المقدمة وفيها ستة فصول

الفصل الأول: في كاتب هذه الرسالة


إن كاتب هذه الرسالة بولس الرسول كما يتضح من الآية الأولى وهذا موافق لرأي أكثر المؤلفين واللاهوتيين القدماء والمحدثين. وهو يوافق كل ما عُلم من رسائل بولس في أسلوب الكتابة وفي السجايا والحكمة واللطف والاحتشام والكرم وشرف النفس. وما ذُكر فيها من الحوادث وموافق لما كُتب في سفر أعمال الرسل مما يتعلق بتاريخ بولس ورفقائه.

الفصل الثاني: في من كُتبت هذه الرسالة إليه


الذي كُتبت هذه الرسالة إليه هو فليمون بمقتضى نص الآية الأولى ولا نعلم من أمره شيئاً سوى ما كُتب في هذه الرسالة. ونستنتج منها أنه مولود كولوسي أو قاطنها بدليل ما قيل من أن عبده أنسيمس من أهل كولوسي (كولوسي ٤: ٩). وأن أرخبُّس الذي خاطبه مع فليمون كان من أهل كولوسي (كولوسي ٤: ١٧). وكان فليمون ممن آمنوا بدعوة بولس كما يتضح من (ع ١٩) من الرسالة والمرجّح أنه التقى ببولس في أفسس مدة نحو ثلاث سنين تقضت عليه هناك من سنة ٥٤ ب. م إلى سنة ٥٧ ب. م وكانت كولوسي قريبة من أفسس ولكن بولس لم يذهب إلبها قبل أن كتب هذه الرسالة (كولوسي ٢: ١). وقيل في شأن بولس أن جميع الساكنين في أسيا من يهود ويونانيين «سمعوا كلمة الرب يسوع بواسطته» (أعمال ١٩: ١٠). ونستنتج من القرينة أن أبفيّة المذكورة في (ع ٢) امرأة فليمون وأن أرخبُّس المذكور بعدها ابنه. وأنه كان ذا رفعة وثروة في كولوسي بدليل أن له عبيداً مع كونه رب بيت كافٍ لأن يكون كنيسة وأنه كان مضيفاً للغرباء (ع ٥ - ٧). وأن بولس سأله أن يعد له منزلاً في بيته (ع ٢٢). ونسب بولس إليه الإيمان الخالص والأعمال الصالحة وأظهر أنه يثق باستقامته وشكره واستعداده للعفو عن المسيء إليه. وخاطبه بولس كأخ عامل معه وشريك له.

الفصل الثالث: في زمان كتابة هذه الرسالة ومكانها


زمان كتابة هذه الرسالة ومكانها هما زمان كتابة الرسالتين إلى أفسس وكولوسي ومكانها بدليل أن تيخيكس وأنسيمس اللذين حملا تينك الرسالتين حملا هذه أيضاً (قابل ما في كولوسي ٤: ٧ و٩ بما في أفسس ٦: ٢١ و٢٢) ويظهر أنها كُتبت من رومية زمن سجنه الأول فيها قرب وقت انطلاقه من السجن سنة ٦٢ أو ٦٣ ب. م بدليل قوله «بولس أسير» (ع ١ و٩). وقوله في أنسيمس «الذي ولدته في قيودي» (ع ١١). وقوله في أبفراس «المأسور معي» (ع ٢٣).

الفصل الرابع: في غاية كتابة هذه الرسالة


الغاية من كتابة هذه الرسالة تظهر من نصها وهي أن أنسيمس عبد فليمون أبقَ بعد ما اختلس من ماله (ع ١٨) وهرب إلى رومية وتعرف فيها بالرسول إذ كان له حينئذ أن يستقبل كل من أتى إليه (أعمال ٢٨: ٣٠) واهتدى به إلى المسيح. وكانت نتيجة إيمانه بالمسيح وتعليم الرسول أنه رغب أن يرجع إلى خدمة سيده ولما رجع إليها بعث معه هذه الرسالة والتمس فيها من فليمون أن يعفو عن عبده وينسى ما مضى منه ويرضى عنه وأن يرده إلى خدمته لا عبداً بل أخاً في المسيح وأنه متيقن أن فليمون «يفعل أكثر مما قال» (ع ٢١) أي طلب. وقال لفليمون إن ما يظهره لأنسيمس من اللطف يحسبه معروفاً له وأن يوفيه كل ما خسره بخيانة عبده وحين طلب عفوه عن عبده سأله أن يعد له منزلاً في بيته لأنه متوقع أن يأتي إليه بعد قليل.

