا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَكُونُ لَهَا سُورَ نَارٍ مِنْ حَوْلِهَا، وَأَكُونُ مَجْداً فِي وَسَطِهَا».
ص ١: ١٨ ص ١: ١٦ وإرميا ٣١: ٣٩ وحزقيال ٤٠: ٣ و٤٧: ٣ إرميا ٣١: ٣٩ وحزقيال ٤٠: ٣ ورؤيا ٢١: ١٥ - ١٧ ص ١: ٩ (ص ٢: ٥ في العبراني) إرميا ١: ٦ ودانيال ١: ٤ و١تيموثاوس ٤: ١٢ حزقيال ٣٨: ١١ ص ١: ١٧ و٨: ٤ و٥ إشعياء ٤٩: ٢٠ وإرميا ٣٠: ١٩ إشعياء ٤: ٥ و٢٦: ١ و٦٠: ١٨ ع ١٠ و١١ وحجي ٢: ٩
كان النبي ذكر الصناع الذين طردوا القرون المقاومين (الأصحاح السابق) وهنا بيان رحمة الله لشعبه وبناء أسوار أورشليم. وفائدة هذه الرؤيا كفائدة الرؤيا السابقة أي وجوب الاتكال على الرب واستعمال وسائط سلمية. فإن طرد القرون لا يكون بواسطة جيش محارب بل بصناع. وفائدة هذه الرؤيا الخصوصية وهي الرؤيا الثالثة إن سلامة أورشليم لا تكون بأسوارها بل من الرب.
لأَقِيسَ أُورُشَلِيمَ (ع ٢) استعداداً لبناء أسوارها.
كَمْ عَرْضُهَا وَكَمْ طُولُهَا أي عرض المدينة القديمة وطولها وكانت غايته تجديد الأسوار لترجع إلى ما كانت عليه.
ٱلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي قَدْ خَرَجَ (ع ٣) كان هذا الملاك مع النبي دائماً كمعبر الرؤى وخرج أي تقدّم وظهر. والملاك الآخر الذي خرج للقائه هو ملاك جديد لم يُذكر سابقاً.
فَقَالَ لَهُ (ع ٤) أي الملاك الذي كان يكلم النبي قال للملاك الآخر.
ٱجْرِ وَقُلْ لِهٰذَا ٱلْغُلاَمِ أي الرجل الذي بيده حبل القياس (ع ١).
كَٱلأَعْرَاءِ تُسْكَنُ أُورُشَلِيمُ اي لا يلزمها أسوار أولاً لأن المدينة ستتسع (إشعياء ٤٩: ١٩ و٢٠) «إِنَّكِ تَكُونِينَ ٱلآنَ ضَيِّقَةً عَلَى ٱلسُّكَّانِ، وَيَتَبَاعَدُ مُبْتَلِعُوكِ. يَقُولُ أَيْضاً فِي أُذُنَيْكِ بَنُو ثُكْلِكِ: ضَيِّقٌ عَلَيَّ ٱلْمَكَانُ. وَسِّعِي لِي لأَسْكُنَ» وثانياً لأن عناية الرب بهم تغنيهم عن أسوار وتكون أفضل منها. قيل إن نحميا أتى إلى أورشليم (نحميا ٢: ١٣) ورأى أسوارها وهي منهدمة فالأرجح ان المدينة كانت بلا أسوار مدة نحو ٧٠ سنة. وأحياناً مدينة بلا أسوار وبلا جيش أأمن من غيرها والاستعداد للحرب يجلبها. كانت أورشليم محصنة بأمنع حصون لما أتاها الرومانيون ولكنها سقطت وكابدت ويلات وذبحاً ليس لها مثيل في تاريخ العالم. وتمت هذه النبوة بالكنيسة لأنها ممتدة في كل الأرض ولا يمكن حصرها في مدينة واحدة أو بلاد واحدة أو طائفة واحدة. والبهائم مذكورة لأن الكنيسة مشبهة بمدينة وكثرة البهائم في مدينة علامة الغنى والأمان.
وَأَنَا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَكُونُ لَهَا سُورَ نَارٍ مِنْ حَوْلِهَا (ع ٥) (انظر عدد ٩: ١٥ و١٦) «وَفِي ٱلْمَسَاءِ كَانَ عَلَى ٱلْمَسْكَنِ كَمَنْظَرِ نَارٍ إِلَى ٱلصَّبَاحِ» كانت النار علامة مجد الرب ووجوده حول شعبه على الدوام. فلا يلزمها سور لأن الرب فيها.
٦ - ١٣ «٦ يَا يَا، ٱهْرُبُوا مِنْ أَرْضِ ٱلشِّمَالِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. فَإِنِّي قَدْ فَرَّقْتُكُمْ كَرِيَاحِ ٱلسَّمَاءِ ٱلأَرْبَعِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٧ تَنَجَّيْ يَا صِهْيَوْنُ ٱلسَّاكِنَةُ فِي بِنْتِ بَابِلَ، ٨ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: بَعْدَ ٱلْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. ٩ لأَنِّي هَئَنَذَا أُحَرِّكُ يَدِي عَلَيْهِمْ فَيَكُونُونَ سَلَباً لِعَبِيدِهِمْ. فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي. ١٠ تَرَنَّمِي وَٱفْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ١١ فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً فَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ، فَتَعْلَمِينَ أَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ. ١٢ وَٱلرَّبُّ يَرِثُ يَهُوذَا نَصِيبَهُ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَيَخْتَارُ أُورُشَلِيمَ بَعْدُ. ١٣ اُسْكُتُوا يَا كُلَّ ٱلْبَشَرِ قُدَّامَ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدِ ٱسْتَيْقَظَ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ».
إرميا ٣: ١٨ إرميا ٣١: ١٠ وحزقيال ١١: ١٦ إشعياء ٤٨: ٢٠ وإرميا ٥١: ٦ إشعياء ٦: ٧ - ٩ تثنية ٣٢: ١٠ ومزمور ١٧: ٨ إشعياء ١٩: ١٦ إشعياء ١٤: ٢ ع ١١ ص ٩: ٩ وإشعياء ٦٥: ١٨ و١٩ ع ٥ وص ٨: ٣ ميخا ٤: ٢ ع ٥ و١٠ ع ٩ تثنية ٣٢: ٩ ومزمور ٣٣: ١٢ وإرميا ١: ١٦ ص ١: ١٧ و٢أيام ٦: ٦ ومزمور ١٣٢: ١٣ و١٤ حبقوق ٢: ٢٠ وصفنيا ١: ٧ مزمور ٧٨: ٦٥ وإشعياء ٥١: ٩
الأرجح أن الكلام من هنا إلى آخر الأصحاح هو كلام النبي. وأرض الشمال بابل لأن الطريق إلى بابل كان أولاً إلى الشمال ثم إلى الشرق والجنوب. كان الرب فرّق شعبه كرياح السماء الأربع أي إلى كل الجهات. وكثيرون من اليهود فضلوا أن يبقوا في بابل خوفاً من مشقات الطريق والأتعاب المقترنة ببناء أورشليم. ويقول النبي لهؤلاء أن يخرجوا من بابل لئلا يصيبهم فيها مصائب أعظم.
بَعْدَ ٱلْمَجْدِ (ع ٨) الأرجح أن النبي يشير إلى ع ٥ «وَأَنَا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ... أَكُونُ مَجْداً فِي وَسَطِهَا». كمل الهيكل في السنة السادسة لداريوس ودشنوا البيت بفرح وقربوا ذبائح ونظموا خدمة الكهنة وعملوا عيد الفطير سبعة أيام بفرح لأن الرب فرحهم (انظر عزرا ٦: ١٥) وانظر أيضاً (زكريا ٤: ٧) «مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْجَبَلُ ٱلْعَظِيمُ؟ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلاً! فَيُخْرِجُ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ بَيْنَ ٱلْهَاتِفِينَ: كَرَامَةً كَرَامَةً لَهُ». ومضمون وعد الرب هنا (ع ٨) أن الرب أرسل النبي ليقول لهم أولاً أن بناء الهيكل يكمل بفرح وهتاف وبعدما تنبأ بتلك النبوة قال إن الرب قد أرسله ليتنبأ نبوة أخرى أي أنه سيحرك يده إلى الأمم الذين كانوا يقاومون. وأما بعض المفسرين فيفهمون من القول «بعد المجد» المعنى «لأجل المجد» اي أن الرب أرسل النبي ليتنبأ أن الرب يحرك يده إلى الأمم المقاومين فينكسرون ويتمجد الرب فيهم. وحدقة العين عزيزة عند الإنسان وهكذا شعب الله عنده.
سَلَباً لِعَبِيدِهِمْ (ع ٩) ليس حرفياً انظر ع ١١ «فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ» وانضمام الأمم إلى شعب الله يكون بواسطة التعليم والتبشير ويكون اختيارياً لا إجبارياً وروحياً لا سياسياً فيتعلمون أن الرب قد أرسل النبي عندما يرون تتميم نبوته ويختار أورشليم بعد (ع ١٢) كما كان اختارهم في القديم لأن «هبات الله ودعوته هي بلا ندامة».
اُسْكُتُوا (ع ١٣) علامة الخوف والاعتبار (انظر حبقوق ٢: ٢٠ وصفنيا ١: ٧).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ


١، ٢ «١ وَأَرَانِي يَهُوشَعَ ٱلْكَاهِنَ ٱلْعَظِيمَ قَائِماً قُدَّامَ مَلاَكِ ٱلرَّبِّ، وَٱلشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. ٢ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: لِيَنْتَهِرْكَ ٱلرَّبُّ يَا شَيْطَانُ. لِيَنْتَهِرْكَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي ٱخْتَارَ أُورُشَلِيمَ. أَفَلَيْسَ هٰذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ ٱلنَّارِ؟».
ص ٦: ١١ وعزرا ٥: ٢ وحجي ١: ١ و١أيام ٢١: ١ وأيوب ١: ٦ ومزمور ١٠٩: ٦ يهوذا ٩ ص ٢: ١٢ عاموس ٤: ١١ ويهوذا ٢٣
مضمونه الرؤيا الرابعة. والملاك الذي رآه هو ملاك الرب نفسه كما يظهر من (ع ٢). كان الرب وعد شعبه بأنه يأتي ويسكن في وسط شعبه (٢: ١٠) يجب عليهم أن يكونوا طاهرين. ورأى النبي في الرؤيا ما يشبه محكمة. كان الرب كالقاضي والشيطان كالمدّعي ويهوشع كالمدَّعى عليه. والشكاية ليست على يهوشع نفسه بل عليه كنائب الشعب والشكاية هي أن أباءهم أخطأوا وأخطأوا هم أيضاً ولم يقبلوا بعد من الرب كل ما استوجبته خطاياهم. ولكن الرب كان اختار أورشليم «فمن يشتكي على مختاري الله» والرب لم يرفض شعبه.
لِيَنْتَهِرْكَ ٱلرَّبُّ وهذا قول الرب كما في (مزمور ١١٠: ١) «قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي».
مُنْتَشَلَةً مِنَ ٱلنَّارِ النار تشير إلى المشقات. كاد السبي يهلكهم وقليلون منهم رجعوا منه وظهرت فيهم آثار ما كانوا كابدوه.
٣ - ١٠ «٣ وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِساً ثِيَاباً قَذِرَةً وَوَاقِفاً قُدَّامَ ٱلْمَلاَكِ. ٤ فَقَالَ لِلْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ: ٱنْزِعُوا عَنْهُ ٱلثِّيَابَ ٱلْقَذِرَةَ. وَقَالَ لَهُ: ٱنْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَاباً مُزَخْرَفَةً. ٥ فَقُلْتُ: لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً. فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ ٱلْعِمَامَةَ ٱلطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَاباً وَمَلاَكُ ٱلرَّبِّ وَاقِفٌ. ٦ فَأَشْهَدَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوشَعَ قَائِلاً: ٧ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَإِنْ حَفِظْتَ شَعَائِرِي، فَأَنْتَ أَيْضاً تَدِينُ بَيْتِي، وَتُحَافِظُ أَيْضاً عَلَى دِيَارِي، وَأُعْطِيكَ مَسَالِكَ بَيْنَ هٰؤُلاَءِ ٱلْوَاقِفِينَ. ٨ فَٱسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ ٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ ٱلْجَالِسُونَ أَمَامَكَ (لأَنَّهُمْ رِجَالُ آيَةٍ) لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي بِعَبْدِي ٱلْغُصْنِ. ٩ فَهُوَذَا ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي وَضَعْتُهُ قُدَّامَ يَهُوشَعَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ سَبْعُ أَعْيُنٍ. هَئَنَذَا نَاقِشٌ نَقْشَهُ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، وَأُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ ٱلأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. ١٠ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ ٱلْكَرْمَةَ وَتَحْتَ ٱلتِّينَةِ».
عزرا ٩: ١٥ وإشعياء ٤: ٤ و٦٤: ٦ إشعياء ٤٣: ٢٥ وحزقيال ٣٦: ٢٥ ع ٩ وميخا ٧: ١٨ و١٩ إشعياء ٥٢: ١ و٦١: ١٠ أيوب ٢٩: ١٤ وإشعياء ٣: ٢٣ و٦٢: ٣ و١ملوك ٣: ١٤ تثنية ١٧: ٩ و١٢ إشعياء ٦٢: ٩ إشعياء ٨: ١٨ و٢٠: ٣ وحزقيال ١٢: ١١ ص ٦: ١٢ وإشعياء ١١: ١ و٥٣: ٢ وإرميا ٣٣: ١٥ ص ٤: ١٠ و٢أيام ١٦: ٩ ع ٤ وإرميا ٣١: ٣٤ و٥٠: ٢٠ و١ملوك ٤: ٢٥ وإشعياء ٣٦: ١٦ وميخا ٤: ٤
ثِيَاباً قَذِرَةً كان يهوشع رئيس الكهنة فكان نائباً عن الشعب في الروحيات وثيابه القذرة علامة خطايا الشعب لا علامة خطاياه الخصوصية (انظر حجي ٢: ١٤) «هٰكَذَا هٰذَا ٱلشَّعْبُ... كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ. هُوَ نَجِسٌ» و(حجي ١: ٩) «لِمَاذَا يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. لأَجْلِ بَيْتِي ٱلَّذِي هُوَ خَرَابٌ، وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ».
فَقَالَ (ع ٤) أي ملاك الرب. ولا يذكر عن أي شيء أجاب ولعله عن ما كان بأفكار النبي.
لِلْوَاقِفِينَ قُدَّامَه وهم خدمة الرب فنزعوا عنه الثياب القذرة وألبسوه ثياباً مزخرفة علامة للتطهير من الخطايا والفرح في غفرانها كما في مثل الابن الضال «قال الأب لعبيده أخرجوا الحلة الأولى والبسوه».
فَقُلْتُ (ع ٥) أي ملاك الرب. العمامة مذكورة في (خروج ٢٨: ٣٦ - ٣٨) وكان مكتوب عليها قدس للرب فكانت العمامة تكملة لباس رئيس الكهنة وعلامة المجد والقداسة. وكان ملاك الرب واقفاً أي كان راضياً.
فَأَشْهَدَ (ع ٦) أي قال كلاماً خطيراً ككلام حلف اليمين في المحكمة.
إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي (ع ٧) ولا سيما الشعائر المختصة بخدمة الهيكل. قتل ملك بابل سرايا رئيس الكهنة لما سقطت مدينة أورشليم ولم يكن للكهنة خدمة رسمية مدة السبي وعادت هذه الخدمة لما كمل تجديد الهيكل. ويقول الرب هذا تعيّن يهوشع لهذه الخدمة المجيدة المتجددة.
مَسَالِكَ بَيْنَ هٰؤُلاَءِ أي بين الملائكة المذكورين الذين خدموا الرب. والوعد ليهوشع هو أنه يكون له حق المثول بين يدي الرب وتكون خدمته مقبولة وصلاته مسموعة فإنه رئيس الكهنة ورمز إلى المسيح فدخل قدس الأقداس بالجسد وأما بالروح فتقدم إلى عرش النعمة ودخل المسكن السماوي غير المصنوع بيد.
رِجَالُ آيَةٍ (ع ٨) أولاً لأن الرب قد أذهب عنهم إثمهم (ع ٤) وقبل خدمتهم وجدد مع شعبه عهده الذي كانوا أبطلوه بخيانتهم فكان يهوشع ورفقاؤء وهم نواب عن الشعب رجال آية لنعمة الله العجيبة. وثانياً كانوا آية لأنهم رموز المسيح الآتي الذي جعل شعبه كلهم كهنة. «ٱلَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً لِلّٰهِ» (رؤيا ١: ٥ و٦).
عَبْدِي ٱلْغُصْنِ وهو المسيح (انظر إشعياء ٤: ٢ و١١: ١ وإرميا ٢٣: ٥ و٣٣: ١٥) وهو مسمى غصن لأن الملك كان زال من بيت داود فصار اليهود تحت حكم الأمم. والمسيح وهو من نسل داود حسب الجسد كان كغصن أو فرخ يطلع من أصول شجرة مقطوعة وتمت فيه المواعيد لداود التي كان تتميمها حسب الظاهر مستحيلاً.
ٱلْحَجَرُ (ع ٩) يقول البعض إنه حجر الأساس ويقول غيرهم إنه حجر الإفريز وغيرهم إنه حجر من أفود رئيس الكهنة أو حجر موضوع في قدس الأقداس عوضاً عن التابوت المفقود. والأرجح أنه الهيكل بكماله الذي يشمل الأساس والإفريز وكل ما في الهيكل وكل ما في خدمته ومجازاً الكنيسة المسيحية (انظر أفسس ٢: ١٩ و٢٠) «أَهْلِ بَيْتِ ٱللّٰهِ مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرُّسُلِ وَٱلأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ ٱلزَّاوِيَةِ».
سَبْعُ أَعْيُنٍ وهي أعين الرب والعدد سبع يشير إلى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض (رؤيا ٥: ٦) أو أعمال الروح المتنوعة والكاملة. وأعين الرب على الحجر أي الله يعتني بكنيسته ويعمل فيها أعمال روحه المتتنوعة.
نَاقِشٌ نَقْشَهُ النقش أعمق من الكتابة البسيطة ويدوم أكثر منها. والرب يزين كنيسته ويطهرها لكي يحفرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها.
أُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ ٱلأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ انظر إرميا ٥٠: ٢٠ «فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ وَفِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ يُطْلَبُ إِثْمُ إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَكُونُ... لأَنِّي أَغْفِرُ لِمَنْ أُبْقِيهِ» كان الهيكل المتجدد ورئيس الكهنة والخلاص من أعدائهم والرجوع من السبي وسلامتهم وراحتهم رموزاً إلى أيام الكنيسة التي أحبها المسيح وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة.
فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ اليوم الذي فيه قال يسوع قد أُكمل ونكس رأسه وأسلم الروح (انظر يوحنا ١٩: ٣٠) في العهد القديم كان يوم كفارة كل سنة وأما في العهد الجديد كفارة واحدة وكافية لا يلزم إعادتها.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ


١ - ٧ «١ فَرَجَعَ ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَأَيْقَظَنِي كَرَجُلٍ أُوقِظَ مِنْ نَوْمِهِ. ٢ وَقَالَ لِي: مَاذَا تَرَى؟ فَقُلْتُ: قَدْ نَظَرْتُ وَإِذَا بِمَنَارَةٍ كُلُّهَا ذَهَبٌ، وَكُوزُهَا عَلَى رَأْسِهَا، وَسَبْعَةُ سُرُجٍ عَلَيْهَا، وَسَبْعُ أَنَابِيبَ لِلسُّرْجِ ٱلَّتِي عَلَى رَأْسِهَا. ٣ وَعِنْدَهَا زَيْتُونَتَانِ، إِحْدَاهُمَا عَنْ يَمِينِ ٱلْكُوزِ وَٱلأُخْرَى عَنْ يَسَارِهِ. ٤ فَسَأَلْتُ ٱلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: مَا هٰذِهِ يَا سَيِّدِي؟ ٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: أَمَا تَعْلَمُ مَا هٰذِهِ؟ فَقُلْتُ: لاَ يَا سَيِّدِي. ٦ فَقَالَ: هٰذِهِ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ: لاَ بِٱلْقُدْرَةِ وَلاَ بِٱلْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ٧ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْجَبَلُ ٱلْعَظِيمُ؟ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلاً! فَيُخْرِجُ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ بَيْنَ ٱلْهَاتِفِينَ: كَرَامَةً كَرَامَةً لَهُ».
ص ١: ٩ و١ملوك ١٩: ٥ - ٧ وإرميا ٣١: ٢٦ ص ٥: ٢ وإرميا ١: ١٣ خروج ٢٥: ٣١ و٣٧ وإرميا ٥٢: ١٩ رؤيا ٤: ٥ ع ١١ ورؤيا ١١: ٤ ع ٥ و١٣ وص ١: ٩ و٦: ٤ ع ١ وص ١: ٩ ع ١٣ حجي ٢: ٤ و٥ إشعياء ١١: ٢ - ٤ و٣٠: ١ وهوشع ١: ٧ و٢أيام ٣٢: ٧ و٨ وأفسس ٦: ١٧ ص ١٤: ٤ و٥ ومزمور ١١٤: ٤ و٦ وإشعياء ٤٠: ٣ و٤ وناحوم ١: ٥ و٦ ع ٩ عزرا ٣: ١٠ و١١ ومزمور ٨٤: ١١
فَرَجَعَ ٱلْمَلاَكُ كان الملاك قد ترك النبي قليلاً والنبي من فرط الإعلانات كان قد وقع في سبات (انظر دانيال ١٠: ٨ - ١٠).
وَإِذَا بِمَنَارَةٍ (ع ٢) كان لمنارة خيمة الاجتماع ست شُعب من جانبها الواحد ثلاث شعب ومن جانبها الآخر ثلاث شعب ولها سبعة سرج (خروج ٣٧: ١٧ - ٢٤) وكان الشعب يقدمون إلى الكاهن زيتاً للضوء لإيقاد السرج دائماً وعلى الكاهن أن يرتبها من المساء إلى الصباح أمام الرب دائماً (لاويين ٢٤: ١ - ٤) وكانت المنارة ترمز إلى المسيح لكونه نور العالم وإلى الكنيسة لكونها نور العالم وعند المنارة التي رآها النبي في هذه الرؤيا زيتونتان ومن الزيتونتين سبع أنابيب للسرج السبعة (انظر تفسير ع ١١). والنبي سأل الملاك ما هذه وأجابه وبيّن له أولاً غاية الرؤيا وهي تشجيع زربابل الرئيس السياسي كما كان الرب شجع يهوشع الرئيس الروحي في الأصحاح السابق. كان زربابل ضعيفاً والعمل المطلوب منه عظيماً ولكن نجاح العمل ليس بقدرة الإنسان بل بروح الرب وكل الصعوبات وإن كانت كجبل تزول أمامه فيكمل عمله بوضع الحجر الأخير في أعلى البيت. والحجر المذكور في ع ٧ ليس حجر الأساس لأن ذلك كان وُضع في الأول بل الحجر الأخير أي حجر الزاوية العليا.
٨ - ١٤ «٨ وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ: ٩ إِنَّ يَدَيْ زَرُبَّابِلَ قَدْ أَسَّسَتَا هٰذَا ٱلْبَيْتَ فَيَدَاهُ تُتَمِّمَانِهِ، فَتَعْلَمُ أَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. ١٠ لأَنَّهُ مَنِ ٱزْدَرَى بِيَوْمِ ٱلأُمُورِ ٱلصَّغِيرَةِ. فَتَفْرَحُ أُولَئِكَ ٱلسَّبْعُ، وَيَرَوْنَ ٱلزِّيجَ بِيَدِ زَرُبَّابِلَ. إِنَّمَا هِيَ أَعْيُنُ ٱلرَّبِّ ٱلْجَائِلَةُ فِي ٱلأَرْضِ كُلِّهَا. ١١ فَسَأَلْتُهُ: مَا هَاتَانِ ٱلزَّيْتُونَتَانِ عَنْ يَمِينِ ٱلْمَنَارَةِ وَعَنْ يَسَارِهَا؟ ١٢ وَسَأَلْتُهُ ثَانِيَةً: مَا فَرْعَا ٱلزَّيْتُونِ ٱللَّذَانِ بِجَانِبِ ٱلأَنَابِيبِ مِنْ ذَهَبٍ، ٱلْمُفْرِغَانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا ٱلذَّهَبِيَّ؟ ١٣ فَأَجَابَنِي: أَمَا تَعْلَمُ مَا هَاتَانِ؟ فَقُلْتُ: لاَ يَا سَيِّدِي. ١٤ فَقَالَ: هَاتَانِ هُمَا ٱبْنَا ٱلزَّيْتِ ٱلْوَاقِفَانِ عِنْدَ سَيِّدِ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا».
عزرا ٣: ٨ - ١٠ و٥: ١٦ وحجي ٢: ١٨ ص ٦: ١٢ و١٣ وعزرا ٦: ١٤ و١٥ نحميا ٢٤: ٤ وعاموس ٧: ٢ و٥ وحجي ٢: ٣ ص ٣: ٩ ورؤيا ٨: ٢ عاموس ٧: ٧ و٨ ص ١: ١٠ ع ٣ ع ٥ ع ٤ و٥ خروج ٢٩: ٧ و٤: ١٥ و١صموئيل ١٦: ١ و١٢ و١٣ وإشعياء ٦١: ١ - ٣ ودانيال ٩: ٢٤ - ٢٦ ص ٣: ١ - ٧ ميخا ٤: ١٣
مَنِ ٱزْدَرَى بِيَوْمِ ٱلأُمُورِ ٱلصَّغِيرَةِ (ع ١٠) وأمثلة الأمور الصغيرة البلوطة التي تخرج منها شجرة عظيمة والطفل الضعيف الذي يصير ملكاً أو فيلسوفاً أو رسولاً. وفلسا الأرملة اللذان استحقا التفات الرب والكنيسة الصغيرة في أورشليم التي منها امتلأت الأرض وصلوات بني البشر التي تحرك يد القادر على كل شيء.
أُولَئِكَ ٱلسَّبْعُ أي أعين الرب فكانت على العمل من أوله إلى آخر والمدة نحو عشرين سنة وهي سنو تعب وخوف ففرح الرب عندما رأى تكملة العمل. وكان الزيج بيد زربابل أي كان هو العامل وعمل الرب بواسطته.
ثم سأل النبي عن الزيتونتين اللتين رآهما عند المنارة (ع ٣) وأعاد السؤال قائلاً ما فرعا الزيتون فأجابه الملاك قائلاً هاتان هما ابنا الزيت الواقفان عند سيد الأرض كلها. والأرجح أنه بقوله أشار إلى يهوشع رئيس الكهنة وزربابل الوالي وهما ابنا الزيت لأنهما ممسوحان الواحد لوظيفة رئيس الكهنة والآخر لوظيفة رئيس سياسي وهو من نسل ملوكي. وبواسطة هاتين الوظيفتين يدبر أمور شعبه الروحية والزمنية. واتحدت هاتان الوظيفتان في يسوع المسيح وهو ملك شعبه وكاهنهم العظيم. كان الكاهن يرتب منارة خيمة الاجتماع ويزيّت سرجها يومياً وأما منارة الرؤيا فلا ينقص زيتها ولا يفرغ كوزها. والزيتونتان والفرعان بمعنى واحد أي أن الزيت هو من الزيتون بواسطة الفرعين.
ٱلْمُفْرِغَانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا ٱلذَّهَبِيَّ (ع ١٢) أي الزيت وهو ذهبي اللون وقيمته كقيمة الذهب. قال الرب لبولس الرسول تكفيك نعمتي وهكذا يقول لكل من خدمته وللكنيسة إجمالاً. فمهما أصابها من الضيقات والاضطهادات وتجارب الكفر ومحبة المال والفتور تكفيها نعمة الرب سيد الأرض كلها ما دامت هي متحدة معه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ


١ - ٤ «١ فَعُدْتُ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِدَرْجٍ طَائِرٍ. ٢ فَقَالَ لِي: مَاذَا تَرَى؟ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى دَرْجاً طَائِراً طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً وَعَرْضُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ. ٣ فَقَالَ لِي: هٰذِهِ هِيَ ٱللَّعْنَةُ ٱلْخَارِجَةُ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلأَرْضِ. لأَنَّ كُلَّ سَارِقٍ يُبَادُ مِنْ هُنَا بِحَسَبِهَا، وَكُلَّ حَالِفٍ يُبَادُ مِنْ هُنَاكَ بِحَسَبِهَا. ٤ إِنِّي أُخْرِجُهَا يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ فَتَدْخُلُ بَيْتَ ٱلسَّارِقِ وَبَيْتَ ٱلْحَالِفِ بِٱسْمِي زُوراً، وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ مَعَ خَشَبِهِ وَحِجَارَتِهِ».
إرميا ٣٦: ٢ وحزقيال ٢: ٩ ص ٤: ٢ إشعياء ٢٤: ٦ و٤٣: ٢٨ وإرميا ٢٦: ٦ خروج ٢٠: ١٥ ولاويين ١٩: ١١ وملاخي ٣: ٨ و٩ ع ٤ وخروج ٢٠: ٧ ولاويين ١٩: ١٢ وإشعياء ٤٨: ١ وإرميا ٥: ٢ و٢٣: ١٠ ملاخي ٣: ٥ هوشع ٤: ٢ و٣ إرميا ٢: ٢٦ لاويين ١٤: ٣٤ - ٤٥ وأيوب ١٨: ١٥ وأمثال ٣: ٣٣ وحبقوق ٢: ٩ - ١١ ويعقوب ٥: ٢ و٣
قيل في ٣: ٩ إن الرب يزيل إثم الأرض وهنا أرى النبي في رؤيا إزالته. رأى درجاً طائراً أي نازلاً من الله على الناس وطائراً لأنه سريع المشي ويصل إلى كل مكان فلا يخفاه شيء والدرج كبير جداً طوله عشرون ذراعاً وعرضه عشر أذرع وذلك قياس القدس في الهيكل وقياس مذبح النحاس أيضاً. وعظمة الدرج دليل على كثرة اللعنات وهي بمقدار خطايا الشعب الكثيرة. ومن هذه الخطايا الكثيرة ذكر اثنتين أي السرقة والحلف زوراً لأنهما الخطايا الخصوصية الموجودة عند الشعب. ودخلت اللعنة بيت كل سارق وبيت كل حالف زوراً فلا تفني صاحب البيت فقط بل أيضاً خشب بيته وحجارته أي تزيل كل إثم تماماً.
٥ - ١١ «٥ ثُمَّ خَرَجَ ٱلْمَلاَكُ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَقَالَ لِي: ٱرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ مَا هٰذَا ٱلْخَارِجُ. ٦ فَقُلْتُ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلإِيفَةُ ٱلْخَارِجَةُ. وَقَالَ: هٰذِهِ عَيْنُهُمْ فِي كُلِّ ٱلأَرْض. ٧ وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ ٱمْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ ٱلإِيفَةِ. ٨ فَقَالَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرُّ. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ ٱلإِيفَةِ، وَطَرَحَ ثِقْلَ ٱلرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا. ٩ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِٱمْرَأَتَيْنِ خَرَجَتَا وَٱلرِّيحُ فِي أَجْنِحَتِهِمَا. وَلَهُمَا أَجْنِحَةٌ كَأَجْنِحَةِ ٱللَّقْلَقِ، فَرَفَعَتَا ٱلإِيفَةَ بَيْنَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَاءِ. ١٠ فَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: إِلَى أَيْنَ هُمَا ذَاهِبَتَانِ بِٱلإِيفَةِ؟ ١١ فَقَالَ لِي: لِتَبْنِيَا لَهَا بَيْتاً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. وَإِذَا تَهَيَّأَ تَقِرُّ هُنَاكَ عَلَى قَاعِدَتِهَا».
ص ١: ٩ ع ١ وص ١: ١٨ و٢: ١ و٦: ١ لاويين ١٩: ٣٦ وعاموس ٨: ٥ وميخا ٦: ١ هوشع ١٢: ٧ وعاموس ٨: ٥ وميخا ٦: ١١ ع ٧ ع ٥ لاويين ١١: ١٣ و١٩ ومزمور ١٠٤: ١٧ وإرميا ٨: ٧ تكوين ١٠: ١٠ و١١: ٢ و١٤: ١ وإشعياء ١١: ١١ ودانيال ١: ٢
ثم رأى رؤيا أخرى رأى فيها إيفة خارجة. الإيفة من المكاييل للأشياء الجافة تعادل كيلة سلطانية وسدسها.
هٰذِهِ عَيْنُهُمْ (ع ٦) أي منظرهم (عدد ١١: ٧) والمعنى هنا آثامهم وهي كثيرة وظاهرة وهي التي يراها النبي عندما ينظر إليهم. وليست أعمالهم فقط أعمال إثم بل هم أيضاً أثمة وطباعهم وأميال قلوبهم هي كلها إثم فلا يكفي إزالة آثامهم بل يلزم أيضاً إزالة الأثمة. الملك الصالح حزقيا أزال المرتفعات وكسر التماثييل وقطع السواري ولكن عادت هذه الشرور بعد موته لما ملك ابنه منسى. ويوشيا رمّم ثلم بيت الرب وطهره وكسّر التماثيل وهدم المرتفعات ولكنها عادت بعد موته. أي الإصلاح الحقيقي لا يكون بالأمور الخارجية فقط ولا بأوامر من الملك بل بتطهير القلوب.
وَزْنَةِ رَصَاصٍ (ع ٧) نحو ١٨ رطلاً وهي غطاء الإيفة وثقيلة جداً فلا يمكن المرأة أن تخرج من الإيفة. والخطية مشبهة بامرأة لأنها تظهر للناس جميلة فتخدعهم ولأنها تكثر أمثلتها كامرأة شريرة تلد أولاداً أشراراً (انظر رؤيا ١٧: ٣ - ٦).
ٱمْرَأَتَيْنِ (ع ٩) أي الوسائط المعينة من الله لرفع الخطية من الأرض وهذه الوسائط مشبهة بامرأتين لأن الخطية مشبهة بامرأة والإيفة ثقيلة والله يستعمل وسائط كافية. والريح في أجنحتها تشير إلى السرعة والقوة وهذا معنى أجنحة اللقلق أيضاً أي القوة والسرعة.
أَرْضِ شِنْعَارَ (ع ١١) هي أرض بابل وهي أرض بعيدة وأرض أعداء إسرائيل وعبدة الأوثان ولها بيت هناك أي تبقى هناك ولا ترجع إلى الأرض المقدسة. وخلاص المؤمنين بالمسيح لا يكون وقتياً ولا جزئياً بل إلى التمام وإلى الأبد. والمسيح أشار إلى هذا الانفصال بين الأشرار والصالحين بمثل زوان الحقل ومثل الشبكة.
والرؤيا تفيد أن الرب ينجز وعده المذكور في ٣: ٩ «وأزيل إثم تلك الأرض» فكان بذلك تعزية لخائفيه. ولا شك السارقون والحالفون زوراً سمعوا كلام النبي فكان لهم إنذاراً. لأن الله هو إله قدوس وغيور فلا يطيق الإثم ولا يبرئ من نطق باسمه باطلاً ويلزمنا في أيامنا أيضاً إنذار كهذا فلا نستخف بالخطية ولا تطمئن أنفسنا ما دمنا فيها. مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ


١ - ٣ «١ فَعُدْتُ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعِ مَرْكَبَاتٍ خَارِجَاتٍ مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ، وَٱلْجَبَلاَنِ جَبَلاَ نُحَاسٍ. ٢ فِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلأُولَى خَيْلٌ حُمْرٌ، وَفِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ خَيْلٌ دُهْمٌ، ٣ وَفِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلثَّالِثَةِ خَيْلٌ شُهْبٌ وَفِي ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلرَّابِعَةِ خَيْلٌ مُنَمَّرَةٌ شُقْرٌ».
ص ١: ١٨ و٥: ٩ ع ٥ وص ١: ١٨ ودانيال ٧: ٣ و٨: ٢٢ ص ١: ٨
الرؤيا الثامنة والأخيرة. في الرؤيا الأولى رأى فرساً أبيض وخيلاً حمراً وشقراً وشهباً وهم للذين أرسلهم الرب للجولان في الأرض فرجعوا بالخبر أن الأرض كلها مستريحة وساكنة أي لم يأت الوقت المعيّن لسقوط الممالك المقاومة (١: ٧ - ١١) وفي هذه الرؤيا خبر بداية سقوط الممالك ولا سيما بابل وهي عدوتهم العظيمة. «قد سكنوا روحي في أرض الشمال».
أَرْبَعِ مَرْكَبَاتٍ (انظر ١: ١٨) «أربعة قرون» و٢٠ «أربعة صناع» والعدد أربعة يدل على العمومية أي الجهات الأربع.
مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ يظن أن الجبلين هما جبل الزيتون وجبل صهيون أي المدينة المقدسة أورشليم مسكن الرب فخرج جيشه منها. وهي متينة وغير مزعزعة كجبال من نحاس. ولا نعرف ما هو معنى ألوان الخيل. لعلها تشير إلى الحرب والجوع والغلبة أو إلى ممالك مختلفة (انظر ١: ٧ - ١١).
٤ - ٨ «٤ فَسَأَلْتُ ٱلْمَلاَكِ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي: مَا هٰذِهِ يَا سَيِّدِي؟ ٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلاَكُ: هٰذِهِ هِيَ أَرْوَاحُ ٱلسَّمَاءِ ٱلأَرْبَعُ خَارِجَةٌ مِنَ ٱلْوُقُوفِ لَدَى سَيِّدِ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا. ٦ ٱلَّتِي فِيهَا ٱلْخَيْلُ ٱلدُّهْمُ تَخْرُجُ إِلَى أَرْضِ ٱلشِّمَالِ، وَٱلشُّهْبُ خَارِجَةٌ وَرَاءَهَا، وَٱلْمُنَمَّرَةُ تَخْرُجُ نَحْوَ أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ. ٧ أَمَّا ٱلشُّقْرُ فَخَرَجَتْ وَٱلْتَمَسَتْ أَنْ تَذْهَبَ لِتَتَمَشَّى فِي ٱلأَرْضِ، فَقَالَ: ٱذْهَبِي وَتَمَشِّي فِي ٱلأَرْضِ. فَتَمَشَّتْ فِي ٱلأَرْضِ. ٨ فَصَرَخَ عَلَيَّ وَقَالَ: هُوَذَا ٱلْخَارِجُونَ إِلَى أَرْضِ ٱلشِّمَالِ قَدْ سَكَّنُوا رُوحِي فِي أَرْضِ ٱلشِّمَالِ».
