اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

١ «قَوْلُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى مِيخَا ٱلْمُورَشْتِيِّ فِي أَيَّامِ يُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا، ٱلَّذِي رَآهُ عَلَى ٱلسَّامِرَةِ وَأُورُشَلِيمَ».
إرميا ٢٦: ١٨ ع ١٤ و٢ملوك ١٥: ٥ و٣٢ - ٣٨ و٢أيام ٢٧: ١ - ٩ وإشعياء ١: ١ وهوشع ١: ١ و٢ملوك ١٦: ١ - ٢٠ و٢أيام ٢٨: ١ - ٢٧ وإشعياء ١: ١ و٧: ١ - ١٢ وهوشع ١: ١ و٢ملوك ١٨: ١ - ٢٠: ٣١ و٢أيام ٢٨: ٢٧ - ٣٢: ٢٣ وإشعياء ١: ١ و٣٦: ١ - ٣٩: ٨ وهوشع ١: ١
الاسم ميخا اختصار «مي كايهو» ومعناه «من مثل يهوه» وربما أشار النبي إلى معنى اسمه بقوله (٧: ١٨) من هو إله مثلك.
ٱلْمُورَشْتِيِّ أي من مدينة مورشة أو مريشة المذكورة في (١: ١٥) لا نعرف موقعها إلا أنها منسوبة إلى جت فكانت إلى جهة الغرب من أورشليم وقريبة من جت في بلاد فلسطين. وبما أن ميخا تنبأ في أيام يوشيا وآحاز وحزقيا كان من عصر إشعياء وهوشع. والأنبياء من يهوذا لا يذكرون أسماء ملوك إسرائيل في مقدمة نبواتهم وأما أنبياء إسرائيل فيذكرون ملوك إسرائيل ويهوذا معاً. ويقول ميخا كما يقول جميع الأنبياء إن كلامه من الرب وإنه رأى الأمور التي تنبأ عنها. ويذكر السامرة أولاً لأن سقوطها يكون قبل سقوط أورشليم.
٢ - ٧ «٢ اِسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلشُّعُوبُ جَمِيعُكُمْ. أَصْغِي أَيَّتُهَا ٱلأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. وَلْيَكُنِ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ شَاهِداً عَلَيْكُمُ، ٱلسَّيِّدُ مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ. ٣ فَإِنَّهُ هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ ٱلأَرْضِ، ٤ فَتَذُوبُ ٱلْجِبَالُ تَحْتَهُ، وَتَنْشَقُّ ٱلْوِدْيَانُ كَٱلشَّمْعِ قُدَّامَ ٱلنَّارِ. كَٱلْمَاءِ ٱلْمُنْصَبِّ فِي مُنْحَدَرٍ. ٥ كُلُّ هٰذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. مَا هُوَ ذَنْبُ يَعْقُوبَ؟ أَلَيْسَ هُوَ ٱلسَّامِرَةَ! وَمَا هِيَ مُرْتَفَعَاتُ يَهُوذَا؟ أَلَيْسَتْ هِيَ أُورُشَلِيمَ! ٦ فَأَجْعَلُ ٱلسَّامِرَةَ خَرِبَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، مَغَارِسَ لِلْكُرُومِ، وَأُلْقِي حِجَارَتَهَا إِلَى ٱلْوَادِي، وَأَكْشِفُ أُسُسَهَا. ٧ وَجَمِيعُ تَمَاثِيلِهَا ٱلْمَنْحُوتَةِ تُحَطَّمُ، وَكُلُّ أَعْقَارِهَا تُحْرَقُ بِٱلنَّارِ، وَجَمِيعُ أَصْنَامِهَا أَجْعَلُهَا خَرَاباً، لأَنَّهَا مِنْ عُقْرِ ٱلزَّانِيَةِ جَمَعَتْهَا وَإِلَى عُقْرِ ٱلزَّانِيَةِ تَعُودُ».
إرميا ٦: ١٩ و٢٢: ١٩ مزمور ٥٠: ٧ إشعياء ٢٦: ٢١ عاموس ٤: ١٣ مزمور ٩٧: ٥ وإشعياء ٦٤: ١ و٢ وناحوم ١: ٥ إشعياء ٧: ٩ و٢٨: ١ وعاموس ٨: ١٤ و٢أيام ٣٤: ٣ و٤ ص ٣: ١٢ إرميا ٣١: ٥ وعاموس ٥: ١١ مراثي ٤: ١ حزقيال ١٣: ١٤ تثنية ٩: ٢١ و٢أيام ٣٤: ٧ تثنية ٢٣: ١٨ وإشعياء ٢٣: ١٧
يدعو الأمم أن يشهدوا على شعب الله أنه تكلم وأما هم فلم يسمعوا. وعلى الأمم أيضاً أن ينتبهوا «لأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ ٱللهِ» (١بطرس ٤: ١٧) والنبي يستشهد الأرض أيضاً لأن الجبال تذوب (ع ٤) وأما قلوب الشعب فلا تذوب. و«ملؤها» أي الساكنون فيها. ويشهد الرب أيضاً عليهم لأنه رأى أعمالهم السيئة وعرف فساد قلوبهم. و«هيكل قدسه» الهيكل في أورشليم كما رأى عاموس السيد قائماً على المذبح (انظر عاموس ٩: ١) ونظر إليه يونان (انظر يونان ٢: ٤) وحيث رأى إشعياء الرب جالساً على كرسي عال (انظر إشعياء ٦: ١).
يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ (ع ٣) أي يظهر نفسه في أعماله الفظيعة والغير الاعتيادية.
يَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ ٱلأَرْضِ يشير إلى جلال الرب وعظمته (انظر مزمور ١٨ وحبقوق ٣) فيكون الرب أعظم من الأصنام التي كانوا يسجدون لها في الشوامخ فإن هذه الشوامخ هي موطئ قدميه. والكلام مجاز شعري. و«كُلُّ هٰذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ» (ع ٥). وبهذا الإثم يذكر الشعب نسبتهم إلى أبيهم وخطيتهم الخصوصية لكونهم شعب الله فأخطأوا إلى النور والمحبة. وذنب يعقوب هو السامرة أي كانت السامرة مركز حكومة إسرائيل ومركز العبادة فكانت كناية عن الشعب وبيان خطايا الشعب كلهم. وفي مرتفعات يهوذا (انظر ٢ أيام ٢٨: ٣ و٤ و٢٤ و٢٥ وإرميا ٣٢: ٢٩).
وموقع السامرة (ع ٦) على تل وحواليها تلال ووديان فكانت محصنة على طريقة طبيعية واشتهرت بالجمال وخصب أرضها وكرومها (انظر إشعياء ٢٨: ١) «ِإِكْلِيلِ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ، وَلِلزَّهْرِ ٱلذَّابِلِ جَمَالِ بَهَائِهِ ٱلَّذِي عَلَى رَأْسِ وَادِي سَمَائِنَ الخ» ولما سقطت تدحرجت حجارتها إلى تحت إلى الوادي وكُشفت أُسسها وهذه حالتها اليوم.
تَمَاثِيلِهَا تُحَطَّمُ (ع ٧) ربما الأشوريون كسروا هذه التماثيل لكي ينزعوا منها الفضة والذهب.
وَكُلُّ أَعْقَارِهَا جمع أهل السامرة المال وبنوا بيوتاً ونصبوا كروماً وبما أنهم عبدة أصنام حسبوا أن هذه الخيرات أجرتهم من أصنامهم فيسميها الرب عقر زانية فإن الزنى هو ترك الله وعبادة غيره. وجميع عبدة الأصنام يعبدونها من الطمع أو من الخوف لا من المحبة.
وَإِلَى عُقْرِ ٱلزَّانِيَةِ تَعُودُ أهل السامرة مشبهون بزانية وخيراتهم بعقر زانية والأشوريون مشبهون بزانية أخرى لأنهم هم أيضاً عبدة أصنام وقول الرب هنا إن خيرات السامرة هي عقر الزانية الواحدة أي السامرة وتصير عقر زانية أخرى أي الأشوريين. كان الزنى من فرائض عبادة الأصنام واغتنى المعبد في السامرة من أجرة الزواني المخصصات له ولما أخذ الأشوريون هذه الكنوز خصوصها لنفس العبادة في معابدهم فعاد عقر زانية إلى عقر زانية.
٨ - ١٦ «٨ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ ٱلنَّعَامِ. ٩ لأَنَّ جِرَاحَاتِهَا عَدِيمَةُ ٱلشِّفَاءِ، لأَنَّهَا قَدْ أَتَتْ إِلَى يَهُوذَا، وَصَلَتْ إِلَى بَابِ شَعْبِي إِلَى أُورُشَلِيمَ. ١٠ لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ لاَ تَبْكُوا فِي عَكَّاءَ. تَمَرَّغِي فِي ٱلتُّرَابِ فِي بَيْتِ عَفْرَةَ. ١١ اُعْبُرِي يَا سَاكِنَةَ شَافِيرَ عُرْيَانَةً وَخَجِلَةً. ٱلسَّاكِنَةُ فِي صَانَانَ لاَ تَخْرُجُ. نَوْحُ بَيْتِ هَأَيْصِلَ يَأْخُذُ عِنْدَكُمْ مَقَامَهُ، ١٢ لأَنَّ ٱلسَّاكِنَةَ فِي مَارُوثَ ٱغْتَمَّتْ لأَجْلِ خَيْرَاتِهَا، لأَنَّ شَرّاً قَدْ نَزَلَ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ إِلَى بَابِ أُورُشَلِيمَ. ١٣ شُدِّي ٱلْمَرْكَبَةَ بِٱلْجَوَادِ يَا سَاكِنَةَ لاَخِيشَ. (هِيَ أَوَّلُ خَطِيَّةٍ لٱبْنَةِ صِهْيَوْنَ) لأَنَّهُ فِيكِ وُجِدَتْ ذُنُوبُ إِسْرَائِيلَ. ١٤ لِذٰلِكَ تُعْطِينَ إِطْلاَقاً لِمُورَشَةِ جَتَّ. تَصِيرُ بُيُوتُ أَكْزِيبَ كَاذِبَةً لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ١٥ آتِي إِلَيْكِ أَيْضاً بِٱلْوَارِثِ يَا سَاكِنَةَ مَرِيشَةَ. يَأْتِي إِلَى عَدُلاَّمَ مَجْدُ إِسْرَائِيلَ. ١٦ كُونِي قَرْعَاءَ وَجُزِّي مِنْ أَجْلِ بَنِي تَنَعُّمِكِ. وَسِّعِي قَرْعَتَكِ كَٱلنَّسْرِ، لأَنَّهُمْ قَدِ ٱنْتَفُوا عَنْكِ».
إشعياء ٣٢: ١١ إشعياء ١٣: ٢١ و٢٢ إرميا ٣٠: ١٢ و١٥ ع ١٢ وإشعياء ٣: ٢٦ و٢صموئيل ١: ٢٠ حزقيال ٢٣: ٢٩ يشوع ١٥: ٣٧ إشعياء ٥٩: ٩ - ١١ وإرميا ١٤: ١٩ ع ٩ عاموس ٢: ١٤ يشوع ١٠: ٣ و٢ملوك ١٤: ١٩ وإشعياء ٣٦: ٢ ع ٥ و٢ملوك ١٦: ٨ ع ١ يشوع ١٥: ٤٤ إرميا ١٥: ١٨ ص ٥: ٢ يشوع ١٥: ٤٤ يشوع ١٢: ١٤ و١٥: ٣٥ و٢صموئيل ٢٣: ١٣ إشعياء ٢٢: ١٢ عاموس ٧: ١١ و١٧
أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً أي بثيابه البيض فقط كما فعل إشعياء (انظر إشعياء ٢٠: ٢) وربما هذا حدث حرفياً وهكذا بيّن النبي حزنه الشديد وكان بهذا العمل يرمز إلى ما سيفعله هو أيضاً حينما يذهبون إلى السبي.
جِرَاحَاتِهَا عَدِيمَةُ ٱلشِّفَاءِ (ع ٩) سقطت السامرة ولم تقم أيضاً. وصلت البلية إلى باب شعبه. في أيام سنحاريب وصل الأشوريون إلى باب أورشليم (انظر ٢أيام ص ٣٢) غير أنهم لم يأخذوها فبقيت أورشليم بعد سقوط السامرة نحو ١٣٥ سنة.
لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ (ع ١٠) كما قال داود (انظر ٢صموئيل ١: ٢٠) الأرجح أن جت خربت قبل تاريخ هذه النبوة (انظر ٢أيام ٢٦: ٦) فلم تذكر مع مدن الفلسطينيين (انظر عاموس ١: ٦ - ٨).
لاَ تَبْكُوا فِي عَكَّاءَ في الترجمة اليسوعية «لا تبكوا بكاء» وهكذا أكثر الترجمات والتفاسير. والعلاقة مع العبارة السابقة أي لا تخبروا في جت ولا تبكوا بكاء لئلا يفتخر أعداؤنا علينا. والأماكن المذكورة في (عدد ١٠ - ١٥) في يهوذا وموقعها بقرب الطريق من سواحل البحر إلى جبال يهوذا وأورشليم ورأى النبي في الرؤيا الأشوريين راجعين بعد استيلائهم على مصر وتقدمهم إلى أورشليم وطبعاً اهتم أولاً ببلاده ومدنها لأن العدو يصل إليها أولاً ورق قلبه عليها وإن كان شعبها قد أخطأوا خطايا تستوجب الهلاك ويقول النبي عن كل من هذه المدن شيئاً يناسب الاسم باللفظ والمعنى. معنى بيت عفرة بيت التراب فيقول لها النبي «تمرغي في التراب». ومعنى شافير (ع ١١) جميلة فيقول لها النبي إن الساكنة فيها تكون عريانة وخجلة أي عكس الجمال. ومعنى صنان «الخروج» وقول النبي لها إن الساكنة فيها لا تخرج لا للحرب ولا لرعي المواشي. ومعنى هأيصل «التي لها مقام» أي مدينة منيعة في قول النبي «يأخذ عندكم مقامه» يكلم أهل صنان وشعب اليهود إجمالاً. كان في بيت هأيصل نوح لسبب قدوم العدو وعدم القوة لمقاومته وأخذ ذات النوح مقامه عند أهل صنان وجميع المدن فلا يقدر أهل صنان أن يخرجوا للحرب وليس لأهل بيت هأيصل مقام للمنكسرين. ومعنى ماروث (ع ١٢) «مرارة» ويقول النبي إن ساكنه ماروث أي مدينة المرارة اغتمت أي مرت نفسها لأجل خيراتها. كانت لأخيش (ع ١٣) مدينة منيعة موقعها في الساحل عند أسفل الجبال على الطريق من مصر إلى اليهودية وكانت كمدخل اليهودية وبما أنها بالساحل اشتهرت بقوتها بالخيل والمركبات وكانت إحدى المدن المنيعة في أيام يشوع (انظر يشوع ١٠: ٣) وفي أيام رحبعام ملك يهوذا (٢أيام ١١: ٩) والملك أمصيا (٢ملوك ١٤: ١٩) وحزقيا (إشعياء ٣٦: ١ و٢) وصدقيا ملك يهوذا الأخير (إرميا ٣٤: ٧). ومعنى لاخيش «سريعة» والجواد بالعبرانية «راكيش» أي على ساكنة لاخيش أن تشد المركبة بالراكيش. أو إذا نظرنا إلى معنى اسم المدينة على ساكنة المدينة السريعة أن تشد المركبات السريعة.
هِيَ أَوَّلُ خَطِيَّةٍ لٱبْنَةِ صِهْيَوْنَ الظاهر أن خطية عبادة الأصنام أتت أورشليم من لاخيش (انظر ٢ملوك ٢٣: ١١) «خيل للشمس».
مُورَشَةِ جَتَّ (ع ١٤) معنى مورشة «ميراث» كما يعطي إنسان ابنته لرجلها ويمهرها ويطلقها أن يرسلها من بيته هكذا ستعطي يهوذا مدينة مورشة أي ميراث للأجانب أي الأشوريين ومعنى إكزيب «الكذب» فتصير بيوتها كاذبة لملوك إسرائيل أي لا يقدرون أن يتكلوا عليها (انظر إرميا ٥: ١٧) وملوك يهوذا يُدعون ملوك إسرائيل بعد سقوط المملكة الشمالية.
ومعنى مرشة (ع ١٥) كمعنى مورشة أي ميراث. والرب يأتي إليها بالوارث أي ملك أشور. كان في عدلام المغارة (انظر ٢صموئيل ٢٢: ١) التي نجا إليها داود ورجاله الأربع مئة لما هرب من وجه شاول. ويقول ميخا هنا أن مجد إسرائيل أي أقوياءهم سيهربون ويختبئون كداود ورجاله. كانوا يحلقون الرأس (ع ١٦) ويجزون الشعر علامة للحزن. والنسر هو العقاب الخالي العنق من الريش.
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي


١ - ٣ «١ وَيْلٌ لِلْمُفْتَكِرِينَ بِٱلْبُطْلِ، وَٱلصَّانِعِينَ ٱلشَّرَّ عَلَى مَضَاجِعِهِمْ. فِي نُورِ ٱلصَّبَاحِ يَفْعَلُونَهُ لأَنَّهُ فِي قُدْرَةِ يَدِهِمْ. ٢ فَإِنَّهُمْ يَشْتَهُونَ ٱلْحُقُولَ وَيَغْتَصِبُونَهَا، وَٱلْبُيُوتَ وَيَأْخُذُونَهَا، وَيَظْلِمُونَ ٱلرَّجُلَ وَبَيْتَهُ وَٱلإِنْسَانَ وَمِيرَاثَهُ. ٣ لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَئَنَذَا أَفْتَكِرُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْعَشِيرَةِ بِشَرٍّ لاَ تُزِيلُونَ مِنْهُ أَعْنَاقَكُمْ، وَلاَ تَسْلُكُونَ بِٱلتَّشَامُخِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ».
مزمور ٣٦: ٤ وإشعياء ٣٢: ٧ وناحوم ١: ١١ هوشع ٧: ٦ و٧ تكوين ٣١: ٢٩ وتثنية ٢٨: ٣٢ وأمثال ٣: ٢٧ إرميا ٢٢: ١٧ وعاموس ٨: ٤ إشعياء ٥: ٨ و١ملوك ٢١: ١ - ١٥ إرميا ٨: ٣ وعاموس ٣: ١ و٢ تثنية ٢٨: ٤٨ وإرميا ١٨: ١١ مراثي ١: ١٤ و٥: ٥ إشعياء ٢: ١١ و١٢ عاموس ٥: ١٣
في الأصحاح السابق ذكر النبي خطايا إسرائيل إلى الله وهنا يذكر خطاياهم إلى الناس ولا سيما خطية ظلم الفقراء والضعفاء. ونرى هنا وبأقوال أخر في العهد القديم نفس المحبة والشفقة التي ظهرت في يسوع المسيح في العهد الجديد. وكلمة «ويل» تشير إلى سقوط المدينة والسبي وتشير أيضاً إلى الهلاك الأبدي لغير التائبين.
لِلْمُفْتَكِرِينَ بِٱلْبُطْلِ أي يصنعون شراً عمداً وقصداً. وأما داود فقال (انظر مزمور ٦٣: ٦) «إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي، فِي ٱلسُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ».
لأَنَّهُ فِي قُدْرَةِ يَدِهِمْ لا يسألون عن العدل والحق بل يحسبون أن كل ما في قدرة يدهم هو حق وإذا ظلموا فقيراً لا يخجلون بل يفتخرون بما أنهم أقوى منه عقلاً وحكمة.
يَشْتَهُونَ ٱلْحُقُولَ (ع ٢) كما اشتهى أخآب كرم نابوت وأخذه وقتل نابوت (انظر ١ملوك ص ٢١) تكلم ميخا كأحد المظلومين فنظر إلى الفلاحين البائسين المطرودين من حقولهم وبيوتهم أو الساكنين فيها كعبيد للأغنياء الذين كانوا أخذوها ظلماً ونظر أيضاً إلى هؤلاء الأغنياء في بيوتهم الكبيرة «ٱلْمُضْطَجِعُونَ عَلَى أَسِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَاجِ، وَٱلْمُتَمَدِّدُونَ عَلَى فُرُشِهِمْ، وَٱلآكِلُونَ خِرَافاً مِنَ ٱلْغَنَمِ وَعُجُولاً مِنْ وَسَطِ ٱلصِّيرَةِ» (عاموس ٦: ٤ - ٦).
والرب يقول هأنذا أفتكر (ع ٣) افتكروا هم بفعل الشر وافتكر الرب بالمجازاة.
لاَ تُزِيلُونَ مِنْهُ أَعْنَاقَكُمْ نير آسريهم فلا يذهبون إلى السبي سالكين بالتشامخ بل كبهائم تحت نير. والعشيرة هي عشيرة إسرائيل.
٤، ٥ «٤ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يُنْطَقُ عَلَيْكُمْ بِهَجْوٍ وَيُرْثَى بِمَرْثَاةٍ، وَيُقَالُ: خَرِبْنَا خَرَاباً. بَدَلَ نَصِيبِ شَعْبِي. كَيْفَ يَنْزِعُهُ عَنِّي؟ يَقْسِمُ لِلْمُرْتَدِّ حُقُولَنَا. ٥ لِذٰلِكَ لاَ يَكُونُ لَكَ مَنْ يُلْقِي حَبْلاً فِي نَصِيبٍ بَيْنَ جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ».
حبقوق ٢: ٦ ص ١: ٨ وإرميا ٩: ١٠ و١٧ - ٢١ إشعياء ٦: ١١ و٢٤: ٣ وإرميا ٤: ١٣ إرميا ٦: ١٢ و٨: ١٠ عدد ٣٤: ١٣ و١٦ - ٢٩ ويشوع ١٨: ٤ و١٠
بِهَجْوٍ كما نُطق على ملك بابل (انظر إشعياء ١٤: ٤) والهجو هو قول على سبيل التعيير.
وَيُرْثَى بِمَرْثَاةٍ أي الكلام الآتي مرثاة إسرائيل وأعداؤهم ينطقون عليهم بذات الكلام هجواً والرب بدل نصيب شعب إسرائيل لما نزعه عنهم وأعطاه للمرتدين أي الوثنيين ليقسموه فيما بينهم. ثم يقول الرب (ع ٥) «لِذٰلِكَ لاَ يَكُونُ لَكَ مَنْ يُلْقِي حَبْلاً فِي نَصِيبٍ بَيْنَ جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ» أي لا يكون أحد كيشوع الذي ألقى الحبل وقسم لأسباط إسرائيل أرض كنعان. كان الإسرائيليون الأغنياء الظالمون أخذوا أرض الفقراء والضعفاء وكما فعلوا سيُفعل بهم عندما يأتي الأشوريون.
٦ «يَتَنَبَّأُونَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا. لاَ يَتَنَبَّأُونَ عَنْ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ. لاَ يَزُولُ ٱلْعَارُ».
إشعياء ٣٠: ١٠ وعاموس ٢: ١٢ و٧: ١٦ ص ٣: ٦ وإشعياء ٢٩: ١٠ ص ٦: ١٦
يَتَنَبَّأُونَ أي الأنبياء الكذبة يقولون لأنبياء الرب أن لا يتنبأوا كما أوصى المجمع الرسولين بطرس ويوحنا أن لا ينطقا البتة ولا يعلّما باسم يسوع. وجميع الذين يعملون السيئات يبغضون النور.
لاَ يَزُولُ ٱلْعَارُ قول الرب. أي لا يزول العار ولو سكت الأنبياء. وجهالتهم كجهالة مريض يظن أنه يخلص من مرضه إذا طرد الطبيب.
٧ - ٩ «٧ أَيُّهَا ٱلْمُسَمَّى بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلْ قَصُرَتْ رُوحُ ٱلرَّبِّ؟ أَهٰذِهِ أَفْعَالُهُ؟ أَلَيْسَتْ أَقْوَالِي صَالِحَةً نَحْوَ مَنْ يَسْلُكُ بِٱلٱسْتِقَامَةِ؟ ٨ وَلَكِنْ بِٱلأَمْسِ قَامَ شَعْبِي كَعَدُوٍّ. تَنْزِعُونَ ٱلرِّدَاءَ عَنِ ٱلثَّوْبِ مِنَ ٱلْمُجْتَازِينَ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ وَمِنَ ٱلرَّاجِعِينَ مِنَ ٱلْقِتَالِ. ٩ تَطْرُدُونَ نِسَاءَ شَعْبِي مِنْ بَيْتِ تَنَعُّمِهِنَّ. تَأْخُذُونَ عَنْ أَطْفَالِهِنَّ زِينَتِي إِلَى ٱلأَبَدِ».