الفصل الخامس: في ما اختصت به هذه الرسالة


مما اختصت به هذه الرسالة أنها وحدها من رسائل بولس كُتبت لغاية خاصة لا لتثبيت عقائد دينية من رسائل إصلاح خلل في السيرة. وأن الرسول لم يكتبها باعتبار كونه رسولاً بل باعتبار كونه صديقاً لصديق مسيحي أو أخاً في المسيح لأخ فيه فكان مثالاً في الصداقة والتواضع والملاطفة والأنس و الرقة وحسن الذوق والحكمة والبراعة. وفي طلبه العفو عن أنسيمس لم يرد أن يستخف على عبده لكنه سأله أن ينزل عن حقوقه ولم يخاطبه بولس كأن له عليه حق الإطاعة بل كمن يسأل معروفه. فالتماس بولس إلى فليمون في أمر عبده أنسيمس يشبه بعض الشبه شفاعة المسيح إلى الآب من أجلنا لأن المسيح يلتمس إلى الآب بمحبة وتواضع أن لا يعاملنا بمقتضى ما نستحقه على آثامنا بل بمقتضى نعمته إكراماً لابنه الذي يشفع فينا فيسأله المغفرة لنا والرضى عنا فتكون نسبتنا إلى المسيح كنسبة أنسيمس إلى بولس.
ومما اختصت به هذه الرسالة بيان النسبة بين الديانة المسيحية والاسترقاق فلا توجب على السادة تحرير عبيدهم في الحال بل تعد الطريق إلى إبطال الاسترقاق رويداً رويداً للمنافاة بين العبودية وتعليم المسيح إن كل المسيحيين إخوة وأن المؤمنين واحد في المسيح (متّى ٢٣: ٨ و٩ ويوحنا ١٧: ٢١).

الفصل السادس: في مضمون هذه الرسالة


مضمون هذه الرسالة أربعة أمور:

  • الأول: تحية ودعاء (ع ١ - ٣).
  • الثاني: بيان مودته المسيحية وصداقته لفليمون وشكره لله لما سمعه من نبإ إيمانه وأعماله الصالحة (ع ٤ - ٧).
  • الثالث: التماسه إلى فليمون العفو عن أنسيمس ومدحه إياه (ع ٨ - ٢٢).
  • الرابع: طلبه إلى فليمون أن يعدّ له منزلاً وتسليم أصدقاء بولس عليه والصلاة من أجل البركة الروحية (ع ٢٢ - ٢٥).



