المقدمة: وفيها خمسة فصول

الفصل الأول في مشتملات هذا السفر


ص ١: ١ - ص ١٠: ١٠ الاستعداد للانطلاق من جبل سيناء إلى أرض كنعان. وهذا يشتمل على ١٤ موضوعاً:

  • عدّ ذكور الأحد عشر سبطاً من ابن عشرين سنة فصاعداً وهم القادرون على حمل السلاح.
  • عدّ اللاويين من ابن شهر فما فوق.
  • عد الأبكار وأخذ اللاويين بدلاً منهم.
  • ترتيب الحلول والارتحال.
  • أحكام حفظ الترتيب في المحلة.
  • بعض الشرائع الإضافية والإيضاحية لما تضمنه سفر الخروج وسفر اللاويين.
  • شريعة النذير.
  • صورة البركة الكاهنية.
  • تقدمات الرؤساء لخدمة الخيمة.
  • التعليم المتعلق بإيقاد سُرج المنارة الذهبية وتقديس اللاويين والسن التي فيها يدخلون الخدمة.
  • المناداة بالفصح الأول بعد الخروج.
  • تعيين فصح الشهر الثاني.
  • وصف قيادة الشعب العجيبة.
  • الكلام على بوقَي الفضة واستعمالها.


ص ١٠: ١١ - ص ١٤: ٤٥ يشتمل على ثلاثة عشر موضوعاً:

  • انطلاق الإسرائيليين من سيناء.
  • ترتيب السير.
  • دعوة موسى لحوباب.
  • شعار الارتحال.
  • تذمر الشعب على الله وعلى موسى.
  • الإحراق في تبعيرة.
  • نبوءة الداد وميداد.
  • الإمداد العجيب بالسلوى.
  • الضربة في قبروت هتّأوة (أي قبور الشهوة).
  • تكلم مريم وهارون على موسى وضرب مريم بالبرص.
  • إرسال جواسيس إلى أرض كنعان ونبأهم.
  • وعيد الذين عدوا في سيناء.
  • انكسار المعاندين إلى حرمة.


ص ١٥: ١ - ص ١٩: ٢٢ يشتمل على خمسة مواضيع:

  • بعض الوصايا التي أوجب على الشعب أن يطيعها مدة السفر ويعمل بها بعد دخوله أرض كنعان.
  • نبأ قورح وداثان وأبيرام وضربتهم.
  • معجزة الكهنوت الهاروني وهو إيراق عصا هارون أو أفراخها وإزهارها.
  • التدقيق في بيان ما يجب على الكهنة واللاويين.
  • شريعة تطهير من يتنجس بلمس الميت برماد العجلة الحمراء.


ص ٢٠: ١ - ص ٢٥: ١٨ يشتمل على أحد عشر موضوعاً:

  • الإقامة بقادش برنيع.
  • نبأ إعداد الماء بمعجزة.
  • توبيخ الرب لموسى وهارون وحكمه عليهما.
  • إباءة ملك أدوم أن يمر بنو إسرائيل في أرضه.
  • موت هارون.
  • محاربة ملك عراد.
  • ضربة الحيات وصنع الخيمة النحاسية ورفعها.
  • الذهاب إلى رأس الفسجة.
  • الانتصار على سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان.
  • تاريخ بالاق وبلعام.
  • الضربة في شطيم.


ص ٢٦: ١ - ص ٣٦: ١٣ يشتمل على اثني عشر موضوعاً:

  • عد بني إسرائيل ثانية.
  • إرث بنات صلفحاد.
  • تعيين يشوع خليفة لموسى.
  • توسيع الشريعة في أمر الخراف اليومية وتقدمات يوم السبت.
  • شريعة نذور النساء.
  • حرب مديان.
  • تخصيص الأرض على جانب الأردن الشرقي بسبطي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى.
  • رحلات بني إسرائيل.
  • تجديد الأمر بطرد الكنعانيين وكسر أصنامهم.
  • تعيين حدود الأرض وأسماء المعينين لقسمة الأرض.
  • القوانين المتعلقة بمدن اللاويين ومدن الملجإ.
  • الشريعة المتعلقة بالميراث السبطي وزواج البنات ذوات الأملاك.



الفصل الثاني: في ما يشتمل عليه سفر العدد من الزمان


ذُكر تاريخ بداءة الزمان الذي قُصّ فيه نبأُ هذا السفر في أوله وهي اليوم الأول من الشهر الثاني من السنة الثانية لخروج إسرائيل من مصر يوم أمر الرب موسى أن يحصي كل جماعة إسرائيل (ص ١: ١ و٢). وكان موت هارون على ما يُعرف من (ص ٣٣: ٣٨) في السنة الأربعين لخروج الإسرائيليين من أرض مصر في اليوم الأول من الشهر الخامس من تلك السنة فالمدة ما بين الحادثتين ثمانٍ وثلاثون سنة وثلاثة أشهر. وحوادث هذا السفر الأخيرة حدثت على الجانب الشرقي من نهر الأردن. وكُررت الشريعة في سفر التثنية في بدء الشهر الحادي عشر من السنة المكملة الأربعين (تثنية ١: ٣). وكان عبورهم نهر الأردن بقيادة يشوع في اليوم العاشر من السنة التالية (يشوع ٤: ١٩). فظهر من ذلك إن كل الزمان الذي يشتمل عليه سفر العدد نحو تسع وثلاثين سنة.

الفصل الثالث: في قدم هذا السفر


يبرهن قدم هذا السفر ما بعده من الأسفار والكلام على ذلك يطول فنكتفي بالإشارة إليه:

  • لنا في سفر يشوع ١: ٧ إن موسى ولّى يشوع بأمر الرب وإن الرب أمر يشوع بالعناية بشعبه وهذه التولية صرّح بها في (عدد ٢٧: ٢٣).
  • لنا في يشوع ٢: ١٠ نبأ إهلاك سيحون وعوج وهذا النبأ في (عدد ٢١: ٢٤ - ٣٥).
  • لنا في يشوع ٥: ٦ كلام قي قسَم الرب أن لا يُري أحداً من رجال الحرب الذين خرجوا من مصر أرض الميعاد لعصيانهم وذُكر هذا القسم في (عدد ١٤: ٢٨ - ٣٢). وجاء في (عدد ٢٦: ٦٣ - ٦٥) أنه في الإحصاء الأخير لم يبق رجل ممن عُدوا في الإحصاء الأول إلا يشوع وكالب. وما هذا بالكل فإننا نجد الاتفاق في النبأين ومعه شبهة اختلاف أيضاً بين الإنذار والإكمال. فإن أليعازر الذي كان كاهناً بعد الخروج بقليل وكان فوق سن العشرين على ما يرجح كل الترجيح في الإحصاء الأول اشتغل بالإحصاء الثاني وكان من جملة الذين دخلوا أرض كنعان. وتُدفع هذه الشبهة من النص نفسه فإن الإنذار الذي ذُكر في سفر العدد وإتمامه الذي ذُكر فيه وفي سفر يشوع كان مقصوراً في الإحصاء الأول عند سيناء على رجال الحرب الذين فوق سن العشرين ولكن اللاويين لم يدخلوا في هذا الإحصاء فلم يدخلوا بين من أُنذروا بالفناء قبل دخول أرض كنعان. والنص في يشوع ٥: ٦ «فني جميع الشعب رجال الحرب» أي الذين كانوا ست مئة ألف وثلاثة آلاف وخمس مئة وخمسين. وهذا على وفق النص في سفر العدد ففيه «فَكَانَ جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ، سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ حَسَبَ سِبْطِ آبَائِهِمْ فَلَمْ يُعَدُّوا بَيْنَهُمْ» (عدد ١: ٤٥ - ٤٧).
  • ذُكر في يشوع ٧: ٤ ميراث بنات صلفحاد وهذا على وفق ما جاء في (عدد ٢٧: ٦ و٧) فجاء في سفر العدد «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: بِحَقٍّ تَكَلَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ، فَتُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ، وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ». وجاء في سفر يشوع ١٧: ٣ و٤ «وَأَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ. وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنَاتِهِ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. فَتَقَدَّمْنَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَأَمَامَ يَشُوعَ بْنِ نُونَ وَأَمَامَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَقُلْنَ: ٱلرَّبُّ أَمَرَ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَنَا نَصِيباً بَيْنَ إِخْوَتِنَا. فَأَعْطَاهُنَّ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ نَصِيباً بَيْنَ إِخْوَةِ أَبِيهِنَّ».
  • إن ذكر القينيين في (١صموئيل ١٥: ٦) يوضحه ما في (عدد ١٠: ٢٩ - ٣٢) وهذا يوضح السابق أيضاً فإن دعوة موسى لحوباب أن يرافق بني إسرائيل في سيرهم أو رحلاتهم في البرية ذكرت في سفر العدد ولكن لم يُذكر فيه أن حوباب أجابه إلى دعوته ولكن ذُكر في (قضاة ١: ٦) إن بني القيني صحبوا بني يهوذا إلى برية يهوذا وفي (١صموئيل ١٥: ٦) إن شاول ذكر المعروف الذي أظهره القينيون لبني إسرائيل.
  • ومن أقطع البراهين على تصديق كتبة الوحي حوادث سفر العدد في رحلات بني إسرائيل في البرية قول المرنم «قُدَّامَ أَفْرَايِمَ وَبِنْيَامِينَ وَمَنَسَّى أَيْقِظْ جَبَرُوتَكَ وَهَلُمَّ لِخَلاَصِنَا» (مزمور ٨٠: ٢). وهذا المزمور أُلف وهيكل سليمان قائم على أثر انقسام المملكة في أيام رحبعام فجمع أسباط أفرايم وبنيامين ومنسى مع أنه بُيّن جزئياً. وكونهم أولاد يعقوب من راحيل فيه صعوبة أن بنيامين كان من حزب الجنوب أو المملكة الجنوبية وإن أفرايم ومنسى كانا من المملكة الشمالية. ولكن إذا تأمل القارئ حسناً رأى أن المرنم يشير في هذا المزمور إلى عناية الله السابقة ببني إسرائيل زمن كانوا يرحلون في البرية. ويوضح هذا أحسن إيضاح إن هؤلاء الأسباط الثلاثة كانوا على ما في سفر العدد يضربون خيامهم متجاورين على الجهة الغربية من خيمة الاجتماع (عدد ٢: ١٨ - ٢٢).
  • بقي عدة إشارات في الأسفار التي بعد سفر العدد إلى هذا السفر نذكرها بكل الاختصار.



  • إنه في (١صموئيل ٢٥: ٢٩) مقتبس من (عدد ٢٢: ١٩).
  • إنه في (١صموئيل ٣٠: ٧ و٨) إشارات إلى أسلوب سؤال الرب الذي ذُكر أولاً في (عدد ٢٧: ٢١).
  • إن في (مزمور ٧٨: ١٦) إشارة إلى معجزة إعداد الماء في قادش كما ذُكر في (عدد ٢٠: ٧ - ١١).
  • إن في (إرميا ٤٨: ٤٥) إشارة أو اقتباس من (عدد ٢١: ٢٨ و٢٤: ١٧).
  • إن في (يشوع ٢٢: ١٧ ومزمور ١٠٦: ٢٨ و هوشع ٩: ١٠) إشارة إلى نجاسات فغور الوثنية كما ذُكر في (عدد ص ٢٥).
  • إن في (عاموس ٢: ٩) إشارة إلى عظم أجسام العناقيين كما ذُكر في (عدد ١٣: ٣٣).
  • إن في عوبديا (ع ٤ و١٩) إشارة إلى ما في (عدد ٢٤: ١٨ و٢١).


وما ذُكر كافٍ لأن يبين أن سفر العدد قديم جداً وإنه صدّقه كتبة الوحي بعد موسى وما فتئ سفراً من كتاب الله منذ كُتب إلى عصور أولئك الكتبة. وقد بقي كذلك إلى هذا العهد وسيبقى إلى نهاية العالم.

الفصل الرابع: في كاتب هذا السفر


كل ما صدق من الأدلة على أن موسى كاتب الأسفار الخمسة يصدق على أنه كاتب سفر العدد. وجزء من هذا السفر وهو بيان رحلات بني إسرائيل ومحلاتهم كما فُصّل في (ص ٣٣) نُسب إلى موسى نصاً وهو قوله «وَكَتَبَ مُوسَى مَخَارِجَهُمْ بِرِحْلاَتِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ» (عدد ٣٣: ٢). وبعض السنن التي في سفر العدد دون غيره وكُررت في سفر التثنية نسبت في سفر يشوع إلى موسى ومثال ذلك ما يأتي:

  • شريعة اللاويين أن لا يكون لهم ميراث أو نصيب من الأرض كسائر أسباط إسرائيل (يشوع ١٣: ١٤ و٣٣ و١٤: ٣ و٤ قابل مع هذا عدد ١٨: ٢٠ - ٢٤ وتثنية ١٠: ٩ و١٤: ٢٧ و١٨: ١ و٢) بل كان لهم مدن سكناهم مع الضواحي الخارجة عن أملاك سائر الأسباط (يشوع ٢١: ٢ قابل به عدد ٣٥: ١ - ٤).
  • تعيين ميراث الأسباط بالقرعة ميراث تسعة أسباط ونصف سبط في غربي الأردن وميراث سبطين ونصف سبط في شرقي الأردن (يشوع ١٤: ٢ و٣ و١٨: ٧ قابل بهذا عدد ٢٦: ٥٥ و٣٢: ٣٣ و٣٣: ٥٤ و٣٤: ١٣).


ثم أن ما كُتب في هذا السفر لا يستطيعه ويصدق به إلا من سافر مع القوم في تلك البرية وشاهد محلاتها وأحوال الناس الذين كان يسير معهم وهو موسى الشارع عينه فإنه كتب ذلك بكل تدقيق وما كان من الشرائع والمعجزات في البرية وما يتعلق بكل ذلك لا يستطيع أن يكتبه إلا من عاين وشاهد. وبيان المواقع وأمور كثيرة فيه تبين أن الكاتب من الذين أحكموا تاريخ المصريين. ومن بعض ذلك ما في (ص ١٣: ٢٢) وإن الكاتب ممن عرف الأمم المجاورة التي يدخل من أرضها إلى أرض كنعان. ومن أمثلة ذلك ما في (ص ٢١: ١٣) وإنه عرف عادات المصريين وحوادث تاريخهم الخاصة إلى غير ذلك مما لا يمكن أن تنسب إلى كاتب بين أيام موسى وأيام سليمان. ومن أمثلة ذلك ما في (ص ١١: ٥ و٦ و٧ و٢١: ٥ - ٩ و٣٣: ٤ و٦ - ٨).
ثم إن ما ذُكر من أمر مواقع البلاد في أرض كنعان مما تواتر على الألسنة وصل بالتقليد وما جاء في سفر يشوع من التدقيق في ذلك يوافق ما جاء في سفر العدد لكنه جاء في سفر العدد بوجه الإجمال (قابل يشوع ص ١٥ مع عدد ص ٣٤). ومما يجب أن يُلاحظ هنا أن تعيين حدود أرض الموعد لم يكن قد بُيّن حق التبيين حتى في زمان داود وزمان سليمان. وهذا برهان قاطع على أنهم كانوا سالكين في ذلك على أقوال الكتب التي قبلهم وإن تلك الكتب لم تُكتب في الزمن الأخير كما رأى بعضهم بلا بيّنة يوثق بها. وما يستحق الملاحظة أيضاً أن سفر العدد كان قبل موت موسى بقليل وإن أخبار الأسباط كان من حوادث عصر موسى. مثال ذلك أنه في (ص ٢٥: ١٣) وُعد فنحاس بميثاق كهنوت أبدي وكان هذا الوعد له ولنسله وإنه في (ص ٣١: ٦) كان فنحاس بأمر موسى في الجيش المحارب مع أمتعة القدس وأبواق الهتاف وهذا جزء من ذلك الوعد وتمامه لنسله مفصل في سفر أخبار الأيام وسفر عزرا.

الفصل الخامس: في الاعتراضات على سفر العدد ودفعها


يحسن هنا أن نورد الاعتراضات التي أتى بها بعضهم على أن موسى كاتب سفر العدد وهي ما يأتي:
الأول: الإحصاء الأول


إن الإحصاء الذي كان في برية سيناء فيه إشكالان (١) مطابقة العدد وهو عدد الإسرائيليين من ابن عشرين وصاعداً للعدد المذكور في (خروج ٣٨: ٢٦) فيُقال كيف بقي عدد الإسرائيليين المذكورين كما كان بعد مضي الوقت.
(٢) إن العدد يُقسم على عشرة بدون باق وهذا بعيد الوقوع وكان المنتظر أن يكون فيه شيء من الآحاد.
وندفع الأول على فرض أن الإحصاء كان مرتين بأنه لم يكن بينهما إلا سنة أو سبعة أشهر ولا شيء من المحال أن يبقى الناس من ابن عشرين وصاعداً أحياء في تلك المدة القصيرة. وندفع ذلك أيضاً بأن إحصاء برية سيناء هو إحصاء الخروج عينه كُرر ذكره أي ذُكر ثانية في سفر العدد وبعبارة أخرى أنه بُسط في سفر العدد وفُصّل ما ذُكر في سفر الخروج بالإجمال وأي إشكال في ذلك. وأما كون العدد يُقسم على عشرة بدون باق فهذا من الممكنات الكثيرة الوقوع إن لم نقل أنه تُركت الآحاد اعتماداً على القريب والإيجاز وأمثال هذا كثيرة في الكتاب المقدس وغيره.

الثاني: عدد الأبكار


الاعتراض الثاني إن عدد الأبكار في سفر العدد ٢٢٢٧٣ وهذا قليل جداً بالنسبة إلى عدد الإسرائيليين فإن أبكارهم على التقدير العقلي يجب أن يكونوا تسع مئة ألف أو ألف ألف أو ما يقرب من ذلك. ويدفع هذا الاعتراض بأن الأبكار المذكورين في سفر العدد هم الذين وُلدوا من سنة الخروج إلى الشهر الأول من السنة التالية أي مدة أحد عشر شهراً ونصف شهر فيكون عددهم كثيراً لا قليلاً.

الثالث: اختلاف الإحصائين البعيد الإحصاء في برية سيناء والإحصاء في عربات موآب


اعتُرض على سفر العدد بنتيجة الإحصائين الإحصاء في برية سيناء والإحصاء في عربات موآب وهي ما في هذا الجدول:
الأسباط الإحصاء الأول الإحصاء الثاني
رأوبين ٤٦٥٠٠ ٤٣٧٣٠
شمعون ٥٩٣٠٠ ٢٢٢٠٠
جاد ٤٥٦٥٠ ٤٠٥٠٠
يهوذا ٧٤٦٠٠ ٧٦٥٠٠
يساكر ٥٤٤٠٠ ٦٤٣٠٠
زبولون ٥٧٤٠٠ ٦٠٥٠٠
أفرايم ٤٠٥٠٠ ٣٢٥٠٠
منسى ٣٢٢٠٠ ٥٢٧٠٠
بنيامين ٣٥٤٠٠ ٤٥٦٠٠
دان ٦٢٧٠٠ ٦٤٤٠٠
أشير ٤١٥٠٠ ٥٣٤٠٠
نفتالي ٥٣٤٠٠ ٤٥٤٠٠
٦٠١٧٣٠ ٦٠٣٥٥٠
لاوي ٢٣٠٠٠ ٢٢٠٠٠



(قابل عدد ٣: ٣٩ مع عدد ٢٦: ٦٢).
هذا وبين الإحصائين ما يزيد على ثمان وثلاثين سنة. وكان ينتظر من زيادة بني إسرائيل في مصر أن يزيدوا على نسبتها في البرية وكانت النتيجة بالعكس ولكن من دقق قليلاً رأى أن بعض الأسباط زاد وبعضها نقص كما يظهر جلياً من الجدول. وندفع الإشكال بما يأتي.
يجب قبل كل شيء أن نذكر أن قضاء الله بإفناء كل الرجال قبل دخول الأرض المقدسة التي هي أرض الموعد سوى اثنين كان على ذكور كل الأسباط (ما عدا سبط لاوي) الذين كانوا فوق سن العشرين وقت الخروج أي كل الذين تضمنهم الإحصاء الأول وإن ذلك القضاء أخذ يجري منذ نطق الله به أي منذ بدء السير في البرية أو منذ رجوع الجواسيس (عدد ١٤: ٢٩) ولا ريب في أن نتيجة ذلك نقص عدد الإسرائيليين في الجيل التالي. ولم يكن النقص أو الفرق في الجملة كالنقص أو الفرق بالنسبة إلى كل من الأسباط فإننا نرى النقص الأعظم في سبط شمعون فإنه في الإحصاء الثاني لم يزد عدده على ثُلث عدده في الإحصاء الأول إلا قليلاً. وإن زيادة ذكور سبط لاوي في الإحصاء الثاني على عدده في الإحصاء الأول ألف فقط وهي زيادة زهيدة في مدة تلك السنين مع أنه غير داخل في من حُكم عليهم بالإفناء. ولكن إذا رجعنا إلى سفر التكوين وجدنا ما نصه «شَمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ. آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَاناً، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْراً. مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ» (تكوين ٤٩: ٥ - ٧) وهذا نص صريح في إبادة كثيرين منهما. وفي (عدد ص ٢٥) نجد زمري بن سالو الذي اتبع الرسوم الوثنية والجور «رئيس بيت أب من الشمعونيين» ولنا من ذلك أن نحكم بأن كثيرين من سبط شمعون ضلوا عن الحق وحُسبوا من الوثنيين واختلطوا بالأمم وضاعوا بينهم فتم عليهم قول يعقوب النبوي. وقد رأينا في (تكوين ٤٦: ١٠) أن رجلاً من سبط شمعون كان ابن امرأة كنعانية. ولا ريب في أن كثيرين من رجال ذلك السبط اختلطوا بالكنعانيين وتركوا جماعة إسرائيل في البرية وسكنوا بين الأمم وصاروا منهم فنقص عدد سبط شمعون ذلك النقص الفاحش. وإن الله ضرب ذلك السبط على آثامه وربما أصاب كثيرين بالعقر أو قلة النسل من الذكور. ومما يحسن اعتباره هنا ما جاء في (١أيام ٤: ٢٧) وهو قوله في رجل من سبط شمعون «وَأَمَّا إِخْوَتُهُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بَنُونَ كَثِيرُونَ، وَكُلُّ عَشَائِرِهِمْ لَمْ يَكْثُرُوا مِثْلَ بَنِي يَهُوذَا». ويريد هذا ما ذُكر في سفر يشوع من أن سبط شمعون سكن جزءاً من أرض ميراث يهوذا ولا ريب في أن ذلك علة قلة سبط شمعون (يشوع ١٩: ٩).
ونزيد على نبوءة يعقوب بقلة سبط لاوي لزيادة البيان (١) إن ابني هارون الأكبرين ناداب وأبيهو ماتا بلا ولد (عدد ٣: ٤).
(٢) إنه قُتل كثيرون مع قورح من اللاويين (عدد ١٦: ٣٢ و٢٦: ١٠). وأصاب النقص الرأوبيين أيضاً لأنهم كانوا على موسى (عدد ١٦: ١ الخ).

الرابع: أسباب المعاش في البرية


قد اعتُرض على صدق هذا السفر بعدم إمكان الحصول على أسباب المعاش في البرية أو شبه جزيرة سيناء لنحو مليونين وما معهم من البهائم مدة أربعين سنة. وهذا الاعتراض يُدفع بسهولة من معرفة أحوال تلك الأرض في زمن الخروج هذا بقطع النظر عن عناية الله بهم بنوع خارق العادة كما هو نص السفر من إرسال المن والسلوى وغير ذلك من المعجزات. هذا وإذا صرفنا النظر عن المعجزات نقول أن الأرض كانت كثيرة المراعي والكلإ فكان للبهائم طعام كافٍ فيكثر لبنها ونموها فيغزر الطعام للإسرائيليين لكن المعجزات المذكورة صريحاً من إيجاد الماء والطعام كافٍ لحل كل اعتراض على أسباب المعاش. وقد أثبت كل الذين سافروا في تلك الأرض أنها كانت كثيرة المراعي والأشجار والغلال الطبيعية. ولم تزل إلى هذا اليوم مواضع كثيرة في تلك الأرض على تلك الوفرة. ولا ريب في أن الإسرائيليين كانوا يحلون في رحلاتهم المنازل الكثيرة الماء والكلإ. وربما نزلوا أحياناً بعض المنازل التي ليست كذلك فكان يخرج الله لهم الماء من الصخر كما ذُكر صريحاً. على أنه لو قطعنا النظر عن ذلك لكان لهم أن يحملوا الماء من مواضعه إلى حيث يُعلم أن ليس من ماء. فعلى تقدير المعجزات وهو الواقع وعدم تقديرها لا نرى غباراً على صدق ذلك السفر الإلهي. ونحن نؤمن بالمعجزات المذكورة (والبينات على إمكان المعجزات ووقوعها حقيقة في غير هذا الموضع ومن أراد الوقوف على ذلك فليرجع إلى كتاب الأدلة السنية).

الخامس: الاختلاف في شرائع العشور وما يتعلق بها


أقوى الاعتراضات على صدق هذا السفر ما نشأ من الاختلاف الظاهر في شرائع العشور التي فيه للتي في سفر اللاويين والتثنية وما يتعلق بذلك. وقد حل بعض الإشكال مما عُرف من أمور اليهود في الأزمنة الأخيرة بالنظر إلى ذلك. وكيف كان الأمر فإن تفاسير اليهود الحديثة مع دفعها كثيراً من الاعتراضات وحلها معظم الإشكال لم تنظر إلى الأمرين الآتيين وهما من الأمور ذات الشأن في ما نحن فيه.
(١) أي جزء من تلك الشرائع كان مقصوراً على كون الإسرائيليين في البرية.
(٢) هل في الشرائع التي وُضعت أصلاً من إشارة إلى أنه يعتريها شيء من التعديل أو التغيير في أرض كنعان فإن وُجد شيء من الإشارات إلى تغييرها في أرض كنعان فلم يبق للاعتراض شيء من القوة. (فتكون الوصايا كأن فيها شيئاً من الاستثناء وعلى ذلك لا يكون ما صارت إليه في أرض كنعان تغييراً حقيقياً فإذا قلت مثلاً احمل معك الماء في السفر كل المساقة إلا سدسها فلم يكن شيء من التغيير في الأمر وكذا لو قلت احمل كذا وكذا من الماء في المسافة إلا ثلثها فاحمل فيه مثل نصف ذلك الماء أو ثلثه). هذا على أن ليس في ذلك الخلاف شيء من التناقض كما سترى.
فالوصايا التي أعلنها الله لموسى في جبل سيناء في شأن العشور ذُكرت في سفر اللاويين وهي قوله تعالى «وَكُلُّ عُشْرِ ٱلأَرْضِ مِنْ حُبُوبِ ٱلأَرْضِ وَأَثْمَارِ ٱلشَّجَرِ فَهُوَ لِلرَّبِّ. قُدْسٌ لِلرَّبِّ... وَأَمَّا كُلُّ عُشْرِ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ فَكُلُّ مَا يَعْبُرُ تَحْتَ ٱلْعَصَا يَكُونُ ٱلْعَاشِرُ قُدْساً لِلرَّبِّ» (لاويين ٢٧: ٣٠ و٣٢). وقيل في سفر العدد «إِنَّ عُشُورَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي يَرْفَعُونَهَا لِلرَّبِّ رَفِيعَةً قَدْ أَعْطَيْتُهَا لِلاَّوِيِّينَ نَصِيباً» (عدد ١٨: ٢٤). والظاهر أنه أعطاهم إياها ذلك الوقت إذ لم يصرّح بذلك قبلاً على أنه لم يقل أن هذه العشور التي أعطاها اللاويين تشتمل على عشر البهائم كما تشتمل على غلال الأرض. والذي بُين في سفر نحميا أن العشور التي أُعطيت للاويين كانت عشور الأرض (نحميا ١٠: ٣٧ قابل بهذا نحميا ١٠: ٣٨) ويأكلون التسعة الأعشار الباقية وأهل بيوتهم في كل مكان. ولا ريب في أن هذه العشور كانت في أرض كنعان لا في البرية إذ من المسلم بداهة أن الإسرائيليين المرتحلين من مكان إلى مكان على توالي الأوقات لا يحرثون ولا يزرعون ويجمعون الغلال وهم في تلك الحال. وقد بُينت تلك الغلال التي يؤدون عشورها في سفر التثنية وظهر جلياً أنها غلال أرض كنعان إذ هي الحنطة والخمر والزيت (تثنية ١١: ١٢ - ١٨) وكذا يُقال في البهائم وأبكارها. وأمر الله الإسرائيليين في سفر التثنية نفسه بأنه إذا كان المكان الذي يعينه الرب (أي القدس) بعيداً عن الموضع تباع العشور بفضة ومقدم العشور يحمل الفضة إلى المكان الذي يعينه الرب أو يختاره وينفقها على مختار الأطعمة والمشروب (تثنية ١٤: ٢٤ - ٢٧). وإنه على الإسرائيلي في آخر ثلاث سنين أن يخرج كل عشر دخله في تلك السنة أي الغلة النباتية ويضعها في أحد أبواب المدينة فيأتي اللاوي والغريب واليتيم والأرملة ويأكلون ويشبعون (تثنية ١٤: ٢٨ و٢٩) فإذا نظرت في ذلك قليلاً تبين لك أن ليس من أدنى مناقضة أو تضاد في أمر الأعشار إنما كان في أرض كنعان ما ليس في البرية. وهنا للمعترض أن يقول إن هذه الفروض مختصة بأرض كنعان وموسى لم يدخل تلك الأرض فيكون كاتبها غير موسى. ولكن هذا يقال بلا ترو وإلا فموسى صرّح بأنه فرض عليهم كثيراً مما يتعلق بأرض كنعان ونص على ذلك بقوله إنهم يقومون بذلك متى دخلوا أرض الموعد أو أرض كنعان.

السادس: بعض الألفاظ اللغوية والعبارات


اعترض بعضهم على أن موسى ليس بكاتب سفر العدد لأن الكاتب ذكر فيه النبي بدل الرائي (عدد ١١: ٢٩ و١٢: ٦) لأن النبي لم يُستعمل إلا بعد موسى. والجواب أن النبي والرائي كلمتان عبرانيتان ولا دليل على غير ذلك مع أن كثيرين من اليهود كانوا يسمون رائياً ما سماه موسى فيها كلمتان مترادفتان ولا فرق بينهما إلا في أصل المعنى فإن الأول من النبوءة والثاني من الرؤية أو الرؤيا.
ومن هذا الوادي الاعتراض على أن موسى ليس بكاتب هذا السفر من أنه ورد فيه «وَأَمَّا ٱلرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ» (عدد ١٢: ٣). ودفع بعضهم هذا الاعتراض بأن بعض الملهمين زاد هذه الآية بعد موسى وإنه ربما كان الذي زادها عزرا. ولا نرى من ضرورة إلى هذا القول فما المانع من أن موسى كتبها بوحي الله ليحث الناس على الحلم كما كتب بولس بالوحي أنه أفضل سائر الرسل بالتبشير والجهاد في سبيل الرب. وإنه لم ينقص شيئاً عن فائقي الرسل (٢كورنثوس ١١: ٥ و٢٣).
وبقي ما لا يعتدّ به من مثل هذه الاعتراضات الواهنة ستُذكر في التفسير وتُدفع وكم من اعتراض علته الجهل أو قلة الفهم وما أحسن قول بعضهم:
وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم


اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ


١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».
خروج ١٩: ١ وص ١٠: ١١ و١٢ خروج ٢٥: ٢٢
خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ سُميت بذلك لأن الله فيها كان يجتمع بموسى (ص ١٧: ٤ وخروج ٢٥: ٢٢). وكانت قد أُقيمت منذ شهر واحد أو نحو سنة بعد الخروج (خروج ٤٠: ١٧).
٢ «أَحْصُوا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ، كُلَّ ذَكَرٍ بِرَأْسِهِ»
خروج ٣٠: ١٢ و٣٨: ٢٦ وص ٢٦: ٢ و٦٣ و٦٤ و٢صموئيل ٢٤: ٢ و١أيام ٢١: ٢
بِعَشَائِرِهِمْ جمع عشيرة وهي بنو الأب الأدنون أو القبيلة.
بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ لعل في هذا إشارة إلى العدد الذي ذُكر في سفر الخروج وهو المرجّح كل الترجيح (خروج ٣٠: ١٢). وهذا غير الإحصاء المذكور في (ص ٢٦).
كُلَّ ذَكَرٍ بِرَأْسِهِ أي كل فرد بمفرده.
٣ «مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلَّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ. تَحْسُبُهُمْ أَنْتَ وَهَارُونُ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ».
مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً (خروج ٣٠: ١٢ و٣٨: ٢٦ وانظر المقدمة فصل ٥).
حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ أي تعدّ رجال كل جند على حدته.
٤ «وَيَكُونُ مَعَكُمَا رَجُلٌ لِكُلِّ سِبْطٍ، هُوَ رَأْسٌ لِبَيْتِ آبَائِهِ».
رَجُلٌ لِكُلِّ سِبْطٍ أو رجل من كل سبط.
رَجُلٌ هُوَ رَأْسٌ كان في كل سبط عدة رؤساء ولكن في الإحصاء اختير رأس واحد لكل سبط وكان هذا الرأس أشهر رؤوس السبط على ما يظهر من القرائن.
٥ - ١٥ «٥ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ يَقِفُونَ مَعَكُمَا. لِرَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. ٦ لِشَمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي. ٧ لِيَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. ٨ لِيَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ. ٩ لِزَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ. ١٠ لٱبْنَيْ يُوسُفَ: لأَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ، وَلِمَنَسَّى جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ. ١١ لِبِنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي. ١٢ لِدَانَ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي. ١٣ لأَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ. ١٤ لِجَادٍ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. ١٥ لِنَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ».
أعمال ٥: ٣٤ ص ٢: ١٤
لِرَأُوبَيْنَ أي لسبط رأوبين وهكذا.
١٦، ١٧ «١٦ هٰؤُلاَءِ هُمْ مَشَاهِيرُ ٱلْجَمَاعَةِ، رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ. رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ. ١٧ فَأَخَذَ مُوسَى وَهَارُونُ هٰؤُلاَءِ ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ تَعَيَّنُوا بِأَسْمَائِهِمْ»
ص ٧: ٢ و١أيام ٢٧: ١٦ خروج ١٨: ٢١ و٢٥
مَشَاهِيرُ ٱلْجَمَاعَةِ أي رجال الجماعة المشهورون الممثلون أسباطهم والقائمون بمصالحهم.
رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ هؤلاء أعلى الرؤساء الذين أشار يثرون على موسى بتعيينهم (خروج ١٨: ٢١ و٢٥ وانظر أيضاً عدد ١: ٤).
١٨ «وَجَمَعَا كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فَٱنْتَسَبُوا إِلَى عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ، مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً بِرُؤُوسِهِمْ».
فَٱنْتَسَبُوا إِلَى عَشَائِرِهِمْ انتسبوا إلى ثلاثة (١) أسباطهم. و(٢) أبناء آبائهم الأدنون أو قبائلهم وكانت القبيلة على ما يظن من (ص ٣: ٢٢) نحو ثلاثة آلاف. و(٣) بيوت آبائهم. ولا ريب في أن هذا التقسيم كان مما عيّن السبط أو القبيلة التي جاء منها المسيح.
بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ أي مُيّزت نسبتهم إلى عشائرهم بالأسماء المعدودة (انظر تفسير ع ٢).
١٩ «كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى. فَعَدَّهُمْ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ».
فَعَدَّهُمْ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ هذا يدل على أن الإحصاء هنا هو الإحصاء المذكور في (خروج ٣٨: ٢٦) أو يرجّح ذلك كل الترجيح.
٢٠ - ٢٦ «٢٠ فَكَانَ بَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ، تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ بِرُؤُوسِهِمْ، كُلُّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٢١ كَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ رَأُوبَيْنَ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. ٢٢ بَنُو شَمْعُونَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمِ، ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ بِرُؤُوسِهِمْ، كُلُّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٢٣ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ شَمْعُونَ تِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ. ٢٤ بَنُو جَادَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٢٥ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ جَادَ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ. ٢٦ بَنُو يَهُوذَا تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ»
تكوين ٢٩: ٣٢ تكوين ٣٠: ١١ تكوين ٢٩: ٣٥
تَوَالِيدُهُمْ أي مواليدهم أو أنسالهم والمقصود كل نسل السبط (تكوين ٥: ١ و٦: ٩ والتفسير).
٢٧ - ٤٥ «٢٧ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ يَهُوذَا أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ. ٢٨ بَنُو يَسَّاكَرَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٢٩ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ يَسَّاكَرَ أَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٣٠ بَنُو زَبُولُونَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ ٣١ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ زَبُولُونَ سَبْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٣٢ بَنُو يُوسُفَ: بَنُو أَفْرَايِمَ، تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٣٣ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ أَفْرَايِمَ أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. ٣٤ بَنُو مَنَسَّى، تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٣٥ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ مَنَسَّى ٱثْنَانِ وَثَلاَثُونَ أَلْفاً وَمِئَتَانِ. ٣٦ بَنُو بِنْيَامِينَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٣٧ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ بِنْيَامِينَ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٣٨ بَنُو دَانَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٣٩ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ دَانَ ٱثْنَانِ وَسِتُّونَ أَلْفاً وَسَبْعُ مِئَةٍ. ٤٠ بَنُو أَشِيرَ تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٤١ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ أَشِيرَ وَاحِدٌ وأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. ٤٢ بَنُو نَفْتَالِي تَوَالِيدُهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ، ٤٣ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ لِسِبْطِ نَفْتَالِي ثَلاَثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٤٤ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمَعْدُودُونَ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ، ٱثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، رَجُلٌ وَاحِدٌ لِبَيْتِ آبَائِهِ. ٤٥ فَكَانَ جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، كُلُّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ».
تكوين ٣٠: ١٨ تكوين ٣٠: ٢٠ تكوين ٣٠: ٢٤ تكوين ٤١: ٥٢ تكوين ٤١: ٥١ تكوين ٣٥: ١٨ تكوين ٣٠: ٦ تكوين ٣٠: ١٣ تكوين ٣٠: ٨ ص ٢٦: ٦٤
أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ زيادة سبط يهوذا في العدد يستحق الاعتبار بالنظر إلى بركة يعقوب (انظر تكوين ٤٩: ٨). وكذلك زيادة أفرايم على منسى (تكوين ٤٩: ٣٣ و٣٥ انظر أيضاً تكوين ٤٨: ١٩ و٢٠).
٤٦ «سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ».
خروج ١٢: ٣٧ و٣٨: ٢٦ وص ٢: ٣٢ و٢٦: ٥١
سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ لا ريب في أن الكاتب لم يلتفت إلى الأحاد بغية التقريب وسهولة الحفظ. وهذا من مصطلح الكتاب والكتبة الأقدمين والمحدثين ولذلك جاء هذا العدد في غير هذا الموضع «ست مئة ألف» (ص ١١: ٢١ و خروج ١٢: ٣٧).
٤٧ «وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ حَسَبَ سِبْطِ آبَائِهِمْ فَلَمْ يُعَدُّوا بَيْنَهُمْ».
ص ٢: ٣٣ وص ٣ و٤ و٢٦: ٥٧ و١أيام ٦ و٢١: ٦
وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ الخ (ص ٢: ٣٣).
٤٨، ٤٩ «٤٨ إِذْ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٤٩ أَمَّا سِبْطُ لاَوِي فَلاَ تَحْسُبْهُ وَلاَ تَعُدَّهُ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
ص ٢: ٣٣ و٢٦: ٦٢
إِذْ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى الخ (ص ٣: ١ و٥ و٦ و١٤ و١٥). إن اللاويين لم يُذكروا في الإحصاء القديم فأبان العلة هنا وهي أمر الله باستثنائهم أو نهيه عن أن يعدوا ولا شك في أن هذا النهي كان سابقاً للإحصاء.
٥٠ «بَلْ وَكِّلِ ٱللاَّوِيِّينَ عَلَى مَسْكَنِ ٱلشَّهَادَةِ وَعَلَى جَمِيعِ أَمْتِعَتِهِ وَعَلَى كُلِّ مَا لَهُ. هُمْ يَحْمِلُونَ ٱلْمَسْكَنَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهِ، وَهُمْ يَخْدِمُونَهُ، وَحَوْلَ ٱلْمَسْكَنِ يَنْزِلُونَ».
خروج ٣٨: ٢١ وص ٣: ٧ و٨ و٤: ١٥ و٢٥ و٢٦ و٢٧ و٣٣ ص ٣: ٢٣ و٢٩ و٣٥ و٣٨
مَسْكَنِ ٱلشَّهَادَةِ يُراد بالشهادة هنا وصايا الله العشر التي كتبها تعالى على اللوحين ولذا سُميا بلوحي الشهادة (خروج ٣١: ١٨ و٣٤: ٢٩). وسُميا أيضاً بالشهادة (خروج ٢٥: ١٦ و٢١). ولذا سُمي التابوت الذي وضعا فيه بتابوت الشهادة (خروج ٢٥: ٢٢ و١٦: ٣٣). والخيمة وهي غطاء المسكن الظاهر أو البناء الخشبي بخيمة الشهادة (ص ٩: ١٥). والحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس بحجاب الشهادة (لاويين ٢٤: ٣).
حَوْلَ ٱلْمَسْكَنِ يَنْزِلُونَ كانت خيمة الاجتماع بمنزلة صرح ملكي وكان اللاويون بمنزلة الحرس الملكي حولها يقونها من كل تدنيس.
٥١ «فَعِنْدَ ٱرْتِحَالِ ٱلْمَسْكَنِ يُنَزِّلُهُ ٱللاَّوِيُّونَ وَعِنْدَ نُزُولِ ٱلْمَسْكَنِ يُقِيمُهُ ٱللاَّوِيُّونَ. وَٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ».
ص ١٠: ١٧ و٢١ ص ٣: ١٠ و٣٨ و١٨: ٢٢
ٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ يراد بالأجنبي هنا من ليس من سبط لاوي (لاويين ٢٢: ١٠ و١٢).
٥٢ «وَيَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ فِي مَحَلَّتِهِ وَكُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَجْنَادِهِمْ».
ص ٢: ٢ و٣٤
كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ يظهر من (ص ٢: ٣ و١٠ و١٨ و٢٥) أنه كان هنالك أربع رايات وهي رايات يهوذا ورأوبين وأفرايم ودان عند كل راية ثلاثة أسباط يحيطون بالخيمة من الجهات الأربع حين يضربون خيامهم.
٥٣، ٥٤ «٥٣ وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ فَيَنْزِلُونَ حَوْلَ مَسْكَنِ ٱلشَّهَادَةِ لِكَيْ لاَ يَكُونَ سَخَطٌ عَلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَحْفَظُ ٱللاَّوِيُّونَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ ٱلشَّهَادَةِ. ٥٤ فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
ع ٥٠ لاويين ١٠: ٦ وص ٨: ١٩ و١٦: ٤٦ و١٨: ٥ و١صموئيل ٦: ١٩ ص ٣: ٧ و٨ و٨: ٢٤ إلى ٢٦ و١٨: ٣ و٤ و٥ و٣١: ٣٠ و٤٧ و١أيام ٢٣: ٣٢ و٢أيام ١٣: ١٠ و ١١
لِكَيْ لاَ يَكُونَ سَخَطٌ عَلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يراد بالسخط هنا لازم معناه وهو العقاب أو الضربة بدليل أنه قيل على أثر الضربة على خطية قورح وداثان وأبيرام (ص ١٦: ١ - ٣٥) «لِكَيْ لاَ يَكُونَ أَيْضاً سَخَطٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ» (ص ١٨: ٥). واللفظة العبرانية المترجمة بالسخط «قصف» « קצף» ومثلها لفطة «نجف» « נבף» (ص ٨: ١٩).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي


١، ٢ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ٢ يَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَعْلاَمٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. قُبَالَةَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ حَوْلَهَا يَنْزِلُونَ».
ص ١: ٥٢ يشوع ٣: ٤
عِنْدَ رَايَتِهِ المرجّح أنه كان لكل بيت من بيوت الآباء راية صغيرة.
قُبَالَةَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وعلى البُعد منها لأن اللاويين حولهما كما ذُكر آنفاً. وظُن أن المسافة بين أقرب خيمة وخيمة الاجتماع نحو ألفي ذراع عبرانية أو سفر سبت وعلى ذلك حُسب أن مساحة المحلة نحو ثلاثة أميال مربعة ورُجّح أن شكلها مثل دائرة.
٣ - ٨ «٣ فَٱلنَّازِلُونَ إِلَى ٱلشَّرْقِ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ رَايَةُ مَحَلَّةِ يَهُوذَا حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي يَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. ٤ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ. ٥ وَٱلنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ يَسَّاكَرَ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي يَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ. ٦ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُ أَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٧ وَسِبْطُ زَبُولُونَ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي زَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ. ٨ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُ سَبْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ».
ص ١٠: ١٤ وراعوث ٤: ٢٠ و١أيام ٢: ١٠ ومتّى ١: ٤ ولوقا ٣: ٣٢ و٣٣
إِلَى ٱلشَّرْقِ أي شرق خيمة الاجتماع وكان في هذه الجهة ثلاثة أسباط يهوذا ويساكر وزبولون.
٩ - ١٣ «٩ جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ يَهُوذَا مِئَةُ أَلْفٍ وَسِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ بِأَجْنَادِهِمْ. يَرْتَحِلُونَ أَوَّلاً. ١٠ رَايَةُ مَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ إِلَى ٱلتَّيْمَنِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ ١١ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. ١٢ وَٱلنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ شَمْعُونَ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي شَمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي. ١٣ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ».
ص ١٠: ١٤
يَرْتَحِلُونَ أَوَّلاً المرجّح أن هذا بعض ما يشير إليه قول يعقوب في يهوذا يوم مباركته الأسباط (انظر تكوين ٤٩: ٨ - ١٠).
إِلَى ٱلتَّيْمَنِ (ع ١٠) أي الجنوب وكان في هذه الجهة ثلاثة أسباط رأوبين وشمعون وجاد.
١٤، ١٥ «وَسِبْطُ جَادَ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي جَادٍ أَلِيَاسَافُ بْنُ رَعُوئِيلَ. ١٥ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ».
ص ١: ١٤ و٧: ٤٢ و٤٧ و١٠: ٢٠
رَعُوئِيلَ أو دعوئيل (انظر ص ١: ١٤ و٧: ٤٢ و١٠: ٢٠) فهما اسمان لمسمى واحد.
١٦ «جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ مِئَةُ أَلْفٍ وَوَاحِدٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ بِأَجْنَادِهِمْ، وَيَرْتَحِلُونَ ثَانِيَةً».
ص ١٠: ١٨
بِأَجْنَادِهِمْ المرجّح أن كل جند كان يميز براية خاصة به والمقصود بالجند هنا السبط وهذه الراية الخاصة.
١٧ «ثُمَّ تَرْتَحِلُ خَيْمَةُ ٱلٱجْتِمَاعِ. مَحَلَّةُ ٱللاَّوِيِّينَ فِي وَسَطِ ٱلْمَحَلاَّتِ. كَمَا يَنْزِلُونَ كَذٰلِكَ يَرْتَحِلُونَ. كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ بِرَايَاتِهِمْ».
ص ١٠: ١٧ و٢١
وَسَطِ ٱلْمَحَلاَّتِ كانت خيمة الاجتماع في الوسط والمحلات على جهاتها الأربع في حلولهم وكذا كانت في ارتحالهم فكان يهوذا ورأوبين قدامها وأفرايم ودان وراءها فكان في الوسط أبداً وعلى هذا قول المرنم «ٱللّٰهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ» والمعنى أنه في وسط كنيسته (مزمور ٤٦: ٥). وكان سائر الأسباط على الجانبين باعتبار نسبتهم إلى يعقوب والوالدات فكان شرقها أولاد أولاد ليئة وجنوبها بعض سلالة أبناء ليئة وابن زلفة جاريتها (وأما سبط لاوي فكان حول الخيمة). وغربها سلالة واحد من تلك الأبناء وسلالة حفيدي راحيل. وشمالها سلالة ابني بلهة وابن لزلفة. والخلاصة إن الذي كان أقرب نسبة في الميلاد كان أقرب إلى الخيمة. ونتعلّم من هذا الترتيب أن رُبط الطبيعة تقوّي رُبط الشركة المسيحية. وترتيب الأسباط هذا اختلف أخيراً على ما يظهر من كلام حزقيال (خروج ٤٨: ٣٠ - ٣٤) لكن النسبة الميلادية بقيت محفوظة. وذُكرت الأسباط في سفر الرؤيا بقطع النظر عن النسبة الميلادية (رؤيا ٧: ٥ - ٨). ومما يستحق الملاحظة أنه لما عُينت أنصبة الأسباط المختلفة حُفظت المقامات التي كانت لهم في البرية فكان يساكر وزبولون اللذان كانا شرق الخيمة متجاورين في أرض كنعان وكان رأوبين وجاد اللذان كانا جنوب الخيمة متجاورين في شرقي الأردن وكذا كان أمر الأسباط الثلاثة بنيامين ومنسى وأفرايم الذين كانوا في غرب الخيمة وأشير ونفتالي اللذين كانا شمالها.
١٨ - ٣١ «١٨ رَايَةُ مَحَلَّةِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ إِلَى ٱلْغَرْبِ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ١٩ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. ٢٠ وَمَعَهُ سِبْطُ مَنَسَّى. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي مَنَسَّى جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ. ٢١ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ ٱثْنَانِ وَثَلاَثُونَ أَلْفاً وَمِئَتَانِ. ٢٢ وَسِبْطُ بِنْيَامِينَ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي بِنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي. ٢٣ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٢٤ جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ أَفْرَايِمَ مِئَةُ أَلْفٍ وَثَمَانِيَةُ آلاَفٍ وَمِئَةٌ بِأَجْنَادِهِمْ. وَيَرْتَحِلُونَ ثَالِثَةً. ٢٥ رَايَةُ مَحَلَّةِ دَانَ إِلَى ٱلشِّمَالِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي دَانَ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي. ٢٦ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ ٱثْنَانِ وَسِتُّونَ أَلْفاً وَسَبْعُ مِئَةٍ. ٢٧ وَٱلنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ أَشِيرَ. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ. ٢٨ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. ٢٩ وَسِبْطُ نَفْتَالِي. وَٱلرَّئِيسُ لِبَنِي نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ. ٣٠ وَجُنْدُهُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٣١ جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ دَانَ مِئَةُ أَلْفٍ وَسَبْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ. يَرْتَحِلُونَ أَخِيراً بِرَايَاتِهِمْ».
ص ١٠: ٢٢ ص ١٠: ٢٥
الكلام في هذه الآيات واضح لا يحتاج إلى تفسير.
٣٢ «هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ. جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنَ ٱلْمَحَلاَّتِ بِأَجْنَادِهِمْ سِتُّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ».
خروج ٣٨: ٢٦ وص ١: ٤٦ و١١: ٢١
هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمَعْدُودُونَ كان عدد الإسرائيليين كبيراً بالنظر إلى قصر الوقت والأحوال التي كانوا فيها. فإن الشرذمة القليلة التي ذهبت إلى مصر كثرت كثرة عجيبة حتى كان الذين يقدرون على حمل السلاح منهم ٦٠٠٠٠٠ ما عدا سبط لاوي ولكن إسرائيل الروحي «جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ» (رؤيا ٧: ٩).
والشكل الآتي يعين المشاهد على تصور ترتيب الإسرائيليين حول خيمة الاجتماع في البرية.



٣٣ «وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ فَلَمْ يُعَدُّوا بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
ص ١: ٤٧
وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ الخ (ص ١: ٤٧).
٣٤ «فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ ٱلرَّبُّ مُوسَى. هٰكَذَا نَزَلُوا بِرَايَاتِهِمْ وَهٰكَذَا ٱرْتَحَلُوا. كُلٌّ حَسَبَ عَشَائِرِهِ مَعَ بَيْتِ آبَائِهِ».
ص ٢٤: ٢ و٥ و٦
فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الخ أي قاموا بأمر الرب لموسى بما ذكر من الترتيب في الحل والارتحال.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ


١ «وَهٰذِهِ تَوَالِيدُ هَارُونَ وَمُوسَى يَوْمَ كَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ».
«هٰذِهِ تَوَالِيدُ هَارُونَ وَمُوسَى» وُضع اسم هارون أولاً لأمرين الأول كونه الأخ الأكبر. والثاني كون الخدمة التي أوحي بها إلى موسى انحصرت في هارون وبنيه بعده وإن كانوا من جملة اللاويين (١أيام ٢٣: ١٤) ولهذا ترى ذكر أبناء هارون في تلك الخدمة دون أبناء موسى. ومعنى تواليد هنا تاريخ المواليد كما جاءت في سفر التكوين (تكوين ٦: ٩ و٢٥: ١٩).
٢ «وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي هَارُونَ: نَادَابُ ٱلْبِكْرُ، وَأَبِيهُو، وَأَلِعَازَارُ، وَإِيثَامَارُ».
خروج ٦: ٢٣
هٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي هَارُونَ ذكرهم ولم يذكر أنباء موسى لأن بهم انحصر الكهنوت دون أولئك (انظر تفسير ع ١).
٣ «هٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي هَارُونَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ مَلأَ أَيْدِيَهُمْ لِلْكَهَانَةِ».
خروج ٢٨: ٤١ ولاويين ٨
ٱلْمَمْسُوحِينَ أي الموقوفين لخدمة الرب بالمسحة. وذُكرت رسوم المسحة بالتفصيل في سفر الخروج (انظر خروج ٢٨: ١ - ٣٧) إذ أمر الرب موسى بها وفي سفر اللاويين حيث اُتم الأمر بالفعل (لاويين ٨: ١ - ١٣). وقدّس موسى بني هارون كما قدّس هارون.
٤ «وَلٰكِنْ مَاتَ نَادَابُ وَأَبِيهُو أَمَامَ ٱلرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَرِيبَةً أَمَامَ ٱلرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا بَنُونَ. وَأَمَّا أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ فَكَهَنَا أَمَامَ هَارُونَ أَبِيهِمَا».
لاوين ١٠: ١ وص ٢٦: ٦١ و١أيام ٢٤: ٢
مَاتَ نَادَابُ وَأَبِيهُو أَمَامَ ٱلرَّبِّ جاء هذا النبأ في سفر اللاويين (لاويين ١٠: ١ و٢) ماتا أمام الرب لما قدمّا ناراً غريبة أمامه.
وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا بَنُونَ كان الموت بلا ولد عقاباً عظيماً وزاد هذا العقاب عظمة هنا لأنه كان أبناء أحدهما أو أبناء الاثنين معاً ممن يتولون مقام الحبر الأعظم كما كان أمر أبناء ألعازار وإيثامار.
٥ - ٧ «٥ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٦ قَدِّمْ سِبْطَ لاَوِي وَأَوْقِفْهُمْ قُدَّامَ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ وَلْيَخْدِمُوهُ. ٧ فَيَحْفَظُونَ شَعَائِرَهُ وَشَعَائِرَ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ قُدَّامَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَيَخْدِمُونَ خِدْمَةَ ٱلْمَسْكَنِ».
ص ٨: ٦ و١٨: ٢ ص ١: ٥ و٨: ١١ و١٥ و٢٤ و٢٦
فَيَحْفَظُونَ شَعَائِرَهُ أي إرشاداته وهي الإرشادات التي أخذها اللاويون عن هارون على ما قال بعضهم والمرجّح أن المقصود بها ما وُضع على هارون وسائر بني إسرائيل بدليل قوله على الأثر وشعائر كل الجماعة وهي أمور عبادة الله الجمهورية.
٨ «فَيَحْرُسُونَ كُلَّ أَمْتِعَةِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَحِرَاسَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَخْدِمُونَ خِدْمَةَ ٱلْمَسْكَنِ».
فَيَحْرُسُونَ الخ هذا بيان لبعض ما ذُكر في الآية السابقة.
٩ «فَتُعْطِي ٱللاَّوِيِّينَ لِهَارُونَ وَلِبَنِيهِ. إِنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لَهُ هِبَةً مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
ص ٨: ١٩ و١٨: ٦
إِنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لَهُ الضمير في أنه يعود إلى الرب والمعنى أن اللاويين للرب بدل الأبكار (انظر ص ٨: ١٤ - ١٦). ويصح أن يرجع الضمير إلى هارون على حد قوله تعالى «َوَهَبْتُ ٱللاَّوِيِّينَ هِبَةً لِهَارُونَ وَبَنِيهِ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» (ص ٨: ١٩). وغار سبط لاوي للرب يوم عبد غيرهم العجل من بني إسرائيل ولذلك كانوا أولى من غيرهم بخدمة الهيكل (خروج ٣٢: ٢٦ - ٢٩) وأمرهم يومئذ موسى أن ينتقموا للرب وقال لهم «ٱمْلأُوا أَيْدِيَكُمُ ٱلْيَوْمَ لِلرَّبِّ» (خروج ٣٢: ٢٩).
١٠ «وَتُوَكِّلُ هَارُونَ وَبَنِيهِ فَيَحْرُسُونَ كَهَنُوتَهُمْ. وَٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ».
ص ١٨: ٧ ع ٣٨ وص ١: ٥١ و١٦: ٤٠
وَتُوَكِّلُ أو تعدّ فإن الكلمة العبرانية المترجمة بتوكل هي الكلمة المترجمة بعدّ في (ص ١: ١٩). وترجمتها بتعدّ موافقة لقوله في (ع ١٥) عد بني لاوي الخ.
١١، ١٢ «١١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٢ وَهَا إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُ ٱللاَّوِيُّونَ لِي».
ع ٤١ وص ٨: ١٦ و١٨: ٦
وَقَالَ الخ (انظرع ٤١ وص ٨: ١٦ و١٨: ٦).
١٣ «لأَنَّ لِي كُلَّ بِكْرٍ. يَوْمَ ضَرَبْتُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُ لِي كُلَّ بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ. لِي يَكُونُونَ. أَنَا ٱلرَّبُّ».
خروج ١٣: ٢ ولاويين ٢٧: ٢٦ وص ٨: ١٦ ولوقا ٢: ٢٣ خروج ١٣: ١٢ و١٥ وص ٨: ١٧
يَوْمَ ضَرَبْتُ كُلَّ بِكْرٍ أمر موسى بتقديس الأبكار أي وقفهم للرب على أثر نبإ الخروج وتعيين الفصح (خروج ١٣: ١ و٢). ولم يظهر من النص هل قصد الأبكار الموجودين يومئذ أم قصد الأبكار الذين سيولدون. على أن كل شعب إسرائيل كان يُعتبر ابن الله البكر (خروج ٤: ٢٢). وكان الأبناء الأبكار يمثلون الأمة كلها.
لِي يَكُونُونَ. أَنَا ٱلرَّبُّ أي هم لي خاصّة لأني أنا الرب (وفي العبرانية يهوه) قابل بهذا (تكوين ٤: ٢٦).
١٤ - ٢٢ «١٤ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ: ١٥ عُدَّ بَنِي لاَوِي حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ. كُلَّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً تَعُدُّهُمْ. ١٦ فَعَدَّهُمْ مُوسَى حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَمَا أُمِرَ. ١٧ وَكَانَ هٰؤُلاَءِ بَنِي لاَوِي بِأَسْمَائِهِمْ: جَرْشُونُ، وَقَهَاتُ، وَمَرَارِي. ١٨ وَهٰذَانِ ٱسْمَا ٱبْنَيْ جَرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا: لِبْنِي، وَشَمْعِي. ١٩ وَبَنُو قَهَاتَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. ٢٠ وَٱبْنَا مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا: مَحْلِي، وَمُوشِي. هٰذِهِ هِيَ عَشَائِرُ ٱللاَّوِيِّينَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ. ٢١ لِجَرْشُونَ عَشِيرَةُ ٱللِّبْنِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلشَّمْعِيِّينَ. هٰذِهِ هِيَ عَشَائِرُ ٱلْجَرْشُونِيِّينَ. ٢٢ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً، ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ».
ع ٣٩ وص ٢٦: ٦٢ تكوين ٤٦: ١١ وخروج ٦: ١٦ وص ٢٦: ٥٧ و١أيام ٦: ١ و١٦ و٢٣: ٦ خروج ٦: ١٧ خروج ٦: ١٨ خروج ٦: ١٩
مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً عُدّ أبكار غير سبط لاوي من ابن عشرين سنة فصاعداً (ص ١: ٣). وأما أبكار سبط لاوي فعدوا من ابن شهر فصاعداً (ع ٤٠ و٤٣). وهذا السن قد عُيّن عنده فداؤهم (ص ١٨: ١٦).
٢٣ «عَشَائِرُ ٱلْجَرْشُونِيِّينَ يَنْزِلُونَ وَرَاءَ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى ٱلْغَرْبِ».
ص ١: ٥٣
وَرَاءَ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى ٱلْغَرْبِ كما عُيّنت منازل الأسباط بالنظر إلى خيمة الاجتماع عُيّنت منازل الكهنة واللاويين فكان على الجانب الشرقي من الخيمة موسى وهارون وأبناء هارون. وعلى الجنوب القهاتيون. وعلى الغرب الجرشونيون. وعلى الشمال المراريون (انظر الجدول في تفسير ص ٢: ٣٢).
٢٤ «وَٱلرَّئِيسُ لِبَيْتِ أَبِي ٱلْجَرْشُونِيِّينَ أَلِيَاسَافُ بْنُ لاَيِلَ. ٢٥ وَحِرَاسَةُ بَنِي جَرْشُونَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ: ٱلْمَسْكَنُ وَٱلْخَيْمَةُ وَغِطَاؤُهَا وَسَجْفُ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».
ص ٤: ٢٤ و٢٥ و٢٦ خروج ٢٥: ٩ خروج ٢٦: ١ خروج ٢٦: ٧ و١٤ خروج ٢٦: ٣٦
فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ يجب هنا أن نعرف الفرق بين الخيمة والمسكن فإن المقصود بالخيمة الغطاء الخارجي كما مرّ في سفر الخروج (انظر خروج ٢٦: ٧). والمقصود بالمسكن ما بُني من خشب السنط.
غِطَاؤُهَا كان للمسكن غطاءان ذكرا في سفر الخروج أحدهما من جلود الكباش والثاني من جلود التخس (خروج ٢٦: ١٤).
سَجْفُ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ كان هذا السجف وهو ستار مدخل الخيمة من أزرق وأرجواني وقرمزي وبوص مبروم وكان على باب الجانب الشرقي من الخيمة (خروج ٢٦: ٣٦). ولما كانت الخيمة في شيلوه كان لها أبواب (١صموئيل ٣: ١٥). ومعنى الباب هنا مدخل لا الغلق وجاءت اللفظة بالمعنيين في سفر الملوك الأول (١ملوك ٦: ٣١).
٢٦ «وَأَسْتَارُ ٱلدَّارِ وَسَجْفُ بَابِ ٱلدَّارِ ٱللَّوَاتِي حَوْلَ ٱلْمَسْكَنِ وَحَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ مُحِيطاً وَأَطْنَابُهُ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ».
خروج ٢٧: ٩ خروج ٢٧: ١٦ خروج ٣٥: ١٨
أَسْتَارُ ٱلدَّارِ (انظر خروج ٢٧: ٩ والتفسير).
وَأَطْنَابُهُ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ تذكير الضمير هنا لا يمنع من رجوعه إلى الدار لأنها قد تُذكر لكن يمنع من ذلك إن أطناب الدار كانت في حراسة المراريين (انظر ع ٣٧) فهو راجع إلى المسكن.
٢٧ - ٣١ «٢٧ وَلِقَهَاتَ عَشِيرَةُ ٱلْعَمْرَامِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْيِصْهَارِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْحَبْرُونِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْعُزِّيئِيلِيِّينَ. هٰذِهِ عَشَائِرُ ٱلْقَهَاتِيِّينَ ٢٨ بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً ثَمَانِيَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ حَارِسِينَ حِرَاسَةَ ٱلْقُدْسِ. ٢٩ وَعَشَائِرُ بَنِي قَهَاتَ يَنْزِلُونَ عَلَى جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى ٱلتَّيْمَنِ. ٣٠ وَٱلرَّئِيسُ لِبَيْتِ أَبِي عَشِيرَةِ ٱلْقَهَاتِيِّينَ أَلِيصَافَانُ بْنُ عُزِّيئِيلَ. ٣١ وَحِرَاسَتُهُمُ ٱلتَّابُوتُ وَٱلْمَائِدَةُ وَٱلْمَنَارَةُ وَٱلْمَذْبَحَانِ وَأَمْتِعَةُ ٱلْقُدْسِ ٱلَّتِي يَخْدِمُونَ بِهَا، وَٱلْحِجَابُ وَكُلُّ خِدْمَتِهِ».
١أيام ٢٦: ٢٣ ص ١: ٥٣ ص ٤: ١٥ خروج ٢٥: ١٠ خروج ٢٥: ٢٣ خروج ٢٥: ٣١ خروج ٢٧: ١ و٣٠: ١ خروج ٢٦: ٤١ و٣٢
جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى ٱلتَّيْمَنِ (ع ٢٩) أي إلى اليد اليمنى والمقصود به الجنوب لأن الإنسان إذا توجه شرقاً كان الجنوب على يمناه.
٣٢ - ٣٥ «٣٢ وَلِرَئِيسِ رُؤَسَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ وَكَالَةُ حُرَّاسِ حِرَاسَةِ ٱلْقُدْسِ. ٣٣ وَلِمَرَارِي عَشِيرَةُ ٱلْمَحْلِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْمُوشِيِّينَ. هٰذِهِ هِيَ عَشَائِرُ مَرَارِي. ٣٤ وَٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً سِتَّةُ آلاَفٍ وَمِئَتَانِ. ٣٥ وَٱلرَّئِيسُ لِبَيْتِ أَبِي عَشَائِرِ مَرَارِي صُورِيئِيلُ بْنُ أَبِيجَايِلَ. يَنْزِلُونَ عَلَى جَانِبِ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى ٱلشِّمَالِ».
ص ١: ٣
أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ يظهر أنه كان للقهاتيين المقام الأسمى في خدمة الخيمة لأن الحبر الأعظم وسائر الكهنة كانوا من العمراميين الذين هم قسم من أقسام القهاتيين الأربعة وكان اليعازر بن هارون الأكبر رئيس كل اللاويين. وعلة امتياز القهاتيين على غيرهم من اللاويين كون موسى وهارون منهم.
٣٦، ٣٧ «٣٦ وَوَكَالَةُ حِرَاسَةِ بَنِي مَرَارِي، أَلْوَاحُ ٱلْمَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ وَأَعْمِدَتُهُ وَفُرَضُهُ وَكُلُّ أَمْتِعَتِهِ وَكُلُّ خِدْمَتِهِ ٣٧ وَأَعْمِدَةُ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا».
ص ٤: ٣١ و٣٢
وَأَعْمِدَةُ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا (انظر تفسير خروج ٢٧: ٩ - ١٩).
٣٨ «وَٱلنَّازِلُونَ قُدَّامَ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى ٱلشَّرْقِ قُدَّامَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ هُمْ مُوسَى وَهَارُونُ وَبَنُوهُ، حَارِسِينَ حِرَاسَةَ ٱلْمَقْدِسِ لِحِرَاسَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ».
ص ١: ٥٣ ص ١٨: ٥ ع ٧ و٨ و١٠
حَارِسِينَ حِرَاسَةَ ٱلْمَقْدِسِ الظاهر أن المقصود بالمقدس المسكن وهو المبني من خشب السنط والدار المحيطة بها الخيمة (لاويين ١٢: ٤ و٢١: ١٢).
لِحِرَاسَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أي لحراسة كل ما أمر بنو إسرائيل بحراسته.
٣٩ «جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ بِعَشَائِرِهِمْ، كُلُّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً، ٱثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً».
ص ٢٦: ٦٢
وَهَارُونُ خلت السامرية والترجمة السريانية وعدة نسخ عبرانية من اسم هارون هنا ولا نرى سبباً كافياً لتركه وإن وقع الشك في كونه أصلياً أو محدثاً في الآية (وكيف كان الأمر فالمسئلة ليست بذات شأن).
ٱثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً والذي ذُكر بالتفصيل إذا جُمع كان ٢٢٣٠٠ فإن عشائر الجرشونيين ٧٥٠٠ وعشائر القهاتيين ٨٦٠٠ والمراريون ٦٢٠٠ فالمجموع ٢٢٣٠٠. وللمفسرين في ذلك آراء والذي نراه أن ٣٠٠ كسر من ألف أقل من النصف فتُرك للاختصار وسهولة الحفظ. وهذا مصطلح الكتاب المقدس وسائر الناس قديماً وحديثاً. وقد زاد عدد مثل هؤلاء من اللاويين بعد مدة قليلاً فكانوا ٢٣٠٠٠ (ص ٢٦: ٦٢).
٤٠ - ٤٣ «٤٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: عُدَّ كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً، وَخُذْ عَدَدَ أَسْمَائِهِمْ. ٤١ فَتَأْخُذُ ٱللاَّوِيِّينَ لِي. أَنَا ٱلرَّبُّ. بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَبَهَائِمَ ٱللاَّوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَهَائِمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٤٢ فَعَدَّ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٤٣ فَكَانَ جَمِيعُ ٱلأَبْكَارِ ٱلذُّكُورِ بِعَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً، ٱلْمَعْدُودِينَ مِنْهُمُ ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ وَثَلاَثَةً وَسَبْعِينَ».
ع ١٥ ع ١٢ و٤٥
ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ وَثَلاَثَةً وَسَبْعِينَ قال بعضهم كون هذا العدد القليل لأبكار شعب فيه نحو ست مئة ألف من ابن عشرين فصاعداً يحمل على الشك في صحته وأتى العلماء بوجوه كثيرة لدفع هذا الشك أحسنها إن المقصود بالأبكار هنا أبكار الإسرائيليين الذين وُلدوا في الشهر الأول من إقامة الخيمة فكانوا من ابن شهر فصاعداً بالنظر إلى اليوم الأول من الشهر الثاني من السنة بعد الخروج. وأما عدّ الذكور من ابن عشرين فصاعداً كان بالنظر إلى الجندية وعدّ الأبكار من ابن شهر فصاعداً إلى ذلك اليوم كان لتأدية الفدية عنهم للخيمة أو المسكن. ولعل الأبكار قبلهم كانوا معدودين والكتاب لم يستوف كل أمور بني إسرائيل إنما ذكر ما يحتاج إليه.
٤٤، ٤٥ «٤٤ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٤٥ خُذِ ٱللاَّوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَهَائِمَ ٱللاَّوِيِّينَ بَدَلَ بَهَائِمِهِمْ، فَيَكُونَ لِيَ ٱللاَّوِيُّونَ. أَنَا ٱلرَّبُّ».
ع ١٢ و٤١
بَهَائِمَ ٱللاَّوِيِّينَ بَدَلَ بَهَائِمِهِمْ الظاهر أنه لم يعدّ البهائم وذلك لصعوبة عدّ أبكار البهائم فأقيمت بهائم اللاويين بدلاً عن أبكار بهائم سائر الأسباط.
٤٦، ٤٧ «٤٦ وَأَمَّا فِدَاءُ ٱلْمِئَتَيْنِ وَٱلثَّلاَثَةِ وَٱلسَّبْعِينَ ٱلزَّائِدِينَ عَلَى ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ أَبْكَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ٤٧ فَتَأْخُذُ خَمْسَةَ شَوَاقِلَ لِكُلِّ رَأْسٍ. عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ تَأْخُذُهَا. عِشْرُونَ جِيرَةً ٱلشَّاقِلُ».
خروج ١٣: ١٣ وص ١٨: ١٥ ع ٣٩ و٤٣ لاويين ٢٧: ٦ وص ١٨: ١٦ خروج ٣٠: ١٣ ولاويين ٢٧: ٢٥ وص ١٨: ١٦ وحزقيال ٤٥: ١٢
خَمْسَةَ شَوَاقِلَ لِكُلِّ رَأْسٍ لم يذكر كيف عيّن المئتين والثلاثة والسبعين الذين أوجب أن يؤخذ منهم الفدية المعيّنة. وكيف كان الأمر فإن شريعة فداء البكر وُضعت من هذا الوقت (ص ١٨: ١٦). والمرجح أن النقود كانت تؤخذ فدية عن المولودين حديثاً وإنهم كانوا يُعينون بالقرعة.
عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ (انظر خروج ٣٠: ١٣ والتفسير).
٤٨ «وَتُعْطِي ٱلْفِضَّةَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ فِدَاءَ ٱلزَّائِدِينَ عَلَيْهِمْ».
تُعْطِي ٱلْفِضَّةَ أي فضة الفداء (انظر ع ٥١).
٤٩ - ٥١ «٤٩ فَأَخَذَ مُوسَى فِضَّةَ فِدَائِهِمْ مِنَ ٱلزَّائِدِينَ عَلَى فِدَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ. ٥٠ مِنْ أَبْكَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخَذَ ٱلْفِضَّةَ أَلْفاً وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسِتِّينَ عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، ٥١ وَأَعْطَى مُوسَى فِضَّةَ ٱلْفِدَاءِ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
ع ٤٦ و٤٧ ع ٤٨
فِدَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ أي فداء الذين كان اللاوييون بدلاً منهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ


١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ٢ خُذْ عَدَدَ بَنِي قَهَاتَ مِنْ بَيْنِ بَنِي لاَوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ».
بَنِي قَهَاتَ كان قهات ابن لاوي الثاني لكنه ذُكر أولاً لأن موسى وهارون منه وكان من شأنهم أن يحملوا تابوت العهد (ص ٣: ١٧).
٣، ٤ «٣ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلِّ دَاخِلٍ فِي ٱلْجُنْدِ لِيَعْمَلَ عَمَلاً فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٤ هٰذِهِ خِدْمَةُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ: قُدْسُ ٱلأَقْدَاسِ».
ص ٨: ٢٤ و١أيام ٢٣: ٣ و٢٤ و٢٧ ع ١٥ ع ١٩
مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ كان عدد اللاويين السابق على ابن شهر فما فوق. والعدد هنا كان مقتضى ملاحظة القوة الطبيعية للقيام بالواجبات ولهذا وجب أن يكون المعدودون من أبناء ثلاثين سنة إلى خمسين سنة. وظن بعضهم أنه كان يُشغل خمس سنين بالاستعداد للخدمة وبها يوفّق بين هذه الآية وقوله «من ابن خمس وعشرين سنة فصاعداً يأتون ليتجندوا» (انظر ص ٨: ٢٤ والتفسير). إن القوة في المشرق تنحط قبل انحطاطها في البلاد الباردة والبلاد المعتدلة. وكان سن الثلاثين هو السن الذي شرع عنده في الخدمة العامة يوحنا المعمدان وربنا يسوع المسيح.
كُلِّ دَاخِلٍ فِي ٱلْجُنْدِ أي كل واحد مما يدخل دائرة الخدمة ويّراد بالجند هنا جماعة الخدمة مستعار من جند الحرب.
٥ «يَأْتِي هَارُونُ وَبَنُوهُ عِنْدَ ٱرْتِحَالِ ٱلْمَحَلَّةِ وَيُنَزِّلُونَ حِجَابَ ٱلسَّجْفِ وَيُغَطُّونَ بِهِ تَابُوتَ ٱلشَّهَادَةِ».
خروج ٢٦: ٣١ خروج ٢٥: ١٠ و١٦
يَأْتِي هَارُونُ وَبَنُوهُ كان في أحوال معيّنة الحبر الأعظم نفسه دون غيره يدخل قدس الأقداس يوماً واحداً في السنة. وكانت الحضرة الإلهية عند ارتحال بني إسرائيل تتبدل فإن الله كان يُعلن حضوره في السحابة بدلاً من إعلانه في قدس الأقداس وكان ذلك إيذاناً للشعب بالارتحال.
حِجَابَ ٱلسَّجْفِ اي الحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس (قابل بهذا ص ٣: ٣١).
٦ «وَيَجْعَلُونَ عَلَيْهِ غِطَاءً مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ، وَيَبْسُطُونَ مِنْ فَوْقُ ثَوْباً كُلُّهُ أَسْمَانْجُونِيٌّ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ».
خروج ٢٥: ١٣
وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ كانت العصي تُنزع حين يُغطى التابوت وتبقى إن لم يُغط في مواضعها (خروج ٢٥: ١٥ قابل به ٢أيام ٥: ٩).
٧ «وَعَلَى مَائِدَةِ ٱلْوُجُوهِ يَبْسُطُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ، وَيَضَعُونَ عَلَيْهِ ٱلصِّحَافَ وَٱلصُّحُونَ وَٱلأَقْدَاحَ وَكَاسَاتِ ٱلسَّكِيبِ. وَيَكُونُ ٱلْخُبْزُ ٱلدَّائِمُ عَلَيْهِ».
خروج ٢٥: ٢٣ و٢٩ و٣٠ ولاويين ٢٤: ٦ و٨
مَائِدَةِ ٱلْوُجُوهِ أي مائدة خبز الوجوه أو المائدة التي عليها خبز الوجوه.
ٱلْخُبْزُ ٱلدَّائِمُ وهو خبز الوجوه وسمي «بالخبز الدائم» لأنه كان يجدد كل سبت ويبقى دائماً على المائدة. وسمي «بخبز الوجوه» لأنه كان أمام وجه الرب أبداً يشير إلى وجوه إسرائيل الذين هم عبارة عن كل الشعب. ويظهر من الآية أنهم كانوا يضعونه أمام الرب دائماً حتى في أوقات رحلاتهم في البرية (خروج ٢٥: ٣٠ ولاويين ٢٤: ٥).
٨ «وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهَا ثَوْبَ قِرْمِزٍ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ».
وَيُغَطُّونَهُ تُرجمت في بعض التراجم يغطونها أي المائدة وهو الموافق للقرينة.
عِصِيَّهُ الموافق عصيها أي عصي المائدة.
٩ «وَيَأْخُذُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَ مَنَارَةَ ٱلضَّوْءِ وَسُرُجَهَا وَمَلاَقِطَهَا وَمَنَافِضَهَا وَجَمِيعَ آنِيَةِ زَيْتِهَا ٱلَّتِي يَخْدِمُونَهَا بِهَا».
خروج ٢٥: ٣١ خروج ٢٥: ٣٧ و٣٨
ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ أي ثوباً أزرق.
١٠ «وَيَجْعَلُونَهَا وَجَمِيعَ آنِيَتَهَا فِي غِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى ٱلْعَتَلَةِ».
ٱلْعَتَلَةِ المقصود بالعتلة هنا عصا أو أداة للحمل (انظر ص ١٣: ٢٣).
١١ «وَعَلَى مَذْبَحِ ٱلذَّهَبِ يَبْسُطُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ».
خروج ٣٠: ١ إلى ٣
وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ أي يضعون العصي في موضعها منه (ع ٦ و٨).
١٢ «وَيَأْخُذُونَ جَمِيعَ أَمْتِعَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يَخْدِمُونَ بِهَا فِي ٱلْقُدْسِ وَيَجْعَلُونَهَا فِي ثَوْبِ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَهَا بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَجْعَلُونَهَا عَلَى ٱلْعَتَلَةِ».
ٱلْعَتَلَةِ (انظر تفسير ع ١٠).
١٣ «وَيَرْفَعُونَ رَمَادَ ٱلْمَذْبَحِ وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهِ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ».
وَيَرْفَعُونَ رَمَادَ ٱلْمَذْبَحِ (انظر تفسير خروج ٢٧: ٣).
١٤ «وَيَجْعَلُونَ عَلَيْهِ جَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ ٱلَّتِي يَخْدِمُونَ عَلَيْهِ بِهَا ٱلْمَجَامِرَ وَٱلْمَنَاشِلَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَنَاضِحَ، كُلَّ أَمْتِعَةِ ٱلْمَذْبَحِ. وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهِ غِطَاءً مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ».
ٱلْمَجَامِرَ الخ أي الآنية التي يوضع فيها الجمر (خروج ٢٧: ٣) و لم يذكر المرحضة. (أنظر ع ١٥).
١٥ «وَمَتَى فَرَغَ هَارُونُ وَبَنُوهُ مِنْ تَغْطِيَةِ ٱلْقُدْسِ وَجَمِيعِ أَمْتِعَةِ ٱلْقُدْسِ عِنْدَ ٱرْتِحَالِ ٱلْمَحَلَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ ذٰلِكَ بَنُو قَهَاتَ لِلْحِمْلِ وَلٰكِنْ لاَ يَمَسُّوا ٱلْقُدْسَ لِئَلاَّ يَمُوتُوا. ذٰلِكَ حِمْلُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».
ص ٧: ٩ و١٠: ٢١ وتثنية ٣١: ٩ و٢صموئيل ٦: ١٣ و١أيام ١٥: ٢ و١٥ و٢صموئيل ٦: ٥ و٧ و١أيام ١٣: ٩ و١٠ ص ٣: ٣١
أَمْتِعَةِ ٱلْقُدْسِ لم يذكر المرحضة مع أنها من أمتعة القدس مع ما ذُكر في (ع ١٤) فالمرجح أن المرحضة لم يحملوها في رحلاتهم.
يَأْتِي بَعْدَ ذٰلِكَ بَنُو قَهَاتَ لِلْحِمْلِ أي ليحملوا كل أدوات الخدمة أو أمتعة القدس آنفاً وذُكر هنا الفرق بين خدمة الكهنة وخدمة اللاويين بالنظر إلى نقل الخيمة بكل وضوح.
لاَ يَمَسُّوا ٱلْقُدْسَ لِئَلاَّ يَمُوتُوا كما وقع لعزّة والمرجّح أنه كان من اللاويين (انظر ٢صموئيل ٦: ٦ و٧).
١٦ «وَوِكَالَةُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ هِيَ زَيْتُ ٱلضَّوْءِ وَٱلْبَخُورُ ٱلْعَطِرُ وَٱلتَّقْدِمَةُ ٱلدَّائِمَةُ وَدُهْنُ ٱلْمَسْحَةِ وَوِكَالَةُ كُلِّ ٱلْمَسْكَنِ وَكُلِّ مَا فِيهِ بِٱلْقُدْسِ وَأَمْتِعَتِهِ».
خروج ٢٥: ٦ ولاويين ٢٤: ٢ خروج ٣٠: ٣٤ خروج ٢٩: ٣٨ الخ خروج ٣٠: ٢٣ الخ
زَيْتُ ٱلضَّوْءِ أي زيت سرج المنارة (خروج ٢٥: ٦).
ٱلْبَخُورُ ٱلْعَطِرُ (خروج ٢٥: ٦).
ٱلتَّقْدِمَةُ ٱلدَّائِمَةُ أي تقدمة الصباح والمساء كل يوم (خروج ٢٩: ٣٨ - ٤٢).
دُهْنُ ٱلْمَسْحَةِ هو دهن المسحة المقدسة الذي كان يدهن به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة والمائدة وكل آنيتها والمنارة وآنيتها ومذبح البخور وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها الخ (خروج ٣٠: ٢٦ - ٣١). وذكر تركيبه في سفر الخروج (انظر خروج ٣٠: ٢٣ - ٢٥).
١٧ - ١٩ «١٧ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ: ١٨ لاَ تَقْرِضَا سِبْطَ عَشَائِرِ ٱلْقَهَاتِيِّينَ مِنْ بَيْنِ ٱللاَّوِيِّينَ. ١٩ بَلِ ٱفْعَلاَ لَهُمْ هٰذَا فَيَعِيشُوا وَلاَ يَمُوتُوا عِنْدَ ٱقْتِرَابِهِمْ إِلَى قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ. يَدْخُلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ وَيُقِيمُونَهُمْ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ وَحِمْلِهِ»
ع ٤
لاَ تَقْرِضَا سِبْطَ أي لا تقتلا المذنب منهم لسوء في خدمته في القدس لئلا ينقرضوا. والمقصود بالسبط هنا حصة منه. وليس المعنى أن لا يعاقبوا المذنب بل أن يحترزوا من أن يذنب القهاتيون في القدس فيُقتلوا وينقرضوا.
٢٠ «وَلاَ يَدْخُلُوا لِيَرَوْا ٱلْقُدْسَ لَحْظَةً لِئَلاَّ يَمُوتُوا».
خروج ١٩: ٢١ و١صموئيل ٦: ١٩
وَلاَ يَدْخُلُوا لِيَرَوْا ٱلْقُدْسَ لَحْظَةً ما كان للاويين أن يدخلوا القدس الذي يخدم فيه الكهنة وبالأولى أنه كان محظوراً عليهم أن يدخلوا قدس الأقداس. وما كان يجوز لهم أن يروا التابوت أو غيرهم من أمتعة القدس قبل أن يغطي حين نقل الخيمة عند الارتحال.
٢١ - ٢٥ «٢١ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢٢ خُذْ عَدَدَ بَنِي جَرْشُونَ أَيْضاً حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، ٢٣ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ. كُلَّ ٱلدَّاخِلِينَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَاداً لِيَخْدِمُوا خِدْمَةً فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٢٤ هٰذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ ٱلْجَرْشُونِيِّينَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحِمْلِ: ٢٥ يَحْمِلُونَ شُقَقَ ٱلْمَسْكَنِ، وَخَيْمَةَ ٱلٱجْتِمَاعِ وَغِطَاءَهَا، وَغِطَاءَ ٱلتُّخَسِ ٱلَّذِي عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَسَجْفَ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».
ع ٣ لوقا ٢٢: ٤ ويوحنا ١٨: ٣ وأعمال ٤: ١ ص ٣: ٢٥ و٢٦
خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ مُيّز المسكن من الخيمة التي تغطيه في (ص ٣: ٢٥) وذُكرت شقق المسكن مميزة عن شقق الخيمة في (خروج ٢٦: ٦). فالمسكن كان مبنياً من الخشب والخيمة كانت من جلود. وشقق المسكن كانت من بوص مبروم وشقق الخيمة من شعر المعزى (خروج ٢٦: ١ و٧).
غِطَاءَهَا أي الداخلي وكان من جلود الكباش.
غِطَاءَ ٱلتُّخَسِ أي الغطاء الخارجي وهو المصنوع من جلود التخس (خروج ٢٦: ١٤).
سَجْفَ بَابِ أي ستار مدخل (خروج ٢٦: ٣٦).
٢٦ «وَأَسْتَارَ ٱلدَّارِ وَسَجْفَ مَدْخَلِ بَابِ ٱلدَّارِ ٱللَّوَاتِي حَوْلَ ٱلْمَسْكَنِ وَحَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ مُحِيطَةً وَأَطْنَابَهُنَّ وَكُلَّ أَمْتِعَةِ خِدْمَتِهِنَّ. وَكُلُّ مَا يُعْمَلُ لَهُنَّ فَهُمْ يَصْنَعُونَهُ».
أَسْتَارَ ٱلدَّارِ الخ أي الشقق والسجوف المحيطة بكل الدار.
٢٧، ٢٨ «٢٧ حَسَبَ قَوْلِ هَارُونَ وَبَنِيهِ تَكُونُ جَمِيعُ خِدْمَةِ بَنِي ٱلْجَرْشُونِيِّينَ مِنْ كُلِّ حِمْلِهِمْ وَمِنْ كُلِّ خِدْمَتِهِمْ. وَتُوَكِّلُهُمْ بِحِرَاسَةِ كُلِّ أَحْمَالِهِمْ. ٢٨ هٰذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ بَنِي ٱلْجَرْشُونِيِّينَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَحِرَاسَتُهُمْ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ».
بِيَدِ إِيثَامَارَ يظهر من (خروج ٣٨: ٢١) إن أيثامار كان يبذل الدأب في تركيب الخيمة. فكما كان لألعازار بن هارون الأكبر عمل خاص كما ذُكر (ع ١٦) كان لإيثامار بن هارون الأصغر كذلك. وهذا يدل على سمو مقام الجرشونيين على مقام المراريين (انظر ع ٣٣).
٢٩ - ٣١ «٢٩ بَنُو مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ تَعُدُّهُمْ. ٣٠ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ، كُلَّ ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلْجُنْدِ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٣١ وَهٰذِهِ حِرَاسَةُ حِمْلِهِمْ وَكُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ: أَلْوَاحُ ٱلْمَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ وَأَعْمِدَتُهُ وَفُرَضُهُ»
ع ٣ ص ٣: ٣٦ و٣٧ خروج ٢٦: ١٥
أَلْوَاحُ ٱلْمَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ كان على بني مراري أن يحملوا أثقل أجزاء الخيمة والدار وأشقها. والمرجح أنه بناء على ذلك كانوا يعدّون بالأسماء أمتعة حراسة حملهم (ع ٣٢). وذكرت أجزاء الخيمة والدار المختلفة في سفر الخروج (انظر خروج ص ٢٦ وص ٣٦).
٣٢، ٣٣ «٣٢ وَأَعْمِدَةُ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا مَعَ كُلِّ أَمْتِعَتِهَا وَكُلِّ خِدْمَتِهَا. وَبِٱلأَسْمَاءِ تَعُدُّونَ أَمْتِعَةَ حِرَاسَةِ حِمْلِهِمْ. ٣٣ هٰذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي. كُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ».
خروج ٣٨: ٢١
بِٱلأَسْمَاءِ تَعُدُّونَ (انظر تفسير ع ٣١).
٣٤ - ٤٩ «٣٤ فَعَدَّ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ ٱلْجَمَاعَةِ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ ٣٥ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلَّ ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلْجُنْدِ لِلْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٣٦ فَكَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. ٣٧ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ ٱلْقَهَاتِيِّينَ، كُلُّ ٱلْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى. ٣٨ وَٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي جَرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، ٣٩ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلُّ ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلْجُنْدِ لِلْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ ٤٠ كَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسِتَّ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ. ٤١ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي جَرْشُونَ، كُلُّ ٱلْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ. ٤٢ وَٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ ٤٣ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلَّ ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلْجُنْدِ لِلْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ ٤٤ كَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَمِئَتَيْنِ. ٤٥ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى. ٤٦ جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ ٱللاَّوِيِّينَ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ ٤٧ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلَى ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلُّ ٱلدَّاخِلِينَ لِيَعْمَلُوا عَمَلَ ٱلْخِدْمَةِ وَعَمَلَ ٱلْحِمْلِ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ ٤٨ كَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ. ٤٩ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى عُدَّ كُلُّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ وَعَلَى حِمْلِهِ، ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ».
ع ٢ ع ٢٢ ع ٢٩ ع ٣ و٢٣ و٣٠ ع ١٥ و٢٤ و٣١ ع ١ و٢١
ثَمَانِيَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ هذا عدد الرجال اللاويين من ابن عشرين سنة إلى ابن خسمين سنة وفي ذلك نسبة حسنة إلى ٢٢٠٠٠ وهم من ابن شهر فصاعداً.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ


هذا الأصحاح يشتمل على حفظ الطهارة بين الشعب الذي سُرّ الله أن يسكن فيه.
١ - ٤ «١ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢ أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْفُوا مِنَ ٱلْمَحَلَّةِ كُلَّ أَبْرَصَ وَكُلَّ ذِي سَيْلٍ وَكُلَّ مُتَنَجِّسٍ لِمَيِّتٍ. ٣ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنْثَى تَنْفُونَ. إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ تَنْفُونَهُمْ لِكَيْلاَ يُنَجِّسُوا مَحَلاَّتِهِمْ حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ. ٤ فَفَعَلَ هٰكَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَفَوْهُمْ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ. كَمَا كَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى هٰكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ».
لاويين ١٣: ٣ و٤٦ وص ١٢: ١٤ لاويين ١٥: ٢ لاويين ٢١: ١ وص ٩: ٦ و١٠ و١٩: ١١ و١٣ و٣١: ١٩ لاويين ٢٦: ١١ و١٢ و٢كورنثوس ٦: ١٦
وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ الخ كان الأبرص نجساً وقد ذُكر الكلام على البرص بالتفصيل في (لاويين ١٣ وص ١٤ فارجع إلى ذلك وإلى التفسير). وكان مس الميت من المنجسات أيضاً. وذُكر الكلام على هذا مفصلاً في (لاويين ١١: ٢٤ و٢٥ فارجع إلى التفسير هناك). وذُكرت كل طُرق التنجس ووسائله في (ص ١٩ من ذلك السفر فارجع إليه).
٥، ٦ «٥ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٦ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوِ ٱمْرَأَةٌ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا ٱلإِنْسَانِ وَخَانَ خِيَانَةً بِٱلرَّبِّ، فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ».
لاويين ٦: ٢ و٣
خَانَ خِيَانَةً من سرقة وارتكاب إثم في الخفاء وما شاكل ذلك. والخيانة ضد الأمانة وذكرت أنواعها في (لاوين ص ٥).
أَذْنَبَتْ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ أي الرجل أو المرأة.
٧ «فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا ٱلَّتِي عَمِلَتْ، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ وَتَدْفَعْهُ لِلَّذِي أَذْنَبَتْ إِلَيْهِ».
لاويين ٥: ٥ و٢٦: ٤٠ ويشوع ٧: ١٩ لاويين ٦: ٥
وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ ما في هذه الآية وما يليها كملحق بما في (لاويين ٥: ١٦). فإن الذي في سفر اللاويين ما نصه «إذا أخطأ أحد وخان خيانة بالرب وجحد صاحبه وديعة أو أمانة أو مسلوباً أو اغتصب من صاحبه... يعوّضه برأسه ويزيد عليه خمسه». والذي زيد هنا أنه إذا كان قد مات المذنب إليه يُعطى العوض وليه وإن لم يكن له من ولي يعطى الكاهن العوض فيكون العوض للرب.
٨ «وَإِنْ كَانَ لَيْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ لِيَرُدَّ إِلَيْهِ ٱلْمُذْنَبَ بِهِ، فَٱلْمُذْنَبُ بِهِ ٱلْمَرْدُودُ يَكُونُ لِلرَّبِّ لأَجْلِ ٱلْكَاهِنِ، فَضْلاً عَنْ كَبْشِ ٱلْكَفَّارَةِ ٱلَّذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ».
لاويين ٦: ٦ و٧ و٧: ٧
فَٱلْمُذْنَبُ الخ هذا ما زيد هنا على ما في (لاويين ٥: ١٥ و١٦ انظر تفسير ع ٧).
٩ «وَكُلُّ رَفِيعَةٍ مَعَ كُلِّ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلْكَاهِنِ تَكُونُ لَهُ».
خروج ٢٩: ٢٨ ولاويين ٦: ١٧ و١٨ و٢٦ و٧: ٦ و٧ و٩ و١٠ و١٤ وص ١٨: ٨ و٩ و١٩ وتثنية ١٨: ٣ و٤ وحزقيال ٤٤: ٢٩ و٣٠
كُلُّ رَفِيعَةٍ وهي كتف الذبيحة أو فخدها (خروج ٢٩: ٢٧ ولاويين ٧: ١٤ و٣٢) أو ما يرفع أمام الرب من القرابين وهو الأرجح.
١٠ «وَٱلإِنْسَانُ أَقْدَاسُهُ تَكُونُ لَهُ. إِذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ شَيْئاً لِلْكَاهِنِ فَلَهُ يَكُونُ».
لاويين ١٠: ١٣
أَقْدَاسُهُ أي ما يقدمه من القرابين المقدسة.
١١، ١٢ «١١ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ١٢ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا زَاغَتِ ٱمْرَأَةُ رَجُلٍ وَخَانَتْهُ خِيَانَةً.
خَانَتْهُ خِيَانَةً الخيانة هنا كالخيانة في (ع ٦ فارجع إلى التفسير). إن شريعة الزواج وُضعت بغية مصلحة الهيئة الاجتماعية ولذلك كان قصاص الزنى شديداً.
١٣ «وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ ٱضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذٰلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَٱسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ».
لاويين ١٨: ٢٠
وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ أي لم تُمسك بالزنى فبقي أمره خفياً.
١٤ «فَٱعْتَرَاهُ رُوحُ ٱلْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى ٱمْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ ٱعْتَرَاهُ رُوحُ ٱلْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى ٱمْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً».
نَجِسَةٌ أي قد زنت بالفعل.
١٥ «يَأْتِي ٱلرَّجُلُ بِٱمْرَأَتِهِ إِلَى ٱلْكَاهِنِ، وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ ٱلإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ، لاَ يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتاً وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَاناً، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تِذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْباً».
١ملوك ١٧: ١٨ وحزقيال ٢٩: ١٦
عُشْرِ ٱلإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ الطحين الأبيض الدقيق المعيّن لذبيحة الصباح والمساء لم يؤذن به هنا بل أُمر بطحين الشعير الذي كان طعام الفقراء أو طعام كل الشعب في أيام القحط. وكان ثمن المقدار منه نصف ثمن مثله من دقيق الحنطة (٢ملوك ٧: ١). وعُبر بالقرص من الشعير عن الدنيء المحتقر (قضاة ٧: ١٣). وكل من الزيت والبخور رمز إلى عمل الروح القدس وتأثيره والصلاة ولذلك لم يستعملا هنا.
١٦ «فَيُقَدِّمُهَا ٱلْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ».
فَيُقَدِّمُهَا الخ أي يأتي بها إلى الخيمة وويوقفها أمامها تجاه الموضع الذي فيه تابوت الرب الذي كان فوقه يُعلن إمارات حضوره بمقتضى مسرّته (لاويين ١: ٣).
١٧ «وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ مِنَ ٱلْغُبَارِ ٱلَّذِي فِي أَرْضِ ٱلْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي ٱلْمَاءِ».
خروج ٣٠: ١٨
مَاءً مُقَدَّساً هذا هو الموضع الوحيد الذي ذُكر فيه الماء المقدّس والمرجّح أن هذا الماء كان مرحضة النحاس التي أمام الخيمة ومذبح النحاس (خروج ٣٠: ١٨). ويمكن أن المقصود به الماء الذي يطرح فيه رماد البقرة الحمراء (ص ١٩: ١ - ٩). وفي التقاليد اليهودية إن أليعازار الكاهن في يوم إقامة الخيمة أحرق بقرة حمراء ورش الشعب برمادها.
فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وهو من الآنية العادية أي التي اعتاد الناس استعمالها كثيراً فلم يُستعمل في ذلك إناء من نحاس من آنية القدس.
ٱلْغُبَارِ في هذا إشارة إلى اللعنة بناء على أن من لعنة الخطيئة على الحية المضلة أن تأكل تراباً (تكوين ٣: ١٤). وهذا الغبار كان مقدساً لأنه غبار الخيمة.
١٨ «وَيُوقِفُ ٱلْكَاهِنُ ٱلْمَرْأَةَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ ٱلْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ ٱلتِّذْكَارِ ٱلَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ ٱلْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ ٱلْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ ٱللَّعْنَةِ ٱلْمُرُّ».
يَكْشِفُ رَأْسَ ٱلْمَرْأَةِ كما يكشف رأس الأبرص (لاويين ١٣: ٤٥). ولم يُكتف بذلك بل كان يُحلق شعرها أيضاً (قابل هذا بما في ١كورنثوس ١١: ٥ - ١٠).
تَقْدِمَةَ ٱلتِّذْكَارِ (انظر ع ١٥ و٢٦).
١٩ «وَيَسْتَحْلِفُ ٱلْكَاهِنُ ٱلْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ، فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ ٱللَّعْنَةِ هٰذَا ٱلْمُرِّ».
رومية ٧: ٢
لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ (أي لم تنحرفي عن رجلك إلى آخر أي لم تزني).
تَحْتِ رَجُلِكِ أي الرجل الذي أنت تحته بالزيجة الطاهرة (قابل بهذا حزقيال ٢٣: ٥).
٢٠ «وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ، وَجَعَلَ مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ.
زُغْتِ (انظر تفسير ع ١٩).
٢١ «يَسْتَحْلِفُ ٱلْكَاهِنُ ٱلْمَرْأَةَ بِحَلْفِ ٱللَّعْنَةِ، وَيَقُولُ ٱلْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ ٱلرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلْفاً بَيْنَ شَعْبِكِ، بِأَنْ يَجْعَلَ ٱلرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً».
يشوع ٦: ٢٦ و١صموئيل ١٤: ٢٤ ونحميا ١٠: ٢٩ إرميا ٢٩: ٢٢
يَجْعَلُكِ ٱلرَّبُّ... حَلْفاً (أي يقول الناس عند الحلف جعلني الله كفلانة إن كنت فعلت كذا أو ما أشبه ذلك).
٢٢ «وَيَدْخُلُ مَاءُ ٱللَّعْنَةِ هٰذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ ٱلْبَطْنِ وَلإِسْقَاطِ ٱلْفَخْذِ. فَتَقُولُ ٱلْمَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ».
مزمور ١٠٩: ١٨ تثنية ٢٧: ١٥
أَحْشَائِكِ (أي إمعائك أو كل ما في بطنك أو ما انضمت عليه ضلوعك).
٢٣ «وَيَكْتُبُ ٱلْكَاهِنُ هٰذِهِ ٱللَّعْنَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي ٱلْمَاءِ ٱلْمُرِّ».
يَمْحُوهَا فِي ٱلْمَاءِ ٱلْمُرِّ كان الكاهن يكتب اللعنة على درج ثم يغسل الدرج في ماء مرّ حتى تتوزع اللعنة في كل الماء قبل أن يسقيها إياه.
٢٤ «وَيَسْقِي ٱلْمَرْأَةَ مَاءَ ٱللَّعْنَةِ ٱلْمُرَّ، فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ ٱللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ».
وَيَسْقِي ٱلْمَرْأَةَ مَاءَ ٱللَّعْنَةِ ٱلْمُرَّ كان يأتي هذا بعد التقدمة كما يظهر من (ع ٢٦).
٢٥ «وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ مِنْ يَدِ ٱلْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ ٱلْغَيْرَةِ، وَيُرَدِّدُ ٱلتَّقْدِمَةَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلَى ٱلْمَذْبَحِ».
لاويين ٨: ٢٧
تَقْدِمَةَ ٱلْغَيْرَةِ (أضيفت التقدمة إلى الغيرة إضافة المسبب إلى السبب لأن هذه التقدمة وجبت لغيرة الرجل على امرأته).
٢٦ «وَيَقْبِضُ ٱلْكَاهِنُ مِنَ ٱلتَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَسْقِي ٱلْمَرْأَةَ ٱلْمَاءَ».
لاويين ٢: ٢ و٩
تِذْكَارَهَا (انظر تفسير لاويين ٢: ٢).
٢٧ «وَمَتَى سَقَاهَا ٱلْمَاءَ، فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلَهَا، يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ ٱللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ، فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا، فَتَصِيرُ ٱلْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا».
تثنية ٢٨: ٣٧ ومزمور ٨٣: ٩ و١١ وإرميا ٢٤: ٩ و٢٩: ١٨ و٢٢ و٤٢: ١٨ وزكريا ٨: ١٣
لَعْنَةً أي ملعونة جداً.
٢٨ «وَإِنْ لَمْ تَكُنِ ٱلْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَلْ كَانَتْ طَاهِرَةً، تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ».
تَتَبَرَّأُ أي يظهر أنها بريئة من الزنى.
٢٩ «هٰذِهِ شَرِيعَةُ ٱلْغَيْرَةِ. إِذَا زَاغَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ».
ع ١٩
هٰذِهِ أي ما ذُكر من (ع ١٢ - ع ٢٨).
٣٠، ٣١ «٣٠ أَوْ إِذَا ٱعْتَرَى رَجُلاً رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلَى ٱمْرَأَتِهِ، يُوقِفُ ٱلْمَرْأَةَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَيَعْمَلُ لَهَا ٱلْكَاهِنُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٣١ فَيَتَبَرَّأُ ٱلرَّجُلُ مِنَ ٱلذَّنْبِ، وَتِلْكَ ٱلْمَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا».
لاويين ٢٠: ١٧ و١٩ و٢٠
وَتِلْكَ ٱلْمَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا أي العقاب على ذبنها.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ


١، ٢ «١ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا ٱنْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ ٱمْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ ٱلنَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ».
لاويين ٢٧: ٢ وقضاة ١٣: ٥ وأعمال ٢١: ٢٣ ورومية ١: ١
إِذَا ٱنْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ ٱمْرَأَةٌ أي امتازا عن غيرهما بالنذر. والفعل في العبرانية يدل على الانفراد بعمل عجيب أو غير عادي. ولنا منه أنه يجب على المسيحي أن يمتاز عن غيره بالصلاح (متّى ٥: ٤٦ و٤٧). والنذر هنا لوقت معين. ثم كان بعض الناس ينذر على نفسه ما يريده الله مدة حياته كشمشون وصموئيل ويوحنا المعمدان. والظاهر أن مثل هذا النذر كان من معلنات الله لا من اختيار الوالدين. ومعنى النذر في هذه الآية الذي يفرز نفسه للرب أي يقفها لخدمته.
٣ «فَعَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ، وَلاَ يَشْرَبْ خَلَّ ٱلْخَمْرِ وَلاَ خَلَّ ٱلْمُسْكِرِ، وَلاَ يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ ٱلْعِنَبِ، وَلاَ يَأْكُلْ عِنَباً رَطْباً وَلاَ يَابِساً».
عاموس ٢: ١٢ ولوقا ١: ١٥
فَعَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ كانت شريعة النذير في هذا الاعتبار كما في التنجس بالميت أشد مما كان على الكهنة فهي موجبة وقف القلب والحياة كلها للرب واعتزال كل الربط الدنيوية. ولم يكن هذا الانفراز الانقطاع عن الناس كالعزلة الراهبية بل الانقطاع للعمل المتصل في خدمة الرب. كان محظوراً على الكهنة أن يشربوا الخمر وغيرها من المسكرات حين يدخلون الخيمة للخدمة لكن كان يجوز لهم أن يشربوا الخمر في غير ذلك الوقت. والمرجّح أن المقصود بالمسكر هنا ما كان يُستخرج من الشعير والتمر والعسل. والمنع من أكل كل ما يُستخرج منه الخمر والمسكر وإن لم يكن مسكراً يشير إلى تمام وقف النذير نفسه لله ولخدمته وإلى أنه يجب أن يعتزل عن كل شهوات الجسد ولذاته. وقد قرن هوشع النبي محبة أقراص الزبيب بالعبادة الوثنية (هوشع ٣: ١).
٤ «كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ لاَ يَأْكُلْ مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ ٱلْخَمْرِ مِنَ ٱلْعَجَمِ حَتَّى ٱلْقِشْرِ».
مِنَ ٱلْعَجَمِ حَتَّى ٱلْقِشْرِ العجم هنا بزر الزبيب أو العنب والقشر جلدتهما.
٥ «كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِ ٱفْتِرَازِهِ لاَ يَمُرُّ مُوسَى عَلَى رَأْسِهِ. إِلَى كَمَالِ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي ٱنْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّساً، وَيُرَبِّي خُصَلَ شَعْرِ رَأْسِهِ».
قضاة ١٣: ٥ و١٦: ١٧ و١صموئيل ١: ١١
لاَ يَمُرُّ مُوسَى عَلَى رَأْسِهِ كانوا يتركون الشعر ينمو كل مدة النذر. ويمكن أن يتضح معنى هذا بمراجعة ما في (لاويين ٢٥: ٤ و٥ و١١).
٦ «كُلَّ أَيَّامِ ٱنْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لاَ يَأْتِي إِلَى جَسَدِ مَيِّتٍ».
لاويين ٢١: ١١ وص ١٩: ١١ و١٦
إِلَى جَسَدِ مَيِّتٍ في الأصل العبراني «إلى نفس ميتة» والمعنى واحد.
٧ «أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ وَأُخْتُهُ لاَ يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ، لأَنَّ ٱنْتِذَارَ إِلٰهِهِ عَلَى رَأْسِهِ».
لاويين ٢١: ١ و٢ و١١ وص ٩: ٦
لاَ يَتَنَجَّسْ كانت شريعة النذير في هذا الأمر كشريعة الكاهن الأعلى (لاويين ٢١: ١١) وأشد من الشريعة على سائر الكهنة (لاويين ٢١: ٢ و٣).
٨ «إِنَّهُ كُلَّ أَيَّامِ ٱنْتِذَارِهِ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ».
مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ أي موقوف لله.
٩ «وَإِذَا مَاتَ مَيِّتٌ عِنْدَهُ بَغْتَةً عَلَى فَجْأَةٍ فَنَجَّسَ رَأْسَ ٱنْتِذَارِهِ، يَحْلِقُ رَأْسَهُ يَوْمَ طُهْرِهِ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ يَحْلِقُهُ».
أعمال ١٨: ١٨ و٢١: ٢٤
رَأْسَ ٱنْتِذَارِهِ أي رأسه في أيام نذره.
١٠، ١١ «١٠ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ يَأْتِي بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ بِفَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى ٱلْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، ١١ فَيَعْمَلُ ٱلْكَاهِنُ وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَٱلآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهُ مَا أَخْطَأَ بِسَبَبِ ٱلْمَيِّتِ، وَيُقَدِّسُ رَأْسَهُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ».
لاويين ٥: ٧ و١٤: ٢٢ و١٥: ١٤ و٢٩
فَيَعْمَلُ ٱلْكَاهِنُ أي يقرّب (بدليل القرينة).
بِسَبَبِ ٱلْمَيِّتِ (انظر ع ٩).
١٢ «فَمَتَى نَذَرَ لِلرَّبِّ أَيَّامَ ٱنْتِذَارِهِ يَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ، وَأَمَّا ٱلأَيَّامُ ٱلأُولَى فَتَسْقُطُ لأَنَّهُ نَجَّسَ ٱنْتِذَارَهُ».
لاويين ٥: ٦
وَأَمَّا ٱلأَيَّامُ ٱلأُولَى فَتَسْقُطُ اي لا تُحسب من أيام النذر لأن مدة النذر يجب أن تكون متصلة على طهارته لكنه لما تنجس قبل أن تنتهي لم يُحسب ما مر منها قبل تنجسه.
١٣ «وَهٰذِهِ شَرِيعَةُ ٱلنَّذِيرِ: يَوْمَ تَكْمُلُ أَيَّامُ ٱنْتِذَارِهِ يُؤْتَى بِهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».
أعمال ٢١: ٢٦
شَرِيعَةُ ٱلنَّذِيرِ أي الشريعة التي يجب السير عليها في جعل الإنسان نذيراً.
١٤ «فَيُقَرِّبُ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ خَرُوفاً وَاحِداً حَوْلِيّاً صَحِيحاً مُحْرَقَةً، وَنَعْجَةً وَاحِدَةً حَوْلِيَّةً صَحِيحَةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشاً وَاحِداً صَحِيحاً ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ».
لاويين ٤: ٢ و٢٧ و٣٢ لاويين ٣: ٦
فَيُقَرِّبُ أصل المعنى أن يدني الشيء إلى الشيء أي يجعله قريباً منه واستُعمل هنا للإهداء إلى الله لكونه أهدي إليه في المكان الذي يُعلن فيه حضوره. واستعمل متّى القربان بمعنى الهدية المقدمة للرب (قابل بهذا متّى ١٥: ٥ و٦ ومرقس ٧: ١١). وكان قربان الخطية أو ذبيحة الخطية هنا تقدمة عن الخطايا المرتكبة في أيام النذر والمحرقة رمزاً إلى وقف كل الجسد والنفس والروح لله وبذلها في سبيله.
١٥ «وَسَلَّ فَطِيرٍ مِنْ دَقِيقٍ أَقْرَاصاً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ، وَرِقَاقَ فَطِيرٍ مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ مَعَ تَقْدِمَتِهَا وَسَكَائِبِهَا».
لاويين ٢: ٤ خروج ٢٩: ٢ ص ١٥: ٥ و٧ و١٠
تَقْدِمَتِهَا وَسَكَائِبِهَا أي تقدمة الدقيق والزيت والخمر المختصة بذبائح المحرقة وذبائح السلامة (ص ١٥: ٣ الخ).
١٦ «فَيُقَدِّمُهَا ٱلْكَاهِنُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَيَعْمَلُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِهِ وَمُحْرَقَتَهُ».
وَيَعْمَلُ أي ويقدم أو يقرب بدليل القرينة.
١٧ «وَٱلْكَبْشُ يَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مَعَ سَلِّ ٱلْفَطِيرِ، وَيَعْمَلُ ٱلْكَاهِنُ تَقْدِمَتَهُ وَسَكِيبَهُ».
تَقْدِمَتَهُ وَسَكِيبَهُ (انظر تفسير ع ١٥).
١٨ «وَيَحْلِقُ ٱلنَّذِيرُ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ رَأْسَ ٱنْتِذَارِهِ، وَيَأْخُذُ شَعْرَ رَأْسِ ٱنْتِذَارِهِ وَيَجْعَلُهُ عَلَى ٱلنَّارِ ٱلَّتِي تَحْتَ ذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ».
أعمال ٢١: ٢٤
وَيَحْلِقُ ٱلنَّذِيرُ الخ إيداع شعره نار الذبيحة خاتمة مناسبة لوقفه نفسه للرب كل مدة نذره.
١٩ «وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ ٱلسَّاعِدَ مَسْلُوقاً مِنَ ٱلْكَبْشِ، وَقُرْصَ فَطِيرٍ وَاحِداً مِنَ ٱلسَّلِّ، وَرُقَاقَةَ فَطِيرٍ وَاحِدَةً، وَيَجْعَلُهَا فِي يَدَيِ ٱلنَّذِيرِ بَعْدَ حَلْقِهِ شَعْرَ ٱنْتِذَارِهِ».
١صموئيل ٢: ١٥ خروج ٢٩: ٢٣ و٢٤
شَعْرَ ٱنْتِذَارِهِ أي شعره النامي مدة نذره.
٢٠ «وَيُرَدِّدُهَا ٱلْكَاهِنُ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ. إِنَّهُ قُدْسٌ لِلْكَاهِنِ مَعَ صَدْرِ ٱلتَّرْدِيدِ وَسَاقِ ٱلرَّفِيعَةِ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَشْرَبُ ٱلنَّذِيرُ خَمْراً».
خروج ٢٩: ٢٧ و٢٨
يُرَدِّدُهَا (انظر تفسير خروج ٩: ٢٦ - ٢٨).
٢١ «هٰذِهِ شَرِيعَةُ ٱلنَّذِيرِ ٱلَّذِي يَنْذُرُ. قُرْبَانُهُ لِلرَّبِّ عَنِ ٱنْتِذَارِهِ فَضْلاً عَمَّا تَنَالُ يَدُهُ. حَسَبَ نَذْرِهِ ٱلَّذِي نَذَرَ كَذٰلِكَ يَعْمَلُ حَسَبَ شَرِيعَةِ ٱنْتِذَارِهِ».
فَضْلاً عَمَّا تَنَالُ يَدُهُ اي ما عدا الذبائح الاختيارية التي يستطيعها.
٢٢، ٢٣ «٢٢ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢٣ قُلْ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ: هٰكَذَا تُبَارِكُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
لاويين ٩: ٢٢ و١أيام ٢٣: ١٣
هٰكَذَا تُبَارِكُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لم تُذكر أحوال هذه المباركة ولكن ذكر ما هي. والذي عُلم من (ع ٢٤ - ٢٦) أنها كانت مركبة من ثلاثة أقسام كل منها جملتان وفي كل منها يُذكر اسم الرب مضمونها بارك الرب ومنح الإنسان. وفيها إشارة إلى الثالوث القدوس. وذُكرت هذه المباركة في سفر اللاويين (لاويين ٩: ٢٢) ولكن لم تُذكر ألفاظها فيه.
٢٤ - ٢٦ «٢٤ يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. ٢٥ يُضِيءُ ٱلرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. ٢٦ يَرْفَعُ ٱلرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَماً».
مزمور ١٢١: ٧ ويوحنا ١٧: ١١ مزمور ٣١: ١٦ و٦٧: ١ و٨٠: ٣ و٧ و١٩ و١١٩: ١٣٥ ودانيال ٩: ١٧ تكوين ٤٣: ٢٩ مزمور ٤: ٦ يوحنا ١٤: ٢٧ و٢تسالونيكي ٣: ١٦
يُضِيءُ ٱلرَّبُّ بِوَجْهِهِ أي يسر بك ويرشدك.
يَرْفَعُ ٱلرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ أي ينظر إليك ويقيك.
٢٧ «فَيَجْعَلُونَ ٱسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَنَا أُبَارِكُهُم».
تثنية ٢٨: ١٠ و٢أيام ٧: ١٤ وإشعياء ٤٣: ٧ ودانيال ٩: ١٨ و١٩ مزمور ١١٥: ١٢
فَيَجْعَلُونَ ٱسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (أي يجعلونني ملكاً لهم وسيداً وحافظاً ويجعلون بني إسرائيل لي فيُعرفون أنهم لي من كون اسمي عليهم كما يُكتب على الكتاب اسم صاحبه مثلاً).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ


١ «وَيَوْمَ فَرَغَ مُوسَى مِنْ إِقَامَةِ ٱلْمَسْكَنِ وَمَسَحَهُ وَقَدَّسَهُ وَجَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ وَٱلْمَذْبَحَ وَجَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ وَمَسَحَهَا وَقَدَّسَهَا».
خروج ٤٠: ١٨ ولاويين ٨: ١٠ و١١
يَوْمَ فَرَغَ مُوسَى مِنْ إِقَامَةِ ٱلْمَسْكَنِ معنى اليوم هنا الوقت كما جاء معناه في أول سفر التكوين لأن تقدمات رؤساء إسرائيل اثني عشر يوماً فكثرة الذبائح تمنع من أن تقدم في يوم واحد. وقد نص أن لكل رئيس يوماً بعينه يقدّم فيه قرابينه (ع ١١ الخ). فكأنه قال قدّم رؤساء بني إسرائيل قرابينهم وقت فرغ موسى من إقامة المسكن. وفي (ع ١٠) يبيّن أنّ وقت التقديم كان وقت مسح المذبح وعبّر عنه باليوم أيضاً والمقصود به وقت أو مدة بالضرورة. وأمثال هذا كثيرة في الكتاب فلا حاجة إلى التطويل.
٢ «قَرَّبَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ رُؤُوسُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، هُمْ رُؤَسَاءُ ٱلأَسْبَاطِ ٱلَّذِينَ وَقَفُوا عَلَى ٱلْمَعْدُودِينَ».
ص ١: ٤ الخ
ٱلَّذِينَ وَقَفُوا عَلَى ٱلْمَعْدُودِينَ أول ما ذُكر هؤلاء الرؤساء كان يوم عد الأسباط (ص ١: ٤).
٣، ٤ «٣ أَتَوْا بِقَرَابِينِهِمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ: سِتَّ عَجَلاَتٍ مُغَطَّاةً وَٱثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً. لِكُلِّ رَئِيسَيْنِ عَجَلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ ثَوْرٌ، وَقَدَّمُوهَا أَمَامَ ٱلْمَسْكَنِ. ٤ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».
سِتَّ عَجَلاَتٍ (المقصود بالعجلات هنا مركبات الحمل).
٥ - ٩ «٥ خُذْهَا مِنْهُمْ فَتَكُونَ لِعَمَلِ خِدْمَةِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، وَأَعْطِهَا لِلاَّوِيِّينَ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ خِدْمَتِهِ. ٦ فَأَخَذَ مُوسَى ٱلْعَجَلاَتِ وَٱلثِّيرَانَ وَأَعْطَاهَا لِلاَّوِيِّينَ. ٧ ٱثْنَتَانِ مِنَ ٱلْعَجَلاَتِ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ ٱلثِّيرَانِ أَعْطَاهَا لِبَنِي جَرْشُونَ حَسَبَ خِدْمَتِهِمْ. ٨ وَأَرْبَعٌ مِنَ ٱلْعَجَلاَتِ وَثَمَانِيَةٌ مِنَ ٱلثِّيرَانِ أَعْطَاهَا لِبَنِي مَرَارِي حَسَبَ خِدْمَتِهِمْ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ. ٩ وَأَمَّا بَنُو قَهَاتَ فَلَمْ يُعْطِهِمْ، لأَنَّ خِدْمَةَ ٱلْقُدْسِ كَانَتْ عَلَيْهِمْ. عَلَى ٱلأَكْتَافِ كَانُوا يَحْمِلُونَ».
ص ٤: ٢٥ ص ٤: ٣١ ص ٤: ٢٨ و٣٣ ص ٤: ١٥ ص ٤: ٦ و٨ و١٠ و١٢ و١٤ و٢صموئيل ٦: ١٣
ٱثْنَتَانِ مِنَ ٱلْعَجَلاَتِ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ ٱلثِّيرَانِ كان على الجرشونيين العناية بشقق المسكن وخيمة الاجتماع وغطائها وسجوف الدار (ص ٤: ٢٥ و٢٦). وكان على المراريين العناية بألواح المسكن وعوارضه وأعمدته وفرضه وأعمدة الدار الخ أي المواد الثقيلة. وعلى القهاتيين أن يحملوا على الأكتاف (ع ٩) ولهذا لم يحتاجوا إلى العجلات.
١٠ «وَقَرَّبَ ٱلرُّؤَسَاءُ لِتَدْشِينِ ٱلْمَذْبَحِ يَوْمَ مَسْحِهِ. وَقَدَّمَ ٱلرُّؤَسَاءُ قَرَابِينَهُمْ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ».
تثنية ٢٠: ٥ و١ملوك ٨: ٦٣ و٢أيام ٧: ٥ و٩ وعزرا ٦: ١٦ ونحميا ١٢: ٢٧ ومزمور ٣٠ عنوانه
لِتَدْشِينِ ٱلْمَذْبَحِ (التدشين لفظة عامية على الأرجح يستعملونها للبس الثوب أول مرة وكأنها مأخوذة من الدُشن في الفارسية وهو الثوب الجديد والمناسب أن يقال لتقديس المذبح أو وقفه) والمعنى أن الرؤساء قدموا تقدماتهم للرب عند وقف المذبح له.
١١ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: رَئِيساً رَئِيساً فِي كُلِّ يَوْمٍ يُقَرِّبُونَ قَرَابِينَهُمْ لِتَدْشِينِ ٱلْمَذْبَحِ».
رَئِيساً رَئِيساً أي على الترتيب.
١٢ «وَٱلَّذِي قَرَّبَ قُرْبَانَهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ، مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا».
ص ٢: ٣
ٱلَّذِي قَرَّبَ قُرْبَانَهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ يجب أن يُلاحظ هنا ان الترتيب في الذبائح غير الترتيب في (ص ١) فهو باعتبار المنازل كما في (ص ٢).
١٣ - ٨٨ «١٣ وَقُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ١٤ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ١٥ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ، وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ١٦ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ١٧ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ نَحْشُونَ بْنِ عَمِّينَادَابَ. ١٨ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي قَرَّبَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ رَئِيسُ يَسَّاكَرَ. ١٩ قَرَّبَ قُرْبَانَهُ طَبَقاً وَاحِداً مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةً وَاحِدَةً مِنْ فِضَّةٍ سَبْعِينَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٢٠ وَصَحْناً وَاحِداً عَشَرَةَ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوّاً بَخُوراً، ٢١ وَثَوْراً وَاحِداً ٱبْنَ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً وَاحِداً حَوْلِيّاً لِمُحْرَقَةٍ ٢٢ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٢٣ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةً. هٰذَا قُرْبَانُ نَثَنَائِيلَ بْنِ صُوغَرَ. ٢٤ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ رَئِيسُ بَنِي زَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ. ٢٥ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ ٢٦ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٢٧ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٢٨ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، ٢٩ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَلِيآبَ بْنِ حِيلُونَ. ٣٠ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ رَئِيسُ بَنِي رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. ٣١ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٣٢ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٣٣ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٣٤ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٣٥ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَلِيصُورَ بْنِ شَدَيْئُورَ. ٣٦ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسِ رَئِيسُ بَنِي شَمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي. ٣٧ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٣٨ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٣٩ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٤٠ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٤١ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ شَلُومِيئِيلَ بْنِ صُورِيشَدَّاي. ٤٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ رَئِيسُ بَنِي جَادَ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. ٤٣ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٤٤ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٤٥ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٤٦ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٤٧ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَلِيَاسَافَ بْنِ دَعُوئِيلَ. ٤٨ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ رَئِيسُ بَنِي أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ٤٩ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٥٠ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٥١ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٥٢ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، ٥٣ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَلِيشَمَعَ بْنِ عَمِّيهُودَ. ٥٤ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ رَئِيسُ بَنِي مَنَسَّى جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ. ٥٥ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٥٦ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٥٧ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٥٨ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٥٩ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ جَمْلِيئِيلَ بْنِ فَدَهْصُورَ. ٦٠ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّاسِعِ رَئِيسُ بَنِي بِنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي. ٦١ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٦٢ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٦٣ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٦٤ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، ٦٥ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَبِيدَنَ بْنِ جِدْعُونِي. ٦٦ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْعَاشِرِ رَئِيسُ بَنِي دَانَ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي. ٦٧ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٦٨ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٦٩ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٧٠ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٧١ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَخِيعَزَرَ بْنِ عَمِّيشَدَّاي. ٧٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْحَادِي عَشَرَ رَئِيسُ بَنِي أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ. ٧٣ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، ٧٤ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٧٥ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٧٦ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٧٧ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ فَجْعِيئِيلَ بْنِ عُكْرَنَ.٧٨ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي عَشَرَ رَئِيسُ بَنِي نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ. ٧٩ قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ، كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ ٨٠ وَصَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُوراً، ٨١ وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ٱبْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ ٨٢ وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ. ٨٣ وَلِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هٰذَا قُرْبَانُ أَخِيرَعَ بْنِ عِينَنَ. ٨٤ هٰذَا تَدْشِينُ ٱلْمَذْبَحِ يَوْمَ مَسْحِهِ مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ. أَطْبَاقُ فِضَّةٍ ٱثْنَا عَشَرَ، وَمَنَاضِحُ فِضَّةٍ ٱثْنَتَا عَشَرَةَ، وَصُحُونُ ذَهَبٍ ٱثْنَا عَشَرَ، ٨٥ كُلُّ طَبَقٍ مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ شَاقِلَ فِضَّةٍ، وَكُلُّ مِنْضَحَةٍ سَبْعُونَ. جَمِيعُ فِضَّةِ ٱلآنِيَةِ أَلْفَانِ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ. ٨٦ وَصُحُونُ ٱلذَّهَبِ ٱثْنَا عَشَرَ مَمْلُوءَةٌ بَخُوراً، كُلُّ صَحْنٍ عَشَرَةٌ عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ. جَمِيعُ ذَهَبِ ٱلصُّحُونِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ شَاقِلاً. ٨٧ كُلُّ ٱلثِّيرَانِ لِلْمُحْرَقَةِ ٱثْنَا عَشَرَ ثَوْراً، وَٱلْكِبَاشُ ٱثْنَا عَشَرَ، وَٱلْخِرَافُ ٱلْحَوْلِيَّةُ ٱثْنَا عَشَرَ مَعَ تَقْدِمَتِهَا، وَتُيُوسُ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَا عَشَرَ لِذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ. ٨٨ وَكُلُّ ٱلثِّيرَانِ لِذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ثَوْراً، وَٱلْكِبَاشُ سِتُّونَ، وَٱلتُّيُوسُ سِتُّونَ، وَٱلْخِرَافُ ٱلْحَوْلِيَّةُ سِتُّونَ. هٰذَا تَدْشِينُ ٱلْمَذْبَحِ بَعْدَ مَسْحِهِ».
خروج ٣٠: ١٣ لاويين ٢: ١ خروج ٣٠: ٣٤ لاويين ١: ٢ لاويين ٤: ٢٣ لاويين ٣: ١ ص ٢: ٥ ص ٢: ٧ ص ٢: ١٠ ص ٢: ١٢ ص ١: ١٤ و٢: ١٤ ص ٢: ١٨ ص ٢: ٢٠ ص ٢: ٢٢ ص ٢: ٢٥ ص ٢: ٢٧ ص ٢: ٢٩ ع ١
قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ الخ كانت قرابين الاثني عشر رئيساً بل قرابين الاثني عشر سبطاً الذين كان الرؤساء نواباً عنهم متماثلة في كل الصفات ويجب في تكرار وصف التقدمات الذي يشغل بقية هذا الأصحاح أن يبين نظر الله إلى تقدمات الشعب نظراً خاصاً أي نظراً لغير مقدار التقدمة كما يُفهم مما قاله ربنا يسوع في تقدمات الهيكل وأثنائه على الأرملة التي طرحت الفلسين في الخزانة وكانا كل مالها (مرقس ١٢: ٤١ - ٤٤).
٨٩ «فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ، كَانَ يَسْمَعُ ٱلصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ مِنْ عَلَى ٱلْغِطَاءِ ٱلَّذِي عَلَى تَابُوتِ ٱلشَّهَادَةِ مِنْ بَيْنِ ٱلْكَرُوبَيْنِ، فَكَلَّمَهُ».
خروج ٣٣: ٩ و١١ وص ١٢: ٨ خروج ٢٥: ٢٢
لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ أي مع الله. ومن هذا سُميّت تلك الخيمة بخيمة الاجتماع (خروج ٢٥: ٢٢) أي سميت بذلك لاجتماع الله وموسى فيها.
كَانَ يَسْمَعُ ٱلصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ فما كان يأتي إسرائيل بأنباء الله بمجرد إلهام القلب بل بإدراك الصوت بقوة السمع.
تَابُوتِ ٱلشَّهَادَةِ أي التابوت الذي فيه الشهادة وهي وصايا الله العشر المكتوبة على اللوحين الموضوعين في ذلك التابوت (خروج ٢٥: ١٦).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ


١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ قُلْ لِهَارُونَ: مَتَى رَفَعْتَ ٱلسُّرُجَ فَإِلَى قُدَّامِ ٱلْمَنَارَةِ تُضِيءُ ٱلسُّرُجُ ٱلسَّبْعَةُ».
خروج ٢٥: ٣٧ و٤٠: ٢٥
مَتَى رَفَعْتَ ٱلسُّرُجَ (قابل بهذا خروج ٢٥: ٣٧). كانت المنارة الذهبية موضوعة على جدار الخيمة الجنوبي تجاه مائدة خبز الوجوه حتى كانت شعبها السبعة موازية للجدار والشُعب إلى الشرق والغرب ولذلك كان كل سراج من السرج السبعة يلقي ضوءه تجاه المنارة أي إلى الشمال فتضيء على أدوات الخيمة التي في القدس أكثر مما تضيء لو كانت المنارة موضوعة في المدخل وشعبها إلى الشمال والجنوب.
٣ «فَفَعَلَ هَارُونُ هٰكَذَا. إِلَى قُدَّامِ ٱلْمَنَارَةِ رَفَعَ سُرُجَهَا كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
رَفَعَ سُرُجَهَا أي وضع.
٤ «وَهٰذِهِ هِيَ صَنْعَةُ ٱلْمَنَارَةِ: مَسْحُولَةٌ مِنْ ذَهَبٍ. حَتَّى سَاقُهَا وَزَهْرُهَا هِيَ مَسْحُولَةٌ. حَسَبَ ٱلْمَنْظَرِ ٱلَّذِي أَرَاهُ ٱلرَّبُّ مُوسَى هٰكَذَا عَمِلَ ٱلْمَنَارَةَ».
خروج ٢٥: ١٨ و٣١ خروج ٢٥: ٤٠
صَنْعَةُ ٱلْمَنَارَةِ أي المواد التي صُنعت منها.
مَسْحُولَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أي مفتولة منه أو منحوتة.
حَتَّى سَاقُهَا وَزَهْرُهَا أي كان ساقها وما صُنع على هيئة الأزهار فيها ذهباً مفتولاً أو منحوتاً وعلى الجملة إن المنارة كلها من ذهب فكانت أجزاءها الساق والفروع أو الشُعب والأزهار في أعلاها (خروج ٢٥: ٣١).
٥، ٦ «٥ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٦ خُذِ ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَطَهِّرْهُمْ».
وَقَالَ الخ لما فرغ موسى من تقديس الكهنة (لاويين ص ٨) وقد قدّس هارون وبنيه أخذ في تطهير اللاويين بمقتضى أمر الله.
٧، ٨ «٧ وَهٰكَذَا تَفْعَلُ لَهُمْ لِتَطْهِيرِهِمِ: ٱنْضِحْ عَلَيْهِمْ مَاءَ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلْيُمِرُّوا مُوسَى عَلَى كُلِّ جَسَدِهِمْ، وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ فَيَتَطَهَّرُوا. ٨ ثُمَّ يَأْخُذُوا ثَوْراً ٱبْنَ بَقَرٍ وَتَقْدِمَتَهُ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ. وَثَوْراً آخَرَ ٱبْنَ بَقَرٍ تَأْخُذُ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ».
ص ١٩: ٩ و١٧ و١٨ لاويين ١٤: ٨ و٩ لاويين ٢: ١
مَاءَ ٱلْخَطِيَّةِ أي ماء التطهير من الخطية. لم يبيّن ههنا ما هو هذا الماء كما لم يبين ما الماء المقدس في (ص ٥: ١٧). والثور الذي عُيّن ذبيحة خطيئة في تقديس هارون وبنيه مثله الثور المعيّن هنا ووُصف بالكلام الذي وُصف به ذاك (خروج ٢٩: ١٤ ولاويين ٨: ١٤). وماء الخطية المذكور هنا أو ماء تطهير الخطية كما فُسر المرجّح أنه ماء المرحضة النحاسية التي كانت تجاه الخيمة كالمقصود بالماء المقدس في (ص ٥: ١٧) على ما يرجح أيضاً. ومن الممكن أنه كان بعض الإرشاد الذي لم يُذكر هنا إلى وضع رماد محرقة الخطية في ذلك الماء (قابل بهذا ص ١٩: ٩). وذبيحة الخطية التي لم تُذكر إلا في الآية الثامنة كانت تُذبح قبل النضح.
وَلْيُمِرُّوا مُوسَى عَلَى كُلِّ جَسَدِهِمْ أي وليحلقوا شعر كل جسدهم أو وليحلقوا كل شعرهم كما قيل في تطهير الأبرص (لاويين ١٤: ٨ و٩).
وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ كانت أجساد الكهنة تُغسل عند تقديسهم (لاويين ٨: ٦) والبرص عند تطهيرهم (لاويين ١٤: ٨ و٩). أما اللاويون فما كان عليهم لمسهم الأشياء المقدسة إلا أن يغسلوا ثيابهم التي كانت معدة للعبادة الإلهية (خروج ١٩: ١٠ قابل بذلك تكوين ٣٥: ٢).
٩ «فَتُقَدِّمُ ٱللاَّوِيِّينَ أَمَامَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، وَتَجْمَعُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
خروج ٢٩: ٤ و٤٠: ١٢ لاويين ٨: ٣
كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أي نواب كل الجماعة كما جاء في غير هذا الموضع.
١٠ «وَتُقَدِّمُ ٱللاَّوِيِّينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱللاَّوِيِّينَ».
لاويين ١: ٤
فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱللاَّوِيِّينَ كانوا يضعون أيديهم على اللاويين لأنهم بمنزلة الذبائح التي تقدم لله لأنهم كانوا بدل أبكار بني إسرائيل. فكان بنو إسرائيل أو نوابهم يضعون أيديهم عليهم كأنهم يقدمونهم لله فداء عن أبكارهم. وكانت تقدمتهم لخدمة الله في خيمته أو مسكنه.
١١ «وَيُرَدِّدُ هَارُونُ ٱللاَّوِيِّينَ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُونَ لِخِدْمَةِ ٱلرَّبِّ».
وَيُرَدِّدُ هَارُونُ ٱللاَّوِيِّينَ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ كما كان يردد من الذبائح الجزء الذي للرب كان يردد اللاويين لأنهم جزء للرب. وكان يأتي ذلك بأن يقدمهم تارة ويؤخرهم أخرى تجاه الخيمة وأمام الشعب أو بحركات أيدي هارون. وكان هذا الترديد لغير ما ذُكر أيضاً (قابل بهذا ع ١٣ و١٥ و٢١).
١٢ «ثُمَّ يَضَعُ ٱللاَّوِيُّونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسَيِ ٱلثَّوْرَيْنِ، فَتُقَرِّبُ ٱلْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَٱلآخَرَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، لِلتَّكْفِيرِ عَنِ ٱللاَّوِيِّينَ».
خروج ٢٩: ١٠
يَضَعُ ٱللاَّوِيُّونَ أَيْدِيَهُمْ (انظر تفسير خروج ٢٩: ١٠).
١٣ «فَتُوقِفُ ٱللاَّوِيِّينَ أَمَامَ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيداً لِلرَّبِّ».
تُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيداً (انظر تفسير ع ١١ وانظر ع ١٥).
١٤ «وَتُفْرِزُ ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُ ٱللاَّوِيُّونَ لِي».
ص ٣: ٤٥ و١٦: ٩
فَيَكُونُ ٱللاَّوِيُّونَ لِي (انظر تفسير ص ٣: ٤٥ و١٦: ٩).
١٥ «وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَأْتِي ٱللاَّوِيُّونَ لِيَخْدِمُوا خَيْمَةَ ٱلٱجْتِمَاعِ فَتُطَهِّرُهُمْ وَتُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيداً».
ع ١١ و١٣
بَعْدَ ذٰلِكَ يَأْتِي ٱللاَّوِيُّونَ أي إلى دار الخيمة ليحرسوا هناك ويساعدوا الكهنة عند مذبح المحرقة ويقلعوا الخيمة وينصبوها على ما تقتضي الأحوال.
١٦ «لأَنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لِي هِبَةً مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. بَدَلَ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ، بِكْرِ كُلٍّ مِنْ إِسْرَائِيلَ قَدِ اتَّخَذْتُهُمْ لِي».
ص ٣: ٩ ص ٣: ١٢ و٤٥
بَدَلَ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ، بِكْرِ كُلٍّ مِنْ إِسْرَائِيلَ يصعب علينا القطع بأن القسم الثاني من العبارة بمعنى الأول تماماً (فتكون منزلته منزلة التذييل) أو بأنه تحديد للأول. فإن كان بمعنى الأول تماماً وجب تعيين الفرق بين كل فاتح رحم وبين البكر من اصطلاح الأسفار الخمسة فإنها تقصر بكر الناس على الابن البكر من جانب الأب (انظر خروج ١٣: ٢).
١٧، ١٨ «١٧ لأَنَّ لِي كُلَّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ. يَوْمَ ضَرَبْتُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُهُمْ لِي. ١٨ فَٱتَّخَذْتُ ٱللاَّوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ».
خروج ١٣: ٢ و١٢ و١٣ و١٥ وص ٣: ١٣ ولوقا ٢: ٢٣
لِي كُلَّ بِكْرٍ (انظر تفسير خروج ١٣: ٢ و١٢ و١٣ و١٥).
١٩ - ٢٢ «١٩ وَوَهَبْتُ ٱللاَّوِيِّينَ هِبَةً لِهَارُونَ وَبَنِيهِ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَأٌ عِنْدَ ٱقْتِرَابِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْقُدْسِ. ٢٠ فَفَعَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلاَّوِيِّينَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى عَنِ ٱللاَّوِيِّينَ. هٰكَذَا فَعَلَ لَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ. ٢١ فَتَطَهَّرَ ٱللاَّوِيُّونَ وَغَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ، وَرَدَّدَهُمْ هَارُونُ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَكَفَّرَ عَنْهُمْ هَارُونُ لِتَطْهِيرِهِمْ. ٢٢ وَبَعْدَ ذٰلِكَ أَتَى ٱللاَّوِيُّونَ لِيَخْدِمُوا خِدْمَتَهُمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ أَمَامَ هَارُونَ وَأَمَامَ بَنِيهِ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى عَنِ ٱللاَّوِيِّينَ هٰكَذَا فَعَلُوا لَهُمْ».
ص ٣: ٩ ص ١: ٥٣ و١٦: ٤٦ و١٨: ٥ و٢أيام ٢٦: ١٦ ع ٧ ع ١١ و١٢ ع ١٥ ع ٥ الخ
لِكَيْ لاَ يَكُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَأٌ كان اتخاذ اللاويين بدل الأبكار تمكيناً من القيام بالواجبات في القدس ودفعاً لخطايا الإهمال وارتكاب ما الأبكار عرضة له مما يهيج غضب الله فيضربهم كما ضرب أبكار المصريين.
٢٣، ٢٤ «٢٣ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢٤ هٰذَا مَا لِلاَّوِيِّينَ: مِنِ ٱبْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً يَأْتُونَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَاداً فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ».
ص ٤: ٣ و١أيام ٢٣: ٣ و٢٤ و٢٧ و١تيموثاوس ١: ١٨
مِنِ ٱبْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً هذا يدل على الوقت أو السن الذي يصح أن يعيّن فيه اللاويون للخدمة بعد أخذ الإسرائيليين أرض كنعان. والظاهر أن ذلك بقي إلى أيام داود فجعل بدل الخامسة والعشرين سن العشرين لارتفاع ضرورة حمل الخيمة وأثاثها بعد نقل التابوت إلى جبل صهيون. وكانت مدة الخدمة في البريّة من سن الثلاثين إلى سن الخمسين (ص ٤: ٣ و٢٣ و٣٠) لأن ثقل الخيمة على توالي الأوقات في البرية كان يقتضي الرجال الأقوياء في سن القوة والنشاط. ولم يلتفت الكاتب هنا إلى ترتيب الحوادث بمقتضى الزمان. فما ذُكر في هاتين الآيتين (أيوب ع ٢٣ و٢٤) وما بعدهما إلى (ع ٢٦) كان بعد هذا الوقت لكنه ذُكر هنا للمناسبة بينه ويبن تعيين اللاويين للخدمة. والمرجّح أن اللاويين كانوا يختارون للخدمة في سن الخامسة والعشرين لكنهم لم يشرعوا فيها إلا في سن الثلاثين فكانوا يشغلون خمس سنين بالاستعداد.
٢٥، ٢٦ «٢٥ وَمِنِ ٱبْنِ خَمْسِينَ سَنَةً يَرْجِعُونَ مِنْ جُنْدِ ٱلْخِدْمَةِ وَلاَ يَخْدِمُونَ بَعْدُ. ٢٦ يُوازِرُونَ إِخْوَتَهُمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ لِحَرَسِ حِرَاسَةٍ. لٰكِنْ خِدْمَةً لاَ يَخْدِمُونَ. هٰكَذَا تَعْمَلُ لِلاَّوِيِّينَ فِي حِرَاسَاتِهِمْ».
ص ١: ٥٣
لِحَرَسِ حِرَاسَةٍ يصعب على الإنسان بعد سن الخمسين أن يحمل الأثقال العظيمة فكان من جاوز سن الخمسين من اللاويين يُعفى من إتيان تلك الأعمال الشاقة ويحرس أدوات الخيمة وآنية القدس وهو عمل يسير.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ


١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ: ٢ وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ».
خروج ١٢: ١ الخ ولاويين ٢٣: ٥ وص ٢٨: ١٦ وتثنية ١٦: ١ و٢
فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ الاحتفال بالفصح هنا متقدم في الزمان على عدّ بين إسرائيل المذكور في الأصحاح الأول والأمور المتعلقة به وإن تأخر في الذكر. ولم يكن من استعداد لهذا الفصح إذ كان يجب أن يكون في أرض كنعان (خروج ١٢: ٢٥) ولكن معصية الشعب حملت على التيه أربعين سنة ولولا ذلك لاستعدوا للفصح الثاني بعد الفصح المصري الأصلي واحتفلوا به في أرض ميراثهم.
٣ «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هٰذَا ٱلشَّهْرِ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ».
بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ (انظر تفسير خروج ١٢: ٦).
حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ من البيّن أن بعض الأمور المتعلقة بالفصح المصري لم يراع في فصح البرية فينتج من ذلك أن المقصود بهذه الفرائض والأحكام الأمور الواجب حفظها دائماً (قابل بهذا ع ١٢). وبعض هذه الفرائض في (ص ١٢ من سفر الخروج وباقيها في لاويين ص ١٧ وتثنية ص ١٦). واعترض هنا بأن ثلاثة كهنة (لأن ناداب وأبيهو ماتا) لا يستطيعون القيام برش دم عدد كثير من الخراف التي ذُبحت. وأُجيب على ذلك بأمرين (١) أنه لا ذكر لرش الدم في هذا الفصح. و(٢) إن اللاويين كانوا يساعدون الكهنة على بعض أعمالهم في مثل هذه الأحوال ويثبت هذا ما كان في الفصح الذي احتفل به حزقيا ويوشيا (٢أيام ٣٠: ١٦ و٣٥: ١١) فإن اللاويين ساعدوا الكهنة يومئذ.
٤ «فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا ٱلْفِصْحَ».
فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (كلّم الرب موسى بالأمر فكلّم موسى به بني إسرائيل فلم يأت النبي بشيء من قبل نفسه. وإذ كان الأنبياء لا يقدرون أن يأتوا بشيء في الدين من قبل أنفسهم أفيقدر غيرهم من الناس على ذلك بدون أن يغيظوا الله).
٥ «فَعَمِلُوا ٱلْفِصْحَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى هٰكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ».
يشوع ٥: ١٠
فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ لم يذكر هنا عيد الفطير سبعة أيام كما ذُكر في (خروج ١٢: ١٨) والظاهر أن العلة تعذر وجود طحين يكفي ذلك الشعب العظيم سبعة أيام مع أنه كان يسهل عليهم أن يأتوا من مديان أو مكان آخر بالقدر الذي يحتاج إليه.
٦ «لٰكِنْ كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لإِنْسَانٍ مَيِّتٍ، فَلَمْ يَحِلَّ لَهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا ٱلْفِصْحَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ».
ص ٥: ٢ و١٩: ١١ و١٦ ويوحنا ١٨: ٢٨ خروج ١٨: ١٥ و١٩ و٢٦ وص ٢٧: ٢
لٰكِنْ كَانَ قَوْمٌ المظنون أن المقصود بالقوم هنا ميشائيل والصافان فإنهما تنجسا بدفنهما ابني عمهما ناداب وأبيهو في قرب ذلك الوقت فإن كان تقديس هارون وأبنائه ابتدأ في اليوم الأول من الشهر الأول (خروج ٤٠: ٢ و١٢) فموت ناداب وأبيهو لم يحدث إلا في اليوم الثامن (لاويين ٩: ١ و١٢ و١٠: ١٩). وكان من يمس الميت يبقى نجساً سبعة أيام (عدد ١٩: ١١). فينتج من ذلك أن من دفن ناداب وأبيهو كان في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول نجساً. وفي امتناع النجسين أن يتناولوا عشاء الرب الذي هو ذكر حمل الفصح السماوي فادينا يسوع المسيح فإنه من تناول ذلك العشاء بدون استحقاق يأخذ دينونة لنفسه.
٧، ٨ «٧ وَقَالُوا لَهُ: إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لإِنْسَانٍ مَيِّتٍ. لِمَاذَا نُتْرَكُ حَتَّى لاَ نُقَرِّبَ قُرْبَانَ ٱلرَّبِّ فِي وَقْتِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ ٨ فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: قِفُوا لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ ٱلرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ».
ص ٢٧: ٥
لِمَاذَا نُتْرَكُ... فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: قِفُوا لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ ٱلرَّبُّ (لم يأت موسى أمراً في الواجبات الدينية إلا بأمر الرب مع أنه نبي عظيم فكيف يتجاسر غير الأنبياء على أن يبتدعوا في الكنيسة ما لم يأمر به الله فضلاً عن أنه نهى عنه).
٩، ١٠ «٩ فَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ١٠ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَجْيَالِكُمْ كَانَ نَجِساً لِمَيِّتٍ، أَوْ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ، فَلْيَعْمَلِ ٱلْفِصْحَ لِلرَّبِّ».
سَفَرٍ بَعِيدٍ على لفظة «بعيد» علامة الشك في الأصل العبراني والمقصود بتلك العلامة على ما قال الربانيون إن الكلمة التي هي عليها إما أنها ليست من أصل الوحي وإما أنه يجب تأويلها فلا تُفهم على حقيقتها. قالوا وعلة ذلك عدم ذكرها في (ع ١٣). (ولا حاجة إلى ذلك الشك لأن ذكر السفر مقيداً هنا يلزم منه تقييده في ع ١٣ بناء على القاعدة إن المطلق يُحمل على المقيّد في كل اللغات المشهورة في الشرق والغرب).
١١ «فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ يَعْمَلُونَهُ. عَلَى فَطِيرٍ وَمُرَارٍ يَأْكُلُونَهُ».
٢أيام ٣٠: ٢ و١٥ خروج ١٢: ٨
بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ (انظر تفسير خروج ١٢: ٦ و٨).
١٢ «لاَ يُبْقُوا مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ وَلاَ يَكْسِرُوا عَظْماً مِنْهُ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِ ٱلْفِصْحِ يَعْمَلُونَهُ».
خروج ١٢: ١٠ خروج ١٢: ٤٦ ويوحنا ١٩: ٣٦ خروج ١٢: ٤٣
حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِ ٱلْفِصْحِ يَعْمَلُونَهُ المقصود بهذا الفرائض المتعلقة بخروف الفصح حسب وضعه الأصلي. فإنه على ما في التقاليد اليهودية إن عيد الفصح في أول الأمر كان يوماً واحداً لا سبعة أيام فما كان حينئذ من حاجة إلى اعتزال الخمير.
١٣ «لٰكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِراً وَلَيْسَ فِي سَفَرٍ وَتَرَكَ عَمَلَ ٱلْفِصْحِ، تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا، لأَنَّهَا لَمْ تُقَرِّبْ قُرْبَانَ ٱلرَّبِّ فِي وَقْتِهِ. ذٰلِكَ ٱلإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ».
تكوين ١٧: ١٤ وخروج ١٢: ١٥ ع ٧ ص ٥: ٣١
يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ أي يُقتل بها (قابل بهذا لاويين ٢٤: ١٥ وعدد ١٨: ٢٢).
١٤ «وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ فَلْيَعْمَلْ فِصْحاً لِلرَّبِّ. حَسَبَ فَرِيضَةِ ٱلْفِصْحِ وَحُكْمِهِ كَذٰلِكَ يَعْمَلُ. فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ تَكُونُ لَكُمْ لِلْغَرِيبِ وَلِوَطَنِيِّ ٱلأَرْضِ».
خروج ١٢: ٤٩
غَرِيبٌ ذُكرت شريعة الفصح بالنسبة إلى الغريب في سفر الخروج (انظر خروج ١٢: ٤٨ و٤٩ والتفسير).
١٥ «وَفِي يَوْمِ إِقَامَةِ ٱلْمَسْكَنِ غَطَّتِ ٱلسَّحَابَةُ ٱلْمَسْكَنَ، خَيْمَةَ ٱلشَّهَادَةِ. وَفِي ٱلْمَسَاءِ كَانَ عَلَى ٱلْمَسْكَنِ كَمَنْظَرِ نَارٍ إِلَى ٱلصَّبَاحِ».
خروج ٤٠: ٣٤ ونحميا ٩: ١٢ و١٩ ومزمور ٧٨: ١٤ خروج ١٣: ٢١ و٤٠: ٣٨
غَطَّتِ ٱلسَّحَابَةُ ٱلْمَسْكَنَ، خَيْمَةَ ٱلشَّهَادَةِ (خيمة الشهادة عطف بيان من المسكن فالمعنى غطت السحابة المسكن أي خيمة الشهادة). قيل في سفر الخروج على أثر النبإ المتعلق بإقامة الخيمة إن السحابة غطت خيمة الاجتماع وملأ مجد الرب أو بهاء الرب المسكن فلا داعي إلى الظن أن تغطية السحابة قصرت على جزء من المسكن حيث كان لوحا الشهادة أي لوحا الوصايا العشر في قدس الأقداس. ويؤيد ذلك ويوضحه أحسن إيضاح قوله على الأثر «فَلَمْ يَقْدِرْ مُوسَى أَنْ يَدْخُلَ خَيْمَةَ ٱلٱجْتِمَاعِ، لأَنَّ ٱلسَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا وَبَهَاءُ ٱلرَّبِّ مَلأَ ٱلْمَسْكَنَ» (خروج ٤٠: ٣٤ و٣٥) فنفى كل احتمال لحلول السحابة على جزء من المسكن دون آخر. نعم إن حضور الرب كان يُعلن خصوصاً على الغطاء ويظهر كل الظهور في قدس الأقداس الذي كان فيه تابوت الشهادة وإن الرب كان يجتمع هنالك بموسى ويبلغه أوامره (خروج ٢٥: ٢١ - ٢٣) وهذه السحابة التي غطت الخيمة وملأت المسكن هي التي كانت تقودهم في أسفارهم.
فِي ٱلْمَسَاءِ كان جانب السحابة المظلم دليلهم نهاراً وجانبها المنير دليلهم ليلاً (قابل بهذا مزمور ٧٨: ١٤). ففي ذلك المزمور ما نصه «هَدَاهُمْ بِٱلسَّحَابِ نَهَاراً، وَٱللَّيْلَ كُلَّهُ بِنُورِ نَارٍ» وجاء في سفر نحميا «هَدَيْتَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلاً» (نحميا ٩: ١٢). وجاء في نبوءة إشعياء «يَخْلُقُ ٱلرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَلَى مَحْفَلِهَا سَحَابَةً نَهَاراً وَدُخَاناً وَلَمَعَانَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ لَيْلاً» (إشعياء ٤: ٥).
١٦ «هٰكَذَا كَانَ دَائِماً. ٱلسَّحَابَةُ تُغَطِّيهِ وَمَنْظَرُ ٱلنَّارِ لَيْلاً».
ٱلسَّحَابَةُ تُغَطِّيهِ أي ليلاً ونهاراً لكنها كانت مضيئة ليلاً ومظلمة نهاراً (انظر تفسير ع ١٥).
مَنْظَرُ ٱلنَّارِ لَيْلاً أي منظر جانب السحابة المنير (قابل بهذا خروج ١٣: ٢١ و٢٢).
١٧، ١٨ «١٧ وَمَتَى ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَنِ ٱلْخَيْمَةِ كَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ. وَفِي ٱلْمَكَانِ حَيْثُ حَلَّتِ ٱلسَّحَابَةُ هُنَاكَ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ. ١٨ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ. جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ ٱلسَّحَابَةِ عَلَى ٱلْمَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ».
خروج ٤٠: ٣٦ وص ١٠: ١١ و٣٣ و٣٤ ومزمور ٨٠: ١ و١كورنثوس ١٠: ١
مَتَى ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ رأى بعضهم أن معنى «ارتفعت» هنا زالت لحظة بأعجوبة ثم رجعت إلى الظهور (والنص لا يوجب الزوال لا في العربية ولا في العبرانية بل المعنى الأرجح أنها كانت تؤذنهم بالارتحال بارتفاعها فوق الخيمة). ويؤيد هذا التفسير قوله «هكذا دائماً السحابة تغطيه منظر النار ليلاً». فكان من الضروري لبني إسرائيل أن ينتبهوا دائماً لارتفاع السحابة ويطيعوا الأمر الذي يشير إليه ارتفاعها عن الخيمة. وفي ملازمة السحابة للخيمة رمز إلى أن المسيح لا يفارق كنيسته على وفق قوله «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ» (متّى ٢٨: ٢٠).
١٩ «وَإِذَا تَمَادَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَلَى ٱلْمَسْكَنِ أَيَّاماً كَثِيرَةً كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ ٱلرَّبِّ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ».
ص ١: ٥٣ و٣: ٨
يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ ٱلرَّبِّ هذه العبارة قيلت أيضاً في هارون وبنيه (لاويين ٨: ٣٥) واللاويين (ص ٣: ٧) والشعب كله (٢أيام ٢٣: ٦). والمعنى أنهم كانوا منتبهين للعبادة وإطاعة وصايا الرب والقيام بفرائضه (حزقيال ٤٨: ١١).
٢٠ «وَإِذَا كَانَتِ ٱلسَّحَابَةُ أَيَّاماً قَلِيلَةً عَلَى ٱلْمَسْكَنِ فَحَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ».
وَإِذَا كَانَتِ كانت أوقات الحلول تختلف طولاً وقصراً بحسب مشيئة الرب (انظر ع ٢٢).
٢١ «وَإِذَا كَانَتِ ٱلسَّحَابَةُ مِنَ ٱلْمَسَاءِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ ثُمَّ ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ فِي ٱلصَّبَاحِ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْماً وَلَيْلَةً ثُمَّ ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ».
أَوْ يَوْماً الخ هذا يدل على أنهم كانوا يرقبون السحابة دائماً ليلاً ونهاراً وكان الراقبون جماعة معيّنة (قابل بهذا مزمور ٣٤: ١).
٢٢، ٢٣ «٢٢ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْراً أَوْ سَنَةً، مَتَى تَمَادَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَلَى ٱلْمَسْكَنِ حَالَّةً عَلَيْهِ، كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ. وَمَتَى ٱرْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. ٢٣ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. وَكَانُوا يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ ٱلرَّبِّ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ بِيَدِ مُوسَى».
خروج ٤٠: ٣٦ و٣٧ ع ١٩
أَوْ سَنَةً (قابل بهذا تكوين ٤: ٣ و٤٠: ٤ والتفسير). المرجّح إن هذا لم يُكتب إلا بعد وصول الإسرائيليين إلى قادش (ص ١٣: ٢٦).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ


١، ٢ «١ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢ ٱصْنَعْ لَكَ بُوقَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ. مَسْحُولَيْنِ تَعْمَلُهُمَا، فَيَكُونَانِ لَكَ لِمُنَادَاةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَلٱرْتِحَالِ ٱلْمَحَلاَّتِ».
لاويين ٢٣: ٢ وإشعياء ١: ١٣
مَسْحُولَيْنِ أو مضروبين أو مخروطين أو مطروقين بالمطرقة لا مسبوكين (انظر تفسير خروج ٢٥: ١٨ و٣١). (والسحل في العربية في هذا المقام يفيد النحت والبرد فيكون المعنى منحوتين أو مبرودين. وهذا مما يحتمله الأصل العبراني فتأمل). والبوقان المذكوران في هذه الآية كانا مستقيمين كالأبواق التي على قوس النصر لتيطس في رومية والتي في العاديات المصرية. فهي تختلف عن القرون في أن القرون كانت منحنية (انظر يشوع ٦: ٥ وقابل به ص ٦: ٤ و٦ و٨ و١٣). وذُكر في سفر اللاويين بوق الهتاف (لاويين ٢٥: ٩) وذلك يدل على أن البوقين هنا لم يكونا أول الأبواق أو أن البوق يصنع عند الإسرائيليين في ذلك الوقت دون غيره مما سبقه من الأوقات. وربما كان البوق المذكور هنا جديداً في نوعه لا في جنسه فإن اسم البوق المذكور هنا في العبرانية (حصوصرة) «חצוצרה» واسم المذكور في اللاويين (شوفر) «שופז» والكلمة الأولى أول ما استُعملت هنا.
٣، ٤ «٣ فَإِذَا ضَرَبُوا بِهِمَا يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٤ وَإِذَا ضَرَبُوا بِوَاحِدٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ ٱلرُّؤَسَاءُ رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ».
إرميا ٤: ٥ ويوئيل ٢: ١٥ خروج ١٨: ٢١ وص ١: ١٦ و٧: ٢
بِوَاحِدٍ أي ببوق واحد من البوقين وقيل غير ذلك والظاهر الجيل على ما ذكرناه (قابل بهذا أيوب ٣٣: ١٤ وأمثال ٢٨: ١٨ وإرميا ١٠: ٨).
٥، ٦ «٥ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ هُتَافاً تَرْتَحِلُ ٱلْمَحَلاَّتُ ٱلنَّازِلَةُ إِلَى ٱلشَّرْقِ. ٦ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ هُتَافاً ثَانِيَةً تَرْتَحِلُ ٱلْمَحَلاَّتُ ٱلنَّازِلَةُ إِلَى ٱلْجَنُوبِ. هُتَافاً يَضْرِبُونَ لِرِحْلاَتِهِمْ».
ص ٢: ٣ ص ٢: ١٠
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ هُتَافاً كانوا يميزون كل التمييز بين النفخات في البوق لتُعرف دعوة الرؤساء ودعوة غيرهم. والمقصود بالهتاف هنا الصوت العالي المتصل وكان ذلك دعوة إلى الرحيل وكان هذا مميزاً عن صوت دعوة الرؤساء وعن صوت دعوة الجماعة (ع ٧). وكان يُنفخ بالبوقين لدعوة الجماعة وبالبوق الواحد لدعوة الرؤساء. وذُكر الكلام مفصلاً في ترتيب المنازل في (ص ٢). وذُكر هنا ترتيب المنازل الشرقية والجنوبية فقط. وفي الترجمة السبعينية ما مترجمه «وتضربون هتافاً ثالثاً فترحل المحلات الضاربة بالبحر (أي في الغرب) وتضربون هتافاً رابعاً فترحل المحلات النازلة شمالاً. يجب أن يضربوا هتافاً عند ارتحالهم».
٧ «وَأَمَّا عِنْدَمَا تَجْمَعُونَ ٱلْجَمَاعَةَ فَتَضْرِبُونَ وَلاَ تَهْتِفُونَ».
ع ٣ يوئيل ٢: ١
وَلاَ تَهْتِفُونَ كان التمييز جلياً بين دعوة الرؤساء أو الجماعة إلى الاجتماع في خيمة الاجتماع والدعوة إلى ارتحال المحلات. وعلى هذا ينبغي أن يكون صوت بوق الإنجيل واضحاً أبداً. (١كورنثوس ١٤: ٨). ويجب على حارسي الحراسة الإنجيلية أن يضربوا فيه بأمانة واجتهاد للتحذير من الإهمال والغفلة وللتأثير في قلوب شعب الله.
٨ «وَبَنُو هَارُونَ ٱلْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِٱلأَبْوَاقِ. فَتَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ».
ص ٣١: ٦ ويشوع ٦: ٤ و١أيام ١٥: ٢٤ و٢أيام ١٣: ١٢
بَنُو هَارُونَ ٱلْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِٱلأَبْوَاقِ لم يكن لهارون حينئذ سوى ابنين فما كانت الحاجة إلى بوقين. وفي أكثر الأماكن التي ذُكر فيها البوق (الحصوصرة) تبين فيها أنه كان مما يختص بالكهنة (ومنها ص ٣١: ٦ و١أيام ١٥: ٢٤). وظهر في تاريخ الكتاب المتأخر أن اللاويين كانوا يستعملون ذلك البوق في بعض الأحوال وربما استعملها غير الكهنة وغير اللاويين (٢ملوك ١١: ١٤ و١أيام ١٥: ٢٤). وزاد عدد هذه الأبواق في أيام داود وسليمان كثيراً. ففي سفر الأيام الأول إن سبعة من الكهنة ضربوا بالأبواق قدام تابوت الله (١أيام ١٥: ٢٤). وفي سفر الأيام الثاني إن مئة وعشرين كاهناً كانوا يضربون بها (٢أيام ٥: ١٢). وقال يوسيفوس المؤرخ أن سليمان صنع ٢٠٠٠٠٠ بوق بمقتضى أمر موسى (يوسيفوس التاريخ القديم كتاب ٨ فصل ٣).
٩ «وَإِذَا ذَهَبْتُمْ إِلَى حَرْبٍ فِي أَرْضِكُمْ عَلَى عَدُوٍّ يَضُرُّ بِكُمْ، تَهْتِفُونَ بِٱلأَبْوَاقِ، فَتُذْكَرُونَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ، وَتُخَلَّصُونَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ».
ص ٣١: ٦ ويشوع ٦: ٥ و٢أيام ١٣: ١٤ قضاة ٢: ١٨ و٤: ٣ و٦: ٩ و١٠: ٨ و١٢ و١صموئيل ١٠: ١٨ ومزمور ١٠٦: ٤٢ تكوين ٨: ١ ومزمور ١٠٦: ٤
وَإِذَا ذَهَبْتُمْ إِلَى حَرْبٍ جاء في (ص ٣١: ٩) أنه في حرب المديانيين أخذ ابن العازر فنحاس أبواق الهتاف في يده. وفي سفر الأيام الثاني في خطاب أبيّا ليربعام ما نص «وَهُوَذَا مَعَنَا ٱللّٰهُ رَئِيساً، وَكَهَنَتُهُ وَأَبْوَاقُ ٱلْهُتَافِ لِلْهُتَافِ عَلَيْكُمْ. فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تُحَارِبُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِكُمْ لأَنَّكُمْ لاَ تُفْلِحُونَ» (٢أيام ١٣: ١٢). وفيه «فَٱلْتَفَتَ يَهُوذَا وَإِذَا ٱلْحَرْبُ عَلَيْهِمْ مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ خَلْفٍ. فَصَرَخُوا إِلَى ٱلرَّبِّ، وَبَوَّقَ ٱلْكَهَنَةُ بِٱلأَبْوَاقِ» (٢أيام ١٣: ١٤). والبوق في هذه الكلمات هو ما أصله في العبرانية «حصوصرة». وأما الكهنة السبعة الذين أحاطوا بأريحا فكانوا ينفخون «بالشوفر» أي قرن الكبش لا «الحصوصرة» أي البوق من الفضة.
١٠ «وَفِي يَوْمِ فَرَحِكُمْ، وَفِي أَعْيَادِكُمْ وَرُؤُوسِ شُهُورِكُمْ، تَضْرِبُونَ بِٱلأَبْوَاقِ عَلَى مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ، فَتَكُونُ لَكُمْ تِذْكَاراً أَمَامَ إِلٰهِكُمْ. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».
لاويين ٢٣: ٢٤ وص ٢٩: ١ و١أيام ١٥: ٢٤ و٢أيام ٥: ١٢ و٧: ٦ و٢٩: ٢٦ وعزرا ٣: ١٠ ونحميا ١٢: ٣٥ ومزمور ٨١: ٣ ع ٩
فِي يَوْمِ فَرَحِكُمْ كيوم تدشين هيكل سليمان (٢أيام ٥: ١٣) ويوم تطهير حزقيا للهيكل (٢أيام ٢٩: ٢٧ و٢٨ قابل بهذا مزمور ٩٨: ٦).
تِذْكَاراً (قابل بهذا لاويين ٢٣: ٢٤).
أَمَامَ إِلٰهِكُمْ أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ فالمعنى «أمامي أنا الرب إلهكم» (قابل بهذا ص ٣: ١٣ والتفسير).
١١ «وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَنْ مَسْكَنِ ٱلشَّهَادَةِ».
ص ٩: ١٧
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ يظهر من (خروج ١٩: ١) إن الإسرائيليين نزلوا تجاه جبل سيناء في الشهر الثالث من السنة السابقة وفي اليوم الأول من ذلك الشهر على ما ظن بالإجماع فتكون مدة إقامتهم عند حضيض جبل سيناء أحد عشر شهراً وتسعة عشر يوماً ولا دليل قاطع على صحة ما جاء في التقاليد اليهودية من تعيين اليوم وإنه هو اليوم الخمسون بعد الخروج وإن الشريعة أُعطيت في ذلك اليوم إذ لا يفيد ذلك ما في (خروج ١٩: ١) بل ينفيه على ما يظهر. وكذا لم يعيّن يوم الشهر في (عدد ٩: ١ و٢٠: ١).
١٢ «فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي رِحْلاَتِهِمْ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فَحَلَّتِ ٱلسَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ».
خروج ٤٠: ٣٦ وص ٢: ٩ و١٦ و٢٤ و٣١ خروج ١٩: ١ و ص ١: ١ و٩: ٥ تكوين ٢١: ٢١ وص ١٢: ١٦ و١٣: ٣ و٢٦ وتثنية ١: ١
فَحَلَّتِ ٱلسَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ الكلام على هذا سابق وقته (انظر ع ٣٣) والمرجّح أن المكان المقصود من هذه البرية هو قبروت هتأوة وهو الطرف الجنوبي من برية فاران. وسُميت هذه البرية «ٱلْقَفْرِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْمَخُوفِ» (تثنية ١: ١٩). ويحد هذه البرية على ما يُظن أرض كنعان شمالاً ووادي عربة شرقاً وبرية سيناء جنوباً وبرية شور أو نهر مصر (أي وادي العريش) غرباً. وهو يقسم البرية قسمين يعرف القسم الغربي أحياناً ببرية شور. ونزل بنو إسرائيل في القسم الشرقي منه.
١٣ - ١٧ «١٣ ٱرْتَحَلُوا أَوَّلاً حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى. ١٤ فَٱرْتَحَلَتْ رَايَةُ مَحَلَّةِ بَنِي يَهُوذَا أَوَّلاً حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَعَلَى جُنْدِهِ نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. ١٥ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي يَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ. ١٦ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي زَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ. ١٧ ثُمَّ أُنْزِلَ ٱلْمَسْكَنُ فَٱرْتَحَلَ بَنُو جَرْشُونَ وَبَنُو مَرَارِي حَامِلِينَ ٱلْمَسْكَنَ».
ص ٢: ٣٤ وع ٥ و٦ ص ٢: ٣ و٩ ص ١: ٧ ص ١: ٥١ ص ٤: ٢٤ و٣١ و٧: ٦ و٧ و٨
أُنْزِلَ ٱلْمَسْكَنُ (ع ١٧) ترتيب منازل الأسباط الاثني عشر في جهات الخيمة الأربع ذُكر بالتفصيل والوضوح في (ص ٢). وكان اللاويون أقرب الإسرائيليين إلى الخيمة «في وسط المحلة» وفي هذا الأصحاح ذُكر ترتيب اللاويين في السير بالتدقيق فالجرشونيون الذين كان لهم خدمة أستار الدار وسجف مدخل الدار (ص ٤: ٢٥ و٢٦) مع مركبتيهم والمراريون الذين كان لهم خدمة المواد الثقيلة في الخيمة (ص ٤: ٣١ و٣٢) مع مركباتهم الأربع كانوا يسيرون أولاً أو قدام من ينزلون في شرقي المحلة وهم سبط يهوذا وسبط يساكر وسبط زبولون ليكون لهم وقت كاف لنصب الخيمة عند الحلول قبل أن يصل القهاتيون حملة الأقداس (أي أشياء القدس المقدسة). وبعد الجرشونيين والمراريين ثلاثة أسباط رأوبين وشمعون وجاد وهم الذين ينزلون في الجنوب ثم يتبعهم القهاتيون في الوسط حاملين الأقداس. وبعدهم ثلاثة أسباط أفرايم ومنسى وبنيامين وهم الذين ينزلون في الغرب. وفي مؤخر الجيش ثلاثة أسباط دان وأشير ونفتالي وهم الذين ينزلون في الشمال. وهذا الترتيب يوضح معنى قول المرنم «قُدَّامَ أَفْرَايِمَ وَبِنْيَامِينَ وَمَنَسَّى أَيْقِظْ جَبَرُوتَكَ وَهَلُمَّ لِخَلاَصِنَا» (مزمور ٨٠: ٢).
١٨ - ٢٨ «١٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلَتْ رَايَةُ مَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَعَلَى جُنْدِهِ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. ١٩ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي شَمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي. ٢٠ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي جَادَ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. ٢١ ثُمَّ ٱرْتَحَلَ ٱلْقَهَاتِيُّونَ حَامِلِينَ ٱلْمَقْدِسَ. (وَأُقِيمَ ٱلْمَسْكَنُ إِلَى أَنْ جَاءُوا) ٢٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلَتْ رَايَةُ مَحَلَّةِ بَنِي أَفْرَايِمَ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَعَلَى جُنْدِهِ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ٢٣ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي مَنَسَّى جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ. ٢٤ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي بِنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي. ٢٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلَتْ رَايَةُ مَحَلَّةِ بَنِي دَانَ سَاقَةِ جَمِيعِ ٱلْمَحَلاَّتِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَعَلَى جُنْدِهِ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي. ٢٦ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ. ٢٧ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ. ٢٨ هٰذِهِ رِحْلاَتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَجْنَادِهِمْ حِينَ ٱرْتَحَلُوا».
ص ٢: ١٠ و١٦ ص ٤: ٤ و١٥ و٧: ٩ ص ١: ٥١ وع ١٧ ص ٢: ١٨ و٢٤ ص ٢: ٢٥ و٣١ ويشوع ٦: ٩ ص ٢: ٣٤
حِينَ ٱرْتَحَلُوا (ع ٢٨) أي في وقت ارتحالهم.
٢٩ «وَقَالَ مُوسَى لِحُوبَابَ بْنِ رَعُوئِيلَ ٱلْمِدْيَانِيِّ حَمِي مُوسَى: إِنَّنَا رَاحِلُونَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي قَالَ ٱلرَّبُّ أُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ. اِذْهَبْ مَعَنَا فَنُحْسِنَ إِلَيْكَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ بِٱلإِحْسَانِ».
خروج ٢: ١٨ تكوين ١٢: ٧ قضاة ١: ١٦ و٤: ١١ تكوين ٣٢: ١٢ وخروج ٣: ٨ و٦: ٧ و٨
لِحُوبَابَ بْنِ رَعُوئِيلَ ٱلْمِدْيَانِيِّ حَمِي مُوسَى (انظر خروج ٢: ١٨) وقد اتفق المفسرون على أن رعوئيل ويثرون واحد (خروج ٣: ١) أو ياثر (خروج ٤: ١٨) انظر الأصل العبراني والحاشية في الترجمة العربية ذات الشواهد) وهو حمو موسى (ص ١٨: ١ و٢ و٥ و٦ الخ). وبمقتضى قواعد اللغة العبرانية إن حما موسى هنا حوباب لا رعوئيل أو لا يثرون. ودُعي حوباب بحمي موسى أيضاً في سفر القضاة (قضاة ٤: ١١). واللفظة العبرانية المترجمة بحمي «ختن» « חתן» ومعناه في العبرانية كما في العربية كل من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ على أن الحما في العربية يُطلق على أبي الزوجة وأخيها وعمها فلا منافاة بين كون يثرون أو رعوئيل حما موسى أو حوباب بن رعوئيل كذلك. ورأى بعضهم أن حوباب سواء كان هو يثرون عينه أو لا كان ابن رعوئيل وإن صفورة كانت بنت حوباب ولكن إذا ذكرنا أن موسى مرّ على تركه مصر وإتيانه إلى أرض مديان أكثر من أربعين سنة وكان هنا في سن ما فوق الثمانين رأينا من المناسب أن يطلب موسى دليلاً من هو من جيل صفورة لا جيل أبيها على أرجح الوجوه. وهل كان يثرون مع حوباب في زيارته لموسى على ما ذُكر في سفر الخروج (خروج ص ١٨) يوم كان الإسرائيليون نازلين عند حضيض طور سيناء وبقي معهم بعد ذهاب يثرون (خروج ١٨: ٢٧) وهل كان بنو إسرائيل قد شرعوا في الرحيل حين قال موسى لحوباب «إننا راحلون» (ع ٢٩) ومروا حينئذ بالأرض التي كان حوباب رئيس سكانها ذلك كله لم يبيّن ولا وسيلة إلى تبيينه.
إِنَّنَا رَاحِلُونَ إِلَى ٱلْمَكَانِ الخ هذا الكلام يدل على قوة إيمان موسى بمواعيد الله وحبه لأن يجعل قريبه شريكاً له ولقومه في بركات الرب وإحسانه إلى غير ذلك مما وعد شعبه المختار به. وفي دعوة موسى إيماء إلى بركات الكنيسة المسيحية في كل العصور فإنه في تلك الكنيسة يجب على كل عضو من أعضائها أن يدعو غيره إليها ويجعله شريكاً له في مواهب الإنجيل السماوية السارّة «وٱلرُّوحُ وَٱلْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: تَعَالَ. وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: تَعَالَ» (رؤيا ٢٢: ١٧).
٣٠ - ٣٢ «٣٠ فَقَالَ لَهُ: لاَ أَذْهَبُ، بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي أَمْضِي. ٣١ فَقَالَ: لاَ تَتْرُكْنَا، لأَنَّهُ بِمَا أَنَّكَ تَعْرِفُ مَنَازِلَنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ تَكُونُ لَنَا كَعُيُونٍ. ٣٢ وَإِنْ ذَهَبْتَ مَعَنَا فَبِنَفْسِ ٱلإِحْسَانِ ٱلَّذِي يُحْسِنُ ٱلرَّبُّ إِلَيْنَا نُحْسِنُ نَحْنُ إِلَيْكَ».
أيوب ٢٩: ١٥ قضاة ١: ١٦
فَقَالَ لَهُ: لاَ أَذْهَبُ لم يُذكر في هذه القصة ذهابه مع موسى ولا عدم ذهابه معه ومضيه إلى أرض عشيرته. والمرجّح أن موسى ألحّ عليه بعد ذلك وإن حوباب ذهب مع بني إسرائيل بدليل أن موسى لما أعاد الطلب لم يذكر أن حوباب أبى أيضاً (ع ٣١ و٣٢). على أن ما جاء في القضاة يكاد يكون من أقطع البراهين على ذلك. وهو قوله «وَبَنُو ٱلْقِينِيِّ حَمِي مُوسَى صَعِدُوا مِنْ مَدِينَةِ ٱلنَّخْلِ مَعَ بَنِي يَهُوذَا إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا ٱلَّتِي فِي جَنُوبِ عَرَادَ، وَذَهَبُوا وَسَكَنُوا مَعَ ٱلشَّعْبِ» (قضاة ١: ١٦ وانظر أيضاً قضاة ٤: ١١ و ١صموئيل ١٥: ٦ و٢ملوك ١٠: ١٥ وقابل بذلك ١أيام ١١: ٥٥).
تَعْرِفُ مَنَازِلَنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ (ع ٣١) يظهر من هذه العبارة وكثير من أشباهها أن موسى مع علمه أن الله أحسن إليه وإلى شعبه وإن إرشاده وإرشادهم من النعم السماوية لم يأبَ أن يتخذ الوسائل ويسعى جهده في أحكام العناية بشعبه باعتبار أنه قائد له. فدلّ بذلك على أنه يجب على الإنسان أن يكون عاملاً مع الله ويستخدم قواه التي وهبها له في تدبير أموره). نعم إن السحابة كانت تهديهم الطريق التي يجب أن يسيروا فيها والأماكن التي يجب أن ينزلوها ولكن ربما كان يعترضهم شيء من المصاعب في مسالك البرية فيخلصوا منها بمعرفة حوباب واختباره كل تلك المسائل.
٣٣ «فَٱرْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ ٱلرَّبِّ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَتَابُوتُ عَهْدِ ٱلرَّبِّ رَاحِلٌ أَمَامَهُمْ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ لِيَلْتَمِسَ لَهُمْ مَنْزِلاً».
خروج ٣: ١ تثنية ١: ٣٣ ويشوع ٣: ٣ و٤ و٦ ومزمور ١٣٢: ٨ وإرميا ٣١: ٢ وحزقيال ٢٠: ٦
مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ الظاهر إن المكان الذي نزلوه إما تبعيزة (أي اضطرام) أو قبروة هتأوة (أي قبور الشهوة). (انظر ص ١١: ٣ و٣٣: ١٦ وتفسير ص ١١: ٣٤).
وَتَابُوتُ عَهْدِ ٱلرَّبِّ رَاحِلٌ أَمَامَهُمْ تبين من الواقع في هذا الأصحاح أن القهاتيين كانوا يعتنون بتابوت عهد الرب (ص ٣: ٣٣) وكانوا يسيرون حاملين الأقداس بعد المحلة الثانية أو المحلة الجنوبية في وسط الجيش في الموضع الذي يكون فيه التابوت في السفر لا في مقدمة الجيش. واعتُرض على ذلك بأن السحابة كانت تظلل التابوت وهي التي كانت تقود بني إسرائيل فلزم من ذلك أن يكون التابوت في المقدمة لا في القلب. وأُجيب على ذلك بأن السحابة لم تكن محصورة حيث يكون التابوت بل كانت فوقه وممتدة عنه إلى كل أطراف الجيش مدة السفر فكانت تهدي الإسرائيليين وتقيهم من الحر معاً نهاراً (وترشدهم وتضيء لهم معاً ليلاً) (انظر ع ٣٤ وانطر ايضاً خروج ١٣: ٢١ ونحميا ٩: ١٢ ومزمور ١٠٥: ٣٩). ولكن نص الآية أنه «تابوت الرب راحل أمامهم» ويريد ذلك ما في (خروج ١٣: ٢١ وتثنية ١: ٣٣). واجتياز التابوت أمامهم بعبورهم نهر الأردن وذُكر في بعض الآيات أن الإسرائيليين كانوا يسيرون وراء التابوت. ورأى ابن عزرا إن السفر في هذه الأيام الثلاثة كان مخالفاً للسفر في غيرها بالنظر إلى موضع التابوت. وأحسن الأجوبة على ذلك أن التابوت لم يكن من الضرروة أن يلزم في المسير وضعاً واحداً.
٣٤ «وَكَانَتْ سَحَابَةُ ٱلرَّبِّ عَلَيْهِمْ نَهَاراً فِي ٱرْتِحَالِهِمْ مِنَ ٱلْمَحَلَّةِ».
خروج ١٣: ٢١ ونحميا ٩: ١٢ و١٩
كَانَتْ سَحَابَةُ ٱلرَّبِّ عَلَيْهِمْ نَهَارا لا على التابوت فقط (ولا مانع من أنها كانت عليهم ليلاً).
٣٥، ٣٦ «٣٥ وَعِنْدَ ٱرْتِحَالِ ٱلتَّابُوتِ كَانَ مُوسَى يَقُولُ: قُمْ يَا رَبُّ فَلْتَتَبَدَّدْ أَعْدَاؤُكَ وَيَهْرُبْ مُبْغِضُوكَ مِنْ أَمَامِكَ. ٣٦ وَعِنْدَ حُلُولِهِ كَانَ يَقُولُ: ٱرْجِعْ يَا رَبُّ إِلَى رَبَوَاتِ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ».
مزمور ٦٨: ١ و٢ و١٣٢: ٨
عِنْدَ ٱرْتِحَالِ ٱلتَّابُوتِ الخ يظهر من هاتين الآيتين أن بداءة سفَر الإسرائيليين ونهايته في كل مرحلة كانتا قرينتي الصلاة. وكان ذلك مثالاً للكنيسة في كل العصور. ومما يستحق الاعتبار هنا أن موسى كان يقوم بالصلاة لا هارون. ومعنى قوله «ارجع يا رب» الخ على قول بعض العلماء عد برحمتك ونعمك ووقايتك وحراستك لشعبك في الإقامة كما عوّدتهم ذلك. (قلت ولا يبعد أن في ذلك إشارة إلى إرجاع تابوت عهده إلى وسط الجماعة فهو علامة حضور الرب معهم وآية الأمن والسلام لهم). وقال الأسقف وُردِسورث «إن في هذا أنباء بالوقت المبارك وقت الراحة والسلام الذي فيه يقيم الله بكنيسته على الأرض بهبة الروح القدس وبقائه إلى الأبد مع شعبه في الراحة السماوية والفرح السماوي» (رؤيا ٧: ١٥ و٣١: ٣).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ


١ «وَكَانَ ٱلشَّعْبُ كَأَنَّهُمْ يَشْتَكُونَ شَرّاً فِي أُذُنَيِ ٱلرَّبِّ. وَسَمِعَ ٱلرَّبُّ فَحَمِيَ غَضَبُهُ، فَٱشْتَعَلَتْ فِيهِمْ نَارُ ٱلرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ فِي طَرَفِ ٱلْمَحَلَّةِ».
تثنية ٩: ٢٢ ومزمور ٧٨: ٢١ لاويين ١٠: ٢ وص ١٦: ٣٥ و٢ملوك ١: ١٢ ومزمور ١٠٦: ١٨
ًوَكَانَ ٱلشَّعْبُ كَأَنَّهُمْ يَشْتَكُونَ شَرّا أي يتذمرون كأنهم أُصيبوا بشرّ وفي الترجمة السبعينية «وتذمر الشعب تذمُر خطإ أمام الرب» وإلى هذا أشار الرسول بقوله «وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ ٱلْمُهْلِكُ» (١كورنثوس ١٠: ١٠).
وَأَحْرَقَتْ فِي طَرَفِ ٱلْمَحَلَّةِ رأى أكثر المفسرين وأجادوا أن نقمة الله بعد إعطاء الشريعة كانت أشد منها قبل إعطائها وربما أوضح ذلك ما في (خروج ١٤: ١١ - ١٤ و١٥: ٢٤ و٢٥ و١٦: ٢ - ٨ و١٧: ٣ - ٧). ومن هذا برهن كاتب الرسالة إلى العبرانيين الجزاء على كل تعدٍ ومعصية بالنظر إلى الشريعة وتوصل بذلك إلى أن مسؤولية المسيحي إلى الشريعة وتوصل بذلك إلى أن مسؤولية المسيحي الذي يهمل الخلاص أعظم بالنظر إلى سموّ المخلّص ووفرة رحمته وإحسانه (انظر عبرانيين ٢: ٢ و٣ وقابل بهذا عبرانيين ١٠: ٢٨ و٢٩ و١٢: ٢٥).
٢ «فَصَرَخَ ٱلشَّعْبُ إِلَى مُوسَى، فَصَلَّى مُوسَى إِلَى ٱلرَّبِّ فَخَمَدَتِ ٱلنَّارُ».
يعقوب ٥: ١٦
فَخَمَدَتِ ٱلنَّارُ لم يذكر الأمد الذي بلغته النار ولا القدر الذي أحرقته فاقتصر على أنها اتقدت في طرف المحلة وإنها خمدت بصلاة موسى. والمرجّح أنها أحرقت بعض الإسرائيليين لا بعض خيمهم فقط. وظن بعضهم أن المقصود بهذه النار ريح السموم أو ريح الجنوب المحرقة التي تهب أحياناً في صحاري المشرق وتؤذي ما تمر به (والظاهر أنها النار الحقيقية).
٣ «فَدُعِيَ ٱسْمُ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعِ «تَبْعِيرَةَ» لأَنَّ نَارَ ٱلرَّبِّ ٱشْتَعَلَتْ فِيهِمْ».
تثنية ٩: ٢٢
تَبْعِيرَةَ اتقاد أو احتراق أو إحراق.
٤ «وَٱللَّفِيفُ ٱلَّذِي فِي وَسَطِهِمِ ٱشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْضاً وَبَكَوْا وَقَالُوا: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً؟».
خروج ١٢: ٣٨ مزمور ٧٨: ١٨ و١٠٦: ١٤ و١كورنثوس ١٠: ٦
وَٱللَّفِيفُ أي الإخلاط من قوم شتى وهؤلاء كانوا كثيرين ثم صاروا عبيداً أو خدماً لبني إسرائيل كالجبعونيين (تثنية ٢٩: ١١). ورجّح بعضهم أنهم أولاد العبرانيين من النساء المصريات ولعل كثيرين منهم كذلك وأكثرهم أو كلهم اشتاقوا إلى سمك مصر وبقولها وحملوا سائر الجماعة على التذمر من عيش البرية والبكاء على اللحم. وذكر التذمر لمثل هذا في سفر الخروج ولم يُذكر البكاء (انظر خروج ١٦: ٣).
مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً لفظة اللحم هنا تُطلق على لحم السمك ولعلها في الأصل العبراني وُضعت للحم السمك أولاً ثم أُطلقت. واستُعملت للحم السمك في سفر اللاويين (انظر لاويين ١١: ١١) وتدل الآية الثانية والعشرون على أن موسى فهم منها ذلك.
٥ «قَدْ تَذَكَّرْنَا ٱلسَّمَكَ ٱلَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّاناً وَٱلْقِثَّاءَ وَٱلْبَطِّيخَ وَٱلْكُرَّاثَ وَٱلْبَصَلَ وَٱلثُّومَ».
خروج ١٦: ٣
قَدْ تَذَكَّرْنَا ٱلسَّمَكَ أجمع الذين سافروا إلى مصر على وفرة السمك في النيل وترعه وحياضه.
َ ٱلْقِثَّاءَ أنواع القثاء المصرية كبيرة الحجوم لذيذة الطعم ويطلق القثاء على الخيار وما يُعرف عند بعض العامة بالمقتي.
وَٱلْبَطِّيخَ على أنواعه وهو من أحسن معدلات الحرارة الباطنة في البلاد الحارة (انظر الأرض والكتاب صفحة ٥٠٨).
ٱلْكُرَّاثَ (وهو في العبرانية «الحصير» ومثله في العربية الخضير وهو ذو الخضرة والبقلة الخضراء والظاهر أنه غلب بالأبِّ على الكراث). وترجم في غير هذا الموضع بالأبِّ أو بالعشب الذي ترعاه البهائم (انظر مزمور ١٠٤: ١٤). وظنه بعضهم نوعاً من القرط (وهو عندنا نوع من الكرّاث خاص بمصر على قول بعضهم يؤكل الرخص منه ويعتقدون أنه من مقويات المعدة (وذكره مع البصل يرجح هذا المعنى).
ٱلْبَصَلَ قيل أن بصل مصر أحلى من سائر البصل وإنه هو أدام الفقراء هنالك.
ٱلثُّومَ كانوا يكثرون من أكله في مصر ولم يزل كثيرون من العرب والمصريين يأكلونه اليوم.
ثم إنه لم يذكر الكتاب أنهم كانوا يأكلون مجاناً سوى السمك. والمرجّح أن البقول والخضرة على أنواعها كانوا يزرعونها في حقولهم ويأكلونها.
٦ «وَٱلآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هٰذَا ٱلْمَنِّ!».
ص ٢١: ٥
يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا أي ضمرت جسومنا من الحاجة إلى الأطعمة الطيبة.
لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هٰذَا ٱلْمَنِّ أي إذا التفتنا إلى الأطعمة لا نرى سوى المن.
٧ «وَأَمَّا ٱلْمَنُّ فَكَانَ كَبِزْرِ ٱلْكُزْبَرَةِ وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ ٱلْمُقْلِ».
خروج ١٦: ١٤ و٣١ تكوين ٢: ١٢
وَأَمَّا ٱلْمَنُّ فَكَانَ الخ وصف المن هنا حساً (قابل بهذا خروج ١٦: ١٤ و٣١) والمنّ في قاموس التوراة لسمث) والمرجّح أن الغاية من وصفه أن يبين بحسنه ونفاسته قبح خطية الإسرائيليين وزيادة فظاعتها باستخفافهم بإحسان الله إليهم وإطعامهم خبز السماء الحلو بعد طعام العبودية في مصر. وكان هذا الخبز السماوي رمزاً إلى خبز الحياة النازل من السماء ابن الله الإنسان يسوع المسيح مخلص العالم.
٨ «كَانَ ٱلشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَلْتَقِطُوهُ ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِٱلرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي ٱلْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي ٱلْقُدُورِ وَيَعْمَلُونَهُ مَلاَّتٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ».
خروج ١٦: ٣١
قَطَائِفَ بِزَيْتٍ وهذا معروف مألوف عندنا. وقال بعض العلماء إن طعمه كطعم الرقاق بالعسل. قال وكان القدماء يأكلون الكعك بالزيت والعسل.
٩ «وَمَتَى نَزَلَ ٱلنَّدَى عَلَى ٱلْمَحَلَّةِ لَيْلاً كَانَ يَنْزِلُ ٱلْمَنُّ مَعَهُ».
خروج ١٦: ١٣ و١٤
نَزَلَ ٱلنَّدَى (كانوا يظنون إن الندى ينزل على الأعشاب والأماكن الباردة من الأرض كما ينزل المطر والمعروف اليوم أنه يجتمع على المواضع الباردة من رطوبة الهواء على أنه يجوز التعبير عن ذلك النزول لأنه من الهواء والهواء فوق الأرض).
١٠ «فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى ٱلشَّعْبَ يَبْكُونَ بِعَشَائِرِهِمْ، كُلَّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ، وَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ جِدّاً، سَاءَ ذٰلِكَ فِي عَيْنَيْ مُوسَى».
مزمور ٧٨: ٢١
سَاءَ ذٰلِكَ فِي عَيْنَيْ مُوسَى أي رآه قبيحاً جداً فإنه ساءه تذمر الشعب الذي هو مسؤول به لأنه قائده ووسيطه فكان الأمر ثقيلاً عليه إلى الغاية.
١١ «فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ، وَلِمَاذَا لَمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْلَ جَمِيعِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ عَلَيَّ؟».
تثنية ١: ١٢
لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ أي لماذا ضربتني بهذا الشر وأنا عبدك المطيع.
١٢ «أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِجَمِيعِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ، أَوْ لَعَلِّي وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي ٱحْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ ٱلْمُرَبِّي ٱلرَّضِيعَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي حَلَفْتَ لآبَائِهِ؟».
إشعياء ٤٠: ١١ إشعياء ٤٩: ٢٣ و١تسالونيكي ٢: ٧ تكوين ٢٦: ٣ و٥٠: ٢٤ وخروج ١٣: ٥
أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِجَمِيعِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ الخ أي ما حبلت بهذا الشعب وما ولدته حتى أحمل أثقاله كما يحمل الوالد أثقال المولود الرضيع.
١٣ «مِنْ أَيْنَ لِي لَحْمٌ حَتَّى أُعْطِيَ جَمِيعَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ. لأَنَّهُمْ يَبْكُونَ عَلَيَّ قَائِلِينَ: أَعْطِنَا لَحْماً لِنَأْكُلَ».
متّى ١٥: ٣٣ ومرقس ٨: ٤
مِنْ أَيْنَ لِي لَحْمٌ لا ريب في أن موسى خطّأ الشعب على تذمرهم وشعر بأنهم أخطأوا لكنه استثقل العناية بهم ويئس من أن يرضيهم ورأى إن ميلهم إلى اللحم من الأمور المعقولة.
١٤ «لاَ أَقْدِرُ أَنَا وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَ جَمِيعَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيَّ».
خروج ١٨: ١٨
لاَ أَقْدِرُ أَنَا وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَ جَمِيعَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ كان لموسى معينون من كبراء الشعب كما فعل بمقتضى مشورة يثرون ولكنهم كانوا يساعدونه بأن يقضوا بالأمور الصغيرة لا بمثل هذه المسئلة العظيمة (خروج ١٨: ٢٥ و٢٦).
١٥ «فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ بِي هٰكَذَا، فَٱقْتُلْنِي قَتْلاً إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَلاَ أَرَى بَلِيَّتِي».
١ملوك ١٩: ٤ ويونان ٤: ٣ صفنيا ٣: ١٥
ٱقْتُلْنِي (هذا يدل على أن موسى صار إلى جهد البلاء وهو الحال التي يفضّل فيها الموت على الحياة).
بَلِيَّتِي أي محنتي وهي هنا جهد البلاء.
١٦ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱجْمَعْ إِلَيَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ شُيُوخُ ٱلشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ، وَأَقْبِلْ بِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ فَيَقِفُوا هُنَاكَ مَعَكَ».
خروج ٢٤: ١ و٩ تثنية ١٦: ١٨
سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ ذُكر شيوخ الشعب في (خروج ٣: ١٦) وأكثر ما ذُكروا في سفر العدد. والسبعون عدد مقدس ضلعاه وهما ١٠ و٧ عددان مقدسان فالعشرة عدد وصايا الله والسبعة عدد كامل فهو يشير إلى الكمال. ولعل بعض هؤلاء السبعين كانوا من القضاة المعينين سابقاً بمقتضى مشورة يثرون.
١٧ «فَأَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ ٱلشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ».
تكوين ١١: ٥ و١٨: ٢١ وخروج ١٩: ٢٠ وع ٢٥ و١صموئيل ١٠: ٦ و٢ملوك ٢: ١٥ ونحميا ٩: ٢٠ وإشعياء ٤٤: ٣ ويوئيل ٢: ٢٨
فَأَنْزِلَ أي تنزل السحابة التي هي آية حضوري (ع ٢٥) فنزولها دليل على نزوله أي حضوره بنوع خاص حيث نزلت (قابل بهذا خروج ٣٣: ٩ وعدد ١٢: ٥ وتثنية ٣١: ١٥).
وَآخُذَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي عَلَيْكَ ليس المعنى بذلك أن ينقص الروح الذي على موسى بأخذه جزءاً منه بل المعنى أن الله يضع على السبعين جزءاً من مثل ذلك الروح. (والمقصود بالروح هنا المواهب وسُمّيت بالروح مجازاً لأن الروح القدس يهبها. فكأنه قال وآخذ من مواهب الروح القدس التي مثل مواهبك جزءاً للشيوخ السبعين). وأوضح ذلك بعضهم وأجاد بقوله أخذ ذلك الجزء من موسى ووضعه على الشيوخ لم ينقص الروح الذي على موسى كما لم ينقص إضاءة أحد سرج المنارة الذهبية ضوء السراج الذي أُضيء منه.
١٨ «وَلِلشَّعْبِ تَقُولُ: تَقَدَّسُوا لِلْغَدِ فَتَأْكُلُوا لَحْماً. لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَيِ ٱلرَّبِّ قَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً؟ إِنَّهُ كَانَ لَنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ! فَيُعْطِيكُمُ ٱلرَّبُّ لَحْماً فَتَأْكُلُونَ».
خروج ١٩: ١٠ خروج ١٦: ٧ ع ٥ وأعمال ٧: ٣٩
تَقَدَّسُوا لِلْغَدِ (قابل بهذا خروج ١٩: ١٠) كُلف الإسرائيليون بأن يتقدسوا لظهور الحضرة الإلهية مع أن طلبتهم كانت خطية وكانوا يستحقون العقاب عليها وما ذلك إلا من وفور نعمة الله ورحمته ولكنه صحب الرحمة بالانتقام تأديباً فأعطاهم سؤلهم ولكنه أرسل هزالاً إلى أنفسهم (مزمور ١٠٦: ١٥).
١٩ «تَأْكُلُونَ لاَ يَوْماً وَاحِداً وَلاَ يَوْمَيْنِ وَلاَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَلاَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ وَلاَ عِشْرِينَ يَوْماً».
تَأْكُلُونَ لاَ يَوْماً وَاحِداً هذا يدل على أن السلوى التي أُرسلت إليهم في السنة السابقة غطت المحلة يوماً واحداً فقط (خروج ١٦: ١٣).
٢٠ «بَلْ شَهْراً مِنَ ٱلزَّمَانِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَنَاخِرِكُمْ، وَيَصِيرَ لَكُمْ كَرَاهَةً، لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ ٱلرَّبَّ ٱلَّذِي فِي وَسَطِكُمْ وَبَكَيْتُمْ أَمَامَهُ قَائِلِينَ: لِمَاذَا خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ؟».
مزمور ٧٨: ٢٩ و١٠٦: ١٥ ص ٢١: ٥
حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَنَاخِرِكُمْ، وَيَصِيرَ لَكُمْ كَرَاهَةً هذا مبالغة في كثرة شبعهم واكتفائهم والزيادة على ما يحتاجون إليه من اللحم.
٢١ «فَقَالَ مُوسَى: سِتُّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي أَنَا فِي وَسَطِهِ، وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: أُعْطِيهِمْ لَحْماً لِيَأْكُلُوا شَهْراً مِنَ ٱلزَّمَانِ».
تكوين ١٢: ٢ وخروج ١٢: ٣٧ و٣٨: ٢٦ وص ١: ٤٦
سِتُّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ ذُكر في غير موضع أن العدد ٦٠٣٥٥٠ فاكتفى هنا بصحيح مئات الألوف وترك الكسر كعادة كتّاب الكتاب المقدس وغيرها عند إرادة الاختصار والتقريب.
٢٢ «أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ، أَمْ يُجْمَعُ لَهُمْ كُلُّ سَمَكِ ٱلْبَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟»
٢ملوك ٧: ٢ ومتى ١٥: ٣٣ ومرقس ٨: ٤ ويوحنا ٦: ٧ و٩
أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لم يرد بذلك الغنم والبقر التي كانت معهم إذ لم يُدخل أداة التعريف فيقول أيذبح لهم الغنم والبقر فالمقصود أنه لا وصول إلى ما يكفيهم من ذلك.
٢٣ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: هَلْ تَقْصُرُ يَدُ ٱلرَّبِّ؟ ٱلآنَ تَرَى أَيُوافِيكَ كَلاَمِي أَمْ لاَ».
إشعياء ٥٠: ٢ و٥٩: ١ ص ٢٣: ١٩ وحزقيال ١٢: ٢٥ و٢٤: ١٤
هَلْ تَقْصُرُ يَدُ ٱلرَّبِّ أي إن الرب لا يعجز عن أن يشبعهم لحماً وإن كان ذلك مما يعجز عنه مقتدرو البشر.
٢٤ «فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلَّمَ ٱلشَّعْبَ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ ٱلشَّعْبِ وَأَوْقَفَهُمْ حَوَالَيِ ٱلْخَيْمَةِ».
ع ١٦
فَخَرَجَ مُوسَى من خيمة الاجتماع حيث كان الله يكلمه.
حَوَالَيِ ٱلْخَيْمَةِ هذا لا يقتضي بالضرورة إنهم كانوا محيطين بالخيمة إحاطة المحيط بالدائرة بل كانوا محيطين بجانب منها.
٢٥ «فَنَزَلَ ٱلرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى ٱلسَّبْعِينَ رَجُلاً ٱلشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا».
ع ١٧ وص ١٢: ٥ و٢ملوك ٢: ١٥ و١صموئيل ١٠: ٥ و٦ و١٠ و١٩: ٢٠ و٢٣ ويوئيل ٢: ٢٨ وأعمال ٢: ١٧ و١٨ و١كورنثوس ١٤: ١ الخ
فِي سَحَابَةٍ في العبرانية «في السحابة».
مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ أي جزءاً من مثل مواهبه الروحية.
وَجَعَلَ أي وضع.
حَلَّتْ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ أي حلّت عليهم مواهب الروح القدس أو حل عليهم الروح بمواهبه.
تَنَبَّأُوا، وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا أي لم يأتوا غير التنبوء أو لم يزيدوا التنبوء أو عليه. وقُرئ لم يزالوا أي ما فتئوا يتنبأون فلم يكن تنبؤهم إلى حين (وقرى أيضاً لم يجتمعوا أي لم يجتمعوا للنظر في أمر الشعب) وما في المتن هو القراءة الصحيحة (قابل بهذا تكوين ٨: ١٢ وخروج ١١: ٦ و٢صموئيل ٢: ٢٨). وليس المقصود بالتنبوء الإنباء بالحوادث المستقبلة بالضرورة فقد أُطلق على التسبيح لله إما بالكلام وإما بأدوات الألحان (قابل بهذا ١صموئيل ١٠: ٦ و١ملوك ١٨: ٢٩ و١أيام ٢٥: ١ - ٣ وإرميا ٢٩: ٢٦).
٢٦ - ٢٩ «٢٦ وَبَقِيَ رَجُلاَنِ فِي ٱلْمَحَلَّةِ ٱسْمُ ٱلْوَاحِدِ أَلْدَادُ وَٱسْمُ ٱلآخَرِ مِيدَادُ، فَحَلَّ عَلَيْهِمَا ٱلرُّوحُ. وَكَانَا مِنَ ٱلْمَكْتُوبِينَ، لٰكِنَّهُمَا لَمْ يَخْرُجَا إِلَى ٱلْخَيْمَةِ. فَتَنَبَّئَا فِي ٱلْمَحَلَّةِ. ٢٧ فَرَكَضَ غُلاَمٌ وَأَخْبَرَ مُوسَى وَقَالَ: أَلْدَادُ وَمِيدَادُ يَتَنَبَّئَانِ فِي ٱلْمَحَلَّةِ. ٢٨ فَقَالَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ خَادِمُ مُوسَى (مِنْ حَدَاثَتِهِ): يَا سَيِّدِي مُوسَى، ٱرْدَعْهُمَا! ٢٩ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ ٱلرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ ٱلرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ!».
١صموئيل ٢٠: ٢٦ وإرميا ٣٦: ٥ مرقس ٩: ٣٨ ولوقا ٩: ٤٩ ويوحنا ٣: ٢٦ و١كورنثوس ١٤: ٥
هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي (ع ٢٩) أي هل كرهت ذلك إكراماً لي (قابل بهذا ص ٢٥: ١٣ و١ملوك ١٩: ١٠ و١٤).
٣٠ «ثُمَّ ٱنْحَازَ مُوسَى إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ».
ٱنْحَازَ مُوسَى إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ أي مال إليها.
٣١ «فَخَرَجَتْ رِيحٌ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ وَسَاقَتْ سَلْوَى مِنَ ٱلْبَحْرِ وَأَلْقَتْهَا عَلَى ٱلْمَحَلَّةِ، نَحْوَ مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَا وَمَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَاكَ، حَوَالَيِ ٱلْمَحَلَّةِ، وَنَحْوَ ذِرَاعَيْنِ فَوْقَ وَجْهِ ٱلأَرْضِ».
خروج ١٦: ١٣ ومزمور ٧٨: ٢٦ و٢٧ و٢٨ و١٠٥: ٤٠
فَخَرَجَتْ رِيحٌ جاء في سفر المزامير «أَهَاجَ رِيحاً شَرْقِيَّةً فِي ٱلسَّمَاءِ وَسَاقَ بِقُوَّتِهِ جَنُوبِيَّةً» (مزمور ٧٨: ٢٧). كانت الريح الجنوبية الشرقية تسوق السلوى إلى الإسرائيليين من جوار البحر الأحمر لأنها تكثر هنالك.
وَأَلْقَتْهَا أي نشرتها وفرّقتها وهي تطرحها على الأرض (قابل بهذا ١صموئيل ٣٠: ١٦).
حَوَالَيِ ٱلْمَحَلَّةِ أي على جوانبها.
نَحْوَ ذِرَاعَيْنِ فَوْقَ وَجْهِ ٱلأَرْضِ كون بعض السلوى على بعض على هذا الارتفاع زماناً طويلاً يمنع ما تحت العليا من الحياة فتكون حياتها بمعجزة وإلا فهي تموت ولا يجوز للإسرائيليين أكل الميتة فالقرينة العقلية تدل على أن الإسرائيليين كانوا يذبحون السلوى عندما تقع حتى صار ارتفاع المذبوح منها كذلك. وإذا كان الأمر كذا فلا ضرورة إلى المعجزة.
٣٢ «فَقَامَ ٱلشَّعْبُ كُلَّ ذٰلِكَ ٱلنَّهَارِ وَكُلَّ ٱللَّيْلِ وَكُلَّ يَوْمِ ٱلْغَدِ وَجَمَعُوا ٱلسَّلْوَى. (ٱلَّذِي قَلَّلَ جَمَعَ عَشَرَةَ حَوَامِرَ). وَسَطَّحُوهَا لَهُمْ مَسَاطِحَ حَوَالَيِ ٱلْمَحَلَّةِ».
خروج ١٦: ٣٦ وحزقيال ٤٥: ١١
عَشَرَةَ حَوَامِرَ الحومر عشر إيفات أو مئة عُمر (أو نحو وزن ما يسع ١٢ كيلة سلطانية) وهو على قول الربانيين بين ٤٠ أقّة و٦٨ أقّة وعلى قول يوسيفوس ضعفا ذلك (والذي في مرشد الطالبين الحومر بعدل ٢٢٧ آقّة و٢٠٠ درهم).
٣٣ «وَإِذْ كَانَ ٱللَّحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ، حَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلشَّعْبِ، وَضَرَبَ ٱلرَّبُّ ٱلشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدّاً».
مزمور ٧٨: ٣٠ و٣١
ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدّاً كثيراً ما يراد بالضربة الوبأ أو الأمراض المتفشية. وهذا هو المقصود هنا.
٣٤ «فَدُعِيَ ٱسْمُ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعِ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَهَوْا» .
تثنية ٩: ٢٢
قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ أي قبور الشهوة. وكانت قبروت هتأوة على ما في (عدد ٣٣: ١٦) أول منزلة بعد انطلاق الشعب من سيناء مع انه ذُكر أنهم نزلوا في تبعيرة (ع ٣) فلعل الاسمين اسم مكان واحد أو تبعيرة اسم جزء من قبروت هتأوة.
٣٥ «وَمِنْ قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ ٱرْتَحَلَ ٱلشَّعْبُ إِلَى حَضَيْرُوتَ، فَكَانُوا فِي حَضَيْرُوتَ».
ص ٣٣: ١٧
حَضَيْرُوتَ (انظر ص ٣٣: ١٧ و١٨).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ


١ «وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْكُوشِيَّةِ ٱلَّتِي ٱتَّخَذَهَا (لأَنَّهُ كَانَ قَدِ ٱتَّخَذَ ٱمْرَأَةً كُوشِيَّةً)».
خروج ٢: ٢١
وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى الظاهر إن مريم كانت السباقة إلى ذلك اللوم واعترضت على سلطان موسى ولهذا قدُم اسمها على اسم هارون. ومعنى التكلم على موسى هنا الحكم عليه بالضلال فضُربت دون هارون (ع ١٠) مع أن هارون كان قد سبك العجل إجابة لطلب الشعب.
بِسَبَبِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْكُوشِيَّةِ ٱلَّتِي ٱتَّخَذَهَا ظن بعضهم أن المقصود بهذه المرأة الكوشية صفورة بنت رعوئيل لأن آلها حُسبوا من القسم الآسيوي الأثيوبي أو الكوشي (قابل بها حبقوق ٣: ٧). ففي نبوءة حبقوق ما نصه «رَأَيْتُ خِيَامَ كُوشَانَ (أي كوش) تَحْتَ بَلِيَّةٍ. رَجَفَتْ شُقَقُ أَرْضِ مِدْيَانَ» قرن بينهما لأن كوش من سكان مديان وإن هذه المرأة كانت الوسيلة لاتخاذ موسى حوباب وغيره من أهل صفورة أدلاء وعاملين معه. وهذا القول ضعيف لوجوه منها (١) إن قوله «التي اتخذها» يدل على أن موسى اقترن بها حديثاً لا على من تزوجها منذ أكثر من أربعين سنة.
(٢) إن اقتران موسى بصفورة منذ ما يزيد على أربعين سنة لا يتوقع أن يحمل مريم على أن تدين موسى عليها يومئذ.
(٣) إن التذمر كان على الكوشية نفسها لا على اقتران موسى بها. ومن المرجّح كل الترجيح أن صفورة كانت قد ماتت فتزوج موسى إحدى الكوشيات الأفريقيات اللاواتي جئن مع بني إسرائيل من مصر أو إحدى الكوشيات الساكنات في بلاد العرب وكان بعض الكوشيين يومئذ في جوار سيناء. وكان يوسف بن يعقوب قد تزوج كوشية. وهذه الزيجة لم تمنعها الشريعة التي حرّمت زيجة الكنعانيين (خروج ٢٤: ١٦).
٢ «فَقَالاَ: هَلْ كَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً؟ فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ».
خروج ١٥: ٢٠ وميخا ٦: ٤ تكوين ٢٩: ٣٣ وص ١١: ١ و٢ملوك ١٩: ٤ وإشعياء ٣٧: ٤ وحزقيال ٣٥: ١٢ و١٣
هَلْ كَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ في هذا إشارة إلى ما جاء في سفر الخروج من أن موسى قال للرب أنه أغلف الشفتين وقول الرب ما معناه إن هارون ينوب عنه في مخاطبة الشعب (خروج ٦: ١٠ - ١٦) وإلى كون مريم نبية (خروج ١٥: ٢٠). قال العلامة كلوين «لقد بلغ فساد الطبيعة البشرية حداً بعيداً فإن مريم وهارون لم يكتفيا بأن استهانا بمواهب الله لأخيهما الذي احتقراه بل عظما مواهب أنفسهما ومجداها ليحجبا منحه التي أحسن الله بها إليه».
٣ «وَأَمَّا ٱلرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ».
وَأَمَّا ٱلرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً اتخذ بعضهم هذه العبارة دليلاً على أن موسى ليس بكاتب سفر العدد خصوصاً والأسفار الخمسة عموماً. ورُدّ عليه بما يأتي. إن هذه العبارة سواء كان كاتبها موسى أم لم يكن كاتبها هو وأدخلها غيره هنا ليست بدليل على أن موسى لم يكتب الأسفار الخمسة أو سفر العدد فيمكن أن كاتب الآية العاشرة من الأصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية قد كتبها هنا. على أنه لا حاجة إلى هذا الفرض. فإن تلك الكلمات تعرب عن التواضع الذي لا يتوقّع إلا من متكلم على نفسه فإنه قال «أما الرجل موسى» ولم يقل وأما النبي موسى ولا كليم الله موسى ولا موسى النبي العظيم صانع المعجزات في مصر وغالب فرعون وجنوده إلى غير ذلك من الصفات الصادقة على منقذ إسرائيل. وقوله إنه «كان حليماً» لا يعتبر بعد تلك المقدمة إلا أنه بيان الواقع الذي يقتضيه التاريخ الصحيح فهو مقول لغير الافتخار وليس فيه من غاية شخصية وهو ضروري لفهم التاريخ أو النبإ المذكور هنا. والخلاصة أنه خال من كل ما يُعترض به على إخلاص الكاتب أو على كون موسى هو الكاتب. بل العبارة مفيدة لنا ليقتدي قوّادنا بمثل هذا النبي الكريم بالتواضع والحلم. فإن موسى كبولس كان يبذل نفسه من أجل الذين أفرغ المجهود في هدايتهم (قابل ما هنا بما في ٢كورنثوس ١١: ٥). وعلى أن الأصل العبراني المترجم بحليم هنا يفيد مع الحلم التواضع فيصح بأن يترجم بوضيع ولكن لا ضرورة لذلك.
٤، ٥ «٤ فَقَالَ ٱلرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَارُونَ وَمَرْيَمَ: ٱخْرُجُوا أَنْتُمُ ٱلثَّلاَثَةُ إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. فَخَرَجُوا هُمُ ٱلثَّلاَثَةُ. ٥ فَنَزَلَ ٱلرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ ٱلْخَيْمَةِ، وَدَعَا هَارُونَ وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا».
مزمور ٧٦: ٩ ص ١١: ٢٥ و١٦: ١٩
ٱخْرُجُوا أَنْتُمُ ٱلثَّلاَثَةُ هذا لا يستلزم إن مريم كانت في خيمة الاجتماع لأن الأمر بالخروج من المحلة لا من الخيمة (قابل بهذا ص ١١: ٢٩ و٣٠) وأن يأتوا إلى مدخل الخيمة أو بالحري إلى الدار ثم خرج هارون ومريم كما يظهر من الآية الخامسة. ويجب أن يُذكر هنا أنه لم يكن يومئذ سوى دار واحدة لخيمة الاجتماع.
٦ «فَقَالَ: ٱسْمَعَا كَلاَمِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ، فَبِٱلرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ. فِي ٱلْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ».
تكوين ١٥: ١ و٤٦: ٢ وأيوب ٣٣: ١٥ وحزقيال ١: ١ ودانيال ٨: ٢ و١٠: ٨ و١٦ و١٧ ولوقا ١: ١١ و٢٢ وأعمال ١٠: ١١ و١٧ و٢٢: ١٧ و١٨ تكوين ٣١: ١٠ و١١ و١ملوك ٣: ٥ ومتّى ١: ٢٠
إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ الخ أي إن الله ميّز موسى بأن كان يخاطبه وجهاً لوجه ويخاطب غيره بالرؤى والأحلام.
٧ «وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هٰكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي».
مزمور ١٠٥: ٢٦ عبرانيين ٣: ٢ و٥ ١تيموثاوس ٣: ١٥
أَمَّا عَبْدِي مُوسَى أي خادمي ومطيع أمري.
أَمِينٌ يأتمر بكل أوامري وينتهي عن كل مناهي ولا يخونني بشيء. وقد أشار كاتب الرسالة إلى العبرانيين إلى هذا بقوله «مُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ» (عبرانيين ٣: ٥) أي إن موسى كان خادماً أميناً في بيت الله الذي هو شعب إسرائيل. ذكر ذلك ليقابل بين موسى والمسيح فكانت نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الخادم إلى الابن الذي له البيت.
٨ «فَماً إِلَى فَمٍ وَعَيَاناً أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِٱلأَلْغَازِ. وَشِبْهَ ٱلرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟».
خروج ٣٣: ١١ وتثنية ٣٤: ١٠ و١كورنثوس ١٣: ١٢ خروج ٣٣: ١٩ و٢بطرس ٢: ١٠ ويهوذا ٨
فَماً إِلَى فَمٍ أي مشافهة أو متشافهين.
عَيَاناً أي يراني وأنا أكلمه أو أكلمه ظاهراً لعينيه بواسطة الملائكة أو الآيات الدالة على حضوري معه (فليس المعنى أنه كان يرى اللاهوت لأن الله لم يره أحد قط (يوحنا ١: ١٨) فإن الله كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة (عبرانيين ١: ١). ومن تلك الآيات ظهور النار في العليقة (خروج ٣: ٣).
لاَ بِٱلأَلْغَازِ أي لا بالكلام المشتبه وهو ما يشار به إلى المقصود إشارة خفيّة.
شِبْهَ ٱلرَّبِّ يُعَايِنُ (كالنور والنار فإن الله يُشبه بهما في الهداية والإرشاد وشدة الانتقام والمهابة إلى غير ذلك من الآيات الدالة على صفاته. وقال أحد المفسرين) أي مثال الرب «يهوه» (كما في خروج ٢٠: ٤ وتثنية ٤: ١٥ و١٦ و٢٣ و٢٥ و٥: ٨ ومزمور ١٧: ١٥) والظاهر من قول أليفاز إن ذلك شبه خاص يدل على روح الرب فإنه قال «فَمَرَّتْ رُوحٌ عَلَى وَجْهِي. ٱقْشَعَرَّ شَعْرُ جَسَدِي. وَقَفَتْ وَلٰكِنِّي لَمْ أَعْرِفْ مَنْظَرَهَا. شِبْهٌ قُدَّامَ عَيْنَيَّ» (أيوب ٤: ١٥ و١٦) أي أو مثال أو صورة (قابل بهذا خروج ٣٣: ٢٠ - ٢٣).
٩، ١٠ «٩ فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى. ١٠ فَلَمَّا ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَنِ ٱلْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَٱلثَّلْجِ. فَٱلْتَفَتَ هَارُونُ إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ».
تثنية ٢٤: ٩ و٢ملوك ٥: ٢٧ و١٥: ٥ و٢أيام ٢٦: ١٩ و٢٠
ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ كان هذا الارتفاع إمارة على غضب الرب. والكلمة الدالة على هذا الارتفاع في العبرانية غير الكلمة الدالة على الارتفاع الذي كان علامة نقل الخيمة والارتحال كما في (ص ١١: ١٧).
بَرْصَاءُ كَٱلثَّلْجِ (انظر خروج ٤: ٦ و٢ملوك ٥: ٢٧) إن البرص في أحواله العادية إذا غطى الجسم كله وصارت البشرة كلها بيضاء حُكم بأن المصاب به طاهر ولكن بعض البرص كان ضربة يد الله على سبيل المعجزة كبرص مريم هنا وبرص جيحزي.
فَٱلْتَفَتَ هَارُونُ إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ لعل هارون أخذ يفعل بمقتضى شريعة البرص أول مرة هنا. وقد بُيّنت تلك الشريعة بالتفصيل في سفر اللاويين (لاويين ص ١٣ و١٤ فانظرهما وانظر التفسير).
١١ «فَقَالَ هَارُونُ لِمُوسَى: أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا».
٢صموئيل ١٩: ١٩ و٢٤: ١ وأمثال ٣٠: ٣٢
أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي اتضع هارون هنا وخاطب أخاه كأنه يخاطب من هو أعظم منه. كان معنفاً فصار خاضعاً متوسلاً. واللفظة العبرانية المترجمة بسيد هنا «أدُني» أو «أدوناي» ويخاطب بها الإنسان من هو أعلى منه (تكوين ٤٠: ٢٠ و١ملوك ٣: ١٧).
لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا ٱلْخَطِيَّةَ يريد لا تجعل علينا عقاب الخطية والقرينة على ذلك أن هارون اعترف بأنه خطئ هو ومريم حمقاً كما يظهر من سائر الآية (ومثل هذه العبارة في معناها كثير في العبرانية والعربية. ويُعرف هذا في العربية بالمجاز المرسل وعلاقته هنا السببية فذُكرت الخطية بدل العقاب وأُريد بها العقاب لأن الخطية سبب له حتى أنه ترجم بعضهم الخطية بالقصاص لوقوعها في مثل هذا الموضع ومن ذلك «القصاص» في (زكريا ١٤: ١٩) فإنه في الأصل العبراني الخطية).
١٢ «فَلاَ تَكُنْ كَٱلْمَيِّتِ ٱلَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ».
مزمور ٨٨: ٤
فَلاَ تَكُنْ كَٱلْمَيِّتِ وجه الشبه بين الأبرص والميت أمران (١) كونه ممنوعاً من مخالطة إخوته. (٢) كون من يمسه يتنجس كمن يمس الميت. «فالبرص (كما قال الاسقف ترنش) مثال مخيف للموت». ومن عواقب البرص إن الأعضاء تموت على التوالي.
١٣ «فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى ٱلرَّبِّ: ٱللّٰهُمَّ ٱشْفِهَا».
ٱللّٰهُمَّ ٱشْفِهَا طلب موسى الشفاء لأخته حالاً يدل على أنه لم يكن راغباً في الانتقام وإنه لم يحقد عليها فإن الله عاقبها دون أن يطلب موسى الانتقام وذلك أقوى دليل على صحة قوله «وَأَمَّا ٱلرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ» (ع ٣).
١٤ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: وَلَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا، أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ تُرْجَعُ».
عبرانيين ١٢: ٩ لاويين ١٣: ٤٦ وص ٥: ٢ و٣
لَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا أي على وجهها أو في حضرتها فإن البصق في حضرة الإنسان كان يُعد دليلاً على الغضب والبصق في الوجه دليلاً على أشد الغضب ولا يزال كذلك في المشرق (قابل بهذا تثنية ٢٥: ٩ وأيوب ٣٠: ١٠ وإشعياء ١: ٦ ومتّى ٢٦: ٦٧).
سَبْعَةَ أَيَّامٍ كان هذا مقدار الوقت الذي يحجز فيه المظنون أنه مصاب بالبرص (لاويين ١٣: ٤ و٢١ الخ) ومقدار الوقت الذي يكون فيه خارج خيمته بعد أن يطهر ويغتسل وقبل أن يقدم الذبيحة (لاويين ١٤: ٨ و١٠). والخلاصة أنه أوجب عليها القيام بشريعة البرص كسائر أفراد الشعب.
١٥ «فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَرْتَحِلِ ٱلشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ».
تثنية ٢٤: ٩ و٢أيام ٢٦: ٢٠ و٢١
وَلَمْ يَرْتَحِلِ ٱلشَّعْبُ قد ذُكرت شريعة تطهير الأبرص بالتفصيل في (لاويين ١٤ فارجع إليه وإلى التفسير).
١٦ «وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱرْتَحَلَ ٱلشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ».
ص ١١: ٣٥ و٣٣: ١٨
بَرِّيَّةِ فَارَانَ (انظر تفسير ص ١٠: ١٢ ويظهر من ص ٣: ٢٦) إن المكان الذي نزلوه في تلك البرية قادش وإنها هي رثمة عينها على قول بعضهم (ص ٣٣: ١٨) والمعنى أنهم نزلوا من برية فاران قادش التي هي رثمة (على قول بعض المفسرين).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ


١، ٢ «١ ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. رَجُلاً وَاحِداً لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ آبَائِهِ تُرْسِلُونَ. كُلُّ وَاحِدٍ رَئِيسٌ فِيهِمْ».
ص ٣٢: ٨ وتثنية ١: ٢٢
قَالَ ٱلرَّبُّ... أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا لا منافاة بين ما قيل هنا من أن الله أمر موسى بإرسال الجواسيس وما قيل في سفر التثنية من أن الشعب سأل موسى أن يرسل الجواسيس بل يتحصل من القولين أن الإسرائيليين طلبوا إلى موسى أن يرسل من يتجسس وأن موسى سأل الرب ذلك فقال له أرسل الخ. فإن موسى ما كان يأتي شيئاً من الأمور المتعلقة بمنفعة الشعب والعناية به بدون أن يسأل الرب.
رَئِيسٌ فِيهِمْ هذا ليس من الرؤساء المعروفين برؤساء الأسباط الذين ذكروا في عد بني إسرائيل كما يظهر جلياً من الأصحاح الأول (ص ١: ٥ - ١٥). ولم يكن سبط لاوي من الوارثين لأرض كنعان كما سبق ولكن الأسباط بقوا اثني عشر بقسمة سبط يوسف إلى قسمين أفرايم ومنسى.
٣ «فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى مِنْ بَرِّيَّةِ فَارَانَ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ. كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
ص ١٢: ١٦ و٣٢: ٨ وتثنية ١: ١٩ و٩: ٢٣
فَأَرْسَلَهُمْ... حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ لا حسب طلب الشعب (انظر تفسير ع ١).
٤، ٥ «٤ وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ: مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ شَمُّوعُ بْنُ زَكُّورَ. ٥ مِنْ سِبْطِ شَمْعُونَ شَافَاطُ ٱبْنُ حُورِي».
الأسماء المذكورة في هاتين الآيتين وما بعدهما غير الأسماء المذكورة في (ص ١) فالرؤساء هنا غير الرؤساء هناك.
٦ «مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ».
ع ٣٠ وص ١٤: ٦ و٣٠ و٣٤: ١٩ ويشوع ١٤: ٦ و٧ و١٣ و١٤ وقضاة ١: ١٢ و١أيام ٤: ١٥
كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ ذُكر أن كالب قَنَزي في ثلاثة مواضع (انظر ص ٣٢: ١٢ ويشوع ١٤: ٦ و١٤) وذُكر في سفر التكوين أن القنازيين من قبائل الكنعانيين وإن قَنَز اسم أدومي (تكوين ١٥: ١٩ و٣٦: ١١ و١٥). فالمرجّح كل الترجيح أن كالب لم يكن من الإسرائيليين أصلاً وإنه من الذين هادوا والتصقوا بسبط يهوذا.
٧ «مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ يَجْآلُ بْنُ يُوسُفَ».
سِبْطِ يَسَّاكَرَ ظن بعضهم أنه حصل تقديم وتأخير هنا فإنه كان يتوقع أن يذكر الأسباط على الترتيب الذي ذُكر في الأصحاح الأول فيذكر زبولون على أثر يساكر وأن يذكر منسى على أثر أفرايم (وهذا ليس من الأمور ذات الشأن ولعله عدل الكاتب عن ذلك لمقتضى لم يظهر لنا).
٨ - ١٥ «٨ مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ هُوشَعُ بْنُ نُونَ. ٩ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ فَلْطِي بْنُ رَافُو. ١٠ مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ جَدِّيئِيلُ بْنُ سُودِي. ١١ مِنْ سِبْطِ يُوسُفَ: مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى جِدِّي بْنُ سُوسِي. ١٢ مِنْ سِبْطِ دَانَ عَمِّيئِيلُ بْنُ جَمَلِّي. ١٣ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ سَتُورُ بْنُ مِيخَائِيلَ. ١٤ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي نَحْبِي بْنُ وَفْسِي. ١٥ مِنْ سِبْطِ جَادَ جَأُوئِيلُ بْنُ مَاكِي».
ع ١٦
هُوشَعُ (ع ٨) هو يشوع وهوشع هو اسمه القديم ومعناه خلاص أو مساعدة وأما يشوع فقد سماه موسى به بعد ذلك (انظر ع ١٦).
١٦ «هٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ. وَدَعَا مُوسَى هُوشَعَ بْنَ نُونَ «يَشُوعَ».
خروج ١٧: ٩ وع ٨ وص ١٤: ٦ و٣٠
وَدَعَا مُوسَى هُوشَعَ... يَشُوعَ (يشوع في العبرانية يهوشع أي الرب خلّص). لم يذكر نصاً أن موسى غيّر اسم هوشع ودعاه يشوع في هذا الوقت فيحتمل أن الكلام هنا ذكر ما حدث قبل هذا الوقت وإنما ذكره هنا للمناسبة كما كان من أمر إسرائيل (تكوين ٣٢: ٢٨ و٣٥: ١٠) وبيت إيل (تكوين ٢٨: ١٩ و٣٥: ١٥). وعلى هذا فلا منافاة بين ما هنا وما في (خروج ١٧: ٩ و١٣ و٣٤: ١٣ و٣٧: ١٧ و٣٣: ١١ وعدد ١١: ٢٨) هذا ويحتمل أنه سمي يشوع في هذه المواضع قبل أن يغير اسمه باعتبار زمان الحوادث لأن موسى كتب سفر الخروج بعد هذه التسمية فذكره بالاسم الشائع حينئذ فتأمل.
١٧ «فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ، وَقَالَ لَهُمُ: ٱصْعَدُوا مِنْ هُنَا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَٱطْلَعُوا إِلَى ٱلْجَبَلِ»
ع ٢١ تكوين ١٤: ١٠ وقضاة ١: ٩ و١٩
ٱصْعَدُوا مِنْ هُنَا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وفي العبرانية «إلى نجب» وهو القسم الجنوبي من البلاد (قابل بهذا ع ٢٢) وكان القسم الجنوبي من تلك الأرض يُعرف بهذا الاسم وهو أعلى قسم تلك الأرض وتربته مناسبة للفلاحة وهي كثيرة الكلإ والمراعي.
ٱلْجَبَلِ أي الأرض الجبلية وهي قسم فلسطين الجبلي الذي كان يسكنه الحثيون واليابوسيون والأموريون. وسُمي «جبل الأموريين» (تثنية ١: ٧) لأن الأموريين كانوا أقوى القبائل الكنعانية (انظر ع ٢٩). والمرجّح أن الإشارة هنا إلى جبل مُعيّن هو أقرب أجزاء تلك الأرض إلى محلة الإسرائيليين (انظر ص ١٤: ٤٠).
١٨ «وَٱنْظُرُوا ٱلأَرْضَ، مَا هِيَ؟ وَٱلشَّعْبَ ٱلسَّاكِنَ فِيهَا، أَقَوِيٌّ هُوَ أَمْ ضَعِيفٌ؟ قَلِيلٌ أَمْ كَثِيرٌ؟».
وَٱنْظُرُوا ٱلأَرْضَ أي ابحثوا عن أحوالها واعرفوها بالمشاهدة.
١٩ «وَكَيْفَ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا، أَجَيِّدَةٌ أَمْ رَدِيئَةٌ؟ وَمَا هِيَ ٱلْمُدُنُ ٱلَّتِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا، أَمُخَيَّمَاتٌ أَمْ حُصُونٌ؟».
أَمُخَيَّمَاتٌ أَمْ حُصُونٌ المخيمات جمع مخيم وهو المكان الذي تُنصب فيه الخيام. والحصون جمع حصن وهو المكان المحمي المنيع الذي لا يتوصل العدو إلى داخله إلا بشديد القوة والعناء. والمعنى أمخيمات مدن القوم أم أبنية منيعة من الحجارة يصعب فتحها أو يتعذر إذا حوصرت.
٢٠ «وَكَيْفَ هِيَ ٱلأَرْضُ، أَسَمِينَةٌ أَمْ هَزِيلَةٌ؟ أَفِيهَا شَجَرٌ أَمْ لاَ؟ وَتَشَدَّدُوا فَخُذُوا مِنْ ثَمَرِ ٱلأَرْض. وَأَمَّا ٱلأَيَّامُ فَكَانَتْ أَيَّامَ بَاكُورَاتِ ٱلْعِنَبِ».
نحميا ٩: ٢٥ و٣٥ وحزقيال ٣٤: ١٤ تثنية ٣١: ٦ و٧ و٢٣
أَسَمِينَةٌ أَمْ هَزِيلَةٌ (أي أمخصبة أم جديبٌ).
وَأَمَّا ٱلأَيَّامُ أي الوقت. أول ما ينضج من غلال فلسطين يكون في آب أو تموز مع أن قطاف العنب لا يكون إلا في أيلول أو تشرين الأول.
٢١ «فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ».
ص ٣٤: ٣ ويشوع ١٥: ١ يشوع ١٩: ٢٨
بَرِّيَّةِ صِينَ هي البرية التي فيها قادش والظاهر أنها كانت الجزء الشمالي أو الشمالي الشرقي من برية فاران (قابل بهذا ص ٢٠: ١ و ٢٧: ١٤ و٣٣: ٣٦ و٣٤: ٣ و٤ وتثنية ٣٢: ٥١ ويشوع ١٥: ١ و٣).
إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ المظنون أن رحوب هي بيت رحوب المذكورة في سفر القضاة (قضاة ١٨: ٢٨) وهي في سهم نفتالي قريبة من دان لايش. و «مدخل حماة» هو الحد الشمالي من حدود أرض الميعاد (عدد ٣٤: ٨).
٢٢ «صَعِدُوا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَأَتَوْا إِلَى حَبْرُونَ. وَكَانَ هُنَاكَ أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ بَنُو عَنَاقٍ. (وَأَمَّا حَبْرُونُ فَبُنِيَتْ قَبْلَ صُوعَنِ مِصْرَ بِسَبْعِ سِنِينَ)».
يشوع ١١: ٢١ و٢٢ و١٥: ١٣ و١٤ وقضاة ١: ١٠ ع ٣٣ يشوع ٢١: ١١ مزمور ٧٨: ١٢ وإشعياء ١٩: ١١ و٣٠: ٤
صَعِدُوا إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَأَتَوْا وفي العبرانية «وأتى» فالظاهر إن الجواسيس كانوا يتفرقون وواحد منهم أتى إلى حبرون.
أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ ظن بعضهم إن هذه أسماء قبائل لا أسماء أشخاص ولكن ليس من مانع من أنهم أشخاص بقوا أحياء إلى أن استولى كالب على حبرون وطردهم منها بعد خمسين سنة من هذا الوقت (يشوع ١٥: ١٤).
بَنُو عَنَاقٍ أو العناقيون وهو الأحسن (تثنية ١: ٢٨ و٢٩).
قَبْلَ صُوعَنِ مِصْرَ كانت صوعن أو تنيس على الشاطئ الشرقي من شعبة من النيل كالخليج. والظاهر أنها كانت مقام فرعون في عصر موسى (مزمور ٧٨: ١٢) وأما حبرون فكانت معروفة في أيام إبراهيم (تكوين ١٣: ١٨ و٢٣: ٢ الخ).
٢٣ «وَأَتَوْا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْعِنَبِ، وَحَمَلُوهُ بِٱلدُّقْرَانَةِ بَيْنَ ٱثْنَيْنِ، مَعَ شَيْءٍ مِنَ ٱلرُّمَّانِ وَٱلتِّينِ».
ص ٣٢: ٩ وتثنية ١: ٢٤ و٢٥
وَادِي أَشْكُولَ وهو وادي حبرون شمالي المدينة. قال بعض المفسرين ووربما سمي بأشكول لذكرى أو لنسبة إلى أشكول أخي ممرا الأموري (تكوين ١٤: ١٣) كما سمي باسم ممرا شجرة أو أجمة تجاه مغارة المكفيلة (تكوين ٢٣: ١٧) ثم صار ممرا وحبرون اسمين لمسمى واحد وهي المدينة المذكورة.
زَرَجُونَةً فرعاً من شجرة العنب.
بِٱلدُّقْرَانَةِ (وفي بعض الترجمات الأعجمية «بالعصا» أو «على العصا». والدقرانة واحدة الدقران وهو الخشب الذي يعرش به الكرم). قال أحد المفسرين الإنكليز فُهم من أكثر المسافرين أن ثقل عنقود العنب في فلسطين قد يبلغ عشر ليبرات أو اثنتي عشرة ليبرة. وذكر كيتو مثلاً لعناقيد عنب سورية عنقوداً بلغ وزنه تسع عشرة لييرة أرسله دوك برتلند إلى مركيز روكنغهام. وحُمل مسافة أكثر من عشرين ميلاً. وكان حملته أربعة كل اثنين منهم يحملانه على العصا بالتناوب. وكان طول قطر العنقود الأطول تسع عشرة عقدة ونصف عقدة. والعنقود المذكور في الآية لم يكن ثقله علة أن حمله اثنان من جماعة على الدقرانة بل العلة وقاية حبه من الانفراط أو الانكسار أو الرض. وأخذوا ذلك العنقود ليُروا بني إسرائيل مثال عنب تلك الأرض فيعرفوا أنها أرض تفيض بركة وخيرات كا قال الله وهي مثال عالم الخيرات السماوي.
٢٤ «فَدُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعُ «وَادِيَ أَشْكُولَ» بِسَبَبِ ٱلْعُنْقُودِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ هُنَاكَ».
فَدُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعُ الخ معنى أشكول عنقود فمعنى العبارة أن ذلك الوادي سُمي وادي أشكول أي وادي عنقود بسبب ذلك العنقود. وهذا لا ينفي أنه سُمي أصلاً باسم أشكول أخي ممار الأموري فالتسمية هنا جاءت على سبيل الاتفاق والذين سموه هنا الإسرائيليون.
٢٥ «ثُمَّ رَجَعُوا مِنْ تَجَسُّسِ ٱلأَرْضِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً».
بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً هذه المدة تدل على أنهم بذلوا الجهد في إحكام تجسس الأرض.
٢٦ «فَسَارُوا حَتَّى أَتَوْا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ إِلَى قَادِشَ، وَرَدُّوا إِلَيْهِمَا خَبَراً وَإِلَى كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ وَأَرُوهُمْ ثَمَرَ ٱلأَرْضِ».
ع ٣ ص ٢٠: ١ و١٦ و٣٢: ٨ و٣٣: ٣٦ وتثنية ١: ١٩ ويشوع ١٤: ٦
إِلَى قَادِشَ قال روبنسون إن قادش هي المعروفة اليوم بعين الويبة في العربة على أمد عشرة أميال من ملتقى جبل حور بالوادي. وقال المستر ولتون في كلامه على «النجيب» أو «النجب» (أي الجزء الجنوبي) والمستر بالمر في كلامه على «برية الخروج» إن قادش هي الموضع عند عين قادس أو هي عين قادس نفسها وهي على أمد ستين ميلاً غربي جبل حور ونحو خمسين ميلاً غربي عين الويبة. ورجّح المحققون أنها هي المعروفة اليوم بعين قادس كما رأى هذان المستران وذهب بعضهم إلى قول روبنسون.
٢٧ «وَقَالُوا: قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، وَحَقّاً إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، وَهٰذَا ثَمَرُهَا».
خروج ٣: ٨ و٣٣: ٣ تثنية ١: ٢٥
تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً (يُفهم من كلام الجواسيس أنهم فهموا إن فيضان اللبن كناية عن كثرة الكلإ والمراعي وشبع البهائم الداجنة من الغنم والبقر والمعزى فوفرة لبنها وإن العسل كناية عن إقبال الأثمار الحلوة ووفرة نموها وجودتها).
٢٨ «غَيْرَ أَنَّ ٱلشَّعْبَ ٱلسَّاكِنَ فِي ٱلأَرْضِ مُعْتَزٌّ وَٱلْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً. وَأَيْضاً قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ».
تثنية ١: ٢٨ و٩: ١ و٢ ع ٣٣
ٱلشَّعْبَ... مُعْتَزٌّ بعد أن وصف الجواسيس الأرض بما ذُكر في سفر الخروج من أنها «تفيض لبناً وعسلاً» (خروج ٣: ٨) كناية عن خصبها فرغّبوا الإسرائيليين فيها خوّفوهم بوصف شعب الأرض بالعزة والمنعة والقدرة وحصانة المدن.
بَنِي عَنَاقَ أو بني العناقيين (انظر ع ٢٢ والتفسير).
٢٩ «ٱلْعَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ، وَٱلْحِثِّيُّونَ وَٱلْيَبُوسِيُّونَ وَٱلأَمُورِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي ٱلْجَبَلِ، وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ وَعَلَى جَانِبِ ٱلأُرْدُنِّ».
خروج ١٧: ٨ وص ١٤: ٤٣ وقضاة ٦: ٣ و١صموئيل ١٤: ٤٨ و١٥: ٣ الخ
أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ أي البلاد الجنوبية أو «النجب» (تكوين ٣٦: ١٢). (انظر أيضاً تفسير ع ١٢).
ٱلْجَبَلِ (انظر تكوين ١٠: ١٥ و١٦ وتفسير ع ١٧ من هذا الأصحاح).
ٱلْكَنْعَانِيُّونَ (انظر تكوين ١٠: ١٥ - ١٨ و١٣: ٧ والتفسير).
٣٠ «لٰكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ ٱلشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ: إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا».
ص ١٤: ٦ و٢٤ ويشوع ١٤: ٧
كَالِبُ أَنْصَتَ ٱلشَّعْبَ أي سكّن خوف الشعب لكن كالب وإن ذُكر هنا دون غيره قد تبين أن يشوع كان أيضاً من المسكنين للخوف والمشجعين على الإقدام على امتلاك أرض الموعد (ص ١٤: ٦ - ٩). ويظهر من سفر التثنية إن موسى كان يبذل الجهد في تسكين خوفهم وفي تشجيعهم (تثنية ١: ٢٩ الخ).
٣١ «وَأَمَّا ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى ٱلشَّعْبِ لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا».
ص ٣٢: ٩ وتثنية ١: ٢٨ ويشوع ١٤: ٧ و٨
ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ الخ (إذا كان هؤلاء الرؤساء قد خافوا فلا غرو أن يخاف سائر الشعب وقولهم يثبتّ جلياً أنهم لم يستطيعوا أن يملكوا أرض الموعد بقوتهم فكان ملكهم إيّاها بمجرد قدرة الله ونعمته عليهم).
٣٢ «فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي تَجَسَّسُوهَا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا. وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ طِوَالُ ٱلْقَامَةِ».
ص ١٤: ٣٦ و٣٧ عاموس ٢: ٩
هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا فهم بعضهم من هذا إن الأرض لا تقوم بسكانها أي قاصرة عن أن تأتي بغلال كافية لهم. (وهذا لا يوافق النص). وفهم آخرون أنها أرض وبئة أي كثيرة الأمراض المهلكة فيموت فيها كثيرون ويُدفنون فيها كما يُدفن الطعام في البطون فكأنها تأكل سكانها وهذا هو الموافق (قابل بهذا لاويين ٢٦: ٣٨).
طِوَالُ ٱلْقَامَةِ (قابل بهذا إشعياء ٤٥: ١٤). ولا ريب أنه كان من أهل الأرض من هم كذلك ولكن ليس كل أهل تلك الأرض في مثل ذلك الطول الغريب.
٣٣ «وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلْجَبَابِرَةَ (بَنِي عَنَاقٍ مِنَ ٱلْجَبَابِرَةِ). فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَٱلْجَرَادِ، وَهٰكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ».
تثنية ١: ٢٨ و٢: ١٠ و٩: ٢ إشعياء ٤٠: ٢٢ و١صموئيل ١٧: ٤٢
وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلْجَبَابِرَةَ أي الأقوياء (تكوين ٦: ٤).

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ


١، ٢ «١ فَرَفَعَتْ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ. وَبَكَى ٱلشَّعْبُ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ. ٢ وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَعَلَى هَارُونَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ لَهُمَا كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ: لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هٰذَا ٱلْقَفْرِ!».
ص ١١: ٤ خروج ١٦: ٢ و١٧: ٣ وص ١٦: ٤١ ومزمور ١٠٦: ٢٥ ع ٢٨ و٢٩
تَذَمَّرَ... جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لما تذمر الشعب في بريّة سين (خروج ١٦: ٢ و٣) على موسى وهارون لأنهما أتيا بهم إلى تلك البرية حقق لهم موسى أنهم سوف يعلمون أن الرب «يهوه» نفسه هو الذي أخرجهم من أرض مصر (خروج ١٦: ٦). فتذمرهم هنا لم يكن على موسى وهارون فقط بل كان على الرب فكان عصياناً له تعالى على مثال تذمرهم السابق.
٣، ٤ «٣ وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا ٱلرَّبُّ إِلَى هٰذِهِ ٱلأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِٱلسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً. أَلَيْسَ خَيْراً لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ؟ ٤ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: نُقِيمُ رَئِيساً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ».
تثنية ١٧: ١٦ وأعمال ٧: ٣٩
لِمَاذَا أَتَى بِنَا ٱلرَّبُّ (هذا يحتمل وجهين فهو إما استفهام إنكاري معناه إن الله لم يأتِ بهم إلى تلك الأرض وإن موسى وهارون خدعاهم بنسبة ذلك إلى الرب وأما إنه شكوى من الله سبحانه وتعالى واتهام له بأنه ظلمهم فيكونون قد عصوا الرب جهاراً بصريح الكلام). قالوا هذا لاعتقادهم أن تلك الأرض تهلكهم لا بالجوع بل بسيف الأموريين وبني العناقيين (قابل بهذا تثنية ١: ٢٧ و٢٨).
تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً يغنمها الأعداء عند دخولنا أرض كنعان (قابل بهذا خروج ١٥: ١٤ - ١٧).
٥، ٦ «٥ فَسَقَطَ مُوسَى وَهَارُونُ عَلَى وَجْهَيْهِمَا أَمَامَ كُلِّ مَعْشَرِ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٦ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ، مِنَ ٱلَّذِينَ تَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا».
ص ١٦: ٤ و٢٢ ص ١٣: ٦ و٨ وع ٢٤ و٣٠ و٣٨
مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا قابل بهذا (لاويين ١٠: ٦ والتفسير).
٧ - ٩ «٧ وَقَالاَ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً. ٨ إِنْ سُرَّ بِنَا ٱلرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هٰذِهِ ٱلأَرْضِ وَيُعْطِينَا إِيَّاهَا، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. ٩ إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى ٱلرَّبِّ، وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ ٱلأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَٱلرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ».
ص ١٣: ٢٧ وتثنية ١: ٢٥ تثنية ١٠: ١٥ و٢صموئيل ١٥: ٢٥ و٢٦ و٢٢: ٢٠ و١ملوك ١٠: ٩ ومزمور ٢٢: ٨ و١٤٧: ١٠ و١١ وإشعياء ٦٢: ٤ ص ١٣: ٢٧ وتثنية ٩: ٧ و٢٣ و٢٤ تثنية ٧: ١٨ و٢٠: ٣ ص ٢٤: ٨ مزمور ١٢١: ٥ وإشعياء ٣٠: ٢ و٣ وإرميا ٤٨: ٤٥ تكوين ٤٨: ٢١ وخروج ٣٣: ١٦ وتثنية ٢٠: ١ و٣ و٤ و٣١: ٦ و٨ ويشوع ١: ٥ وقضاة ١: ٢٢ و٢أيام ١٣: ١٢ و١٥: ٢ و٢٠: ١٧ و٣٢: ٨ ومزمور ٤٦: ٧ و١١ وإشعياء ٤١: ١٠ وعاموس ٥: ١٤ وزكريا ٨: ٢٣
قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ أي وقايتهم والكلام مجاز مأخوذ من الوقاية بالظل من حرّ الشمس (قابل بهذا تكوين ٩: ٨ ومزمور ١٧: ٨ و٩١: ١ وإشعياء ٢٥: ٤ و٣٠: ٢). إن كيل إثم الكنعانيين كان يومئذ قد امتلأ وقد نضجوا للقطف ويبسوا للإحراق وآن هلاكهم (قابل بهذا تكوين ١٥: ١٦ ولاويين ١٨: ٢٥ و٢٠: ٢٣).
١٠ «وَلٰكِنْ قَالَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُرْجَمَا بِٱلْحِجَارَةِ. ثُمَّ ظَهَرَ مَجْدُ ٱلرَّبِّ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
خروج ١٧: ٤ خروج ١٦: ١٠ و٢٤: ١٦ و١٧ و٤٠: ٣٤ ولاويين ٩: ٢٣ وص ١٦: ١٩ و٤٢ و٢٠: ٦
وَلٰكِنْ قَالَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُرْجَمَا بِٱلْحِجَارَةِ أي رأى كل الرؤساء الجماعة أن يُرجم يشوع وكالب. وطريق القتل رجماً كان مما شاع عند المصريين (خروج ٨: ٢٦). وكان مما عيّنته الشريعة الموسوية. وذهب بعضهم أنه عُيّن عقاباً للزاني (تثنية ٢٢: ٢٢ و٢٤) وعابد الوثن (تثنية ١٣: ١٠) والساحر (لاويين ٢٠: ٢٧) ومدنس السبت (عدد ١٥: ٣٥) والمجدف (لاويين ٢٤: ١٦) دون غيرهم. وكان الإسرائيليون قد تهددوا موسى بالرجم (خروج ١٧: ٤) يوم تذمروا عليه لإخراجه إياهم من مصر. ثم هددوا داود بذلك (١صموئيل ٣٠: ٦).
ثُمَّ ظَهَرَ مَجْدُ ٱلرَّبِّ الخ المرجّح أنه ظهر في الدار حتى يراه الجميع أو فوق الخيمة كما رأى بعضهم لأن الشعب ليس له أن يدخل القدس ولا قدس الأقداس.
١١، ١٢ «١١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هٰذَا ٱلشَّعْبُ، وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسَطِهِمْ؟ ١٢ إِنِّي أَضْرِبُهُمْ بِٱلْوَبَإِ وَأُبِيدُهُمْ، وَأُصَيِّرُكَ شَعْباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْهُمْ».
ع ٢٣ وتثنية ٩: ٧ و٨ و٢٢ ومزمور ٩٥: ٨ وعبرانيين ٣: ٨ و١٦ تثنية ١: ٣٢ و٩: ٢٣ ومزمور ٧٨: ٢٢ و٣٢ و٤٢ و١٠٦: ٢٤ ويوحنا ١٢: ٣٧ وعبرانيين ٣: ١٨ خروج ٣٢: ١٠
وَأُصَيِّرُكَ شَعْباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْهُمْ وعد الرب موسى بمثل هذا يوم عصيان الشعب في سيناء وشفع موسى بومئذ بالشعب بمثل هذه الشفاعة (خروج ٣٢: ١٠ - ١٢).
١٣ - ١٥ «١٣ فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: فَيَسْمَعُ ٱلْمِصْرِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَصْعَدْتَ بِقُوَّتِكَ هٰذَا ٱلشَّعْبَ مِنْ وَسَطِهِمْ، ١٤ وَيَقُولُونَ لِسُكَّانِ هٰذِهِ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا أَنَّكَ يَا رَبُّ فِي وَسَطِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ، ٱلَّذِينَ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ ظَهَرْتَ لَهُمْ عَيْناً لِعَيْنٍ، وَسَحَابَتُكَ وَاقِفَةٌ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ سَائِرٌ أَمَامَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلاً. ١٥ فَإِنْ قَتَلْتَ هٰذَا ٱلشَّعْبَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، يَقُولُ ٱلشُّعُوبُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا بِخَبَرِكَ: ١٦ لأَنَّ ٱلرَّبَّ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُدْخِلَ هٰذَا ٱلشَّعْبَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي حَلَفَ لَهُمْ، قَتَلَهُمْ فِي ٱلْقَفْرِ».
خروج ٣٢: ١٢ ومزمور ١٠٦: ٢٣ وتثنية ٩: ٢٦ و٢٧ و٢٨ و٣٢: ٢٧ وخروج ٢٠: ٩ و١٤ خروج ١٥: ١٤ ويشوع ٢: ٦ و٢٠ و٥: ١ خروج ١٣: ٢١ و٤٠: ٣٨ وص ١٠: ٣٤ ونحميا ٩: ١٢ ومزمور ٧٨: ١٤ و١٠٥: ٣٩ تثنية ٩: ٢٨ ويشوع ٧: ٩
قَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ الخ إن الرب كان عالماً كل ما قاله موسى فلا نظن موسى أراد بذلك أن ينبئ الرب بما لم يعلمه الرب سبحانه وتعالى ولكن موسى قال ذلك بناء على ما شعر به.
١٧ - ١٩ «١٧ فَٱلآنَ لِتَعْظُمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا قُلْتَ: ١٨ ٱلرَّبُّ طَوِيلُ ٱلرُّوحِ كَثِيرُ ٱلإِحْسَانِ، يَغْفِرُ ٱلذَّنْبَ وَٱلسَّيِّئَةَ، لٰكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ. بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ ٱلآبَاءِ عَلَى ٱلأَبْنَاءِ إِلَى ٱلْجِيلِ ٱلثَّالِثِ وَٱلرَّابِعِ. ١٩ اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ، وَكَمَا غَفَرْتَ لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلَى هٰهُنَا».
خروج ٣٤: ٦ و٧ ومزمور ١٠٣: ٨ و١٤٥: ٨ ويونان ٤: ٢ خروج ٢٠: ٥ و٣٤: ٧ خروج ٣٤: ٩ مزمور ١٠٦: ٤٥ مزمور ٧٨: ٣٨
فَٱلآنَ لِتَعْظُمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي أي ليكن مع شعبه ويعف عنهم فتظهر قدرته للأمم وتعظم. والسيد هنا مترجم «أدُني» لا «يهوه».
٢٠ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ».
مزمور ١٠٦: ٢٣ ويعقوب ٥: ١٦ و١يوحنا ٥: ١٤ و١٥ و١٦
قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ إن قداسة الرب وعدله يقتضيان عقاب المتدنسين بإثم المعصية وغيره فكان من الواجب عقاب أولئك العصاة كما سبق الإعلان (خروج ٣٢: ٣٤). لكن الله مع ذلك رحيم فسمع صلاة موسى وعفى عن الشعب بشفاعته لأنه تعالى كان ينظر عند الرحمة إلى من به الحق والرحمة تلاثما واستوفى العدل الأزلي حقه. ومع ذلك لم يترك تأديبهم نفعاً لهم وعبرة لغيرهم (انظر ع ٢١ - ٢٤).
٢١ - ٢٣ «٢١ وَلٰكِنْ حَيٌّ أَنَا فَتُمْلأُ كُلُّ ٱلأَرْضِ مِنْ مَجْدِ ٱلرَّبِّ، ٢٢ إِنَّ جَمِيعَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ رَأَوْا مَجْدِي وَآيَاتِي ٱلَّتِي عَمِلْتُهَا فِي مِصْرَ وَفِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَجَرَّبُونِي ٱلآنَ عَشَرَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِي، ٢٣ لَنْ يَرَوْا ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ. وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ أَهَانُونِي لاَ يَرَوْنَهَا».
مزمور ٧٢: ١٩ تثنية ١: ٣٥ ومزمور ٩٥: ١١ و١٠٦: ٢٦ وعبرانيين ٣: ١٧ و١٨ تكوين ٣١: ٧
جَرَّبُونِي ٱلآنَ عَشَرَ مَرَّاتٍ قال بعضهم هذه التجارب ثمانية تذمرات ومعصيتان فالتذمرات ما يأتي:

  • عند البحر الأحمر (خروج ١٤: ١١ و١٢).
  • في مارّة (خروج ١٥: ٢٣).
  • في برية سين (خروج ١٦: ٢).
  • في رفيديم (خروج ١٧: ١).
  • في حوريب (خروج ص ٣٢).
  • في تبعيرة (عدد ١١: ١).
  • في قبروت هتأوة أي قبور الشهوة (عدد ١١: ٤).
  • في قادش.


والمعصيتان:
(١) في إذخار المن إلى صباح الغد (خروج ١٦: ٢٠).
(٢) الذهاب في السبت لجمع المن وهو لم يقع في ذلك اليوم (خروج ١٦: ٢٧).
والمرجّح أن المقصود بالعدد العشرة كمال الأمر وهنا كمال التجربة (قابل بهذا تكوين ٣١: ٧) واستثنى من العقاب المذكور في هذه الآيات يشوع وكالب والذين لم يكونوا قد بلغوا كمال الرجليّة في سنة الخروج. وإن من المستثنين اللاويين الذين لم يُحصوا يوم أُحصي الشعب. وإن ألعازر دخل أرض كنعان مع يشوع وكان دون سن العشرين سنة الخروج. ولكن هذا يُعارض بأنه أُقيم كاهناً على أثر الخروج ولا يُقام كاهن في مثل ذلك السن.
٢٤ «وَأَمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ رُوحٌ أُخْرَى، وَقَدِ ٱتَّبَعَنِي تَمَاماً، أُدْخِلُهُ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا، وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا».
تثنية ١: ٣٦ ويشوع ١٤: ٦ و٨ و٩ و١٤ ص ٣٢: ١٢
زَرْعُهُ يَرِثُهَا يظهر من سفر يشوع أن موسى وعد كالب خصوصاً بحبرون (يشوع ١٤: ٦ - ١٤). وأما الأرض الجبلية التي كان يسكنها بنو عناق والذي تيقن هو ويشوع أن الإسرائيليين قادرون على الاستيلاء عليها خرجت بقرعة يشوع له ميراثاً.
٢٥ «وَإِذِ ٱلْعَمَالِقَةُ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي ٱلْوَادِي، فَٱنْصَرِفُوا غَداً وَٱرْتَحِلُوا إِلَى ٱلْقَفْرِ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ».
تثنية ١: ٤٠
إِذِ ٱلْعَمَالِقَةُ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي ٱلْوَادِي إن قيل في هذه الآية صعوبتان الأولى أن لا علاقة لها بالكلام السابق. والثانية إن العمالقة كانوا ساكنين في الأرض الجبلية لا في الوادي. فالجواب إن الكلمة العبرانية المترجمة «بساكنين» تدل على الإقامة وقتياً (انظر يشوع ٨: ٩ و١صموئيل ٢٥: ١٣). والعلاقة كون أولها تعليل للانصراف غداً فيكون معنى الآية انصرفوا غداً لأن العمالقة والكنعانيين كامنون لكم في الوادي للبطش بكم. فإنهم سكنوا الوادي وقتياً ليلاقوكم بغتة ويقتلوكم. وهذا أحسن ما قيل في دفع الصعوبتين. ومعنى الكلام بتمامه «انصرفوا غداً واذهبوا إلى البرية في طريق البحر الأحمر ولا تنزلوا الوادي فتقعوا في الشرك المنصوب لكم وهو سكنى أهل الجبل وقتياً هنالك ليبددوكم ويقتلوكم فتحولوا عن هذه الجهة إلى الجهة المقابلة لها».
٢٦، ٢٧ «٢٦ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ٢٧ حَتَّى مَتَى أَغْفِرُ لِهٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلشِّرِّيرَةِ ٱلْمُتَذَمِّرَةِ عَلَيَّ؟ قَدْ سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي يَتَذَمَّرُونَهُ عَلَيَّ».
خروج ١٦: ٢٨ وع ١١ ومتّى ١٧: ١٧ خروج ١٦: ١٢
حَتَّى مَتَى أَغْفِرُ لِهٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلشِّرِّيرَةِ (أي قد غفرت لهذه الجماعة مراراً كثيرة ولم تصلح وترجع عن التذمر والمعصية فقد جاوزت حدود الاعتدال).
٢٨ «قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ، لأَفْعَلَنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ».
ع ٢٣ وص ٢٦: ٦٥ و٣٢: ١١ وتثنية ١: ٣٥ وعبرانيين ٣: ١٧ ع ٢
لأَفْعَلَنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ أي لأميتكم في القفر كما قلتم (انظر ع ٢).
٢٩ «فِي هٰذَا ٱلْقَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ، جَمِيعُ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً ٱلَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ».
ص ١: ٤٥ و٢٦: ٦٤
مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً قال راشي هذا الكلام يبين أن اللاويين الذين أُحصوا من ابن شهر فصاعداً غير داخلين في المحكوم عليهم بالهلاك في القفر ولذلك لا عجب من أن دخلوا الأرض كاليعازر.
٣٠، ٣١ «٣٠ لَنْ تَدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا، مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ. ٣١ وَأَمَّا أَطْفَالُكُمُ ٱلَّذِينَ قُلْتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً فَإِنِّي سَأُدْخِلُهُمْ، فَيَعْرِفُونَ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي ٱحْتَقَرْتُمُوهَا».
تكوين ١٤: ٢٢ ع ٣٨ وص ٢٦: ٦٥ و٣٢: ١٢ وتثنية ١: ٣٦ و٣٨ تثنية ١: ٣٩ مزمور ١٠٦: ٢٤
رَفَعْتُ يَدِي أي حلفت لأنهم كانوا يرفعون اليد عند الحلف (انظر تكوين ١٤: ٢٢ والتفسير وتثنية ٣٢: ٤٠). وفي هذه الآية إشارة إلى وعد الله لإبراهيم بأن نسله يملك أرض كنعان (قابل بهذا تكوين ١٥: ٧ و١٨ و١٧: ٨ و٢٢: ١٦ - ١٨ و٢٦: ٣ و٤ و٢٨: ١٣ وخروج ٦: ٨).
٣٢ «فَجُثَثُكُمْ أَنْتُمْ تَسْقُطُ فِي هٰذَا ٱلْقَفْرِ».
١كورنثوس ١٠: ٥ وعبرانيين ٣: ١٧
فِي هٰذَا ٱلْقَفْرِ كما قالوا تماماً (انظر ع ٢).
٣٣ «وَبَنُوكُمْ يَكُونُونَ رُعَاةً فِي ٱلْقَفْرِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَيَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي ٱلْقَفْرِ».
ص ٣٢: ١٣ ومزمور ١٠٧: ٤٠ تثنية ٢: ١٤ حزقيال ٢٣: ٣٥
يَكُونُونَ رُعَاةً كعرب البادية التي لا قرار لها.
أَرْبَعِينَ سَنَةً من سنة الخروج لا من زمن رجوع الجواسيس إلى قادش (انظر ع ٣٤ وتفسيره).
يَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ أي يحملون العقاب على فجوركم أي ترككم إلهكم (قابل بهذا خروج ٣٤: ١٦).
٣٤ «كَعَدَدِ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا ٱلأَرْضَ أَرْبَعِينَ يَوْماً، لِلسَّنَةِ يَوْمٌ. تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ٱبْتِعَادِي».
ص ١٣: ٢٥ مزمور ٩٥: ١٠ وحزقيال ٤: ٦ و١ملوك ٨: ٥٦ ومزمور ٧٧: ٨ و١٠٥: ٤٢ وعبرانيين ٤: ١
أَرْبَعِينَ يَوْماً، لِلسَّنَةِ يَوْمٌ الإحصاء الذي ذُكر في (ص ٢٦) حدث بعد موت هارون الذي حدث في اليوم الأول من الشهر الخامس من السنة الأربعين بعد الخروج (ص ٣٣: ٣٨) فينتج من ذلك إن السنة ونصف السنة وهو ما مرّ منذ الخروج داخل في السنين الأربعين التي يكونون فيها رعاة في البرية.
فَتَعْرِفُونَ ٱبْتِعَادِي أو نفوري أي فحينئذ تختبرون ما يصيبكم من الشر بإغاظتكم إياي حتى أبتعد عنكم أو أنفر منكم.
٣٥ «أَنَا ٱلرَّبُّ قَدْ تَكَلَّمْتُ. لأَفْعَلَنَّ هٰذَا بِكُلِّ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلشِّرِّيرَةِ ٱلْمُتَّفِقَةِ عَلَيَّ. فِي هٰذَا ٱلْقَفْرِ يَفْنَوْنَ وَفِيهِ يَمُوتُونَ».
ص٢٣: ١٩ ع ٢٧ و٢٩ وص ٢٦: ٦٥ و١كورنثوس ١٠: ٥
لأَفْعَلَنَّ الخ هذه الآية تأكيد وتقرير مع زيادة إيضاح للآية الثانية والثلاثين.
٣٦، ٣٧ «٣٦ أَمَّا ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ، وَرَجَعُوا وَسَجَّسُوا عَلَيْهِ كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ لإِشَاعَةِ ٱلْمَذَمَّةِ عَلَى ٱلأَرْضِ، ٣٧ فَمَاتَ ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ أَشَاعُوا ٱلْمَذَمَّةَ ٱلرَّدِيئَةَ عَلَى ٱلأَرْضِ بِٱلْوَبَإِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ».
ص ١٣: ٣١ و٣٢ و١كورنثوس ١٠: ١٠ وعبرانيين ٣: ١٧ ويهوذا ٥
بِٱلْوَبَإِ الوبأ في العربية الطاعون وكل مرض يتفشى ويعمّ. والكلمة العبرانية «مجفه» (والجيم مصرية) ومعناها ضربة فقد جاءت في سفر الخروج كذلك في الكلام على ضربات مصر (خروج ٩: ١٤). وجاءت في سفر العدد للوبإ الذي حدث بعد مصاب قورح وداثان وأبيرام (ص ١٦: ٤٨ و٤٩). وللوبإ الذي تفشى على أثر ميل الإسرائيليين إلى العبادة الوثنية (ص ٢٥: ٩ - ١٨). وجاءت في سفري صموئيل للهلاك بالسيف (١صموئيل ٤: ١٧ و٢صموئيل ١٧: ٩ و١٨: ٧). والظاهر أنها تعني في الآية هنا الموت بغتة بغيظ الله.
٣٨ «وَأَمَّا يَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ، مِنْ أُولَئِكَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ ذَهَبُوا لِيَتَجَسَّسُوا ٱلأَرْضَ، فَعَاشَا».
ص ٢٦: ٦٥ ويشوع ١٤: ٦ و١٠
فَعَاشَا كما قال الرب (انظر ع ٣٠).
٣٩ «وَلَمَّا تَكَلَّمَ مُوسَى بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَكَى ٱلشَّعْبُ جِدّاً».
خروج ٣٣: ٤
بَكَى ٱلشَّعْبُ جِدّاً حين لا ينفع البكاء فإن بكائهم كان من توقع العقاب لا من الحزن المقدس والندم على الخطيئة.
٤٠ «ثُمَّ بَكَّرُوا صَبَاحاً وَصَعِدُوا إِلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ قَائِلِينَ: هُوَذَا نَحْنُ! نَصْعَدُ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي قَالَ ٱلرَّبُّ عَنْهُ، فَإِنَّنَا قَدْ أَخْطَأْنَا».
تثنية ١: ٤١
إِلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ أو نحو رأس الجبل. والظاهر أن ذلك هو الطريق الذي سار فيه الجواسيس وهو المؤدي إلى الجزء الجنوبي من اليهودية (انظر ص ١٣: ١٧). ويظهر من الآية ٤٤ و٤٥ إن الشعب لم يصعد فعلاً إلى رأس الجبل المجاور.
٤١، ٤٢ «٤١ فَقَالَ مُوسَى: لِمَاذَا تَتَجَاوَزُونَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ؟ فَهٰذَا لاَ يَنْجَحُ. ٤٢ لاَ تَصْعَدُوا لأَنَّ ٱلرَّبَّ لَيْسَ فِي وَسَطِكُمْ لِئَلاَّ تَنْهَزِمُوا أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ».
ع ٢٥ و٢أيام ٢٤: ٢٠ تثنية ١: ٤٢
لاَ تَصْعَدُوا لأَنَّ ٱلرَّبَّ لَيْسَ فِي وَسَطِكُمْ أي لأن السحابة التي هي آية حضور الرب معكم وهدايته إياكم ليست معكم. وهذا يتبين من (ع ٢٥).
٤٣ «لأَنَّ ٱلْعَمَالِقَةَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ هُنَاكَ قُدَّامَكُمْ تَسْقُطُونَ بِٱلسَّيْفِ. إِنَّكُمْ قَدِ ٱرْتَدَدْتُمْ عَنِ ٱلرَّبِّ، فَٱلرَّبُّ لاَ يَكُونُ مَعَكُمْ».
٢أيام ١٥: ٢
هُنَاكَ قُدَّامَكُمْ إن كان المتكلم عليهم هنا هم المتكلم عليهم في (ع ٢٥) لزم من ذلك أنهم تركوا منازلهم الوقتية وصعدوا إلى البلاد الجبلية. والمرجّح ان الكلام هنا على جماعات مختلفة من تلك الأمم.
٤٤ «لٰكِنَّهُمْ تَجَبَّرُوا وَصَعِدُوا إِلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ. وَأَمَّا تَابُوتُ عَهْدِ ٱلرَّبِّ وَمُوسَى فَلَمْ يَبْرَحَا مِنْ وَسَطِ ٱلْمَحَلَّةِ».
تثنية ١: ٤٣
تَجَبَّرُوا وَصَعِدُوا أي تجاسروا على الصعود متكلين على بأسهم. والظاهر إن الأعداء لاقوهم وقاتلوهم وهزموهم قبل أن يبلغوا قنّة الجبل.
٤٥ «فَنَزَلَ ٱلْعَمَالِقَةُ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي ذٰلِكَ ٱلْجَبَلِ وَضَرَبُوهُمْ وَكَسَّرُوهُمْ إِلَى حُرْمَةَ».
ع ٤٣ وتثنية ١: ٤٤ ص ٢١: ٣ وقضاة ١: ١٧
فَنَزَلَ ٱلْعَمَالِقَةُ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي ذٰلِكَ ٱلْجَبَلِ الساكنون أما نعت للكنعانيين فقط وإما نعت للعمالقة والكنعانيين معاً. وسكناهم هناك إما دائمة وإما وقتية. فإن كانت السكنى دائمة وهو المرجّح فتكون سكناهم في الوادي عل ما مرّ (ع ٢٥) وقتية ولم يقصد بها مقامهم الجغرافي.
إِلَى حُرْمَةَ أي مكان الحرمان أو اللعنة وفي الأصل العبراني «الحرمة» بآداة التعريف. فإن كانت الحرمة المذكورة هنا هي الحرمة المذكورة في (ص ٢١: ٣) بعد آداة التعريف والحرمة المذكورة في (قضاة ١: ١٧) فينتج من ذلك أن هذا المكان ذُكر مسبقاً للمناسبة هنا ومثل هذا كثير في الكتاب المقدس (وغيره من الكتب). على أنه من مصطلحات الكتاب أن يذكر أحياناً الاسم الواحد لأماكن مختلفة كأنه اسم جنس فيدخل عليه آداة التعريف.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ


١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أَرْضِ مَسْكَنِكُمُ ٱلَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ»
ع ١٨ ولاويين ٢٣: ١٠ وتثنية ٧: ١
وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى نعلم من (تثنية ١: ٤٦) أن بني إسرائيل أقاموا بقادش أياماً كثيرة ومن (تثنية ٢: ١) أنهم تحولوا مطيعين لأمر الرب في الأصحاح السابق وارتحلوا إلى البرية على طريق بحرسوف. ويظهر من (عدد ٢٠: ١) أنهم في الشهر الأول من السنة الأربعين أتوا إلى برية صين وأقاموا بقادش. وليس لنا في الحوادث المنبإ بها في الأصحاحات الأربعة الآتية من مدة تاريخية محققة والواقع أن الشرائع المزيدة أُعطيت في أثناء زمن طويل من زمن الرحلات في البرية. وهو دليل قاطع على دوام العهد الذي أُعطيه الإسرائيليون في سيناء. قال الأسقف وردسورث جواباً على هذا السؤال الآتي «كيف استطاع الإسرائيليون أن يجدوا ما يكفي من البهائم والطيور في البرية للقيام بتمام مطاليب الشريعة اللاوية» ما معناه «إن الله أعطى الإسرائيليين الشريعة على جبل سيناء ليقوموا بها تماماً حتى دخلوا أرض كنعان وملكوها. ولما أعطاهم إياها لم يكونوا قد حكم عليهم بالحرمان أي بعدم دخولهم أرض كنعان لمعصيتهم ولو لم يعصوا لدخلوا تلك الأرض بعد خمسة عشر يوماً (قابل بهذا تثنية ٤: ١٤). ولكنهم تذمروا على الله في قادش برنيع فحُرموا إكرامه وما لهم من الامتيازات بالطاعة. حفظوا فصحاً واحداً عند طور سيناء ولكن لا دليل على أنهم حفظوا غير ذلك الفصح مدة سني تيههم في البرية. وهم أنفسهم شعروا أنهم وقعوا تحت اللعنة وحرموا أنفسهم النعم فأهملوا الرسوم حتى أنهم لم يختتنوا في البرية على أثر دخولهم أرض كنعان وقائدهم يشوع بن نون. ثم سمح لهم أن يأكلوا الفصح». والكلام الآتي خوطب به الإسرائيليون الذين كانوا دون سن العشرين في سنة الخروج على ما هو الظاهر.
٣ - ٧ «٣ وَعَمِلْتُمْ وَقُوداً لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَوْ نَافِلَةً، أَوْ فِي أَعْيَادِكُمْ، لِعَمَلِ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ مِنَ ٱلْبَقَرِ أَوْ مِنَ ٱلْغَنَمِ، ٤ يُقَرِّبُ ٱلَّذِي قَرَّبَ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ، عُشْراً مَلْتُوتاً بِرُبْعِ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلزَّيْتِ، ٥ وَخَمْراً لِلسَّكِيبِ رُبْعَ ٱلْهِينِ. تَعْمَلُ عَلَى ٱلْمُحْرَقَةِ أَوِ ٱلذَّبِيحَةِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ. ٦ لٰكِنْ لِلْكَبْشِ تَعْمَلُ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ عُشْرَيْنِ مَلْتُوتَيْنِ بِثُلُثِ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلزَّيْتِ، ٧ وَخَمْراً لِلسَّكِيبِ ثُلُثَ ٱلْهِينِ تُقَرِّبُ لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ».
لاويين ١: ٢ و٣ لاويين ٧: ١٦ و٢٢: ١٨ و٢١ و٢٧: ٢ لاويين ٢٣: ٨ و١٢ و٣٦ وص ٢٨: ١٩ و٢٧ و٢٩: ٢ و٨ و١٣ وتثنية ١٦: ١٠ تكوين ٨: ٢١ وخروج ٢٩: ١٨ لاويين ٢: ١ و٦: ١٤ خروج ٢٩: ٤٠ ولاويين ٢٣: ١٣ لاويين ١٤: ١٠ وص ٢٨: ٥ ص ٢٨: ٧ و١٤ ص ٢٨: ١٢ و١٤
تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ عُشْراً إن التقدمة الطعامية والتقدمة الشرابية اللتين كانتا يؤتى بهما حين يقدم الخروف تقدمة نذر أو نافلة هما مثل المعيّنتين مع تقدمة خروف الصباح وتقدمة خروف المساء (خروج ٢٩: ٣٨ - ٤٠). وقد وصف كل من التقدمة الطعامية والتقدمة الشرابية في الكلام على الأعياد الثلاثة العظيمة (لاويين ٢٣: ١٣ و١٨ و٣٧).
٨ - ١٢ «٨ وَإِذَا عَمِلْتَ ٱبْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً وَفَاءً لِنَذْرٍ أَوْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ، ٩ تُقَرِّبُ عَلَى ٱبْنِ ٱلْبَقَرِ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ مَلْتُوتَةً بِنِصْفِ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلزَّيْتِ ١٠ وَخَمْراً تُقَرِّبُ لِلسَّكِيبِ نِصْفَ ٱلْهِينِ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. ١١ هٰكَذَا يُعْمَلُ لِلثَّوْرِ ٱلْوَاحِدِ أَوْ لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ أَوْ لِلشَّاةِ مِنَ ٱلضَّأْنِ أَوْ مِنَ ٱلْمَعْزِ. ١٢ كَٱلْعَدَدِ ٱلَّذِي تَعْمَلُونَ هٰكَذَا تَعْمَلُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ».
لاويين ٧: ١١ ص ٢٨: ١٢ و١٤ ص ٢٨
وَفَاءً لِنَذْرٍ (انظر ص ٦: ٢).
١٣، ١٤ «١٣ كُلُّ وَطَنِيٍّ يَعْمَلُ هٰذِهِ هٰكَذَا، لِتَقْرِيبِ وَقُودِ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. ١٤ وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ، أَوْ كَانَ أَحَدٌ فِي وَسَطِكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ وَعَمِلَ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، فَكَمَا تَفْعَلُونَ كَذٰلِكَ يَفْعَلُ».
كُلُّ وَطَنِيٍّ أي كل إسرائيلي أصيل. وجاء في ترجوم يوناثان «كل مولود في إسرائيل لا بين الشعب» ويثبت هذا ما في (ع ١٤).
١٥، ١٦ «١٥ أَيَّتُهَا ٱلْجَمَاعَةُ، لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ عِنْدَكُمْ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ دَهْرِيَّةٌ فِي أَجْيَالِكُمْ. مَثَلُكُمْ يَكُونُ مَثَلَ ٱلْغَرِيبِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ١٦ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ عِنْدَكُمْ».
خروج ١٢: ٤٩ وص ٩: ١٤ وع ٢٩
أَيَّتُهَا ٱلْجَمَاعَةُ، لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ عِنْدَكُمْ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ (انظر خروج ١٢: ٤٩ والتفسير).
١٧ - ٢١ «١٧ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٨ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: مَتَى دَخَلْتُمُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا، ١٩ فَعِنْدَمَا تَأْكُلُونَ مِنْ خُبْزِ ٱلأَرْضِ تَرْفَعُونَ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. ٢٠ أَوَّلَ عَجِينِكُمْ تَرْفَعُونَ قُرْصاً رَفِيعَةً. كَرَفِيعَةِ ٱلْبَيْدَرِ هٰكَذَا تَرْفَعُونَهُ. ٢١ مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ تُعْطُونَ لِلرَّبِّ رَفِيعَةً فِي أَجْيَالِكُمْ».
ع ٢ وتثنية ٢٦: ١ يشوع ٥: ١١ و١٢ تثنية ٢٦: ٢ و١٠ وأمثال ٣: ٩ و١٠ لاويين ٢: ١٤ و٢٣: ١٠ و١٦
أَوَّلَ عَجِينِكُمْ (أو سويقكم) وفي العبرانية «عرستكم» وهو لا يُستعمل إلا مجموعاً ولم يُذكر إلا في هذا الأصحاح وفي (نحميا ١٠: ٣٧ وحزقيال ٤٤: ٣٠).
٢٢ «وَإِذَا سَهَوْتُمْ وَلَمْ تَعْمَلُوا جَمِيعَ هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي كَلَّمَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى».
لاويين ٤: ٢
وَإِذَا سَهَوْتُمْ الخ جواب هذا الشرط في (ع ٢٤).
٢٣ «جَمِيعَ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي أَمَرَ فِيهِ ٱلرَّبُّ فَصَاعِداً فِي أَجْيَالِكُمْ».
فَصَاعِداً ليس في الكلام ما يعيّن هل الصعود من الاشتراع الحديث أو هو من الاشتراع القديم ولكل من الأمرين مثال ينطبق عليه فمثال الأول ما في (إشعياء ١٨: ٢). ومثال الثاني ما في (حزقيال ٣٩: ٢٢) (والذي يظهر أن المقصود كل ما تكلم به موسى بأمر الرب وما سيتكلم به بعد ذلك إلى أن يموت فتأمل).
٢٤ «فَإِنْ عُمِلَ خُفْيَةً عَنْ أَعْيُنِ ٱلْجَمَاعَةِ سَهْواً، يَعْمَلُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ ثَوْراً وَاحِداً ٱبْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، مَعَ تَقْدِمَتِهِ وَسَكِيبِهِ كَٱلْعَادَةِ، وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ».
لاويين ٤: ٣٠ ع ٨ و٩ و١٠ لاويين ٤: ٢٠ وص ٢٨: ١٥ وعزرا ٦: ١٧ و٨: ٣٥
سَهْواً السهو هنا الغفلة والنسيان أو الترك عن غير علم ويؤيد هذا مقابلة في (ع ٣٠) (أنظر لاويين ٤: ٢ والتفسير).
٢٥ «فَيُكَفِّرُ ٱلْكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. فَإِذَا أَتَوْا بِقُرْبَانِهِمْ وَقُوداً لِلرَّبِّ وَبِذَبِيحَةِ خَطِيَّتِهِمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لأَجْلِ سَهْوِهِمْ».
لاويين ٤: ٢٠
لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً أي خطيئة سهو وكذا معنى السهو في آخر هذه الآية.
٢٦ «يُصْفَحُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَٱلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ بَيْنَهُمْ، لأَنَّهُ حَدَثَ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ بِسَهْوٍ».
لأَنَّهُ الخ اي لأن الخطأ عن سهو لا عن تعمُّد.
٢٧ - ٢٩ «٢٧ وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً، تُقَرِّبْ عَنْزاً حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، ٢٨ فَيُكَفِّرُ ٱلْكَاهِنُ عَنِ ٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي سَهَتْ عِنْدَمَا أَخْطَأَتْ بِسَهْوٍ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهَا، فَيُصْفَحُ عَنْهَا. ٢٩ لِلْوَطَنِيِّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ بَيْنَهُمْ تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْعَامِلِ بِسَهْوٍ».
لاويين ٤: ٢٧ و٢٨ لاويين ٤: ٣٥ ع ١٥
وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً لا تحديد هنا لخطية السهو كما في (لاويين ٤: ٢٧).
٣٠، ٣١ «٣٠ وَأَمَّا ٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ مِنَ ٱلْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِٱلرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا ٣١ لأَنَّهَا ٱحْتَقَرَتْ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعاً تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا».
تثنية ١٧: ١٢ ومزمور ١٩: ١٣ وعبرانيين ١٠: ٢٦ و٢بطرس ٢: ١٠ و٢صموئيل ١٢: ٩ وأمثال ١٣: ١٣ لاويين ٥: ١ وحزقيال ١٨: ٢٠
تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ أي تتعدى عمداً بلا اكتراث.
تَزْدَرِي بِٱلرَّبِّ أي تستخف به وتستهين أو تجدف (انظر ٢ملوك ١٩: ٦ و٢٢).
٣٢ - ٣٦ «٣٢ وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ. ٣٣ فَقَدَّمَهُ ٱلَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ. ٣٤ فَوَضَعُوهُ فِي ٱلْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. ٣٥ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: قَتْلاً يُقْتَلُ ٱلرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ. ٣٦ فَأَخْرَجَهُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
خروج ٣١: ٤١ و١٥ و٣٥: ٢ و٣ لاويين ٢٤: ١٢ خروج ٣١: ١٤ و١٥ لاويين ٢٤: ١٤ و١ملوك ٢١: ١٣ وأعمال ٧: ٥٨
وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أي كان ما ذُكر بعد وبنو إسرائيل في تلك البرية. والمرجّح أن المقصود من قص هذا الحديث بيان مثال الخطايا العمديّة التي قصاصها الموت. والحادثة هنا كانت على أثر الأمر بالوصايا التي في هذا الأصحاح أو بعده بقليل. (فإن قيل إن هذا يدل على أن الكاتب غير موسى لأن قوله «ولما كان بنو إسرائيل في البرية» يدل أن الكاتب كتب هذا ولم يدخل تلك الأرض. والجواب على ذلك أن «ال» في البرّية للعهد أي البرّية التي كانوا فيها حينئذ لا كل برّية التيه أعني البرّية التي فيها قادش). قال ابن عزر إن المقصود بالبرّية هنا برّية سيناء. وكان السبت واجب الحفظ في البرّية كما كان كذلك في أرض كنعان (قابل بهذا خروج ١٦: ٢٧ - ٣٠). وكان عقاب مدنس السبت الموت (انظر خروج ٣١: ١٥ و٣٥: ٢) ولكن لم يُعلم أسلوب ذلك الموت قبلاً إنما أُعلن هنا. ومثل هذا كان موت المجدف (لاويين ٢٤: ١٢) وموت من يشتم أباه أو أمه (لاويين ٢٠: ٩).
٣٧، ٣٨ «٣٧ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٣٨ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَهْدَاباً فِي أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ فِي أَجْيَالِهِمْ، وَيَجْعَلُوا عَلَى هُدْبِ ٱلذَّيْلِ عِصَابَةً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ».
تثنية ٢٢: ١٢ ومتّى ٢٣: ٥
أَهْدَاباً فِي أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ يُراد بالأهداب هنا الخيوط المضمومة عند ذيل الثوب على الشكل المعروف بالطرّة وعند أكثر عامة سورية بالشرّابة وهي في العبرانية «صيصة» والمرجّح أنها و «الجدليم» (اي الجدائل) في سفر التثنية واحد (تثنية ٢٢: ١٢). وكان الكساء اليهودي وهو ما يُلبس فوق سائر الثياب ذا أربعة أذيال وكان يتخذه المسكين دثاراً (خروج ٢٢: ٢٦ و٢٧). والظاهر أنه كان طوقه مستديراً حاصلاً من تقوير أعلاه فيدخل فيه الرأس عند اللبس فيكون نصفه مغطياً مقدم الجسم والنصف الآخر مغطياً المؤخر. وكانت أهداب ثياب الفريسيين كبيرة لكي يظهر للناس شدة محافظتهم على الشريعة (متى ٢٢: ٥). وكان عامة اليهود يعتقدون قداسة تلك الأهداب ولهذا اشتهت المرأة المصابة بنزف الدم أن تلمس هدب ثوب المسيح (متى ٨: ٢٠).
عِصَابَةً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ أي عصابة زرقاء.
٣٩ «فَتَكُونُ لَكُمْ هُدْباً، فَتَرَوْنَهَا وَتَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَا ٱلرَّبِّ وَتَعْمَلُونَهَا، وَلاَ تَطُوفُونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْيُنِكُمُ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فَاسِقُونَ وَرَاءَهَا»
تثنية ٢٩: ١٩ وأيوب ٣١: ٧ وإرميا ٩: ١٤ وحزقيال ٦: ٩ مزمور ٧٣: ٢٧ و١٠٦: ٣٩ ويعقوب ٤: ٤
تَطُوفُونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ أي تطلبون إدراك ما تشتهيه قلوبكم من المحظورات.
٤٠ «لِكَيْ تَذْكُرُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ وَصَايَايَ وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ لإِلٰهِكُمْ».
لاويين ١١: ٤٤ و٤٥ ورومية ١٢: ١ وكولوسي ١: ٢٢ و١بطرس ١: ١٥ و١٦
تَذْكُرُوا وَتَعْمَلُوا... وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ هذا الذي يقتضيه العقل والطبع من الترتيب فيجب أن نذكر الوصايا ونعمل بمقتضاها وهذا يدل على أننا مقدسون إذ الشجرة تُعرف من الثمرة.
٤١ «أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمُ ٱلَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلٰهاً. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».
أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمُ كرر هذا القول في هذه الآية للتقرير والتنبيه على وجوب أن يطيعوا أوامره تعالى.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ


١ «وَأَخَذَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاَوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ٱبْنَا أَلِيآبَ، وَأُونُ بْنُ فَالَتَ بَنُو رَأُوبَيْنَ».
خروج ٦: ٢١ وص ٢٦: ٩ و٢٧: ٣ ويهوذا ١١
وَأَخَذَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ ظن بعضهم أنه يجب أن تترجم الآية هكذا «فقورح بن يصهار بن قهات بن لاوي أخذ داثان وأبيرام». فإن معصية قورح وداثان وأبيرام هي الحادثة المهمة التي أنبئ بأنها هي التي أطالت مدة تيه بني إسرائيل في البرّية. لا دليل لنا على تعيين مكان هذه الحادثة وزمانها. (والآية على ما في الترجمة العربية على وفق ذلك فلا داعي إلى ذلك التغيير وهو مما لا يتأتى في الأصل العبراني). والأحوال التي حملت على ذلك تحمل على الظن أنها حدثت في إحدى السنين الأولى من الرحلات في البريّة. وهي كانت إما وقت حلولهم وإقامتهم بقادش أو في أثناء ارتحالهم منها. ومن مرجحات حدوثها في أثناء إقامتهم بقادش ما يأتي:
(١) إن تاريخ الإسرائيليين بين حلولهم الأول وحلولهم الثاني في قادش يعد كالمسكوت عنه.
(٢) إن مدة السير كانوا متفرقين على وجه البرّية وقصة عصيان قورح تقتضي أنها حدثت في مكان واحد بعينه. والقصة كلها تثبت الحق التاريخي. إن رؤساء العصيان الذين منهم قورح وكانوا في مكان ظاهر جداً يختص بسبطي لاوي ورأوبين (قابل ص ١٦: ١ و٢٦: ٩ ويهوذا ١١). وكان قورح بن يصهار أخي عمرام أبي موسى فحسد اللاويين على انفرادهم بالكهنوت وحسد أليصافان بن عزيئيل على الرئاسة (ص ٣: ٣٠) والظاهر أنه كان ابن قهات الأصغر مع أن يصهار كان ثاني عمرام (ص ٣: ١٩). وكان داثان وأبريام ابني اليآب بن فلّو بن رأوبين (ص ٢٦: ٥ - ٩) الذي هو ابن يعقوب الأكبر. فالظاهر أنهما غضبا على عدم مراعاة حق نسبتهما وخسرانهما الرئاسة التي كانت لهما باعتبار سبطهما فصارت لسبط يهوذا. ولا يبعد أنهما اغتاظا فوق ذلك لأن الكهنوت لبكريهما وكان القهاتيون والرأوبينيون متجاورين في المحلة جنوبي خيمة الاجتماع.
٢ «يُقَاوِمُونَ مُوسَى مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رُؤَسَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ مَدْعُوِّينَ لِلٱجْتِمَاعِ ذَوِي ٱسْمٍ».
ص ٢٦: ٩
يُقَاوِمُونَ مُوسَى أي يعصونه ويخالفون أوامره.
مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رُؤَسَاءِ استُنتج من (ص ٢٧: ٣) حيث قيل أن صلفحاد المنسّوي لم يشترك في العصيان إن هؤلاء الرؤساء من أسباط أُخر من إسرائيل كسبط لاوي. وسُموا جماعة قورح لأن قورح كان قائدهم. ويترجح من (ع ٨) أن كثيرين منهم كانوا من سبط لاوي.
٣ «فَٱجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا لَهُمَا: كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا ٱلرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ؟».
مزمور ١٠٦: ١٦ خروج ١٩: ٦ خروج ٢٩: ٤٥ وص ١٤: ١٤ و٣٥: ٣٤
كَفَاكُمَا (قابل بهذا تكوين ٤٥: ٢٨) أي لقد طال استيلاؤكما على الشعب وتوليكما الكهنوت وهذا يدل على أن قورح كان يدعي حق الكهنوت العام وأخذ يهيج الشعب ليحصل عليه.
٤ «فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ».
ص ١٤: ٥ و٢٠: ٦
سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ (إظهاراً للتذلل أمام الرب وإكباراً لذلك العصيان).
٥ «ثُمَّ قَالَ لِقُورَحَ وَجَمِيعِ قَوْمِهِ: غَداً يُعْلِنُ ٱلرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ وَمَنِ ٱلْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ. فَٱلَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ».
لاويين ٢١: ٦ و٧ و٨ و١٢ و١٥ وع ٣ خروج ٢٨: ١ وص ١٧: ٥ و١صموئيل ٢: ٢٨ ومزمور ١٠٥: ٢٦ لاويين ٢٠: ٣ و٢١: ١٧ و١٨ وص ٣: ١٠ وحزقيال ٤٠: ٤٦ و٤٤: ١٥ و١٦
قَالَ لِقُورَحَ وَجَمِيعِ قَوْمِهِ أي قال لرئيس الفتنة قورح وكل جماعته العاصين معه. والظاهر أن القول كان موجهاً إلى هؤلاء دون داثان وأبريام وأنهما لم يكونا بينهم حينئذ (انظر ع ١٢).
غَداً أي في صباح غدٍ. لعل توقيف الحكم إلى الغد كان لنفع أون وأبناء قورح لعلهم يرجعون عن معصيتهم.
٦ «اِفْعَلُوا هٰذَا: خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ. قُورَحُ وَكُلُّ جَمَاعَتِهِ».
خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ كان تقديم البخور مما امتاز به الكهنة ورتبة الكهنوت العظمى. فكان من الواجب على قورح وجماعته أن يعتبروا بما وقع على ناداب وأبيهو لا أن يتخذوه وسيلة إلى الاقتداء بهما لإثارة غيظ الله عليهم.
٧ - ٩ «٧ وَٱجْعَلُوا فِيهَا نَاراً، وَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُوراً أَمَامَ ٱلرَّبِّ غَداً. فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَخْتَارُهُ ٱلرَّبُّ هُوَ ٱلْمُقَدَّسُ. كَفَاكُمْ يَا بَنِي لاَوِي! ٨ وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: ٱسْمَعُوا يَا بَنِي لاَوِي. ٩ أَقَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ أَفْرَزَكُمْ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَعْمَلُوا خِدْمَةَ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ٱلْجَمَاعَةِ لِخِدْمَتِهَا؟».
١صموئيل ١٨: ٢٣ وإشعياء ٧: ١٣ ص ٣: ٤١ و٤٥ و٨: ١٤ وتثنية ١٠: ٨
كَفَاكُمْ يَا بَنِي لاَوِي هذا مقابل لقولهم لموسى وهارون «كفاكما» (ع ٣) وأوضح المقصود به في (ع ٩ و١٠) والذين كفاهم أنهم اختيروا من بين إخوتهم لخدمة القدس.
١٠، ١١ «١٠ فَقَرَّبَكَ وَجَمِيعَ إِخْوَتِكَ بَنِي لاَوِي مَعَكَ، وَتَطْلُبُونَ أَيْضاً كَهَنُوتاً! ١١ إِذَنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ٱلرَّبِّ. وَأَمَّا هَارُونُ فَمَا هُوَ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ؟».
خروج ١٦: ٨ و١كورنثوس ٣: ٥
وَتَطْلُبُونَ أَيْضاً كَهَنُوتاً يظهر من ترجوم انكيلوس ويوناثان أنهما فهما أن قورح وبني لاوي طلبوا رتبة الحبر الأعظم أو إنهم طلبوا أن يكون قورح الحبر الأعظم ويكون سائرهم كهنة.
١٢ «فَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَدْعُوَ دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ٱبْنَيْ أَلِيآبَ. فَقَالاَ: لاَ نَصْعَدُ!».
فَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَدْعُوَ دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ إنه يرجّح على ما عُرف من (ع ٣) أن داثان وأبيرام تحزبا مع قورح وإنهما انفردا على أثر ذلك ورجعا إلى خيمتهما لأنهما رفضا أن يكونا من جملة الآمرين لموسى.
١٣ «أَقَلِيلٌ أَنَّكَ أَصْعَدْتَنَا مِنْ أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً لِتُمِيتَنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ حَتَّى تَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا تَرَؤُّساً؟».
ع ٩ خروج ٢: ١٤ وأعمال ٧: ٢٧ و٣٥
أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً وصفا أرض العبودية بما وُصفت به أرض الميعاد.
١٤ «كَذٰلِكَ لَمْ تَأْتِ بِنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، وَلاَ أَعْطَيْتَنَا نَصِيبَ حُقُولٍ وَكُرُومٍ. هَلْ تَقْلَعُ أَعْيُنَ هٰؤُلاَءِ ٱلْقَوْمِ؟ لاَ نَصْعَدُ!».
خروج ٣: ٨ ولاوين ٢٠: ٢٤
كَذٰلِكَ لَمْ تَأْتِ بِنَا أي أنك وعدتنا بأن تأتي بنا إلى أرض تفيض لبناً وعسلاً فلم تفعل كذلك بل أتيت بنا إلى القفر بعد ما أخرجتنا من أرض مصر التي هي تفيض لبناً وعسلاً (ع ١٣). والواقع أن الرب قال لموسى أنه يخرج إسرائيل من مصر أرض العبودية إلى أرض كنعان التي تفيض لبناً وعسلاً (انظر خروج ٣: ٨). وهارون وموسى لم يقولا لهم إلا ما قاله الرب (خروج ٤: ٣٠).
هَلْ تَقْلَعُ أَعْيُنَ هٰؤُلاَءِ ٱلْقَوْمِ المقصود بالقلع هنا إما القلع حقيقة كما فُعل بشمشون (قضاة ١٦: ٢١) فيكون القصد أن موسى حرّم القوم كل خير حتى لم يبق إلا أن يقلع عيونهم. وأما القلع مجازاً فيكون القصد أفتجعل القوم كالعميان حتى تقودهم حيث شئت كما يقود الأعمى فلا يرون ما يتبين به كذبك وخداعك ويطيعوك في كل شيء.
١٥ «فَٱغْتَاظَ مُوسَى جِدّاً وَقَالَ لِلرَّبِّ: لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى تَقْدِمَتِهِمَا. حِمَاراً وَاحِداً لَمْ آخُذْ مِنْهُمْ، وَلاَ أَسَأْتُ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ».
تكوين ٤: ٤ و٥ ١صموئيل ١٢: ٣ وأعمال ٢٠: ٢٣ و٢كورنثوس ٧: ٢
حِمَاراً وَاحِداً لَمْ آخُذْ مِنْهُمْ دفع موسى عنه بهذا اتهامهم إياه بالظلم.
١٦، ١٧ «١٦ وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: كُنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، أَنْتَ وَهُمْ وَهَارُونُ غَداً ١٧ وَخُذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ، وَٱجْعَلُوا فِيهَا بَخُوراً، وَقَدِّمُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ. مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مَجْمَرَةً. وَأَنْتَ وَهَارُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مَجْمَرَتَهُ».
ع ٦ و٧ و١صموئيل ١٢: ٣ و٧
خُذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ لعل هذه المجامر من المجامر البيتية العادية المستعملة لإيقاد البخور في البيوت. أو لعلها مجامر رؤساء البيوت لأن رئيس كل بيت كان بمنزلة كاهن قبل إقامة الكهنة فكان يصلي إماماً لأهل بيته ويوقد البخور للرب. أو هي مجامر كان يستعملها قورح وأصحابه خاصة.
١٨، ١٩ «١٨ فَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلُوا فِيهَا نَاراً وَوَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُوراً، وَوَقَفُوا لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ مَعَ مُوسَى وَهَارُونَ. ١٩ وَجَمَعَ عَلَيْهِمَا قُورَحُ كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى مَجْدُ ٱلرَّبِّ لِكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ».
خروج ١٦: ٧ و١٠ ولاويين ٩: ٦ و٢٣ وص ١٤: ١٠ وع ٤٥
كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ هذا يدل على عموم الفتنة وميل الجميع إلى معصية قورح لموسى وهارون.
٢٠، ٢١ «٢٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ٢١ ٱفْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ!».
تكوين ١٩: ١٧ و٢٢ وع ٤٥ وإرميا ٥١: ٦ وأعمال ٢: ٤٠ ورؤيا ١٨: ٤ خروج ٣٢: ١٠ و٣٣: ٥ وع ٤٥
ٱفْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ قد أخطأت الجماعة كلها بميلها إلى رأي قورح ولعل أكثرها أثم باشتراكه في إثم قورح أو معصيته وصار عرضة لغضب الله (وإن كان قورح هو أصل الإثم دون غيره انظر ع ٢٢).
٢٢ - ٢٤ «٢٢ فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَقَالاَ: ٱللّٰهُمَّ إِلٰهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ ٱلْبَشَرِ، هَلْ يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلَى كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ؟ ٢٣ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢٤ كَلِّمِ ٱلْجَمَاعَةَ قَائِلاً ٱطْلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ».
ص ١٤: ٥ وع ٤٥ ص ٢٧: ١٦ وأيوب ١٢: ١٠ وجامعة ١٢: ٧ وإشعياء ٥٧: ١٦ وزكريا ١٢: ١ وعبرانيين ١٢: ٩
ٱطْلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ قال أحد المفسرين «يصعب علينا تعيين المقصود بالمسكن هنا فإنه متى جاء مفرداً دل على خيمة الاجتماع وقد يدل على مكان السكنى مطلقاً. ولعله هنا يدل على مسكن مخصوص أقامه قورح مقام خيمة الاجتماع مباراة لموسى. ويصح أن يُراد به خيمة قورح وخيمة داثان وخيمة أبيرام لأن مساكنهم اعتُبرت لاتفاقهم مسكناً واحداً» (والخلاصة أنه أُريد بالمسكن مجموع خيام الثلاثة لأنها كانت متجاورة وكان أهلها متفقين على الفتنة). (انظر ع ٢٦ و٢٧).
٢٥ - ٢٧ «٢٥ فَقَامَ مُوسَى وَذَهَبَ إِلَى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَذَهَبَ وَرَاءَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ. ٢٦ فَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ: ٱعْتَزِلُوا عَنْ خِيَامِ هٰؤُلاَءِ ٱلْقَوْمِ ٱلْبُغَاةِ، وَلاَ تَمَسُّوا شَيْئاً مِمَّا لَهُمْ لِئَلاَّ تَهْلَكُوا بِجَمِيعِ خَطَايَاهُمْ. ٢٧ فَطَلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَخَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ وَوَقَفَا فِي بَابِ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ نِسَائِهِمَا وَبَنِيهِمَا وَأَطْفَالِهِمَا».
تكوين ١٩: ١٢ و١٤ وإشعياء ٥٢: ١١ و٢كورنثوس ٦: ١٧ ورؤيا ١٨: ٤
خَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ لم يذكر الكتاب شيئاً من مقام قورح في هذا الوقت ولم يذكر أحداً من بنيه مع أنهم لم يموتوا مع جماعة قورح كما يتبين من (ص ٢٦: ١١). وذكرت سلالة قورح في (١أيام ٦: ٢٢ - ٣٨) وذُكر بنو قورح في عنوان للمزمور الحادي عشر وكان صموئيل النبي وهيمان المرنم من نسله (١أيام ٦: ٢٢ و٣٣).
٢٨ «فَقَالَ مُوسَى: بِهٰذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأَعْمَلَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نَفْسِي».
خروج ٣: ١٢ وتثنية ١٨: ٢٢ وزكريا ٢: ٩ و١١ و٤: ٩ ويوحنا ٥: ٣٦ ص ٢٤: ١٣ وإرميا ٢٣: ١٦ وحزقيال ١٣: ١٧ ويوحنا ٥: ٣٠ و٦: ٣٨
لأَعْمَلَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأَعْمَالِ أي لأُخرج الشعب من أرض مصر ولأُفدي الأبكار باللاويين ولأُقدس هارون وبنيه ولاُعلن كل إرادة الرب للشعب.
٢٩، ٣٠ «٢٩ إِنْ مَاتَ هٰؤُلاَءِ كَمَوْتِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَأَصَابَتْهُمْ مَصِيبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ فَلَيْسَ ٱلرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَنِي. ٣٠ وَلٰكِنْ إِنِ ٱبْتَدَعَ ٱلرَّبُّ بِدْعَةً وَفَتَحَتِ ٱلأَرْضُ فَاهَا وَٱبْتَلَعَتْهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُمْ، فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ، تَعْلَمُونَ أَنَّ هٰؤُلاَءِ ٱلْقَوْمَ قَدِ ٱزْدَرَوْا بِٱلرَّبِّ».
حزقيال ٢٠: ٥ و٣٢: ٣٤ وأيوب ٣٥: ١٥ وإشعياء ١٠: ٣ وإرميا ٥: ٩ إشعياء ٤٥: ٧ أيوب ٣١: ٣ وإشعياء ٢٨: ٢١ ع ٣٣ ومزمور ٥٥: ١٥
إِنِ ٱبْتَدَعَ ٱلرَّبُّ بِدْعَةً أي صنع أمراً لم يُعهد مثله.
ٱلْهَاوِيَةِ أي دار الأموات وهي في العبرانية «شاول».
٣١، ٣٢ «٣١ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِكُلِّ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ، ٱنْشَقَّتِ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي تَحْتَهُمْ، ٣٢ وَفَتَحَتِ ٱلأَرْضُ فَاهَا وَٱبْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ ٱلأَمْوَالِ».
ص ٢٦: ١٠ و٢٧: ٣ وتثنية ١١: ٦ ومزمور ١٠٦: ١٧ ع ١٧ وص ٢٦: ١١ و١أيام ٦: ٢٢ و٣٧
فَتَحَتِ ٱلأَرْضُ فَاهَا لو لم يكن ما قيل في هذا الحادث غير هذه الآية لحكمنا أن قورح وأهل بيته كان نصيبهم نصيب داثان وأبيرام وأهل بيتهما. ولكن لنا دليل قاطع على أن بني قورح لم يصبهم ما أصاب أولئك (انظر تفسير ع ٢٧). أما قورح فلنا ما يحملنا على اعتقاد أنه هلك بالنار مع ٢٥٠ رجلاً قدموا البخور معه. وفي (ص ٢٦: ١٠) ذُكر قورح مع داثان وأبيرام. والذي يظهر لنا أن الله أهلك رؤساء الفتنة على معزل من غيرهم. ففي سفر التثنية أن الأرض «فَتَحَت فَاهَا وَٱبْتَلَعَتْهُمَا مَعَ بُيُوتِهِمَا وَخِيَامِهِمَا وَكُلِّ ٱلْمَوْجُودَاتِ ٱلتَّابِعَةِ» (تثنية ١١: ٦). وفي المزامير أنه «فَتَحَتِ ٱلأَرْضُ وَٱبْتَلَعَتْ دَاثَانَ، وَطَبَقَتْ عَلَى جَمَاعَةِ أَبِيرَامَ، وَٱشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي جَمَاعَتِهِمْ. ٱللَّهِيبُ أَحْرَقَ ٱلأَشْرَارَ» (مزمور ١٠٦: ١٧ و١٨). فإن كانت خيمة قورح حينئذ في مكانها المعيّن بين القهاتيين فلنا أن نظن أن المصاب لم يتجاوز خيام داثان وأبيرام نستنتج أن أولاده بقوا في الخيمة الأولى مع القهاتيين أو أن موسى عزلهم عن تلك الأرض مع من عزل عنها. والطبع يحملنا على أن نظن أن قورح كان في ذلك الوقت أمام باب الخيمة مع ٢٥٠ من أصحابه الذين كانوا يقدمون البخور معه فنال نصيباً من نازلتهم.
٣٣ - ٣٥ «٣٣ فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَاءً إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ، وَٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ ٱلأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمَاعَةِ. ٣٤ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُمْ هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: لَعَلَّ ٱلأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا. ٣٥ وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ وَأَكَلَتِ ٱلْمِئَتَيْنِ وَٱلْخَمْسِينَ رَجُلاً ٱلَّذِينَ قَرَّبُوا ٱلْبَخُورَ».
لاويين ١٠: ٢ وص ١١: ١ ومزمور ١٠٦: ١٨ ع ١٧
خَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ قال الأسقف وردسورث أهلكهم العنصر الذي أخطأوا به.
٣٦، ٣٧ «٣٦ ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٣٧ قُلْ لأَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ أَنْ يَرْفَعَ ٱلْمَجَامِرَ مِنَ ٱلْحَرِيقِ، وَٱذْرِ ٱلنَّارَ هُنَاكَ فَإِنَّهُنَّ قَدْ تَقَدَّسْنَ».
لاويين ٢٧: ٢٨
قُلْ لأَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ كان هارون على وشك أن يُشغل بالخدمة الكاهنية والتوسط للشعب فكان من الواجب أن يعتزل الموتى لئلا يتنجس.
٣٨ «مَجَامِرَ هٰؤُلاَءِ ٱلْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ فَلْيَعْمَلُوهَا صَفَائِحَ مَطْرُوقَةً غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدْ قَدَّمُوهَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ فَتَقَدَّسَتْ. فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ».
أمثال ٢٠: ٢ وحبقوق ٢: ١٠ ص ١٧: ١٠ و٢٦: ١٠ وحزقيال ١٤: ٨
هٰؤُلاَءِ ٱلْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ أي الذين هلكوا بما خطئوا.
فَلْيَعْمَلُوهَا صَفَائِحَ مَطْرُوقَةً كان عقاب قورح وأصحابه على انتهاكهم حرمة الأدوات المقدسة عبرة لمن بعدهم إلى الأبد ليحذروا بها من تدنيس القدسيات. وكان مذبح المحرقة مغطى بنحاس وغطوه بذلك وقاية له من الاحتراق لأنه كان موضوعاً من الخشب وكانت النار عليه دائماً. وكانت مجامر قورح وجماعته من النحاس (ع ٣٩). وكانت مجامر هارون وبنيه من الفضة على ما ظُنّ ولكن لا دليل على ذلك كافٍ. ونُصّ في سفر الخروج على أن المباخر كانت من النحاس (خروج ٣٧: ٣). وصُنعت المباخر في أيام سليمان من الذهب (١ملوك ٨: ٥٠). والمجمرة التي كان هارون يبخر بها في يوم الكفارة كانت من الذهب (قابل عبرانيين ٩: ٤ ورؤيا ٨: ٣).
٣٩ «فَأَخَذَ أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ مَجَامِرَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْمُحْتَرِقُونَ وَطَرَقُوهَا غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ».
قَدَّمَهَا ٱلْمُحْتَرِقُونَ أي قدمها قورح وجماعته للرب فإنهم هم الذين احترقوا.
٤٠ «تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ يَقْتَرِبَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُوراً أَمَامَ ٱلرَّبِّ، فَيَكُونَ مِثْلَ قُورَحَ وَجَمَاعَتِهِ، كَمَا كَلَّمَهُ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى».
ص ٣: ١٠ و٢أيام ٢٦: ١٨
تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أي تذكار عبرة وإنذار وقد حذّر يهوذا الرسول المسيحيين بهذا من تدنيس الإلهيات (يهوذا ١١).
٤١ «فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْغَدِ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلِينَ: أَنْتُمَا قَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ ٱلرَّبِّ».
ص ١٤: ٢ ومزمور ١٠٦: ٢٥
فِي ٱلْغَدِ هذا من عجيب فساد القلب البشري فإن القوم تذمروا على أثر ما شاهدوا من شديد عقاب المتذمرين.
٤٢ «وَلَمَّا ٱجْتَمَعَتِ ٱلْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ٱنْصَرَفَا إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَإِذَا هِيَ قَدْ غَطَّتْهَا ٱلسَّحَابَةُ وَتَرَاءَى مَجْدُ ٱلرَّبِّ».
خروج ٤٠: ٢٤ ع ١٩ وص ٢٠: ٦
قَدْ غَطَّتْهَا ٱلسَّحَابَةُ المرجّح أن السحابة كانت قد زالت في اليوم الماضي وعادت الآن تشجيعاً لموسى وهارون لأنها كانت علامة حضور الرب.
٤٣ - ٤٦ «٤٣ فَجَاءَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٤٤ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٤٥ اِطْلَعَا مِنْ وَسَطِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ بِلَحْظَةٍ. فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا. ٤٦ ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: خُذِ ٱلْمَجْمَرَةَ وَٱجْعَلْ فِيهَا نَاراً مِنْ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُوراً، وَٱذْهَبْ بِهَا مُسْرِعاً إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ ٱلسَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ. قَدِ ٱبْتَدَأَ ٱلْوَبَأُ».
ع ٢١ و٢٤ ع ٢٢ وص ٢٠: ٦ لاويين ١٠: ٦ وص ١: ٥٣ و٨: ١٩ و١١: ٣٣ و١٨: ٥ و١أيام ٢٧: ٢٤ ومزمور ١٠٦: ٢٩
خُذِ ٱلْمَجْمَرَةَ المقصود بهذه المجمرة المجمرة الذهبية المختصة بالحبر الأعظم. وكان البخور رمزاً إلى الصلاة والشفاعة والوساطة التي يقوم بها المسيح (انظر مزمور ١٤١: ٢ ورؤيا ٨: ٣ و٤).
٤٧ «فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَالَ مُوسَى وَرَكَضَ إِلَى وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ، وَإِذَا ٱلْوَبَأُ قَدِ ٱبْتَدَأَ فِي ٱلشَّعْبِ. فَوَضَعَ ٱلْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ ٱلشَّعْبِ».
رَكَضَ إِلَى وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ كان الأمر كله غير معتاد فإن العادة كانت أن يقدم البخور على مذبح الذهب في القدس الذي يخدم فيه الكاهن.
٤٨ «وَوَقَفَ بَيْنَ ٱلْمَوْتٰى وَٱلأَحْيَاءِ فَٱمْتَنَعَ ٱلْوَبَأُ».
وَقَفَ بَيْنَ ٱلْمَوْتٰى وَٱلأَحْيَاءِ عمل هارون مثل عمل المسيح الذي «أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلّٰهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً» (أفسس ٥: ٢).
٤٩ «فَكَانَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا بِٱلْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا ٱلَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ».
عَدَا ٱلَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ (هم الذين احترقوا معه ع ٣٥).
٥٠ «ثُمَّ رَجَعَ هَارُونُ إِلَى مُوسَى إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَٱلْوَبَأُ قَدِ ٱمْتَنَعَ».
رَجَعَ هَارُونُ إلى حيث كان فإنه كان هو وموسى عند باب خيمة الاجتماع.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ


١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢ كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصاً عَصاً لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصاً. وَٱسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ».
ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصاً ظن بعضهم أن عصا هارون لم تكن بين هذه العُصي. وقال بعضهم كانت عصا هارون بينها ولكن أُخذت عصا واحدة لسبطي أفرايم ومنسى (لأنهما ابنا سبط واحد وهو يوسف) وهذا الذي رُجّح ويؤيده ما جاء في سفر التثنية من أن يوسف قام مقام سبطي أفرايم ومنسى (تثنية ٢٧: ١٢ و١٣) وأن لاوي عُدّ سبطاً مستقلاً.
وَٱسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ هذه عادة مصرية على ما قال ولكنسون في تاريخ المصريين القدماء. وأمر بمثل هذا حزقيال النبي (حزقيال ٣٧: ١٦).
٣ «وَٱسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصاً وَاحِدَةً».
وَٱسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي كان هارون سلالة ابن لاوي الثاني فعُيّن بأمر الله رئيس بيت أبيه لا بمقتضى الطبع. وكان هارون هنا رئيس قسمي سبط لاوي الكهنة واللاويين.
٤ «وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ أَمَامَ ٱلشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ».
خروج ٢٥: ٢٢ و٢٩: ٤٢ و٤٣ و٣٠: ٣٦
حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ (قُرئ في بعض النسخ حيث اجتمع بك وهو المناسب للمقام).
٥ «فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا».
ص ١٦: ٥ ص ١٦: ١١
فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ أي ينشأ عليها ورق أو زهر. لما اغتاظ أشيلس من أغا ممنون حلف بصولجانه الذي لا ينمو أيضاً بعد أن ترك أصله على الجبال. والملك لاتيتوس على ما مثّل فرجيل أكد عهده لأنياس بما يشبه هذا القسَم.
٦ - ٨ «٦ فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصاً عَصاً لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصاً. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. ٧ فَوَضَعَ مُوسَى ٱلْعِصِيَّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ فِي خَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ. ٨ وَفِي ٱلْغَدِ دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخاً وَأَزْهَرَتْ زَهْراً وَأَنْضَجَتْ لَوْزاً».
خروج ٣٨: ٢١ وص ١٨: ٢ وأعمال ٧: ٤٤
وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ كما أن هارون أثبت كهنوته بأن عصاه أورقت أثبت المسيح أنه الكاهن الأعلى على بيت الله بأنه قضيب خرج من جزع يسى (إشعياء ١١: ١) «وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ» (إشعياء ٥٣: ٢). ويمكن أن يؤخذ إفراخ عصا هارون رمزاً إلى أسلوب عمل الروح القدس في الكنيسة ولا سيما عمل الخدمة «لاَ بِٱلْقُدْرَةِ وَلاَ بِٱلْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» (زكريا ٤: ٦).
وَأَنْضَجَتْ لَوْزاً يُظن أنه ذُكر حملها لوزاً ناضجاً بياناً لغرابة المعجزة لأنه في ذلك اليوم لم يكن اللوز مما يُزهر فضلاً عن أنه يثمر وينضج ثمره (انظر إرميا ١: ١١ و١٢).
٩ - ١١ «٩ فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ ٱلْعِصِيِّ مِنْ أَمَامِ ٱلرَّبِّ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. ١٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ ٱلشَّهَادَةِ لأَجْلِ ٱلْحِفْظِ، عَلاَمَةً لِبَنِي ٱلتَّمَرُّدِ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لاَ يَمُوتُوا. ١١ فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ. كَذٰلِكَ فَعَلَ».
عبرانيين ٩: ٤ ص ١٦: ٣٨ ع ٥
رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ ٱلشَّهَادَةِ أي أمام التابوت الذي فيه الشهادة يعني لوحي الوصايا العشر. ولم يُقل هنا أنه وُضعت العصا في التابوت ولم يُقل كذلك في قسط المن في سفر الخروج (خروج ٢٦: ٣٣). ولم يكن ما ذُكر في التابوت يوم نُقل إلى هيكل سليمان (١ملوك ٨: ٩). لكن جاء في رسالة العبرانيين أن قسط المن وعصا هارون التي أفرخت كانا في التابوت (عبرانيين ٩: ٤). ولا منافاة في ذلك لأن بعض ملوك بني إسرائيل نقلها إلى التابوت بعد ذلك. ويؤيد ذلك ما جاء في التقاليد اليهودية من أن الملك يوشيا حين أمر أن يوضع التابوت في البيت الذي بناه سليمان وضع فيه قسط المن وعصا هارون وزيت المسحة.
١٢، ١٣ «١٢ فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: إِنَّنَا فَنِينَا وَهَلَكْنَا. قَدْ هَلَكْنَا جَمِيعاً. ١٣ كُلُّ مَنِ ٱقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ يَمُوتُ! أَمَا فَنِينَا تَمَاماً؟».
ص ١: ٥١ و٥٣ و١٨: ٤ و٧
فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى أنشأ ما شاهده بنو إسرائيل في قلوبهم خشية ولكنهم لم يشعروا بوجوب الشكر لله على إنقاذه إياهم من الوبإ على آيات عنايته بهم وحضوره بينهم وجواب سؤالهم في الأصحاح الآتي الذي فيه رمز إلى كهنوت المسيح وحمله آثام شعبه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ


١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِهَارُونَ: أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ ٱلْمَقْدِسِ. وَأَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ كَهَنُوتِكُمْ».
ص ١٧: ١٣ خروج ٢٨: ٣٨
تَحْمِلُونَ ذَنْبَ ٱلْمَقْدِسِ يجب أن يُذكر هنا أن ذنب المقدس وذنب الكهنوت غير مقصور على تدنيس القدس بمعاصي الكهنة والشعب (لاويين ١٦: ١١ و١٥ و١٦) بل يمتد إلى التدنيس بنقص خدمة الكهنة وتقدمات الشعب (خروج ٢٨: ٣٨). وإضافة الذنب إلى المقدس وإلى الكهنوت لكون نقص الخدمة في المقدس ونقصها من أصحاب الكهنوت وكذا نقص تقدمات الشعب لا أن المقدس أذنب أو الكهنوت كذلك.
٢ «وَأَيْضاً إِخْوَتَكَ سِبْطَ لاَوِي، سِبْطُ أَبِيكَ، قَرِّبْهُمْ مَعَكَ فَيَقْتَرِنُوا بِكَ وَيُوازِرُوكَ، وَأَنْتَ وَبَنُوكَ قُدَّامَ خَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ».
تكوين ٢٩: ٣٤ ص ٣: ٦ و٧ ص ٣: ١٠
فَيَقْتَرِنُوا بِكَ في هذا إشارة إلى اسم لاوي المسمى به ابن ليئة الثالث (انظر تكوين ٢٩: ٣٤). والفعل العبراني هنا مثل الفعل العبراني في كلام ليئة.
وَيُوازِرُوكَ... قُدَّامَ خَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ كانت خدمة اللاويين أمام الخيمة في الدار وخدمة الكهنة في القدس والدار أيضاً (ع ٧).
٣، ٤ «٣ فَيَحْفَظُونَ حِرَاسَتَكَ وَحِرَاسَةَ ٱلْخَيْمَةِ كُلِّهَا. وَلٰكِنْ إِلَى أَمْتِعَةِ ٱلْقُدْسِ وَإِلَى ٱلْمَذْبَحِ لاَ يَقْتَرِبُونَ، لِئَلاَّ يَمُوتُوا هُمْ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً. ٤ يَقْتَرِنُونَ بِكَ وَيَحْفَظُونَ حِرَاسَةَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ مَعَ كُلِّ خِدْمَةِ ٱلْخَيْمَةِ. وَٱلأَجْنَبِيُّ لاَ يَقْتَرِبْ إِلَيْكُمْ».
ص ٣: ٢٥ و٣١ و٣٦ ص ١٦: ٤٠ ص ٤: ١٥ ص ٣: ١٠
حِرَاسَةَ (انظر ص ١: ٣٥ و٣: ٧).
٥، ٦ «٥ بَلْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ حِرَاسَةَ ٱلْقُدْسِ وَحِرَاسَةَ ٱلْمَذْبَحِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ أَيْضاً سَخَطٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٦ هَئَنَذَا قَدْ أَخَذْتُ إِخْوَتَكُمُ ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَطِيَّةً لَكُمْ مُعْطَيْنَ لِلرَّبِّ، لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».
خروج ٢٧: ٢١ و٣٠: ٧ ولاويين ٢٤: ٣ وص ٨: ٢ ص ١٦: ٤٦ ص ٣: ١٢ و٤٥ ص ٣: ٩ و٨: ٩
تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ حِرَاسَةَ ٱلْقُدْسِ (انظر ص ٨: ١٩).
٧ «وَأَمَّا أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ فَتَحْفَظُونَ كَهَنُوتَكُمْ مَعَ مَا لِلْمَذْبَحِ وَمَا هُوَ دَاخِلَ ٱلْحِجَابِ، وَتَخْدِمُونَ خِدْمَةً. عَطِيَّةً أَعْطَيْتُ كَهَنُوتَكُمْ. وَٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ».
ص ٣: ١٠ وع ٥ عدد ٩: ٣ و٦
دَاخِلَ ٱلْحِجَابِ أي الحجاب الثاني على ما يفيد استعمال اللفظة العبرانية (انظر لاويين ١٦: ١٢) فإن اسم الحجاب الثاني في العبرانية «باروشيت» واسم الحجاب الخارجي «مسك» والظاهر أن الإشارة هنا إلى كل الواجبات الكهنوتية التي كان هارون وبنوه يقومون بها ومنها ما يتعلق بمذبح المحرقة في قدس الأقداس.
٨ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِهَارُونَ: وَهَئَنَذَا قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِرَاسَةَ رَفَائِعِي. مَعَ جَمِيعِ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَكَ أَعْطَيْتُهَا، حَقَّ ٱلْمَسْحَةِ وَلِبَنِيكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً».
لاويين ٦: ١٦ و١٨ و٢٦ و٧: ٦ و٣٢ وص ٥: ٩ خروج ٢٩: ٢٩ و٤٠: ١٣ و١٥ ولاويين ٧: ٣٥
حِرَاسَةَ رَفَائِعِي (انظر لاويين ٧: ٣٤ وع ١١ من هذا الأصحاح).
لَكَ أَعْطَيْتُهَا، حَقَّ ٱلْمَسْحَةِ (انظر لاويين ٧: ٣٥ والتفسير).
فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً أي مدة بقاء الكهنوت اللاوي.
٩ «هٰذَا يَكُونُ لَكَ مِنْ قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ مِنَ ٱلنَّارِ، كُلُّ قَرَابِينِهِمْ مَعَ كُلِّ تَقْدِمَاتِهِمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ خَطَايَاهُمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ آثَامِهِمِ ٱلَّتِي يَرُدُّونَهَا لِي. قُدْسُ أَقْدَاسٍ هِيَ لَكَ وَلِبَنِيكَ».
لاويين ٢: ٢ و٣ و١٠: ١٢ و١٣ لاويين ٤: ٢٢ و٢٧ و٦: ٢٥ و٢٦ لاويين ٥: ١ و٧: ٧ و١٠: ١٢ و١٤: ١٣
مِنَ ٱلنَّارِ الموقدة على مذبح المحرقة.
١٠ «فِي قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ تَأْكُلُهَا. كُلُّ ذَكَرٍ يَأْكُلُهَا. قُدْساً تَكُونُ لَكَ».
لاويين ٦: ١٦ و١٨ و٢٦ و٢٩ و٧: ٦
فِي قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ تَأْكُلُهَا الخ كانت هذه التقدمات كقدس الأقداس في القداسة فلا يأكلها إلا الكهنة والذكور من أهل بيوتهم. وكان يأكلها غير الحبر الأعظم من أولئك الذكور في دار الخيمة (انظر لاويين ٦: ١٦ و٢٦ و٧: ٦).
١١ «وَهٰذِهِ لَكَ: ٱلرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لَكَ أَعْطَيْتُهَا وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا».
خروج ٢٩: ٢٧ و٢٨ ولاويين ٧: ٣٠ و٣٤ لاويين ١٠: ١٤ وتثنية ١٨: ٣ لاويين ٢٢: ٢ و٣ و١١ و١٢ و١٣
ٱلرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ (انظر لاويين ٧: ٣٤).
كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا (انظر لاويين ٢٢: ١٠ - ١٣).
١٢، ١٣ «١٢ كُلُّ دَسَمِ ٱلزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ ٱلْمِسْطَارِ وَٱلْحِنْطَةِ، أَبْكَارُهُنَّ ٱلَّتِي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ، لَكَ أَعْطَيْتُهَا. ١٣ أَبْكَارُ كُلِّ مَا فِي أَرْضِهِمِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لَكَ تَكُونُ. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُهَا».
خروج ٢٣: ١٩ وع ٢٩ وتثنية ١٨: ٤ ونحميا ١٠: ٣٥ و٣٦ خروج ٢٢: ٢٩ و٢٣: ١٩ و٣٤: ٢٦ ولاويين ٢: ١٤ وص ١٥: ١٩ وتثنية ٢٦: ٢ ع ١١
كُلُّ دَسَمِ (تكوين ٤٥: ١٨).
أَبْكَارُهُنَّ لم يعيّن المقدار. وقال جيروم في تفسيره نبوءة حزقيال (حزقيال ص ٤٥) أنها كانت جزءاً من أربعين من الغلة للمكثر وجزءاً من ستين منها للمقلّ على ما عُرف من تقليد اليهود.
١٤ «كُلُّ مُحَرَّمٍ فِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ لَكَ».
لاويين ٢٧: ٢٨
كُلُّ مُحَرَّمٍ (انظر لاويين ٢٧: ٢١ - ٢٨).
١٥ «كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ، مِنَ ٱلنَّاسِ وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ، يَكُونُ لَكَ. غَيْرَ أَنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَ بِكْرِ ٱلإِنْسَانِ، وَبِكْرُ ٱلْبَهِيمَةِ ٱلنَّجِسَةِ تَقْبَلُ فِدَاءَهُ».
خروج ١٣: ٢ و٢٢: ٢٩ ولاويين ٢٧: ٢٦ وص ٣: ١٣ خروج ١٣: ١٣ و٣٤: ٢٠
كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ (انظر لاويين ٢٧: ٦ و٢٦ و٢٧). كان فداء كل بكر لم يُفتد باللاويين خمسة شواقل (ص ٣: ٤٧).
١٦، ١٧ «١٦ وَفِدَاؤُهُ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً، خَمْسَةَ شَوَاقِلَ عَلَى شَاقِلِ ٱلْقُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً. ١٧ لٰكِنْ بِكْرُ ٱلْبَقَرِ أَوْ بِكْرُ ٱلضَّأْنِ أَوْ بِكْرُ ٱلْمَعْزِ لاَ تَقْبَلْ فِدَاءَهُ. إِنَّهُ قُدْسٌ. بَلْ تَرُشُّ دَمَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَتُوقِدُ شَحْمَهُ وَقُوداً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ».
لاويين ٢٧: ٢ و٦ وص ٣: ٤٧ خروج ٣٠: ١٣ ولاويين ٢٧: ٢٥ وص ٣: ٤٧ وحزقيال ٤٥: ١٢ تثنية ١٥: ١٩ لاويين ٣: ٢ و٥
حَسَبَ تَقْوِيمِكَ (انظر لاويين ١٨: ٣ - ٧ والتفسير).
١٨ «وَلَحْمُهُ يَكُونُ لَكَ، كَصَدْرِ ٱلتَّرْدِيدِ وَٱلسَّاقِ ٱلْيُمْنَى يَكُونُ لَكَ».
خروج ٢٩: ٢٦ و٢٨ ولاويين ٧: ٣١ و٣٢ و٣٤
لَحْمُهُ يَكُونُ لَكَ كان أبكار البقر والغنم تؤكل في المكان الذي يعينه الرب وكان آكلوها أصحابها (تثنية ١٢: ١٧ و١٨).
١٩ «جَمِيعُ رَفَائِعِ ٱلأَقْدَاسِ ٱلَّتِي يَرْفَعُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ أَعْطَيْتُهَا لَكَ وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ حَقّاً دَهْرِيّاً. مِيثَاقَ مِلْحٍ دَهْرِيّاً أَمَامَ ٱلرَّبِّ لَكَ وَلِزَرْعِكَ مَعَكَ».
ع ١١ لاويين ٢: ١٣ و٢أيام ١٣: ٥
مِيثَاقَ مِلْحٍ أي عهد وثيق لا يُنقض (انظر لاويين ٢: ٣ والتفسير و٢أيام ١٣: ٥).
٢٠ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِهَارُونَ: لاَ تَنَالُ نَصِيباً فِي أَرْضِهِمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكَ قِسْمٌ فِي وَسَطِهِمْ. أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
تثنية ١٠: ٩ و١٢: ١٢ و١٤: ٢٧ و٢٩ و١٨: ١ و٢ ويشوع ١٣: ١٤ و٣٣ و١٤: ٣ و١٨: ٧ ومزمور ١٦: ٥ وحزقيال ٤٤: ٢٨
لاَ تَنَالُ نَصِيباً فِي أَرْضِهِمْ خُوطب هارون هنا باعتبار أنه نائب عن الكهنة فإنه هو نفسه لم يدخل أرض كنعان.
أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ (أي قسم الكهنة ونصيبهم على ما مرّ في تفسير الجزء الأول من هذه الآية) فكل من يدخل عدد أهل الكهنوت الملكي الذي هو كهنوت المسيح نصيبه الله وقسمه حياً وميتاً وإلى الأبد (قابل بهذا مزمور ٧٣: ٣٦ و٤٢: ٥).
٢١ «وَأَمَّا بَنُو لاَوِي فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِيرَاثاً عِوَضَ خِدْمَةِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ ٱلَّتِي يَخْدِمُونَهَا».
لاويين ٢٧: ٣٠ و٣٢ وع ٢٤ و٢٦ ونحميا ١٠: ٣٧ و١٢: ٤٤ وعبرانيين ٧: ٥ و٨ و٩ ص ٣: ٧ و٨
كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ أي العشر الأول أو عُشر كل غلال الأرض.
٢٢، ٢٣ «٢٢ فَلاَ يَقْتَرِبُ أَيْضاً بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ لِيَحْمِلُوا خَطِيَّةً لِلْمَوْتِ، ٢٣ بَلِ ٱللاَّوِيُّونَ يَخْدِمُونَ خِدْمَةَ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ، وَهُمْ يَحْمِلُونَ ذَنْبَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. وَفِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَنَالُونَ نَصِيباً».
ص ١: ٥١ لاويين ٢٢: ٩ ص ٣: ٧
لِيَحْمِلُوا خَطِيَّةً لِلْمَوْتِ أي لئلا يقعوا في الإثم فيحملوا عقابه الذي هو الموت وهذا هو معنى العبارة الأول ويتفرع عليه معنىً ثان حمل التفكير عن الإثم (قابل بهذا لاويين ١٩: ١٧ و٢٢: ٩).
٢٤ «إِنَّ عُشُورَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي يَرْفَعُونَهَا لِلرَّبِّ رَفِيعَةً قَدْ أَعْطَيْتُهَا لِلاَّوِيِّينَ نَصِيباً. لِذٰلِكَ قُلْتُ لَهُمْ: فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يَنَالُونَ نَصِيباً».
ع ٢١ تثنية ١٠: ٩ و١٤: ٢٧ و٢٩ و١٨: ١ وع ٢٠
إِنَّ عُشُورَ الخ أي لأن عشور الخ. وهذه الآية بيان لعلة أن ليس للاويين نصيب بين بني إسرائيل من أرض كنعان.
٢٥ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».
قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وموسى كلم اللاويين والكلام على ما يجب على اللاويين وهو أن يؤدوا عُشر العُشر للكهنة.
٢٦ «لِلاَّوِيِّينَ تَقُولُ: مَتَى أَخَذْتُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلْعُشْرَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ مِنْ عِنْدِهِمْ نَصِيباً لَكُمْ، تَرْفَعُونَ مِنْهُ رَفِيعَةَ ٱلرَّبِّ: عُشْراً مِنَ ٱلْعُشْرِ».
نحميا ١٠: ٣٨
عُشْراً مِنَ ٱلْعُشْرِ كان اللاويون يؤدون عُشر ما يأخذونه من الشعب وكان ما يأخذون من الشعب العُشر فكان ما يقدمونه عُشر العُشر.
٢٧ - ٢٩ «٢٧ فَيُحْسَبُ لَكُمْ. إِنَّهُ رَفِيعَتُكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ مِنَ ٱلْبَيْدَرِ وَكَالْمِلْءِ مِنَ ٱلْمِعْصَرَةِ. ٢٨ فَهٰكَذَا تَرْفَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً رَفِيعَةَ ٱلرَّبِّ مِنْ جَمِيعِ عُشُورِكُمُ ٱلَّتِي تَأْخُذُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. تُعْطُونَ مِنْهَا رَفِيعَةَ ٱلرَّبِّ لِهَارُونَ ٱلْكَاهِنِ. ٢٩ مِنْ جَمِيعِ عَطَايَاكُمْ تَرْفَعُونَ كُلَّ رَفِيعَةِ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلْكُلِّ، دَسَمَهُ ٱلْمُقَدَّسَ مِنْهُ».
خروج ٢٢: ٢٩ وع ٣٠ ع ١٢
كَالْمِلْءِ مِنَ ٱلْمِعْصَرَةِ الملء هنا مثل الملء في (خروج ٢: ٢٩) وهو هناك أول الأثمار الناضجة فيكون المقصود بالملء إما الناضج نضجاً كاملاً أو المستخرج منه الخمر الكاملة. وكان العُشر الذي يقدمه اللاويون للكهنة يُعتبر مما حصلوا عليه بتعبهم.
٣٠ «وَتَقُولُ لَهُمْ: حِينَ تَرْفَعُونَ دَسَمَهُ مِنْهُ يُحْسَبُ لِلاَّوِيِّينَ كَمَحْصُولِ ٱلْبَيْدَرِ وَكَمَحْصُولِ ٱلْمِعْصَرَةِ».
ع ٢٧
كَمَحْصُولِ ٱلْبَيْدَرِ أي كمحصل أو حاصل البيدر. أي أنه يُعد ذلك العشر كأنه حاصل بيدرهم أو معصرتهم. والمقصود بذلك أنه مما حصلوا عليه بأتعابهم (انظر تفسير ع ٢٧) لأنهم فعلة في الهيكل والفاعل مستحق أجرته.
٣١ «وَتَأْكُلُونَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ، لأَنَّهُ أُجْرَةٌ لَكُمْ عِوَضَ خِدْمَتِكُمْ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».
متّى ١٠: ١٠ ولوقا ١٠: ٧ و١كورنثوس ٩: ١٣ و١تيموثاوس ٥: ١٨
تَأْكُلُونَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أي لكم أن تأكلوا ما بقي مما أخذتموه من الشعب بعد تأدية عشره للكهنة أين شئتم فليس عليكم ما على الكهنة من اقتصارهم على أكله في المسكن المقدس.
٣٢ «وَلاَ تَتَحَمَّلُونَ بِسَبَبِهِ خَطِيَّةً إِذَا رَفَعْتُمْ دَسَمَهُ مِنْهُ. وَأَمَّا أَقْدَاسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلاَ تُدَنِّسُوهَا لِئَلاَّ تَمُوتُوا».
لاويين ١٩: ٨ و٢٢: ١٦ لاويين ٢٢: ٢ و١٥
وَلاَ تَتَحَمَّلُونَ بِسَبَبِهِ خَطِيَّةً أي لا تُعاقبون على إثمٍ (انظر تفسير ع ٢٢).

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ عَشَرَ


١، ٢ «١ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ٢ هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ».
تثنية ٢١: ٣ و١صموئيل ٦: ٧
هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلشَّرِيعَةِ اصطحاب هاتين الكلمتين أي الفريضة والشريعة بطريق الإضافة لم يأت إلا هنا وفي (ص ٣١: ٢١) والظاهر أنه أُريد به التنبيه على أهمية الشريعة المذكورة قبله. ولعل علة تلك الوفيات الخارقة العادة دعت إلى رسوم التطهير من التنجس بالموتى. ولا دليل واضح على الوقت الذي أُعلنت فيه تلك الشريعة. وذهب ابن عزرا وغيره إلى أنها أُعلنت قبل الانطلاق من سيناء. وصيغة الكلام تدل على أنها أُعلنت قبل هذا الوقت.
لاَ عَيْبَ فِيهَا كانت هذه البقرة خالصة الحمرة لا نقص فيها (قابل بهذا لاويين ٢٢: ١٩ و٢٠).
٣، ٤ «٣ فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ. ٤ وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلَى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ».
لاويين ٤: ١٢ و٢١ و١٦: ٢٧ وعبرانيين ١٣: ١١ لاوين ٤: ٦ و١٦: ١٤ و١٩ وعبرانيين ٩: ١٣
يَأْخُذُ أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا (ع ٤) كان هذا الرسم ممما يجب أن يقوم به العازار لا هارون لئلا يتنجس فيمتنع عن عمل الحبر الأعظم وقتياً.
وَجْهِ خَيْمَةِ ٱلاجْتِمَاعِ أي تجاه تلك الخيمة لكن خارج المحلة كما أُعلن في (ع ٣) لأن في العمل إشارة إلى نجاسة الموت.
٥، ٦ «٥ وَتُحْرَقُ ٱلْبَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلْدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. ٦ وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزاً وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ ٱلْبَقَرَةِ»
خروج ٢٩: ١٤ ولاويين ٤: ١١ و ١٢ لاويين ١٤: ٤ و٦ و٤٩
يَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزاً يُفهم من ترجمة يوناثان أن كاهن آخر كان يفعل ذلك والظاهر أن المقصود بالكاهن هنا ألعازار نفسه. وكان خشب الأرز رمزاً إلى العصر وعدم الفساد. والزوفا رمزاً إلى التطهير والقرمز أو الصوف القرمزي أو النسيج القرمزي رمزاً إلى الخطيئة (إشعياء ١: ١٨). والدم الذي هو الحياة والذي سفكه ضروري لمغفرة الخطيئة. وهذا كله كان يُستعمل في تطهير الأبرص (عبرانيين ٩: ١٣ و١٤).
٧ «ثُمَّ يَغْسِلُ ٱلْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَدْخُلُ ٱلْمَحَلَّةَ. وَيَكُونُ ٱلْكَاهِنُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ».
لاويين ١١: ٢٥ و١٥: ٥
ٱلْكَاهِنُ في ترجمة يوناثان الكاهن الذي ذبح البقرة. وقال ابن عزرا الكاهن أحرقها والمرجّح أن الكاهن هنا هو ألعازار.
٨ «وَٱلَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ».
وَٱلَّذِي أَحْرَقَهَا (هذا يدل على أن الذي أحرقها غير ألعازار).
٩ «وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ ٱلْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظٍ، مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ».
عبرانيين ٩: ٣ ع ١٣ و٢٠ و٢١ وص ٣١: ٢٣
فِي حِفْظ مَاءَ نَجَاسَةٍ (أي يحفظ الرماد ليوضع في ماء وهذا الماء يطهر من النجاسة).
١٠ «وَٱلَّذِي جَمَعَ رَمَادَ ٱلْبَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ ٱلنَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً».
فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ كذا موعد غفران الخطايا بيسوع المسيح فإنه لم يكن لليهود وأولادهم فقط بل لكل البعيدين أيضاً (انظر أعمال ٢: ٣٩).
١١ «مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ مَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ».
لاويين ٢١: ١ وع ١٦ وص ٥: ٢ و٩: ٦ و١٠ وص ٣١: ١٩ ومراثي إرميا ٤: ١٤ وحجي ٢: ١٣
مَنْ مَسَّ مَيِّتاً كان مس جسد البهيمة الميتة ينجس إلى المساء فقط (لاويين ١١: ٢٤) ولكن مس جسد الإنسان الميت يقتضى أن يبقى نجساً سبعة أيام.
١٢ - ١٦ «١٢ يَتَطَهَّرُ بِهِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ طَاهِراً. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ فَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ لاَ يَكُونُ طَاهِراً. ١٣ كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ ٱلرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ مَاءَ ٱلنَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لَمْ تَزَلْ فِيهَا. ١٤ هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ ٱلْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي ٱلْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ١٥ وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. ١٦ وَكُلُّ مَنْ مَسَّ عَلَى وَجْهِ ٱلصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِٱلسَّيْفِ أَوْ مَيِّتاً أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْراً، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ».
ص ٣١: ١٩ لاويين ١٥: ٣١ ص ٨: ٧ وع ٩ لاويين ٧: ٢٠ و٢٢: ٣ لاويين ١١: ٣٢ وص ٣١: ٢٠ ع ١١
يَتَطَهَّرُ وطريق التطهير في (ع ١٧ - ١٩).
١٧ «فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيّاً فِي إِنَاءٍ».
ع ٩ تكوين ٢٦: ١٩
مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ أي من رماد المحرقة.
١٨ - ٢٢ «١٨ وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي ٱلْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى ٱلْخَيْمَةِ وَعَلَى جَمِيعِ ٱلأَمْتِعَةِ وَعَلَى ٱلأَنْفُسِ ٱلَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ وَعَلَى ٱلَّذِي مَسَّ ٱلْعَظْمَ أَوِ ٱلْقَتِيلَ أَوِ ٱلْمَيِّتَ أَوِ ٱلْقَبْرَ. ١٩ يَنْضِحُ ٱلطَّاهِرُ عَلَى ٱلنَّجِسِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ وَٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ. وَيُطَهِّرُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ بِمَاءٍ فَيَكُونُ طَاهِراً فِي ٱلْمَسَاءِ. ٢٠ وَأَمَّا ٱلإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ ٱلرَّبِّ. مَاءُ ٱلنَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. ٢١ فَتَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. وَٱلَّذِي رَشَّ مَاءَ ٱلنَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ، وَٱلَّذِي مَسَّ مَاءَ ٱلنَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ. ٢٢ وَكُلُّ مَا مَسَّهُ ٱلنَّجِسُ يَتَنَجَّسُ، وَٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَمَسُّ تَكُونُ نَجِسَةً إِلَى ٱلْمَسَاءِ».
مزمور ٥١: ٧ لاويين ١٤: ٩ ع ١٣ حجي ٢: ١٣ لاويين ١٥: ٥
يَنْضِحُ ٱلطَّاهِرُ عَلَى ٱلنَّجِسِ لأن النجس ليس أهلاً لأن يظهر نجساً.
فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ أي النجس الذي نضح الطاهر عليه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ


١ «وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ، ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا، إِلَى بَرِّيَّةِ صِينَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ. وَأَقَامَ ٱلشَّعْبُ فِي قَادِشَ. وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ».
ص ٣٣: ٣٦ خروج ١٥: ٢٠ وص ٢٦: ٥٩
وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ المدة بين هذا الإتيان وما قبله مجهولة.
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ ظنّ جمهور المفسرين أنه الشهر الأول من السنة الأربعين للخروج وذلك حين رجوع الإسرائيليين إلى قادش أي حلولهم إياها ثانية. وذهب بعضهم أن هذا السفر هو السفر المذكور في (ص ١٢: ١٦ وتثنية ١: ١٩) وإن وصولهم إلى قادش كان في الشهر الأول من السنة الثالثة للخروج أي بعد السنة التي ساروا فيها من سيناء. ولكن ذلك السير في اليوم العشرين من الشهر الثاني من السنة الثانية للخروج.
وَأَقَامَ ٱلشَّعْبُ فِي قَادِشَ من البيّن أن الإقامة بقادش كانت طويلة سواء كانت في السنة الثانية للخروج أم كانت للسنة الثالثة منه فإنها بقيت إلى بداءة دخولهم أرض كنعان (انظر تثنية ١: ٤٦) وأعلن موسى طول الإقامة بقادش «أياماً كثيرة» كما قال في (ع ٢٠: ٥) في إنبائه بطول الإقامة بأرض مصر. وتلك العبارة ليست بدليل على إقامة بني إسرائيل بقادش في بداءة السنة الأربعين ولا على نفي ذلك (انظر تفسير ع ١٤).
٢ «وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَمَاعَةِ فَٱجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ».
خروج ١٧: ١ ص ١٦: ١٩ و٤٢
وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ في قادش. وقادش تُعتبر جزءاً من برّية صين وربما كان ماء في الأماكن المجاورة لها أو ربما كان ذلك الماء غير كاف للشعب (ولعله لم يكن من ماء في قادش ولا على القرب منها يومئذ) فما كان لموسى إلا أن يخرج لهم ماء بمعجزة. وكان إنزال الله إياهم في تلك الأرض امتحاناً لإيمانهم.
٣ - ٥ «٣ وَخَاصَمَ ٱلشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا لَهُ: لَيْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ٤ لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ إِلَى هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ ٥ وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلَى هٰذَا ٱلْمَكَانِ ٱلرَّدِيءِ؟ لَيْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ، وَلاَ فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ».
خروج ١٧: ٢ وص ١٤: ٢ ص ١١: ١ و٣٣ و١٤: ٣٧ و١٦: ٣٢ و٣٥ و٤٩ خروج ١٧: ٣
لَيْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ في هذا إشارة إلى الضربة التي حدثت زمن خطاء قورح. وكلام المتذمرين هنا مثل كلام المتذمرين في (ص ١٦: ١٤). وهذا يدل على قرب عهد الضربة المشار إليها هنا ولا سيما قولهم «إخوتنا». فكيف يُظن أن ما بين الأمرين نحو أربعين سنة على ما سبق من قول جمهور المفسرين (انظر تفسير ع ١). وظن بعضهم أن المعاصرين لقورح في زمن عصيانه كانوا قد ماتوا (وإن دعوتهم إخوة لا يقتضي حداثة العهد بالضرورة لصحة أن يُقال حينئذ أن فرعون جار على إخوتهم في مصر بالنظر إلى أنهم أولاد يعقوب جميعاً. لكن بقي أن قولهم «لماذا أصعدتنا من أرض مصر» يدل على أن المتكلمين ممن كانوا في مصر وهم بالغون (على أن في ذلك ما فيه) (انظر تفسير ع ١٦).
٦ - ١١ «٦ فَأَتَى مُوسَى وَهَارُونُ مِنْ أَمَامِ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا. فَتَرَاءَى لَهُمَا مَجْدُ ٱلرَّبِّ. ٧ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٨ خُذِ ٱلْعَصَا وَٱجْمَعِ ٱلْجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ، وَكَلِّمَا ٱلصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجُ لَهُمْ مَاءً مِنَ ٱلصَّخْرَةِ وَتَسْقِي ٱلْجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ. ٩ فَأَخَذَ مُوسَى ٱلْعَصَا مِنْ أَمَامِ ٱلرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ، ١٠ وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ ٱلْجُمْهُورَ أَمَامَ ٱلصَّخْرَةِ، فَقَالَ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلْمَرَدَةُ! أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟ ١١ وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ ٱلصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ ٱلْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا».
ص ١٤: ٥ و١٦: ٤ و٢٢ و٤٥ ص ١٤: ١٠ خروج ١٧: ٥ نحميا ٩: ١٥ ومزمور ٧٨: ١٥ و١٦ و١٠٥: ٤١ و١١٤: ٨ وإشعياء ٤٣: ٢٠ و٤٨: ٢١ ص ١٧: ١٠ مزمور ١٠٦: ٣٣ خروج ١٧: ٦ وتثنية ٨: ١٥ و١كورنثوس ١٠: ٤
فَأَخَذَ مُوسَى ٱلْعَصَا ظنّ بعضهم أن هذه العصا هي عصا هارون التي كانت محفوظة أمام الشهادة (ص ١٧: ١٠). والأرجح أنها هي عصا موسى التي صنع بها المعجزات في مصر وفي البحر الأحمر ورفيديم ويوضح ذلك بل يقربه من غاية اليقين قوله «وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ ٱلصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ» (ع ١١).
أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً جاء اسم الصخرة في معجزة رفيديم في العبرانية «صور» وجاء اسم الصخرة هنا في العبرانية «سلع» وذكر الصخرة المرنم في المعجزتين بالاسمين لا باسم واحد (مزمور ٧٨: ١٥ و١٦).
١٢ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذٰلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».
ص ٢٧: ١٤ وتثنية ١: ٣٧ و٣: ٢٦ و٣٢: ٥١ لاويين ١٠: ٣ وحزقيال ٢٠: ٤١ و٣٦: ٢٣ و٣٨: ١٦ و١بطرس ٣: ١٥
فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ جاء في المزامير أن الإسرائيليين هم الذين عصوا روح الرب (مزمور ١٠٦: ٣٣) وإنهم أمروا روح موسى حتى فرّط بشفتيه. ومهما تكن تلك الخطية التي ارتكبها موسى فإن هارون كان شريكاً لموسى فيها. ظن بعضهم أن الخطية كانت قوله للشعب «اسمعوا أيها المردة» لكن مثل هذا الكلام كرره لهم (انظر ص ١: ٢٦ و٤٣ و٩: ٢٣ و٣١: ٢٧). وكلامه هنا كان في أحوال يقتضيها وهو من باب التوبيخ لا من باب الخطيئة. وذهب آخر إلى أن خطية موسى وهارون كانت أنهما نسبا إلى أنفسهما الإكرام الذي لله بقولهما «أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟» (ع ١٠). والمرجّح أن الإثم أنهما لم يتكلما بذلك الكلام إلا لغيظهما وإن ذلك الغيظ الحامل على ذلك الكلام لم ينشأ إلا عن شكهما في قدرة الله بدليل قوله تعالى «من أجل أنكما لم تؤمنا بي» في هذه الآية نفسها. ويعرف مقدار هذا الخطيئة التي ارتكباها من عقابهما وهو تعنيفهما على عدم إيمانهما ومنعهما من دخول أرض الميعاد.
لاَ تُدْخِلاَنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةَ تقدم في (ص ١٤: ٣٠) أن كالب ويشوع استثنيا من حرمان دخول الأرض الذي عوقب به البالغون الذين خرجوا من مصر وهم الذين من ابن عشرين سنة وصاعداً. وكان هارون وموسى من سبط لاوي الذين لم يعدوا ولم يعاقبوا بالحرمان من دخول أرض كنعان.
١٣ «هٰذَا مَاءُ مَرِيبَةَ، حَيْثُ خَاصَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلرَّبَّ، فَتَقَدَّسَ فِيهِم».
خروج ١٧: ٧ وتثنية ٣٣: ٨ ومزمور ٩٥: ٨ و١٠٦: ٣٢ الخ
هٰذَا مَاءُ مَرِيبَةَ أي ماء مخاصمة (انظر خروج ١٧: ٧ والتفسير وعدد ٢٧: ١٤) ففيه «لأَنَّكُمَا فِي بَرِّيَّةِ صِينَ، عِنْدَ مُخَاصَمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، عَصَيْتُمَا قَوْلِي أَنْ تُقَدِّسَانِي بِٱلْمَاءِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ. ذٰلِكَ مَاءُ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينَ». وزاد هذا تمييزاً لهذه المعجزة السابقة لها بإخراج الماء من الصخرة. وذُكر في سفر التثنية أن الماء المذكور هنا هو «ماء مريبة قادش».
فَتَقَدَّسَ فِيهِمْ أو فيها فالضمير إما أن يرجع إلى المياه (فإن ما تُرجم بالماء هنا هو مياه في العبرانية) أو إلى بني إسرائيل وهو المرجّح ولذلك جاء في ترجمتنا العربية بضمير جمع الذكور للعاقل ومنهم موسى وهارون. والمظنون أن اسم المكان قادش مأخوذ من فعل «تقدس» (وهو في العبرانية «يقدش» وهو «قادش برنيع» (ص ٣٢: ٨) فإن هناك حُكم بالحرمان على الشعب عموماً (ص ١٤: ٢٢ و٢٣) وعلى موسى وهارون خصوصاً فيكون الرب قد تقدّس بمعاقبة العصاة.
١٤ «وَأَرْسَلَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادِشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ: هٰكَذَا يَقُولُ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ، قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا».
قضاة ١١: ١٦ و١٧ تثنية ٢: ٤ الخ و٢٣: ٧ وعوبديا ١: ١٢ خروج ١٨: ٨
وَأَرْسَلَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادِشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ لم يُذكر تاريخ ما في هذه الآية والآيات التي بعدها ولكن الذي يستنتج من سفر القضاة (قضاة ١١: ١٦ و١٧) أن إرسال الرسل إلى ملكي أدوم وموآب كان على أثر الخروج وإن رفض ذينك الملكين الطلب كان علة طول الإقامة بقادش بدليل قوله «فرفض... فَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي قَادِشَ» (قضاة ١١: ١٧).
وهنا شبهة وهي أنه يُفهم من سفر التكوين أن حكام أدوم كانوا أمراء (تكوين ٣٦: ١٥ - ٣٠) وقيل هنا أن موسى أرسل رسلاً إلى ملك أدوم. ويدفع ذلك بطريقين:
(١) احتمال أن الحكم الذي كان في أدوم في نبإ التكوين كان قد تغير وصاروا كلهم تحت حكم ملك واحد أو عدة ملوك (أو ملوك وأمراء أو ملك وأمراء).
(٢) إن الملك يطلق على الأمير فيُدعى مرة أميراً ومرة ملكاً (قابل بهذا ص ٣١: ٨).
هٰكَذَا يَقُولُ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ خاطبهم مخاطبة الأخ لأن أباهم أدوم وهو عيسو أخو يعقوب أبي الإسرائيليين (تكوين ٢٥: ٣٠).
قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا فسّر هذه المشقة في الآية التالية. وهذا دليل قاطع على أن مصاب بني إسرائيل في مصر كان قد شاع خبره في الآفاق.
١٥ «إِنَّ آبَاءَنَا ٱنْحَدَرُوا إِلَى مِصْرَ، وَأَقَمْنَا فِي مِصْرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَأَسَاءَ ٱلْمِصْرِيُّونَ إِلَيْنَا وَإِلَى آبَائِنَا».
تكوين ٤٦: ٦ وأعمال ٧: ١٥ خروج ١٢: ٤٠ خروج ١: ١١ الخ وتثنية ٢٦: ٦ وأعمال ٧: ١٩
إِنَّ آبَاءَنَا الخ هذه الآية تفسير لقوله «قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا» (ع ١٤).
١٦ «فَصَرَخْنَا إِلَى ٱلرَّبِّ فَسَمِعَ صَوْتَنَا، وَأَرْسَلَ مَلاَكاً وَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ. وَهَا نَحْنُ فِي قَادِشَ، مَدِينَةٍ فِي طَرَفِ تُخُومِكَ».
خروج ٢: ٢٣ و٣: ٧ خروج ٣: ٢ و١٤: ١٩ و٢٣: ٢٠ و٣٣: ٢ ص ٣٣: ٣٧
أَرْسَلَ مَلاَكاً (انظر خروج ٣: ٢ و١٤: ١٩).
١٧ «دَعْنَا نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمُرُّ فِي حَقْلٍ وَلاَ فِي كَرْمٍ، وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ ٱلْمَلِكِ نَمْشِي، لاَ نَمِيلُ يَمِيناً وَلاَ يَسَاراً حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ».
ص ٢١: ٢٢ وتثنية ٢: ٢٧
نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ أي في الطريق المطروقة بدليل الكلام اللاحق. والمرجّح أن هذه الطريق هي وادي الغور المشهور بالخصب وكثرة العيون والينبايع.
طَرِيقِ ٱلْمَلِكِ أي الطريق السلطانية.
١٨ «فَقَالَ لَهُ أَدُومُ: لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِٱلسَّيْفِ».
لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِٱلسَّيْفِ (ما كان أحد يتوقع مثل هذا الجواب القاسي لسؤال إسرائيل الليّن).
١٩ «فَقَالَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: فِي ٱلسِّكَّةِ نَصْعَدُ. وَإِذَا شَرِبْنَا أَنَا وَمَوَاشِيَّ مِنْ مَائِكَ أَدْفَعُ ثَمَنَهُ. لاَ شَيْءَ. أَمُرُّ بِرِجْلَيَّ فَقَطْ».
تثنية ٢: ٦ و٢٨
لاَ شَيْءَ أي لا نأتي شيئاً سوى المرور في السكة.
٢٠، ٢١ «٢٠ فَقَالَ: لاَ تَمُرُّ. وَخَرَجَ أَدُومُ لِلِقَائِهِ بِشَعْبٍ غَفِيرٍ وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ. ٢١ وَأَبَى أَدُومُ أَنْ يَسْمَحَ لإِسْرَائِيلَ بِٱلْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، فَتَحَوَّلَ إِسْرَائِيلُ عَنْهُ».
قضاة ١١: ١٧ تثنية ٢: ٢٧ و٢٩ تثنية ٢: ٤ و٥ و٨ وقضاة ١١: ١٨
ما قاله ملك آدوم في (ع ١٨) إنذاراً أتاه هنا فعلاً.
٢٢ «فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا، مِنْ قَادِشَ وَأَتَوْا إِلَى جَبَلِ هُورٍ».
ص ٣٣: ٣٧ ص ٢١: ٤
ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا قال بعضهم من هذه العبارة أن الإسرائيليين حين بلغوا قادش كانوا قد أعيوا في البرية ونزلوا متفرقين إلى أن استراحوا ثم اجتمعوا.
جَبَلِ هُورٍ ظن بعضهم أن هور هنا هو هارون في وادي موسى ونفى بعضهم ذلك لأنه كان على أمد أكثر من مرحلة من قادش والظاهر من (ص ١٠: ٣٣) أنه كان بين المنزلتين عدة مراحل أو سفر عدة أيام. ورأى بعضهم أن لفظة هور صورة أخرى لها وهو الجبل في العبرانية (وانظر ماذا يكون المقصود لو تُرجم «جبل جبل»). وذُكر هور في (ص ٣٤: ٧) وظُنّ أنه قسم من جبل لبنان.
٢٣، ٢٤ «٢٣ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي جَبَلِ هُورٍ عَلَى تُخُمِ أَرْضِ أَدُومَ: ٢٤ يُضَمُّ هَارُونُ إِلَى قَوْمِهِ لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ».
تكوين ٢٥: ٨ وص ٢٧: ١٣ و٣١: ٢ وتثنية ٣٢: ٥ ع ١٢
يُضَمُّ هَارُونُ إِلَى قَوْمِهِ الذين سبقوه إلى دار الأموات لا إلى مدفنهم (انظر تكوين ٢٥: ٨ والتفسير).
٢٥، ٢٦ «٢٥ خُذْ هَارُونَ وَأَلِعَازَارَ ٱبْنَهُ وَٱصْعَدْ بِهِمَا إِلَى جَبَلِ هُورٍ، ٢٦ وَٱخْلَعْ عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وَأَلْبِسْ أَلِعَازَارَ ٱبْنَهُ إِيَّاهَا. فَيُضَمُّ هَارُونُ وَيَمُوتُ هُنَاكَ».
ص ٣٣: ٣٨ وتثنية ٣٢: ٥٠
وَٱخْلَعْ عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وعلى هذا اليدان اللتان ألبستا هارون الأثواب المقدسة هما اللتان خلعتاها عنه وإننا في كل من الأمرين ما أمر الله به. ويصح أن يُعتبر خلع ثياب الكهنوت عن هارون رمزاً إلى نسخ الكهنوت اللاوي بكهنوت الكاهن الذي سوف يُقام على رتبة ملكي صادق. قال بعضهم وحفظ ما أتاه موسى عند اليهود إلى الأيام الحديثة فكانوا يلبسون الكاهن الأعظم الجديد أثواب الكاهن الأعظم الذي كان قبله.
٢٧ «فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ، وَصَعِدُوا إِلَى جَبَلِ هُورٍ أَمَامَ أَعْيُنِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَة».
صَعِدُوا إِلَى جَبَلِ هُورٍ وترجم بعضهم ذلك بقوله «صعدوا إلى قنة جبل هور» بدليل ما في الآية التالية وهو قوله «فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ» (ع ٢٨) لكن خلوّ الأصل من لفظة القنّة لا يسمح بهذا التصرّف.
أَمَامَ أَعْيُنِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ أي على مرأى الجميع. وسمي المكان الذي كانوا نازلين فيه «مسيروت» (ص ٣٣: ٣٠) وسُمي «مسير» أيضاً (تثنية ١٠: ٦).
٢٨، ٢٩ «٢٨ فَخَلَعَ مُوسَى عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وَأَلْبَسَ أَلِعَازَارَ ٱبْنَهُ إِيَّاهَا. فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ. ثُمَّ ٱنْحَدَرَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ عَنِ ٱلْجَبَلِ. ٢٩ فَلَمَّا رَأَى كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّ هَارُونَ قَدْ مَاتَ، بَكَى جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ عَلَى هَارُونَ ثَلاَثِينَ يَوْماً».
خروج ٢٩: ٢٩ و٣٠ ص ٣٣: ٣٨ وتثنية ١٠: ٦ و٣٢: ٥٠ تثنية ٣٤: ٨
فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ كانت وفاة هارون على ما يظهر من (ص ٣٣: ٣٨) في اليوم الأول من الشهر الخامس في السنة الأربعين للخروج وهو ابن مئة سنة وثلاث وعشرين سنة (ص ٣٣: ٣٩) وكان موسى على ما يُفهم من (خروج ٧: ٧) ابن ثمانين سنة حين كان هارون ابن ثلاث وثمانين. والاختلاف في أحوال موت الأخوين مما يستحق الملاحظة. إن كلا منهما حُرم من دخول أرض الميعاد للمعصية وكل منهما مات على رأس الجبل لكن مدفن موسى غير معلوم وهارون صعد إلى الجبل على مرأى بني إسرائيل ومات على مرأى موسى وألعازار. وأشار موت هارون وأمثاله إلى عدم كمال الكهنوت اللاوي في الرسالة إلى العبرانيين وهو قول الكاتب «وَأُولٰئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ ٱلْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ ٱلْبَقَاءِ، وَأَمَّا هٰذَا (أي المسيح) فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ» (عبرانيين ٧: ٢٣ و٢٤).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ


١، ٢ «١ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ ٱلسَّاكِنُ فِي ٱلْجَنُوبِ أَنَّ إِسْرَائِيلَ جَاءَ فِي طَرِيقِ أَتَارِيمَ، حَارَبَ إِسْرَائِيلَ وَسَبَى مِنْهُمْ سَبْياً. ٢ فَنَذَرَ إِسْرَائِيلُ نَذْراً لِلرَّبِّ وَقَالَ: إِنْ دَفَعْتَ هٰؤُلاَءِ ٱلْقَوْمَ إِلَى يَدِي أُحَرِّمُ مُدُنَهُمْ».
ص ٣٣: ٤٠ وقضاة ١: ١٦ ص ١٣: ٢١ تكوين ٢٨: ٢٠ وقضاة ١١: ٣٠ لاويين ٢٧: ٢٨
وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ لم يتحقق زمن هذه الحادثة. وكورة عراد تمتدُّ إلى حد أرض كنعان الجنوبي (قابل بهذه ص ٣٣: ٤٠ ويشوع ١٢: ١٤ وقضاة ١: ١٦ و١٧). والمرجّح أن الحرب حدثت في المدة التي بين إرسال الرسل إلى أدوم ورجوعهم أو في الوقت الذي ارتحل فيه إسرائيل من قادش قبل أن أخذوا في السير.
أَتَارِيمَ إما هي بمعنى الجواسيس كما جاء في إحدى الترجمات وأما هي اسم مكان لم يُذكر قبلاً وهذا هو الأرجح.
أُحَرِّمُ مُدُنَهُمْ (انظر لاويين ٢٧: ٢٨).
٣ «فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ لِقَوْلِ إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ، فَحَرَّمُوهُمْ وَمُدُنَهُمْ. فَدُعِيَ ٱسْمُ ٱلْمَكَانِ «حُرْمَةَ».
ص ١٤: ٤٥ وتثنية ١: ٤٤ ويشوع ١٢: ١٤ و١٩: ٤ وقضاة ١: ١٧
فَحَرَّمُوهُمْ وَمُدُنَهُمْ أي أهلكوهم وهدموا مدنهم. ولا نعلم أكان ذلك في الحال أو دفعة أو على التوالي (انظر يشوع ١٢: ١٤ وقضاة ١: ١٧). فإن كان هجوم الكنعانيين على بني إسرائيل في نهاية مسيرهم من قادش ثبت أن ذلك التذمير كان على التوالي وهو الأرجح إذ لا يتصور قتل أولئك الناس وهدم مدنهم في وقت قصير.
فَدُعِيَ ٱسْمُ ٱلْمَكَانِ حُرْمَةَ معنى حرمة وقف لكن القرينة هنا تدل على أن معناها هنا تدمير. وذُكر هذا الاسم في (ص ١٤: ٤٥). والمرجّح أن الاسم جديد دُعي به المكان في حال متأخرة وذُكر قبل التسمية في الحوادث لأن الكاتب كتب السفر بعدها (قضاة ١: ١٧).
٤ «وَٱرْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ لِيَدُورُوا بِأَرْضِ أَدُومَ، فَضَاقَتْ نَفْسُ ٱلشَّعْبِ فِي ٱلطَّرِيقِ».
ص ٢٠: ٢٢ و٣٣: ٤١ قضاة ١١: ١٨ خرج ٦: ٩
فَضَاقَتْ نَفْسُ ٱلشَّعْبِ فِي ٱلطَّرِيقِ لشدة التعب من الدوران وما لاقوه من المصاعب ولو ساروا على خط مستقيم ما ضاقت نفوسهم.
٥ «وَتَكَلَّمَ ٱلشَّعْبُ عَلَى ٱللّٰهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ! لأَنَّهُ لاَ خُبْزَ وَلاَ مَاءَ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا ٱلطَّعَامَ ٱلسَّخِيفَ».
مزمور ٧٨: ١٩ خروج ١٦: ٣ و١٧: ٣ ص ١١: ٦
ٱلطَّعَامَ ٱلسَّخِيفَ أي الذي لا يُكترث به. استخف الإسرائيليون بالمن الذي أعدوه من السماء وكان رمزاً إلى المسيح أو الطعام السماوي الذي أُعطيه المسيحيون في كلمته وفرائضه.
٦ «فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْحَيَّاتِ ٱلْمُحْرِقَةَ فَلَدَغَتِ ٱلشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ».
١كورنثوس ١٠: ٩ تثنية ٨: ١٥
فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْحَيَّاتِ ٱلْمُحْرِقَةَ (أو السامة) (تثنية ٨: ١٥ وإشعياء ١٤: ٢٩ و٣٠: ٦). والظاهر أن المقصود بالمحرقة نوع من الحيات شديد السم. وظن بعضهم أنها وُصفت بالمحرقة لحمرة رؤوسها ولمعانها كالنار. وآخرون لشدة لمعان الشمس المنعكسة عن أبدانها. وغيرهم لأن لدغتها شديدة الإيلام كلذع النار. والحيّات السامة لا تزال كثيرة العدد في تلك الأرض.
٧ «فَأَتَى ٱلشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا: قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلَّمْنَا عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَصَلِّ إِلَى ٱلرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا ٱلْحَيَّاتِ. فَصَلَّى مُوسَى لأَجْلِ ٱلشَّعْبِ».
مزمور ٧٨: ٣٤ ع ٥ خروج ٨: ٨ و٢٨ و١صموئيل ١٢: ١٩ و١ملوك ١٣: ٦ وأعمال ٨: ٢٤
أَخْطَأْنَا (عرفوا أن الضربة تأديب لهم على خطائهم).
٨ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا».
ٱصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً (أو سامة أي اجعل لك تمثال حية محرقة). كان تمثال هذه الحية من نحاس (ع ٩).
ضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ أي على عصا راية.
٩ «فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى ٱلرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ ٱلنُّحَاسِ يَحْيَا».
٢ملوك ١٨: ٤ ويوحنا ٣: ١٤ و١٥
فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ كانت الحية القديمة علة الهلاك الجسدي والروحي. والرب يسوع المسيح «في شبه جسد الخطية» (رومية ٨: ٢) صار خطية من أجلنا (٢كورنثوس ٥: ٢١) قأكمل بذلك كما أعلن لنيقوديموس رمز الحية النحاسية (يوحنا ٣: ١٤ و١٥). وقد فسر ذلك بقول كاتب سفر الحكمة «فكان الملتفت إليها (أي إلى الحية) يخلص لا بذلك المنظور بل بك يا مخلص الجميع» (حكمة ١٦: ٧). وحفظ الإسرائيليون تمثال الحية وأخذوه إلى أرض كنعان ثم كسره حزقيا الملك إذ رآه موضوع عبادة وثنية (٢ملوك ١٨: ٤).
١٠ «وَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ».
ص ٣٣: ٤٣
وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ كان بين جبل هور وأوبوت منزلتان أيضاً وهما صلمونة فونون وظن بعضهم أن صلمونة من الكلمة العبرانية «صلم» أي صورة أو تمثال وإنها هي الموضع الذي رفع موسى فيه الحية.
١١ «وَٱرْتَحَلُوا مِنْ أُوبُوتَ وَنَزَلُوا فِي عَيِّي عَبَارِيمَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، ٱلَّتِي قُبَالَةَ مُوآبَ إِلَى شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ».
ص ٣٣: ٤٤
عَيِّي عَبَارِيمَ أي خربة عباريم أو خربة عبور شاطئ النهر المتعدد أو خربة المعابر.
١٢ «مِنْ هُنَاكَ ٱرْتَحَلُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي زَارَدَ».
تثنية ٢: ١٣
وَادِي زَارَدَ هو وادٍ بينه وبين تخم موآب مرحلة (ع ١٣ انظر تثنية ٢: ١٣).
١٣ «مِنْ هُنَاكَ ٱرْتَحَلُوا وَنَزَلُوا فِي عَبْرِ أَرْنُونَ ٱلَّذِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، خَارِجاً عَنْ تُخُمِ ٱلأَمُورِيِّينَ. لأَنَّ أَرْنُونَ هُوَ تُخُمُ مُوآبَ، بَيْنَ مُوآبَ وَٱلأَمُورِيِّينَ».
ص ٢٢: ٣٦ وقضاة ١١: ١٨
عَبْرِ أَرْنُونَ أي جانب أرنون ولم يعيّن الكتاب أي جانب منه ذاك (قابل بهذا تثنية ٢: ٢٤ و٢٦ وعدد ٢٢: ١ والتفسير). (وأرنون نهير يخرج من الجبال المجاورة ويصب في البحر الميت ويجري في البرية التي هي من حدود أملاك الأموريين).
١٤، ١٥ «١٤ لِذٰلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ ٱلرَّبِّ»: وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ ١٥ وَمَصَبِّ ٱلأَوْدِيَةِ ٱلَّذِي مَالَ إِلَى مَسْكَنِ عَارَ وَٱسْتَنَدَ إِلَى تُخُمِ مُوآبَ».
تثنية ٢: ١٨ و٢٩
كِتَابِ حُرُوبِ ٱلرَّبِّ لا نعرف شيئاً من أمر هذا الكتاب فآخر أيام موسى على ما قال بوماغرتن كان الوقت المناسب لتأليف هذا الكتاب. وسفر بني إسرائيل من قادش إلى عربات موآب لم يكتبه موسى إلا بعد غلبه ملوك الأموريين والاستيلاء على الأرض التي شرقي الأردن. (ولا ريب في أن هذا الكتاب من تأليف إسرائيلي لأن اسم الرب وهو يهوه في العبرانية لم يُعرف عند الوثنيين ويُظن أنه أول ما فيه الكلام على حروب العمالقة).
وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ المرجّح أن واهب اسم مدينة وسوفة قطيفة فيها تلك المدينة وسُميت سوفة لكثرة ما فيها من القصب والبردي على ما يفيد معنى الكلمة في العبرانية. ورأى بعضهم أن معنى سوفة عاصفة أو زوبعة كما جاءت في بعض المواضع (وارنون النهر المذكور آنفاً وأودية أرنون الأودية التي يجري فيها).
عَارَ المظنون أنها عاريوبوليس أو أريوبوليس.
١٦ - ١٩ «١٦ وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرٍ. وَهِيَ ٱلْبِئْرُ حَيْثُ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱجْمَعِ ٱلشَّعْبَ فَأُعْطِيَهُمْ مَاءً. ١٧ حِينَئِذٍ تَرَنَّمَ إِسْرَائِيلُ بِهٰذَا ٱلنَّشِيدِ: اِصْعَدِي أَيَّتُهَا ٱلْبِئْرُ! أَجِيبُوا لَهَا. ١٨ بِئْرٌ حَفَرَهَا رُؤَسَاءُ، حَفَرَهَا شُرَفَاءُ ٱلشَّعْبِ، بِصَوْلَجَانٍ، بِعِصِيِّهِمْ. وَمِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ إِلَى مَتَّانَةَ، ١٩ وَمِنْ مَتَّانَةَ إِلَى نَحْلِيئِيلَ، وَمِنْ نَحْلِيئِيلَ إِلَى بَامُوتَ».
تكوين ٩: ٢١ خروج ١٥: ١ ومزمور ١٠٥: ٢ و١٠٦: ١٢
بِصَوْلَجَانٍ أي بأمر ذي صولجان أي حاكم.
وَمِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ إِلَى مَتَّانَةَ اختلفت التراجم في هذه العبارة فجاء في بعضها «ومن بير إلى متانة» وهو الذي يقتضيه المقام والقرينة. والظاهر أن بير كانت في برية فيبقى المعنى كما ذكر.
٢٠ «وَمِنْ بَامُوتَ إِلَى ٱلْجِوَاءِ ٱلَّتِي فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ عِنْدَ رَأْسِ ٱلْفِسْجَةِ ٱلَّتِي تُشْرِفُ عَلَى وَجْهِ ٱلْبَرِّيَّةِ».
ص ٢٣: ١٤ وتثنية ٣: ٢٧ ويشوع ١٢: ٣ ص ٢٣: ٢٨
وَمِنْ بَامُوتَ إِلَى ٱلْجِوَاءِ الجواء جمع جو وهو هنا ما اتسع من الأودية. وكانت هذه الأودية جزءاً من أرض موآب تمتد من ربة عمون إلى وادي أرنون وهي في هضبة على رأس الفسجة وهي الجزء الشمالي من جبال عباريم.
ٱلَّتِي تُشْرِفُ عَلَى وَجْهِ ٱلْبَرِّيَّةِ (انظر ع ١٨).
٢١ - ٢٤ «٢١ وَأَرْسَلَ إِسْرَائِيلُ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ قَائِلاً: ٢٢ دَعْنِي أَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمِيلُ إِلَى حَقْلٍ وَلاَ إِلَى كَرْمٍ وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ ٱلْمَلِكِ نَمْشِي حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ. ٢٣ فَلَمْ يَسْمَحْ سِيحُونُ لإِسْرَائِيلَ بِٱلْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، بَلْ جَمَعَ سِيحُونُ جَمِيعَ قَوْمِهِ وَخَرَجَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ، فَأَتَى إِلَى يَاهَصَ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ. ٢٤ فَضَرَبَهُ إِسْرَائِيلُ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ وَمَلَكَ أَرْضَهُ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ. لأَنَّ تُخُمَ بَنِي عَمُّونَ كَانَ قَوِيّاً».
تثنية ٢: ٢٦ و٢٧ وقضاة ١١: ١٩ ص ٢٠: ١٧ تثنية ٢: ٣٢ وقضاة ١١: ٢٠ تثنية ٢: ٣٣ و٢٩: ٧ ويشوع ١٢: ١ و٢ و٢٤: ٨ ونحميا ٩: ٢٢ ومزمور ١٣٥: ١٠ و١١ و١٣٦: ١٩ وعاموس ٢: ٩
لأَنَّ تُخُمَ بَنِي عَمُّونَ كَانَ قَوِيّاً هذا تعليل لعدم مجاوزتهم غير الحد المذكور في الآية من الانتصار على الأموريين لا تعليل لعدم استيلاء الإسرائيليين على أرض بني عمون لأن علة ذلك منع الله إيّاهم من معاداة بني عمون وعدم إعطائهم أرضهم ميراثاً لأنه تعالى أعطاها لبني لوط (تثنية ٢: ١٩).
٢٥ «فَأَخَذَ إِسْرَائِيلُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمُدُنِ، وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي جَمِيعِ مُدُنِ ٱلأَمُورِيِّينَ فِي حَشْبُونَ وَفِي كُلِّ قُرَاهَا».
وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي جَمِيعِ مُدُنِ ٱلأَمُورِيِّينَ أقاموا بها وقتاً ولم يسكنوها دائماً فإن إقامة بعض بني إسرائيل دائماً في شرقي الأردن كانت بعد موت موسى.
٢٦ «لأَنَّ حَشْبُونَ كَانَتْ مَدِينَةَ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَلِكَ مُوآبَ ٱلأَوَّلَ وَأَخَذَ كُلَّ أَرْضِهِ مِنْ يَدِهِ حَتَّى أَرْنُونَ».
وَأَخَذَ كُلَّ أَرْضِهِ التي بين أرنون ويبُّوق.
٢٧ - ٣٠ «٢٧ لِذٰلِكَ يَقُولُ أَصْحَابُ ٱلأَمْثَالِ: اِيتُوا إِلَى حَشْبُونَ فَتُبْنَى وَتُصْلَحَ مَدِينَةُ سِيحُونَ. ٢٨ لأَنَّ نَاراً خَرَجَتْ مِنْ حَشْبُونَ. لَهِيباً مِنْ قَرْيَةِ سِيحُونَ. أَكَلَتْ عَارَ مُوآبَ. أَهْلَ مُرْتَفَعَاتِ أَرْنُونَ. ٢٩ وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ. هَلَكْتِ يَا أُمَّةَ كَمُوشَ. قَدْ صَيَّرَ بَنِيهِ هَارِبِينَ وَبَنَاتِهِ فِي ٱلسَّبْيِ لِمَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ سِيحُونَ. ٣٠ لٰكِنْ قَدْ رَمَيْنَاهُمْ. هَلَكَتْ حَشْبُونُ إِلَى دِيبُونَ. وَأَخْرَبْنَا إِلَى نُوفَحَ ٱلَّتِي إِلَى مَيْدَبَا».
إرميا ٤٨: ٤٥ و٤٦ تثنية ٢: ٩ و١٨ وإشعياء ١٥: ١ قضاة ١١: ٢٤ و١ملوك ١١: ٧ و٣٣ و٢ملوك ٢٣: ١٣ وإرميا ٤٨: ٧ و١٣ إرميا ٤٨: ١٨ و٢٢ إشعياء ١٥: ٢
اِيتُوا إِلَى حَشْبُونَ هذه الآيات قصة انتصار الأموريين على الموآبيين ثم قصة انتصار الإسرائيليين على الأموريين.
عَارَ مُوآبَ أي مدينة عار التي هي لموآب.
ٱلَّتِي إِلَى مَيْدَبَا أي إلى جهة ميدبا أو ينتهي منها إلى ميدبا.
وفي بعض الترجمات «أمراء مرتفعات أرنون» بدل «أهل مرتفعات أرنون». وجاء في بعض تفاسير القدماء أن أولئك الأمراء كهنة هياكل أصنام موآب ومذابحها والمعنى صحيح على ما يظهر ويفيده «أهل مرتفعات أرنون» أكثر مما يفيده «أمراء مرتفعات أرنون» وترجمتنا العربية على وفق الأصل العبراني وهي أعمّ من الكهنة فتتناول عبدة تلك الأصنام جميعاً. وأما ميدبا فلا تزال تسمى كذلك وهي جنوبي حشبون. وأما نوفح فلا يزال موقعها مجهولاً. وظن بعضهم أنها نبو فإنها ذُكرت مع ديبون وميدبا (إشعياء ١٥: ٢).
٣١ «فَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي أَرْضِ ٱلأَمُورِيِّينَ».
فَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ إقامة وقتية (انظر تفسير ع ٢٥).
٣٢ «وَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَتَجَسَّسَ يَعْزِيرَ، فَأَخَذُوا قُرَاهَا وَطَرَدُوا ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِينَ هُنَاكَ».
ص ٣٢: ١ وإرميا ٤٨: ٣٢
يَعْزِيرَ بلاد ذات قرىً (انظر ص ٣٢: ١ وإرميا ٤٨: ٣٢).
٣٣ «ثُمَّ تَحَوَّلُوا وَصَعِدُوا فِي طَرِيقِ بَاشَانَ. فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِلِقَائِهِمْ هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ إِلَى ٱلْحَرْبِ فِي إِذْرَعِي».
تثنية ٣: ١ و٢٩: ٧ يشوع ٢٣: ١٢
بَاشَانَ (تثنية ٣: ١ و٢٩: ٧).
إِذْرَعِي (يشوع ١٣: ١٢).
٣٤ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: لاَ تَخَفْ مِنْهُ لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى يَدِكَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلسَّاكِنِ فِي حَشْبُونَ».
تثنية ٣: ٢ ع ٢٤ ومزمور ١٣٥: ١٠ و١١ و١٣٦: ٢٠
مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ (ع ٢٤).
٣٥ «فَضَرَبُوهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَارِدٌ، وَمَلَكُوا أَرْضَهُ».
تثنية ٣: ٣ و٤ الخ
وَمَلَكُوا أَرْضَهُ (تثنية ٣: ٣ و٤ الخ).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلْعِشْرُونَ


١ «وَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ مِنْ عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا».
ص ٣٣: ٤٨
عَرَبَاتِ مُوآبَ أو سهول موآب وهي تمتد من بيت يشيموت (أي بيت القفار) إلى آبل شطيم (أي روضة الأقاسيا أو القرظ) (ص ٣٣: ٤٩). وفي أعلى عربات موآب ما يُعرف اليوم بالغور. وكانت هذه السهول لموآب واستولى عليها الإسرائيليون من يوم انتصارهم على الموآبيين.
عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا لفظة العبر لا تعين جانب الأردن المقصود (انظر ص ٣٢: ١٩) فإنه ذُكر فيها العبر مرتين فجاءت الأولى بمعنى «على ذلك الجانب» والثانية بمعنى «على هذا الجانب»). (أنظر تثنية ١: ١ والتفسير وإشعياء ٩: ١).
٢، ٣ «٢ وَلَمَّا رَأَى بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ جَمِيعَ مَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِٱلأَمُورِيِّينَ، ٣ فَزَعَ مُوآبُ مِنَ ٱلشَّعْبِ جِدّاً لأَنَّهُ كَثِيرٌ، وَضَجَرَ مُوآبُ مِنْ قِبَلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
قضاة ١١: ٢٥ خروج ١٥: ١٥
فَزَعَ مُوآبُ مِنَ ٱلشَّعْبِ ما كان من داع لهذا الفزع لأن الله قال لموسى «لاَ تُعَادِ مُوآبَ وَلاَ تُثِرْ عَلَيْهِمْ حَرْباً» (تثنية ٢: ٩). ولم يظهر أن بالاق عرف ذلك النهي على أن انتصار الإسرائيليين ملأ قلوب الموآبيين رعباً ولا سيما حين أرسل إسرائيل إلى ملك موآب يسأله الإذن في أن يمرّ في أرضه فلم يأذن له (قضاة ١١: ١٧).
٤ «فَقَالَ مُوآبُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ: ٱلآنَ يَلْحَسُ ٱلْجُمْهُورُ كُلَّ مَا حَوْلَنَا كَمَا يَلْحَسُ ٱلثَّوْرُ خُضْرَةَ ٱلْحَقْلِ. وَكَانَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكاً لِمُوآبَ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ».
ص ٣١: ٨ ويشوع ١٣: ٢١
فَقَالَ مُوآبُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ المظنون أن بالاق كان مديانياً صار ملك الموآبيين بانتصار الأموريين عليهم (قابل بهذا ص ٢١: ٢٦). ويُستنتج من كلمات الآية إن دولة الموآبيين كانت قد تغيرت يومئذ.
كَمَا يَلْحَسُ ٱلثَّوْرُ خُضْرَةَ ٱلْحَقْلِ هذا يدل على أن الموآبيين كانوا رعاة وأرباب ماشية.
٥ «فَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، إِلَى فَتُورَ ٱلَّتِي عَلَى ٱلنَّهْرِ فِي أَرْضِ بَنِي شَعْبِهِ لِيَدْعُوَهُ قَائِلاً: هُوَذَا شَعْبٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ. هُوَذَا قَدْ غَشَّى وَجْهَ ٱلأَرْضِ، وَهُوَ مُقِيمٌ مُقَابِلِي».
تثنية ٢٣: ٤ ويشوع ١٣: ٢٢ و٢٤: ٩ ونحميا ١٣: ١ و٢ وميخا ٦: ٥ و٢بطرس ٢: ١٥ ويهوذا ١١ ورؤيا ٢: ١٤ ص ٢٣: ٧ وتثنية ٢٣: ٤
بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ المرجّح أن بلعام مشتق من بلع بزيادة أم وهو الشعب فيكون الاسم منقولاً عن جملة معناها بلع الشعب. وبعور من بَعَر أي أتلف وأهلك. وظُن أن معنى كل ما ذُكر يدل على أن بلعام كان من أسرة ساحرة يرث الخلف منها العرافة عن السلف. ووصف في سفر يشوع بالعراف وهو ترجمة «قوسم» العبرانية ويراد به الذي لا يسمح له بالإقامة بين بني إسرائيل ويقال فيه أنه مكروه عند الرب. وكان من أمره كذلك عندهم العراف والعائف والمتفائل والساحر (انظر تثنية ١٨: ١٠ - ١٢). وجاء في رسالة بطرس الرسول الثاني أنه «بالاق بن بصور» فرأى بعضهم أن العلة اختلاف الناس في لفظ العين (فإنها حلقية إذا بولغ في لفظها كره سمعها فكان كثيرون من اليهود يبدلونها بالصاد دفعاً لتلك الكراهة فجرى الرسول على سننهم. وقال بعض المفسرين أن بعور وبصور اسمان للمسمى الواحد (وهذا لا ينفي القول الاول وهو العدول إلى بصور دفعاً لما في بعور من كراهة السمع).
إِلَى فَتُورَ ٱلَّتِي عَلَى ٱلنَّهْرِ كانت فتور في ميسوباتاميا (ص ٢٣: ٧) حيث كان لوط (الذي تسلسل الموآبيين منه) يسكن (تكوين ١٢: ٥). فالنهر المذكور هنا هو نهر الفرات (انظر تكوين ١٥: ١٨ و٣١: ٢١ وخروج ٢٣: ٣١ و٢أيام ٩: ٢٦).
غَشَّى وَجْهَ ٱلأَرْضِ (قابل بهذا خروج ١٠: ١٥).
٦ «فَٱلآنَ تَعَالَ وَٱلْعَنْ لِي هٰذَا ٱلشَّعْبَ لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي. لَعَلَّهُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكْسِرَهُ فَأَطْرُدَهُ مِنَ ٱلأَرْضِ. لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ ٱلَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَٱلَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ».
ص ٢٣: ٧
وَٱلْعَنْ لِي هٰذَا ٱلشَّعْبَ لا شك في أن بالاق كان يعتقد أن لسحر بلعام تأثيراً عظيماً. ومما يستحق الملاحظة هنا إكرام الله لإسرائيل حتى أجبر بلعام على أن يبارك بدلاً من أن يلعن (تثنية ٢٣: ٥ ويشوع ٢٤: ١٠ ونحميا ١٣: ٢).
٧ «فَٱنْطَلَقَ شُيُوخُ مُوآبَ وَشُيُوخُ مِدْيَانَ، وَحُلْوَانُ ٱلْعِرَافَةِ فِي أَيْدِيهِمْ وَأَتَوْا إِلَى بَلْعَامَ وَكَلَّمُوهُ بِكَلاَمِ بَالاَقَ».
١صموئيل ٩: ٧ و٨
شُيُوخُ مُوآبَ وَشُيُوخُ مِدْيَانَ هذا يدل دلالة قاطعة على المحالفة والاتحاد بين الأمتين.
حُلْوَانُ ٱلْعِرَافَةِ أو أجرة السحر فإن السحرة كانوا يأخذون أجرة على سحرهم.
٨ «فَقَالَ لَهُمْ: بِيتُوا هُنَا ٱللَّيْلَةَ فَأَرُدَّ عَلَيْكُمْ جَوَاباً كَمَا يُكَلِّمُنِي ٱلرَّبُّ. فَمَكَثَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ عِنْدَ بَلْعَامَ».
ع ١٩
بِيتُوا هُنَا ٱللَّيْلَةَ هذا الكلام يدل على سجيّة بلعام وعلى أنه يدعي النبوءة لا السحر. أما دلالته على سجيته فهو أنه لم يكن يريد أن يلعن الشعب الذي اختاره الله لنفسه. وأما دلالته على ادعاء النبوءة فهو ما يأتي.
كَمَا يُكَلِّمُنِي ٱلرَّبُّ وفي العبرانية كما يكلمني يهوه فكان بلعام يعرف هذا الاسم كالعبرانيين.
٩ «فَأَتَى ٱللّٰهُ إِلَى بَلْعَامَ وَقَالَ: مَنْ هُمْ هٰؤُلاَءِ ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ عِنْدَكَ؟».
تكوين ٢٠: ٣ وع ٢٠
مَنْ هُمْ هٰؤُلاَءِ ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ عِنْدَكَ قوله تعالى لبلعام هنا كقوله لإيليا «ما لك هنا» (١ملوك ١٩: ٩). وقول إشعياء لحزقيا «مَاذَا قَالَ هٰؤُلاَءِ ٱلرِّجَالُ، وَمِنْ أَيْنَ جَاءُوا إِلَيْكَ... ومَاذَا رَأَوْا فِي بَيْتِكَ» (إشعياء ٣٩: ٣ و٤) في كونه لتنبيه المخاطب لا لاستعلام المخاطب وهو هنا لتحذير بلعام من السقوط في الإثم والخطر.
١٠ - ١٢ «١٠ فَقَالَ بَلْعَامُ لِلّٰهِ: بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ قَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ يَقُولُ: ١١ هُوَذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْخَارِجُ مِنْ مِصْرَ قَدْ غَشَّى وَجْهَ ٱلأَرْضِ. تَعَالَ ٱلآنَ ٱلْعَنْ لِي إِيَّاهُ لَعَلِّي أَقْدِرُ أَنْ أُحَارِبَهُ وَأَطْرُدَهُ. ١٢ فَقَالَ ٱللّٰهُ لِبَلْعَامَ: لاَ تَذْهَبْ مَعَهُمْ وَلاَ تَلْعَنِ ٱلشَّعْبَ، لأَنَّهُ مُبَارَكٌ».
ص ٢٣: ٢٠ ورومية ١١: ٢٩
ٱلشَّعْبُ ٱلْخَارِجُ مِنْ مِصْرَ الخ أي الذي خرج من مصر ولا يزال يسير إلى هذه الأرض وهو كثير جداً حتى كأنه يغطي الأرض (والآية تدل على أن أمر خروج بني إسرائيل من مصر كان قد شاع بين أمم أرض كنعان).
١٣، ١٤ «١٣ فَقَامَ بَلْعَامُ صَبَاحاً وَقَالَ لِرُؤَسَاءِ بَالاَقَ: ٱنْطَلِقُوا إِلَى أَرْضِكُمْ لأَنَّ ٱلرَّبَّ أَبَى أَنْ يَسْمَحَ لِي بِٱلذَّهَابِ مَعَكُمْ. ١٤ فَقَامَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ وَأَتَوْا إِلَى بَالاَقَ وَقَالُوا: أَبَى بَلْعَامُ أَنْ يَأْتِيَ مَعَنَا».
أَبَى بَلْعَامُ أَنْ يَأْتِيَ مَعَنَا لم يظهر أن بلعام أنبأ رسل بالاق أن علة إبائته نهي الرب له وإعلان له أن علة نهيه إياه عن لعن إسرائيل كون إسرائيل مباركاً.
١٥ - ١٨ «١٥ فَعَادَ بَالاَقُ وَأَرْسَلَ أَيْضاً رُؤَسَاءَ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْ أُولَئِكَ. ١٦ فَأَتَوْا إِلَى بَلْعَامَ وَقَالُوا لَهُ: هٰكَذَا قَالَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ: لاَ تَمْتَنِعْ مِنَ ٱلْإِتْيَانِ إِلَيَّ، ١٧ لأَنِّي أُكْرِمُكَ إِكْرَاماً عَظِيماً، وَكُلَّ مَا تَقُولُ لِي أَفْعَلُهُ. فَتَعَالَ ٱلآنَ ٱلْعَنْ لِي هٰذَا ٱلشَّعْبَ. ١٨ فَأَجَابَ بَلْعَامُ عَبِيدَ بَالاَقَ: وَلَوْ أَعْطَانِي بَالاَقُ مِلْءَ بَيْتِهِ فِضَّةً وَذَهَباً لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتَجَاوَزَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي لأَعْمَلَ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً».
ع ٦ ص ٢٤: ١٣ و١ملوك ٢٢: ١٤ و٢أيام ١٨: ١٣
لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتَجَاوَزَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ هذا الكلام ليس سوى التفاخر انه منزّه عن الميل إلى الأمور العالمية وأنه يتكلم بلا هوىً أو غرضٍ نفساني. ومن المحتمل أن بلعام لم يكن حينئذ سوى آلة لإعلان مشيئة الرب.
١٩ «فَٱلآنَ ٱمْكُثُوا هُنَا أَنْتُمْ أَيْضاً هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ لأَعْلَمَ مَاذَا يَعُودُ ٱلرَّبُّ يُكَلِّمُنِي بِهِ».
ع ٨
ٱمْكُثُوا هُنَا أَنْتُمْ أَيْضاً هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ علم بلعام أن الله ليس بإنسان حتى يكذب وليس بابن إنسان حتى يندم (ص ٢٣: ١٩) ومع ذلك رجا المحال وهو أن الله يسمح له أن يلعن الشعب الذي أعلن الله أنه مبارك.
٢٠، ٢١ «٢٠ فَأَتَى ٱللّٰهُ إِلَى بَلْعَامَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: إِنْ أَتَى ٱلرِّجَالُ لِيَدْعُوكَ فَقُمِ ٱذْهَبْ مَعَهُمْ. إِنَّمَا تَعْمَلُ ٱلأَمْرَ ٱلَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ. ٢١ فَقَامَ بَلْعَامُ صَبَاحاً وَشَدَّ عَلَى أَتَانِهِ وَٱنْطَلَقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ».
ع ٩ ع ٣٥ وص ٢٣: ١٢ و٢٦ و٢٤: ١٣
إِنْ أَتَى ٱلرِّجَالُ يحتمل الأصل العبراني لأنه أتى الرجال أو إذ أتى الرجال.
ٱذْهَبْ مَعَهُمْ لا منافاة بين هذا وما في الآية الثانية عشرة فإنه مُنع في (ع ١٢) عن الذهاب للعنة وكان ذلك المنع مقروناً بالرحمة وأما الأذن هنا فمقرون بالنقمة فإنه تعالى كثيراً ما يعاقب على المعصية بإذنه أو تركه العاصي للتعدي ليأكل من ثمرة طريقه ويشبع من مؤامرته (أمثال ١: ٣١) فيعطيه سؤله ويرسل هزالاً في نفسه (مزمور ١٠٦: ٥ قابل بهذا مزمور ٨١: ١٢ وإشعياء ٦٦: ٤ وإرميا ٢: ١٩).
٢٢ «فَحَمِيَ غَضَبُ ٱللّٰهِ لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ، وَوَقَفَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ فِي ٱلطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانِهِ وَغُلاَمَاهُ مَعَهُ».
خروج ٤: ٢٤
لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ هذا دليل واضح على أن قوله «اذهب معهم» في صورة الأمر دون معناه كما فهمت لأن بلعام ذهب على أمل أن يلعن إسرائيل والله نهاه عن ذلك فتأمل.
٢٣ - ٢٩ «٢٣ فَأَبْصَرَتِ ٱلأَتَانُ مَلاَكَ ٱلرَّبِّ وَاقِفاً فِي ٱلطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَمَالَتِ ٱلأَتَانُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي ٱلْحَقْلِ. فَضَرَبَ بَلْعَامُ ٱلأَتَانَ لِيَرُدَّهَا إِلَى ٱلطَّرِيقِ. ٢٤ ثُمَّ وَقَفَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ فِي خَنْدَقٍ لِلْكُرُومِ، لَهُ حَائِطٌ مِنْ هُنَا وَحَائِطٌ مِنْ هُنَاكَ. ٢٥ فَلَمَّا أَبْصَرَتِ ٱلأَتَانُ مَلاَكَ ٱلرَّبِّ زَحَمَتِ ٱلْحَائِطَ، وَضَغَطَتْ رِجْلَ بَلْعَامَ بِٱلْحَائِطِ، فَضَرَبَهَا أَيْضاً. ٢٦ ثُمَّ ٱجْتَازَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ أَيْضاً وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ ضَيِّقٍ حَيْثُ لَيْسَ سَبِيلٌ لِلنُّكُوبِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. ٢٧ فَلَمَّا أَبْصَرَتِ ٱلأَتَانُ مَلاَكَ ٱلرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ ٱلأَتَانَ بِٱلْقَضِيبِ. ٢٨ فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ فَمَ ٱلأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي ٱلآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ ٢٩ فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: لأَنَّكِ ٱزْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ ٱلآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ».
٢ملوك ٦: ١٧ ودانيال ١٠: ٧ وأعمال ٢٢: ٩ و٢بطرس ٢: ١٦ ويهوذا ١١ و٢بطرس ٢: ١٦ أمثال ١٢: ١٠
فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ فَمَ ٱلأَتَانِ (ع ٢٨) وقع مناقشات كثيرة في هذه الحادثة فزعم بعضهم أن الله أظهر لبلعام أن الآتان تتكلم وهو لم يسمع إلا صوتاً خيالياً. وذهب بعضهم أن الله بقوته العجيبة جعل الأتان تتكلم حقيقة ليبين لبلعام أن ما أتاه حماقة تتنزه عنها الحمير وهو الصحيح. ثم اعتُرض على هذه القضية بثلاث أمور:

  • الأول: كيف رأت الأتان الملاك ولم يره بلعام في أول الأمر.
  • الثاني: لماذا لم يظهر بلعام شيئاً من التعجب من هذه الحادثة الخارقة العادة.
  • الثالث: لماذا لم ير الملاك من كانوا معه ويظهروا تعجبهم. وأجيب على الأول بأن الله منع بلعام من رؤية الملاك في أول الأمر كما منع رفقاء بولس وهو ذاهب إلى دمشق من أن يروا ما رأى. وعما بقي بأنه لا ريب من أن بلعام قد دُهش من ذلك واقتصر الكتاب على ما هو من المهم من النبإ وإن من معه ربما رأوا ما رأى وسمعوا ما سمع أو ربما لم يدركوا شيئاً من ذلك والكتاب سكت عن أمرهم إذ لم يكن من شأن له فيهم هنا.


٣٠ «فَقَالَتِ ٱلأَتَانُ لِبَلْعَامَ: أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ ٱلَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هٰكَذَا؟ فَقَالَ: لاَ».
٢بطرس ٢: ١٦
مُنْذُ وُجُودِكَ وفي بعض الترجمات منذ حداثتك. ولا ريب في أن المعنى منذ وجودك قادراً على الركوب والقرينة على ذلك عقلية. (ولا حاجة إلى القول أن أم بلعام ركبت على ذلك الأتان منذ أول حملها به فكان كأنه ركب عليها منذ وجوده). قال الدكتور جيل «إن بعض مؤلفي العرب ذكر أن أتاناً ركب عليها صاحبها مدة أربعين سنة»).
إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ لا يلزم من هذا أنه كان دائماً راكباً على تلك الأتان فالمعنى أنك كنت متى أردت الركوب تركب على أتانك منذ كنت قادراً على الركوب إلى هذا اليوم.
٣١، ٣٢ «٣١ ثُمَّ كَشَفَ ٱلرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلْعَامَ، فَأَبْصَرَ مَلاَكَ ٱلرَّبِّ وَاقِفاً فِي ٱلطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَخَرَّ سَاجِداً عَلَى وَجْهِهِ. ٣٢ فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ: لِمَاذَا ضَرَبْتَ أَتَانَكَ ٱلآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ هَئَنَذَا قَدْ خَرَجْتُ لِلْمُقَاوَمَةِ لأَنَّ ٱلطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي».
تكوين ٢١: ١٩ و٢ملوك ٦: ١٧ ولوقا ٢٤: ١٦ و٣١ خروج ٣٤: ٨ و٢بطرس ٢: ١٤ و١٥
إِنَّ ٱلطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي أي لأن طريقك تؤدي بك إلى الهلاك (ومعنى الورطة هنا الهلكة ومن معانيها الشدة وكل أمر شاق تعسر النجاة منه والأرض الكثيرة الوحل التي إذا وقفت فيها الغنم لا تتخلص منها والبئر).
أَمَامِي أي ما ذُكر ظاهر جداً أو على ما أرى حق الرؤية.
٣٣ «فَأَبْصَرَتْنِي ٱلأَتَانُ وَمَالَتْ مِنْ قُدَّامِي ٱلآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ. وَلَوْ لَمْ تَمِلْ مِنْ قُدَّامِي لَكُنْتُ ٱلآنَ قَدْ قَتَلْتُكَ وَٱسْتَبْقَيْتُهَا».
وَلَوْ لَمْ تَمِلْ مِنْ قُدَّامِي الخ الأتان فعلت جميلاً مع بلعام أما هو فضربها لجهله فإنها لو لم تمل عن طريق الملاك لكان الملاك قد قتله.
٣٤، ٣٥ «٣٤ فَقَالَ بَلْعَامُ لِمَلاَكِ ٱلرَّبِّ: أَخْطَأْتُ. إِنِّي لَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ وَاقِفٌ تِلْقَائِي فِي ٱلطَّرِيقِ. وَٱلآنَ إِنْ قَبُحَ فِي عَيْنَيْكَ فَإِنِّي أَرْجِعُ. ٣٥ فَقَالَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ لِبَلْعَامَ: ٱذْهَبْ مَعَ ٱلرِّجَالِ، وَإِنَّمَا تَتَكَلَّمُ بِٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ. فَٱنْطَلَقَ بَلْعَامُ مَعَ رُؤَسَاءِ بَالاَقَ».
١صموئيل ١٥: ٢٤ و٣٠ و٢٦: ٢١ و٢صموئيل ١٢: ١٣ وأيوب ٣٤: ٣١ و٣٢ ع ٢٠
ٱذْهَبْ مَعَ ٱلرِّجَالِ، وَإِنَّمَا تَتَكَلَّمُ بِٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ أوصاه هنا بما أوصاه في (ع ٢٠) ليجني هذا الغبي الضال ثمرة ضلاله وهو العقاب عليه. والذي يستحق الملاحظة هنا أن الملاك الذي تكلم مع بلعام هنا هو الذي أرسله.
٣٦ - ٣٩ «٣٦ فَلَمَّا سَمِعَ بَالاَقُ أَنَّ بَلْعَامَ جَاءَ، خَرَجَ لٱسْتِقْبَالِهِ إِلَى مَدِينَةِ مُوآبَ ٱلَّتِي عَلَى تُخُمِ أَرْنُونَ ٱلَّذِي فِي أَقْصَى ٱلتُّخُومِ. ٣٧ فَقَالَ بَالاَقُ لِبَلْعَامَ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ لأَدْعُوَكَ؟ لِمَاذَا لَمْ تَأْتِ إِلَيَّ؟ أَحَقّاً لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُكْرِمَكَ؟ ٣٨ فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاَقَ: هَئَنَذَا قَدْ جِئْتُ إِلَيْكَ. أَلَعَلِّي ٱلآنَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ؟ اَلْكَلاَمُ ٱلَّذِي يَضَعُهُ ٱللّٰهُ فِي فَمِي بِهِ أَتَكَلَّمُ. ٣٩ فَٱنْطَلَقَ بَلْعَامُ مَعَ بَالاَقَ وَأَتَيَا إِلَى قَرْيَةِ حَصُوتَ».
تكوين ١٤: ١٧ ص ٢١: ١٣ ع ١٧ وص ٢٤: ١١ ص ٢٣: ٢٦ و١ملوك ٢٢: ١٤ و٢أيام ١٨: ١٣
مَدِينَةِ مُوآبَ (ص ٢١: ١٥).
ٱلَّتِي عَلَى تُخُمِ أَرْنُونَ أي التي حدها عند أرنون وهذه الأر ض كانت للموآبيين فحاربهم الأموريون واستولوا عليها.
٤٠ «فَذَبَحَ بَالاَقُ بَقَراً وَغَنَماً وَأَرْسَلَ إِلَى بَلْعَامَ وَإِلَى ٱلرُّؤَسَاءِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ».
فَذَبَحَ بَالاَقُ أي أولم بالذبائح وأرسل جزءاً من اللحم إلى بلعام والأمراء الذين كانوا معه ويُظن أن الذبح حينئذ كان دينياً. وكان الملوك يومئذ كثيراً ما يكونون كهنة كملكي صادق.
٤١ «وَفِي ٱلصَّبَاحِ أَخَذَ بَالاَقُ بَلْعَامَ وَأَصْعَدَهُ إِلَى مُرْتَفَعَاتِ بَعْلٍ، فَرَأَى مِنْ هُنَاكَ أَقْصَى ٱلشَّعْبِ».
تثنية ١٢: ٢
إِلَى مُرْتَفَعَاتِ بَعْلٍ لعلها أول نجد عند الطريق المؤدية إلى صحاري موآب التي يرى منه محلة الإسرائيليين. قال بعضهم وذهب بالاق آملاً أو ظاناً أن بلعام إذا لعن آل إسرائيل وهو يراهم كانت لعنته أشد تأثيراً من اللعنة على غير رؤية.
فَرَأَى مِنْ هُنَاكَ أَقْصَى ٱلشَّعْبِ أي رأى الطرف الأبعد من الشعب وهذا يحتمل معنيين الأول أنه رأى كل الشعب من أوله إلى آخره. والثاني أنه لم ير سوى الطريق الأبعد منه والمعنى الثاني هو الذي اعتمدته الترجمات القديمة ومنها «ترجوم فلسطين» ففيه أن بلعام «رأى محلة دان التي هي في مقدمة الشعب» (انظر ص ٢٣: ١٣).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ «فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاَقَ: ٱبْنِ لِي هٰهُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ، وَهَيِّئْ لِي هٰهُنَا سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ».
ع ٢٩
ٱبْنِ لِي هٰهُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ كان الآباء القدماء وأبناؤهم الأتقياء لا يبنون في مكان واحد سوى مذبح واحد وكانت كثرة المذابح في مكان واحد شعار الوثنيين. وكان القدماء على اختلاف أديانهم يتوسلون إلى المعبود بغية رفع المصاب بالذبائح. وكان عدد السبعة يعتبر آية الكمال عند اليونان والرومانيين كما يُعتبر عند الإسرائيليين.
٢ «فَفَعَلَ بَالاَقُ كَمَا تَكَلَّمَ بَلْعَامُ. وَأَصْعَدَ بَالاَقُ وَبَلْعَامُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ».
ع ١٤ و٣٠
وَأَصْعَدَ بَالاَقُ وَبَلْعَامُ المرجّح كل الترجيح أن بالاق كان كاهناً كما كان ملكاً ولذلك تقدم على بلعام بالإصعاد (انظر تفسير ص ٢٢: ٤٠).
٣ «فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاَقَ: قِفْ عِنْدَ مُحْرَقَتِكَ، فَأَنْطَلِقَ أَنَا لَعَلَّ ٱلرَّبَّ يُوافِي لِلِقَائِي، فَمَهْمَا أَرَانِي أُخْبِرْكَ بِهِ. ثُمَّ ٱنْطَلَقَ إِلَى رَابِيَةٍ».
ع ١٥ ص ٢٤: ١
إِلَى رَابِيَةٍ كان عرافو الأمم قد اعتادوا أن يختاروا الأنجاد في ممارسة العرافة ليمتد نظرهم إلى أمد بعيد وكانوا يؤثرون القنن الجرداء على غيرها لأن ليس فيها ما يحول دون النظر. وقد ترجم بعضهم الكلمة العبرانية المترجمة هنا بالرابية بنجد أجرد.
٤، ٥ «٤ فَوَافَى ٱللّٰهُ بَلْعَامَ. فَقَالَ لَهُ: قَدْ رَتَّبْتُ سَبْعَةَ مَذَابِحَ وَأَصْعَدْتُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. ٥ فَوَضَعَ ٱلرَّبُّ كَلاَماً فِي فَمِ بَلْعَامَ وَقَالَ: ٱرْجِعْ إِلَى بَالاَقَ وَتَكَلَّمْ هٰكَذَا».
ع ١٦ ص ٢٢: ٣٥ وع ١٦ وتثنية ١٨: ١٨ وإرميا ١: ٩
فَوَضَعَ ٱلرَّبُّ كَلاَماً فِي فَمِ بَلْعَامَ ما أحسن قول الأسقف وردسورس هنا وهو «إن الله الذي فتح فم الأتان على أسلوب مغاير لطبيعتها فتح فم بلعام على أسلوب مغاير لإرادته».
٦ - ٩ «٦ فَرَجَعَ إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ مُحْرَقَتِهِ هُوَ، وَجَمِيعُ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. ٧ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: مِنْ أَرَامَ أَتَى بِي بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ مِنْ جِبَالِ ٱلْمَشْرِقِ. تَعَالَ ٱلْعَنْ لِي يَعْقُوبَ، وَهَلُمَّ ٱشْتِمْ إِسْرَائِيلَ. ٨ كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ ٱللّٰهُ، وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ ٱلرَّبُّ؟ ٩ إِنِّي مِنْ رَأْسِ ٱلصُّخُورِ أَرَاهُ. وَمِنَ ٱلآكَامِ أُبْصِرُهُ. هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ. وَبَيْنَ ٱلشُّعُوبِ لاَ يُحْسَبُ».
ع ١٨ وص ٢٤: ٣ و١٥ و٢٣ وأيوب ٢٧: ١ و٢٩: ١ ومزمور ٧٨: ٢ وحزقيال ١٧: ٢ وميخا ٢: ٤ وحبقوق ٢: ٦ ص ٢٢: ٦ و١١ و١٧ و١صموئيل ١٧: ١٠ إشعياء ٤٧: ١٢ و١٣ ورومية ١٢: ١٤ و١٩ تثنية ٣٣: ٢٨ خروج ٣٣: ١٦ وعزرا ٩: ٢ وأفسس ٢: ١٤
مِنْ رَأْسِ ٱلصُّخُورِ أَرَاهُ أي من قنة رابية صخرية أقام عليها بالاق سبعة مذابح. وكلام بلعام هنا يدل على أنه رأى كل محلة إسرائيل لا طرفاً واحداً من المحلة كما عليه جمهور المفسرين القدماء (انظر تفسير ص ٢٢: ٤١).
هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ أي أنه منفرد عن سائر الأمم والظاهر أن بلعام فهم المقصود من انفراد إسرائيل عن سائر الأمم وهو استقلاله وتنزهه عن نجاسات الوثنيين. وقال هنغستنبرغ «لقد أصاب بلعام بما نطق به فإن إسرائيل لم يختلط بالأمم ولم يحسب منهم وإن ممالك الأمم القديمة في العالم القديم كالمصريين والأشوريين والبابليين وغيرهم قد بادوا وأما إسرائيل الذي في أزمنة العهد القديم نجا من أخطار كثيرة كادت تقرضه ولا سيما السبي فقد نضر في كنيسة العهد الجديد واستمر في الوجود والذي لم يدخل العهد الجديد منه لا بد من أن يدخل في المستقبل».
١٠ «مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ وَرُبْعَ إِسْرَائِيلَ بِعَدَدٍ؟ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ ٱلأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ».
تكوين ١٣: ١٦ و٢٢: ١٧ مزمور ١١٦: ١٥
مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ أراد بالتراب كثرة العدد وهو مأخوذ من وعد الله لإبراهيم وهو قوله تعالى «وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ ٱلأَرْض» (تكوين ١٣: ١٦). والاستفهام إنكاري والمعنى لا أحد من الناس استطاع أن يحصي عدد إسرائيل والكلام مبالغة في كثرته.
وَرُبْعَ إِسْرَائِيلَ كانت محلة إسرائيل مقسومة أربعة أقسام كبيرة فكل قسم ربع منه بالنظر إلى عدد أسماء الأسباط (ص ٢) والمرجّح أن بلعام حينئذ كان يرى أحد تلك الأقسام وهذا يؤيد قول جمهور القدماء (انظر ص ٢٢: ٤١). (ولكن لا يوجبه لاحتمال أن هذا الكلام كان عند رؤية الربع الواحد لا عند نظره إلى كل المحلة بالإجمال انظر تفسير ع ٩ و١٣).
مَوْتَ ٱلأَبْرَارِ أراد بالأبرار الإسرائيليين ونعتوا بالبر لأن الرب البار اختارهم شعباً له (تثنية ٣٢: ٤ و١٥ و٣٣: ٥ و٢٦) شعباً مقدساً يسير بمقتضى البر والاستقامة والعدل. أما آخرة بلعام فكانت منافية لما طلب أن تكون (انظر ص ٣١: ٨) وهذا يدل أن الله يكره صلاة الأشرار (انظر أمثال ٢٨: ٩).
١١، ١٢ «١١ فَقَالَ بَالاَقُ لِبَلْعَامَ: مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي أَخَذْتُكَ، وَهُوَذَا أَنْتَ قَدْ بَارَكْتَهُمْ. ١٢ فَأَجَابَ: أَمَا ٱلَّذِي يَضَعُهُ ٱلرَّبُّ فِي فَمِي أَحْتَرِصُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ؟».
ص ٢٢: ١١ و١٧ و٢٤: ١٠ ص ٢٢: ٣٨
قَدْ بَارَكْتَهُمْ كان بالاق يتوقع من بلعام أن يلعن إسرائيل فسمعه يباركهم فدهش وقال هذا الكلام ومعناه أتيت بك لتلعنهم فقط فما بالك قد باركتهم.
١٣ «فَقَالَ لَهُ بَالاَقُ: هَلُمَّ مَعِي إِلَى مَكَانٍ آخَرَ تَرَاهُ مِنْهُ. إِنَّمَا تَرَى أَقْصَاءَهُ فَقَطْ، وَكُلَّهُ لاَ تَرَى. فَٱلْعَنْهُ لِي مِنْ هُنَاكَ».
إِنَّمَا تَرَى أَقْصَاءَهُ فَقَطْ هذه الآية تثبت أن بلعام رأى في أول الأمر كل شعب إسرائيل خلافاً لجمهور القدماء (انظر تفسير ص ٢٢: ٤١). فكأن بالاق تحقق أن بلعام لم يجسر أن يلعن الإسرائيليين لما وقع في قلبه من الهيبة لكثرتهم فأراد أن يوقفه حيث لا يرى سوى الجزء الأقصى منهم فلا يشعر بما شعر به من رؤيته إياهم كلهم.
١٤ «فَأَخَذَهُ إِلَى حَقْلِ صُوفِيمَ إِلَى رَأْسِ ٱلْفِسْجَةِ، وَبَنَى سَبْعَةَ مَذَابِحَ وَأَصْعَدَ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ».
ص ٢١: ٢٠ ع ١ و٢
حَقْلِ صُوفِيمَ أي حقل النواطير أو الرقباء أو الحراس. والظاهر أن هذا الموضع هو الموضع الذي وقف عليه موسى ونظر أرض الميعاد (تثنية ٣: ٢٧). وذُكر في (تثنية ٣٤: ١) أنه جبل نبو ولعله كان للفسجة عدة رؤوس وكان حقل صوفيم من رؤوسها.
١٥ - ١٧ «١٥ فَقَالَ لِبَالاَقَ: قِفْ هُنَا عِنْدَ مُحْرَقَتِكَ وَأَنَا أُوافِي هُنَاكَ. ١٦ فَوَافَى ٱلرَّبُّ بَلْعَامَ وَوَضَعَ كَلاَماً فِي فَمِهِ وَقَالَ: ٱرْجِعْ إِلَى بَالاَقَ وَتَكَلَّمْ هٰكَذَا. ١٧ فَأَتَى إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ مُحْرَقَتِهِ، وَرُؤَسَاءُ مُوآبَ مَعَهُ. فَسَأَلَهُ بَالاَقُ: مَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ؟».
ص ٢٢: ٣٥ وع ٥
مَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ ذكر بالاق هنا الله باسم «يهوه».
١٨، ١٩ «١٨ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: قُمْ يَا بَالاَقُ وَٱسْمَعْ. اِصْغَ إِلَيَّ يَا ٱبْنَ صِفُّورَ. ١٩ لَيْسَ ٱللّٰهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلاَ ٱبْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟».
قضاة ٣: ٢٠ و١صموئيل ١٥: ٢٩ وملاخي ٣: ٦ ورومية ١١: ٢٩ وتيطس ١: ٢ ويعقوب ١: ١٧
وَلاَ ٱبْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ إيراد صموئيل لهذه الكلمات ببعض التصرف تدل على أنه كان يعهد هذا الجزء من الأسفار الخمسة (١صموئيل ١٥: ٢٩).
٢٠، ٢١ «٢٠ إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ. ٢١ لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلاَ رَأَى سُوءاً فِي إِسْرَائِيلَ. ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ مَعَهُ. وَهُتَافُ مَلِكٍ فِيهِ».
تكوين ١٢: ٢ و٢٢: ١٧ وعدد ٢٢: ١٢ رومية ٤: ٧ و٨ خروج ١٣: ٢١ و٢٩: ٤٥ و٤٦ و٣٣: ١٤ مزمور ٨٩: ١٥
لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ (بالنسبة إلى الوثنيين لا أن الإسرائيليين لم يرتكبوا إثماً أو أنه لم ير إثماً في أولاد يعقوب أي شعب موسى يوجب عليه أن يلعنه بلعام أو أن الله يغض نظره عن إثم شعبه ويغفر له حتى كأنه بلا إثم).
هُتَافُ مَلِكٍ فِيهِ (لعل بلعام كان يسمع هتاف البوق فشبهه بهتاف الجند للملك).
٢٢ «اَللّٰهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ ٱلرِّئْمِ».
ص ٢٤: ٨ تثنية ٣٣: ١٧ وأيوب ٣٩: ١٠ و١١
اَللّٰهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ وفي الأصل العبراني مخرج إياه من مصر أو آت به منها ففيه معنى الاستمرار كأنه لم ينته بهم إلى حيث يقرون.
وفي هذه العبارة إشارة إلى قول بالاق في (ص ٢٢: ٥) وهو ما نصه «هوذا شعب قد خرج من مصر» فرأى أن الشعب الذي خرج من مصر بقيادة الله لا باختياره هو لا يقدر أحد أن يقاومه لأن من يقاومه يقاوم الرب.
لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ ٱلرِّئْمِ ترجم بعضهم هذه العبارة بقوله «له قوة كقوة وحيد القرن». وبعضهم بقوله «له قوة الجاموس» والذي في ترجمتنا العربية على وفق ما في الأصل العبراني. والرئم هو الظبي الخالص البياض ويوصف بشدة السرعة.
٢٣ «إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ وَلاَ عِرَافَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فِي ٱلْوَقْتِ يُقَالُ عَنْ يَعْقُوبَ وَعَنْ إِسْرَائِيلَ مَا فَعَلَ ٱللّٰهُ».
مزمور ٣١: ١٩ و٤٤: ١
إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ الخ ترجم بعضهم هذه العبارة بما معناه «الحق أن ليس عيافة في يعقوب» وفسر ذلك بأن بني إسرائيل لا يحتاجون إلى العيافة. والعبارة في العربية تفيد أنه لا فعل أو لا تأثير للعيافة في الإسرائيليين ولا للعرافة. وعلى الأول أن الإسرائيليين غنيون عن العيافة والعرافة لأن الله أظهر لهم أعماله ومشورته وإرادته. وعلى الثاني إن أعمال التكهين والسحر لا تأثير لها في الإسرائيليين لأن الله واق لهم. (وهذا يدلنا على أن قدماء الأمم ككثيرين من المحدثين اليوم كانوا يعتقدون تأثير السحر وما يتعلق به وكذا كان اعتقاد بلعام فلقد صدق من قال أن الله أنطقه كما انطق الأتان أي أنثى الحمير).
٢٤ «هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى».
تكوين ٤٩: ٩ تكوين ٤٩: ٢٧
يَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ نسب بلعام إلى كل إسرائيل كما تنبأ به يعقوب في شأن يهوذا (تكوين ٤٩: ٩).
٢٥ - ٢٧ «٢٥ فَقَالَ بَالاَقُ لِبَلْعَامَ: لاَ تَلْعَنْهُ لَعْنَةً وَلاَ تُبَارِكْهُ بَرَكَةً. ٢٦ فَأَجَابَ بَلْعَامُ: أَلَمْ أُكَلِّمْكَ قَائِلاً: كُلُّ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ ٱلرَّبُّ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ؟ ٢٧ فَقَالَ بَالاَقُ لِبَلْعَامَ: هَلُمَّ آخُذْكَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ؟ عَسَى أَنْ يَصْلُحَ فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ أَنْ تَلْعَنَهُ لِي مِنْ هُنَاكَ».
ص ٢٢: ٣٨ وع ١٢ و١ملوك ٢٢: ١٤ ع ١٣
عَسَى أَنْ يَصْلُحَ فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ أي عسى يرضي الله وفي العبرانية «اللوهيم» وهذا يدل على أن بالاق صدق قول بلعام أن الله منعه من لعن إسرائيل (انظر ص ٢٤: ١١).
٢٨ - ٣٠ «٢٨ فَأَخَذَ بَالاَقُ بَلْعَامَ إِلَى رَأْسِ فَغُورَ ٱلْمُشْرِفِ عَلَى وَجْهِ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٢٩ فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاَقَ: ٱبْنِ لِي هٰهُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ وَهَيِّئْ لِي هٰهُنَا سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ. ٣٠ فَفَعَلَ بَالاَقُ كَمَا قَالَ بَلْعَامُ، وَأَصْعَدَ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ».
ص ٢١: ٢٠ ع ١
رَأْسِ فَغُورَ كان هذا الرأس أحد رؤوس الجزء الشمالي من جبل عباريم وكان أقرب الرؤوس إلى محلة الإسرائيليين (انظر ص ٢١: ٢٠).