إشعياء ٥٠: ٢ و٥٩: ١ مزمور ١١٩: ٦٥ و ٦٨ و١١٦ وإرميا ١٥: ١٦ مزمور ١٥: ٢ و٨٤: ١١ إرميا ١٢: ٨ ص ٣: ٢ و٣ و٧: ٢ و٣ مزمور ١٢٠: ٦ و٧ إرميا ١٠: ٢٠ حزقيال ٣٩: ٢١ وحبقوق ٢: ١٤
ٱلْمُسَمَّى بَيْتَ يَعْقُوبَ هم من نسل يعقوب حسب الجسد وليس من نسله حسب أعمالهم. ومجرد الاسم لا ينفع شيئاً.
هَلْ قَصُرَتْ رُوحُ ٱلرَّبِّ والجواب لم تقصر بل هو طويل الروح وكثير الرحمة ورحمته إلى الأبد وهو لا يتغير.
أَهٰذِهِ أَفْعَالُهُ أي دمار البلاد والسبي ليست أفعال الرب لأن الرب لم يشأ هلاكهم بل هي أفعالهم وكل بلاياهم من خطاياهم.
بِٱلأَمْسِ (ع ٨) أي عملوا ولم يزالوا يعملون وبما أنهم عملوا أعمالاً عكس أعمال الرب صاروا أعداءه.
تَنْزِعُونَ ٱلرِّدَاءَ عَنِ ٱلثَّوْبِ أي يأخذون العباءة ويتركون القميص فقط.
ٱلرَّاجِعِينَ مِنَ ٱلْقِتَالِ أي غير المحاربين. ونهب هؤلاء المساكين والمطمئنين ليس فقط طمعاً منهم بل أيضاً ظلماً وجبانة.
بَيْتِ تَنَعُّمِهِنَّ (ع ٩) يفرح الفقراء بأولادهم وبيوتهم الحقيرة والبسيطة ولكن هؤلاء الظالمين يأخذون منهم حتى هذه الخيرات القليلة.
تَأْخُذُونَ عَنْ أَطْفَالِهِنَّ زِينَتِي إِلَى ٱلأَبَدِ أولاد شعب الله زينته لأنهم إتمام وعده بتكثير الشعب وثباتهم في أرضهم وفي طاعتهم للرب. والأولاد زينة البيت وزينة البلاد وزينة الكنيسة وزينة ثمينة في عيني الرب وأما هؤلاء الظالمون فأفقدوهم بيوتهم ووالديهم وامتيازاتهم ومجدهم كأولاد شعب الله والظاهر أنهم كانوا باعوهم عبيداً في بلاد وثنية بلا رجاء بالرجوع إلى وطنهم وإلى الأبد.
١٠، ١١ «١٠ قُومُوا وَٱذْهَبُوا لأَنَّهُ لَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلرَّاحَةَ. مِنْ أَجْلِ نَجَاسَةٍ تُهْلِكُ وَٱلْهَلاَكُ شَدِيدٌ. ١١ لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِٱلرِّيحِ وَٱلْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هٰذَا ٱلشَّعْبِ!».
لاويين ١٨: ٢٥ و٢٨ و٢٩ ومراثي ٤: ١٤ و١٥ تثنية ١٢: ٩ مزمور ١٠٦: ٣٨ إرميا ٥: ١٣ و٣١ إشعياء ٢٨: ٧ إشعياء ٣٠: ١٠ و١١
قُومُوا وَٱذْهَبُوا يشير إلى السبي حين يقومون ويذهبون إلى بلاد أشور. وليست راحة الإنسان الحقيقية من الخيرات الزمنية التي لا تقدر أن تشبع النفس الخالدة بل في الرب (انظر إرميا ٣١: ١٤) «يَشْبَعُ شَعْبِي مِنْ جُودِهِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
نَجَاسَةٍ تُهْلِكُ قذفت أرض كنعان سكانهم الأولين بسبب نجاستهم وهكذا ستقذف بني إسرائيل أي سيذهبون إلى السبي بسبب نجاستهم (انظر لاويين ١٨: ٢٤ - ٣٠) وليست راحة الإنسان بظروفه الخارجية كالمأكولات والملبوسات والمساكن بل بأحواله الداخلية ووجود الإيمان والصبر والمحبة والتقوى في قلبه.
سَالِكٌ بِٱلرِّيحِ (ع ١١) أي يتكلم كلاماً فارغاً. يسلك النبي الكاذب بالريح وأما النبي الحقيقي فبالروح.
هُوَ نَبِيَّ هٰذَا ٱلشَّعْبِ قال يسوع «أَحَبَّ ٱلنَّاسُ ٱلظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلنُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً» (يوحنا ٣: ١٩) لا يطلب الأشرار من يُريهم الحق بل من يأذن لهم أن يبقوا في خطاياهم ويعدهم بالخلاص في الآخرة.
١٢، ١٣ «١٢ إِنِّي أَجْمَعُ جَمِيعَكَ يَا يَعْقُوبُ. أَضُمُّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ. أَضَعُهُمْ مَعاً كَغَنَمِ ٱلْحَظِيرَةِ، كَقَطِيعٍ فِي وَسَطِ مَرْعَاهُ يَضِجُّ مِنَ ٱلنَّاسِ. ١٣ قَدْ صَعِدَ ٱلْفَاتِكُ أَمَامَهُ. يَقْتَحِمُونَ وَيَعْبُرُونَ مِنَ ٱلْبَابِ، وَيَخْرُجُونَ مِنْهُ، وَيَجْتَازُ مَلِكُهُمْ أَمَامَهُمْ، وَٱلرَّبُّ فِي رَأْسِهِمْ».
ص ٤: ٦ و٧ ص ٥: ٧ و٨ و٧: ١٨ إرميا ٣٣: ٢٢ ص ٥: ٤
كثيراً ما الأنبياء بعدما يوبخون الناس على خطاياهم ويتنبأون بالدمار والسبي يرفعون النظر إلى المستقبل البعيد ويذكرون أمجاد ملكوت المسيح ورجوع شعبه إليه. (انظر إشعياء ص ٣٤) الذي موضوعه دمار أدوم الهائل ثم (ص ٣٥) الذي موضوعه أفراح ملكوت المسيح. وبهذين الآيتين نبوة بجمع اليهود المشتتين وراحتهم ونجاحهم تحت راية المسيح فإن الرب لا ينسى البقية وهم الأتقياء القليلو العدد الموجودون بين الأشرار ولهم التعزية بمواعيد الله.
يَضِجُّ مِنَ ٱلنَّاسِ دليل على كثرة الغنم والرعاة. والفاتك (ع ١٣) هو من يفتح باباً للأسرى فيخلصون. ككورش وزربابل وبالأخص المسيح. «وملكهم» هو المسيح. كان سبي بابل رمزاً عن عبودية الخطية والرجوع من السبي رمز عن رجوع النفس إلى الله.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ


١ - ٤ «١ وَقُلْتُ: ٱسْمَعُوا يَا رُؤَسَاءَ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. أَلَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا ٱلْحَقَّ؟ ٢ ٱلْمُبْغِضِينَ ٱلْخَيْرَ وَٱلْمُحِبِّينَ ٱلشَّرَّ، ٱلنَّازِعِينَ جُلُودَهُمْ عَنْهُمْ وَلَحْمَهُمْ عَنْ عِظَامِهِمْ. ٣ وَٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ لَحْمَ شَعْبِي وَيَكْشُطُونَ جِلْدَهُمْ عَنْهُمْ، وَيُهَشِّمُونَ عِظَامَهُمْ، وَيُشَقِّقُونَ كَمَا فِي ٱلْقِدْرِ، وَكَاللَّحْمِ فِي وَسَطِ ٱلْمِقْلَى. ٤ حِينَئِذٍ يَصْرُخُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ فَلاَ يُجِيبُهُمْ، بَلْ يَسْتُرُ وَجْهَهُ عَنْهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ كَمَا أَسَاءُوا أَعْمَالَهُمْ».
ع ٩ وإشعياء ١: ١٠ مزمور ٨٢: ١ - ٥ وإرميا ٥: ٥ ص ٢: ٨ و٧: ٢ و٣ ومزمور ٥٣: ٤ وحزقيال ٢٢: ٢٧ مزمور ١٤: ٤ و٢٧: ٢ وصفنيا ٣: ٣ حزقيال ٣٤: ٢ و٣ حزقيال ١١: ٣ و٦ و٧ مزمور ١٨: ٤١ وأمثال ١: ٢٨ وإشعياء ١: ١٥ وإرميا ١١: ١١ تثنية ٣١: ١٧ وإشعياء ٥٩: ٢ ص ٧: ١٣ وإشعياء ٣: ١١
النبي يتوعد جميع رؤساء إسرائيل وهم على ثلاث رتب أي القضاة والكهنة والأنبياء ولا يذكر الملك حزقيا الصالح. ويبين أنهم أجمعين ضالون ومضلون.
أَلَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا ٱلْحَقَّ لم يقدروا أن يعرفوا الحق لأن الخطية كانت غلّظت قلوبهم وثقّلت آذانهم وأطمست أعينهم (انظر إشعياء ٦: ١٠) ولعلهم حسبوا أنفسهم شرفاء ولطفاء وقساوتهم أمراً ضرورياً ولولاها لا يخافهم الشعب واعتبروا الفقراء كأنهم جنس أوطى منهم ومخلوقون لخدمتهم.
ٱلْمُبْغِضِينَ ٱلْخَيْرَ (ع ٢) لأن عمل الخير يطلب منهم الخدمة للمحتاجين وإعطاء المال والاهتمام بغيرهم وكانوا محبين الشر لأنهم استغنوا غنىً بواسطته.
ٱلنَّازِعِينَ جُلُودَهُمْ الظالمون مشبهون بوحوش مفترسة وللفقراء بفريستها. ومن أخذ ثوب الفقير ظلماً كأنه نزع عنه جلده ومن أخذ خبز الفقير كأنه قتله ونزع لحمه عن عظامه لأن خبزه حياته ومن نصح وتقوّى وتعظم بواسطة الظلم كأنه هشم عظام الفقير وأكله. والرب يقول «شعبي» (ع ٣) فما أعظم خطية ظلم الفقراء الذين يدعوهم الرب شعبه.
حِينَئِذٍ (ع ٤) أي في يوم بليتهم حينما تسقط السامرة مدينة إسرائيل وأورشليم مدينة يهوذا.
كَمَا أَسَاءُوا أَعْمَالَهُمْ كان الفقراء صرخوا إليهم مرات كثيرة وهم لا يسمعون فالرب لا يسمع عندما يصرخون إليه.
٥ - ٨ «٥ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ عَلَى ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَ شَعْبِي، ٱلَّذِينَ يَنْهَشُونَ بِأَسْنَانِهِمْ، وَيُنَادُونَ: سَلاَمٌ! وَٱلَّذِي لاَ يَجْعَلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ شَيْئاً يَفْتَحُونَ عَلَيْهِ حَرْباً: ٦ لِذٰلِكَ تَكُونُ لَكُمْ لَيْلَةٌ بِلاَ رُؤْيَا. ظَلاَمٌ لَكُمْ بِدُونِ عِرَافَةٍ. وَتَغِيبُ ٱلشَّمْسُ عَنِ ٱلأَنْبِيَاءِ، وَيُظْلِمُ عَلَيْهِمِ ٱلنَّهَارُ. ٧ فَيَخْزَى ٱلرَّاؤُونَ، وَيَخْجَلُ ٱلْعَرَّافُونَ، وَيُغَطُّونَ كُلُّهُمْ شَوَارِبَهُمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابٌ مِنَ ٱللهِ. ٨ لٰكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ رُوحِ ٱلرَّبِّ وَحَقّاً وَبَأْساً، لأُخَبِّرَ يَعْقُوبَ بِذَنْبِهِ وَإِسْرَائِيلَ بِخَطِيَّتِهِ».