الأصحاح الواحد


تحية ودعاء ع ١ إلى ٣


١ «بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَتِيمُوثَاوُسُ ٱلأَخُ: إِلَى فِلِيمُونَ ٱلْمَحْبُوبِ وَٱلْعَامِلِ مَعَنَا».
أفسس ٣: ١ و٤: ١ و٢تيموثاوس ١: ٨ وع ٩ وفيلبي ٢: ٢٥
بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أي المسجون في رومية لأجل المسيح وإنجيله كما يتضح من (ع ١٣ وأفسس ٣: ١ و٢تيموثاوس ١: ٨). ولم يقل هنا أنه «رسول يسوع المسيح» كما قال في أوائل أكثر رسائله لأنه لم يكتب بسلطان رسولي إلى من أرسل هذه الرسالة إليه بل كتب إلى فليمون باعتبار كونه صديقاً له. وأبان أنه «أسير» ليحرك حنو قلبه عليه ليستجيب طلبته. وهذا لا ينفي أنه كتب هذه الرسالة بإلهام الله.
تِيمُوثَاوُسُ ٱلأَخُ هذا دليل على أن تيموثاوس كان مع الرسول يومئذ ويدل على ذلك ما في (فيلبي ١: ١ وكولوسي ١: ١). وكان بولس معتاداً أن يذكر اسم مساعديه مع اسمه في مقدمات رسائله (انظر ٢كورنثوس ١: ١ وفيلبي ١: ١ وكولوسي ١: ١ و١تسالونيكي ١: ١ و٢تسالونيكي ١: ١). ولعل بولس كان يملي على تيموثاوس هذه الرسالة وتيموثاوس يكتب. ويحتمل أن تيموثاوس زار كولوسي في أثناء السنتين اللتين كان فيهما بولس يعظ في أفسس (أعمال ١٩: ٢٢) فعرف بذلك فليمون أو أنه تعرّف به حين أتى فليمون إلى أفسس.
فِلِيمُونَ انظر الفصل الثاني من مقدمة هذه الرسالة.
ٱلْعَامِلِ مَعَنَا في خدمة المسيح وإنجيله. والمرجّح أن فليمون كان يبني كنيسة المسيح في كولوسي وبولس يعمل في أفسس. ولم يظهر أشيخاً كان أم واعظاً أم مجرد أخ مسيحي فتح بيته لعبادة الله الجمهورية. وكان غيوراً في الإحسان إلى المحتاجين من المسيحيين (ع ٧ - ١١).
٢ «وَإِلَى أَبْفِيَّةَ ٱلْمَحْبُوبَةِ، وَأَرْخِبُّسَ ٱلْمُتَجَنِّدِ مَعَنَا، وَإِلَى ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِكَ».
كولوسي ٤: ١٧ وفيلبي ٢: ٢٥ ورومية ١٦: ٥ و١كورنثوس ١٦: ١٩
أَبْفِيَّةَ المظنون من القرينة أنها امرأة فليمون وإلا عسر أن نعرف علة ذكر اسمها مع اسم فليمون في رقيم مخصوص وأن يذكر اسمها قبل اسم أرخبُّس فالمرجّح أنه ابن فليمون. ويتضح إنه كان مبشراً من قوله «المتجند معنا» وقوله «قُولُوا لأَرْخِبُّسَ: ٱنْظُرْ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَبِلْتَهَا فِي ٱلرَّبِّ لِكَيْ تُتَمِّمَهَا» (كولوسي ٤: ١٧).
ٱلْمُتَجَنِّدِ مَعَنَا قال هذا لأن أرخبُّس شارك بولس وتيموثاوس في الجهاد الروحي ومصائبه (فيلبي ٢: ٢٥).
ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِكَ أي جماعة المؤمنين الذين هم جزء من كنيسة كولوسي. كانوا يجتمعون مع فليمون وأهل بيته لعبادة الله كما كان يجتمع إخوة مدينة لاودكية في بيت نمفاس (كولوسي ٤: ١٥). لم يكن في عصور الإنجيل الأولى كنائس للمسيحيين ليجتمعوا فيها للصلاة فاضطروا أن يعبدوا الله في بيوت بعض إخوتهم (انظر تفسير رومية ١٦: ٥).
٣ «نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ».
أفسس ١: ٢
(انظر تفسير رومية ١: ٧).