ص ١: ٩ إرميا ٤٩: ٣٦ وحزقيال ٣٧: ٩ ودانيال ٧: ٢ و١١: ٤ ومتّى ٢٤: ٣١ ورؤيا ٧: ١ إرميا ١: ١٤ و١٥ و٤: ٦ و٦: ١ و٢٥: ٩ و٤٦: ١٠ وحزقيال ١: ٤ إشعياء ٤٣: ٦ ودانيال ١١: ٥ ص ١: ١٠ ص ١: ١٥ وحزقيال ٥: ١٣ و٢٤: ١٣
قال الملاك إن المركبات الأربع هي أرواح السماء الخارجة من الوقوف لدى سيد الأرض كلها (انظر مزمور ١٠٤: ٤) «ٱلصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ نَاراً مُلْتَهِبَةً».
أَرْضِ ٱلشِّمَالِ (ع ٦) أي بابل لأن الطريق إليها من أورشليم كان أولاً إلى الشمال إلى كركميش ثم إلى الجنوب والشرق. وخرج وراء الخيل الدهم الخيل الشهب أي خرج جيشان إلى أرض بابل لأنها المملكة العظمى. وأرض الجنوب هي مصر. وأما الشقر فخرجت لتتمشى في الأرض. «والتمست أن تذهب» (ع ٧) ولعل المعنى أن الرب يريد خلاص شعبه وهو مستعد استعداداً كاملاً ولكن العائق من شعبه لعدم إيمانهم وغيرتهم.
قَدْ سَكَّنُوا رُوحِي فِي أَرْضِ ٱلشِّمَالِ (ع ٨) أي انتقم الله من أعدائه في أرض بابل. والكلام يعبر عن أعمال الله بألفاظ بشرية.
٩ - ١٥ «٩ وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ: ١٠ خُذْ مِنْ أَهْلِ ٱلسَّبْيِ مِنْ حَلْدَايَ وَمِنْ طُوبِيَّا وَمِنْ يَدَعْيَا ٱلَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَابِلَ، وَتَعَالَ أَنْتَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَٱدْخُلْ إِلَى بَيْتِ يُوشِيَّا بْنِ صَفَنْيَا. ١١ ثُمَّ خُذْ فِضَّةً وَذَهَباً وَٱعْمَلْ تِيجَاناً وَضَعْهَا عَلَى رَأْسِ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ. ١٢ وَقُلْ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هُوَذَا ٱلرَّجُلُ «ٱلْغُصْنُ» ٱسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ. ١٣ فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ ٱلْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِناً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَتَكُونُ مَشُورَةُ ٱلسَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا. ١٤ وَتَكُونُ ٱلتِّيجَانُ لِحَالِمَ وَلِطُوبِيَّا وَلِيَدَعْيَا وَلِحَيْنِ بْنِ صَفَنْيَا تِذْكَاراً فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ. ١٥ وَٱلْبَعِيدُونَ يَأْتُونَ وَيَبْنُونَ فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ، فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ سَمَعاً صَوْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ».
ص ١: ١ و٧: ١ و٨: ١ عزرا ٧: ١٤ - ١٦ و٨: ٢٦ - ٣٠ وإرميا ٢٨: ٦ و٢صموئيل ١٢: ٣٠ ومزمور ٢١: ٣ ونشيد ٤: ١١ ص ٣: ١ وعزرا ٣: ٢ وحجي ١: ١ ص ٣: ٨ وإشعياء ٣: ٢ و١١: ١ وإرميا ٢٣: ٥ و٣٣: ١٥ إشعياء ٥٣: ٢ ص ٤: ٦ - ٩ وعزرا ٣: ٨ و١٠ وعاموس ٩: ١١ إشعياء ٩: ٦ و١١: ١٠ و٢٢: ٢٤ و٤٩: ٥ و٦ إشعياء ٩: ٧ مزمور ١١٠: ١ و٤ ع ١١ إشعياء ٥٦: ٦ - ٨ و٦: ١٠ ص ٢: ٩ - ١١ و٤: ٩ ص ٣: ٧ وإشعياء ٥٨: ١٠ - ١٤ وإرميا ٧: ٢٣
أَهْلِ ٱلسَّبْيِ (ع ١) الباقون في أرض بابل. واهتموا في تجديد الهيكل في أورشليم وأرسلوا له هدايا من فضة وذهب عن يد حلداي وطوبيا ويدعيا ونزل المرسلون في بيت يوشيا في أورشليم ولا نعرف شيئاً عنهم غير المذكور هنا.
وَٱعْمَلْ تِيجَاناً (ع ١١) يظهر من سياق الكلام أنه كان تاج واحد فقط وضعه النبي على رأس يهوشع رئيس الكهنة. وله لكونه رمزاً إلى المسيح (انظر رؤيا ١٩: ١٢ و١٦) «عَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ... وَعَلَى فَخْذِهِ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلأَرْبَابِ» وعلى رأس البابا رئيس الكنيسة الباباوية تاج مثلث.
ٱلرَّجُلُ «ٱلْغُصْنُ» (ع ١٢) (انظر ٣: ٨ وتفسيره). وكان يهوشع رمزاً إلى المسيح.
وَيَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ قيل في ٤: ٩ «إن يدي زربابل قد أسستا هذا البيت فيداه تتممانه» أي زربابل بنى البيت ولكن كان ذلك البيت رمزاً إلى البيت الروحي (انظر ١بطرس ٢: ٥) «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً» و(أفسس ٢: ٢٠ و٢١) «مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرُّسُلِ وَٱلأَنْبِيَاءِ... هَيْكَلاً مُقَدَّساً فِي ٱلرَّبِّ».
الكلام في ٣: ٨ وفي ٦: ١٢ يدل على أن يهوشع هو الرمز عن المسيح الغصن. وأما الكلام في إشعياء ١١: ١ «وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ» وفي إرميا ٢٣: ٥ «أُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ» فيدل على أن الغصن هو من نسل داود فيكون زربابل الرمز إلى المسيح لكونه من نسل داود وأما يهوشع فليس من نسل داود. ولكننا نرى في العهد الجديد ما يساعد على حل هذا المشكل فإن المسيح الغصن هو ذو طبيعتين إله تام وإنسان تام من نسل داود من جهة الجسد وابن الله من جهة الروح (انظر رومية ١: ٣ و٤) وهو ملك ورئيس كهنة أيضاً. فكان يهوشع رمزاً إلى المسيح لكونه رئيس كهنة وكان زربابل رمزاً إلى المسيح لكونه من نسل داود وكل منهما رمز إلى الغصن.
وَتَكُونُ مَشُورَةُ ٱلسَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا (ع ١٣) أي بين يهوشع الرئيس الروحي وزربابل الرئيس السياسي لأن كلا منهما خادم للرب.
وَتَكُونُ ٱلتِّيجَانُ الخ (ع ١٤) أي بعد العمل الرمزي المذكور. والظاهر أن حالم هو حلداي وحين هو يوشيا.
ٱلْبَعِيدُونَ (ع ١٥) المشتتون في أرض بابل وغيرها ولعل الكلام يشير أيضاً إلى بعض الأمم «أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ» (أفسس ٢: ١٣) (انظر حجي ٢: ٧ وزكريا ٨: ٢٢).
وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ الخ جملة غير كاملة. في الترجمة اليسوعية وغيرها وسيكون ذلك إن كنتم تسمعون صوت الرب إلهكم سماعاً. وربما تكون الإشارة إلى بركات عظيمة موعود بها لا توصف ولا يعبر عنها.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ


١ - ٣ «١ وَكَانَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِدَارِيُوسَ ٱلْمَلِكِ أَنَّ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ صَارَ إِلَى زَكَرِيَّا فِي ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ فِي كِسْلُو، ٢ لَمَّا أَرْسَلَ أَهْلُ بَيْتِ إِيلَ شَرَاصَرَ وَرَجَمَ مَلِكَ وَرِجَالَهُمْ لِيُصَلُّوا قُدَّامَ ٱلرَّبِّ ٣ وَلِيَسْأَلُوا ٱلْكَهَنَةَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ وَٱلأَنْبِيَاءَ: أَأَبْكِي فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ مُنْفَصِلاً كَمَا فَعَلْتُ كَمْ مِنَ ٱلسِّنِينَ هٰذِهِ؟».
ص ١: ١ و٧ وعزرا ٦: ١٤ و١٥ وحجي ٢: ١٠ و٢٠ نحميا ١: ١ ص ٨: ٢١ و١ملوك ١٣: ٦ وإرميا ٢٦: ١٩ عزرا ٣: ١٠ - ١٢ ص ٨: ١٩ و٢ملوك ٢٥: ٨ و٩ وإرميا ٥٢: ١٢ - ١٤ ص ١٢: ١٢ - ١٤
في السنة الرابعة أي بعد الرؤى بنحو سنتين وقبلما انتهى بناء الهيكل بسنتين.
كِسْلُو شهر كانون الأول.
أَهْلُ بَيْتِ إِيلَ (ع ٢) (انظر عزرا ٢: ٨) لما رجع اليهود من السبي رجع كل واحد إلى المكان الذي كان منه أصلاً. وبعد السبي لم يكن انفصال بين يهوذا وإسرائيل فأرسل أهل بيت إيل إلى أورشليم ليسألوا الكهنة في بيت الرب مع أن بيت إيل كان في القديم مركز عبادة صنمية وكان حضور إسرائيل إلى أورشليم ممنوعاً حسب أمر الملك يربعام. وأسماء هؤلاء الرسل من لغة بابل ولعلهم مولودون في بابل.
أَأَبْكِي (ع ٣) يتكلم الشعب كمتكلم مفرد.
ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ في ٨: ١٩ ذكر أربعة أصوام (١) الشهر العاشر في السنة التاسعة لملك صدقيا ملك يهوذا لأن في هذا الشهر دخلت المدينة تحت الحصار (إرميا ٣٩: ١) (٢) الشهر الرابع الذي فيه في السنة الحادية عشرة ثغرت المدينة ودخل الكلدانيون (انظر إرميا ٣٩: ٢) (٣) الشهر الخامس الذي فيه أحرق الكلدانيون بيت الرب وهدموا أسوار المدينة (انظر ٢ملوك ٢٥: ٩) (٤) الشهر السابع الذي فيه قُتل جدليا الذي كان ملك بابل أقامه رئيساً على الأرض. وحفظ هذه الأصوام كان من فرائض اليهود وليس من وصايا الله فإنه لا يوجد في شريعة الرب أمر بصوم إلا يوم الكفارة (انظر لاويين ٢٣: ٢٦ الخ) ولعلهم ظنوا أن الحزن على احتراق الهيكل الأول ليس بأمر واجب بعدما كانوا ابتدأوا ببناء الهيكل الجديد.
٤ - ٧ «٤ ثُمَّ صَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ: ٥ اِسْأَلْ جَمِيعِ شَعْبِ ٱلأَرْضِ وَٱلْكَهَنَةِ: لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ وَٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، وَذَلِكَ هٰذِهِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً، فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْماً لِي أَنَا؟ ٦ وَلَمَّا أَكَلْتُمْ وَلَمَّا شَرِبْتُمْ، أَفَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمُ ٱلآكِلِينَ وَأَنْتُمُ ٱلشَّارِبِينَ؟ ٧ أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ، حِينَ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مَعْمُورَةً وَمُسْتَرِيحَةً، وَمُدُنُهَا حَوْلَهَا وَٱلْجَنُوبُ وَٱلسَّهْلُ مَعْمُورَيْنِ؟».
٨: ١٩ إرميا ٤١: ١ - ٣ إشعياء ١: ١١ و١٢ و٥٨: ٥ ص ١: ٤ وإشعياء ١: ١٦ - ٢٠ وإرميا ٧: ٥ و٢٣ إرميا ٢٢: ٢١ إرميا ١٣: ١٩ و٣٢: ٤٤
كان جواب الرب لجميع شعب الأرض وليس لأهل بيت إيل فقط. وحسب الظاهر كانوا مستحقين المدح لأنهم طلبوا أن يعرفوا إرادة الرب وسألوا الكهنة في بيت الله في أورشليم. ولكن الرب يعرف الغايات السرية.
هٰذِهِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً (ع ٥) مدة السبي كلها وأما الأصوام المذكورة فلعلها لم تُحفظ من أول هذه المدة.
فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْماً لِي أَنَا وهذا السؤال يفيد (١) إن صومهم كان من أنفسهم وليس بأمر الرب (٢) إن الله ليس محتاجاً إلى شيء فإذا صاموا لا ينتفع وإذا أكلوا لا يخسر فلا يجب أن يظنوا أنهم بصومهم جعلوه مديوناً لهم.
ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ (ع ٧) أي الذين تنبأوا قبل السبي. فلا يحتاجون إلى إعلان جديد لأن الله كان علمهم منذ القديم بألفاظ واضحة كل الواجبات المطلوبة منهم. انظر قول إبراهيم للغني في الهاوية الذي طلب منه أن يرسل لعازر لإخوته «عِنْدَهُمْ مُوسَى وَٱلأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ» (لوقا ١٦: ٢٩).
حِينَ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مَعْمُورَةً ذكرهم تلك الأيام القديمة لكي يقابلوها بالضيقات التي أصابتهم لأنهم أبوا أن يسمعوا كلام الأنبياء؟ الجنوب والسهل هما أرض يهوذا من أورشليم وصاعداً إلى جهة الجنوب (انظر يشوع ١٥: ٣٣ و٤٨).
٨ - ١٤ «٨ وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا: ٩ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: ٱقْضُوا قَضَاءَ ٱلْحَقِّ، وَٱعْمَلُوا إِحْسَاناً وَرَحْمَةً، كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. ١٠ وَلاَ تَظْلِمُوا ٱلأَرْمَلَةَ وَلاَ ٱلْيَتِيمَ وَلاَ ٱلْغَرِيبَ وَلاَ ٱلْفَقِيرَ، وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرّاً عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِهِ. ١١ فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطُوا كَتِفاً مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ. ١٢ بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا ٱلشَّرِيعَةَ وَٱلْكَلاَمَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ. ١٣ فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا، كَذٰلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. ١٤ وَأَعْصِفُهُمْ إِلَى كُلِّ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوهُمْ. فَخَرِبَتِ ٱلأَرْضُ وَرَاءَهُمْ، لاَ ذَاهِبَ وَلاَ آئِبَ. فَجَعَلُوا ٱلأَرْضَ ٱلْبَهِجَةَ خَرَاباً».
ص ٨: ١٦ وحزقيال ١٨: ٨ و٤٥: ٩ و٢صموئيل ٩: ٧ وأيوب ٦: ١٤ وميخا ٦: ٨ خروج ٢٢: ٢٢ ومزمور ٧٢: ٤ وإرميا ٧: ٦ ص ٨: ١٧ ومزمور ٢١: ١١ وميخا ٢: ١ إرميا ٥: ٣ و٨: ٥ و١١: ١٠ إرميا ٧: ٢٦ و١٧: ٢٣ مزمور ٥٨: ٤ وإرميا ٥: ٢١ و٢أيام ٣٦: ١٣ وحزقيال ٢: ٤ و٣: ٧ - ٩ ع ٧ نحميا ٩: ٣٠ و٢أيام ٣٦: ١٦ ودانيال ٩: ١١ و١٢ إرميا ١١: ١٠ و١٤ و١٤: ١٢ أمثال ١: ٢٤ - ٢٨ وإشعياء ١: ١٥ تثنية ٤: ٢٧ و٢٨: ٦٤ إرميا ٢٣: ١٩ إرميا ٤٤: ٦ إشعياء ٦٠: ١٥ إرميا ١٢: ١٠
في هذه الآيات يذكرهم النبي أن الرب سكب كنار غيظه على آبائهم (انظر مراثي ٢: ١ - ٢٠) بسبب خطاياهم ومن تلك الخطايا خطية الظلم فإن الرب يعتني عناية خصوصية بالفقير والأرملة واليتيم والغريب ويغتاظ غيظاً شديداً من كل من يظلمهم. انظر أقوال الأنبياء الكثيرة في هذا الموضوع (إشعياء ١: ١٧ و٢٣ وهوشع ٦: ٦ وعاموس ٨: ٤ - ٦ وخروج ٢٢: ٢١ - ٢٧ ولاويين ١٩: ١٣ و٣٣ و٣٤ وتثنية ٢٤: ١٤ - ٢٣).
وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا: هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ يُظن أن هذه الجملة جملة معترضة وسياق الكلام كما يأتي (ع ٧ - ٩) «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلأَوَّلِينَ، حِينَ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مَعْمُورَةً وَمُسْتَرِيحَةً، وَمُدُنُهَا حَوْلَهَا وَٱلْجَنُوبُ وَٱلسَّهْلُ مَعْمُورَيْنِ... ٱقْضُوا قَضَاءَ ٱلْحَقِّ، وَٱعْمَلُوا إِحْسَاناً الخ».
كَتِفاً مُعَانِدَةً (ع ١١) كثور لا يقبل النير (انظر إرميا ٧: ٢٤ وهوشع ٤: ١٦).
جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً (ع ١٢) لم يؤثر فيهم كلام الرب (انظر حزقيال ١١: ١٩).
وَأَعْصِفُهُمْ إِلَى كُلِّ ٱلأُمَمِ (ع ١٤) كلام الرب للآباء بيد الأنبياء الأولين.
فَخَرِبَتِ ٱلأَرْضُ كلام زكريا فيه بيّن لهم عقاب عصيان الآباء.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ


١ - ٣ «١ وَكَانَ كَلاَمُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ: ٢ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً، وَبِسَخَطٍ عَظِيمٍ غِرْتُ عَلَيْهَا. ٣ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى صِهْيَوْنَ وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ، فَتُدْعَى أُورُشَلِيمُ مَدِينَةَ ٱلْحَقِّ، وَجَبَلُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ ٱلْجَبَلَ ٱلْمُقَدَّسَ».
ص ١: ١٤ ص ١: ١٦ ص ٢: ١٠ و١١ ع ١٦ و١٩ إرميا ٣١: ٢٣
انظر ١: ٤ - ١٧ المواعيد والتعزية في هذا الأصحاح تتبع المواعيد والإنذار في الأصحاح السابق وعلى كل راعي نفوس أن يُظهر غضب الله على الخطية ويُظهر أيضاً محبة الله ورحمته.
تأتي العبارة «رب الجنود» عشر مرات في هذا الأصحاح وتكرارها وذكر الواجبات البسيطة والمعلومة مما يزيد تأثير الكلام في قلوب السامعين.
غَيْرَةً عَظِيمَةً (ع ٢) تظهر الغيرة الصالحة من جهتين (١) الكراهة الشديدة للشر (٢) المحبة الشديدة للخير.
قَدْ رَجَعْتُ إِلَى صِهْيَوْنَ (ع ٣) كان الرب تركها زماناً لما سلّمها للسبي فرجع وسكن في وسطها وبما أنه في وسطها تكون صهيون مدينة الحق وجبلاً مقدساً فإن الرب إله حق فيطلب الحق من خائفيه. والحق المطلوب من الإنسان نحو الله هو العبادة من قلب مخلص والحق المطلوب نحو الإنسان هو الكلام الصادق والسلوك الطاهر والعدل والرحمة في العمل.