إشعياء ٣: ١٢ و٩: ١٥ و١٦ وإرميا ١٤: ١٤ و١٥ إشعياء ٥٦: ٩ - ١١ إرميا ٦: ١٤ ع ١١ إشعياء ٨: ٢٠ - ٢٢ و٢٩: ١٠ - ١٢ إشعياء ٥٩: ١٠ زكريا ١٣: ٤ إشعياء ٤٤: ٢٥ و٤٧: ١٢ - ١٤ ص ٧: ١٦ ع ٤ و١صموئيل ٢٨: ٦ إشعياء ٦١: ١ و٢ وإرميا ١: ١٨ إشعياء ٥٨: ١
يُضِلُّونَ شَعْبِي وهذا الشر أعظم من شر الفقر والجوع الذي يؤثر في الجسد فقط فإن التعليم الفاسد يؤثر في النفس. وتعلّم الفقير من رؤسائه الطمع والظلم والرياء فكان يظلم من كان أضعف منه. ومن عدم التعليم من كهنته لم يعرف الرب ومحبته ورحمته ولم يتعلم الصبر والإيمان والرجاء والفرح حتى في الضيقات. فالأنبياء أضلوا الجميع الكبير والصغير ووعدوهم بالسلام مهما عملوا. وأعظم ضلال هو تعليم فاسد ممن يدعي بأنه تعليمه هو من الله.
يَنْهَشُونَ بِأَسْنَانِهِمْ كما تلسع الحية ولعل المشابهة هنا بوحش مفترس ينهش ويأكل بشراهة.
يَفْتَحُونَ عَلَيْهِ حَرْباً كأولاد عالي (١صموئيل ٢: ١٢ - ١٧) (انظر حزقيال ١٣: ١٠ و١٩: ٢٣).
لَيْلَةٌ بِلاَ رُؤْيَا (ع ٦) كان قصاصهم مناسباً لخطيتهم أحبوا الظلام وتركهم الرب في الظلام.
تَغِيبُ ٱلشَّمْسُ شمس الرؤيا وشمس الرجاء والابتهاج.
فَيَخْزَى ٱلرَّاؤُونَ (ع ٧) لأن ليس لهم رأي ولا تدبير في وقت الضيق ولا يستجيب لهم الرب ويغطون شواربهم علامة للحزن والخجل.
لٰكِنَّنِي أَنَا (ع ٨) كان ميخا مدفوعاً من روح الله كإرميا (انظر إرميا ٢٠: ٩) «فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَمَلِلْتُ مِنَ ٱلإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ» وكما قال بطرس ويوحنا (أعمال ٤: ٢٠) «لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا» وبولس (١كورنثوس ٩: ١٦) «إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ ٱلضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ». فلم يخف ميخا من الرؤساء والقضاة والأنبياء الكذبة لأنه مرسل من الله القادر على كل شيء.
٩ - ١٢ «٩ اِسْمَعُوا هٰذَا يَا رُؤَسَاءَ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ يَكْرَهُونَ ٱلْحَقَّ وَيُعَوِّجُونَ كُلَّ مُسْتَقِيمٍ. ١٠ ٱلَّذِينَ يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِٱلدِّمَاءِ وَأُورُشَلِيمَ بِٱلظُّلْمِ. ١١ رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِٱلرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِٱلأُجْرَةِ، وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِٱلْفِضَّةِ، وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى ٱلرَّبِّ قَائِلِينَ: أَلَيْسَ ٱلرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ! ١٢ لِذٰلِكَ بِسَبَبِكُمْ تُفْلَحُ صِهْيَوْنُ كَحَقْلٍ، وَتَصِيرُ أُورُشَلِيمُ خِرَباً، وَجَبَلُ ٱلْبَيْتِ شَوَامِخَ وَعْرٍ».
ع ١ مزمور ٥٨: ١ و٢ وإشعياء ١: ٢٣ إرميا ٢٢: ١٣ و١٧ وحبقوق ٢: ١٢ ص ٧: ٣ وإشعياء ١: ٢٣ إرميا ٦: ١٣ إشعياء ٤٨: ٢ إرميا ٢٦: ١٨ إرميا ٩: ١١ ص ١: ٦ ص ٤: ١ ص ٤: ١ - ٣ وإشعياء ٢: ٢ - ٤
كان القضاة يعوّجون كل مستقيم بأخذهم الرشوة وقبولهم شهادة زور وكان الكهنة أيضاً يعوّجون كل مستقيم بريائهم وتعليمهم الفاسد وعدم تعليم الحق وبسلوكهم وقدوتهم الردية.
يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِٱلدِّمَاءِ كان مالهم مال الظلم وبيوتهم مبنية بالتسخير وهكذا أماتوا الفقراء بأشغال شاقة وظلم. وعمّت خطية الطمع جميع الناس على اختلاف رتبهم. القضاة والكهنة والأنبياء.
يَتَوَكَّلُونَ عَلَى ٱلرَّبِّ (ع ١١) واتكالهم باطل لأنه كان على اسمهم كنسل يعقوب وعلى ممارستهم الطقوس والفرائض «ٱلْيَهُودِيَّ فِي ٱلظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيّاً» (رومية ٢: ٢٨) وليس الرب في وسط الطماعين والظالمين ولو كانوا يهوداً بالاسم.
النبوة في ع ١٢ كانت في أيام حزقيا (انظر إرميا ٢٦: ١٨ و١٩) ولكن تأجل تتميمها فكان بأيام أبناء يوشيا. (مراثي إرميا ٥: ١٨ ونحميا ٤: ٢). قال يوسيفس عن دمار أورشليم من الرومانيين إنه إذا مر عليها غريب لا يمكنه أن يعرف أنه كان مدينة في ذلك المكان. والملك الروماني اليانس هدريانس بنى مدينة في موقع أورشليم وسماها على اسمه إليا وبقي هذا الاسم إلى القرن السابع بعد المسيح.
بِسَبَبِكُمْ كلّم الرؤساء والقضاة والكهنة والظالمين من الشعب فلا يكون عقاب خطاياهم على أنفسهم فقط وفي أيامهم فقط بل أيضاً على أولادهم وفي الأجيال القادمة لا يكون سقوط السامرة وأورشليم بسبب قوة أعدائهم الأشوريين والكلدانيين والرومانيين ولا يكون صدفة بل بسبب خطايا أهلها. والخطر على الكنيسة المسيحية اليوم ليس من أعدائها بالخارج بل من حالتها الداخلية. وهلاك الإنسان ليس من غيره بل من نفسه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ


وردت الآيات ١ - ٣ في إشعياء أيضاً (إشعياء ٢: ٢ - ٤) والأرجح أن إشعياء اقتبسها من ميخا لأنها توافق القرينة في ميخا أكثر من القرينة في إشعياء (انظر ميخا ٣: ١٢) «وَتَصِيرُ أُورُشَلِيمُ خِرَباً، وَجَبَلُ ٱلْبَيْتِ شَوَامِخَ وَعْرٍ» وما يليه (٤: ١) «جَبَلَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتاً فِي رَأْسِ ٱلْجِبَالِ» وفي ميخا ٣: ٦ «لَيْلَةٌ بِلاَ رُؤْيَا» وفي ٤: ٢ «فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ» أي الأمور الخربة في عصر النبي هي الأمور المصلحة في أيام المسيح. والأيام الأخيرة هي أيام العهد الجديد (انظر ١كورنثوس ١٠: ١١) وصاعداً. والكنيسة تشبه جبلاً (١) لأنها متينة وثابتة إلى الأبد (٢) لأنها معروفة ومشهورة ومجيدة (٣) لأنها في رأس الجبال أي تتسلط على العالم غير أن سلطتها ليست منها بل بإظهار الحق.
١ - ٥ «١ وَيَكُونُ فِي آخِرِ ٱلأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتاً فِي رَأْسِ ٱلْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ ٱلتِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ. ٢ وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ ٱلرَّبِّ وَإِلَى بَيْتِ إِلٰهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ. لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ ٱلشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ. ٣ فَيَقْضِي بَيْنَ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ. يُنْصِفُ لأُمَمٍ قَوِيَّةٍ بَعِيدَةٍ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ. ٤ بَلْ يَجْلِسُونَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ، وَلاَ يَكُونُ مَنْ يُرْعِبُ، لأَنَّ فَمَ رَبِّ ٱلْجُنُودِ تَكَلَّمَ. ٥ لأَنَّ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ، وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلأَبَدِ».
دانيال ٢: ٢٨ و١٠: ١٤ وهوشع ٣: ٥ ص ٣: ١٢ وحزقيال ٤٣: ١٢ وزكريا ٨: ٣ مزمور ٢٢: ٢٧ و٨٦: ٩ وإرميا ٣: ١٧ زكريا ٢: ١١ و١٤: ١٦ إشعياء ٢: ٣ وإرميا ٣١: ٦ مزمور ٢٥: ٨ و٩ و١٢ وإشعياء ٥٤: ١٣ إشعياء ٤٢: ١ - ٤ وزكريا ١٤: ٨ و٩ إشعياء ٢: ٤ و١١: ٣ - ٥ و١ملوك ٤: ٢٥ وزكريا ٣: ١٠ لاويين ٢٦: ٦ وإرميا ٣٠: ١٠ إشعياء ١: ٢٠ و٤٠: ٥ و٢ملوك ١٧: ٢٩ يشوع ٢٤: ١٥ وإشعياء ٢٦: ٨ و١٣ وزكريا ١٠: ١٢
وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ حسب النواميس الطبيعية الماء يجري إلى تحت وليس إلى رأس الجبال وفي الأمور الأدبية أيضاً ميل الإنسان إلى الخطية ولكن الروح القدس يجدد القلب ويغيّر طبيعة الإنسان فيحب ما كان يبغضه ويبغض ما كان يحبه.
وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ (ع ٢) إشارة إلى تجديد الوثنيين وانضمامهم إلى الكنيسة.
فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ التعليم هو من الأمور الجوهرية في الدين ولا يمكن الإيمان الحقيقي بلا معرفة والمعرفة هي بواسطة التعليم والأمم يحرّضون بعضهم على المعرفة والسلوك الحسن. ومن صفات كل مسيحي حقيقي أن يطلب خلاص غيره.
مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ ٱلشَّرِيعَةُ من الكنيسة ولكن ليس من الكنيسة نفسها بل لكونها مؤتمنة على أقوال الله ونجاح الكنيسة في التبشير يكون بالنسبة إلى أمانتها في تعليم كلام الله واتحادها مع رأسها المسيح.
فَيَقْضِي بَيْنَ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ (ع ٣) أي المسيح يقضي وذلك بفعل الروح القدس في قلوب الناس والتبشير بالكلمة فنرى حتى في أيامنا البعض من الأمم والبعض من حكامها خاضعين لناموس المسيح وطالبين إجراء الحق والسلام.
فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ ستتم هذه النبوة رويداً رويداً وكما يمتد إنجيل المسيح في الأرض ورأينا في أيامنا شيئاً من ذلك.
كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ (ع ٥) يتكل الوثنيون على أوثانهم التي لا تقدر أن تخلّصهم. وأما المتكلون على الرب فلا يخجلون إلى الأبد.
٦ - ١٠ «٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَجْمَعُ ٱلظَّالِعَةَ، وَأَضُمُّ ٱلْمَطْرُودَةَ، وَٱلَّتِي أَضْرَرْتُ بِهَا ٧ وَأَجْعَلُ ٱلظَّالِعَةَ بَقِيَّةً، وَٱلْمُقْصَاةَ أُمَّةً قَوِيَّةً، وَيَمْلِكُ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمْ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ مِنَ ٱلآنَ إِلَى ٱلأَبَدِ. ٨ وَأَنْتَ يَا بُرْجَ ٱلْقَطِيعِ، أَكَمَةَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ إِلَيْكِ يَأْتِي. وَيَجِيءُ ٱلْحُكْمُ ٱلأَوَّلُ مُلْكُ بِنْتِ أُورُشَلِيمَ. ٩ اَلآنَ لِمَاذَا تَصْرُخِينَ صُرَاخاً؟ أَلَيْسَ فِيكِ مَلِكٌ، أَمْ هَلَكَ مُشِيرُكِ حَتَّى أَخَذَكِ وَجَعٌ كَٱلْوَالِدَةِ؟ ١٠ تَلَوَّيِ، ٱدْفَعِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ كَٱلْوَالِدَةِ، لأَنَّكِ ٱلآنَ تَخْرُجِينَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَتَسْكُنِينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَتَأْتِينَ إِلَى بَابِلَ. هُنَاكَ تُنْقَذِينَ. هُنَاكَ يَفْدِيكِ ٱلرَّبُّ مِنْ يَدِ أَعْدَائِكِ».