شكر الرسول لله على إيمان فليمون ومحبته ع ٤ إلى ٧


٤ «أَشْكُرُ إِلٰهِي كُلَّ حِينٍ ذَاكِراً إِيَّاكَ فِي صَلَوَاتِي».
أفسس ١: ١٦ و١تسالونيكي ١: ٢ و٢تسالونيكي ١: ٣
ما في هذه الآية والثلاث بعدها يقرب مما كتبه في (أفسس ١: ١٥ و١٦ وفيلبي ١: ٣ و٤ وكولوسي ١: ٣ و٤). وذلك يثبت ما قيل في المقدمة من أن هذه الرسالة كتبت في الوقت الذي كُتبت فيه رسائل فيلبي وأفسس وكولوسي. ويتضح من هذا أن بولس اعتاد أن يصلي لله لأجل كنائس ولأجل أشخاص. وكونه مقيداً بسلسلة إلى عسكري لم يمنعه من تقديم الصلاة الانفرادية.
٥ «سَامِعاً بِمَحَبَّتِكَ، وَٱلإِيمَانِ ٱلَّذِي لَكَ نَحْوَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ وَلِجَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ».
أفسس ١: ١٥ وكولوسي ١: ٤
سَامِعاً بِمَحَبَّتِكَ، وَٱلإِيمَانِ ٱلَّذِي لَكَ سمع ذلك إما من أنسيمس وإما من غيره ممن أتوا من كولوسي إلى رومية وموضوع إيمانه الرب يسوع وموضوع محبته إخوته المسيحيون الذين أبان محبته لهم بأعماله. وذكر بولس محبته قبل «إيمانه» لأنه رغب في أن يظهر محبته لأنسيمس برهاناً على إخلاص إيمانه بالمسيح.
لِجَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ أي لكل المؤمنين باعتبار كونهم مدعوين إلى القداسة وموقوفين لخدمة الله. فلم يرد بالقديسين هنا أشخاص من المؤمنين ممتازين بوفرة قداستهم.
٦ «لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ ٱلصَّلاَحِ ٱلَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».
فيلبي ١: ٩ و١١
لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً هذه الجملة متعلقة بقوله «ذَاكِراً إِيَّاكَ فِي صَلَوَاتِي» (ع ٤) وهي تُعلن موضوع صلاته من أجله وهو أن يكون كاملاً مثمراً. ومثل هذه الصلاة في كل الرسائل التي كتبها في سجنه الأول (أفسس ١: ١٧ وفيلبي ١: ٩ وكولوسي ١: ٩). والمراد بقوله «شركة إيمانك» إيمانه الذي كان مثل إيمان بولس وسائر المؤمنين. وهذه الشركة علة اتحاد المؤمنين بالله واتحاد بعضهم ببعض على وفق قوله لتيطس «تِيطُسَ، ٱلابْنِ ٱلصَّرِيحِ حَسَبَ ٱلإِيمَانِ ٱلْمُشْتَرَكِ» (تيطس ١: ٤).
فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ ٱلصَّلاَحِ هذا أول ثمر إيمان فليمون الحي الذي اشتهى بولس أن يكون لفليمون وهو النمو في المعرفة الإلهية. وقوله «كل الصلاح» يشمل كل غنى النعمة التي حصلها المسيح لأجلنا حين «افتقر من أجلنا هو الغني» (٢كورنثوس ٨: ٩). وكل فكر صالح ومبدإ صالح وموهبة صالحة وفضيلة يمجد الله بها وينفع غيره. ويحتمل أنه يشير إلى إتيانه بأعمال صالحة لنفع غيره يعرف بها الناس صحة إيمانه.
لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ المعنى أن اتحاده بالمسيح مصدر كل ذلك الصلاح. وأن غاية إظهاره إيّاه تمجيد يسوع.
٧ «لأَنَّ لَنَا فَرَحاً كَثِيراً وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ ٱلْقِدِّيسِينَ قَدِ ٱسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا ٱلأَخُ».
٢كورنثوس ٧: ١٣ و٢تيموثاوس ١: ١٦ وع ٢٠
ما في هذه الآية علة أخرى لشكر الرسول لله المذكور في (ع ٤ و٥).
بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ هذا بيان لقوله «شركة إيمانك فعالة» وذكر الرسول في هذه الآية والتي قبلها الفضائل الثلاث العظمى الإيمان والمعرفة والمحبة.
أَحْشَاءَ ٱلْقِدِّيسِينَ قَدِ ٱسْتَرَاحَتْ بِكَ ذكر الأحشاء باعتبار أنها مركز الانفعالات كما في (٢كورنثوس ٦: ١٢ وفيلبي ١: ٨) وغلب اليوم أن يعبر الناس عن الانفعالات بالقلب. فإحسان فليمون إلى القديسين والقيام بحاجاتهم ومواساته لهم في أحزانهم عزّتهم وأنعشت قلوبهم وأبهجتها.
أَيُّهَا ٱلأَخُ خاطبه بهذا بحكمة تمهيداً لطلب معروفه.