٤، ٥ «٤ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: سَيَجْلِسُ بَعْدُ ٱلشُّيُوخُ وَٱلشَّيْخَاتُ فِي أَسْوَاقِ أُورُشَلِيمَ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَصَاهُ بِيَدِهِ مِنْ كَثْرَةِ ٱلأَيَّامِ. ٥ وَتَمْتَلِئُ أَسْوَاقُ ٱلْمَدِينَةِ مِنَ ٱلصِّبْيَانِ وَٱلْبَنَاتِ لاَعِبِينَ فِي أَسْوَاقِهَا».
إشعياء ٦٥: ٢٠ إرميا ٣٠: ١٩ و٢٠ و٣١: ١٢ و١٣
وجود شيوخ وشيخات في أسواق أورشليم ووجود أولاد صبياناً وبنات يلعبون في الأسواق دليل على الراحة والأمان. والديانة الحقيقية تعلم الشفقة على الضعفاء كالشيوخ والنساء والأولاد. وتمت هذه النبوة جزئياً في أيام زربابل وتتم تماماً في ملكوت المسيح. والعمر الطويل من البركات المشتهاة والموعود بها في العهد القديم والديانة الحقيقية مما يُطيل الأعمار كما أن الخطية تقصرها غير أنه في بعض الأحوال يتمجد الله بموت أتقيائه فلهم الموت أفضل من حياة طويلة كانتقال أخنوخ وموت يوحنا المعمدان وموت يعقوب الرسول وموت الشهيد استفانوس.
٦ - ٨ «٦ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: إِنْ يَكُنْ ذٰلِكَ عَجِيباً فِي أَعْيُنِ بَقِيَّةِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ فِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ، أَفَيَكُونُ أَيْضاً عَجِيباً فِي عَيْنَيَّ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ؟ ٧ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هَئَنَذَا أُخَلِّصُ شَعْبِي مِنْ أَرْضِ ٱلْمَشْرِقِ وَمِنْ أَرْضِ مَغْرِبِ ٱلشَّمْسِ. ٨ وَآتِي بِهِمْ فَيَسْكُنُونَ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلٰهاً بِٱلْحَقِّ وَٱلْبِرِّ».
مزمور ١١٨: ٢٣ و١٢٦: ١ - ٣ إرميا ٣٢: ١٧ و٢٧ مزمور ١٠٧: ٣ وإشعياء ١١: ١١ و٢٧: ١٢ و١٣ و٤٣: ٥ ص ١٠: ١٠ وصفنيا ٣: ٢٠ إرميا ٣: ١٧ وحزقيال ٣٧: ٢٥ ص ٢: ١١ وحزقيال ١١: ٢٠ و٣٦: ٢٨
بَقِيَّةِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ أي الذين رجعوا من بابل وهم قليلو العدد بالنسبة إلى الذين ذهبوا إلى السبي.
أَفَيَكُونُ أَيْضاً عَجِيباً فِي عَيْنَيَّ لا شيء من مواعيد الله مستحيل أو عجيب في عينيه ولو كان عجيباً في أعيننا.
مِنْ أَرْضِ ٱلْمَشْرِقِ وَمِنْ أَرْضِ مَغْرِبِ ٱلشَّمْسِ (ع ٧) أي يخلّص شعبه المشتتين في الأرض كلها.
يَكُونُونَ لِي شَعْباً، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلٰهاً بِٱلْحَقِّ وَٱلْبِرِّ (ع ٨) كلام الله كله حق وأعماله لشعبه كلها بالبر. ولكونهم شعبه يكونون صادقين في كلامهم ومخلصين في محبتهم وعبادتهم وأبراراً في أعمالهم بعضهم لبعض ولا سيما للفقراء والضعفاء.
٩ - ١٣ «٩ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: لِتَتَشَدَّدْ أَيْدِيكُمْ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ مِنْ أَفْوَاهِ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِي كَانَ يَوْمَ أُسِّسَ بَيْتُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. ١٠ لأَنَّهُ قَبْلَ هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ لَمْ تَكُنْ لِلإِنْسَانِ أُجْرَةٌ وَلاَ لِلْبَهِيمَةِ أُجْرَةٌ، وَلاَ سَلاَمٌ لِمَنْ خَرَجَ أَوْ دَخَلَ مِنْ قِبَلِ ٱلضِّيقِ. وَأَطْلَقْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ ٱلرَّجُلَ عَلَى قَرِيبِهِ. ١١ أَمَّا ٱلآنَ فَلاَ أَكُونُ أَنَا لِبَقِيَّةِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ كَمَا فِي ٱلأَيَّامِ ٱلأُولَى: يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، ١٢ بَلْ زَرْعُ ٱلسَّلاَمِ. ٱلْكَرْمُ يُعْطِي ثَمَرَهُ، وَٱلأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا، وَٱلسَّمَاوَاتُ تُعْطِي نَدَاهَا، وَأُمَلِّكُ بَقِيَّةَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ هٰذِهِ كُلَّهَا. ١٣ وَيَكُونُ كَمَا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ لَعْنَةً بَيْنَ ٱلأُمَمِ يَا بَيْتَ يَهُوذَا وَيَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، كَذٰلِكَ أُخَلِّصُكُمْ فَتَكُونُونَ بَرَكَةً فَلاَ تَخَافُوا. لِتَتَشَدَّدْ أَيْدِيكُمْ».
١ايام ٢٢: ١٣ وإشعياء ٣٥: ٤ وحجي ٢: ٤ عزرا ٥: ١ و٦: ١٤ حجي ٢: ١٥ - ١٩ و٢أيام ١٥: ٥ إشعياء ١٩: ٢ وعاموس ٣: ٦ و٩: ٤ مزمور ١٠٣: ٩ وإشعياء ١٢: ١ وحجي ٢: ١٩ لاويين ٢٦: ٣ - ٦ ومزمور ٦٧: ٦ وأمثال ٣: ٩ و١٠ وإشعياء ٣٠: ٢٣ وهوشع ٢: ٢١ - ٢٣ تكوين ٢٧: ٢٨ وتثنية ٣٣: ١٣ و٢٨ وهوشع ١٣: ٣ إشعياء ٦١: ٧ وعوبديا ١٧ إرميا ٢٩: ١٨ ودانيال ٩: ١١ ص ١٤: ١١ ومزمور ٧٢: ١٧ وإشعياء ١٩: ٢٤ و٢٥ وحزقيال ٣٤: ٢٦ ع ٩
مِنْ أَفْوَاهِ ٱلأَنْبِيَاءِ إشارة إلى حجي وزكريا (عزرا ٥: ١ و٦: ١٤) وربما أنبياء غيرهما.
لَمْ تَكُنْ لِلإِنْسَانِ أُجْرَةٌ (ع ١٠) انظر حجي ١: ٦ و٢: ١٦. لم يكن للناس ولا للبهائم ما يعوض على تعبهم.
وَلاَ سَلاَمٌ لِمَنْ خَرَجَ (انظر قضاة ٥: ٦) «ٱسْتَرَاحَتِ ٱلطُّرُقُ، وَعَابِرُو ٱلسُّبُلِ سَارُوا فِي مَسَالِكَ مُعْوَجَّةٍ» (انظر نحميا ص ٥).
وَأَطْلَقْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ ٱلرَّجُلَ عَلَى قَرِيبِهِ تركهم الرب ليعملوا كما أرادوا أعمال الظلم والتشويش.
بَلْ زَرْعُ ٱلسَّلاَمِ (ع ١٢) أي الكرم وهو زرع السلام لأنه لا يعطي ثمره لأصحابه في أيام الحرب والفوضى (إشعياء ٢٤: ٧) «نَاحَ ٱلْمِسْطَارُ. ذَبُلَتِ ٱلْكَرْمَةُ. أَنَّ كُلُّ مَسْرُورِي ٱلْقُلُوبِ» وأما في أيام السلام «يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ ٱلْكَرْمَةَ وَتَحْتَ ٱلتِّينَةِ» (زكريا ٣: ١٠).
وَأُمَلِّكُ بَقِيَّةَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ هٰذِهِ كُلَّهَا استؤمن اليهود على أقوال الله (رومية ٣: ٢) وهذه الأقوال امتدت في كل العالم وستمتد أكثر وأكثر «مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ ٱلشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ» (إشعياء ٢: ٣) ولكن لا تصعد الشعوب إلى أورشليم حقيقة ولا يرتفع جبل بيت الرب في رأس الجبال حقيقة ولا يتمسكون بذيل رجل يهودي حقيقة - قال يسوع للسامرية «لاَ فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ... ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ» (يوحنا ٤: ٢١ و٢٣).
كَمَا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ لَعْنَةً (ع ١٣) كما تم الوعيد (انظر إرميا ٢٩: ١٨) هكذا يتم الوعد أيضاً وكما كان تأديبهم أمراً مشهوراً عند كل ممالك العالم هكذا يكون رجوعهم أيضاً. كان الأمم يلعنون قائلين ليكن كيهودي ولكن قال الرب إن الأمر يكون بالعكس فيباركون قائلين ليكن كيهودي (انظر تكوين ٤٨: ٢٠).
١٤، ١٥ «١٤ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: كَمَا أَنِّي فَكَّرْتُ فِي أَنْ أُسِيءَ إِلَيْكُمْ حِينَ أَغْضَبَنِي آبَاؤُكُمْ، وَلَمْ أَنْدَمْ ١٥ هٰكَذَا عُدْتُ وَفَكَّرْتُ فِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ فِي أَنْ أُحْسِنَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَيْتَ يَهُوذَا. لاَ تَخَافُوا».
إرميا ٣١: ٢٨ إرميا ٤: ٢٨ وحزقيال ٢٤: ١٤ إرميا ٢٩: ١١ وميخا ٧: ١٨ - ٢٠ ع ١٣
الله لم يندم لما أدّب شعبه ولا يندم من جهة مواعيده.
١٦، ١٧ «١٦ هٰذِهِ هِيَ ٱلأُمُورُ ٱلَّتِي تَفْعَلُونَهَا. لِيُكَلِّمْ كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ بِٱلْحَقِّ. ٱقْضُوا بِٱلْحَقِّ وَقَضَاءِ ٱلسَّلاَمِ فِي أَبْوَابِكُمْ. ١٧ وَلاَ يُفَكِّرَنَّ أَحَدٌ فِي ٱلسُّوءِ عَلَى قَرِيبِهِ فِي قُلُوبِكُمْ. وَلاَ تُحِبُّوا يَمِينَ ٱلزُّورِ. لأَنَّ هٰذِهِ جَمِيعَهَا أَكْرَهُهَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
ع ٣ ومزمور ١٥: ٢ وأمثال ١٢: ١٧ - ١٩ ص ٧: ٩ وإشعياء ٩: ٧ و١١: ٤ و٥ وعاموس ٥: ١٥ و٢٤ ص ٧: ١٠ وأمثال ٣: ٢٩ وإرميا ٤: ١٤ ص ٥: ٤ وملاخي ٣: ٥ أمثال ٦: ١٦ - ١٩ وحبقوق ١: ١٣
هٰذِهِ هِيَ ٱلأُمُورُ ٱلَّتِي تَفْعَلُونَهَا وهذا القول يفيد (١) إن المواعيد تحت شرط الطاعة وحفظ وصايا الله (٢) إنهم سيفعلون هذه الأمور لأن الله سيجعل شريعته في داخلهم ويكتبها على قلوبهم (إرميا ٣١: ٣٣) والظاهر أن اليهود بعد السبي كانوا يميلون إلى الكذب والظلم وما أشبههما من الخطايا المتعلقة بالتجارة ولكنهم لم يعودوا يعبدون أصناماً.
١٨ - ٢٣ «١٨ وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ: ١٩ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ ٱلشَّهْرِ ٱلرَّابِعِ وَصَوْمَ ٱلْخَامِسِ وَصَوْمَ ٱلسَّابِعِ وَصَوْمَ ٱلْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ٱبْتِهَاجاً وَفَرَحاً وَأَعْيَاداً طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا ٱلْحَقَّ وَٱلسَّلاَمَ. ٢٠ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: سَيَأْتِي شُعُوبٌ بَعْدُ وَسُكَّانُ مُدُنٍ كَثِيرَةٍ. ٢١ وَسُكَّانُ وَاحِدَةٍ يَسِيرُونَ إِلَى أُخْرَى قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ ذَهَاباً لِنَتَرَضَّى وَجْهَ ٱلرَّبِّ وَنَطْلُبَ رَبَّ ٱلْجُنُودِ. أَنَا أَيْضاً أَذْهَبُ. ٢٢ فَتَأْتِي شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَأُمَمٌ قَوِيَّةٌ لِيَطْلُبُوا رَبَّ ٱلْجُنُودِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَلْيَتَرَضَّوْا وَجْهَ ٱلرَّبِّ. ٢٣ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ يُمْسِكُ عَشَرَةُ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ أَلْسِنَةِ ٱلأُمَمِ، يَتَمَسَّكُونَ بِذَيْلِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ مَعَكُمْ لأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ».
ص ٧: ٣ و٥ و٢ملوك ٢٥: ٣ و٤ وإرميا ٣٩: ٢ ص ٧: ٣ ص ٧: ٥ و٢ملوك ٢٥: ٢٥ إرميا ٥٢: ٤ مزمور ٣٠: ١١ وإشعياء ١٢: ١ ع ١٦ ولوقا ١: ٧٤ و٧٥ ص ٢: ١١ و١٤: ١٦ ومزمور ١١٧: ١ وإرميا ١٦: ١٩ وميخا ٤: ٢ و٣ ص ٧: ٢ إشعياء ٢: ٢ و٣ و٢٥: ٧ و٤٩: ٦ و٢٢ و٢٣ و٦٠: ٣ - ١٢ ع ٢١ إشعياء ٤٥: ١٤ و٢٤ و٦٠: ١٤
رجع النبي إلى موضوع الصوم (انظر ٧: ٣). وقول الرب هنا أن أيام الصوم تتحول إلى أيام فرح.
سَيَأْتِي شُعُوبٌ (ع ٢٠) نبوة بانضمام الأمم.
وَسُكَّانُ وَاحِدَةٍ (ع ٢١) أي مدينة واحدة.
قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ (انظر إشعياء ٢: ٢ - ٤).
عَشَرَةُ رِجَالٍ (ع ٢٣) أي رجال كثيرون.
بِذَيْلِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ النبي يصوّر يهودياً مسافراً إلى أورشليم ليحضر عيداً ويترجاه كثيرون من الأمم أن يسمح لهم أن يذهبوا معه لأنهم يعتقدون أن الله معه. وتشير هذه النبوة إلى مقام الكنيسة المسيحية في العالم وتأثير كلامها وقدوتها وانضمام الأمم إليها.
للوعاظ
ع ٢١ «أنا أيضاً أذهب» (١) لاحظ كلمة «أنا» فإن الدين للناس أفراداً فلا يخلص إنسان لكونه ابن فلان ولا لكونه من الطائفة الفلانية لأن الله ينظر إلى قلب كل واحد وسلوك كل واحد (٢) لاحظ كلمة «اذهب» لأن الدين ليس بالاعتقاد فقط ولا بالحواس فقط بل بالعمل والسلوك (٣) لاحظ كلمة «أيضاً» لأن الإنسان لا يذهب وحده بل يرافق إخوته المؤمنين ويتحد معهم بالاجتماعات والصلوات والخدمة (٤) لاحظ إلى أين يذهب أي إلى أورشليم وإلى أورشليم السماوية وهو تارك حياته القديمة وقاصد حياة جديدة على الأرض وحياة أبدية في السماء.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ


يقسم هذا السفر إلى قسمين الأول (ص ١ - ٨) والثاني (ص ٩ - ١٤) ولا يخفى على كل من يمعن النظر في هذا السفر أن القسم الثاني يختلف اختلافاً واضحاً عن القسم الأول فإن القسم الأول يوافق أحوال اليهود في زمان تجديد الهيكل وخدمته وفيه تحريض على العمل والإنذار والتشجيع. وأما القسم الثاني فلا يوجد فيه ذكر زربابل ولا يشوع ولا ملاك يكلم النبي ولا سني مُلك داريوس ويذكر دمشق وصور وصيدا والفلسطينيين وأيام المسيح الآتي ونجاة أورشليم ومجدها الأخير. فيقول البعض أن القسم الثاني هو تأليف نبي أو أنبياء غير زكريا ويظنون أن تاريخ هذا القسم هو قبل السبي في زمان هوشع وإشعياء أو في أول السبي في زمان إرميا ويقول غيرهم أن تاريخه هو في آخر القرن الرابع ق م.
وتقليد اليهود والكنيسة على مدة نحو ١٦٠٠ سنة هو أن السفر كله لزكريا. فلا يمكننا الحكم في هذا الأمر ومن جهة وحي السفر وفوائده لا فرق إذا قلنا إنه كله من زكريا أو قلنا إن الذين جمعوا الأسفار القانونية أضافوا إلى نبوة زكريا نبوات أخرى وعنونوا الكل باسم زكريا.
١ - ٨ «١ وَحْيُ كَلِمَةِ ٱلرَّبِّ فِي أَرْضِ حَدْرَاخَ وَدِمَشْقَ مَحَلُّهُ. (لأَنَّ لِلرَّبِّ عَيْنَ ٱلإِنْسَانِ وَكُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ). ٢ وَحَمَاةُ أَيْضاً تُتَاخِمُهَا، وَصُورُ وَصَيْدُونُ وَإِنْ تَكُنْ حَكِيمَةً جِدّاً. ٣ وَقَدْ بَنَتْ صُورُ حِصْناً لِنَفْسِهَا، وَكَوَّمَتِ ٱلْفِضَّةَ كَٱلتُّرَابِ وَٱلذَّهَبَ كَطِينِ ٱلأَسْوَاقِ. ٤ هُوَذَا ٱلسَّيِّدُ يَمْتَلِكُهَا وَيَضْرِبُ فِي ٱلْبَحْرِ قُوَّتَهَا، وَهِيَ تُؤْكَلُ بِٱلنَّارِ. ٥ تَرَى أَشْقَلُونُ فَتَخَافُ، وَغَزَّةُ فَتَتَوَجَّعُ جِدّاً، وَعَقْرُونُ. لأَنَّهُ يُخْزِيهَا ٱنْتِظَارُهَا، وَٱلْمَلِكُ يَبِيدُ مِنْ غَزَّةَ، وَأَشْقَلُونُ لاَ تُسْكَنُ. ٦ وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ، وَأَقْطَعُ كِبْرِيَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٧ وَأَنْزِعُ دِمَاءَهُ مِنْ فَمِهِ وَرِجْسَهُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ، فَيَبْقَى هُوَ أَيْضاً لإِلٰهِنَا، وَيَكُونُ كَأَمِيرٍ فِي يَهُوذَا، وَعَقْرُونُ كَيَبُوسِيٍّ. ٨ وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي بِسَبَبِ ٱلْجَيْشِ ٱلذَّاهِبِ وَٱلآئِبِ، فَلاَ يَعْبُرُ عَلَيْهِمْ بَعْدُ جَابِي ٱلْجِزْيَةِ. فَإِنِّي ٱلآنَ رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ».
