س: ما المقصود بقول الرب «ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ... وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له، لا في هذا العالم (أو الدهر) ولا في الآتي» (مت 32:12)؟
هل المقصود بالدهر الآتي "المَطهْر"؟

ج : لقد جدف كثيرون على المسيح شخصياً ثم تابوا وحصلوا على غفران خطاياهم، وفي مقدمتهم الرسول بولس نفسه (أع 1:9، 2، 4:22، 5، 10:26؛ 1تي 13:1 - 16) ولكنه لم يكن قد ارتكب خطية التجديف على الروح القدس لأنه لم يشاهد بعينيه أعمال المسيح ومعجزاته التي برهنت على
حضور وعمل الروح القدس فيه بقوة فائقة. لقد قال عن نفسه: «ولكني رُحمت، لأني فعلت بجهلٍ في عدم إيمان» (انظر 1تي 13:1) أما رؤساء اليهود الذين رأوا معجزات المسيح فنسبوها لبعزبول فإنهم لم يفعلوا ذلك بجهل حتى لم يكن لهم عذر. لقد بقوا في خطيتهم وماتوا فيها (أنظر يو 41:9، 22:15). فالتجديف على الروح القدس خاص بأيام المسيح على الأرض لما كان الروح القدس يُجرِي أعمالاً عجيبة وفائقة لم يستطع مقاوموه إنكارها، وبدلاً من الإيمان به نسبوها للشيطان. هذا هو المقصود بالتجديف على الروح القدس الذي لا يمكن أن يغفر للناس.
أما القول «لا في هذا العالم (الدهر) ولا في الآتي» فالمقصود لا في زمان وجود المسيح على الأرض ولا في الدهر الآتي أي زمان مُلك المسيح الآتي على الأرض، إذ واضح أن السيادة العلنية على الأرض سوف لا تكون لملوك الأرض ولا للملائكة بل للمسيح «فإنه لملائكة لم يخضع العالم العتيد» (عب 5:2).