ص ٢: ١٢ صفنيا ٣: ١٩ ص ٥: ٧ و٨ و٧: ١٨ ع ١٣ إشعياء ٢٤: ٢٣ مزمور ٤٨: ٣ و١٢ و٦١: ٣ ص ٢: ١٢ إشعياء ١: ٢٦ وزكريا ٩: ١٠ إرميا ٨: ١٩ إشعياء ٣: ١ - ٣ و٢٨: ٢٩ ص ٥: ٣ ٢ملوك ٢٠: ١٨ وهوشع ٢: ١٤ ص ٧: ٨ - ١٢ وإشعياء ٤٣: ١٤ و٤٥: ١٣ إشعياء ٤٨: ٢٠ و٥٢: ٩ - ١٢
بعد كلامه بخصوص الوثنيين يكلم إسرائيل. والظالعة هي بنت صهيون أي شعب الله والعرجاء أي الظالعة هي التي لا تسلك تماماً في طرق الرب بل تعمل شيئاً من الواجبات وتترك شيئاً أو تتبع الرب أحياناً والخطية أحياناً كما قال إيليا (انظر ١ملوك ١٨: ٢١) «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْفِرْقَتَيْنِ» أي بين الرب والبعل. وانضمام المطرودة ليس رجاء النبي فقط بل هو وعد الرب فلا بد أن يكون حسب قوله. وإن كان الوعد لبقية فقط تكون هذه البقية أمة قوية. ولكنها لا تكون قوية كأشور وبابل ومصر فإن النبوة لا تتم حرفياً بل في الكنيسة المسيحية وقوتها قوة روحية وتكون في احتمال المشقات والاضطهادات كقوة بطرس ويوحنا اللذين لم يخافا من المجمع وتكون بالحكم على أنفسهم والصبر والإيمان والمحبة الأخوية وتكون سلطة الكنيسة سلطة روحية وأدبية وعقلية ويكون مجدها بانضمام جماهير من النفوس إليها من كل لسان وقبيلة وبلاد.
وسمى النبي شعب الله «برج القطيع» إشارة إلى داود الذي كان راعياً للغنم وأقامه الرب راعياً لشعبه والرب يسوع هو الراعي الصالح والكنيسة برج القطيع لأن راعيها العظيم حال فيها. وسمى الكنيسة «أكمة بنت صهيون» إشارة إلى البرج الخارج عن بيت الملك (انظر نحميا ٣: ٢٥ و٢٦) ولاصق به. والمسيح يحل في الكنيسة كملك وليس فقط كراع.
وَيَجِيءُ ٱلْحُكْمُ ٱلأَوَّلُ أي المسيح وهو من نسل داود حسب الجسد. ولليهود المطرودين هذه التعزية وهي أن المجد والغنى والقوة التي كانت لهم في أيام داود سترجع إليهم ويكون لهم أفضل غير أن هذه المواعيد ليست مواعيد جسدية بل روحية.
أَلَيْسَ فِيكِ مَلِكٌ (ع ٩) والجواب - بلى فيك ملك ومشير وهو الله. في وقت الضيق ظنوا أنهم متروكين بلا قوة وبلا مشورة وأما النبي فيذكرهم أن الرب هو في وسطهم وهو أفضل من ملك أو مشير من البشر وهو القادر على كل شيء والحي في كل حين والأمين في كل مواعيده فلا يجب أن ييأسوا.
تَلَوَّيِ (ع ١٠) الكنيسة مشبهة بوالدة لأن الضيق يأتيها بغتة ولا خلاص منه ولكن نتيجته فرح (يوحنا ١٦: ٢١) «لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ ٱلشِّدَّةَ لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي ٱلْعَالَمِ».
تَخْرُجِينَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ أي مدينة أورشليم والقول يشير إلى السبي.
إِلَى بَابِلَ في ص ٣٩ من نبوة إشعياء نبأ المرسلين من قبل مردوخ ملك بابل إلى الملك حزقيا وفرح حزقيا فيهم وأنه أراهم كل خزائنه ونبوة إشعياء بأنه تُحمل هذه الخزائن إلى بابل ويُستعبد نسله هناك. وفي ذلك الوقت كانت بابل مملكة ضعيفة وملكها مردوخ كان أولاً موالياً تحت سلطة ملك أشور ثم عصاه واستقل مدة ١٢ سنة ثم مدة نصف سنة وأخيراً سقط في أيام سنحاريب وفي زمان ميخا كانت السلطة العظمى لأشور. ولعل النبي أشار أيضاً إلى سبي في زمان نبوخذ ناصر غير أن النبي والشعب الذين سمعوا النبوة لم يفهموا معناها تماماً.
هُنَاكَ تُنْقَذِينَ نبوة بالرجوع من السبي.
١١ - ١٣ «١١ وَٱلآنَ قَدِ ٱجْتَمَعَتْ عَلَيْكِ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ، ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ: لِتَتَدَنَّسْ وَلْتَتَفَرَّسْ عُيُونُنَا فِي صِهْيَوْنَ. ١٢ وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ أَفْكَارَ ٱلرَّبِّ وَلاَ يَفْهَمُونَ قَصْدَهُ، إِنَّهُ قَدْ جَمَعَهُمْ كَحُزَمٍ إِلَى ٱلْبَيْدَرِ. ١٣ قُومِي وَدُوسِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لأَنِّي أَجْعَلُ قَرْنَكِ حَدِيداً، وَأَظْلاَفَكِ أَجْعَلُهَا نُحَاساً، فَتَسْحَقِينَ شُعُوباً كَثِيرِينَ، وَأُحَرِّمُ غَنِيمَتَهُمْ لِلرَّبِّ، وَثَرْوَتَهُمْ لِسَيِّدِ كُلِّ ٱلأَرْضِ».
إشعياء ٥: ٢٥ - ٣٠ و١٧: ١٢ - ١٤ ص ٧: ١٠ مزمور ١٤٧: ١٩ و٢٠ إشعياء ٤١: ١٥ إرميا ٥١: ٢٠ - ٢٣ إشعياء ٦٠: ٩
وَٱلآنَ قَدِ ٱجْتَمَعَتْ كلمة «الآن» تدل على الزمان الحاضر أو على مستقبل قريب أو على مستقبل بعيد لأن عند الرب ألف سنة كيوم واحد. والذين اجتمعوا على أورشليم كانوا أولاً جيش سنحاريب الذين ضربهم الرب فانصرف الباقون منهم إلى بلادهم (انظر إشعياء ٣٧: ٣٦) ثم في زمان الرومانيين. وأخيراً ستنتصر الكنيسة على جوج وماجوج (انظر رؤيا ٢٠: ٧ - ١٠).
أَجْعَلُ قَرْنَكِ حَدِيداً (ع ١٣) القرن يدل على القوة كقوة الثور في النطح والأظلاف من النحاس تدل على قوته في الدوس والسحق. وخلاصة النية هي غلبة الكنيسة على جميع أعدائها. وأما هذه الغلبة فلا تكون بالقوة الجسدية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ


١ - ٩ «١ اَلآنَ تَتَجَيَّشِينَ يَا بِنْتَ ٱلْجُيُوشِ! قَدْ أَقَامَ عَلَيْنَا مِتْرَسَةً. يَضْرِبُونَ قَاضِيَ إِسْرَائِيلَ بِقَضِيبٍ عَلَى خَدِّهِ. ٢ أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي ٱلَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلأَزَلِ. ٣ لِذٰلِكَ يُسَلِّمُهُمْ إِلَى حِينَمَا تَكُونُ قَدْ وَلَدَتْ وَالِدَةٌ، ثُمَّ تَرْجِعُ بَقِيَّةُ إِخْوَتِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٤ وَيَقِفُ وَيَرْعَى بِقُدْرَةِ ٱلرَّبِّ، بِعَظَمَةِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ، وَيَثْبُتُونَ. لأَنَّهُ ٱلآنَ يَتَعَظَّمُ إِلَى أَقَاصِي ٱلأَرْضِ. ٥ وَيَكُونُ هٰذَا سَلاَماً. إِذَا دَخَلَ أَشُّورُ فِي أَرْضِنَا وَإِذَا دَاسَ فِي قُصُورِنَا نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةً مِنْ أُمَرَاءِ ٱلنَّاسِ ٦ فَيَرْعَوْنَ أَرْضَ أَشُّورَ بِٱلسَّيْفِ، وَأَرْضَ نِمْرُودَ فِي أَبْوَابِهَا، فَيَنْفُذُ مِنْ أَشُّورَ إِذَا دَخَلَ أَرْضَنَا وَإِذَا دَاسَ تُخُومَنَا. ٧ وَتَكُونُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ فِي وَسَطِ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ كَٱلنَّدَى مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ، كَٱلْوَابِلِ عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلَّذِي لاَ يَنْتَظِرُ إِنْسَاناً وَلاَ يَصْبِرُ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ. ٨ وَتَكُونُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ بَيْنَ ٱلأُمَمِ فِي وَسَطِ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ كَٱلأَسَدِ بَيْنَ وُحُوشِ ٱلْوَعْرِ، كَشِبْلِ ٱلأَسَدِ بَيْنَ قُطْعَانِ ٱلْغَنَمِ، ٱلَّذِي إِذَا عَبَرَ يَدُوسُ وَيَفْتَرِسُ وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُ. ٩ لِتَرْتَفِعْ يَدُكَ عَلَى مُبْغِضِيكَ وَيَنْقَرِضْ كُلُّ أَعْدَائِكَ!».
إرميا ٥: ٧ (ص ٤: ١٤ في العبراني) ١ملوك ٢٢: ٢٤ وأيوب ١٦: ١٠ ومراثي ٣: ٣٠ (ص ٥: ١ في العبراني) متّى ٢: ٦ تكوين ٣٥: ١٩ و٤٨: ٧ وراعوث ٤: ١١ و١صموئيل ١٧: ١٢ إشعياء ١١: ١ ولوقا ٢: ٤ إرميا ٣٠: ٢١ وزكريا ٩: ٩ مزمور ١٠٢: ٢٥ وأمثال ٨: ٢٢ و٢٣ ص ٤: ١٠ و٧: ١٣ وهوشع ١١: ٨ ص ٤: ٩ و١٠ ع ٧ و٨ وإشعياء ١٠: ٢٠ - ٢٢ ص ٧: ١٤ وإشعياء ٤٠: ١١ و٤٩: ٩ وحزقيال ٣٤: ١٣ - ١٥ و٢٣ و٢٤ إشعياء ٤٥: ٢٢ و٥٢: ١٠ ع ٢ إشعياء ٨: ٧ و٨ و١٠: ٢٤ - ٢٧ ناحوم ٢: ١٠ - ١٢ صفنيا ٢: ١٣ تكوين ١٠: ٨ - ١١ إشعياء ١٤: ٢٥ و٣٧: ٣٦ و٣٧ ع ٣ وص ٢: ١٢ و٤: ٧ و٧: ١٨ تثنية ٣٢: ٢ ومزمور ١١٠: ٣ وهوشع ١٤: ٥ مزمور ٧٢: ٦ وإشعياء ٤٤: ٤ تكوين ٤٩: ٩ وعدد ٢٤: ٩ ص ٤: ١٣ ومزمور ٤٤: ٥ وإشعياء ٤١: ١٥ و١٦ وزكريا ١٠: ٥ هوشع ٥: ١٤ مزمور ٥٠: ٢٢ مزمور ١٠: ١٢ و٢١: ٨ و١٠٦: ٢٦ وإشعياء ٢٦: ١١
النبي يكلم يهوذا ويسمي أورشليم «بنت الجيوش» أي التي فيها جيوش. لا جيوش منظمة بل جيوش المضطربين والجياع. والنبي يرى في الرؤيا أموراً مستقبلة كأنها حاضرة ويرى نفسه بين شعب يهوذا العدو القريب هو أشور. والنبوة تناسب أيضاً الكلدانيين والرومانيين مع أن أفكار النبي وسامعيه كانت في العدو القريب. ويقول النبي تهكماً تتجيشين فإن بنت صهيون لا تقدر أن تقاوم القادمين عليها وتتجيش للهلاك. وقاضي إسرائيل هو الملك أو غيره من الحكام والقول إنهم يضربونه على خده يشير إلى هبوط المملكة إلى أدنى دركات الهوان. و«إسرائيل» هنا يهوذا كما يظهر من القرينة. و«أفراتة» (ع ٢) اسم بيت لحم القديم (انظر تكوين ٣٥: ١٩) ومعنى بيت لحم بيت الخبز فمنها خرج خبز الحياة للعالم ومعنى أفراتة مثمرة فمنها تلك الحبة من الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت وأتت بثمر كثير (يوحنا ١٢: ٢٤). وكانت بيت لحم صغيرة أن تكون من ألوف يهوذا أي كان عدد سكانها أقل من ألف فلا يكون لها وحدها رئيس ألف (انظر عدد ١: ١٦ و١٠: ٤) وفي زمان يسوع دُعيت قرية لا مدينة. وقال متّى (٢: ٦) «لَسْتِ ٱلصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا» أي ولو كانت صغيرة ناظراً إلى الحوادث التي حدثت فيها كولادة داود وبالأخص ولادة يسوع. واليهود فهموا أن هذه النبوة هي في المسيح (انظر متّى ٢: ٤ - ٨) وقيل «يخرج لي» لأن تجسد المسيح كان بموجب تعيين من الله. ومخارجه هي ظهورات الأقنوم الثاني منذ القديم كظهور الملاك لإبراهيم (انظر تكوين ١٨) ولموسى (خروج ٣) وليشوع (يشوع ٥: ١٣) ولجدعون (قضاة ٦: ١٢) ولمنوح (قضاة ١٣) والمسيح منذ الأيام الأزلية وهو الله (انظر يوحنا ١: ١ و٢) وأما ظهوراته فكانت في القديم. لذلك يسلم شعبه (ع ٣) أي يؤدبهم ويسلمهم لأعدائهم لسبب خطاياهم وحينما تكمل مدة التأديب يرسل لهم المخلص.