التماس الرسول من فليمون العفو عن عبده أنسيمس ع ٨ إلى ٢٢


٨ «لِذٰلِكَ، وَإِنْ كَانَ لِي بِٱلْمَسِيحِ ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ آمُرَكَ بِمَا يَلِيقُ».
١تسالونيكي ٢: ٦
لِذٰلِكَ أي لما أظهرته من المحبة للإخوة والإحسان إليهم.
وَإِنْ كَانَ لِي بِٱلْمَسِيحِ ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ آمُرَكَ نظراً إلى كوني رسول المسيح ولي سلطان منه (٢كورنثوس ٧: ١٤).
بِمَا يَلِيقُ أي بما يوافق وينفع كما في (أفسس ٥: ٤).
٩ «مِنْ أَجْلِ ٱلْمَحَبَّةِ، أَطْلُبُ بِٱلْحَرِيِّ إِذْ أَنَا إِنْسَانٌ هٰكَذَا نَظِيرُ بُولُسَ ٱلشَّيْخِ، وَٱلآنَ أَسِيرُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَيْضاً».
ع ١
مِنْ أَجْلِ ٱلْمَحَبَّةِ، أَطْلُبُ بِٱلْحَرِيِّ أي طلب ما أريده منك بالمحبة أولى من طلبه بالأمر فطلب على سبيل المعرفة ما لم يستحسن أن يأمر به. وأراد «المحبة» الصفة التي يمتاز بها كل المؤمنين بالمسيح لا محبة فليمون الخاصة.
إِذْ أَنَا إِنْسَانٌ هٰكَذَا نَظِيرُ بُولُسَ ٱلشَّيْخِ ذكر كبر سنه علة لإجابة طلبه لأنه من واجبات الإنسان أن يكرم من هو أكبر منه سناً ويشفق عليه. فإذا فرضنا أن بولس كان في سن الثلاثين يوم آمن (أي سنة ٢٦ ب. م وقال لوقا أنه «شاب» أعمال ٧: ٥٨) كان عند كتابه هذه الآية في سن نحو الستين لكنه لكثرة ما احتمله من الأتعاب والمشاق كان أضعف ممن هم في مثل سنه.
وَٱلآنَ أَسِيرُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَيْضاً ذكر آلامه في السجن من أجل المسيح تحريكاً لحنو فليمون وتليين قلبه ليجيب طلبه.
١٠ «أَطْلُبُ إِلَيْكَ لأَجْلِ ٱبْنِي أُنِسِيمُسَ، ٱلَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي».
كولوسي ٤: ٩ و١كورنثوس ٤: ١٥ وغلاطية ٤: ١٩
أَطْلُبُ إِلَيْكَ أي لي حق أن آمرك لكني أتنازل عن حقي وأطلب على سبيل سؤال المعروف.
ٱبْنِي أُنِسِيمُسَ لا بد من أن فليمون تعجب كثيراً أول ما قرأ هذه العبارة إذ دعا الرسول فيها أنسيمس ابنه لأن قيمة العبد في تلك الأيام كانت تختلف قليلاً عن قيمة البهيمة.
ٱلَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي فكانت بنوّته لبولس مبنية على كونه مؤمناً اهتدى بتعليم بولس إلى المسيح (قابل بهذا ما في ١كورنثوس ٤: ١٤ وغلاطية ٤: ١٩).
١١ «ٱلَّذِي كَانَ قَبْلاً غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلٰكِنَّهُ ٱلآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِي».
ٱلَّذِي كَانَ قَبْلاً غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ معنى أنسيمس في اليونانية «نافع» فكأنه قال أن أنسيمس لم يكن كاسمه أي نافعاً لأنه أبق واختلس من مالك (ع ١٨).
وَلٰكِنَّهُ ٱلآنَ أي بعدما آمن بالمسيح. فتستفيد من خدمته بالأمانة والاجتهاد.
نَافِعٌ أي استحق الاسم الذي لم يستحقه سابقاً.
لَكَ لأني أرجعته إليك لكي يخدمك كعبدٍ وأخٍ مسيحي أيضاً (ع ١٦).
وَلِي لأنه خدمني بلطف وأمانة.
١٢ «ٱلَّذِي رَدَدْتُهُ. فَٱقْبَلْهُ، ٱلَّذِي هُوَ أَحْشَائِي».
رَدَدْتُهُ أي أردت أن يرجع إليك مع احتياجي إلى خدمته كما يظهر من (ع ١٣).
فَٱقْبَلْهُ بثقة ومحبة.
هُوَ أَحْشَائِي أي كنفسي. أبان بولس بهذا فرط رقّته على ذلك العبد حتى صار كأنه هو وكأن شأنه كشأنه.
١٣ «ٱلَّذِي كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ أُمْسِكَهُ عِنْدِي لِكَيْ يَخْدِمَنِي عِوَضاً عَنْكَ فِي قُيُودِ ٱلإِنْجِيلِ».
١كورنثوس ١٦: ١٧ وفيلبي ٢: ٣٠
كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ أُمْسِكَهُ عِنْدِي قال هذا بياناً لثقته به وأنه مستحق أن يثق فليمون به. وقوله «كنت أشاء» يدل على أنه كان يسرُ بخدمته ويحتاج إليها ويرغب في دوامها لولا حق فليمون فيها.