إشعياء ١٧: ١ إرميا ٤٩: ٢٣ حزقيال ٢٨: ٣ - ٥ و١٢ حزقيال ٢٨: ٢١ يشوع ١٩: ٢٩ و٢صموئيل ٢٤: ٧ أيوب ٢٧: ١٦ وحزقيال ٢٧: ٣٣ و٢٨: ٤ و٥ و١ملوك ١٠: ٢١ و٢٧ حزقيال ٢٦: ٣ - ٥ حزقيال ٢٨: ١٨ عاموس ١: ٦ - ٨ وصفنيا ٢: ٤ و٥ حزقيال ٢٥: ١٥ - ١٧ ص ٢: ٥ إشعياء ٥٢: ١ ويوئيل ٣: ١٧ إشعياء ٥٤: ١٤ و٦٠: ١٨
وَحْيُ كَلِمَةِ ٱلرَّبِّ وهنا كلمة غضب ودمار كما في إشعياء ٩: ٨ «أَرْسَلَ ٱلرَّبُّ قَوْلاً فِي يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ». وكلمة الغضب هي على أعداء شعب الله ويليها تعزية وتشجيع ببيان سقوط الأعداء وخلاص إسرائيل بواسطة المسيح ومجدهم فيه.
حَدْرَاخَ ليست معروفة تماماً. غير أنها قريبة من دمشق وهي مذكورة بين دمشق وحماه.
مَحَلُّهُ أي محل الوحي لأن كلمة الله تحل للشر في البلدان المذكورة وتتم فيها.
لأَنَّ لِلرَّبِّ عَيْنَ ٱلإِنْسَانِ (انظر إرميا ٣٢: ١٩ و٢٠) «عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ» والقول هنا إن جميع الناس إن كانوا من إسرائيل أو من الوثنيين سينظرون إلى الرب ليروا أعماله العجيبة.
وَحَمَاةُ أَيْضاً تُتَاخِمُهَا (ع ٢) أي حماة التي على تخوم دمشق وحدراخ قريبة منهما فتشترك معهما في المصائب.
وَإِنْ تَكُنْ حَكِيمَةً جِدّاً (انظر حزقيال ٢٨: ٣ و٤) «هَا أَنْتَ أَحْكَمُ مِنْ دَانِيآلَ... بِحِكْمَتِكَ وَبِفَهْمِكَ حَصَّلْتَ لِنَفْسِكَ ثَرْوَةً». أخذ اسكندر ذو القرنين دمشق نحو السنة ٣٣٢ ق م ثم أخذ صور بعد حصار سبعة أشهر.
بَنَتْ صُورُ حِصْناً (ع ٣) كانت مدينة صور القديمة مدينتين الواحدة على البر والأخرى على جزيرة وكانت الجزيرة محصنة بأسوار علوها نحو ٧٠ ذراعاً واسكندر أولاً أخذ المدينة التي كانت بالبر وأحرقها ورمى حجارتها في البحر وعمل منها رصيفاً فاتصلت الجزيرة بالبر فأخذها وباع نحو عشرة آلاف من أهلها عبيداً.
تَرَى أَشْقَلُونُ فَتَخَافُ (ع ٥) كان انتظارها النجاة من صور وأما سقوط صور فكان لأشقلون تنبيهاً بما سيصيبها عن قريب والنبي يذكر أربعاً من مدن الفلسطينيين الخمس بترك جت ولعلها لم تقم بعدما سقطت عن يد عزيا (انظر ٢أيام ٢٦: ٦).
وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ (ع ٦) والزنيم هو الملحق بقوم ليس منهم ولا يحتاجون إليه أي تكون أشدود وغيرها من مدن الفلسطينيين تحت حكم الأجانب.
وَأَنْزِعُ دِمَاءَهُ مِنْ فَمِهِ (ع ٧) أكل اللحم مع الدم حرام عند اليهود والنبي يشير إلى العبادة الوثنية ومعنى قوله أن الرب سيبطلها.
فَيَبْقَى هُوَ أَيْضاً لإِلٰهِنَا بعد إبطال العبادة الوثنية تكون بقية من شعب الفلسطينيين تصير للرب وتنضم إلى إسرائيل ويكون الفلسطيني كواحد من بني إسرائيل ومن المحتمل أنه يتوظف بينهم فيكون أميراً. وبالكنيسة المسيحية أناس من كل مذهب ومن كل جنس ويوجد قسوس وشيوخ كانوا أصلاً من الوثنيين.
كَيَبُوسِيٍّ اليبوسيون أهل أورشليم الأصليون. أخذ داود حصتهم (انظر ٢صموئيل ٥: ٦ - ٩)
وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي بِسَبَبِ ٱلْجَيْشِ ٱلذَّاهِبِ وَٱلآئِبِ (ع ٨) إن اسكندر بعد ما أخذ صور وغزة أتى إلى أورشليم وقال يوسيفوس إن رئيس الكهنة لاقاه ومعه جميع الكهنة لابسين ثيابهم الرسمية المقدسة وعلى عمامة رئيس الكهنة الصفيحة من الذهب المكتوب عليها قدس للرب فسجد اسكندر وقال إنه رأى في حلم الإله الذي كان اسمه مكتوباً على الصفيحة ثم دخل أورشليم وقدم ذبائح وأعطى اليهود امتيازات مهمة.
وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي (ع ٨) الهيكل في أورشليم.
ٱلْجَيْشِ ٱلذَّاهِبِ وَٱلآئِبِ جيش اسكندر الذي ذهب إلى مصر ورجع.
ٱلآنَ رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ كل ما صار كان بعناية الله فإنه رأى أعمال الأمم الظالمة ورأى ضيق شعبه. جازى شعبه ولكنه لم يجازه حسب آثامهم وطيّب قلوبهم وناداهم بأن جهادهم قد كمل.
٩ - ١٧ «٩ اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ. ١٠ وَأَقْطَعُ ٱلْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَٱلْفَرَسَ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ ٱلْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِٱلسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلأَرْضِ. ١١ وَأَنْتِ أَيْضاً فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ مِنَ ٱلْجُبِّ ٱلَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ. ١٢ ٱرْجِعُوا إِلَى ٱلْحِصْنِ يَا أَسْرَى ٱلرَّجَاءِ. ٱلْيَوْمَ أَيْضاً أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ. ١٣ لأَنِّي أَوْتَرْتُ يَهُوذَا لِنَفْسِي، وَمَلَأْتُ ٱلْقَوْسَ أَفْرَايِمَ، وَأَنْهَضْتُ أَبْنَاءَكِ يَا صِهْيَوْنُ عَلَى بَنِيكِ يَا يَاوَانُ، وَجَعَلْتُكِ كَسَيْفِ جَبَّارٍ. ١٤ وَيُرَى ٱلرَّبُّ فَوْقَهُمْ وَسَهْمُهُ يَخْرُجُ كَٱلْبَرْقِ، وَٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَنْفُخُ فِي ٱلْبُوقِ وَيَسِيرُ فِي زَوَابِعِ ٱلْجَنُوبِ. ١٥ رَبُّ ٱلْجُنُودِ يُحَامِي عَنْهُمْ فَيَأْكُلُونَ وَيَدُوسُونَ حِجَارَةَ ٱلْمِقْلاَعِ، وَيَشْرَبُونَ وَيَضِجُّونَ كَمَا مِنَ ٱلْخَمْرِ، وَيَمْتَلِئُونَ كَٱلْمَنْضَحِ وَكَزَوَايَا ٱلْمَذْبَحِ. ١٦ وَيُخَلِّصُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. كَقَطِيعٍ شَعْبَهُ، بَلْ كَحِجَارَةِ ٱلتَّاجِ مَرْفُوعَةً عَلَى أَرْضِهِ. ١٧ مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ! اَلْحِنْطَةُ تُنْمِي ٱلْفِتْيَانَ، وَٱلْمِسْطَارُ ٱلْعَذَارَى».
ص ٢: ١٠ وصفنيا ٣: ١٤ و١٥ مزمور ١١: ١ وإشعياء ٩: ٦ و٧ وإرميا ٢٣: ٥ و٦ ومتّى ٢١: ٥ ويوحنا ١٢: ١٥ صفنيا ٣: ٥ إشعياء ٤٣: ٣ و١١ إشعياء ٥٧: ١٥ هوشع ١: ٧ و٢: ١٨ وحجي ٢: ٢٢ ميخا ٥: ١٠ هوشع ٢: ١٨ إشعياء ٥٧: ١٩ وميخا ٤: ٢ - ٤ مزمور ٧٢: ٨ وإشعياء ٦٠: ١٢ خروج ٢٤: ٨ وعبرانيين ١٠: ٢٩ إشعياء ٢٤: ٢٢ و٥١: ١٤ إرميا ١٦: ١٩ ويوئيل ٣: ١٦ إرميا ١٤: ٨ و١٧: ١٣ وعبرانيين ٦: ١٨ و١٩ إشعياء ٦١: ٧ إرميا ٥١: ٢٠ يوئيل ٣: ٦ مزمور ٤٥: ٣ وإشعياء ٤٩: ٢ ص ٢: ٥ إشعياء ٣١: ٥ مزمور ١٨: ١٤ وحبقوق ٣: ١١ إشعياء ٢٧: ١٣ إشعياء ٢١: ١ و٦٦: ١٥ ص ١٢: ٨ وإشعياء ٣٧: ٣٥ ص ١٢: ٦ أيوب ٤١: ٢٨ مزمور ٧٨: ٦٥ ص ١٤: ٢٠ خروج ٢٧: ٢ إرميا ٣١: ١٠ و١١ إشعياء ٦٢: ٣ إرميا ٣١: ١٢ و١٤ مزمور ٢٧: ٤ وإشعياء ٣٣: ١٧
يتقدم النبي إلى ذكر ملك أعظم من اسكندر سيأتي إلى أورشليم أي المسيح (انظر متّى ٢١: ٥ ويوحنا ١٢: ١٥).
اِبْتَهِجِي جِدّاً لا يليق بنا أن نبتهج بنجاح زمني كما نتبهج بالمسيح الذي يخلص إلى التمام وإلى الأبد.
مَلِكُكِ ليس ملكاً أجنبياً كاسكندر بل ملكهم الخاص من نسل داود ومسكنه بينهم يحبهم ويعتني بهم عناية خصوصية وهو الملك الموعود به والمنتظر منذ أجيال.
يَأْتِي إِلَيْكِ أتى من السماء إلى الأرض وبالجسد أتى إلى أورشليم كملك وهو ملك عادل فأتى ليبشر المساكين ويعصب منكسري القلب وملك منصور على الموت وجميع أعدائه وملك وديع راكب على حمار أي ملك السلام وليس ملك حرب. ودخول يسوع إلى أورشليم كان رمزاً إلى ملك أعظم أي بقلوب المؤمنين وبتقديسهم وخلاصهم من خطاياهم. ولا يمكن وصف ملك كهذا الملك إلا بالوحي من الروح القدس لأن كل أفكار اليهود كانت بخلاف ذلك.
وَأَقْطَعُ ٱلْمَرْكَبَةَ (ع ١٠) أي لا يتكلون على الجيش والسلاح بل على الرب ولا يحتاجون إلى سلاح لأن لا أحد يحاربهم. «ويتكلم بالسلام» أي ملكهم (ع ٩) وهو المسيح. ويكون سلطانه من البحر المتوسط إلى البحر الميت (أو البحر الأحمر) ومن نهر الفرات إلى أواسط إفريقية أي على المسكونة المعروفة كلها.
وَأَنْتِ (ع ١١) يكلم صهيون. «بدم عهدك» رش موسى دم الذبائح على الشعب علامة للعهد الذي قطعه الرب معهم في جبل سيناء (خروج ٢٤: ٣ - ٨) وكان ذلك رمزاً إلى العهد الأفضل بدم المسيح ولا يمكن أن الرب ينساه أو ينكثه. والجب أحياناً كان لجمع الماء وأحياناً لحبس أسرى أو مجرمين كإرميا (انظر إرميا ٣٧: ١٦) ودانيال (انظر دانيال ٦: ١٦) والرب وعد شعبه بأنه يُصعدهم من جب الهلاك واليأس ويأتي بهم إلى حصن الخلاص. ورجاؤهم هذا كان يقويهم على احتمال الضيقات بالصبر (انظر رومية ٥: ٣ - ٥) «عَالِمِينَ أَنَّ ٱلضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً، وَٱلصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَٱلتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَٱلرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي».
أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ (ع ١٢) (انظر إشعياء ٤٠: ٢) يكون مجدهم بالآخر بمقدار ضيقهم ضعفين.
لأَنِّي أَوْتَرْتُ يَهُوذَا (ع ١٣) يهوذا مشبه بقوس وأفرايم بسهام فالرب يستعملها في محاربة ياوان وإذا قلنا إن زكريا كتب هذا القسم من نبوته كان تاريخه قبل زمان اسكندر بمدة ١٥٠ سنة ونيف ولكن في زمان زكريا كان ما يستلفت نظر اليهود إلى اليونانيين كأعداء لهم. وفي النبوة ما لم يفهمه اليهود تماماً في أيام النبي كما أنهم لم يفهموا النبوات عن المسيح التي تمت في غلبة المسيح على جميع أعدائه وإقامة ملكوته الروحي بوسائط روحية (انظر ٢بطرس ١: ١٠ - ١٢).
وَيُرَى ٱلرَّبُّ فَوْقَهُمْ (ع ١٤) فوق شعبه كقائدهم وكمحام عنهم. وزوابع الجنوب أي كزوابع من بلاد العرب شديدة جداً.
فَيَأْكُلُونَ (ع ١٥) «كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى» (عدد ٢٣: ٢٤).
يَدُوسُونَ حِجَارَةَ ٱلْمِقْلاَعِ لا تصيبهم هذه الحجارة بل تقع على الأرض فيدوسونها.
يَضِجُّونَ يسكرون من دم القتلى كما من الخمر. والمفضح هو الكأس التي جمعوا فيها دم الذبائح ومنها نضحوا على الشعب وعلى آنية الهيكل وزوايا المذبح. وهذه التشبيهات توافق طباع الإسرائيليين في القديم وطباع الشعوب الذين في جوارهم كالأدوميين والموآبيين والعمونيين وهي تشبيهات فقط فلا نفهم حدوثها حقيقة في ملكوت المسيح.
كَقَطِيعٍ شَعْبَهُ (ع ١٦) يدل على حق الرب وهو راع صالح لهم (انظر إشعياء ٤٠: ١١).
كَحِجَارَةِ ٱلتَّاجِ مَرْفُوعَةً عَلَى أَرْضِهِ هي أرض الرب فأعطاها لشعبه إسرائيل ليسكنوا فيها. والوعد هو أن شعبه يكون مجيداً وكريماً كحجارة في تاج ملك وهذه الحجارة الكريمة مرفوعة على الأرض كراية أي الشعب يكون كراية مرفوعة فوق أرض الرب يراها جميع الأمم فيمجدون الشعب والرب الذي خلصهم.
مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ (ع ١٧) أي الشعب الذي يباركه الرب. والحنطة والمسطار كناية عن كل الخيرات الجسدية والروحية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ


١ «اُطْلُبُوا مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلْمَطَرَ فِي أَوَانِ ٱلْمَطَرِ ٱلْمُتَأَخِّرِ، فَيَصْنَعَ ٱلرَّبُّ بُرُوقاً وَيُعْطِيَهُمْ مَطَرَ ٱلْوَبْلِ. لِكُلِّ إِنْسَانٍ عُشْباً فِي ٱلْحَقْلِ».
يوئيل ٢: ٢٣ إرميا ١٠: ١٣ إشعياء ٣٠: ٢٣
كان الرب وعد شعبه ببركات كثيرة جسدية وروحية وهنا يذكرهم أن يطلبوها من الرب وليس من الأصنام ولا من العرافين. والمطر المتأخر هو المطر في آخر الربيع الذي يحفظ المزروعات من أن تيبس قبل وقت الحصاد ومطر الوبل هو المطر الغزير في فصل الشتاء الذي يروي أصول الأشجار. وللمطر نواميس معيّنة من الله ومع ذلك يجوز للإنسان بل يجب عليه أن يطلبه ولكن يجب أن يطلبه حسب مشيئة الله لأنه هو وحده يعلم ما ينفع وما يضر ويجب على الإنسان أن يستعمل وسائط كغرس الأشجار التي تكثر المطر والكتاب يوضح لنا أن الرب كثيراً ما يؤدب شعبه بحجز المطر.
٢، ٣ «٢ لأَنَّ ٱلتَّرَافِيمَ قَدْ تَكَلَّمُوا بِٱلْبَاطِلِ وَٱلْعَرَّافِيِنَ رَأَوُا ٱلْكَذِبَ وَأَخْبَرُوا بِأَحْلاَمِ كَذِبٍ. يُعَزُّونَ بِٱلْبَاطِلِ. لِذٰلِكَ رَحَلُوا كَغَنَمٍ. ذَلُّوا إِذْ لَيْسَ رَاعٍ. ٣ عَلَى ٱلرُّعَاةِ ٱشْتَعَلَ غَضَبِي فَعَاقَبْتُ ٱلأَعْتِدَةَ. لأَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ قَدْ تَعَهَّدَ قَطِيعَهُ بَيْتَ يَهُوذَا، وَجَعَلَهُمْ كَفَرَسِ جَلاَلِهِ فِي ٱلْقِتَالِ».
حزقيال ٢١: ٢١ وهوشع ٣: ٤ إرميا ٢٧: ٩ إرميا ٢٣: ٣٢ حزقيال ٣٤: ٥ و٨ و٢٥: ٣٤ - ٣٦ حزقيال ٣٤: ١٢
الترافيم هي تماثيل على صورة الإنسان أحياناً كبيرة وأحياناً صغيرة وكان مكانها الخاص في البيت كآلهة العائلة (انظر تكون ٣١: ١٩ و١صموئيل ١٩: ١٣) وكان الناس يسألونها عن أمور مستقبلة (حزقيال ٢١: ٢١) والعرافون هم الذي يدّعون بأنهم يعرفون أمورا مستقبلة ومجهولة فيعرّفوا الناس بها. كانوا يعزّون بالباطل لأن كلامهم كذب وبخيرات لا تأتي فكان الشعب كغنم بلا راع كما كانوا لما أتى المسيح (انظر متّى ٩: ٣٦). والأعتدة هم التيوس وهنا الرؤساء الأشرار أما رؤساء اليهود الأشرار أو رؤساء الأمم المتسلطون على إسرائيل. كما يفتخر المحارب بفرسه ويكرّمه ويزيّنه هكذا يفتخر الرب بشعبه ويكرمهم فالغنم المذلولون يصيرون كخيل القتال.
٤، ٥ «٤ مِنْهُ ٱلزَّاوِيَةُ. مِنْهُ ٱلْوَتَدُ. مِنْهُ قَوْسُ ٱلْقِتَالِ. مِنْهُ يَخْرُجُ كُلُّ ظَالِمٍ جَمِيعاً. ٥ وَيَكُونُونَ كَٱلْجَبَابِرَةِ ٱلدَّائِسِينَ طِينَ ٱلأَسْوَاقِ فِي ٱلْقِتَالِ، وَيُحَارِبُونَ لأَنَّ ٱلرَّبَّ مَعَهُمْ، وَٱلرَّاكِبُونَ ٱلْخَيْلَ يَخْزَوْنَ».
ص ٩: ١٠ وإرميا ٥١: ٢٠ و٢صموئيل ٢٢: ٤٣ عاموس ٢: ١٥ وحجي ٢: ٢٢
مِنْهُ أي من بيت يهوذا والزاوية إشارة إلى حاكم وإلى المسيح الذي هو حجر الزاوية وهو من يهوذا بالجسد. والمسيح هو الوتد أيضاً أي اتكال جميع الناس عليه. ومنه القوس أي القوة لمقاومة الشر. ومنه يخرج كل ظالم أي يطرد من أمامه كل الظالمين ويكون شعب الله كجبابرة لأن الرب معهم. والراكبون الخيل هم أعداء شعب الله فيخزون ويكونون كطين الأسواق.