وَلَدَتْ وَالِدَةٌ (ع ٣) قابل هذه الآية بما ورد في (إشعياء ٩: ٦) «لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ» و(لوقا ٢: ١١) «وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ» و(إشعياء ٧: ١٤) «هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» وتفسيره في (متّى ١: ٢٣ وإشعياء ٩: ٦ و٧). فيظهر من هذه الآيات ومن القرينة أن المشار إليه هو المسيح الذي وُلد بالجسد من مريم العذراء.
تَرْجِعُ بَقِيَّةُ إِخْوَتِهِ إلى بني إسرائيل (انظر إشعياء ١١: ١٢) «وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ ٱلأَرْضِ» و(هوشع ٣: ٥) «بَعْدَ ذٰلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ» و«إخوته» هم إخوة المسيح. ولعل ميخا لم يفهم معنى كلامه الكامل بل نظر إلى مخلص من العدو القريب أي الأشوريين ولكن كلامه حُفظ إلى الأجيال القادمة ولعل المنفيين في بابل درسوا ما كان ميخا كتبه قبل زمانهم بمئة وخمسين سنة ونيف فتعزّوا بالوعد واشتقاوا إلى زمان إنجازه.
بَقِيَّةُ إِخْوَتِهِ إخوة المسيح. رجع البعض من اليهود من السبي «إلى بني إسرائيل» أي إلى بلادهم. والكلام يلمح أيضاً إلى الرجوع إلى الرب بالتوبة والإيمان وإلى شعبه المؤمنين والكلمة «بقية» تشمل الأمم أيضاً كما قال يسوع (يوحنا ١٠: ١٦) «لِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ».
وَيَرْعَى (ع ٤) أي يحكم على شعبه ويعتني بهم كراع بخرافه.
بِعَظَمَةِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ الكلمة صار جسداً ووضع نفسه وأخذ صورة عبد ولكنه لم يزل الله غير المنظور. دفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض.
وَيَثْبُتُونَ لا يكون ارتداد بعد ولا سبي كما كان بالقديم.
إِلَى أَقَاصِي ٱلأَرْضِ (انظر مزمور ٧٢: ٨ و١١ و١٧) «يَمْلِكُ مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلأَرْضِ... يَسْجُدُ لَهُ كُلُّ ٱلْمُلُوكِ. كُلُّ ٱلأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ... يَكُونُ ٱسْمُهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ».
يَكُونُ هٰذَا سَلاَماً (ع ٥) بالمسيح غُفرت خطايانا فلنا سلام مع الله وسلام في قلوبنا ويكون سلام على الأرض حينما يقبله العالم كرئيسهم (انظر إشعياء ٩: ٦).
أَشُّورُ في زمان النبي كان أشور أعظم ملك في العالم وأعظم عدو لإسرائيل والرب خلّص إسرائيل لما دخل أشور أرضهم وداس في قصورهم وحاصر أورشليم في زمان حزقيا الملك. وفي كلام النبي نبوة أعظم لم يفهمها هو تماماً فإن الخلاص الموعود به لم يكن من أشور فقط بل أيضاً من كل عدو يقاوم ملكوت الله كالكلدانيين والرومانيين وجيوش الكفر والفساد في كل جيل والمخلص هو المسيح وهو يعمل بواسطة مختاريه من بني البشر.
سَبْعَةَ رُعَاةٍ سبعة عدد الكمال وثمانية زيادة على الكمال (انظر عاموس ١: ٣) والمعنى أن الله يعتني بشعبه ويقيم لهم مخلصين في وقت الاحتياج وبمقدار الاحتياج ويعلم لشعبه أكثر مما ينتظرون.
فَيَرْعَوْنَ أَرْضَ أَشُّورَ (ع ٦) لم يكن دمار أرض أشور بيد إسرائيل بل من الماديين والبابليين في القرن السابع وكان ذلك بعناية الله ولأجل ثبات ملكوته فيجوز لشعبه أن يفتخروا كما يفتخر العبيد بسيدهم ويقولوا عن أعماله العظيمة «نحن عملنا»
بِٱلسَّيْفِ كلام الله مشبّه بسيف والمبشرون بعسكر غير أن مصارعة الكنيسة ليست مع دم ولحم وليس سلاحها سلاحاً جسدياً ولا تكون لهلاك الناس بل لخلاصهم وانضمامهم إليها.
أَرْضَ نِمْرُودَ (انظر تكوين ١٠: ٨ - ١١) أي بابل ومن هناك خرج وبنى نينوى. ومعنى نمرود الأصلي «العامي» والغاية في بناء برج بابل هي مقاومة الله (انظر تكوين ١١: ٤) و «أبوابها» هي مدنها لأن الباب كان مكان المجلس والقضاء.
كَٱلنَّدَى (ع ٧) المسيحيون كالندى الذي ينعش الأرض وهو لطيف وساكت بفعله ومثمر وهو يبذل نفسه لإفادة الأرض. و«من عند الرب» وكذلك أعمال شعبه الحسنة كلها معمولة بالنعمة من الله.
كَٱلأَسَدِ (ع ٨) لا يوجد تشبيه واحد يعبر عن جميع صفات الكنيسة. ولا يكفي المسيحيين أن يكونوا لطفاء وودعاء بل يلزمهم أيضاً أن يكونوا أقوياء وشجعاء كالأسد الذي من سبط يهوذا (انظر رؤيا ٥: ٥) كان إسرائيل شعباً قليلاً وضعيفاً حوله أعداء أقوياء يضايقونه كثيراً فلا عجب إذا اشتاق إسرائيل إلى مخلص مقتدر في الحرب كملكهم داود.
١٠ - ١٥ «١٠ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَنِّي أَقْطَعُ خَيْلَكَ مِنْ وَسَطِكَ، وَأُبِيدُ مَرْكَبَاتِكَ. ١١ وَأَقْطَعُ مُدُنَ أَرْضِكَ، وَأَهْدِمُ كُلَّ حُصُونِكَ. ١٢ وَأَقْطَعُ ٱلسِّحْرَ مِنْ يَدِكَ، وَلاَ يَكُونُ لَكَ عَائِفُونَ. ١٣ وَأَقْطَعُ تَمَاثِيلَكَ ٱلْمَنْحُوتَةَ وَأَنْصَابَكَ مِنْ وَسَطِكَ، فَلاَ تَسْجُدُ لِعَمَلِ يَدَيْكَ فِي مَا بَعْدُ. ١٤ وَأَقْلَعُ سَوَارِيَكَ مِنْ وَسَطِكَ وَأُبِيدُ مُدُنَكَ. ١٥ وَبِغَضَبٍ وَغَيْظٍ أَنْتَقِمُ مِنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا».
تثنية ١٧: ١٦ وإشعياء ٢: ٧ وهوشع ١٤: ٣ إشعياء ١: ٧ و٦: ١١ إشعياء ٢: ١٢ - ١٧ وهوشع ١٠: ١٤ وعاموس ٥: ٩ تثنية ١٨: ١٠ - ١٢ وإشعياء ٢: ٦ و٨: ١٩ إشعياء ٢: ١٨ و١٧: ٨ وحزقيال ١: ٩ خروج ٣٤: ١٣ وإشعياء ١٧: ٨ و٢٧: ٩ إشعياء ١: ٢٤ و٦٥: ١٢
إِنِّي أَقْطَعُ خَيْلَكَ قيل في تثنية ١٧: ١٦ عن الملك الذي يملك على شعب الله «لاَ يُكَثِّرْ لَهُ ٱلْخَيْلَ» أي الخيل والمركبات لأجل الحرب. و«المدن» (ع ١١) هي المدن الحصينة كالمذكورة في زمان يهوشافاط ملك يهوذا (٢أيام ١٧: ١ و٢) «تَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَجَعَلَ جَيْشاً فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْحَصِينَةِ». والخلاصة أن الرب أولاً سيطهّر شعبه بقطع عبادة الأصنام والسحر وقطع اتكالهم على القوة الجسدية وحبهم للمجد العالمي بواسطة الحرب. وبعد تطهير شعبه ينتقم من الذين لم يسمعوا. وبعد إقامة ملكوت الله على الأرض تحت رياسة ملك السلام لا تكون حاجة إلى أدوات الحرب (انظر إشعياء ٩: ٥ - ٧).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ


١ - ٨ «١ اِسْمَعُوا مَا قَالَهُ ٱلرَّبُّ: قُمْ خَاصِمْ لَدَى ٱلْجِبَالِ وَلْتَسْمَعِ ٱلتِّلاَلُ صَوْتَكَ. ٢ اِسْمَعِي خُصُومَةَ ٱلرَّبِّ أَيَّتُهَا ٱلْجِبَالُ وَيَا أُسُسَ ٱلأَرْضِ ٱلدَّائِمَةَ. فَإِنَّ لِلرَّبِّ خُصُومَةً مَعَ شَعْبِهِ وَهُوَ يُحَاكِمُ إِسْرَائِيلَ. ٣ يَا شَعْبِي، مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ وَبِمَاذَا أَضْجَرْتُكَ؟ ٱشْهَدْ عَلَيَّ! ٤ إِنِّي أَصْعَدْتُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَكَكْتُكَ مِنْ بَيْتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ، وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكَ مُوسَى وَهَارُونَ وَمَرْيَمَ. ٥ يَا شَعْبِي ٱذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ مِنْ شِطِّيمَ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ لِتَعْرِفَ إِجَادَةَ ٱلرَّبِّ. ٦ بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى ٱلرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ ٱلْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ ٧ هَلْ يُسَرُّ ٱلرَّبُّ بِأُلُوفِ ٱلْكِبَاشِ، بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ ٨ قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا ٱلإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ ٱلرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ ٱلْحَقَّ وَتُحِبَّ ٱلرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلٰهِكَ».
مزمور ٥٠: ١ و٤ وإشعياء ١: ٢ وحزقيال ٦: ٢ و٣ و٢صموئيل ٢٢: ١٦ ومزمور ١٠٤: ٥ إشعياء ١: ١٨ وهوشع ٤: ١ و١٢: ٢ مزمور ٥٠: ٧ إرميا ٢: ٥ إشعياء ٤٣: ٢٢ و٢٣ خروج ٢: ٣ تثنية ٧: ٨ مزمور ٧٧: ٢٠ خروج ١٥: ٢٠ عدد ٢٢: ٥ و٦ عدد ٢٥: ١ ويشوع ٢: ١ و٣: ١ يشوع ٤: ١٩ و٥: ٩ و١٠ و١صموئيل ١٢: ٧ وإشعياء ١: ٢٧ مزمور ٤٠: ٦ - ٨ مزمور ٥١: ١٦ و١٧ إشعياء ٤٠: ١٦ لاويين ١٨: ٢١ و٢: ١ - ٥ وإرميا ٧: ٣١ تثنية ٣٠: ١٥ تثنية ١٠: ١٢ إشعياء ٥٦: ١ وإرميا ٢٢: ٣ هوشع ٦: ٦ إشعياء ٥٧: ١٥ و٦٦: ٢
الرب يكلم النبي ميخا فعليه أن يكلم الشعب ويوبخهم على خطاياهم بالأمانة والشجاعة ويخاصمهم لدى الجبال. لعل قلوب الجبال الصخرية تكون ألين من قلوب الإسرائيليين. وكانت الجبال الأبدية شاهدت أعمال الرب الصالحة نحو شعبه منذ القديم وأعمال إسرائيل الردية نحو الرب وعبادتهم للأصنام ورجاسات المرتفعات.