لِكَيْ يَخْدِمَنِي عِوَضاً عَنْكَ في هذا تلويح على أن فليمون كان مديوناً لبولس في الأرضيات نظراً لما قبل من الرسول من الروحيات على وفق قوله للكورنثيين «إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ ٱلرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ ٱلْجَسَدِيَّاتِ» (١كورنثوس ٩: ١١) وفيه إقرار بأن لفليمون حق الانتفاع بعبده وأن ليس لأنسيمس حق أن يخدم بولس بدون إذن سيده. وبيان ثقة الرسول بمحبة فليمون له حتى يسمح بأن عبده يستمر على خدمته لو طلب إليه ذلك.
فِي قُيُودِ ٱلإِنْجِيلِ كان بولس مقيداً بسلسلة مربوطة بعسكري روماني نهاراً وليلاً من أجل الإنجيل. وهذه القيود جعلته في حاجة إلى خدمة غيره له ولولا ذلك كان في غنىً عنها.
١٤ « وَلٰكِنْ بِدُونِ رَأْيِكَ لَمْ أُرِدْ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً، لِكَيْ لاَ يَكُونَ خَيْرُكَ كَأَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ ٱلاضْطِرَارِ بَلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلاخْتِيَارِ».
٢كورنثوس ٩: ٧
خَيْرُكَ اعتبر الرسول خدمة أنسيمس له خدمة لفليمون لأنه عبده.
عَلَى سَبِيلِ ٱلاضْطِرَارِ أي أن الرسول لو أبقى أنسيمس عنده حتى يحصل على إذن فليمون كان انتفاعه به كأنه على رغم سيده فلم يستحسن ذلك.
بَلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلاخْتِيَارِ لم يرد أن يقبل معروف فليمون ما لم يكن برضاه القلبي الصريح.
١٥ «لأَنَّهُ رُبَّمَا لأَجْلِ هٰذَا ٱفْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ».
تكوين ٤٥: ٥ و٨
لأَنَّهُ رُبَّمَا لم يرد بولس أن يحتم بهذا الأمر باعتبار كونه رسولاً ويكشف لفليمون أسرار العناية الإلهية بل تكلم كصاحب ينبئُ صاحبه بما يمكن أن يكون قصد الله بسماحه بأن يتركه أنسيمس.
لأَجْلِ هٰذَا أي ما في بقية الآية.
ٱفْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ أي أن الله سمح بأن يخسر فليمون هذه الخسارة بإباق عبده لكي يحولها إلى منفعة أعظم من الأولى بواسطة تجديد قلبه. وهذا يشبه قول يوسف لإخوته «وَٱلآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ... فَقَدْ أَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي ٱلأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَٱلآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ ٱللّٰهُ» (تكوين ٤٥: ٥ - ٨). وأراد «بساعة» مدة وجيزة بالنسبة «إلى الأبد» المذكور في بقية الآية.
لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ لا إلى نهاية الباقي من حياته بل إلى غير النهاية في العالم الآتي كما يظهر من الآية الآتية.
١٦ «لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخاً مَحْبُوباً، وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ. فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ إِلَيْكَ فِي ٱلْجَسَدِ وَٱلرَّبِّ جَمِيعاً!».
متّى ٢٣: ٨ و١تيموثاوس ٦: ٢ وكولوسي ٣: ٢٢
لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخاً مَحْبُوباً هذه الآية تبيّن شدّة العلاقة بين المؤمنين بالمسيح فإنهم باتحادهم بالمسيح صاروا أعضاء جسده واحد بعضهم ببعض وبهذا الاتحاد صار العبد أخاً فصار مساوياً لسيده في كل الأمور الروحية. ومحبة الأخ لأخيه في المسيح أقوى من محبة الأخ لأخيه في الجسد لأن له شركة في أفراحه وأحزانه واستعداداً لأن ينكر نفسه بغية نفع أخيه. وهذا لا يستلزم أنه يجب على فليمون أن يعتق عبده بل يستلزم أن يحبه محبة الأخ المسيحي بقي عبداً أم لم يبق. ولا ريب في أن نتيجة مثل هذا التعليم إبطال الاسترقاق من الأرض.
وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ للعلة المذكورة في (ع ١٠) فإن بولس هو واسطة إيمان أنسيمس وخلاص نفسه وهذا معظم علة محبته. وكان يحبه أيضاً لخدمته إياه بلطف ولعله كان ذا سجايا توجب المحبة له.
فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ إِلَيْكَ بالنظر إلى ما سبق من النسبة بينك وبينه وما جد منهما. فصحّ عليه قول المسيح في مثل الابن الضال وأخيه الأكبر «لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد».