٦، ٧ «٦ وَأُقَوِّي بَيْتَ يَهُوذَا وَأُخَلِّصُ بَيْتَ يُوسُفَ وَأُرَجِّعُهُمْ، لأَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ. وَيَكُونُونَ كَأَنِّي لَمْ أَرْفُضْهُمْ، لأَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمْ فَأُجِيبُهُمْ. ٧ وَيَكُونُ أَفْرَايِمُ كَجَبَّارٍ، وَيَفْرَحُ قَلْبُهُمْ كَأَنَّهُ بِٱلْخَمْرِ، وَيَنْظُرُ بَنُوهُمْ فَيَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُ قَلْبُهُمْ بِٱلرَّبِّ».
ع ١٢ ص ٨: ٧ و٩: ١٦ ص ٨: ٨ ص ١: ١٦ وإشعياء ٥٤: ٨ إشعياء ٥٤: ٤ ص ١٣: ٩ ص ٩: ١٣ و١٥ إشعياء ٥٤: ١٣ وحزقيال ٣٧: ٢٥
بَيْتَ يَهُوذَا بَيْتَ يُوسُفَ سيزول الاختلاف بين يهوذا ويوسف فيكونون معاً في القتال وفي الخلاص.
٨ «أَصْفِرُ لَهُمْ وَأَجْمَعُهُمْ لأَنِّي قَدْ فَدَيْتُهُمْ، وَيَكْثُرُونَ كَمَا كَثُرُوا».
إشعياء ٥: ٢٦ و٧: ١٨ و١٩ إرميا ٣٣: ٢٢ إرميا ٣٠: ٢٠ وحزقيال ٣٦: ١١
أَصْفِرُ لَهُمْ كما يصفر إنسان ليجمع نحله. ويكثرون كما كثروا في مصر (انظر خروج ١: ٧) وفي أيام سليمان (انظر ١ملوك ٤: ٢٠).
٩ - ١٢ «٩ وَأَزْرَعُهُمْ بَيْنَ ٱلشُّعُوبِ فَيَذْكُرُونَنِي فِي ٱلأَرَاضِي ٱلْبَعِيدَةِ، وَيَحْيَوْنَ مَعَ بَنِيهِمْ وَيَرْجِعُونَ. ١٠ وَأُرْجِعُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ أَشُّورَ وَآتِي بِهِمْ إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ وَلُبْنَانَ، وَلاَ يُوجَدُ لَهُمْ مَكَانٌ. ١١ وَيَعْبُرُ فِي بَحْرِ ٱلضِّيقِ، وَيَضْرِبُ ٱللُّجَجَ فِي ٱلْبَحْرِ، وَتَجِفُّ كُلُّ أَعْمَاقِ ٱلنَّهْرِ، وَتُخْفَضُ كِبْرِيَاءُ أَشُّورَ، وَيَزُولُ قَضِيبُ مِصْرَ. ١٢ وَأُقَوِّيهِمْ بِٱلرَّبِّ فَيَسْلُكُونَ بِٱسْمِهِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
١ملوك ٨: ٤٧ و٤٨ وحزقيال ٦: ٩ إشعياء ١١: ١١ إرميا ٥٠: ١٩ إشعياء ٤٩: ١٩ و٢٠ إشعياء ٥١: ٩ و١٠ إشعياء ١٩: ٥ - ٧ صفنيا ٢: ١٣ حزقيال ٣٠: ١٣ ع ٦ ميخا ٤: ٥
وَأَزْرَعُهُمْ زرعهم الرب في ممالك الأمم كبابل ومصر في القديم وفي أيامنا في كل العالم ولكن تشتتهم لم يكن للهلاك بل للنمو فكثروا. والرب يعبر بهم في بحر الضيق ويضرب اللجج كما ضرب بحر سوف ففتح لهم طريقاً لما خرجوا من مصر ولما عبروا الأردن. وتجف كل أعماق النهر كنهر الفرات الذي افتخر فيه أشور ونهر النيل الذي افتخرت فيه مصر. والكلام مجاز ومعناه أن الرب يزيل كل ما يمنع شعبه عن رجوعهم إلى بلادهم والخلاص من أعدائهم الجسديين والروحيين.
وَأُقَوِّيهِمْ بِٱلرَّبِّ (ع ١٢) كانت خطية اليهود الخصوصية الاتكال على الأصنام وعلى الأمم الوثنية ولكن سيرسل الرب روحه القدوس إلى قلوبهم فيحيون ويتركون اتكالهم الباطل ويتكلون على الرب وحده.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ


إن موضوع هذا الأصحاح أحكام الله على شعبه لرفضهم راعيهم.
١ - ٦ «١ اِفْتَحْ أَبْوَابَكَ يَا لُبْنَانُ فَتَأْكُلَ ٱلنَّارُ أَرْزَكَ. ٢ وَلْوِلْ يَا سَرْوُ لأَنَّ ٱلأَرْزَ سَقَطَ، لأَنَّ ٱلأَعِزَّاءَ قَدْ خَرِبُوا. وَلْوِلْ يَا بَلُّوطَ بَاشَانَ، لأَنَّ ٱلْوَعْرَ ٱلْمَنِيعَ قَدْ هَبَطَ. ٣ صَوْتُ وَلْوَلَةِ ٱلرُّعَاةِ، لأَنَّ فَخْرَهُمْ خَرِبَ. صَوْتُ زَمْجَرَةِ ٱلأَشْبَالِ، لأَنَّ كِبْرِيَاءَ ٱلأُرْدُنِّ خَرِبَتْ. ٤ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهِي: ٱرْعَ غَنَمَ ٱلذَّبْحِ ٥ ٱلَّذِينَ يَذْبَحُهُمْ مَالِكُوهُمْ وَلاَ يَأْثَمُونَ، وَبَائِعُوهُمْ يَقُولُونَ: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ! قَدِ ٱسْتَغْنَيْتُ. وَرُعَاتُهُمْ لاَ يُشْفِقُونَ عَلَيْهِمْ. ٦ لأَنِّي لاَ أُشْفِقُ بَعْدُ عَلَى سُكَّانِ ٱلأَرْضِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، بَلْ هَئَنَذَا مُسَلِّمٌ ٱلإِنْسَانَ كُلَّ رَجُلٍ لِيَدِ قَرِيبِهِ وَلِيَدِ مَلِكِهِ، فَيَضْرِبُونَ ٱلأَرْضَ وَلاَ أُنْقِذُ مِنْ يَدِهِمْ».
إرميا ٢٢: ٦ و٧ حزقيال ٣١: ٣ إشعياء ٢: ١٢ و١٣ و١٠: ٣٣ و٣٤ وحزقيال ١٧: ٢٤ إرميا ٢٥: ٣٤ - ٣٦ إرميا ٢: ١٥ و٥٠: ٤٤ ع ٧ ومزمور ٤٤: ٢٢ إرميا ٥٠: ٧ هوشع ١٢: ٨ و١تيموثاوس ٦: ٩ حزقيال ٣٤: ٢ و٣ إرميا ١٣: ١٤ ص ١٤: ١٣ وإشعياء ٩: ١٩ - ٢١ وميخا ٧: ٢ - ٦ مزمور ٥٠: ٢٢ وميخا ٥: ٨
أَبْوَاب لُبْنَانُ هي طرقات الجبل التي بها يدخل العدو. النبي (ع ٢) يدعو الطبيعة للويل والنوح على مصائب بني البشر وذلك باصطلاحات الشعر والأشجار العظيمة كالأرز والسرو والبلوط كناية عن عظماء من بني البشر. ويجوز أن نفهم القول حرفياً أيضاً لأن بعض أشجار لبنان قُطعت عن يد الأشوريين وغيرهم من الهاجمين على إسرائيل. والأرجح أن هذه النبوة تشير إلى خراب أورشليم بعد المسيح عن يد الرومانيين. وفخر الرعاة (ع ٣) هو مرعى غنمهم وكبرياء الأردن الغابات والأشجار الكثيفة التي فيها تختبئ الوحوش.
الرب دعى زكريا ليكون راعياً لشعبه (ع ٤) ويسميهم غنم المذبح نظراً إلى ظلم رؤسائهم. في محاصرة أورشليم من الرومانيين قُتل أكثر من ألف الف من اليهود. وفي هذه الوظيفة كان زكريا رمزاً إلى المسيح الراعي الصالح. والأرجح أن هذا كله كان في رؤيا لأن البعض من الأعمال المذكورة لا يمكن حدوثها حرفياً. ومالكوهم (ع ٥) هم الرؤساء والكهنة الظالمون والطماعون ولا يشعرون بأنهم أثموا بل يشكرون الرب على ربحهم القبيح. فقال الرب (ع ٦) لأني لا أشفق بعد على سكان الأرض. لقد أشفق عليهم بإرساله أنبياء كثيرين وبإمهاله ولكنهم رفضوه ولم يسمعوا إنذار الأنبياء. فيسلم كل رجل ليد قريبه (ع ٦) بحروب أهلية وزمان تشويش بلا حكومة ثابتة كما في السني الأخيرة من مملكة إسرائيل (انظر ٢ملوك ص ١٧) ومملكة يهوذا (انظر ٢أيام ص ٣٦) فيتعلم الشعب من الاختبار مرارة العصيان على الرب.
٧ - ٩ «٧ فَرَعَيْتُ غَنَمَ ٱلذَّبْحِ. لٰكِنَّهُمْ أَذَلُّ ٱلْغَنَمِ. وَأَخَذْتُ لِنَفْسِي عَصَوَيْنِ، فَسَمَّيْتُ ٱلْوَاحِدَةَ «نِعْمَةَ» وَسَمَّيْتُ ٱلأُخْرَى «حِبَالاً» وَرَعَيْتُ ٱلْغَنَمَ. ٨ وَأَبَدْتُ ٱلرُّعَاةَ ٱلثَّلاَثَةَ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ، وَضَاقَتْ نَفْسِي بِهِمْ، وَكَرِهَتْنِي أَيْضاً نَفْسُهُمْ. ٩ فَقُلْتُ: لاَ أَرْعَاكُمْ. مَنْ يَمُتْ فَلْيَمُتْ، وَمَنْ يُبَدْ فَلْيُبَدْ. وَٱلْبَقِيَّةُ فَلْيَأْكُلْ بَعْضُهَا لَحْمَ بَعْضٍ!».
ع ٤ إرميا ٣٩: ١٠ وصفينا ٣: ١٢ حزقيال ٣٧: ١٦ ع ١٠ ومزمور ٢٧: ٤ و٩٠: ١٧ ع ١٤ ومزمور ١٣٣: ١ وحزقيال ٣٧: ١٦ - ٢٣ هوشع ٥: ٧ إرميا ١٥: ٢
أَذَلُّ ٱلْغَنَمِ البعض يترجمون «تجار الغنم» هنا وفي ع ١١ فيكون المعنى أن النبي رعى غنم الذبح لأجل تجار الغنم أي كان كأجير للتجار في رعاية غنمهم وهذه الترجمة توافق القرينة (انظر ع ١١ و١٢) وعصا النعمة تدل على مواهب الله لشعبه ولا سيما حفظهم من أعدائهم. (هوشع ٢: ١٨) «أَقْطَعُ لَهُمْ عَهْداً فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَعَ حَيَوَانِ ٱلْبَرِّيَّةِ... وَأَكْسِرُ ٱلْقَوْسَ وَٱلسَّيْفَ وَٱلْحَرْبَ» وعصا الحبال تدل على اتحاد يهوذا وإسرائيل (انظر حزقيال ٣٧: ١٥ - ١٩).
وَأَبَدْتُ (ع ٨) المتكلم هو النبي وكلامه هو كلام الرب. والأرجح أن الرعاة الثلاثة يشيرون إلى الرتب الثلاث أي الكهنة والناموسيين والقضاة والشهر الواحد يشير على مدة قليلة من الزمان مقدارها غير مذكور. لما أتى المسيح في الجسد رفضه الكهنة والناموسيين والقضاة فقال عليهم الويلات المذكورة في (متّى ٢٣ ولوقا ١١: ٣٧ - ٥٢) وبعد صلب المسيح سقطت مدينة أورشليم والهيكل والنظام القديم ولعل النبوة تمت جزئياً في ملوك يهوذا الثلاثة الذين سقطوا عن يد نبوخذناصر في سني مملكة يهوذا الأخيرة (انظر ٢أيام ٣٦: ٥ - ١٠) وتماماً لما سقطت أورشليم عن يد الرومانيين. وضاقت نفس الرب بهم مع أنه طويل الروح وكثير الرحمة. وما أعجب غباوة الشعب الذين كرهت نفسهم الرب الذي كانوا أخذوا منه كل الخيرات واختبروا محبته الفائقة وهو معلم بين ربوة. كله مشتهيات.
١٠ - ١٧ «١٠ فَأَخَذْتُ عَصَايَ «نِعْمَةَ» وَقَصَفْتُهَا لأَنْقُضَ عَهْدِي ٱلَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ كُلِّ ٱلأَسْبَاطِ. ١١ فَنُقِضَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. وَهَكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ ٱلْغَنَمِ ٱلْمُنْتَظِرُونَ لِي أَنَّهَا كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ. ١٢ فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَٱمْتَنِعُوا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. ١٣ فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: أَلْقِهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ، ٱلثَّمَنَ ٱلْكَرِيمَ ٱلَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ١٤ ثُمَّ قَصَفْتُ عَصَايَ ٱلأُخْرَى «حِبَالاً» لأَنْقُضَ ٱلإِخَاءَ بَيْنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. ١٥ فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: خُذْ لِنَفْسِكَ بَعْدُ أَدَوَاتِ رَاعٍ أَحْمَقَ، ١٦ لأَنِّي هَئَنَذَا مُقِيمٌ رَاعِياً فِي ٱلأَرْضِ لاَ يَفْتَقِدُ ٱلْمُنْقَطِعِينَ، وَلاَ يَطْلُبُ ٱلْمُنْسَاقَ، وَلاَ يَجْبُرُ ٱلْمُنْكَسِرَ، وَلاَ يُرَبِّي ٱلْقَائِمَ. وَلَكِنْ يَأْكُلُ لَحْمَ ٱلسِّمَانِ وَيَنْزِعُ أَظْلاَفَهَا. ١٧ وَيْلٌ لِلرَّاعِي ٱلْبَاطِلِ ٱلتَّارِكِ ٱلْغَنَمِ! اَلسَّيْفُ عَلَى ذِرَاعِهِ وَعَلَى عَيْنِهِ ٱلْيُمْنَى. ذِرَاعُهُ تَيْبَسُ يَبْساً وَعَيْنُهُ ٱلْيُمْنَى تَكِلُّ كُلُولاً!».
ع ٧ مزمور ٨٩: ٣٩ وإرميا ١٤: ٢١ صفنيا ٣: ١٢ و١ملوك ٥: ٦ وملاخي ٣: ٥ تكوين ٣٧: ٢٨ وخروج ٢١: ٣٢ ومتّى ٢٦: ١٥ و٢٧: ٩ و١٠ متّى ٣٧: ٢٨ متّى ٢٧: ٣ - ١٠ وأعمال ١: ١٨ و١٩ ع ٧ ع ٦ وإشعياء ٩: ٢١ ع ١٧ وإشعياء ٦: ١٠ - ١٢ إرميا ٢٣: ٢ حزقيال ٣٤: ٢ - ٦ ع ١٥ وص ١: ٢ وإرميا ٢٣: ١ إرميا ٥٠: ٣٥ - ٣٧ حزقيال ٣٠: ٢١ و٢٢ إشعياء ٢٩: ١٠ وهوشع ٤: ٥ وميخا ٣: ٦ و٧
قصف الراعي عصا النعمة علامة لنقض العهد وقطع رحمة الله وعنايته. «الأسباط» ليست أسباط إسرائيل ويهوذا فقط بل كل ممالك الأمم فإن الرب كان وعدهم أنه يقطع عهداً مع حيوان البرية... ويكسر القوس (هوشع ٢: ١٨) (انظر ع ٧ وتفسيره). ولكنه يقول هنا إنه ينقض هذا العهد فلا يحامي عنهم فيما بعد ولا يمنع الشعوب عن محاربة إسرائيل. ونقض العهد ليس من الرب بل منهم فنقضوا هم العهد بعصيانهم.
وَهَكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ ٱلْغَنَمِ (ع ١١) أي تجار الغنم (انظر ع ٧ وتفسيره) فعلم تجار الغنم السامعون له أنها كلمة الرب فقال لهم أعطوني أجرتي لأنهم أظهروا أنهم ليسوا راضين بخدمته فقصد تركهم وترك رعاية غنمهم وقال لهم أعطوني أجرتي (ع ١٢) والأجرة ثلاثون من الفضة أي نحو أربع ليرات إنكليزية وهي ثمن عبد (انظر خروج ٢١: ٣٢ وهوشع ٣: ٢) ودفعوا هذا الثمن البخس علامة لاحتقارهم. وقال له الرب أن يلقيها إلى الفخاري ولعل الفخاري كان حاضراً في بيت الرب بالرؤيا وربما ألقاها للفخاري لأن الفخار أرخص المواد. وكان ذلك في بيت الرب لأن الراعي كان رمزاً عن الرب الراعي الصالح فيليق به أن يلقي أجرته في بيت سيده. وقيل «الثمن الكريم» تهكماً. (انظر متّى ٢٧: ٥ - ١٠) قال متّى «ما قيل بإرميا النبي» والأرجح أن الغلط كان من ناسخ قديم.
لأَنْقُضَ ٱلإِخَاءَ (ع ١٤) فنُقضت كل الرُبط السياسية والدينية والاجتماعية فصارت أمة اليهود فريسة لأعدائهم وهم اليوم مشتتون في كل العالم بلا ملك وبلا هيكل وبلا رابط.
رَاعٍ أَحْمَقَ (ع ١٥) كان النبي أولاً رمزاً عن المسيح الراعي الصالح ثم صار رمزاً إلى راع أحمق وهو ضد المسيح والأحمق هو الشرير وكل شرير أحمق. والراعي الأحمق يتلاشى قطيعه ويخسر نفسه. وهنا يشير إلى جميع الذين ظلموا شعب اليهود كرؤسائهم والكهنة. والكتبة وحكامهم. والرب سلم شعبه لهؤلاء لأنهم رفضوا الراعي الصالح واختاروا رعاة حمقى.
يَأْكُلُ لَحْمَ ٱلسِّمَانِ (ع ١٦) الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف وأما الراعي الأحمق فيتلفهم ليطعم نفسه وينزع أظلافهم أي يلاشيهم تماماً أو يسوقهم في أماكن محجرة فينتزع أظلافهم.