لِلرَّبِّ خُصُومَةً مَعَ شَعْبِهِ (ع ٢) مع أنه له حق أن يحكم على شعبه بلا محاكمة ولكنه تنازل وتكلم معهم ويتحاج كأنه إنسان وكقاض ينزل عن كرسي القضاء ويجلس جنب المشكو عليه ويكلمه كصديق. ويدعوه «يا شعبي» أي لم يرفضهم بل يذكرهم أنه اختارهم في القديم واعتنى بهم على الدوام ويذكرهم أيضاً واجباتهم الخصوصية نحوه. و «مريم» مذكورة في (ع ٤) مع أخويها موسى وهارون لأنها كانت نبية ومرنمة (انظر خروج ١٥: ٢٠).
مِنْ شِطِّيمَ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ (ع ٥) لا يكمل الجملة لأن الحوادث المشار إليها معروفة عندهم. كانت شطيم آخر محلة في القفر والجلجال أول محلة في كنعان. أقاموا في القفر حتى مات جيل غير المؤمنين فكان ذلك زمان تأديب وامتحان وبانتقالهم من شطيم إلى الجلجال انتهى زمان التأديب وغضب الرب وابتدأ زمان الراحة في الأرض الموعود بها والتي كانوا اشتاقوا إليها مدة أربعين سنة. ومن شطيم إلى الجلجال عبروا الأردن وفي الجلجال تجددت ممارسة الفصح والختان وتدحرج عنهم عار مصر.
وفي ع ٦ جواب الشعب وهم كأنهم تأثروا من كلام الرب وقصدوا أن يقدموا له شيئاً ولكن أفكارهم جسدية فإنهم ظنوا أن الرب يرتضي بتقدمات وذبائح ولم يفهموا أنه طالب الإنسان نفسه وليس فقط تقدمات منه. الملك سليمان حين تدشين الهيكل قدم ٢٢٠٠٠ من الثيران و١٢٠٠٠ من الغنم وهكذا حزقيا ويوشيا ولكن ليس لهذه الذبائح قيمة ما عند الرب بالنسبة إلى تقدمة الروح المنكسرة والاستماع لصوت الرب والإصغاء أفضل من شحم الكباش حتى ولو كان الإنسان يقدم ربوات من الكباش وأنهراً من الزيت ولو قدم ابنه البكر وهو أعز شيء عنده.
قَدْ أَخْبَرَكَ (ع ٨) (انظر تثنية ١٠: ١٢ و١٣) «مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَتَحْفَظَ وَصَايَا ٱلرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ لِخَيْرِكَ» فإن الرب لا يطلب جزءاً من المال ولا جزءاً من الوقت بل يطلب الإنسان نفسه وكل ماله وكل وقته وكل أعماله وكلامه وأفكاره (انظر هوشع ٦: ٦ ومتّى ٩: ١٣ و١٢: ٧) وكان الكنعانيون يحرقون بنيهم وبناتهم بالنار لمولك إلههم. وتعلم منهم الإسرائيليون تلك العبادة (انظر إرميا ٧: ٣١).
٩ - ١٦ «٩ صَوْتُ ٱلرَّبِّ يُنَادِي لِلْمَدِينَةِ، وَٱلْحِكْمَةُ تَرَى ٱسْمَكَ: اِسْمَعُوا لِلْقَضِيبِ وَمَنْ رَسَمَهُ. ١٠ أَفِي بَيْتِ ٱلشِّرِّيرِ بَعْدُ كُنُوزُ شَرٍّ وَإِيفَةٌ نَاقِصَةٌ مَلْعُونَةٌ؟ ١١ هَلْ أَتَزَكَّى مَعَ مَوَازِينِ ٱلشَّرِّ وَمَعَ كِيسِ مَعَايِيرِ ٱلْغِشِّ؟ ١٢ فَإِنَّ أَغْنِيَاءَهَا مَلآنُونَ ظُلْماً، وَسُكَّانَهَا يَتَكَلَّمُونَ بِٱلْكَذِبِ، وَلِسَانَهُمْ فِي فَمِهِمْ غَاشٌّ. ١٣ فَأَنَا قَدْ جَعَلْتُ جُرُوحَكَ عَدِيمَةَ ٱلشِّفَاءِ، مُخْرِباً مِنْ أَجْلِ خَطَايَاكَ. ١٤ أَنْتَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْبَعُ، وَجُوعُكَ فِي جَوْفِكَ. وَتُعَزِّلُ وَلاَ تُنَجِّي، وَٱلَّذِي تُنَجِّيهِ أَدْفَعُهُ إِلَى ٱلسَّيْفِ. ١٥ أَنْتَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ. أَنْتَ تَدُوسُ زَيْتُوناً وَلاَ تَدَّهِنُ بِزَيْتٍ، وَسُلاَفَةً وَلاَ تَشْرَبُ خَمْراً. ١٦ وَتُحْفَظُ فَرَائِضُ «عُمْرِي» وَجَمِيعُ أَعْمَالِ بَيْتِ «أَخْآبَ» وَتَسْلُكُونَ بِمَشُورَاتِهِمْ، لِكَيْ أُسَلِّمَكَ لِلْخَرَابِ، وَسُكَّانَهَا لِلصَّفِيرِ، فَتَحْمِلُونَ عَارَ شَعْبِي» .
أيوب ٥: ٦ - ٨ و١٧ وإشعياء ١١: ٤ إرميا ٥: ٢٦ و٢٧ وعاموس ٣: ١٠ حزقيال ٤٥: ٩ و١٠ وعاموس ٨: ٥ لاويين ١٩: ٣٦ وهوشع ١٢: ٧ ص ٢: ١ و٢ وإشعياء ١: ٢٣ و٥: ٧ وعاموس ٦: ٣ و٤ إرميا ٩: ٢ - ٦ و٨ وهوشع ٧: ١٣ وعاموس ٢: ٤ إشعياء ٣: ٨ ص ١: ٩ إشعياء ١: ٧ و٦: ١١ إشعياء ٩: ٢ إشعياء ٣٠: ٦ تثنية ٢٨: ٣٨ - ٤٠ إرميا ١٢: ١٣ عاموس ٥: ١١ وصفنيا ١: ٣ و١ملوك ١٦: ٢٥ و٢٦ و١ملوك ١٦: ٢٩ - ٣٣ إرميا ٧: ٢٤ ع ١٣ وإرميا ١٨: ١٦ إرميا ١٩: ٨ و٢٥: ٩ و١٨ و٢٩: ١٨ إشعياء ٤٤: ١٣ وإرميا ٥١: ٥١ وهوشع ١٢: ١٤
المدينة هي أورشليم.
ٱلْحِكْمَةُ تَرَى ٱسْمَكَ انظر قول يسوع (متّى ١١: ١٩) «والحكمة تبررت من بنيها» أي الذين لهم حكمة يسمعون مناداة الرب للمدينة فيرون عدله ومحبته وقدرته وكل صفاته المشار إليها باسمه. و«القضيب» هو تأديب الرب (انظر إشعياء ١٠: ٥ و١٥ و٢٤ و٣٠: ٣٢).
وَمَنْ رَسَمَهُ أي عليهم أن يتذكروا أن التأديب من الله القدير والقدوس الذي لا يطيق الإثم ثم يسأل (ع ١٠) أفي بيت الشرير بعد كنوز شر أي بعد التأديب وبعد الكلام المذكور. وجواب هذا السؤال «يوجد» فإنهم لم يستفيدوا من التأديب والكلام. والإيفة ملعونة لأنها ناقصة فلا يمكن الذين يستعملونها في البيع أن ينتفعوا من ربحهم القبيح لأن بركة الرب ليست عليه.
هَلْ أَتَزَكَّى (ع ١١) في الكلام السابق المتكلم الله (ع ٩) وكذلك في الكلام الآتي (ع ١٣) ولكن هنا لا يوافق نسبة الكلام إلى الله ومن المحتمل أن المتكلم هنا الشعب إجمالاً أي هل يقول أحدكم «إني أتزكى» ما دامت كنوز الشر وموازين الغش والإيفة الناقصة موجودة في بيته (انظر لاويين ١٩: ٣٥ و٣٦ وتثنية ٢٥: ١٣ - ١٦).
فَإِنَّ أَغْنِيَاءَهَا (ع ١٢) أي حتى الأكابر والمعتبرين في أورشليم يخطئون هذه الخطايا الدنية ولسانهم في فمهم غش أي كل كلامهم غش والغش عادتهم.
جُرُوحَكَ عَدِيمَةَ ٱلشِّفَاءِ (ع ١٣) أي ليس من رجاء بأن حالتهم الأدبية والروحية تتحسن. ولعل المخاطب الإسرائيليون إجمالاً.
مُخْرِباً أي الرب هو المخرب من أجل خطاياهم (انظر لاويين ٢٦: ١٨ - ٢٨).
أَنْتَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْبَعُ (ع ١٤) العقاب يناسب الخطية فإنهم كانوا ظالمين وغاشين لأجل شبع بطونهم وعقابهم الجوع في جوفهم ولعلهم عند قدوم العدو خبأوا أموالهم ومع ذلك لا ينجّونها وإذا نجّوا شيئاً يأخذه العدو بسيفه.
تُحْفَظُ فَرَائِضُ عُمْرِي (ع ١٦) (انظر ١ملوك ١٦: ١٦ - ٢٨) كان عمري رئيس الجيش ثم مَلَك على إسرائيل وأساء أكثر من جميع الذين كانوا قبله واشتهر ابنه أخآب وامرأة أخآب إيزابل وابنة أخآب عثليا ملك يهوذا بالشرور وعبادة البعل. وعمري مذكور هنا بالنيابة عن كل بيته الشرير وفرائض عمري هي المختصة بعبادة البعل كان الإسرائيليون يسلكون بمشورات بيت عمري لكي يسلم الرب إسرائيل للخراب وسكان أورشليم للصفير فيحمل الإسرائيليون عار شعب الله من الوثنيين عندما تسقط مملكتهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ


١ - ٤ «١ وَيْلٌ لِي لأَنِّي صِرْتُ كَجَنَى ٱلصَّيْفِ، كَخُصَاصَةِ ٱلْقِطَافِ. لاَ عُنْقُودَ لِلأَكْلِ وَلاَ بَاكُورَةَ تِينَةٍ ٱشْتَهَتْهَا نَفْسِي. ٢ قَدْ بَادَ ٱلتَّقِيُّ مِنَ ٱلأَرْضِ، وَلَيْسَ مُسْتَقِيمٌ بَيْنَ ٱلنَّاسِ. جَمِيعُهُمْ يَكْمُنُونَ لِلدِّمَاءِ، يَصْطَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِشَبَكَةٍ. ٣ اَلْيَدَانِ إِلَى ٱلشَّرِّ مُجْتَهِدَتَانِ. ٱلرَّئِيسُ وَٱلْقَاضِي طَالِبٌ بِٱلْهَدِيَّةِ، وَٱلْكَبِيرُ مُتَكَلِّمٌ بِهَوَى نَفْسِهِ فَيُعَكِّشُونَهَا. ٤ أَحْسَنُهُمْ مِثْلُ ٱلْعَوْسَجِ وَأَعْدَلُهُمْ مِنْ سِيَاجِ ٱلشَّوْكِ! يَوْمَ مُرَاقِبِيكَ عِقَابُكَ قَدْ جَاءَ. ٱلآنَ يَكُونُ ٱرْتِبَاكُهُمْ».
إشعياء ٢٤: ١٣ إشعياء ٢٨: ٤ وهوشع ٩: ١٠ إشعياء ٥٧: ١ ص ٣: ١٠ وإشعياء ٥٩: ٧ إرميا ٥: ٢٦ وهوشع ٥: ١ أمثال ٤: ١٦ و١٧ ص ٣: ١١ وعاموس ٥: ١٢ حزقيال ٢: ٦ و٢٨: ٢٤ ناحوم ١: ١٠ إشعياء ١٠: ٣ وهوشع ٩: ٧ إشعياء ٢٢: ٥
المتكلم هو النبي بالنيابة عن الأتقياء من الشعب فيعترفون بخطاياهم وعموم الفساد وبإيمانهم بالرب وثقتهم بمواعيده والرب يستجيب لهم (ع ١٥) فيحمده شعبه على رأفته ورحمته وغفرانه لآثامهم.