ٱلْجَسَدِ باعتبار كونه عبده أي النسبة بينهما ليست بروحية بل كالنسبة بين سائر العبيد وأسيادهم.
وَٱلرَّبِّ جَمِيعاً! هذا يبين النسبة الروحية بينهما بناء على كون أنسيمس متحداً بالمسيح وبه فكان مغسولاً بدم المسيح كسيده ومتبرراً مثله ببره ومتقدساً مثله بالروح القدس وصار ابناً لله مثله وارثاً لله وارثاً مع المسيح وكان كل منهما عضواً في جسد المسيح الذي هو كنيسته ولكل منهما رجاء واحد باتحاد أبدي في السماء.
١٧ «فَإِنْ كُنْتَ تَحْسَبُنِي شَرِيكاً فَٱقْبَلْهُ نَظِيرِي».
٢كورنثوس ٨: ٢٣
فَإِنْ هذا ليس للشك بل للتوكيد.
كُنْتَ تَحْسَبُنِي شَرِيكاً في إيمان الإنجيل والمحبة وخدمة المسيح ورجاء السماء.
فَٱقْبَلْهُ نَظِيرِي هذا مثل قوله «فاقبله الذي هو أحشائي» (ع ١٢) أي اقبله كأنك تقبلني لا كأنك تقبل أنسيمس العبد الذي عرفته سابقاً. فنرى في كلام بولس هنا مثالاً لشفاعة المسيح عند الآب فإن المسيح يطلب إلى الآب أن يقبلنا ويرضى عنا كما يقبل ابنه المسيح ويرضى عنه.
١٨ «ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَٱحْسِبْ ذٰلِكَ عَلَيَّ».
قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ بتركه إياك أو باختلاس شيء من مالك. فلا ريب أن ما افترضه كان حقاً لأنه لا يكون للعبد وسائط السفر من كولوسي إلى رومية ما لم يسرق من مال سيده.
فَٱحْسِبْ ذٰلِكَ عَلَيَّ أي سامح أنسيمس بالدَّين واحسبه عليّ.
١٩ «أَنَا بُولُسَ كَتَبْتُ بِيَدِي. أَنَا أُوفِي. حَتَّى لاَ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ مَدْيُونٌ لِي بِنَفْسِكَ أَيْضاً».
كَتَبْتُ بِيَدِي لم يكن من عادة بولس أن يكتب بيده بل كان يستخدم من يكتب عنه (رومية ١٦: ٢٢ و١كورنثوس ١٦: ٢١ وغلاطية ٦: ١١). ولا ريب في أنه قصد أن يؤكد لفليمون بكتابة يده أنه كان مستعداً أن يرد له كل ما اختلسه أنسيمس من ماله إذا أراد ذلك.
حَتَّى لاَ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ مَدْيُونٌ لِي بِنَفْسِكَ ذكر بولس فليمون بماله عليه من الدين العظيم الروحي لما فعله في إطلاقه من عبودية الخطيئة والشيطان وإرشاده إياه إلى المسيح. وهذا دَين يعجز عن إيفائه. وفي ذلك إلماع إلى أن فليمون يسر بهذه الفرصة للإقرار بالدين بإجابته لطلبته.
٢٠ «نَعَمْ أَيُّهَا ٱلأَخُ، لِيَكُنْ لِي فَرَحٌ بِكَ فِي ٱلرَّبِّ. أَرِحْ أَحْشَائِي فِي ٱلرَّبِّ».
ع ٧
لِيَكُنْ لِي فَرَحٌ بِكَ فِي ٱلرَّبِّ إذا فعلت ما سألتك إياه في شأن أنسيمس. وقال «في الرب» لأنه يحسب إجابته لطلبته نعمة من الله فوق أنها من معروفه لأن نعمة الرب كانت واسطة إلى إمالة قلبه إلى قبول التماسه.
أَرِحْ أَحْشَائِي فِي ٱلرَّبِّ أي ابهج قلبي. أظهر بولس بذلك شدة محبته لأنسيمس وأن قلبه مضطرب من جهة أمره وأن أفكاره لا تستريح إلا بأن يبلغه انه غفر لعبده وقبله.
٢١ «إِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِإِطَاعَتِكَ كَتَبْتُ إِلَيْكَ، عَالِماً أَنَّكَ تَفْعَلُ أَيْضاً أَكْثَرَ مِمَّا أَقُولُ».
٢كورنثوس ٧: ١٦
طلب الرسول في الآية التاسعة العفو عن أنسيمس «من أجل المحبة» متنازلاً عن كل ما يحق له على فليمون باعتبار كونه رسولاً. وفي هذه الآية أبان تيقنه أن اعتبار فليمون إياه رسولاً وأباً روحياً يحمله على الطاعة له في ذلك لو أمره به. فأظهر أنه لم يطلب ما طلبه منه على طريق الحب لأنه يئس من الحصول عليه من تلقاء الطاعة الواجبة على فليمون له. وظن بعضهم أن معنى قوله «أنك تفعل أيضاً أكثر مما أقول» إنه يعتقه تمام العتق. وظن آخرون أن مراده أنه يسمح له أن يرجع إلى رومية ليخدمه. وظن جماعة أن ذلك ليس سوى مدح لكرم أخلاق فليمون وبيان الرسول ثقته أكثر مما يطلب. ولا برهان صريح لنا على أن فليمون أجاب طلب بولس إلا وجود هذه الرسالة بين رسائل بولس. ولو أبى فليمون الإجابة ما وقف أحد على هذه الرسالة لأنها كانت شهادة عليه بأنه كافر بالمعروف وقاسي القلب.