وَيْلٌ لِلرَّاعِي ٱلْبَاطِلِ (ع ١٧) عقابه كخطيته. «كان يجب أن يحامي عن الخراف بذراعه فيكون السيف على ذراعه. كان يجب أن تكون عينه على الخراف فتكل عينه اليمنى». وهو راع باطل «لا يفتقد... لا يطلب... لا يجبر... لا يربي» أي الراعي الذي لا يعمل شيئاً هو راع شرير (انظر حزقيال ص ٣٤).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ


١ - ٩ «١ وَحْيُ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ. يَقُولُ ٱلرَّبُّ بَاسِطُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَمُؤَسِّسُ ٱلأَرْضِ وَجَابِلُ رُوحِ ٱلإِنْسَانِ فِي دَاخِلِهِ: ٢ هَئَنَذَا أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ كَأْسَ تَرَنُّحٍ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ حَوْلَهَا، وَأَيْضاً عَلَى يَهُوذَا تَكُونُ فِي حِصَارِ أُورُشَلِيمَ. ٣ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنِّي أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ حَجَراً مِشْوَالاً لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ، وَكُلُّ ٱلَّذِينَ يَشِيلُونَهُ يَنْشَقُّونَ شَقّاً. وَيَجْتَمِعُ عَلَيْهَا كُلُّ أُمَمِ ٱلأَرْضِ. ٤ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ أَضْرِبُ كُلَّ فَرَسٍ بِٱلْحَيْرَةِ وَرَاكِبَهُ بِٱلْجُنُونِ. وَأَفْتَحُ عَيْنَيَّ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا، وَأَضْرِبُ كُلَّ خَيْلِ ٱلشُّعُوبِ بِٱلْعَمَى. ٥ فَتَقُولُ أُمَرَاءُ يَهُوذَا فِي قَلْبِهِمْ: إِنَّ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ قُوَّةٌ لِي بِرَبِّ ٱلْجُنُودِ إِلٰهِهِمْ. ٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَجْعَلُ أُمَرَاءَ يَهُوذَا كَمِصْبَاحِ نَارٍ بَيْنَ ٱلْحَطَبِ، وَكَمِشْعَلِ نَارٍ بَيْنَ ٱلْحُزَمِ، فَيَأْكُلُونَ كُلَّ ٱلشُّعُوبِ حَوْلَهُمْ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلْيَسَارِ، فَتَثْبُتُ أُورُشَلِيمُ أَيْضاً فِي مَكَانِهَا بِأُورُشَلِيمَ. ٧ وَيُخَلِّصُ ٱلرَّبُّ خِيَامَ يَهُوذَا أَوَّلاً لِكَيْلاَ يَتَعَاظَمَ ٱفْتِخَارُ بَيْتِ دَاوُدَ وَٱفْتِخَارُ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ عَلَى يَهُوذَا. ٨ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَسْتُرُ ٱلرَّبُّ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، فَيَكُونُ ٱلْعَاثِرُ مِنْهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِثْلَ دَاوُدَ، وَبَيْتُ دَاوُدَ مِثْلَ ٱللّٰهِ، مِثْلَ مَلاَكِ ٱلرَّبِّ أَمَامَهُمْ. ٩ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنِّي أَلْتَمِسُ هَلاَكَ كُلِّ ٱلأُمَمِ ٱلآتِينَ عَلَى أُورُشَلِيمَ».
إشعياء ٤٢: ٥ و٤٤: ٢٤ وإرميا ٥١: ١٥ أيوب ٢٦: ٧ ومزمور ١٠٢: ٢٥ و٢٦ وعبرانيين ١: ١٠ - ١٢ إشعياء ٥٧: ١٦ وعبرانيين ١٢: ٩ مزمور ٧٥: ٨ وإشعياء ٥١: ٢٢ و٢٣ ص ١٤: ١٤ دانيال ٢: ٣٤ و٣٥ و٤٤ و٤٥ متّى ٢١: ٤ ص ١٤: ٢ ص ٩: ١٠ و١٠: ٥ و١٤: ١٥ ص ١٠: ٦ و١٢ ص ١١: ١ وإشعياء ١٠: ١٧ و١٨ وعوبديا ١٨ ص ٢: ٤ و٨: ٣ - ٥ إرميا ٣: ١٨ عاموس ٩: ١١ ص ٩: ١٤ و١٥ ويوئيل ٣: ١٦ لاويين ٢٦: ٨ ويشوع ٢٣: ١٠ وميخا ٧: ٨ مزمور ٨: ٥ و٨٢: ٦ خروج ١٤: ١٩ و٣٣: ٢ ص ١: ٢١ و١٤: ٢ و٣
وَحْيُ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ عنوان الباقي من السفر (ص ١٢ - ١٤) وإسرائيل هنا شعب الله بالإجمال لأن في زمان النبي لم يكن إلا البقية من المملكتين إسرائيل ويهوذا. والنبي يذكر أولاً مقاومة الأمم لإسرائيل وغلبته عليها وهذه المقاومة ليست من أمة واحدة بل من جميع مقاومي شعب الله في كل جيل وغلبة الكنيسة الأخيرة على كل أعدائها.
بَاسِطُ ٱلسَّمَاوَاتِ ذكر صفات الله يقوي الإيمان بأنه يقدر أن يفي ما وعد به.
جَابِلُ رُوحِ ٱلإِنْسَانِ ليس فقط حياته الجسدية بل أيضاً نفسه الخالدة (انظر مزمور ٣٣: ١٥) «المصور قلوبهم جميعاً» أي لكل إنسان جسده الخاص ونفسه الخاصة. وأنفس خائفيه عزيزة عنده وأنفس غيرهم بيده فلا يمكنهم أن يعملوا شيئاً من المقاومة لشعبه بلا علمه وإذنه.
كَأْسَ تَرَنُّحٍ (ع ٢) عندما يرى الأعداء أن رب الجنود حال في أورشليم يتحيرون وينقلبون كأن المدينة ضمن أسوارها كأس خمر يشربون منها ويسكرون.
وَأَيْضاً عَلَى يَهُوذَا يقول البعض أن يهوذا قاوم أورشليم أي أهل بلاد يهوذا قاوموا أهل مدينة أورشليم وكانت هذه المقاومة وقتية فرجعوا واتحدوا مع أهل أورشليم. وأما البعض فيترجمون الجملة بمعنى «وأيضاً على يهوذا يكون حصار أورشليم» أي يكون على أهل بلاد يهوذا حصار في مدنهم كما كان على أهل أورشليم في مدينتهم. ولا ذكر في التاريخ أن يهوذا كان مع أعداء أورشليم.
حَجَراً مِشْوَالاً (ع ٣) حجر كبير وثقيل يتعب فيه الذين يرفعونه وفي بناء الأبنية القديمة كأهرام مصر وقلعة بعلبك قُتل وجُرح كثيرون من الفعلة إذ وقعت عليهم تلك الحجارة. انظر قول المسيح (متّى ٢١: ٤٤) «مَنْ سَقَطَ عَلَى هٰذَا ٱلْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».
وَيَجْتَمِعُ عَلَيْهَا كُلُّ أُمَمِ ٱلأَرْضِ وهذا القول مما يدل على أن هذه النبوة لم تتم بحادثة تاريخية بل تشير إلى كل مقاومة لشعب الله ونجاتهم منها.
كُلَّ فَرَسٍ بِٱلْحَيْرَةِ وَرَاكِبَهُ بِٱلْجُنُونِ (ع ٤) يجفل خيل الجيش أجمع فلا يقدر ركابها أن يضبطوها والرب متسلط على عقول الناس كما على أجسادهم فيعطي الشجاعة لمن يريد ويمنعها عمن يريد. وكان الإسرائيليون يخافون نوعاً من الخيل والمركبات الحربية.
وَأَفْتَحُ عَيْنَيَّ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا يرضى الرب عنهم ويعينهم.
فَتَقُولُ أُمَرَاءُ يَهُوذَا (ع ٥) في زمان زكريا كان سور أورشليم لا يزال منهدماً وأبوابها محرقة بالنار ومع ذلك تنبأ النبي بأن أورشليم ستثبت في مكانها وينصرها رب الجنود فتكون قوة ليهوذا كما كانت قديماً فيؤمن أمراء يهوذا بذلك.
نَارٍ بَيْنَ ٱلْحَطَبِ (ع ٦) إن قليلاً من النار يشعل كثيراً من الحطب وجيشاً صغيراً ملك جيشاً عظيماً بقوة الرب.
خِيَامَ يَهُوذَا أَوَّلاً (ع ٧) الساكنون في بلاد يهوذا لئلا يفتخر أهل المدينة وبيت داود فيعرف الجميع أن الخلاص من الرب. والخيام مساكن ولعلها كانت بيوتاً ولكن بيوتاً حقيرة بالنسبة إلى بيوت أورشليم.
فَيَكُونُ ٱلْعَاثِرُ مِثْلَ دَاوُدَ (ع ٨) كان داود أعظم الملوك. ويكون بيت داود مثل الله أي أنهم أجمعين صغاراً وكباراً يعملون أعمالاً عظيمة لأن الله هو العامل فيهم وبواسطتهم. انظر قول يسوع (يوحنا ١٤: ١٢) «مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَٱلأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا».
أَلْتَمِسُ هَلاَكَ (ع ٩) من تفاسير اليهود أن الرب يفحص ويسأل عن الأمم فيجازيهم حسب أعمالهم. لا يشاء الرب أن يهلك الناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة (٢بطرس ٣: ٩) (انظر زكريا ٢: ١١) «فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً».
١٠ - ١٤ «١٠ وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ ٱلنِّعْمَةِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، ٱلَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. ١١ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَعْظُمُ ٱلنَّوْحُ فِي أُورُشَلِيمَ كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّونَ. ١٢ وَتَنُوحُ ٱلأَرْضُ عَشَائِرَ عَشَائِرَ عَلَى حِدَتِهَا: عَشِيرَةُ بَيْتِ دَاوُدَ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. عَشِيرَةُ بَيْتِ نَاثَانَ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. ١٣ عَشِيرَةُ بَيْتِ لاَوِي عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. عَشِيرَةُ شَمْعِي عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. ١٤ كُلُّ ٱلْعَشَائِرِ ٱلْبَاقِيَةِ عَشِيرَةٌ عَشِيرَةٌ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ».
إشعياء ٤٤: ٣ وحزقيال ٣٩: ٢٩ ويوئيل ٢: ٢٨ و٢٩ ص ٧: ٩ و٢صموئيل ٩: ٣ يوحنا ١٩: ٣٧ ورؤيا ١: ٧ إرميا ٦: ٢٦ وعاموس ٨: ١٠ متّى ٢٤: ٣٠ ورؤيا ١: ٧ ص ٧: ٣
رُوحَ ٱلنِّعْمَةِ أي روح الله العامل في قلوب الناس فينشئ فيهم التوبة للخلاص (انظر حزقيال ٣٩: ٢٩) وفيضان الروح ابتدأ يوم الخمسين.
فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ في بعض النسخ «إليه».
ٱلَّذِي طَعَنُوهُ إذا أذنب ابن إلى أب يحبه فهو كأنه طعنه في قلبه. وإذا رفض شعب الرب النبي أو غيره من المرسلين إليهم من قلبه أحزنوا الرب الذي أرسله فطعنوه (انظر إشعياء ٦٣: ٧ - ١٠) «أحزنوا روح قدسه» و(أفسس ٤: ٣٠) «لا تحزنوا روح الله القدوس». ولا نعرف من هو المشار إليه هنا أنبي مجهول الاسم مات شهيداً أو الملك يوشيا الذي قُتل في مجدّو وناح عليه كل يهوذا وأورشليم (انظر ٢أيام ٣٥: ٢٠ - ٢٥) وأما إيضاح الكلام جلياً فهو في الرب يسوع المسيح الذي طعنه واحد من العكسر في جنبيه بحربته (انظر يوحنا ١٩: ٣٤ - ٣٧) وناحوا عليه يوم الخمسين لما فهموا من كلام بطرس أن يسوع الذي صلبوه هو المسيح فنخسوا في قلوبهم وقالوا ماذا نصنع (انظر أعمال ٢: ٣٧) ونحن نطعن قلب المسيح حينما ينظر إلينا بالمحبة ونغض النظر عنه وحينما يستودعنا خدمة ونستعفي منها وحينما ينظر إلينا طالباً منا أن نشهد له أمام الناس وننكره كما أنكره بطرس.
كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ (ع ١١) لا نعرف هذا المكان والظاهر من القرينة أنه اسم مكان في بقعة مجدو حيث قُتل يوشيا ملك يهوذا الصالح وناح عليه كل إسرائيل فضرب به المثل.
وَتَنُوحُ ٱلأَرْضُ (ع ١٢) أي نوحاً عمومياً وانفرادياً أيضاً فإن الروح القدس يعمل في قلب كل إنسان بمفرده لينظر كل إنسان خطايا نفسه فيقول «اللهم ارحمني أنا الخاطي».
عَشِيرَةُ بَيْتِ دَاوُدَ هم الملوك المتسلسلون منه بابنه سليمان وعشيرة ناثان هم المتسلسلون من داود بابنه ناثان الذي من نسله زربابل والمسيح. وعشيرتان من اللاويين وهما لاوي وشمعي ابنا جرشوم ابن لاوي. أي عشائر إسرائيل كلها.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ


١ - ٦ «١ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ يَنْبُوعٌ مَفْتُوحاً لِبَيْتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلْخَطِيَّةِ وَلِلْنَجَاسَةِ. ٢ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، أَنِّي أَقْطَعُ أَسْمَاءَ ٱلأَصْنَامِ مِنَ ٱلأَرْضِ فَلاَ تُذْكَرُ بَعْدُ، وَأُزِيلُ ٱلأَنْبِيَاءَ أَيْضاً وَٱلرُّوحَ ٱلنَّجِسَ مِنَ ٱلأَرْضِ. ٣ وَيَكُونُ إِذَا تَنَبَّأَ أَحَدٌ بَعْدُ أَنَّ أَبَاهُ وَأُمَّهُ (وَالِدَيْهِ) يَقُولاَنِ لَهُ: لاَ تَعِيشُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِٱلْكَذِبِ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. فَيَطْعَنُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ (وَالِدَاهُ) عِنْدَمَا يَتَنَبَّأُ. ٤ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ ٱلأَنْبِيَاءَ يَخْزَوْنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رُؤْيَاهُ إِذَا تَنَبَّأَ، وَلاَ يَلْبِسُونَ ثَوْبَ شَعْرٍ لأَجْلِ ٱلْغِشِّ. ٥ بَلْ يَقُولُ: لَسْتُ أَنَا نَبِيّاً. أَنَا إِنْسَانٌ فَالِحُ ٱلأَرْضِ، لأَنَّ إِنْسَاناً ٱقْتَنَانِي مِنْ صِبَايَ. ٦ فَيَسْأَلَهُ: مَا هٰذِهِ ٱلْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ ٱلَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي».
إرميا ٢: ١٣ و١٧: ١٣ مزمور ٥١: ٢ و٧ وإشعياء ١: ١٦ - ١٨ ويوحنا ١: ٢٩ عدد ١٩: ١٧ وإشعياء ٤: ١٤ و١٥ وحزقيال ١٤: ٩ خروج ٣٦: ٢٥ و٢٩ إرميا ٢٣: ٣٤ تثنية ١٨: ٢٠ وحزقيال ١٤: ٩ إرميا ١٣: ٢٥ تثنية ١٣: ٦ - ١١ ومتّى ١٠: ٣٧ إرميا ٦: ١٥ و٨: ٩ وميخا ٣: ٧ و٢ملوك ١: ٨ وإشعياء ٢٠: ٢ ومتّى ٣: ٤ عاموس ٧: ١٤ و٢ملوك ٩: ٢٤
فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يوم النوح المذكور في الأصحاح السابق (ع ١٠ - ١٤). وهنا تعزية لجميع الذين يحزنون على خطاياهم لأن لهم ينبوعاً مفتوحاً للخطية. وفي الناموس ذكر تطهير بواسطة ماء الخطية (عدد ٨: ٧ و١٩: ١ - ١٠) والخطية الخصوصية المشار إليها هنا هي عبادة الأصنام وتسمت هذه العبادة خطية في (١ملوك ١٢: ٣٠) وتسمت نجاسة في (حزقيال ٧: ١٩ و٢٠) وكل مخالفة شريعة الرب نجاسة وإن كانت بنفسها طاهرة. كالذهب فإنه طاهر بنفسه ولكنه نجس إذا تقدم للأصنام. وفتح هذا الينبوع يفيد (١) إنه لا يمكن الغفران إلا بدم المسيح المرموز إليه هنا (انظر ١يوحنا ١: ٧) (٢) لا يمكن الخلاص إلا بالإيمان وبلا حدود ولجميع الناس ولجميع الخطايا. قيل «ينبوع» أي ينبوع المياه الحية وليس آباراً ماؤها محدود. وبيت داود وسكان أورشليم كناية عن شعب الله أجمعين. وحزقيال أوضح أن التطهير الموعود به هو تطهير روحي لا جسدي (انظر حزقيال ٣٦: ٢٥ - ٢٨).
أَقْطَعُ أَسْمَاءَ ٱلأَصْنَامِ (ع ٢) كان للأسماء اعتبار خصوصي وزعموا أن مجرد لفظ الاسم يطرد كل شر كما يعتبر بعض المسيحيين لفظة «باسم الله».
وَأُزِيلُ ٱلأَنْبِيَاءَ الأنبياء الكذبة. و«الروح النجس» هو روح الكذب في الأنبياء (انظر ١ملوك ٢٢: ٢٢) وعمل الضلال (انظر ٢تسالونيكي ٢: ١١) قال إشعياء (٣٠: ٩ - ١١) لأنه شعب متمرد لم يشاءوا أن يسمعوا شريعة الرب ولا أن ينظروا المستقيمات ولا إسم قدوس إسرائيل بل قالوا للرائين ليكلموهم بالناعمات وينظروا مخادعات.
لاَ تَعِيشُ (ع ٣) وكان ذلك بموجب الناموس (انظر تثنية ١٣: ٦ - ١٠).
فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ (ع ٤) في اليوم المشار إليه حينما يفيض الرب على شعبه روح النعمة والتضرعات ويخلق فيهم قلوباً جديدة فلا يعودون يحبون الضلال ولا يحتملون الأنبياء الكذبة. وثوب الشعر كان علامة الوظيفة النبوية كلباس إيليا ويوحنا المعمدان. والنبي الكذاب من خجله وخوفه ينكر أنه نبي ويقول إنه فلاح وجُرح في بيت أحبائه لا في العبادة كعادة أنبياء البعل (انظر ١ملوك ١٨: ٢٨).
٧ - ٩ «٧ اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. اِضْرِبِ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ ٱلْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى ٱلصِّغَارِ. ٨ وَيَكُونُ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ أَنَّ ثُلُثَيْنِ مِنْهَا يُقْطَعَانِ وَيَمُوتَانِ، وَٱلثُّلْثَ يَبْقَى فِيهَا. ٩ وَأُدْخِلُ ٱلثُّلُثُ فِي ٱلنَّارِ، وَأَمْحَصُهُمْ كَمَحْصِ ٱلْفِضَّةِ، وَأَمْتَحِنُهُمُ ٱمْتِحَانَ ٱلذَّهَبِ. هُوَ يَدْعُو بِٱسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ: هُوَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: ٱلرَّبُّ إِلٰهِي».