كَجَنَى ٱلصَّيْفِ كأنه رأى كرماً بعد القطاف ليس فيه عنقود من العنب ولا واحدة من التين لتشتهيها نفسه كما تشتهي باكورة تينة. وهكذا عموم الشعب فإنه لا يوجد بينهم شيء من الأثمار التي يشتهيها الرب وهم مجتهدون في عمل الشر فيعملونه باليدين. والخطية الخصوصية هي الطمع وهذه الخطية مذكورة مرات كثيرة وهي موجودة عند كل الرتب من الناس وهو نوع من عبادة الأوثان (انظر أفسس ٥: ٥).
فَيُعَكِّشُونَهَا (ع ٣) أي الشبكة المذكورة في (ع ٢) وهم كالعنكبوت الذي يعكش بيته ليصطاد الذبان وهكذا كان الأكابر يستعملون الغش والحيل لكي يسلبوا الناس.
أَحْسَنُهُمْ (ع ٤) إن كان الأحسن مثل العوسج فكيف يكون أشرارهم. والعوسج يمسك ثياب المار عليه ويجرح لحمه فهو مثال الطماع والظالم.
وَأَعْدَلُهُمْ مِنْ سِيَاجِ ٱلشَّوْكِ أي أشر من الشوك.
يَوْمَ مُرَاقِبِيكَ أي يوم العقاب الذي كان الأنبياء تنبأوا عنه وهذا اليوم قد جاء أي صار قريباً لأن شرور الشعب كملت.
٥، ٦ «٥ لاَ تَأْتَمِنُوا صَاحِباً. لاَ تَثِقُوا بِصَدِيقٍ. ٱحْفَظْ أَبْوَابَ فَمِكَ عَنِ ٱلْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ. ٦ لأَنَّ ٱلٱبْنَ مُسْتَهِينٌ بِٱلأَبِ، وَٱلْبِنْتَ قَائِمَةٌ عَلَى أُمِّهَا وَٱلْكَنَّةَ عَلَى حَمَاتِهَا، وَأَعْدَاءُ ٱلإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ».
إرميا ٩: ٤ حزقيال ٢٢: ٧ ومتّى ١٠: ٢١ و٣٥ ولوقا ١٢: ٥٣ متّى ١٠: ٣٦
لاَ تَأْتَمِنُوا صَاحِباً كلام يدل على فساد عمومي فإنه لا يوجد صدق ولا أمانة مطلقاً والإنسان لا يقدر أن يتكل على صديقه ولا امرأته ولا أولاده.
٧ - ١٠ «٧ وَلَكِنَّنِي أُرَاقِبُ ٱلرَّبَّ، أَصْبِرُ لإِلٰهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلٰهِي. ٨ لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي. إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي ٱلظُّلْمَةِ فَٱلرَّبُّ نُورٌ لِي. ٩ أَحْتَمِلُ غَضَبَ ٱلرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى ٱلنُّورِ. سَأَنْظُرُ بِرَّهُ. ١٠ وَتَرَى عَدُوَّتِي فَيُغَطِّيهَا ٱلْخِزْيُ، ٱلْقَائِلَةُ لِي: أَيْنَ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكِ؟ عَيْنَايَ سَتَنْظُرَانِ إِلَيْهَا. اَلآنَ تَصِيرُ لِلدَّوْسِ كَطِينِ ٱلأَزِقَّةِ».
حبقوق ٢: ١ مزمور ١٣٠: ٥ وإشعياء ٢٥: ٩ مزمور ٤: ٣ عوبديا ١٢ ع ١٠ عاموس ٩: ١١ إشعياء ٩: ٢ إرميا ١٠: ١٩ ومراثي ٣: ٣٩ و٤٠ إرميا ٥٠: ٣٤ مزمور ٣٧: ٦ وإشعياء ٤٢: ٧ و١٦ إشعياء ٤٦: ١٣ و٥٦: ١ يوئيل ٢: ١٧ ص ٤: ١١ إشعياء ٥١: ٢٣ وزكريا ١٠: ٥
يتكلم النبي بالنيابة عن جميع الذين يخافون الرب وقولهم هو أنهم صابرون في الضيقات ومنتظرون الغلبة التامة على أعدائهم. وكثيراً ما شبّه شعب الله بعروس والرب بعريس (انظر إشعياء ٥٤: ٥ وإرميا ٣: ١٤ وهوشع ٢: ١٩) فيُذكر الشعب هنا بصيغة المؤنث وعدوتها نينوى وبابل والذين يقاومون الحق في كل جيل. ويقول الشعب «ولكنني أراقب الرب» وهم كرقيب في مدينة محاصرة وهو واقف على مرصده ينظر إلى بعيد لعله يرى المنجد مقبلاً فإذا رآه يحتمل بالصبر الضيق الوقتي. والعدوة تفتخر بسقوط ابنة صهيون وأما هي فتجاوبها قائلة «إذا سقطت أقوم» ولو أدبها الرب لم يرفضها. والفرق بين المؤمن الحقيقي وغيره هو أن المؤمن الحقيقي يسقط ويقوم وغيره يسقط ولا يقوم ولا يريد أن يقوم.
إِذَا جَلَسْتُ فِي ٱلظُّلْمَةِ فَٱلرَّبُّ نُورٌ لِي كما قال داود «إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ ٱلْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي» (مزمور ٢٣: ٤) وسيظهر بر الله بوفاء عهوده القديمة لشعبه.
أَحْتَمِلُ غَضَبَ ٱلرَّبِّ (ع ٩) وهذا قول كل تائب توبة حقيقية فإنه يعترف بخطيته وبعدل الرب في تأديبه وبتسليمه للتأديب وبإيمانه بأن الرب يخلصه.
اَلآنَ تَصِيرُ لِلدَّوْسِ (ع ١٠) الظاهر أن النبي والشعب استنظروا الخلاص من ضيقات زمانهم وبواسطة من يناجدهم بحرب جسدية ولكن الكلام يصح أيضاً بمعنى خلاص أعظم وهو الخلاص من الخطية وخلاص كل بشر والدوس ليس دوساً جسدياً بل دوس الكفر والظلم والطمع وذلك بإظهار الحق والصلاة والمحبة وتجديد القلوب بالروح القدس.
١١ - ١٣ «١١ يَوْمَ بِنَاءِ حِيطَانِكِ، ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ يَبْعُدُ ٱلْمِيعَادُ. ١٢ هُوَ يَوْمٌ يَأْتُونَ إِلَيْكِ مِنْ أَشُّورَ وَمُدُنِ مِصْرَ، وَمِنْ مِصْرَ إِلَى ٱلنَّهْرِ. وَمِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ. وَمِنَ ٱلْجَبَلِ إِلَى ٱلْجَبَلِ. ١٣ وَلَكِنْ تَصِيرُ ٱلأَرْضُ خَرِبَةً بِسَبَبِ سُكَّانِهَا، مِنْ أَجْلِ ثَمَرِ أَفْعَالِهِمْ».
إشعياء ٥٤: ١١ وعاموس ٩: ١١ صفنيا ٢: ٢ إشعياء ١٩: ٢٣ - ٢٥ و٦٠: ٤ و٩ ص ٦: ١٣ وإرميا ٢٥: ١١ ص ٣: ٤ وإشعياء ٣: ١٠ و١١
يَبْعُدُ ٱلْمِيعَادُ الأرجح أن كلمة ميعاد تشير إلى الحدود المعيّنة من الله للمملكة (انظر يشوع ١: ٤ وإشعياء ٣٣: ١٧) وتنبأ النبي عن رجوع المنفيين من مصر ومن أشور فلا تسعهم المملكة وقال إن الميعاد أي الحدود تبعد فتتسع المملكة. «من مصر إلى النهر» أي نهر الفرات و«من البحر إلى البحر» أي من بحر الروم إلى خليج العجم و«من الجبل إلى الجبل» أي من جبل سيناء إلى جبل لبنان.
وَلَكِنْ تَصِيرُ ٱلأَرْضُ خَرِبَةً (ع ١٣) أي الأرض الوثنية فإن أرض إسرائيل تُبنى وتتسع ولكن الأراضي الوثنية تصير خربة بسبب أفعال سكانها.
١٤ - ٢٠ «١٤ اِرْعَ بِعَصَاكَ شَعْبَكَ غَنَمَ مِيرَاثِكَ، سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ ٱلْكَرْمَلِ. لِتَرْعَ فِي بَاشَانَ وَجِلْعَادَ كَأَيَّامِ ٱلْقِدَمِ. ١٥ كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أُرِيهِ عَجَائِبَ. ١٦ يَنْظُرُ ٱلأُمَمُ وَيَخْجَلُونَ مِنْ كُلِّ بَطْشِهِمْ. يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَتَصُمُّ آذَانُهُمْ. ١٧ يَلْحَسُونَ ٱلتُّرَابَ كَٱلْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ ٱلأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِٱلرَّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِٱلرُّعْبِ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ. ١٨ مَنْ هُوَ إِلٰهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ ٱلإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ ٱلذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى ٱلأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِٱلرَّأْفَةِ. ١٩ يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ ٱلْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. ٢٠ تَصْنَعُ ٱلأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَٱلرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، ٱللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْقِدَمِ».
ص ٥: ٤ ومزمور ٩٥: ٧ وإشعياء ٤٠: ١١ و٤٩: ١٠ لاويين ٢٧: ٣٢ ومزمور ٢٣: ٤ إرميا ٥٠: ١٩ عاموس ٩: ١١ خروج ٣: ٢٠ و٣٤: ١٠ ومزمور ٧٨: ١٢ ص ٣: ٧ مزمور ٧٢: ٩ وإشعياء ٤٩: ٢٣ تثنية ٣٢: ٢٤ مزمور ١٨: ٤٥ إشعياء ٢٥: ٣ و٥٩: ١٩ خروج ٣٤: ٧ و٩ وإشعياء ٤٣: ٢٥ ص ٢: ١٢ و٤: ٧ و٥: ٧ و٨ مزمور ١٠٣: ٨ و٩ و١٣ إرميا ٣٢: ٤١ إرميا ٥٠: ٢٠ إشعياء ٣٨: ١٧ و٤٣: ٢٥ وإرميا ٣١: ٣٤ تكوين ٢٤: ٢٧ و٣٢: ١٠ تثنية ٧: ٨ و١٢
اِرْعَ بِعَصَاكَ أي يحكم عليهم ويعتني بهم كراع لخرافه.
سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ ٱلْكَرْمَلِ جبل الكرمل على شط بحر الروم واشتهر بالخصب والجمال وأُطلق الاسم على كل مكان مثمر وغنم ميراث الرب هي كغيضة بوسط بستان أي شعب مظلوم ومتضايق بين شعوب العالم كأن الرب خصصهم وحدهم للدمار. وصلاة النبي هي أن الرب يرجع إليهم ويرحمهم ويرعاهم في مراع خضر كباشان وجلعاد في القديم لما استوطنوا أولاً في أرض كنعان.
تمم ميخا خدمته بالإنذار والتوبيخ واهتم بشعبه وحزن على خطاياهم وعدم إيمانهم وهنا بآخر نبوته يستودعهم لله.
كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ (ع ١٥) جواب الرب لصلاة شعبه. كان خروج إسرائيل من مصر عجيبة مشهورة في العهد القديم فضربوا به مثلاً. فيقول الرب هنا أنه يُريهم بالمستقبل أيضاً عجائب مثلها. كان رجوعهم من بابل بأمر كورش وهو ملك وثني عجيبة وقيامة المسيح عجيبة وحلول الروح القدس وتجديد قلوب الذين طلبوا صلب يسوع وتجديد ألوف من الوثنيين في أيامنا وانضمامهم إلى شعب الله من أعظم العجائب كما أن تخليص الناس هو أمر أعظم وأعجب من إهلاكهم. فالنبي في ختام نبوته لا يعود يفتخر بإذلال الأعداء وإهلاكهم بل يرفع نظره إلى الرب ويفتخر برحمته إلى شعبه وغفرانه آثامهم غفراناً تاماً فإنه يدوسها ويطرحها في أعماق البحر ولا يذكرها بعد «من هو إله مثلك» يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء... له المجد إلى الأبد آمين.