طلب الرسول إلى فليمون أن يعد له منزلاً وتسليم أصدقاء بولس عليه والصلاة من أجل البركة الروحية ع ٢٢ إلى ٢٥


٢٢ «وَمَعَ هٰذَا أَعْدِدْ لِي أَيْضاً مَنْزِلاً، لأَنِّي أَرْجُو أَنَّنِي بِصَلَوَاتِكُمْ سَأُوهَبُ لَكُمْ».
فيلبي ١: ٢٥ و٢: ٢٤ و٢كورنثوس ١: ١١
وَمَعَ هٰذَا أي فوق طلبتي ما يتعلق بأنسيمس.
أَعْدِدْ لِي أَيْضاً مَنْزِلاً كان فليمون معتاداً أن يحسن إلى القديسين (ع ٥) فطلب الرسول إليه أن يقبله ضيفاً في بيته.
لأَنِّي أَرْجُو الخ كان الرسول يأمل شديد الأمل لإمارات رآها أنه يطلق بعد قليل من سجنه سنة (٦٣ ب. م) كما يظهر أيضاً من قوله «أَثِقُ بِٱلرَّبِّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً سَآتِي إِلَيْكُمْ سَرِيعاً» (فيلبي ٢: ٢٤). وهذا يدل على أنه توقع إطلاقه في الحال وأن يمر بفيلبي وهو ذاهب إلى كولوسي. وقال «بصلواتكم» لأن الكنيسة اعتادت من أول أمرها أن تصلي لله من أجل من في السجون من أعضائها (أعمال ١٢: ٥ و٢كورنثوس ١: ١١ وعبرانيين ١٣: ٣). وقال «سأوهب لكم» لاعتقاده أن رجوعه إليه هبة من الله فإنه هو الذي يحمل نيرون على إطلاقه إجابة لصلواتهم. وأنبأ فليمون بذلك لأنه يعلم أنه يسر بهذه البشرى ولأن بولس علم أن ذلك لا بد من أن يحمل فليمون على إجابة طلبه من جهة أنسيمس. وسبق الكلام في مقدمة الرسالة الثانية إلى تيموثاوس على ترجيح إطلاق بولس من سجنه الأول حسبما توقع.
٢٣ «يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَبَفْرَاسُ ٱلْمَأْسُورُ مَعِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».
كولوسي ١: ٧ و٤: ١٢
أَبَفْرَاسُ (انظر تفسير كولوسي ٤: ١٢).
ٱلْمَأْسُورُ مَعِي لم يذكر في رسالته إلى كولوسي أنه كان مسجوناً معه ولا ندري هل كان معه اختياراً أو اضطراراً.
٢٤ «وَمَرْقُسُ، وَأَرِسْتَرْخُسُ، وَدِيمَاسُ، وَلُوقَا ٱلْعَامِلُونَ مَعِي».
أعمال ١٢: ١٢ و٢٥ وأعمال ١٩: ٢٩ و٢٧: ٢ وكولوسي ٤: ١٠ وكولوسي ٤: ١٤ و١تيموثاوس ٤: ١١
مرّ الكلام على هؤلاء في تفسير (كولوسي ٤: ١٠ و١٤). والمذكورون هنا هم المذكورون في الرسالة إلى كولوسي في ذلك الوقت إلا أنه ترك هنا «يسوع المدعو يستس» (كولوسي ٤: ١١).
٢٥ «نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ. آمِينَ».
٢تيموثاوس ٤: ٢٢
(انظر تفسير ٢ تيموثاوس ٤: ٢٢).

Call of Hope
P.O.Box 10 08 27
D - 70007
Stuttgart
Germany