إرميا ٤٧: ٦ وحزقيال ٢١: ٣ - ٥ إشعياء ٤٠: ١١ وحزقيال ٣٤: ٢٣ و٢٤ و٣٧: ٢٤ وميخا ٥: ٢ و٤ مزمور ٢: ٢ وإرميا ٢٣: ٥ و٦ إشعياء ٥٣: ٤ و٥ و١٠ ومتّى ٢٦: ٣١ ومرقس ١٤: ٢٧ إشعياء ١: ٢٥ إشعياء ٦: ١٣ وحزقيال ٥: ٢ - ٤ و١٢ إشعياء ٤٨: ١٠ وملاخي ٣: ٣ ص ١٢: ١٠ ومزمور ٣٤: ١٥ - ١٧ و٥٠: ١٥ ص ١٠: ٦ وإشعياء ٥٨: ٩ و٦٥: ٢٤ وإرميا ٢٩: ١١ - ١٣ هوشع ٢: ٢٣
اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ سيف أعداء اليهود وكانت محاربتهم لليهود بأمر الرب كما استعمل الرب سيف الأشوريين لتأديب إسرائيل (انظر إشعياء ١٠: ٥ - ١٦).
عَلَى رَاعِيَّ (انظر ١١: ١٧) وتفسيره حيث يذكر الراعي الباطل والسيف الذي يكون عليه. والراعي الباطل كناية عن حكام إسرائيل الظالمين بالإجمال. وقيل هنا «رفيقي» لأن الرب ملك إسرائيل (انظر ١صموئيل ٨: ٧) والقضاة والملوك كانوا خدامه وللصالحون منهم كانوا يسألون الرب ويعملون مشيئته. والظالمون منهم كانوا وكلاءه ولكنهم وكلاء باطلون فأمر الرب السيف أي سيف أعداء إسرائيل أن يضربهم.
فَتَتَشَتَّتَ ٱلْغَنَمُ ذكر يسوع هذه النبوة (انظر متّى ٢٦: ٣١) بالمعنى هو الراعي وتلاميذه الرعية فتشتتوا في الليلة التي أُسلم فيها وهكذا بيّن أنه للنبوة معنى أوسع مما كان في أفكار النبي ومعاصريه. وقال بطرس الرسول (انظر ١بطرس ٥: ١ - ٤) إن المسيح رئيس الرعاة وشيوخ الكنيسة هم رعاة تحت رياسته فكانوا رفقاءه إن كانوا أمناء أو غير أمناء.
وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى ٱلصِّغَارِ لخلاصهم (انظر إشعياء ١: ٢٥) والصغار هم المتواضعون والمتكلون على الرب راعيهم والثلث (ع ٨) ليس ثلثاً تماماً بل بقية قليلة (انظر صفنيا ٣: ١١ - ١٣).
وَأُدْخِلُ ٱلثُّلُثُ فِي ٱلنَّارِ (ع ٩) يمتحنهم باضطهادات وضيقات وهم ثمينون عنده كفضة وذهب.
هُوَ يَدْعُو بِٱسْمِي الشعب الباقي فيحبهم الرب ويكون إلههم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ


١ - ٥ «١ هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. ٢ وَأَجْمَعُ كُلَّ ٱلأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ ٱلْمَدِينَةُ وَتُنْهَبُ ٱلْبُيُوتُ وَتُفْضَحُ ٱلنِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ ٱلْمَدِينَةِ إِلَى ٱلسَّبْيِ وَبَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. ٣ فَيَخْرُجُ ٱلرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ ٱلأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ يَوْمَ ٱلْقِتَالِ. ٤ وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ ٱلَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ ٱلشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ ٱلزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ ٱلشَّرْقِ وَنَحْوَ ٱلْغَرْبِ وَادِياً عَظِيماً جِدّاً، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ ٱلْجَبَلِ نَحْوَ ٱلشِّمَالِ وَنِصْفُهُ نَحْوَ ٱلْجَنُوبِ. ٥ وَتَهْرُبُونَ فِي جِوَاءِ جِبَالِي، لأَنَّ جِوَاءَ ٱلْجِبَالِ يَصِلُ إِلَى آصَلَ. وَتَهْرُبُونَ كَمَا هَرَبْتُمْ مِنَ ٱلزَّلْزَلَةِ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَيَأْتِي ٱلرَّبُّ إِلٰهِي وَجَمِيعُ ٱلْقِدِّيسِينَ مَعَكَ».
إشعياء ١٣: ٦ و٩ ويوئيل ٢: ١ وملاخي ٤: ١ ع ١٤ ص ١٢: ٢ و٣ إشعياء ١٣: ١٦ ص ١٣: ٨ ص ٩: ١٤ و١٥ حزقيال ١١: ٢٣ ع ٨ وص ٤: ٧ وإشعياء ٦٤: ١ و٢ وحزقيال ٤٧: ١ - ١٠ وميخا ١: ٣ و٤ وحبقوق ٣: ٦ إشعياء ٢٩: ٦ وعاموس ١: ١ مزمور ٩٦: ١٣ وإشعياء ٦٦: ١٥ و١٦ ومتّى ١٦: ٢٧ و٢٥: ٣١
يَوْمٌ لِلرَّبِّ يوم يظهر فيه قوّته ومجده وهو يوم ضيق لشعبه وبعد الضيق الخلاص ويوم انتقام لأعدائهم فيسمح للأمم أن يسلبوا أورشليم ولكن هذا السلب وقتي ثم يخرج الرب ويحارب أعداءه وينقذ شعبه ولا يمكن تفسير هذا الأصحاح حرفياً لأنه لا يوجد في التواريخ ما يطابق النبوة والكلام بخصوص شق جبل الزيتون وخروج مياه حية من أورشليم وارتفاع أورشليم وضربة الشعوب وصعود جميع الأمم إلى أورشليم ليعيدوا كله مستحيل حدوثه حرفياً. وموضوع هذا الأصحاح ملكوت الله على الأرض فابتدأ في شعب اليهود والبعض منهم رفضوا المسيح «يخرج نصف المدينة إلى السبي» واتحد مؤمنون من الأمم مع اليهود الذين آمنوا فصاروا الكنيسة المسيحية وخلّص الرب شعبه بوسائط عجيبة بعدما كانوا وصلوا إلى أشد الضيق كما حدث في أيام الرسل وفي أيام ملوك رومية وفي أيام الإصلاح وأخيراً ترتفع الكنيسة فوق كل أعدائها فيخرج منها فوائد الخلاص لجميع ممالك الأرض ويهلك غير المؤمنين وتكون كنيسة طاهرة مجيدة ليس فيها غضن ولا عيب. وعبّر النبي عن هذه الأمور المستقبلة بعبارات يهودية مفهومة عند أهل عصره. فتطابق هذه النبوة النبوة الأخيرة من الكتاب المقدس (انظر رؤيا ٢٠ إلى آخر السفر).
وَيَخْرُجُ نِصْفُ ٱلْمَدِينَةِ (ع ٢) ليس سبياً كاملاً كما في أيام نبوخذناصر. ولا نفهم النصف حرفياً.
فَيَنْشَقُّ جَبَلُ ٱلزَّيْتُونِ (ع ٤) حينما تحيط الجيوش بالمدينة يفتح الرب وادياً عظيماً في وسط الجبل ليهرب شعبه.
آصَلَ (ع ٥) انظر ميخا ١: ١١ «بيت هأيصل» كانت مدينة على منحدر جبل الزيتون إلى جهة الشرق أي سيصل الوادي المذكور من الغرب إلى الشرق. ليس حرفياً بل المعنى أن الرب يعدّ طريقاً ليخلصوا كما في إشعياء ٤٠: ٣ و٤ «أَعِدُّوا طَرِيقَ ٱلرَّبِّ... كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ، وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ».
جِوَاءَ ٱلْجِبَالِ الواسع من الأودية. والزلزلة في أيام عزيا ليست مذكورة إلا هنا وفي عاموس ١: ١ والنبي يخاطب الرب بقوله «وَجَمِيعُ ٱلْمَلاَئِكَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ مَعَكَ» والقديسون هم الملائكة (انظر متّى ٢٥: ٣١).
٦ - ١١ «٦ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ نُورٌ. اَلدَّرَارِي تَنْقَبِضُ. ٧ وَيَكُونُ يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ لِلرَّبِّ. لاَ نَهَارَ وَلاَ لَيْلَ، بَلْ يَحْدُثُ أَنَّهُ فِي وَقْتِ ٱلْمَسَاءِ يَكُونُ نُورٌ. ٨ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ مِيَاهاً حَيَّةً تَخْرُجُ مِنْ أُورُشَلِيمَ نِصْفُهَا إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلشَّرْقِيِّ وَنِصْفُهَا إِلَى ٱلْبَحْرِ ٱلْغَرْبِيِّ. فِي ٱلصَّيْفِ وَفِي ٱلْخَرِيفِ تَكُونُ. ٩ وَيَكُونُ ٱلرَّبُّ مَلِكاً عَلَى كُلِّ ٱلأَرْضِ. فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ ٱلرَّبُّ وَحْدَهُ وَٱسْمُهُ وَحْدَهُ. ١٠ وَتَتَحَوَّلُ ٱلأَرْضُ كُلُّهَا كَٱلْعَرَبَةِ مِنْ جَبْعَ إِلَى رِمُّونَ جَنُوبَ أُورُشَلِيمَ. وَتَرْتَفِعُ وَتُعْمَرُ فِي مَكَانِهَا مِنْ بَابِ بِنْيَامِينَ إِلَى مَكَانِ ٱلْبَابِ ٱلأَوَّلِ إِلَى بَابِ ٱلزَّوَايَا، وَمِنْ بُرْجِ حَنَنْئِيلَ إِلَى مَعَاصِرِ ٱلْمَلِكِ. ١١ فَيَسْكُنُونَ فِيهَا وَلاَ يَكُونُ بَعْدُ لَعْنٌ. فَتُعْمَرُ أُورُشَلِيمُ بِٱلأَمْنِ».
إشعياء ١٣: ١٠: وإرميا ٤: ٢٣ وحزقيال ٣٢: ٧ و٨ ويوئيل ٢: ٣٠ و٣١ وأعمال ١٥: ١٨ ورؤيا ٢٢: ١ و٢ ع ١٦ و١٧ وص ٩: ٩ وإشعياء ٢: ٢ - ١٢ و٤٥: ٢٣ تثنية ٦: ٤ وإشعياء ٤٥: ١٢ - ٢٤ و١ملوك ٢: ٢ وعاموس ٩: ١١ ص ١٢: ٦ وإرميا ٣: ١٨ إرميا ٣٧: ١٣ و٣٨: ٧ و٢ملوك ١٤: ١٣ إرميا ٣١: ٣٨ ص ٢: ٤ ٨: ١٣ ورؤيا ٢٢: ٣ إرميا ٢٣: ٥ و٦ وحزقيال ٣٤: ٢٥ - ٢٨
اَلدَّرَارِي هي الكواكب وقلة النور تشير إلى الحزن والضيق (انظر يوئيل ٣: ١٥ ومتّى ٢٤: ٢٩).
يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ لِلرَّبِّ (ع ٧) لم يكن يوم مثله ولن يكون. ولا نهار ولا ليل أي لا يكون يوم ضيق تماماً بل مع الضيق يكون رجاء. وفي وقت المساء يكون نور أي بعض الضيق خلاص وهكذا في تاريخ الكنيسة نرى اضطهادات وضيقات وفيه أيضاً رجاء وتعزية والرجاء يغلب على الضيق. وهكذا في حياة كل مسيحي وفي أيامه الأخيرة يكون نور وفرح بالرب.
مِيَاهاً حَيَّةً (ع ٨) تشير إلى فوائد الخلاص الخارجة من الكنيسة وهي تجري إلى كل الجهات ولجميع الأمم وتجري في الصيف وفي الخريف أي لا تنقطع (إشعياء ٢: ٢ - ٤).
مَلِكاً عَلَى كُلِّ ٱلأَرْضِ (ع ٩) أرض يهوذا وبالآخر كل الأمم. ولا يكون آلهة كثيرون ولا أسماء آلهة كثيرين بل إله واحد واسم واحد وهو اسم الرب.
كَٱلْعَرَبَةِ (ع ١٠) تصير سهلاً بالنسبة إلى أورشليم التي ترتفع وحدها فيكون لها تقدم على كل ممالك الأرض والتقدم ليس حرفياً بل روحياً (انظر إشعياء ٢: ٢). وكانت جبع بطرف يهوذا إلى الشمال ورمون بطرفها إلى جهة الجنوب. وباب بنيامين والباب الأول وباب الزوايا وبرج حننئيل ومعاصر الملك ليست معروفة تماماً ولكن المعنى أن المدينة كلها ترتفع وتُعمر.
١٢ - ١٩ «١٢ وَهٰذِهِ تَكُونُ ٱلضَّرْبَةُ ٱلَّتِي يَضْرِبُ بِهَا ٱلرَّبُّ كُلَّ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ. لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا، وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ. ١٣ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ ٱضْطِرَاباً عَظِيماً مِنَ ٱلرَّبِّ يَحْدُثُ فِيهِمْ، فَيُمْسِكُ ٱلرَّجُلُ بِيَدِ قَرِيبِهِ وَتَعْلُو يَدُهُ عَلَى يَدِ قَرِيبِهِ. ١٤ وَيَهُوذَا أَيْضاً تُحَارِبُ أُورُشَلِيمَ، وَتُجْمَعُ ثَرْوَةُ كُلِّ ٱلأُمَمِ مِنْ حَوْلِهَا: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَمَلاَبِسُ كَثِيرَةٌ جِدّاً. ١٥ وَكَذَا تَكُونُ ضَرْبَةُ ٱلْخَيْلِ وَٱلْبِغَالِ وَٱلْجِمَالِ وَٱلْحَمِيرِ وَكُلِّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي تَكُونُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَحَالِّ. كَهٰذِهِ ٱلضَّرْبَةِ. ١٦ وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ ٱلْبَاقِي مِنْ جَمِيعِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ يَصْعَدُونَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَسْجُدُوا لِلْمَلِكِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ وَلِيُعَيِّدُوا عِيدَ ٱلْمَظَالِّ. ١٧ وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَصْعَدُ مِنْ قَبَائِلِ ٱلأَرْضِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ لِلْمَلِكِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ لاَ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مَطَرٌ. ١٨ وَإِنْ لاَ تَصْعَدْ وَلاَ تَأْتِ قَبِيلَةُ مِصْرَ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْهَا تَكُنْ عَلَيْهَا ٱلضَّرْبَةُ ٱلَّتِي يَضْرِبُ بِهَا ٱلرَّبُّ ٱلأُمَمَ ٱلَّذِينَ لاَ يَصْعَدُونَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ ٱلْمَظَالِّ. ١٩ هٰذَا يَكُونُ قِصَاصُ مِصْرَ وَقِصَاصُ كُلِّ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ لاَ يَصْعَدُونَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ ٱلْمَظَالِّ».
لاويين ٢٦: ١٦ وتثنية ٢٨: ٢١ و٢٢ ص ١١: ٦ ص ١٢: ٢ و٥ ع ١ وإشعياء ٢٣: ١٨ ع ١٢ إشعياء ٦٠: ٦ - ٩ و٦٦: ١٨ - ٢١ و٢٣ ع ٩ لاويين ٢٣: ٣٤ - ٤٤ ع ٩ و١٦ إرميا ١٤: ٣ - ٦ وعاموس ٤: ٧ ع ١٢
مضمون هذه الآيات الضربات الهائلة التي يضرب بها الرب الشعوب. انظر ما قيل في سفر الرؤيا في عذاب الهالكين (رؤيا ١٩: ٢٠ و٢٠: ١٠ و٢١: ٨) وكما أننا لانفهم حرفياً ما قيل عن أفراح السماء كذلك لا نفهم ما قيل عن عذاب جهنم فإنه عذاب لا يوصف. ويظهر من أعراض المرض المشار إليه (لحمهم يذوب الخ) إنه الطاعون وفي التواريخ ذكر هذا المرض وإهلاكه الهائل. وقد فتك في أوربا في سنة ١٣٤٦ - ١٣٤٩ فمات في ألمانيا مليون نفس وفي انكلترا نحو نصف سكانها. وفي مدينة القاهرة في مصر في سنة ١٨٣٥ ثلث سكانها.
ٱضْطِرَاب عَظِيم (ع ١٣) كما حدث في المديانيين (انظر قضاة ٧: ٢٢) وفي بني عمون والموآبيين وسكان جبل سعير (انظر ٢أيام ٢٠: ٢٣).
فَيُمْسِكُ ٱلرَّجُلُ بِيَدِ قَرِيبِهِ ليقتله.
وَيَهُوذَا أَيْضاً تُحَارِبُ أُورُشَلِيمَ (ع ١٤) والبعض يترجمون الجملة «ويهوذا أيضاً تحارب عند أورشليم» أي مع أهل أورشليم كحلفائهم. وإذا قبلنا الترجمة كما هي يكون المعنى أنه سيكون خصام بين يهوذا وأورشليم ولكن هذا الخصام يكون وقتياً فتتحد يهوذا وأورشليم (ص ١٢: ٢ و٥) فينتصرون وتُجمع في أورشليم ثروة أعدائهم. والضربة على الخيل كما على أصحابها (ع ١٥).
لِيُعَيِّدُوا عِيدَ ٱلْمَظَالِّ (ع ١٦) لا نفهم هذا القول حرفياً لأنه مستحيل أن كل الأمم يحضرون كل سنة إلى أورشليم. ومن أعياد اليهود الثلاثة ربما عيد المظال في القفر. وهو عيد شكر أيضاً على أثمار الأرض. فيوافق المؤمنين من اليهود ومن الأمم ولهم كلهم إله واحد الذي يعتني بشعبه من اليهود ومن جميع الأمم في سفرهم في قفر هذا العالم ويعطيهم كلهم أثمار الأرض. وبما أن المطر من أعظم الخيرات وكل خيرات الأرض منه يكون عدم المطر من أعظم الضربات. وليس مطر في مصر ولكن المصريين لا يخلصون من الضربة. ولعل ما يصيبهم هو عدم فيضان النيل.
٢٠، ٢١ «٢٠ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ عَلَى أَجْرَاسِ ٱلْخَيْلِ «قُدْسٌ لِلرَّبِّ». وَٱلْقُدُورُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ تَكُونُ كَٱلْمَنَاضِحِ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ. ٢١ وَكُلُّ قِدْرٍ فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي يَهُوذَا تَكُونُ قُدْساً لِرَبِّ ٱلْجُنُودِ، وَكُلُّ ٱلذَّابِحِينَ يَأْتُونَ وَيَأْخُذُونَ مِنْهَا وَيَطْبُخُونَ فِيهَا. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ كَنْعَانِيٌّ فِي بَيْتِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ».
خروج ٢٨: ٣٦ - ٣٨ حزقيال ٤٦: ٢٠ ص ٩: ١٥ نحميا ٨: ١٠ ورومية ١٤: ٦ و٧ و١كورنثوس ١٠: ٣١ ص ٩: ٨ وحزقيال ٤٤: ٩ وصفنيا ١: ١١ و٢: ٥
أَجْرَاسِ ٱلْخَيْلِ كل قدر في أورشليم أي الأشياء الجسدية كمأكولاتهم وملبوساتهم وجميع أشغالهم تكون مقدسة للرب.
لاَ يَكُونُ بَعْدُ كَنْعَانِيٌّ يُطلق هذا الاسم على كل واحد من أهل كنعان وله أيضاً معنى تاجر والمعنى هنا أن رجلاً عالمياً أو غريباً أو غير مؤمن لا يكون في بيت الرب ولو كان يهودياً بالجنس. ويسوع طرد من دار الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصيارف وقال لهم لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة (يوحنا ٢: ١٣ - ١٦).