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ «فَلَمَّا رَأَى بَلْعَامُ أَنَّهُ يَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ أَنْ يُبَارِكَ إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَنْطَلِقْ كَٱلْمَرَّةِ ٱلأُولَى وَٱلثَّانِيَةِ لِيُوافِيَ فَأْلاً، بَلْ جَعَلَ نَحْوَ ٱلْبَرِّيَّةِ وَجْهَهُ».
ص ٣٢: ٣ و١٥
جَعَلَ نَحْوَ ٱلْبَرِّيَّةِ وَجْهَهُ أي جهة المكان الذي فيه محلة الإسرائيليين وهو صحاري موآب.
٢ «وَرَفَعَ بَلْعَامُ عَيْنَيْهِ وَرَأَى إِسْرَائِيلَ حَالاًّ حَسَبَ أَسْبَاطِهِ، فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللّٰه».
ص ٢: ٢ الخ ص ١١: ٢٥ و١صموئيل ١٠: ١٠ و١٩: ٢٠ و٢٣ و٢أيام ١٥: ١
حَالاًّ حَسَبَ أَسْبَاطِهِ أي على ترتيب أسباطه المعهود.
فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللّٰهِ على رغمه لا بإرادته فكانت نبوءته كنبوءة شاول وقيافا الشريرين (١صموئيل ١٩: ٢٠ و٢٣ ويوحنا ١١: ١٥). (ولا عجب من ذلك فإنه تعالى كثيراً ما ينطق الأشرار بالخير ويستخدمهم في إجراء مقاصده فقد أنطق الشيطان عدو كل حق بأحسن شهادات الحق وهو أن المسيح ابن الله العلي يوحنا ٨: ٢٨).
٣ «فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ ٱلرَّجُلِ ٱلْمَفْتُوحِ ٱلْعَيْنَيْنِ».
ص ٢٣: ٧ و١٨
وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ إنه تكلم بوحي الله لا محالة وأنطقه الله بلفظة الوحي دلالة على ذلك وأُضيف الوحي إلى بلعام لأنه تكلم به.
ٱلْمَفْتُوحِ ٱلْعَيْنَيْنِ حصل جدال في معنى هذه العبارة باعتبار الأصل العبراني فإن المفتوح هنا ترجمة «شتم» في العبرانية فبعضهم قال أن معناها المفتوح وبعضهم قال أن معناها المغمض بناء على أنها ولفظة «ستم» العبرانية مترادفتان ومعنى «ستم» المغمض. وفسّر بعضهم العبارة على الوجهين بأن بلعام كان في حال الذهول حينئذ كما كان شاول عند تنبئه وكما كان كثيرون من قدماء الأنبياء حين يتنبأون فكانت عيناه مغمضتين وعينا قلبه مفتوحتين. (والذي أراه أنه أراد الذي أعلن له الله ما لم يكن يعرفه إعلاناً تاماً حتى كأنه كان يراه بعينين مفتوحتين).
٤ «وَحْيُ ٱلَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ ٱللّٰهِ. ٱلَّذِي يَرَى رُؤْيَا ٱلْقَدِيرِ، مَطْرُوحاً وَهُوَ مَكْشُوفُ ٱلْعَيْنَيْنِ».
١صموئيل ١٩: ٢٤ وحزقيال ١: ٢٨ ودانيال ٨: ١٨ و١٠: ١٥ و١٦ و٢كورنثوس ١٢: ٢ و٣ و٤ ورؤيا ١: ١٠ و١٧
مَطْرُوحاً وَهُوَ مَكْشُوفُ ٱلْعَيْنَيْنِ يظهر أن الحال التي صار إليها بلعام كالحال التي صار إليها شاول (١صموئيل ١٩: ٢٤) وحزقيال (حزقيال ١: ٢٩) ودانيال (دانيال ٨: ١٧ و١٨) ويوحنا (رؤيا ١: ١٧). ومعنى أنه مكشوف العينين معلن له (انظر ص ٢٢: ٣١
٥ «مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ!».
(الشطر الثاني من هذه الآية بمعنى الشطر الأول وهو كثير في الشعر العبراني).
٦ «كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلَى نَهْرٍ. كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا ٱلرَّبُّ. كَأَرْزَاتٍ عَلَى مِيَاهٍ».
مزمور ١: ٣ وإرميا ١٧: ٨ مزمور ١٠٤: ١٦
كَجَنَّاتٍ عَلَى نَهْرٍ لا يبعد أن المقصود هنا بالجنات هي التي على شواطئ نهر الفرات (قابل بهذا إشعياء ٧: ٢٠) وإن لم يقترن النهر بأداة التعريف.
كَأَرْزَاتٍ عَلَى مِيَاهٍ الفرق بين الأرز على جانب المياه وبين غيره يظهر من كلام حزقيال حيث شبه الأشوريين المتكبرين بالأرز الذي فرعه بين الغيوم وعظمته المياه (حزقيال ٣١: ٣ و٤ قابل به مزمور ١: ٣ و٩٢: ١٢).
٧ «يَجْرِي مَاءٌ مِنْ دِلاَئِهِ، وَيَكُونُ زَرْعُهُ عَلَى مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ، وَيَتَسَامَى مَلِكُهُ عَلَى أَجَاجَ وَتَرْتَفِعُ مَمْلَكَتُهُ».
إرميا ٥١: ١٣ ورؤيا ١٧: ١ و١٥ و١صموئيل ١٥: ٩ و٢صموئيل ٥: ١٢ و١أيام ١٤: ٢
يَجْرِي مَاءٌ مِنْ دِلاَئِهِ تمثل الأمة برجل حامل دلوين كناية عن البركة والنجاح. وهو تصوُّر جميل جداً. وقد مثل بعض الأفاضل إسرائيل «بساكب مياه الخلاص المحيية ومجاري الروح الصافية الجاعلة قفر العالم فرحاً وابتهاجاً».
زَرْعُهُ عَلَى مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ أي زرع إسرائيل أو نسله يسكن أرض كنعان ذات المياه الوافرة (تثنية ٨: ٧ و١١: ١١) أو إن إسرائيل كالزرع على مجاري المياه الوافرة فهو ينمو كثيراً (إشعياء ٣٢: ٢٠ و٤٤: ٤ و٦٥: ٢٢ و٢٣) فالإٍسرائيليون يرثون وافر البركات.
وَيَتَسَامَى مَلِكُهُ عَلَى أَجَاجَ (قُرئ في ترجمة السبعين جوج). الظاهر أن أجاج لقب شرف كان يُلقب به ملوك العمالقة كما كان فرعون لقباً لكل من ملوك مصر وأبيمالك لقباً لكل من ملوك فلسطين. والمرجّح بل المتيقّن أن بلعام لم يرد بقوله «ملكه» ملكاً معيناً بل أراد من كان ملكاً له أياً كان ممن يكون من نسل إبراهيم (تكوين ١٧: ٦ و٣٥: ١١).
٨ «اَللّٰهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ. لَهُ مِثْلُ سُرْعَةِ ٱلرِّئْمِ. يَأْكُلُ أُمَماً، مُضَايِقِيهِ. وَيَقْضِمُ عِظَامَهُمْ وَيُحَطِّمُ سِهَامَهُ».
ص ٢٣: ٢٢ ص ١٤: ٩ و٢٣: ٢٤ مزمور ٢: ٩ وإشعياء ٣٨: ١٣ وإرميا ٥٠: ١٧ مزمور ٤٥: ٥ وإرميا ٥٠: ٩
اَللّٰهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ (انظر تفسير ص ٢٣: ٢٢).
٩ «جَثَمَ كَأَسَدٍ. رَبَضَ كَلَبْوَةٍ. مَنْ يُقِيمُهُ! مُبَارِكُكَ مُبَارَكٌ وَلاَعِنُكَ مَلْعُونٌ».
تكوين ٤٩: ٩ تكوين ١٢: ٣ و٢٧: ٢٩
جَثَمَ كَأَسَدٍ رَبَضَ كَلَبْوَةٍ (اللبوءة أنثى الأسد) فهو يفترس الأمم (انظر ص ٢٣: ٢٤).
مُبَارِكُكَ مُبَارَكٌ وَلاَعِنُكَ مَلْعُونٌ قوله مباركك مبارك كبركة الرب لإبراهيم (تكوين ١٢: ٣) وبركة إسحاق ليعقوب (تكوين ٢٧: ٢٩). (وبقوله ولاعنك ملعون لعن بالاق الذي سأله أن يلعن إسرائيل فوقع في الهاوية التي حفرها.
١٠ «فَٱشْتَعَلَ غَضَبُ بَالاَقَ عَلَى بَلْعَامَ، وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ وَقَالَ بَالاَقُ لِبَلْعَامَ: لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي دَعَوْتُكَ وَهُوَذَا أَنْتَ قَدْ بَارَكْتَهُمُ ٱلآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ».
حزقيال ٢١: ١٤ و١٧ و٢٢: ١٣ ص ٢٣: ١١ وتثنية ٢٣: ٤ و٥ ويشوع ٢٤: ٩ و١٠ ونحميا ١٣: ٢
وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ كان هذا التصفيق آية شدة الانفعال سواء كان تصفيق هزء أم كان تصفيق غضب أو يأس (قابل بهذا أيوب ٢٧: ٢٣ ومراثي إرميا ٢: ١٥).
١١ «فَٱلآنَ ٱهْرُبْ إِلَى مَكَانِكَ. قُلْتُ أُكْرِمُكَ إِكْرَاماً، وَهُوَذَا ٱلرَّبُّ قَدْ مَنَعَكَ عَنِ ٱلْكَرَامَةِ».
ص ٢٢: ١٧ و٣٧
ٱلرَّبُّ قَدْ مَنَعَكَ عَنِ ٱلْكَرَامَةِ قال بالاق هذا إما على سبيل التهكم وإما على أنه رأى أن كلام بلعام من الرب لما فيه من شدة التأثير (انظر ص ٢٣: ٢٧ والتفسير).
١٢، ١٣ «١٢ فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاَقَ: أَلَمْ أُكَلِّمْ أَيْضاً رُسُلَكَ ٱلَّذِينَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ قَائِلاً: ١٣ وَلَوْ أَعْطَانِي بَالاَقُ مِلْءَ بَيْتِهِ فِضَّةً وَذَهَباً لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتَجَاوَزَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ لأَعْمَلَ خَيْراً أَوْ شَرّاً مِنْ نَفْسِي. ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُهُ ٱلرَّبُّ إِيَّاهُ أَتَكَلَّمُ».
ص ٢٢: ١٨
لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتَجَاوَزَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ (ص ٢٢: ١٨). (لا ريب في أن بلعام لم يقدر أن يتجازو قول الرب إما لخوفه وإما لإجبار الرب له على ذلك لا لحبه للرب وطاعته الاختيارية له).
١٤ «وَٱلآنَ هُوَذَا أَنَا مُنْطَلِقٌ إِلَى شَعْبِي. هَلُمَّ أُنْبِئْكَ بِمَا يَفْعَلُهُ هٰذَا ٱلشَّعْبُ بِشَعْبِكَ فِي آخِرِ ٱلأَيَّامِ».
ميخا ٦: ٥ ورؤيا ٢: ١٤ تكوين ٤٩: ١ ودانيال ٢: ٢٨ و١٠: ١٤
وَٱلآنَ هُوَذَا أَنَا مُنْطَلِقٌ إِلَى شَعْبِي أي إلى موآب لا إلى موتى شعبه فإنه عاش طويلاً بين الموآبيين على ما يظهر.
هَلُمَّ أُنْبِئْكَ أتى بالنبوءة على سبيل النصح لبالاق لا على سبيل الإنذار وأنبأه بسيادة إسرائيل على أعدائه وانتصاره على محاربيه لكي لا ينقاد لجهله ويعادي إسرائيل. ولا نعلم في أي وقت علّم بلعام بالاق أن يضع عثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذُبح للأوثان ويزنوا (رؤيا ٢: ١٤).
آخِرِ ٱلأَيَّامِ (انظر تفسير تكوين ٤٩: ١). هذا مقدمة نبوءة تقسم إلى أربعة أقسام صُدر كل قسم منها بقول الكاتب «نطق بمثله» (ع ١٥ - ٢٣) .
١٥، ١٦ «١٥ ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ ٱلرَّجُلِ ٱلْمَفْتُوحِ ٱلْعَيْنَيْنِ. ١٦ وَحْيُ ٱلَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ ٱللّٰهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ ٱلْعَلِيِّ. ٱلَّذِي يَرَى رُؤْيَا ٱلْقَدِيرِ سَاقِطاً وَهُوَ مَكْشُوفُ ٱلْعَيْنَيْنِ».
ع ٣ و٤
وَحْيُ ٱلرَّجُلِ الخ (انظر تفسير ع ٣ و٤).
١٧ «أَرَاهُ وَلٰكِنْ لَيْسَ ٱلآنَ. أُبْصِرُهُ وَلٰكِنْ لَيْسَ قَرِيباً. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي ٱلْوَغَى».
رؤيا ١: ٧ متّى ٢: ٢ ورؤيا ٢٢: ١٦ تكوين ٤٩: ١٠ ومزمور ١١٠: ٢ و٢صموئيل ٨: ٢ وإرميا ٤٨: ٤٥
أَرَاهُ وَلٰكِنْ لَيْسَ ٱلآنَ لا يمكن أن يكون الذي يراه ولكن ليس الآن إسرائيل لأنه كان يرى إسرائيل حينئذ في محلته أمام عينيه فلزم من ذلك أنه كان يرى بعين الذهن من سيأتي لا من هو في الحضرة. والظاهر أنه كان يتصور كوكباً بارزاً من يعقوب على ما في العبارة التالية.
يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ هذا الكوكب رجل ذو سلطان بدليل قوله على الأثر «قضيب من إسرائيل». على أن الإضافة إلى يعقوب كافية للدلالة على أن الكوكب المذكور شخص من نسل يعقوب كالكوكب في الهداية. إلا أن قوله «ويقوم قضيب من إسرائيل» أي صاحب قضيب أو صولجان أعني متسلطاً يدل فوق ذلك على أنه ذو سلطان. وقيل إن الكوكب كناية عن الملك. وفي هذه النبوءة مماثلة لنبوءة يعقوب (انظر تكوين ٤٩: ١٠). وفي ترجوم أنكيلوس ما مترجمه «يقوم ملك من يعقوب والمسيح يمسح من إسرائيل». قال ابن عزرا «إن النبوءة في داود ولكن كثيرين من المفسرين قالوا إنها في المسيح». والظاهر إن الذي ادعى أنه المسيح في زمان أدريان الملك ولقب نفسه ببار كوكب (أي ابن الكوكب) أشار إلى هذه النبوءة. ولعل المجوس أشاروا إلى هذه النبوءة بقولهم «رأينا نجمه في المشرق» (متّى ٢: ٢).
فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ تمّت هذه النبوءة جزئياً أو رمزياً في عصر داود (٢صموئيل ٨: ٢). وموآب وأدوم رمزان إلى أعداء المسيح وأعداء كنيسته وإخضاعهما رمز إلى إخضاع ملك الملوك كل أعدائه (قابل بهذا مزمور ٦٠: ٨).
وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي ٱلْوَغَى أي بني الحرب وترجم بعضهم العبارة بقوله «ويكلل كل بني شيث» والكلام مشترك في العبرانية فيصح أن يترجم أيضاً ويكلل هام كل بني الوغى.
١٨ «وَيَكُونُ أَدُومُ مِيرَاثاً، وَيَكُونُ سَعِيرُ أَعْدَاؤُهُ مِيرَاثاً. وَيَصْنَعُ إِسْرَائِيلُ بِبَأْسٍ».
٢صموئيل ٨: ١٤ ومزمور ٦٠: ٨ و٩ و١٢
يَكُونُ أَدُومُ مِيرَاثاً، وَيَكُونُ سَعِيرُ أَعْدَاؤُهُ مِيرَاثاً أي أعداء إسرائيل أو أعداء المتسلط الذي يقوم من إسرائيل. وأدوم اسم شعب وسعير اسم بلاد (انظر تكوين ٣٢: ٣). وهذه النبوءة تمت أولاً في أيام داود (٢صموئيل ٨: ١٤) لكن أُكمل تمامها بشخص المسيح وعمله (إشعياء ٦٣: ١ - ٤).
يَصْنَعُ إِسْرَائِيلُ بِبَأْسٍ أي بقوة (قابل بهذا تثنية ٨: ١٧ و١٨ وراعوث ٤: ١١).
١٩ «وَيَتَسَلَّطُ ٱلَّذِي مِنْ يَعْقُوبَ وَيَهْلِكُ ٱلشَّارِدُ مِنْ مَدِينَةٍ».
تكوين ٤٩: ١٠
وَيَتَسَلَّطُ إيضاح هذا التسلط في قول المرنم «يَمْلِكُ مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلأَرْضِ» (مزمور ٧٢: ٨).
وَيَهْلِكُ ٱلشَّارِدُ مِنْ مَدِينَةٍ (أو ويخرب الباقي من المدن). المدينة وإن كانت مفردة قد يراد بها الجميع لكن بعضهم فهم من المدينة هنا أنها مدينة أورشليم والظاهر من القرينة هنا أنها أم مدن أدوم أو مدن أدوم كلها.
٢٠ «ثُمَّ رَأَى عَمَالِيقَ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: عَمَالِيقُ أَوَّلُ ٱلشُّعُوبِ، وَأَمَّا آخِرَتُهُ فَإِلَى ٱلْهَلاَكِ».
خروج ١٧: ٨ خروج ١٧: ١٤ و١صموئيل ١٥: ٣ و٨
ثُمَّ رَأَى عَمَالِيقَ رأى من جبل فغور الذي كان واقفاً عليه (ص ٢٣: ٢٨) بلاد عماليق وهي جنوبي أرض كنعان (ص ٢٣: ٢٩ وتكوين ٣٦: ١٢). المظنون أن قبيلة عماليق انفردت عن أدوم منذ زمن قديم.
عَمَالِيقُ أَوَّلُ ٱلشُّعُوبِ كان جد عماليق أليفاز بن عيسو (تكوين ٣٦: ١٢). وإذا صحّ الظن أن عماليق انفرد منذ القديم عن سائر أهل أدوم يكون أول الشعوب في زمان الاستقلال ولكن الإشارة إلى ملوك عماليق تحمل على القول بأنه كان أول الشعوب في المقام. وذهب بعضهم إلى أن المقصود أن عماليق أول الشعوب الذين التصقوا ببني إسرائيل حين خرجوا من مصر (خروج ١٧: ٨). ويحتمل أن عماليق كان أول الشعوب في الزمان والمقام (قابل بهذا عاموس ٦: ١).
وَأَمَّا آخِرَتُهُ فَإِلَى ٱلْهَلاَكِ أي فهو يصير بمنزلة الهالكين. وابتدأ عماليق يسير في سنن الهلاك في أيام مُلك شاول (١صموئيل ١٤: ٤٨ و١٥: ٧) وبقي كذلك إلى أيام داود (١صموئيل ٢٧: ٨ و٣٠: ١٧ و٢صموئيل ٨: ١٢) وتمّ هلاكهم في عصر حزقيا (١أيام ٤: ٤٢ و٤٣).
٢١، ٢٢ «٢١ ثُمَّ رَأَى ٱلْقِينِيَّ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: لِيَكُنْ مَسْكَنُكَ مَتِيناً وَعُشُّكَ مَوْضُوعاً فِي صَخْرَةٍ. ٢٢ لٰكِنْ يَكُونُ قَايِنُ لِلدَّمَارِ. حَتَّى مَتَى يَسْتَأْسِرُكَ أَشُّورُ؟».
عوبديا ٤ تكوين ١٥: ١٩
ثُمَّ رَأَى ٱلْقِينِيَّ (ع ٢١) على ما في هذه الآية والتي بعدها أن هلاك القيني يتم عند أسر الأشوريين للإسرائيليين. والقينيون حُسبوا من القبائل التي يملك نسل إبراهيم بلادهم (تكوين ١٥: ١٩). على أن قسماً منهم التصقوا بالإسرائيليين وسكنوا تخم يهوذا الجنوبي (قضاة ١: ١٦). وكان القينيون من أعداء الإسرائيليين الذين هلكوا كما هلك غيرهم ممن ذُكروا في هذه النبوءة من أعداء شعب الله على ما في بعض التراجم لكن ينشأ من ذلك اعتراضان (١) إن قوله متى يستأسرك أشور للقيني لا لإسرائيل. (٢) إنه ذكر القينيين الذين التقصوا بالإسرائيليين وكان بمقتضى العهد الذي كان لحوباب (ص ١٩: ٢٩) إن يمتاز القينيون عن أعداء إسرائيل ويستثنوا من الهلاك الذي حكم به على أولئك الأعداء. ولكن المعنى في ترجمتنا العربية هو الموافق للأصل ومعناه أن القيني لا يهلك حتى يستأسر الأشوريون الإسرائيليين وإن كان في التركيب شيء من الإبهام. (وعلته على ما أرى الالفتات غير المألوف في العبرية وهو توجيه الكلام من مخاطب إلى مخاطب أكثر. فكان بلعام يخاطب القيني ثم وجه الخطاب إلى إسرائيل. ولو عدلنا عن هذا التركيب إلى غيره لقلنا لكنك أيها القيني لا تصير إلى الدمار إلا متى استأسر إسرائيل أشور).
نعم إن الكتاب لم يذكر تمام هذه النبوءة لكن العقل يدل عليها فإنه يحكم بالبداهة أن الأشوريين لم يتركوا القينيين الساكنين بين إسرائيل بعد أن حاربوا الجميع وسبوهم. ونعلم من نبوءة إرميا أن الركابيين الذين هم شعبة من القينيين (١أيام ٢: ٥٥) أتوا إلى أورشليم خوفاً من جيش الكلدانيين والأشوريين على أثر غزو نبوخذنصر (إرميا ٣٥: ١١). وإن كان المقصود بأشور هنا الأشوريين وجب أن نذكر أن فرقة من القينيين أقامت مع نفتالي قرب قادش (قضاة ٤: ١١) والظاهر أن المقصود بأشور كل نسل أشور أي كل القبائل التي خرجت منه (انظر ع ٢٤) فإن ملك الفرس نفسه دُعي ملك أشور (عزرا ٦: ٢٢).
٢٣ «ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: آهِ! مَنْ يَعِيشُ حِينَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ».
حِينَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ في العبرانية «حين يفعل الله ذلك».
٢٤ «وَتَأْتِي سُفُنٌ مِنْ نَاحِيَةِ كِتِّيمَ وَتُخْضِعُ أَشُّورَ، وَتُخْضِعُ عَابِرَ، فَهُوَ أَيْضاً إِلَى ٱلْهَلاَكِ».
تكوين ١٠: ٤ ودانيال ١١: ٣٠ تكوين ١٠: ٢١ و٢٥
تَأْتِي سُفُنٌ مِنْ نَاحِيَةِ كِتِّيمَ قيل أن قوماً من الفينقيين هاجروا إلى قبرس وبنوا مدينة كتيم أو كتيوم وهي كتي الحديثة. قال ذلك يوسيفوس المؤرخ. والمرجّح أن المقصود بكتيم هنا شطوط البحر المتوسط بالإجمال وفي الفلغاتا أن كتيم إيطاليا.
وَتُخْضِعُ أَشُّورَ وَتُخْضِعُ عَابِرَ قال بعضهم أن المقصود بعابر العبرانيون فقط والمرجّح أن المقصود بعابر كل نسل عابر (تكوين ١٠: ٢). أو أن المقصود بأشور الشاميون الشرقيون وبعابر الساميون الغربيون.
فَهُوَ أَيْضاً إِلَى ٱلْهَلاَكِ هو راجع إلى من يُخضع أشور ويخضع عابر أي مخضع الساميين في الشرق والغرب مصيره إلى الهلاك. وهو آخر ما يهلك من قوى العالم. وكان دانيال النبي ممن أخبر بما يكون في آخر الأيام الذي فيه يشرق كوكب من يعقوب على بني إسرائيل. وهو كوكب الصبح المنير (رؤيا ٢٢: ١٦). ولا نعلم بأي وسيلة وصلت نبوءة بلعام إلى إسرائيل ولعله هو أعطاها موسى آملاً أن يحصل بذلك على شيء من الأجرة التي فاتته من بالاق أو إنه أسره بنو إسرائيل ففدى نفسه بها.
٢٥ «ثُمَّ قَامَ بَلْعَامُ وَٱنْطَلَقَ وَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ. وَبَالاَقُ أَيْضاً ذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ».
ص ٣١: ٨
وَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ الظاهر أنه قصد أن يرجع إلى وطنه فتوجه إلى مكانه فإن المرجّح أنه بقي بين المديانين وهلك معهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ «وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ، وَٱبْتَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ».
ص ٣٣: ٤٩ ويشوع ٢: ١ وميخا ٦: ٥ ص ٣١: ١٦ و١كورنثوس ١٠: ٨
وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ أي آبل شطيم (ص ٣٣: ٤٩ انظر تفسير ٢٢: ١).
٢ «فَدَعَوْنَ ٱلشَّعْبَ إِلَى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ، فَأَكَلَ ٱلشَّعْبُ وَسَجَدُوا لِآلِهَتِهِنَّ».
يشوع ٢٢: ١٧ ومزمور ١٠٦: ٢٨ وهوشع ٩: ١٠ خروج ٣٤: ١٥ و١٦ و١كورنثوس ١٠: ٢٠ خروج ٢٠: ٥
فَدَعَوْنَ ٱلشَّعْبَ دعت النساء الموآبيات الإسرائيليين إلى ولائم الذبح التي كانت تؤتى إكراماً لبعل فغور في مدينة بيت فغور (تثنية ٣: ٢٩) وظُنّ أنه كموش إله الحرب عند الموآبيين.
٣ «وَتَعَلَّقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ. فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ».
مزمور ١٠٦: ٢٩
تَعَلَّقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ أي أحبه وعبده والتصق به.
فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ أي اشتد وقوي.
٤ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ ٱلشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِلَ ٱلشَّمْسِ، فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ ٱلرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيلَ».
تثنية ٤: ٣ ويشوع ٢٢: ١٧ ع ١١ وتثنية ١٣: ١٧
خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ ٱلشَّعْبِ أي رؤساء بني إسرائيل وهم القضاة على ما يظهر من الآية الآتية. ومعنى «خذ» هنا اجمع. والمقصود «بجميع رؤوس الشعب» في غير هذا الموضع رؤساء الأسباط أو وكلاء الأمة. ورأى بعضهم أن المقصود بهم هنا رؤساء العثرة والأول المرجّح لأنهم هم الحكام والمنفذون الأحكام (ع ٥).
وَعَلِّقْهُمْ إن كان المقصود بجميع رؤوس الشعب القضاة فالمقصود من تعليقهم مقابل الشمس تشهيرهم وتعييرهم وإن كان المقصود بهم رؤساء العثرة فالمقصود بتعليقهم قتلهم والأول هو المرجّح على ما ذكرنا.
٥ «فَقَالَ مُوسَى لِقُضَاةِ إِسْرَائِيلَ: ٱقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ قَوْمَهُ ٱلْمُتَعَلِّقِينَ بِبَعْلِ فَغُورَ».
خروج ١٨: ٢١ و٢٥ خروج ٣٢: ٢٧ وتثنية ١٣: ٦ و١٣ و١٥
ٱقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ قَوْمَهُ أي من تعلق ببعل فغور من الجماعة.
٦، ٧ «٦ وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمِدْيَانِيَّةَ، أَمَامَ عَيْنَيْ مُوسَى وَأَعْيُنِ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُمْ بَاكُونَ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٧ فَلَمَّا رَأَى ذٰلِكَ فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنُ، قَامَ مِنْ وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ وَأَخَذَ رُمْحاً بِيَدِهِ».
يوئيل ٢: ١٧ مزمور ١٠٦: ٣٠ خروج ٦: ٢٥
فَلَمَّا رَأَى ذٰلِكَ فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنُ الأرجح أن الكاهن هنا هارون لا فينحاس وإن كان أليعازار كاهناً لأنه لم يكن هو الحبر الأعظم يومئذ إذ المقصود بالكاهن هنا الكاهن الأعلى ولأن الكاهن نعت لهارون (أو بدل منه بمقتضى التركيب وقواعد اللغة لأنه وهو الأقرب. ويصح أن يكون عطف بيان كما صح أن يكون بدلاً بالنظر إلى أن المقصود به الذات لا الصفة) (ص ٢٠: ٢٦) على أنه كان لأليعازر وقتئذ سلطان مدني كما كان له سلطان كاهني (انظر ١أيام ٩: ٢٠).
٨ «وَدَخَلَ وَرَاءَ ٱلرَّجُلِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى ٱلْقُبَّةِ وَطَعَنَ كِلَيْهِمَا، ٱلرَّجُلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّ وَٱلْمَرْأَةَ فِي بَطْنِهَا. فَٱمْتَنَعَ ٱلْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
مزمور ١٠٦: ٣٠
ٱلْقُبَّةِ لم تُذكر القبة ويُراد بها الخيمة إلا في هذا الموضع ولعل المقصود بها الجزء الداخل من الخيمة الذي كانت النساء تشغله أو حنية أوراق كالقبة من الخيمة وكانت من الجلود على ما يرجّح. والمرجّح أيضاً أن الإسرائيليين أنشأوا تلك القبة حين تعلقوا ببعل فغور واختلطوا بالموآبيين.
فِي بَطْنِهَا أو في خيمتها أو قبتها على ما يحتمله الأصل العبراني.
فَٱمْتَنَعَ ٱلْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قال أكابر المفسرين الظاهر أن القضاة لم ينفذوا الأمر بأن يقتل كل منهم كل الزناة من قومه فضرب الرب الشعب بالوبإ.
٩ «وَكَانَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا بِٱلْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً».
تثنية ٤: ٣ و١كورنثوس ١٠: ٨
أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً والذي قاله بولس الرسول «فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً» (١كورنثوس ١٠: ٨). ودفع بعضهم هذا الإشكال بأن ألفاً قتلهم القضاة وكفوا عن إتمام الأمر فقتل الله بالوبإ الباقين. (وهذا لا يستقيم مع النص في الآية وهو «وَكَانَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا بِٱلْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً». (وقال آخر لعل في النسخة التي كانت لبولس ما نصه ثلاثة وعشرون ألفاً. وأحسن ما قيل في دفع هذه الشبهة أن الذين ماتوا كانوا أكثر من ثلاثة وعشرين ألفاً وأقل من أربعة وعشرين ألفاً فذكر موسى التقريب بالأكثر وذكره بولس بالأقل. وترك الكسر من العدد أو تكميله للتقريب كثير في الكتاب المقدس وفي غيره).
١٠، ١١ «١٠ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١١ فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنُ قَدْ رَدَّ سَخَطِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِكَوْنِهِ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ حَتَّى لَمْ أُفْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِغَيْرَتِي».
مزمور ١٠٦: ٣٠ و٢كورنثوس ١١: ٢ خروج ٢٠: ٥ وتثنية ٣٢: ١٦ و٢١ و١ملوك ١٤: ٢٢ ومزمور ٧٨: ٥٨ وحزقيال ١٦: ٣٨ وصفنيا ١: ١٨ و٣: ٨
فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ ٱلْكَاهِنُ (انظر ع ٧) كرر هذا القول تقريراً أن فينحاس كان ذا سلطة كهنوتية لا رجلاً من عامة الشعب.
١٢ «لِذٰلِكَ قُلْ هَئَنَذَا أُعْطِيهِ مِيثَاقِي مِيثَاقَ ٱلسَّلاَمِ».
ملاخي ٢: ٤ و٥ و٣: ١
مِيثَاقِي مِيثَاقَ ٱلسَّلاَمِ إذا كان فينحاس قد أكرم الرب بأن غار بمثل غيرته له تعالى ولبيته فكان مناسباً أن يكون رمزاً إلى المسيح الذي تمت به نبوءة المرنم وهي قوله «غبرة بيتك أكتلني» (مزمور ٦٩: ٩ ويوحنا ٢: ١٧). و «ميثاق السلام» وهو ميثاق النعمة وقد وصفه إشعياء النبي وملاخي النبي وصفاً حسناً (إشعياء ٥٤: ١٠ وملاخي ٢: ٥).
١٣ «فَيَكُونُ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ، لأَجْلِ أَنَّهُ غَارَ لِلّٰهِ وَكَفَّرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
١أيام ٦: ٤ الخ خروج ٤٠: ١٥ أعمال ٢٢: ٣ ورومية ١٠: ٢ عبرانيين ٢: ١٧
فَيَكُونُ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ إن عهد السلام الذي أُثبت بدم الصليب وكل البركات المتعلقة بذلك العهد ثابت للمسيح ولنسله الروحي أي أولاده الذين هم المؤمنون به الذين أعطاهم الآب إياهم.
مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ إن فينحاس خلف أباه العازار في رتبة الحبر الأعظم (قضاة ٢٠: ٢٨) وبعد أن انقطعت الخلافة وذلك بعد عالي الكاهن وظلت منقطعة إلى أيام داود وجدّدها سليمان بإقامة صادوق كاهناً عالياً وكان من نسل فينحاس وظلت رتبة الكهنوت الأعلى في إسرائيل إلى عصر انحطاطهم. فقام المسيح وكان الحبر الأعظم الأبدي (عبرانيين ٧: ٢٤) بناء على قوله تعالى «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ» (مزمور ١١٠: ٤ انظر أيضاً عبرانيين ٧: ١٧).
١٤ «وَكَانَ ٱسْمُ ٱلرَّجُلِ ٱلإِسْرَائِيلِيِّ ٱلَّذِي قُتِلَ مَعَ ٱلْمِدْيَانِيَّةِ، زِمْرِيَ بْنَ سَالُو، رَئِيسَ بَيْتِ أَبٍ مِنَ ٱلشَّمْعُونِيِّينَ».
رَئِيسَ بَيْتِ أَبٍ مِنَ ٱلشَّمْعُونِيِّينَ المرجّح أن سبط شمعون كان كثير السقوط في الإثم والميل إلى المعاصي وإن الوبأ أخذ منه أكثر ممن أخذ من غيره (انظر ص ٢٦: ١٤ والتفسير).
١٥ «وَٱسْمُ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْمِدْيَانِيَّةِ ٱلْمَقْتُولَةِ كُزْبِيَ بِنْتَ صُورٍ. هُوَ رَئِيسُ قَبَائِلِ بَيْتِ أَبٍ فِي مِدْيَانَ».
ص ٣١: ٨ ويشوع ١٣: ٢١
رَئِيسُ قَبَائِلِ بَيْتِ أَبٍ فِي مِدْيَانَ كثير من قبائل المديانيين أو الشعوب الصغيرة منهم كانوا من أبي قبيلة أصلية وكان صور أحد ملوك المديانيين الخمسة الذين قتلهم بنو إسرائيل.
١٦ - ١٨ «١٦ ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٧ ضَايِقُوا ٱلْمِدْيَانِيِّينَ وَٱضْرِبُوهُمْ ١٨ لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ ٱلَّتِي كَادُوكُمْ بِهَا فِي أَمْرِ فَغُورَ وَأَمْرِ كُزْبِي أُخْتِهِمْ بِنْتِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ ٱلَّتِي قُتِلَتْ يَوْمَ ٱلْوَبَإِ بِسَبَبِ فَغُورَ».
ص ٣١: ٢ ص ٣١: ١٦ ورؤيا ٢: ١٤
ضَايِقُوا ٱلْمِدْيَانِيِّينَ وَٱضْرِبُوهُمْ الظاهر أن المديانيين كانوا نصراء الموآبيين في كل محارباتهم للإسرائيليين وإنهم هم أكثر إغراء الإسرائيليين بالزنى من غيرهم. وكان عليهم وهم من نسل إبراهيم أبي المؤمنين أن يخافوا إله إبراهيم ويطيعوه وأن يكونوا إخوة لشعبه ويلطفوا به ويؤاسوه لأنهم أقرباؤه. وأشد نقمة الله تكون من أهل العناد والارتداد والإغراء بالمعاصي (قابل بهذا رؤيا ٢: ١٤ و١٨: ٦). أما الموآبيون وإن لم يُضربوا مع المديانيين (تثنية ٢: ٩) لم ينجوا من العقاب بأن أُخرجوا من جماعة الرب إلى الجيل العاشر (تثنية ٢٣: ٣ و٤). والمرجّح أن استثناءهم من الحكم الذي وقع على المديانيين علته أن كيلهم لم يكن قد امتلأ لا لأنهم أولاد لوط لان المديانيين من نسل إبراهيم (تكوين ١٥: ١٦).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ «ثُمَّ بَعْدَ ٱلْوَبَإِ أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ بْنَ هَارُونَ ٱلْكَاهِنِ».
ثُمَّ بَعْدَ ٱلْوَبَإِ المرجّح أن الوبأ أهلك بقية الجيل الذي خرج من مصر وعُدّ في برية سيناء.
٢ «خُذَا عَدَدَ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ كُلِّ خَارِجٍ لِلْجُنْدِ فِي إِسْرَائِيلَ».
خروج ٣٠: ١٢ و٣٨: ٢٥ و٢٦ وص ١: ٢ و٣
خُذَا عَدَدَ أُمر موسى وهارون بمثل هذا الأمر (ص ٢١: ٢ و٣) وحينئذ أُخذ واحد من كل سبط رئيساً لبيت أبيه لمساعدة موسى وهارون على الإحصاء والمرجّح أنه كان هنا مثل ذاك وإن لم يُذكر.
٣ - ٦ «٣ فَقَالَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا: ٤ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً. كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلْخَارِجِينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: ٥ رَأُوبَيْنُ بِكْرُ إِسْرَائِيلَ: بَنُو رَأُوبَيْنَ. لِحَنُوكَ عَشِيرَةُ ٱلْحَنُوكِيِّينَ. لِفَلُّو عَشِيرَةُ ٱلْفَلُّوِيِّينَ. ٦ لِحَصْرُونَ عَشِيرَةُ ٱلْحَصْرُونِيِّينَ. لِكَرْمِي عَشِيرَةُ ٱلْكَرْمِيِّينَ».
ع ٦٣ وص ٢٢: ١ و٣١: ١٢ و٣٣: ٤٨ و٣٥: ١ ص ١: ١ تكوين ٤٦: ٨ وخورج ٦: ١٤ و١أيام ٥: ١
كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى هذا الأمر لم يكن في شأن كل بني إسرائيل يومئذ بل الذين خرجوا من مصر من ابن عشرين سنة فصاعداً. وفي هذه الآيات عدّ أبناء رأوبين بكر إسرائيل والعشائر التي نُسلت منهم.
٧، ٨ «٧ هٰذِهِ عَشَائِرُ ٱلرَّأُوبَيْنِيِّينَ. وَكَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ. ٨ وَٱبْنُ فَلُّو أَلِيآبُ».
ثَلاَثَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ إذا قابلت هذا العدد بعدد الرأوبيين السابق وجدته زائداً على السابق ٢٧٧٠ (انظر ع ٩ و١٠ وص ١٦: ١ والتفسير).
٩، ١٠ «٩ وَبَنُو أَلِيآبَ نَمُوئِيلُ وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ، وَهُمَا دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ٱلْمَدْعُوَّانِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱللَّذَانِ خَاصَمَا مُوسَى وَهَارُونَ فِي جَمَاعَةِ قُورَحَ حِينَ خَاصَمُوا ٱلرَّبَّ، ١٠ فَفَتَحَتِ ٱلأَرْضُ فَاهَا وَٱبْتَلَعَتْهُمَا مَعَ قُورَحَ حِينَ مَاتَ ٱلْقَوْمُ بِإِحْرَاقِ ٱلنَّارِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلاً. فَصَارُوا عِبْرَةً».
ص ١٦: ١ و٢ ص ١٦: ٣٢ و٣٥ ص ١٦: ٣٨ و١كورنثوس ١٠: ٦ و٢بطرس ٢: ٦
فَفَتَحَتِ ٱلأَرْضُ فَاهَا وَٱبْتَلَعَتْهُمَا مَعَ قُورَحَ يظهر من هذه الآية أن قورح هلك بالزلزلة مع داثان وأبيرام. وجاء في النسخة السامرية «ابتلعتهما النار مع قورح ومئتي رجل وخمسين رجلاً» (انظر تفسير ص ١٦: ٣٢ و٣٥) وأشار إلى هؤلاء في (ص ١٦: ٣٢) بقوله «وكل ما كان لقورح».
١١ «وَأَمَّا بَنُو قُورَحَ فَلَمْ يَمُوتُوا».
خروج ٦: ٢٤ و١أيام ٦: ٢٢
وَأَمَّا بَنُو قُورَحَ فَلَمْ يَمُوتُوا (انظر تفسير ص ١٦: ٢٧ و٣٢).
١٢ - ١٤ «١٢ بَنُو شَمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِنَمُوئِيلَ عَشِيرَةُ ٱلنَّمُوئِيلِيِّينَ. لِيَامِينَ عَشِيرَةُ ٱلْيَامِينِيِّينَ. لِيَاكِينَ عَشِيرَةُ ٱلْيَاكِينِيِّينَ. ١٣ لِزَارَحَ عَشِيرَةُ ٱلزَّارَحِيِّينَ. لِشَأُولَ عَشِيرَةُ ٱلشَّأُولِيِّينَ. ١٤ هٰذِهِ عَشَائِرُ ٱلشَّمْعُونِيِّينَ، ٱثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً وَمِئَتَانِ».
تكوين ٤٦: ١٠ وخروج ٦: ١٥ و١أيام ٤: ٢٤ تكوين ٤٦: ١٠
ٱثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً وَمِئَتَانِ يظهر من هذا أن بني شمعون تقصوا عن عددهم السابق ٣٧١٠٠ وكان زمري رئيس الضالين في أمر بعل فغور من هذا السبط. ولم يبارك موسى هذا السبط حين بارك بني إسرائيل (تثنية ص ٣٣) حتى أنه لم يكن لسبط شمعون من ميراث في أرض الميعاد سوى ما فضل عن سبط يهوذا (يشوع ١٩: ٩).
١٥ - ١٨ «١٥ بَنُو جَادَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِصِفُونَ عَشِيرَةُ ٱلصِّفُونِيِّينَ. لِحَجِّي عَشِيرَةُ ٱلْحَجِّيِّينَ. لِشُونِي عَشِيرَةُ ٱلشُّونِيِّينَ. ١٦ لأُزْنِي عَشِيرَةُ ٱلأُزْنِيِّينَ. لِعِيرِي عَشِيرَةُ ٱلْعِيرِيِّينَ ١٧ لأَرُودَ عَشِيرَةُ ٱلأَرُودِيِّينَ. لأَرْئِيلِي عَشِيرَةُ ٱلأَرْئِيلِيِّينَ. ١٨ هٰذِهِ عَشَائِرُ بَنِي جَادَ حَسَبَ عَدَدِهِمْ، أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ».
تكوين ٤٦: ١٦
أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ فقد نقص عددهم ٥١٥٠ وكانت محلات رأوبين وشمعون وجاد جنوبي خيمة الاجتماع (ص ٢: ١٠) ولعلهم تشاركوا في الفساد والشر.
١٩، ٢٠ «١٩ اِبْنَا يَهُوذَا عِيرُ وَأُونَانُ: وَمَاتَ عِيرُ وَأُونَانُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. ٢٠ فَكَانَ بَنُو يَهُوذَا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِشِيلَةَ عَشِيرَةُ ٱلشِّيلِيِّينَ. وَلِفَارَصَ عَشِيرَةُ ٱلْفَارَصِيِّينَ. وَلِزَارَحَ عَشِيرَةُ ٱلزَّارَحِيِّينَ».
تكوين ٣٨: ٢ الخ و٤٦: ١٢ و١أيام ٢: ٣
مَاتَ عِيرُ وَأُونَانُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ (انظر تفسير تكوين ٣٨: ٦ - ١٠).
٢١، ٢٢ «٢١ وَكَانَ بَنُو فَارَصَ: لِحَصْرُونَ عَشِيرَةُ ٱلْحَصْرُونِيِّينَ. وَلِحَامُولَ عَشِيرَةُ ٱلْحَامُولِيِّينَ. ٢٢ هٰذِهِ عَشَائِرُ يَهُوذَا حَسَبَ عَدَدِهِمْ، سِتَّةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ».
لِحَصْرُونَ كان ليهوذا خمسة بنين ولما مات عير وأونان أُقيم مقامهما حصرون وحامول (قابل بهذا تكوين ٤٦: ١٢).
٢٣ - ٣٦ «٢٣ بَنُو يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِتُولاَعَ عَشِيرَةُ ٱلتُّولاَعِيِّينَ. وَلِفُوَّةَ عَشِيرَةُ ٱلْفُوِّيِّينَ. ٢٤ وَلِيَاشُوبَ عَشِيرَةُ ٱلْيَاشُوبِيِّينَ. وَلِشِمْرُونَ عَشِيرَةُ ٱلشِّمْرُونِيِّينَ. ٢٥ هٰذِهِ عَشَائِرُ يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَدَدِهِمْ، أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ. ٢٦ بَنُو زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِسَارَدَ عَشِيرَةُ ٱلسَّارَدِيِّينَ. وَلإِيلُونَ عَشِيرَةُ ٱلْإِيلُونِيِّينَ. وَلِيَاحِلْئِيلَ عَشِيرَةُ ٱلْيَاحِلْئِيلِيِّينَ. ٢٧ هٰذِهِ عَشَائِرُ ٱلزَّبُولُونِيِّينَ حَسَبَ عَدَدِهِمْ، سِتُّونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ.٢٨ اِبْنَا يُوسُفَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ: ٢٩ بَنُو مَنَسَّى لِمَاكِيرَ عَشِيرَةُ ٱلْمَاكِيرِيِّينَ. وَمَاكِيرُ وَلَدَ جِلْعَادَ. وَلِجِلْعَادَ عَشِيرَةُ ٱلْجِلْعَادِيِّينَ. ٣٠ هٰؤُلاَءِ بَنُو جِلْعَادَ. لإِيعَزَرَ عَشِيرَةُ ٱلْإِيعَزَرِيِّينَ. لِحَالَقَ عَشِيرَةُ ٱلْحَالَقِيِّينَ ٣١ لأَسْرِيئِيلَ عَشِيرَةُ ٱلأَسْرِيئِيلِيِّينَ. لِشَكَمَ عَشِيرَةُ ٱلشَّكَمِيِّينَ ٣٢ لِشَمِيدَاعَ عَشِيرَةُ ٱلشَّمِيدَاعِيِّينَ. لِحَافَرَ عَشِيرَةُ ٱلْحَافَرِيِّينَ. ٣٣ وَأَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ. وَأَسْمَاءُ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. ٣٤ هٰذِهِ عَشَائِرُ مَنَسَّى. وَٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ، ٱثْنَانِ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَسَبْعُ مِئَةٍ. ٣٥ وَهٰؤُلاَءِ بَنُو أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِشُوتَالَحَ عَشِيرَةُ ٱلشُّوتَالَحِيِّينَ. لِبَاكَرَ عَشِيرَةُ ٱلْبَاكَرِيِّينَ. لِتَاحَنَ عَشِيرَةُ ٱلتَّاحَنِيِّينَ. ٣٦ وَهٰؤُلاَءِ بَنُو شُوتَالَحَ. لِعِيرَانَ عَشِيرَةُ ٱلْعِيرَانِيِّينَ».
تكوين ٤٦: ١٣ و١أيام ٧: ١ تكوين ٤٦: ١٤ تكوين ٤٦: ٢٠ يشوع ١٧: ١ و١أيام ٧: ١٤ و١٥ يشوع ١٧: ٢ وقضاة ٦: ١١ و٢٤ و٣٤ ص ٢٧: ١ و٣٦: ١١ و١أيام ٧: ٢٠
وَمَاكِيرُ وَلَدَ جِلْعَادَ كانت أم ماكير آرامية (١أيام ٧: ١٤ وجاء كذلك في تكوين ٤٦: ٢٠ على مافي ترجمة السبعين) ولعل هذا علة تسمية ابنه جلعاد وهي الأرض التي هي الحد بين سورية وكنعان وهي الأرض التي أدرك فيها لابان يعقوب (تكوين ٣١: ٢٥).
٣٧ «هٰذِهِ عَشَائِرُ بَنِي أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَدَدِهِمِ، ٱثْنَانِ وَثَلاَثُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. هٰؤُلاَءِ بَنُو يُوسُفَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
ٱثْنَانِ وَثَلاَثُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ فالنقص ٨٠٠٠. وفي نبوءة يعقوب أن أفرايم يكون أكبر من منسى (تكوين ٤٨: ١٩). وكان في الإحصاء السابق أفرايم أكثر من منسى (ص ١: ٣٣ و٣٥). وكان أفرايم صاحب العلَم (ص ٢: ١٨). وكان عدد منسى هنا يزيد على عدد أفرايم ٢٠٢٠٠ لكن بعد ذلك زاد أفرايم على منسى حسب نبوءة يعقوب ونبوءة موسى أيضاً وهي قوله «رَبَوَاتُ أَفْرَايِمَ وَأُلُوفُ مَنَسَّى» (تثنية ٣٣: ١٧).
٣٨ - ٥٢ «٣٨ بَنُو بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. لِبَالَعَ عَشِيرَةُ ٱلْبَالَعِيِّينَ. لأَشْبِيلَ عَشِيرَةُ ٱلأَشْبِيلِيِّينَ. لأَحِيرَامَ عَشِيرَةُ ٱلأَحِيرَامِيِّينَ. ٣٩ لِشَفُوفَامَ عَشِيرَةُ ٱلشَّفُوفَامِيِّينَ. لِحُوفَامَ عَشِيرَةُ ٱلْحُوفَامِيِّينَ. ٤٠ وَكَانَ ٱبْنَا بَالَعَ: أَرْدَ وَنُعْمَانَ. لأَرْدَ عَشِيرَةُ ٱلأَرْدِيِّينَ وَلِنُعْمَانَ عَشِيرَةُ ٱلنُّعْمَانِيِّينَ. ٤١ هٰؤُلاَءِ بَنُو بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ. ٤٢ هٰؤُلاَءِ بَنُو دَانَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِشُوحَامَ عَشِيرَةُ ٱلشُّوحَامِيِّينَ. هٰذِهِ قَبَائِلُ دَانَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ٤٣ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلشُّوحَامِيِّينَ حَسَبَ عَدَدِهِمْ، أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٤٤ بَنُو أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِيِمْنَةَ عَشِيرَةُ ٱلْيِمْنِيِّينَ. لِيِشْوِي عَشِيرَةُ ٱلْيِشْوِيِّينَ. لِبَرِيعَةَ عَشِيرَةُ ٱلْبَرِيعِيِّينَ. ٤٥ لِبَنِي بَرِيعَةَ لِحَابَرَ عَشِيرَةُ ٱلْحَابَرِيِّينَ. لِمَلْكِيئِيلَ عَشِيرَةُ ٱلْمَلْكِيئِيلِيِّينَ. ٤٦ وَٱسْمُ ٱبْنَةِ أَشِيرَ سَارَحُ. ٤٧ هٰذِهِ عَشَائِرُ بَنِي أَشِيرَ حَسَبَ عَدَدِهِمْ ثَلاَثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٤٨ بَنُو نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِيَاحَصْئِيلَ عَشِيرَةُ ٱلْيَاحَصْئِيلِيِّينَ. لِجُونِي عَشِيرَةُ ٱلْجُونِيِّينَ. ٤٩ لِيِصِرَ عَشِيرَةُ ٱلْيِصِرِيِّينَ. لِشِلِّيمَ عَشِيرَةُ ٱلشِّلِّيمِيِّينَ. ٥٠ هٰذِهِ قَبَائِلُ نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ، خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. ٥١ هٰؤُلاَءِ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِتُّ مِئَةِ أَلْفٍ وَأَلْفٌ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثُونَ. ٥٢ ثُمَّ أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
تكوين ٤٦: ٢١ و١أيام ٧: ٦ تكوين ٤٦: ٢١ و١أيام ٨: ١ و١أيام ٨: ٣ تكوين ٤٦: ٢٣ تكوين ٤٦: ١٧ و١أيام ٧: ٣٠ تكوين ٤٦: ٢٤ و١أيام ٧: ١٣ ص ١: ٤٦
سِتُّ مِئَةِ أَلْفٍ وَأَلْفٌ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثُونَ فهو ينقص عن العدد في إحصاء سيناء ١٨٢٠ وبين الإحصائين ثمان وثلاثون سنة. قال الأسقف وردسورث في هذا النقص أن الإسرائيليين كانوا يزيدون كثيراً وهم يحملون الضيم والظلم في مصر (خروج ١: ٧ و٢٠) لكنهم بعد أن أُخرجوا من مصر عصوا الله «فَأَفْنَى أَيَّامَهُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَسِنِيهِمْ بِٱلرُّعْبِ» (مزمور ٧٨: ٣٣). وفي هذا تعزية وإنذار للكنيسة ولكل نفس فيها التعزية في وقت الضيق والإنذار في زمن السعة.
٥٣ - ٥٥ «٥٣ لِهٰؤُلاَءِ تُقْسَمُ ٱلأَرْضُ نَصِيباً عَلَى عَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ. ٥٤ اَلْكَثِيرُ تُكَثِّرُ لَهُ نَصِيبَهُ، وَٱلْقَلِيلُ تُقَلِّلُ لَهُ نَصِيبَهُ. كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنْهُ يُعْطَى نَصِيبَهُ. ٥٥ إِنَّمَا بِٱلْقُرْعَةِ تُقْسَمُ ٱلأَرْضُ. حَسَبَ أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ يَمْلِكُونَ. ٥٦ حَسَبَ ٱلْقُرْعَةِ يُقْسَمُ نَصِيبُهُمْ بَيْنَ كَثِيرٍ وَقَلِيلٍ».
يشوع ١١: ٢٣ و١٤: ١ ص ٣٣: ٥٤ و٣٤: ١٣ ويشوع ١١: ٢٣ و١٤: ٢
لِهٰؤُلاَءِ تُقْسَمُ ٱلأَرْضُ قُسمت الأرض على الأسباط بالقرعة وعلى حسب محلات الأسباط وكانت تلك القرعة من عمل الله لا كالقرعة المعتادة. وكانت الأقسام تُعيّن بعد الأسماء أي النفوس في كل سبط وكل قسم يُسمى باسم السبط الذي يرثه. قال راشي كانت أسماء الأسباط الاثني عشر مكتوبة على اثني عشر رقاً وحدود الأقسام على اثني عشر رفاً آخر وكانوا يصنعونها بالدرج كالأساطين ويخلطونها في إناء ويسحبون الخ.
٥٧ - ٦١ «٥٧ وَهٰؤُلاَءِ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِجَرْشُونَ عَشِيرَةُ ٱلْجَرْشُونِيِّينَ. لِقَهَاتَ عَشِيرَةُ ٱلْقَهَاتِيِّينَ. لِمَرَارِي عَشِيرَةُ ٱلْمَرَارِيِّينَ. ٥٨ هٰذِهِ عَشَائِرُ لاَوِي. عَشِيرَةُ ٱللِّبْنِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْحَبْرُونِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْمَحْلِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْمُوشِيِّينَ وَعَشِيرَةُ ٱلْقُورَحِيِّينَ. وَأَمَّا قَهَاتُ فَوَلَدَ عَمْرَامَ. ٥٩ وَٱسْمُ ٱمْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاَوِي ٱلَّتِي وُلِدَتْ لِلاَوِي فِي مِصْرَ. فَوَلَدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا. ٦٠ وَلِهَارُونَ وُلِدَ نَادَابُ وَأَبِيهُو وَأَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ. ٦١ وَأَمَّا نَادَابُ وَأَبِيهُو فَمَاتَا عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَرِيبَةً أَمَامَ ٱلرَّبِّ».
تكوين ٤٦: ١١ وخروج ٦: ١٦ إلى ١٩ و١أيام ٦: ١ و١٦ خروج ٢: ١ و٢ و٦: ٢٠ ص ٣: ٢ لاويين ٢٠: ١ و٢ وص ٣: ٤ و١أيام ٢٤: ٢
يُوكَابَدُ بِنْتُ لاَوِي ٱلَّتِي وُلِدَتْ لِلاَوِي (ع ٥٩) ظن بعض المفسرين أن يوكابد حفيدة لاوي أو أبعد من حفيدته وإن عمرام أبا موسى هو عمرام بن قهات.
٦٢ «وَكَانَ ٱلْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً، كُلَّ ذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً. لأَنَّهُمْ لَمْ يُعَدُّوا بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ لَمْ يُعْطَ لَهُمْ نَصِيبٌ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
ص ٣: ٣٩ ص ١: ٤٩ و١٨: ٢٠ و٢٣ و٢٤ وتثنية ١٠: ٩ ويشوع ١٣: ١٤ و٣٣ و١٤: ٣
ثَلاَثَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً كان عددهم في الإحصاء السابق ٢٢٠٠٠ أو ٢٢٣٠٠ (انظر تفسير ص ٣: ٣٩).
٦٣ - ٦٥ «٦٣ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ حِينَ عَدَّا بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا. ٦٤ وَفِي هٰؤُلاَءِ لَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنَ ٱلَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ ٱلْكَاهِنُ حِينَ عَدَّا بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، ٦٥ لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَالَ لَهُمْ إِنَّهُمْ يَمُوتُونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلاَّ كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ».
ع ٣ ص ١ وتثنية ٢: ١٤ و١٥ ص ١٤: ٢٨ و٢٩ و١كورنثوس ١٠: ٥ و٦ ص ١٤: ٣٠
فِي هٰؤُلاَءِ الخ تمت النبوءة التي ذُكرت في (ص ١٤: ٢٩ - ٣٢).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ - ٦ «١ فَتَقَدَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ بْنِ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى، مِنْ عَشَائِرِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ. وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنَاتِهِ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. ٢ وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَأَمَامَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ قَائِلاَتٍ: ٣ أَبُونَا مَاتَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ٱجْتَمَعُوا عَلَى ٱلرَّبِّ فِي جَمَاعَةِ قُورَحَ، بَلْ بِخَطِيَّتِهِ مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ. ٤ لِمَاذَا يُحْذَفُ ٱسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ؟ أَعْطِنَا مُلْكاً بَيْنَ أَعْمَامِنَا. ٥ فَقَدَّمَ مُوسَى دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ٦ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».
ص ٢٦: ٣٣ و٣٦: ١ و١١ ويشوع ١٧: ٣ ص ١٤: ٣٥ و٢٦: ٦٤ و٦٥ ص ١٦: ١ و٢ يشوع ١٧: ٤ خروج ١٨: ١٥ و١٩
أَبُونَا مَاتَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ بُيّن في الأصحاح السابق تمام الحكم على الذين خرجوا من مصر ممن كانوا من ابن عشرين فما فوق ذلك. والبرهان الذي أقامته بنات صلفحاد يبين أن أباهن لم يكن من جملة الذين عصوا مع قورح لكي يحرم نسله من الميراث (مع أن نسل غيره لم يحرموا).
بِخَطِيَّتِهِ مَاتَ في التقاليد اليهودية أن صلفحاد هو الذي كان يجمع الحطب في يوم السبت فقُتل رجماً (ص ١٤: ٣٢). والأرجح أن المعنى أن أباهن لم يعص الله مع من عصوا إنما مات خاطئاً كسائر الناس لأنهم كلهم خطأة أي أنه لم يخطأ خطيئة فظيعة خاصة كخطيئة قورح وجماعته إنما كان يخطأ كالعادة الناشئة عن الضعف البشري (انظر ص ٥: ٦) وعلى ذلك ما كان يستوجب أن يُحرم نسله من نصيب أرض الميعاد. والذي حمل بنات صلفحاد على ما أتينه ما جاء في الآية ٥٢ - ٥٦ من الأصحاح السابق. وهو أن أرض كنعان كانت قد أوجب أن تُقسم بالقرعة بحسب الإحصاء الحديث وكان ذلك الإحصاء للذكور وعليه لم يكن لهؤلاء البنات من نصيب فطلبن أن يكن مكان اسم أبيهن. قال أحد الأفاضل إن إرث بنات صلفحاد رمز إلى أنه في المسيح الكل سواء «لا ذكر ولا أنثى» وإن النساء وارثات لكنعان السماوي كالرجال (غلاطية ٣: ٢٨ و٢٩).
٧ «بِحَقٍّ تَكَلَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ، فَتُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ، وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ».
ص ٣٦: ٢
تُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ وفي العبرانية فتعطيهم أي فيها ضمير الذكور بدل ضمير الإناث وهذا يستلزم أن الميراث لأبناء البنات أو إنزال البنات منزلة الذكور في هذا الأمر.
٨ - ١١ «٨ وَتَقُولْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ٱبْنَتِهِ. ٩ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ ٱبْنَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. ١٠ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لأَعْمَامِهِ. ١١ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لِنَسِيبِهِ ٱلأَقْرَبِ إِلَيْهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ فَيَرِثُهُ. فَصَارَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ، كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
ص ٣٥: ٢٩
أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ الخ صار ما سألته بنات صلفحاد شريعة ثابتة.
١٢ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ هٰذَا وَٱنْظُرِ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
ص ٣٣: ٤٧ وتثنية ٣: ٢٧ و٣٢: ٤٩ و٣٤: ١
ٱصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ هٰذَا إن إتيان هذا الأمر على أثر الجواب على طلب بنات صلفحاد مما يستحق الاعتبار. فإن بني إسرائيل كانوا على وشك أن يدخلوا أرض الميعاد ويرثها نسلهم وكان المشترع العظيم نفسه محروماً من دخول تلك الأرض. وإتمام الحكم على موسى ذُكر في سفر التثنية (تثنية ٣٢: ٤٨ - ٥٢).
١٣ «وَمَتَى نَظَرْتَهَا تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ أَنْتَ أَيْضاً كَمَا ضُمَّ هَارُونُ أَخُوكَ».
ص ٢٠: ٢٤ و٢٨ و٣١: ٢ وتثنية ١٠: ٦
تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ (انظر تفسير تكوين ٢٥: ٨) أي إلى من توفوا قبلك وصاروا إلى دار الأموات لا إلى مدفنهم.
١٤ «لأَنَّكُمَا فِي بَرِّيَّةِ صِينَ، عِنْدَ مُخَاصَمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، عَصَيْتُمَا قَوْلِي أَنْ تُقَدِّسَانِي بِٱلْمَاءِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ. (ذٰلِكَ مَاءُ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينَ).
ص ٢٠: ١٢ و٢٤ وتثنية ١: ٣٧ و٣٢: ٥١ ومزمور ١٠٦: ٣٢ خروج ١٧: ٧
أَنْ تُقَدِّسَانِي (انظر تفسير ص ٢٠: ١٢ و١٣).
١٥، ١٦ «١٥ فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: ١٦ لِيُوَكِّلِ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ ٱلْبَشَرِ رَجُلاً عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ»
ص ١٦: ٢٢ وعبرانيين ١٢: ٩
لِيُوَكِّلِ ٱلرَّبُّ نرى هنا عظمة موسى كعظمة الذي كان رمزاً إليه وهو القائل «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ٱبْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ» (لوقا ٢٣: ٢٨). فموسى لم يكن ينظر حينئذ إلى مصابه ولا يهتم بنفسه بل كان كل اهتمامه أن يُمحى اسمه من السفر من أجل إسرائيل (خروج ٣٢: ٣٢) فترك الأمر لله وسأله بالصلاة أن يعيّن راعياً أهلاً لأن يرعى قطيعه إسرائيل.
١٧ «يَخْرُجُ أَمَامَهُمْ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ وَيُخْرِجُهُمْ وَيُدْخِلُهُمْ، لِكَيْلاَ تَكُونَ جَمَاعَةُ ٱلرَّبِّ كَٱلْغَنَمِ ٱلَّتِي لاَ رَاعِيَ لَهَا».
تثنية ٣١: ٢ و١صموئيل ٨: ٢٠ و١٨: ١٣ و٢أيام ١: ١٠ و١ملوك ٢٢: ١٧ وزكريا ١٠: ٢ ومتّى ٩: ٣٦ ومرقس ٦: ٣٤
يَخْرُجُ أَمَامَهُمْ الخ أي يعتني بأمورهم ويسعى في نفعهم (تثنية ٢٨: ٦ و٣١: ٢) كما يعتني الراعي الأمين الصالح برعيته (يوحنا ١٠: ٣ - ٩).
١٨، ١٩ «١٨ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلاً فِيهِ رُوحٌ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ ١٩ وَأَوْقِفْهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ، وَأَوْصِهِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ».
تكوين ٤١: ٣٨ وقضاة ٣: ١٠ و١١: ٢٩ و١صموئيل ١٦: ١٣ و١٨ تثنية ٣٤: ٩ تثنية ٣١: ٧
فِيهِ رُوحٌ أي له مواهب روحية.
وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ ترى هنا أن يشوع مع ما كان له من الأهلية والمواهب الروحية لم يستغن عن الرسم الخارجي والتقديس للرتبة الذي كان يرتقي إليها. بل الذي يظهر أنه وُهب له شيء عظيم بوضع موسى يده عليه. فقد جاء في سفر التثنية «وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ ٱمْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ، إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ» (تثنية ٣٤: ٩).
٢٠ - ٢٣ «٢٠ وَٱجْعَلْ مِنْ هَيْبَتِكَ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ لَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ٢١ فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ ٱلأُورِيمِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ، هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ، ٢٢ فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ. أَخَذَ يَشُوعَ وَأَوْقَفَهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ، ٢٣ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَأَوْصَاهُ كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى».
ص ١١: ١٧ و٢٨ و١صموئيل ١٠: ٦ و٩ و٢ملوك ٢: ١٥ يشوع ١: ١٦ و١٧ يشوع ٩: ١٤ وقضاة ١: ١ و٢٠: ١٨ و٢٣ و٢٦ و١صموئيل ٢٣: ٩ و٣٠: ٧ خروج ٢٨: ٣٠ يشوع ٩: ١٤ و١صموئيل ٢٢: ١٠ و١٣ و١٥ تثنية ٣: ٢٨ و٣١: ٧
بِقَضَاءِ ٱلأُورِيمِ (ع ٢١ انظر خروج ٢٨: ٣٠ والتفسير).
حَسَبَ قَوْلِهِ كان يشوع وبنو إسرائيل مكلفون بالطاعة لحكم الكاهن الذي يُعلم بواسطة الأوريم والتميم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ «وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى كان بنو إسرائيل غير عاملين بمقتضى شرائع الذبائح مدة التيه في البرية فلزم قبل دخولهم إلى أرض كنعان أن تجدد تلك الشرائع وتؤيَّد.
٢ «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: قُرْبَانِي، طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي، رَائِحَةُ سُرُورِي، تَحْرِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ».
لاويين ٣: ١١ و ٢١: ٦ و٨ وملاخي ١: ٧ و١٢
قُرْبَانِي، طَعَامِي إن التقدمات وإن كان الناس بأتون بها فهي لله لا لهم. ففي نبوءة حجي «لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» (حجي ٢: ٨). وفي تفسير المزامير «لِي حَيَوَانَ ٱلْوَعْرِ وَٱلْبَهَائِمَ عَلَى ٱلْجِبَالِ ٱلأُلُوفِ» (مزمور ٥٠: ١٠). وكثيراً ما يُراد بالقربان التقدمات الطعامية كخبز مائدة الوجوه وما شاكله وكان ذلك مما أتوه في أرض كنعان أكثر مما أتوه في البرية (وكانت رمزاً إلى أن المسيح غذاء المؤمنين به) ولهذا سُميت «بطعام الرب» (قابل بهذا لاويين ٣: ١١ و١٦). ويطلق على جزء لحم الحمل ولحم التيس من ذبائح السلام (انظر أيضاً ملاخي ٣: ٧).
٣ «وَقُلْ لَهُمْ. هٰذَا هُوَ ٱلْوَقُودُ ٱلَّذِي تُقَرِّبُونَ لِلرَّبِّ: خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ لِكُلِّ يَوْمٍ مُحْرَقَةً دَائِمَةً».
خروج ٢٩: ٣٨
خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ (انظر خروج ٢٩: ٣٨ - ٤٢).
مُحْرَقَةً دَائِمَةً كانت المحرقة الدائمة خروف الصباح وخروف المساء وكان رمزاً إلى حمل الله الذي قدم نفسه مرة واحدة (عبرانيين ٧: ٣ و١٠: ١٢ و١٤).
٤ «ٱلْخَرُوفُ ٱلْوَاحِدُ تَعْمَلُهُ صَبَاحاً، وَٱلْخَرُوفُ ٱلثَّانِي تَعْمَلُهُ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ».
خروج ١٢: ٦
بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ (انظر تفسير خروج ١٢: ٦).
٥ «وَعُشْرَ ٱلإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِرُبْعِ ٱلْهِينِ مِنْ زَيْتِ ٱلرَّضِّ تَقْدِمَةً».
خروج ١٦: ٣٦ وص ١٥: ٤ خروج ٢٩: ٤ لاويين ٢: ١
زَيْتِ ٱلرَّضِّ (انظر تفسير خروج ٢٧: ٢٠).
٦ «مُحْرَقَةٌ دَائِمَةٌ. هِيَ ٱلْمَعْمُولَةُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. لِرَائِحَةِ سُرُورٍ، وَقُوداً لِلرَّبِّ».
خروج ٢٩: ٤٢ وعاموس ٥: ٢٥
ٱلْمَعْمُولَةُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ أي المقدمة في جبل سيناء. برهن ابن عزرا بهذه الآية على أن اليهود أهملوا الذبائح في البرية منذ سافروا من أرض سيناء.
٧، ٨ «٧ وَسَكِيبُهَا رُبْعُ ٱلْهِينِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ. فِي ٱلْقُدْسِ ٱسْكُبْ سَكِيبَ مُسْكِرٍ لِلرَّبِّ. ٨ وَٱلْخَرُوفُ ٱلثَّانِي تَعْمَلُهُ بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ كَتَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ، وَكَسَكِيبِهِ تَعْمَلُهُ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ».
خروج ٢٩: ٤٢
ٱسْكُبْ سَكِيبَ مُسْكِرٍ لِلرَّبِّ ترجم بعضهم هذه العبارة بقوله «اسكب سكيب خمر قوية». وما في الترجمة العربية هنا هو على وفق الأصل العبراني. والمقصود بالمسكر كل ما أسكر سواء أكان من العنب أم من العسل أم من الحبوب كالحنطة والشعير والذرة وغيرها. ويُغلب أن يراد به المشروبات المسكرة من غير العنب بدليل ما جاء في سفر اللاويين من قوله هارون «خَمْراً وَمُسْكِراً لاَ تَشْرَبْ» (لاويين ١٠: ٩). على أن الخمر غير ممنوعة من السكيب بل مأمور بها ففي سفر الخروج ما نصه «وَسَكِيبٌ رُبْعُ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلْخَمْرِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ» (خروج ٢٩: ٤٠). (قابل بهذا ص ٢٥: ٥). ومُنع في سفر الخروج من سكيب الخمر على مذبح البخور واستنتج من ذلك جواز سكب الخمر على مذبح المحرقة.
٩، ١٠ «٩ وَفِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ وَعُشْرَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً مَعَ سَكِيبِهِ، ١٠ مُحْرَقَةُ كُلِّ سَبْتٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَسَكِيبِهَا».
حزقيال ٤٦: ٤
وَفِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ خَرُوفَانِ الزيادة في يوم السبت ذُكرت هنا أول مرة والقانون المتعلق بخمر سكيب المحرقة ذُكر في (ص ١٥: ٥). وشريعة السبت ذُكرت في (خروج ٢٠: ٨ - ١١ ولاويين ٢٣: ٣).
١١ - ١٥ «١١ وَفِي رُؤُوسِ شُهُورِكُمْ تُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ: ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ، ١٢ وَثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِكُلِّ ثَوْرٍ. وَعُشْرَيْنِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ. ١٣ وَعُشْراً وَاحِداً مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِكُلِّ خَرُوفٍ. مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سُرُورٍ وَقُوداً لِلرَّبِّ. ١٤ وَسَكَائِبُهُنَّ تَكُونُ نِصْفَ ٱلْهِينِ لِلثَّوْرِ، وَثُلْثَ ٱلْهِينِ لِلْكَبْشِ، وَرُبْعَ ٱلْهِينِ لِلْخَرُوفِ مِنْ خَمْرٍ. هٰذِهِ مُحْرَقَةُ كُلِّ شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ ٱلسَّنَةِ. ١٥ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلرَّبِّ. فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ يُقَرَّبُ مَعَ سَكِيبِهِ».
ص ١٠: ١٠ و١صموئيل ٢٠: ٥ و١أيام ٢٣: ٣١ و٢أيام ٢: ٤ وعزرا ٣: ٥ ونحميا ١٠: ٣٣ وإشعياء ١: ١٣ و١٤ وحزقيال ٤٥: ١٧ و٤٦: ٦ وهوشع ٢: ١١ وكولوسي ٢: ١٦ ص ١٥: ٤ إلى ١٢ ص ١٥: ٢٤ وع ٢٢
وَفِي رُؤُوسِ شُهُورِكُمْ كان يُنبه على أول الشهر بالنفخ في الأبواق (ص ١٠: ١٠) وزادت أهمية رؤوس الشهور في الأزمنة المتأخرة كثيراً فكانوا يكفون فيها عن التجارة (عاموس ٨: ٥) ويأخذون فيها يعملون الأمور الدينية (٢ملوك ٤: ٢٢).
١٦ - ٢٥ «١٦ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. ١٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هٰذَا ٱلشَّهْرِ عِيدٌ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ فَطِيرٌ. ١٨ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. ١٩ وَتُقَرِّبُونَ وَقُوداً مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. ٢٠ وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ. ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ تَعْمَلُونَ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيْنِ لِلْكَبْشِ، ٢١ وَعُشْراً وَاحِداً تَعْمَلُ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْخِرَافِ، ٢٢ وَتَيْساً وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. ٢٣ فَضْلاً عَنْ مُحْرَقَةِ ٱلصَّبَاحِ ٱلَّتِي لِمُحْرَقَةٍ دَائِمَةٍ تَعْمَلُونَ هٰذِهِ. ٢٤ هٰكَذَا تَعْمَلُونَ كُلَّ يَوْمٍ، سَبْعَةَ أَيَّامٍ طَعَامَ وَقُودِ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ يُعْمَلُ مَعَ سَكِيبِهِ. ٢٥ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».
خروج ١٢: ٦ و١٨ ولاويين ٢٣: ٥ وص ٩: ٣ وتثنية ١٦: ١ وحزقيال ٤٥: ٢١ لاويين ٢٣: ٦ ولاويين ٢٢: ٢٠ وع ٣١ وص ٢٩: ٨ وتثنية ١٥: ٢١ ع ١٥ خروج ١٢: ١٦ و١٣: ٦ ولاويين ٢٣: ٨
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ ترك بنو إسرائيل حفظ الفصح في البرية اثنتين وثلاثين سنة وهنا أخذ يجدد الوصية المتعلقة به ويقررها. وتقديس اليوم الأول وحفظ أيام العيد السبعة فُصّل الكلام عليهما في (خروج ١٢: ١٦ ولاويين ٢٣: ٧ و٨). وتقدمات هذا العيد في الآية التاسعة عشرة من هذا الأصحاح.
٢٦ «وَفِي يَوْمِ ٱلْبَاكُورَةِ حِينَ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ فِي أَسَابِيعِكُمْ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».
خروج ٢٣: ١٦ و٣٤: ٢٢ ولاويين ٢٣: ١٠ و١٥ وتثنية ١٦: ١٠ وأعمال ٢: ١
فِي يَوْمِ ٱلْبَاكُورَةِ (انظر خروج ٢٣: ١٦ و٣٤: ٢٢ ولاويين ١٣: ١٥ - ٢١ والتفاسير).
٢٧ - ٣١ «٢٧ وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. ٢٨ وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَعُشْرَيْنِ لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ، ٢٩ وَعُشْراً وَاحِداً لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْخِرَافِ ٣٠ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. ٣١ فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا تَعْمَلُونَ. مَعَ سَكَائِبِهِنَّ صَحِيحَاتٍ تَكُونُ لَكُمْ».
لاويين ٢٣: ١٨ و١٩ ع ١٩
ثَوْرَيْنِ ٱبْنَيْ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ وفي سفر اللاويين «تُقَرِّبُونَ... سَبْعَةَ خِرَافٍ... وَثَوْراً وَاحِداً... وَكَبْشَيْنِ» (لاويين ٢٣: ١٨). وجاء في المشنة أن هذه البهائم تقدم مع الأرغفة. والتي ذُكرت هنا (أي في سفر العدد) تُقدم زيادة عليها. وعلى هذا ذكر يوسيفوس إن الذي كان يقدم ثلاثة ثيران وثلاثة كباش وأربعة عشر خروفاً.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ


١ «وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ فِي ٱلأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. يَوْمَ هُتَافِ بُوقٍ يَكُونُ لَكُمْ».
لاويين ٢٣: ٢٤
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ هذا الأصحاح يشتمل على حفظ الرسوم الدينية في الشهر السابع أو الشهر السبتي وهو يشتمل على قسم من هذه الأيام أكثر من كل ما سواه من الشهر.
يَوْمَ هُتَافِ بُوقٍ يَكُونُ لَكُمْ كانوا ينفخون في أبواق الفضة في أول كل شهر (ص ١٠: ١٠). لكن كان أول الشهر السابع يوم هتاف البوق خاصة ولهذا عُرف بيوم الهتاف فإنه على ما في التقاليد اليهودية والكتب كان يُنفخ فيه بالأبواق من شروق الشمس إلى غروبها (انظر لاويين ٢٣: ٢٤ والتفسير). وقد أُشير إلى ذلك في سفر المزامير (مزمور ٨١: ٣). وذكر بوق الفضة المستقيم في (ص ١٠: ٢).
٢ - ٦ «٢ وَتَعْمَلُونَ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ ثَوْراً وَاحِداً ٱبْنَ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. ٣ وَتَقْدِمَتَهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ لِلثَّوْرِ وَعُشْرَيْنِ لِلْكَبْشِ. ٤ وَعُشْراً وَاحِداً لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْخِرَافِ. ٥ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. ٦ فَضْلاً عَنْ مُحْرَقَةِ ٱلشَّهْرِ وَتَقْدِمَتِهَا وَٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ كَعَادَتِهِنَّ رَائِحَةَ سُرُورٍ وَقُوداً لِلرَّبِّ».
ص ٢٨: ١١ ص ٢٨: ٣ ص ١٥: ١١ و١٢
فَضْلاً عَنْ مُحْرَقَةِ ٱلشَّهْرِ فُصّل الكلام على محرقة أول الشهر في (ص ٢٨: ١١).
٧ - ١١ «٧ وَفِي عَاشِرِ هٰذَا ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ وَتُذَلِّلُونَ أَنْفُسَكُمْ. عَمَلاً مَا لاَ تَعْمَلُوا. ٨ وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ رَائِحَةَ سُرُورٍ: ثَوْراً وَاحِداً ٱبْنَ بَقَرٍ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. ٩ وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ ثَلاَثَةُ أَعْشَارٍ لِلثَّوْرِ وَعُشْرَانِ لِلْكَبْشِ ٱلْوَاحِدِ ١٠ وَعُشْرٌ وَاحِدٌ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْخِرَافِ. ١١ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنْ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ لِلْكَفَّارَةِ وَٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ».
لاويين ١٦: ٢٩ و٢٣: ٢٧ مزمور ٣٥: ١٣ وإشعياء ٥٨: ٥ ص ٢٨: ١٩ لاويين ١٦: ٣ و٥
فِي عَاشِرِ هٰذَا ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ أي في اليوم العاشر من الشهر السابع. ذكر بيان حفظ اليوم العظيم الذي هو يوم الكفارة في (لاويين ص ١٦ و٢٣: ٢٦ - ٣٢) وعلى الذبائح المتعلقة به في (ع ٨ - ١١) وهي مثل ذبائح اليوم الأول مع ذبيحة الخطية للكفارة على ما ذُكر في (لاويين ص ١٧) والذبائح اليومية (انظر تفسير لاويين ١٦ و٢٣: ٢٦ - ٣٢).
وَتُذَلِّلُونَ أَنْفُسَكُمْ (انظر لاويين ١٦: ٢٩). وكان هذا التذليل يقوم بالتواضع والصوم (قابل بهذا أعمال ٢٧: ٩) على أن لفظة الصوم لم تُذكر في الأسفار الخمسة.
١٢ - ٣٤ «١٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. وَتُعَيِّدُونَ عِيداً لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ١٣ وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ثَوْراً أَبْنَاءَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. ١٤ وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ ثَلاَثَةُ أَعْشَارٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ مِنَ ٱلثَّلاَثَةَ عَشَرَ ثَوْراً، وَعُشْرَانِ لِكُلِّ كَبْشٍ مِنَ ٱلْكَبْشَيْنِ ١٥ وَعُشْرٌ وَاحِدٌ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ ٱلأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً، ١٦ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. ١٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي، ٱثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً أَبْنَاءَ بَقَرٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً صَحِيحاً. ١٨ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَٱلْكَبْشَيْنِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَٱلْعَادَةِ. ١٩ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ. ٢٠ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، أَحَدَ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً صَحِيحاً. ٢١ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَٱلْكَبْشَيْنِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَٱلْعَادَةِ. ٢٢ وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. ٢٣ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ، عَشَرَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً صَحِيحاً. ٢٤ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَٱلْكَبْشَيْنِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَٱلْعَادَةِ. ٢٥ وَتَيْساً وَاحِداً مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. ٢٦ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسِ، تِسْعَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً صَحِيحاً. ٢٧ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَٱلْكَبْشَيْنِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَٱلْعَادَةِ. ٢٨ وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. ٢٩ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ، ثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً صَحِيحاً. ٣٠ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَٱلْكَبْشَيْنِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَٱلْعَادَةِ. ٣١ وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. ٣٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ، سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفاً حَوْلِيّاً صَحِيحاً. ٣٣ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَٱلْكَبْشَيْنِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَعَادَتِهِنَّ. ٣٤ وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا».
لاويين ٢٣: ٣٤ وتثنية ١٦: ١٣ وحزقيال ٤٥: ٢٥ عزرا ٣: ٤ ص ١٥: ١٢ و٢٨: ٧ وو١٤ وع ٣ و٤ و٩ و١٠ ع ١٨
وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ (انظر لاويين ٢٣: ٣٣ - ٣٦ و٣٩ - ٤٣) وأكثر تقدمات المحرقات عدداً في هذا العيد فكان يقدم فيه في سبعة أيام العيد سبعون ثوراً وينقص هذا العدد كل يوم واحداً. فكانوا يقدمون في اليوم الأول ثلاثة عشر ثوراً وفي اليوم الثاني ١٢ وفي اليوم الثالث ١١ وفي اليوم الرابع ١٠ وفي الخامس ٩ وفي السادس ٨ وفي السابع ٧ فالمجموع ٧٠. وكان عدد السبعين عدداً كاملاً كعدد السبعة. وكان يزاد على الثيران كبشان وأربعة عشر حَمَلاً تقدم ذبائح محرقة كل يوم منها. وعنزة ذبيحة خطية كل يوم منها. وكانت تُقدم التقدمة الطعامية المعتادة ويسكب السكيب كل يوم منها. وكانت تلك الذبائح في هذا العيد على هذه الكثرة لأسباب منها الشكر لله على حضوره في الشعب وعلى وقايته ووفرة أثمار الحصاد الجديد.
٣٥ - ٣٨ «٣٥ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ، يَكُونُ لَكُمُ ٱعْتِكَافٌ. عَمَلاً مَا مِنَ ٱلشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. ٣٦ وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً وَقُوداً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. ٣٧ وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثَّوْرِ وَٱلْكَبْشِ وَٱلْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَٱلْعَادَةِ. ٣٨ وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ فَضْلاً عَنِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا».
لاويين ٢٣: ٣٦
فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ، يَكُونُ لَكُمُ ٱعْتِكَافٌ الخ المقصود بالاعتكاف هنا الاجتماع في بيت الله وحبس النفس فيه أو في العبادة والانقطاع عن الأعمال (انظر نحميا ٨: ١٨ و٢أيام ٧: ٩ وتثنية ١٦: ٨ وإرميا ٩: ٢ وعاموس ٥: ٢). وكانت الذبائح في اليوم الثامن كالذبائح المعينة في اليوم الأول من الشهر السابع ويوم هتاف الأبواق ويوم الكفارة (انظر لاويين ١٣: ٣٦ والتفسير).
٣٩ «هٰذِهِ تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي مَوَاسِمِكُمْ، فَضْلاً عَنْ نُذُورِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَسَكَائِبِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ».
لاويين ٢٣: ٢ و١أيام ٢٣: ٣٣١ و٢أيام ٣١: ٣ وعزرا ٣: ٥ ونحميا ١٠: ٣٣ وإشعياء ١: ١٤ لاويين ٧: ١١ و١٦ و٢٢: ٢١ و٢٣
هٰذِهِ أي القرابين المذكورة من الذبائح وغيرها.
٤٠ «فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱلرَّبُّ».
فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هذه الآية في النسخة العبرانية أول الأصحاح الثلاثين.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّلاَثُونَ


١، ٢ «١ وَقَالَ مُوسَى لِرُؤُوسِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: هٰذَا مَا أَمَرَ بِهِ ٱلرَّبُّ: ٢ إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَماً أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ».
ص ١: ٤ و١٦ و٧: ٢ و٢٧: ٢ وتثنية ٢٣: ٢١ وقضاة ١١: ٣٠ و٣٥ وجامعة ٥: ٤ لاويين ٥: ٤ ومتّى ١٤: ٩ وأعمال ٢٣: ١٤ مزمور ٥٥: ٢٠ أيوب ٢٢: ٢٧ ومزمور ٢٢: ٢٥ و٥٠: ١٣ و٦٦: ١٣ و١٤ و١١٦: ١٤ و١٨ وناحوم ١: ١٥
إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ (ع ٢) تكلّم في هذه الآية على نوعين من النذور نذر إيجابي وهو الوعد أو القسم بعمل شيء من الصالحات ونذر سلبي وهو القسم أو الوعد بالامتناع عن شيء ويُقصد بكلاهما إكرام الرب.
فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ أي لا يخلف الميعاد ولا يحنث بالقسم فإنه خير للإنسان أن لا ينذر من أن ينذر ولا يفي (قابل بهذا جامعة ٥: ٢ - ٥).
٣، ٤ «٣ وَأَمَّا ٱلْمَرْأَةُ فَإِذَا نَذَرَتْ نَذْراً لِلرَّبِّ وَٱلْتَزَمَتْ بِلاَزِمٍ فِي بَيْتِ أَبِيهَا فِي صِبَاهَا، ٤ وَسَمِعَ أَبُوهَا نَذْرَهَا وَٱللاَّزِمَ ٱلَّذِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ، فَإِنْ سَكَتَ أَبُوهَا لَهَا، ثَبَتَتْ كُلُّ نُذُورِهَا. وَكُلُّ لَوَازِمِهَا ٱلَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا تَثْبُتُ».
وَأَمَّا ٱلْمَرْأَةُ فَإِذَا نَذَرَتْ في هاتين الآيتين وما بعدهما أربعة أحوال تتعلق بنذر المرأة:

  • الأول: كون المرأة غير متزوجة وكونها في صباها وكونها في بيت أبيها.
  • الثاني: كون المرأة قد نذرت قبل أن تتزوج وتزوجت ولم تفِ النذر.
  • الثالثة: كون المرأة أرملة أو مطلقة.
  • الرابعة: كون المرأة متزوجة. ولا بد من مراعاة الوصية الخامسة في هذا الشأن (متّى ١٥: ٤ و٥). فإذا كانت الصبية العذراء في بيت أبيها قد نذرت وبلغ ذلك مسمع أبيها فله أن يثبت النذر وأن ينقضه ولا إثم على الابنة فإن سكت ثبت النذر وإلا فلا.


٥ «وَإِنْ نَهَاهَا أَبُوهَا يَوْمَ سَمْعِهِ، فَكُلُّ نُذُورِهَا وَلَوَازِمِهَا ٱلَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا لاَ تَثْبُتُ، وَٱلرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا لأَنَّ أَبَاهَا قَدْ نَهَاهَا».
ٱلرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا فلا يكون عليها جزاء الحانث أو المخلف.
٦ - ٩ «٦ وَإِنْ كَانَتْ لِزَوْجٍ وَنُذُورُهَا عَلَيْهَا أَوْ نُطْقُ شَفَتَيْهَا ٱلَّذِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ، ٧ وَسَمِعَ زَوْجُهَا، فَإِنْ سَكَتَ فِي يَوْمِ سَمْعِهِ ثَبَتَتْ نُذُورُهَا. وَلَوَازِمُهَا ٱلَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا تَثْبُتُ. ٨ وَإِنْ نَهَاهَا رَجُلُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ، فَسَخَ نَذْرَهَا ٱلَّذِي عَلَيْهَا وَنُطْقَ شَفَتَيْهَا ٱلَّذِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ، وَٱلرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. ٩ وَأَمَّا نَذْرُ أَرْمَلَةٍ أَوْ مُطَلَّقَةٍ فَكُلُّ مَا أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يَثْبُتُ عَلَيْهَا».
مزمور ٥٦: ١٢ تكوين ٣: ١٦
وَإِنْ كَانَتْ لِزَوْجٍ أي بعد أن نذرت ولكنها لم تكن قد وفت. وأما التي نذرت بعد أن تزوجت فشريعة نذرها ما في (ع ١٠ - ١٣).
١٠ - ١٢ «١٠ وَلٰكِنْ إِنْ نَذَرَتْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا أَوْ أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِلاَزِمٍ بِقَسَمٍ، ١١ وَسَمِعَ زَوْجُهَا، فَإِنْ سَكَتَ لَهَا وَلَمْ يَنْهَهَا ثَبَتَتْ كُلُّ نُذُورِهَا. وَكُلُّ لاَزِمٍ أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يَثْبُتُ. ١٢ وَإِنْ فَسَخَهَا زَوْجُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ، فَكُلُّ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْهَا مِنْ نُذُورِهَا أَوْ لَوَازِمِ نَفْسِهَا لاَ يَثْبُتُ. قَدْ فَسَخَهَا زَوْجُهَا. وَٱلرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا».
إِنْ نَذَرَتْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا الخ أي أوجبت على نفسها عمل شيء أو الامتناع عن شيء.
١٣ - ١٦ «١٣ كُلُّ نَذْرٍ وَكُلُّ قَسَمِ ٱلْتِزَامٍ لإِذْلاَلِ ٱلنَّفْسِ، زَوْجُهَا يُثْبِتُهُ وَزَوْجُهَا يَفْسَخُهُ. ١٤ وَإِنْ سَكَتَ لَهَا زَوْجُهَا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ فَقَدْ أَثْبَتَ كُلَّ نُذُورِهَا أَوْ كُلَّ لَوَازِمِهَا ٱلَّتِي عَلَيْهَا. أَثْبَتَهَا لأَنَّهُ سَكَتَ لَهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ. ١٥ فَإِنْ فَسَخَهَا بَعْدَ سَمْعِهِ فَقَدْ حَمَلَ ذَنْبَهَا. ١٦ هٰذِهِ هِيَ ٱلْفَرَائِضُ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى بَيْنَ ٱلزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ وَبَيْنَ ٱلأَبِ وَٱبْنَتِهِ فِي صِبَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا».
كُلُّ نَذْرٍ وَكُلُّ قَسَمِ ٱلْتِزَامٍ لإِذْلاَلِ ٱلنَّفْسِ أي إذا نذرت القيام بشيء أو الامتناع عن شيء وهي في بيت زوجها أي إذا أتت أحد قسمي النذر أو كليهما فلزوجها الإثبات أو النفي.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلثَّلاَثُونَ


١، ٢ «١ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢ اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ».
ص ٢٥: ١٧ ص ٢٧: ١٣
اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ (ع ٢) قد آن الوقت لإتمام الوصية الانتقامية المذكورة في ما سبق (ص ٢٥: ١٦ - ١٨) بعدما أُعلن لموسى أنه يُضم إلى قومه (ص ٢٧: ١٣). فبعدما أطلق بالاق بلعام لم يظهر أن بلعام ذهب إلى الموآبيين بل إلى المديانيين وهناك أشار على المديانيين بحكم النتيجة بما جذب الإسرائيليين إلى بعل فغور (ص ٢٥: ١٦ - ١٨). والمحتمل أن المديانيين بما أنهم كانوا من نسل إبراهيم كان لهم من المعرفة والامتيازات ما ليس للموآبيين وكان بينهم مستنيرون وعقلاء من الأمم المجاورة لإسرائيل فعقابهم شر من عقاب غيرهم «لأَنَّهُ كَانَ خَيْراً لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ ٱلْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا يَرْتَدُّونَ عَنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ» (٢بطرس ٢: ٢١). وسواء كانت الأسباب كافية لعقاب المديانيين أكثر من عقاب الموآبيين الذين لم يُتركوا بلا عقاب (تثنية ٢٣: ٣ و٤) أم لم تكن كذلك إن الله عاقب المديانيين بالعدل فإنه سلطان كل الخلائق فله أن يرحم من يرحم ويعذب من يعذب بالحق والعدل وإن الله لا يظلم أحداً.
٣ - ٥ «٣ فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلَى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ ٱلرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ. ٤ أَلْفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ تُرْسِلُونَ لِلْحَرْبِ. ٥ فَٱخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ أَلْفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. ٱثْنَا عَشَرَ أَلْفاً مُجَرَّدُونَ لِلْحَرْبِ».
جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ (ع ٣) أي أعدوا رجالاً منكم للحرب. وإعداد أولئك الرجال وإعدادهم فُصل في (ع ٤ و٥).
٦ «فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى أَلْفاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلَى ٱلْحَرْبِ، هُمْ وَفِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ إِلَى ٱلْحَرْبِ، وَأَمْتِعَةُ ٱلْقُدْسِ وَأَبْوَاقُ ٱلْهُتَافِ فِي يَدِهِ».
ص ١٠: ٩
أَمْتِعَةُ ٱلْقُدْسِ لم يوضح أن تابوت العهد كان مع أولئك المجردين للحرب ويحتمل أنه كان معهم ولكن لا مرجّح لذلك. ثم أن فينحاس لم يكن الحبر الأعظم فلم يكن عليه الكساء والصدرة اللذان كانا على ألعازار في ذلك الوقت.
أَبْوَاقُ ٱلْهُتَافِ لعل المقصود بها هنا أبواق الفضة دون غيرها (انظر ص ١٠: ٩). وفي هذه الآية رمز إلى الحرب الروحية أي المحاربة للخطية والشيطان التي يجب فيها أن نلبس «سلاح الله الكامل» (أفسس ٦: ٣).
٧ «فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ».
تثنية ٢٠: ١٣ وقضاة ٦: ١ و٢ و٣٣ و٢١: ١١ و١صموئيل ٢٧: ٩ و١ملوك ١١: ١٥ و١٦
وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ ممن كانوا يحاربون لا كل ذكر من الشعب لأنه لا بد من أن كثيرين من المديانيين لم يكونوا في حومة القتال (ع ١٧) أو كل الذكور الذين وصلت إليهم أيدي إسرائيل في الحرب.
٨، ٩ «٨ وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِٱلسَّيْفِ. ٩ وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ».
يشوع ١٣: ٢١ و٢٢
وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ المقصود بهؤلاء الملوك على ما يظهر رؤساء قبائل المديانيين كصور المذكور في (ص ٢٥: ١٥) وسموا في سفر يشوع بالرؤساء (يشوع ١٣: ٢١).
وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِٱلسَّيْفِ قتل بني إسرائيل لبلعام بالسيف مناف لقوله في صلاته «لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ ٱلأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ» (ص ٢٣: ١٠). ولا عجب من ذلك فإن بلعام نطق بذلك على غير إرادته العادية وعلى خلاف سجيته كما ذكرنا سابقاً. ومثل نبوءته الاضطرارية نبوءة شاول بن قيس فإن النطق الاضطراري بالنبوءة ليس مما يقرب الإنسان من الله إنما الذي يقربه منه الإيمان المثمر صلاحاً كقول ميخا بعد ذكره بلعام «قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا ٱلْإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ ٱلرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ ٱلْحَقَّ وَتُحِبَّ ٱلرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلٰهِكَ» (ميخا ٦: ٨). فإنه مع نطقه بالنبوءة وطلبه أن يموت موت الأبرار أحب أجرة الإثم.
١٠ «وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِٱلنَّارِ».
وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ يوضح هذا ما في (يشوع ١٣: ٢١) فإنه يظهر منه أن خمسة من ملوك المديانيين أو رؤسائهم أو أمرائهم الذين ذكروا في (ع ٨) كانوا ساكنين في البلاد التي أخذها سيحون ملك الأموريين من الموآبين فإن المديانيين كانوا من أهل البادية فلا يتوقع أنهم بنوا مدناً لأنفسهم.
١١، ١٢ «١١ وَأَخَذُوا كُلَّ ٱلْغَنِيمَةِ وَكُلَّ ٱلنَّهْبِ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ ١٢ وَأَتَوْا إِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَإِلَى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِٱلسَّبْيِ وَٱلنَّهْبِ وَٱلْغَنِيمَةِ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ إِلَى عَرَبَاتِ مُوآبَ ٱلَّتِي عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا».
تثنية ٢٠: ١٤
بِٱلسَّبْيِ وَٱلنَّهْبِ وَٱلْغَنِيمَةِ المقصود بالسبي النساء والأولاد الذين أخذوهم من المديانيين. وبالنهب البهائم من غنم وبقر وغيرهما. وبالغنيمة بقية ما استولوا عليه من أموال المديانيين.
١٣ - ١٧ «١٣ فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ لٱسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ. ١٤ فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلاَءِ ٱلْجَيْشِ رُؤَسَاءِ ٱلأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْمِئَاتِ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ ٱلْحَرْبِ. ١٥ وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟ ١٦ إِنَّ هٰؤُلاَءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ بَلْعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ ٱلْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ. ١٧ فَٱلآنَ ٱقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ ٱلأَطْفَالِ. وَكُلَّ ٱمْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ ٱقْتُلُوهَا».
تثنية ٢٠: ١٤ و١صموئيل ١٥: ٣ ص ٢٤: ١٤ و٢بطرس ٢: ١٥ ورؤيا ٢: ١٤ ص ٢٥: ٢ ص ٢٥: ٩ قضاة ٢١: ١١
هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً (ع ١٥) إن النساء هن اللواتي أغوى بهن بلعام بني إسرائيل (ع ١٦) فكان من مقتضى انتقام الرب من المديانيين أن تُعاقب أولئك النساء اللواتي كن آلات الإغواء.
١٨ - ٢٤ «١٨ لٰكِنْ جَمِيعُ ٱلأَطْفَالِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ. ١٩ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَٱنْزِلُوا خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً، وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلاً فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ وَفِي ٱلسَّابِعِ أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ. ٢٠ وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلْدٍ وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ تُطَهِّرُونَهُ. ٢١ وَقَالَ أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ لِرِجَالِ ٱلْجُنْدِ ٱلَّذِينَ ذَهَبُوا لِلْحَرْبِ: هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى. ٢٢ اَلذَّهَبُ وَٱلْفِضَّةُ وَٱلنُّحَاسُ وَٱلْحَدِيدُ وَٱلْقَصْدِيرُ وَٱلرَّصَاصُ، ٢٣ كُلُّ مَا يَدْخُلُ ٱلنَّارَ تُجِيزُونَهُ فِي ٱلنَّارِ فَيَكُونُ طَاهِراً، غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ ٱلنَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لاَ يَدْخُلُ ٱلنَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي ٱلْمَاءِ. ٢٤ وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَدْخُلُونَ ٱلْمَحَلَّةَ».
ص ٥: ٢ ص ١٩: ١١ الخ ٢ ١٩: ٩ و١٧ لاويين ١١: ٢٥
أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ كان للإسرائيليين أن يستعبدوا أسراهم ولعله نتج عن هذا جواز الاقتران بالسبايا (تثنية ٢١: ١٠ - ١٤).
٢٥ - ٢٧ «٢٥ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٢٦ أَحْصِ ٱلنَّهْبَ ٱلْمَسْبِيَّ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ، أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ. ٢٧ وَنَصِّفِ ٱلنَّهْبَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ بَاشَرُوا ٱلْقِتَالَ ٱلْخَارِجِينَ إِلَى ٱلْحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ».
يشوع ٢٢: ٨ و١صموئيل ٣٠: ٢٤
وَنَصِّفِ ٱلنَّهْبَ (ع ٢٧) كان مما يقتضيه العقل أن الذين عرّضوا أنفسهم لرزايا الحرب أن يكون لهم القسم الأوفر من الغنيمة بخلاف الذين يبقون في المحلة. وكان من مقتضيات العقل أيضاً أن لا يترك أولئك بلا شيء من الغنيمة التي حصلت من انتصار شعب الله على الأعداء أعداء الرب وأعداء شعبه. ومثل هذا ما في (يشوع ٢٢: ٨). لكن لم يظهر أنه وُضع قانون لقسمة الغنيمة في الحرب إلا في زمن داود (انظر ١صموئيل ٣٠: ٢٤ و٢٥).
٢٨، ٢٩ «٢٨ وَٱرْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ ٱلْحَرْبِ ٱلْخَارِجِينَ إِلَى ٱلْقِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْساً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَقَرِ وَٱلْحَمِيرِ وَٱلْغَنَمِ. ٢٩ مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ».
ص ١٨: ٢٦ و ع ٣٠ و٤٧
وَٱرْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ كان قسم من الغنيمة التي يأخذها المحاربون للكهنة وهي واحد من خمس مئة من الجواري العذارى والبهائم. أما الجواري فالمرجّح أنهن كن يتخذن إماء وأما البهائم فكانت مما تنتفع الكهنة بلحومها وألبانها. وكانت الغنائم ٣٢٠٠٠ من العذارى و٦٧٥٠٠٠ من الغنم و٧٢٠٠٠ من البقر و٦١٠٠٠ من الحمير. والقسم الذي كان للأثني عشر ألفاً من المحاربين ١٦٠٠٠ من العذارى و٣٣٧٥٠٠ من الغنم و٣٦٠٠٠ من البقر و٣٠٥٠٠ من الحمير. وكان قسم الكهنة ٣٢ عذارء و٦٧٥ غنمة و٧٢ ثوراً و٦١ حماراً.
٣٠ «وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَقَرِ وَٱلْحَمِيرِ وَٱلْغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْبَهَائِمِ وَتُعْطِيهَا لِلاَّوِيِّينَ ٱلْحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ».
ع ٤٢ إلى ٤٧ ص ٣: ٧ و٨ و٢٥ و٣١ و٣٦ و١٨: ٣ و٤
وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ كان اللاويون أكثر من الكهنة كثيراً ولهذا كان لهم اثنان من المئة من غنيمة الجماعة وكان للكهنة خُمسٌ من المئة فإذاً كان نصيب اللاويين من القيمة ٣٢٠ عذراء و٦٧٥٠ غنمة و٢٧٠ بقرة و٦١٠ حمير.
٣١ - ٤٧ «٣١ فَفَعَلَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى. ٣٢ وَكَانَ ٱلنَّهْبُ فَضْلَةُ ٱلْغَنِيمَةِ ٱلَّتِي ٱغْتَنَمَهَا رِجَالُ ٱلْجُنْدِ مِنَ ٱلْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً. ٣٣ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفاً. ٣٤ وَمِنَ ٱلْحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلْفاً. ٣٥ وَمِنْ نُفُوسِ ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ، جَمِيعِ ٱلنُّفُوسِ ٱثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ أَلْفاً. ٣٦ وَكَانَ ٱلنِّصْفُ نَصِيبُ ٱلْخَارِجِينَ إِلَى ٱلْحَرْبِ: عَدَدُ ٱلْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. ٣٧ وَكَانَتِ ٱلزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ ٱلْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ. ٣٨ وَٱلْبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ ٱثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. ٣٩ وَٱلْحَمِيرُ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِداً وَسِتِّينَ. ٤٠ وَنُفُوسُ ٱلنَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ ٱثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ نَفْساً. ٤١ فَأَعْطَى مُوسَى ٱلزَّكَاةَ رَفِيعَةَ ٱلرَّبِّ لأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى. ٤٢ وَأَمَّا نِصْفُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُتَجَنِّدِينَ، ٤٣ فَكَانَ نِصْفُ ٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. ٤٤ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ أَلْفاً. ٤٥ وَمِنَ ٱلْحَمِيرِ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. ٤٦ وَمِنْ نُفُوسِ ٱلنَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً. ٤٧ فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلْمَأْخُوذِ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاَّوِيِّينَ ٱلْحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ، كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».
ص ١٨: ٨ و١٩ ع ٣٠
وَكَانَ ٱلنَّهْبُ فَضْلَةُ ٱلْغَنِيمَةِ (ع ٣٢) المقصود بالفضلة هنا الباقي بعد قتل الذكور والعدد الوافر من النساء والمواشي التي أُتي بها إلى المحلة بعدما ذُبح منها وأُكل أو المقصود بها السبابا والبهائم تمييزاً لما غنموه من الفضة والذهب الخ.
٤٨ - ٥١ «٤٨ ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى مُوسَى ٱلْوُكَلاَءُ ٱلَّذِينَ عَلَى أُلُوفِ ٱلْجُنْدِ رُؤَسَاءُ ٱلأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ ٱلْمِئَاتِ ٤٩ وَقَالُوا لِمُوسَى: عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ ٱلْحَرْبِ ٱلَّذِينَ فِي أَيْدِينَا فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. ٥٠ فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ ٱلرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ، أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلاَئِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ٥١ فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ ٱلذَّهَبَ مِنْهُمْ، كُلَّ أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ».
خروج ٣٠: ١٢ و١٦
فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ يتبين من قلة عدد الإسرائيليين والاقتصار على الإشارة إلى رؤساء المديانيين الذين كانوا يؤدون الجزية لسيحون ومن قوة الأمة المديانية في عصر جدعون (قضاة ٦: ٨) إن الإسرائيليين حملوا على جزء من تلك الأمة وهم الذين كان لهم يد في إغواء بني إسرائيل وإغرائهم بالزنا وعبادة بعل فغور. ولعل الإسرائيليون حملوا على المديانيين والمديانيون غير متأهبين للقتال ولهذا لم يُقتل أحد من بني إسرائيل أو إن الله صنع ذلك معجزة لإظهار قوته ومساعدته لشعبه ووقايته له.
٥٢ - ٥٤ «٥٢ وَكَانَ كُلُّ ذَهَبِ ٱلرَّفِيعَةِ ٱلَّتِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ ٱلأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْمِئَاتِ. ٥٣ (أَمَّا رِجَالُ ٱلْجُنْدِ فَٱغْتَنَمُوا كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ). ٥٤ فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ ٱلذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلأُلُوفِ وَٱلْمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ».
تثنية ٢٠: ١٤ خروج ٣٠: ١٦
سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً هذا المقدار من الحليّ الذهبية يتوقع أن يكون عند المديانيين لما هو معهود من عادات أهل البادية والأمم الخشنة. ورغبة المديانيين في الحليّ الذهبية تتحقق من وزن أقراط الذهب التي أعطيها جدعون بعد انتصاره على تلك الأمة.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلثَّلاَثُونَ


١ - ٤ «١ وَأَمَّا بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ فَكَانَ لَهُمْ مَوَاشٍ كَثِيرَةٌ وَافِرَةٌ جِدّاً. فَلَمَّا رَأَوْا أَرْضَ يَعْزِيرَ وَأَرْضَ جِلْعَادَ وَإِذَا ٱلْمَكَانُ مَكَانُ مَوَاشٍ، ٢ أَتَى بَنُو جَادَ وَبَنُو رَأُوبَيْنَ وَقَالُوا لِمُوسَى وَأَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ: ٣ عَطَارُوتُ وَدِيبُونُ وَيَعْزِيرُ وَنِمْرَةُ وَحَشْبُونُ وَأَلِعَالَةُ وَشَبَامُ وَنَبُو وَبَعُونُ، ٤ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي ضَرَبَهَا ٱلرَّبُّ قُدَّامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هِيَ أَرْضُ مَوَاشٍ، وَلِعَبِيدِكَ مَوَاشٍ».
ص ٢١: ٣٢ ويشوع ١٣: ٢٥ و٢صموئيل ٢٤: ٥ ع ٣٦ ع ٣٨ ص ٢١: ٢٤ و٣٤
وَأَمَّا بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ كان هذان السبطان متجاورين في المحلة نحو ثمان وثلاثين سنة (ص ٢: ١٠ و١٤) ولذلك كانا يرغبان في أن يكونا متجاورين دائماً.
أَرْضَ يَعْزِيرَ (انظر ص ٢١: ٣٢) كانت هذه الأرض مشهورة بوفرة الكلإ والمراعي.
أَرْضَ جِلْعَادَ هذه الأرض كانت على شمال يبوق وجنوبيها ولم تزل مراعيها وافرة إلى اليوم وهي خراب.
٥ «ثُمَّ قَالُوا: إِنْ وَجَدْنَا نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلْتُعْطَ هٰذِهِ ٱلأَرْضُ لِعَبِيدِكَ مُلْكاً، وَلاَ تُعَبِّرْنَا ٱلأُرْدُنَّ».
لاَ تُعَبِّرْنَا ٱلأُرْدُنَّ معنى هذا إما أن الرأوبيين والجاديين سألوا أن يكون ميراثهم شرقي الأردن على قدر ما يصيبهم بالقسمة وأما أنهم أرادوا أن يكون ما يستولي عليه الإسرائيليون غربي الأردن لباقي الأسباط وأن تبقى لهم الأرض التي طلبوا الإقامة بها وهذا هو الظاهر والمرجّح والذي فهمه موسى. ولعله لما استولى إسرائيل على تلك الأرض بسهولة وسرعة رأي الراوبيون والجاديون أن يقيموا بها ويستريحوا وإن ما بقي من الأرض وهو الأرض التي غربي الأردن يقدر أن يستولي عليها سائر الأسباط بمثل تلك السهولة وتلك السرعة بدون مساعدتهم. ومهما يكن من قصدهم فإن كلامهم أعرب عن حب الذات غير الجائز واهتمامهم بمجرد نفع أنفسهم ولم يلتفتوا إلى ما يستلزم من أحزان إخوتهم وتقليل شجاعتهم ولذلك وبخهم موسى توبيخاً شديداً على أسلوب لطيف على قدر ما مكنته الأحوال. ومما يستحق الملاحظة هنا أن سبط رأوبين وسبط جاد ونصف سبط منسى كانوا بين أول من أسرهم ملك أشور (١أيام ٥: ٢٦).
٦ - ١١ «٦ فَقَالَ مُوسَى لِبَنِي جَادٍ وَبَنِي رَأُوبَيْنَ: هَلْ يَنْطَلِقُ إِخْوَتُكُمْ إِلَى ٱلْحَرْبِ وَأَنْتُمْ تَقْعُدُونَ هٰهُنَا؟ ٧ فَلِمَاذَا تَصُدُّونَ قُلُوبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ ٱلْعُبُورِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمُ ٱلرَّبُّ؟ ٨ هٰكَذَا فَعَلَ آبَاؤُكُمْ حِينَ أَرْسَلْتُهُمْ مِنْ قَادِشَ بَرْنِيعَ لِيَنْظُرُوا ٱلأَرْضَ. ٩ صَعِدُوا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ وَنَظَرُوا ٱلأَرْضَ وَصَدُّوا قُلُوبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ دُخُولِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمُ ٱلرَّبُّ. ١٠ فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَأَقْسَمَ قَائِلاً: ١١ لَنْ يَرَى ٱلنَّاسُ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ مِصْرَ، مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً، ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَتَّبِعُونِي تَمَاماً».
ص ١٣: ٣ و٢٦ تثنية ١: ٢٢ ص ١٣: ٢٤ و٣١ وتثنية ١: ٢٤ و٢٨ ص ١٤: ١١ و٢١ وتثنية ١: ٣٤ ص ١٤: ٢٨ و٢٩ وتثنية ١: ٣٥ ص ١٤: ٢٤ و٣٠
تَصُدُّونَ قُلُوبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (ع ٧) أي تنزعون منها الشجاعة فتُصد أي ترتد عن عزمها.
١٢ «مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ ٱلْقِنِزِّيَّ وَيَشُوعَ بْنَ نُونَ، لأَنَّهُمَا ٱتَّبَعَا ٱلرَّبَّ تَمَاماً».
ص ١٤: ٢٤ وتثنية ١: ٣٦ ويشوع ١٤: ٨ و٩
لأَنَّهُمَا ٱتَّبَعَا ٱلرَّبَّ تَمَاماً (انظر ص ١٤: ٢٤).
١٣ - ١٥ «١٣ فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَتَاهَهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ ٱلْجِيلِ ٱلَّذِي فَعَلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. ١٤ فَهُوَذَا أَنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ عِوَضاً عَنْ آبَائِكُمْ، تَرْبِيَةَ أُنَاسٍ خُطَاةٍ، لِتَزِيدُوا أَيْضاً حُمُوَّ غَضَبِ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ. ١٥ إِذَا ٱرْتَدَدْتُمْ مِنْ وَرَائِهِ يَعُودُ يَتْرُكُهُ أَيْضاً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، فَتُهْلِكُونَ كُلَّ هٰذَا ٱلشَّعْبِ».
ص ١٤: ٣٣ إلى ٣٥ ص ٢٦: ٦٤ و٦٥ تثنية ١: ٣٤ تثنية ٣٠: ١٧ ويشوع ٢٢: ١٦ و١٨ و٢أيام ٧: ١٩ و١٥: ٢
أَتَاهَهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أبان موسى هنا تمام النبوءة التي أعلنها إطاعة لأمر الله حين رفع الجواسيس بالأنباء المشومة (انظر ص ١٤: ٣٣ و٣٤).
١٦ «فَٱقْتَرَبُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا: نَبْنِي حَظَائِرَ غَنَمٍ لِمَوَاشِينَا هٰهُنَا وَمُدُناً لأَطْفَالِنَا».
نَبْنِي حَظَائِرَ غَنَمٍ كانت الصير أو الحظائر تُبنى من حجارة بلا طين ولا تهذيب فما كان بناءها يشغل إلا وقتاً قصيراً.
وَمُدُناً لأَطْفَالِنَا لعل المعنى هنا نصلح ما تهدّم من المدن ونجدد غيرها (انظر ع ٢٦).
١٧، ١٨ «١٧ وَأَمَّا نَحْنُ فَنَتَجَرَّدُ مُسْرِعِينَ قُدَّامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى نَأْتِيَ بِهِمْ إِلَى مَكَانِهِمْ. وَيَلْبَثُ أَطْفَالُنَا فِي مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ مِنْ وَجْهِ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ. ١٨ لاَ نَرْجِعُ إِلَى بُيُوتِنَا حَتَّى يَقْتَسِمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ».
يشوع ٤: ١٢ و١٣ يشوع ٢٢: ٤
وَأَمَّا نَحْنُ فَنَتَجَرَّدُ أي نجد ونتفرغ أي نتأهب للحرب ولا نلتفت إلى سواها.
يَلْبَثُ أَطْفَالُنَا يُراد بالأطفال هنا على ما يرجّح الذين لم يبلغوا السن التي يستطيعون فيها الحرب (انظر خروج ١٢: ٣٧).
١٩ «إِنَّنَا لاَ نَمْلِكُ مَعَهُمْ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ وَمَا وَرَاءَهُ، لأَنَّ نَصِيبَنَا قَدْ حَصَلَ لَنَا فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ إِلَى ٱلشَّرْقِ».
ع ٣٣ ويشوع ١٢: ١ و١٣: ٨
إِنَّنَا لاَ نَمْلِكُ مَعَهُمْ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ وَمَا وَرَاءَهُ... عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ إِلَى ٱلشَّرْقِ أرادوا بما وراء عبر الأردن ما بعد عن شاطئه الغربي. وخلاصة معناهم أنهم لا يريدون ميراثاً فوق ما اختاروه في شرقي الأردن ولو كانوا لا يرجعون إليه إلا بعد أن يقوموا بالحرب مع إخوتهم ويساعدوهم على الاستيلاء على الأرض التي غربي الأردن.
٢٠ «فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: إِنْ فَعَلْتُمْ هٰذَا ٱلأَمْرَ، إِنْ تَجَرَّدْتُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلْحَرْبِ، ٢١ وَعَبَرَ ٱلأُرْدُنَّ كُلُّ مُتَجَرِّدٍ مِنْكُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ حَتَّى طَرَدَ أَعْدَاءَهُ مِنْ أَمَامِهِ».
تثنية ٣: ١٨ ويشوع ١: ١٤ و٤: ١٢ و١٣
إِنْ تَجَرَّدْتُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلْحَرْبِ أي أن تفرغتم للحرب وانتظمتم في جيش الرب وجددتم في المحاربة. ولعل في قوله «أمام الرب» إشارة إلى أن تابوت العهد الذي هو مسكن الرب في إسرائيل كان يُحمل في الحرب في بعض الأحيان. وإن كان ترتيب الأسباط في الحرب على ما ذُكر في الأصحاح الثاني لم يزل كذلك كان سبط رأوبين وجاد اللذان كانت محلتهما جنوبي الخيمة أمام التابوت (انظر ص ١٠: ١٨ - ٢٢). ووراءهما أسباط أفرايم وبنيامين ومنسى (مزمور ٨٠: ٢). وكان الكهنة حملة التابوت في هذا الوقت عند عبور الأردن واقفين في النهر حتى اجتاز كل بني إسرائيل أمام تابوت الرب (يشوع ٤: ٥ و١١). ولكن يوم حصار أريحا كان التابوت في وسط الجند وبعض الكماة (أي المتسلحين) قدامه وبعضهم وراءه (يشوع ٦: ٩). وإن كان هذا المقصود بقوله «امام الرب» كان الرأوبينيون أو نوابهم أول من استعملوا عبارة «قدام بني إسرائيل» (ع ١٧) وإنه لم يختاروا عبارة «أمام الرب» إلا بعد أن فاه موسى بها.
٢٢ - ٢٧ «٢٢ وَأُخْضِعَتِ ٱلأَرْضُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ رَجَعْتُمْ، فَتَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ مِنْ نَحْوِ ٱلرَّبِّ وَمِنْ نَحْوِ إِسْرَائِيلَ، وَتَكُونُ هٰذِهِ ٱلأَرْضُ مُلْكاً لَكُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ٢٣ وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا هٰكَذَا فَإِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ. وَتَعْلَمُونَ خَطِيَّتَكُمُ ٱلَّتِي تُصِيبُكُمْ. ٢٤ اِبْنُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُناً لأَطْفَالِكُمْ وَحَظَائِرَ لِغَنَمِكُمْ. وَمَا خَرَجَ مِنْ أَفْوَاهِكُمُ ٱفْعَلُوا. ٢٥ فَقَالَ بَنُو جَادَ وَبَنُو رَأُوبَيْنَ لِمُوسَى: عَبِيدُكَ يَفْعَلُونَ كَمَا أَمَرَ سَيِّدِي. ٢٦ أَطْفَالُنَا وَنِسَاؤُنَا وَمَوَاشِينَا وَكُلُّ بَهَائِمِنَا تَكُونُ هُنَاكَ فِي مُدُنِ جِلْعَادَ. ٢٧ وَعَبِيدُكَ يَعْبُرُونَ، كُلُّ مُتَجَرِّدٍ لِلْجُنْدِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلْحَرْبِ كَمَا تَكَلَّمَ سَيِّدِي».
تثنية ٣: ٢٠ ويشوع ١١: ٢٣ و١٨: ١ يشوع ٢٢: ٤ تثنية ٣: ١٢ و١٥ و١٦ و١٨ ويشوع ١: ١٥ و١٣: ٨ و٣٢ و٢٢: ٤ و٩ تكوين ٤: ٧ و٤٤: ١٦ وإشعياء ٥٩: ١٢ وزكريا ١٤: ١٩ ع ١٦ و٣٤ الخ يشوع ١: ١٤ يشوع ٤: ١٢
تَكُونُ هٰذِهِ ٱلأَرْضُ مُلْكاً لَكُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ (انظر تثنية ٣: ١٢ - ٢٠ ويشوع ١٣: ١٥ - ٣٣).
٢٨ - ٣٣ «٢٨ فَأَوْصَى بِهِمْ مُوسَى أَلِعَازَارَ ٱلْكَاهِنَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ وَرُؤُوسَ آبَاءِ ٱلأَسْبَاطِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٢٩ وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: إِنْ عَبَرَ ٱلأُرْدُنَّ مَعَكُمْ بَنُو جَادَ وَبَنُو رَأُوبَيْنَ، كُلُّ مُتَجَرِّدٍ لِلْحَرْبِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، فَمَتَى أُخْضِعَتِ ٱلأَرْضُ أَمَامَكُمْ تُعْطُونَهُمْ أَرْضَ جِلْعَادَ مُلْكاً. ٣٠ وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ يَعْبُرُوا مُتَجَرِّدِينَ مَعَكُمْ يَتَمَلَّكُوا فِي وَسَطِكُمْ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. ٣١ فَأَجَابَ بَنُو جَادٍ وَبَنُو رَأُوبَيْنَ: ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ عَبِيدِكَ كَذٰلِكَ نَفْعَلُ. ٣٢ نَحْنُ نَعْبُرُ مُتَجَرِّدِينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلٰكِنْ نُعْطَى مُلْكَ نَصِيبِنَا فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ. ٣٣ فَأَعْطَى مُوسَى لَهُمْ، لِبَنِي جَادٍ وَبَنِي رَأُوبَيْنَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، مَمْلَكَةَ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ وَمَمْلَكَةَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، ٱلأَرْضَ مَعَ مُدُنِهَا بِتُخُومِ مُدُنِ ٱلأَرْضِ حَوَالَيْهَا».
يشوع ١: ١٣ تثنية ٣: ١٢ إلى ١٧ و٢٩: ٨ ويشوع ١٢: ٦ و١٣: ٨ و٢٢: ٤ ص ٢١: ٢٤ و٣٣ و٣٥
نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى هذا أول موضع ذُكر فيها سبط منسى في شأن أرض الموعد فإن الكلام السابق يدل على أن شرقي الأردن سمح به لرأوبين وجاد فقط وبيان ملك نصف سبط منسى لجزء من تلك الأرض في (ع ٣٩) وما بعده فإن هنالك يظهر أن بعض سبط بنيامين استولوا على جزء من جلعاد وباشان بالحرب (انظر تثنية ٣: ١٣ - ١٥).
٣٤ - ٣٨ «٣٤ فَبَنَى بَنُو جَادَ دِيبُونَ وَعَطَارُوتَ وَعَرُوعِيرَ ٣٥ وَعَطْرُوتَ شُوفَانَ وَيَعْزِيرَ وَيُجْبَهَةَ ٣٦ وَبَيْتَ نِمْرَةَ وَبَيْتَ هَارَانَ مُدُناً مُحَصَّنَةً مَعَ حَظَائِرِ غَنَمٍ. ٣٧ وَبَنَى بَنُو رَأُوبَيْنَ حَشْبُونَ وَأَلِعَالَةَ وَقَرْيَتَايِمَ ٣٨ وَنَبُوَ وَبَعْلَ مَعُونَ (مُغَيَّرَتَيِ ٱلٱسْمِ) وَسَبْمَةَ، وَدَعَوْا بِأَسْمَاءٍ أَسْمَاءَ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي بَنَوْا».
ص ٣٣: ٤٥ و٤٦ تثنية ٢: ٣٦ ع ١ و٣ ع ٣ ع ٢٤ ص ٢١: ٢٧ إشعياء ٤٦: ١ ص ٢٢: ٤١ خروج ٢٣: ١٣ وع ٣ ويشوع ٢٣: ٧
فَبَنَى بَنُو جَادَ دِيبُونَ أي أصلحوا ما تهدم منها وحصّنوها فإن بعض المدن المذكورة في هذه الآية وفي ما بعدها كديبون وحشبون ذُكرت في (ص ٢١) حين غلب الإسرائيليون الأموريون. وليس من المرجّح إن الإسرائيليين بنوا حينئذ مدناً جديدة بل أصلحوا وجددوا القديمة وحصنوها فإنه في ديبون اكتشف المستر كلين الحجر الموآبي سنة ١٨٦٨. ولما قسم يشوع الأرض وقع بعد المدن التي في أقصى الجنوب مما أصلحه وحصنه سبط جاد في نصيب رأوبين (يشوع ١٣: ١٦ و١٧). ووقعت حشبون في سهم جاد ووقفت للاويين (١أيام ١٦: ٨٠ و٨١).
٣٩، ٤٠ «٣٩ وَذَهَبَ بَنُو مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى إِلَى جِلْعَادَ وَأَخَذُوهَا وَطَرَدُوا ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِيهَا. ٤٠ فَأَعْطَى مُوسَى جِلْعَادَ لِمَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى فَسَكَنَ فِيهَا».
تكوين ٥٠: ٢٣ تنثية ٣: ١٢ و١٣ و١٥ ويشوع ١٣: ٣١ و١٧: ١
وَذَهَبَ بَنُو مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى (انظر تفسير ع ٣٣).
٤١، ٤٢ «٤١ وَذَهَبَ يَائِيرُ ٱبْنُ مَنَسَّى وَأَخَذَ مَزَارِعَهَا وَدَعَاهُنَّ حَوُّوثَ يَائِيرَ. ٤٢ وَذَهَبَ نُوبَحُ وَأَخَذَ قَنَاةَ وَقُرَاهَا وَدَعَاهَا نُوبَحَ بِٱسْمِهِ».
تثنية ٣: ١٤ ويشوع ١٣: ٣٠ و١أيام ٢: ٢١ و٢٢ و٢٣ قضاة ١٠: ٤ و١ملوك ٤: ١٣
يَائِيرُ ٱبْنُ مَنَسَّى أي حفيد منسى لأن يائير هو ابن سجوب بن حصرون صهر ماكير بن منسى (١أيام ٢: ٢١ و٢٢) وكان أحد الإسرائيليين الذين عُرفوا بنسبتهم إلى السبط بواسطة أمهاتهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلثَّلاَثُونَ


١ «هٰذِهِ رِحْلاَتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِجُنُودِهِمْ عَنْ يَدِ مُوسَى وَهَارُونَ».
هٰذِهِ رِحْلاَتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ذكر موسى هذه الرحلات لأغراض منها بيان الطريق التي ساروا فيها ومنها بيان خطيئة الشعب وعصيانه ومنها بيان حلم الله وصبره وإحسانه وعنايته بشعبه في مدة نزولهم وارتحالهم في البرية.
٢ «وَكَتَبَ مُوسَى مَخَارِجَهُمْ بِرِحْلاَتِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ. وَهٰذِهِ رِحْلاَتُهُمْ بِمَخَارِجِهِمْ».
حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ لم يتبين المقصود هنا بمقتضى متعلق هذا القول. فهل يتعلق هذا القول بكتب فيكون المعنى أن هذا النبأ كُتب بأمر الرب. أو برحلاتهم فيكون المعنى أن رحلاتهم كانت بأمر الرب على أن الأمرين كليهما بأمره تعالى (والمرجّح أن المقصود أن موسى كتب هذه الرحلات بأمر الرب).
٣ - ٣٥ «٣ اِرْتَحَلُوا مِنْ رَعَمْسِيسَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسِ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ، فِي غَدِ ٱلْفِصْحِ. خَرَجَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ ٱلْمِصْرِيِّينَ ٤ إِذْ كَانَ ٱلْمِصْرِيُّونَ يَدْفِنُونَ ٱلَّذِينَ ضَرَبَ مِنْهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ بِكْرٍ. وَٱلرَّبُّ قَدْ صَنَعَ بِآلِهَتِهِمْ أَحْكَاماً. ٥ فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ وَنَزَلُوا فِي سُكُّوتَ. ٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ ٱلَّتِي فِي طَرَفِ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيثَامَ وَرَجَعُوا عَلَى فَمِ ٱلْحِيرُوثِ ٱلَّتِي قُبَالَةَ بَعْلَ صَفُونَ وَنَزَلُوا أَمَامَ مَجْدَلٍ. ٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ أَمَامِ ٱلْحِيرُوثِ وَعَبَرُوا فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ، وَسَارُوا مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي بَرِّيَّةِ إِيثَامَ وَنَزَلُوا فِي مَارَّةَ. ٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مَارَّةَ وَأَتَوْا إِلَى إِيلِيمَ. وَكَانَ فِي إِيلِيمَ ٱثْنَتَا عَشَرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَنَزَلُوا هُنَاكَ. ١٠ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ وَنَزَلُوا عَلَى بَحْرِ سُوفَ. ١١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ سِينٍ. ١٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ وَنَزَلُوا فِي دُفْقَةَ. ١٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ دُفْقَةَ وَنَزَلُوا فِي أَلُوشَ. ١٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ أَلُوشَ وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَاءٌ لِلشَّعْبِ لِيَشْرَبَ. ١٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رَفِيدِيمَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ. ١٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَرِّيَّةِ سِينَاءَ وَنَزَلُوا فِي قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ. ١٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ وَنَزَلُوا فِي حَضَيْرُوتَ. ١٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي رِثْمَةَ. ١٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رِثْمَةَ وَنَزَلُوا فِي رِمُّونَ فَارَصَ. ٢٠ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رِمُّونَ فَارَصَ وَنَزَلُوا فِي لِبْنَةَ. ٢١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ لِبْنَةَ وَنَزَلُوا فِي رِسَّةَ. ٢٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ رِسَّةَ وَنَزَلُوا فِي قُهَيْلاَتَةَ. ٢٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ قُهَيْلاَتَةَ وَنَزَلُوا فِي جَبَلِ شَافَرَ. ٢٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ شَافَرَ وَنَزَلُوا فِي حَرَادَةَ. ٢٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حَرَادَةَ وَنَزَلُوا فِي مَقْهَيْلُوتَ. ٢٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مَقْهَيْلُوتَ وَنَزَلُوا فِي تَاحَتَ. ٢٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ تَاحَتَ وَنَزَلُوا فِي تَارَحَ. ٢٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ تَارَحَ وَنَزَلُوا فِي مِثْقَةَ. ٢٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مِثْقَةَ وَنَزَلُوا فِي حَشْمُونَةَ. ٣٠ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حَشْمُونَةَ وَنَزَلُوا فِي مُسِيرُوتَ. ٣١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ مُسِيرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَنِي يَعْقَانَ. ٣٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَنِي يَعْقَانَ وَنَزَلُوا فِي حُورِ ٱلْجِدْجَادِ. ٣٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ حُورِ ٱلْجِدْجَادِ وَنَزَلُوا فِي يُطْبَاتَ. ٣٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ يُطْبَاتَ وَنَزَلُوا فِي عَبْرُونَةَ. ٣٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عَبْرُونَةَ وَنَزَلُوا فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. ٣٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عِصْيُونَ جَابِرَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ (وَهِيَ قَادِشُ)».
خروج ١٢: ٣٧ خروج ١٢: ٢ و١٣: ٤ خروج ١٤: ٨ خروج ١٢: ٢٩ خروج ١٢: ١٢ و١٨: ١١ وإشعياء ١٩: ١ ورؤيا ١٢: ٨ خروج ١٣: ٢٠ خروج ١٤: ٢ و٩ خروج ١٤: ٢٢ و١٥: ٢٢ و٢٣ خروج ١٥: ٢٧ خروج ١٧: ١ و١٩: ٢ خروج ١٦: ١ و١٩: ١ و٢ ص ١١: ٣٤ ص ١١: ٣٥ ص ١٢: ١٦ تثنية ١٠: ٦ تكوين ٣٦: ٢٧ و١أيام ١: ٤٢ تثنية ١٠: ٧ تثنية ٢: ٨ و١ملوك ٩: ٢٦ و٢٢: ٤٨ ص ٢٠: ١ و٢٧: ١٤
فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ (ع ٥) رعمسيس هي المكان الذي اجتمع فيه الإسرائيليون سابقاً ليخرجوا على ما جاء في سفر الخروج (خروج ١٢: ٣٧) وأماكن النزول من سكوت إلى برية سيناء (ع ٦ - ١٥) على وفق ما هي في سفر الخروج (خروج ٢٣: ٢٠).
سُكُّوتَ... إِيثَامَ (ص ١٤: ٢).
فَمِ ٱلْحِيرُوثِ... مَجْدَلٍ (ع ٨) (ص ١٥: ٢٢).
ٱلْبَرِّيَّةِ أي برية شور (ص ١٥: ٢٣ - ٢٧).
مَارَّةَ... إِيلِيمَ (ع ٨ و٩) (ص ١٦: ١).
بَرِّيَّةِ سِينٍ (ع ١١) لم يُذكر في الخروج نزولهم عند بحر سوف وقد ذُكر هنا في (ع ١٠) ولادفقة والوش وقد ذُكروا هنا في (ع ١٢ و١٣). وذكر أن المنزلتين الأوليين على أثر انطلاقهم من سيناء «قبروت هتأوة» أي قبور الشهوة و «حضيروت» أي حظائر وهذا على وفق ما في (ص ١١: ٣٤ و٣٥).
رِثْمَةَ (ع ١٨) جاء في (ص ١٢: ١٦) إن المنزلة التالية لحضيروت كانت في برية فاران التي منها موسى أرسل بأمر الرب الجواسيس لمعرفة أحوال أرض كنعان (ص ١٣: ٣). فإذا قابلنا كلا من هذين النبأين بالآخر ثم لاحظنا أن وادي أبي رَتَم غير بعيد عن قادش وإنه على ما قال روبنسون على حدود رتم وإن هنالك ينبوعاً يُعرف بعين القُديرة يستنتج أن رثمة هنا هي قادش التي في برية فاران كما جاء في (ص ١٢: ١٦). وإذا صح ذلك نتج عقلاً أن المنازل السبعة عشر المذكورة في (ع ١٩ - ٣٦) بين رثمة وقادش هي التي نزلها الإسرائيليون مدة السنين الثماني والثلاثين التي هي سنو التيه في البرية. والشبهة الناشئة هنا تدفع بمقابلة ما في (ع ٣٠ - ٣٣) من هذا الأصحاح بما في (تثنية ١٠: ٦ و٧) إذ ذُكر أربعة أماكن يظهر أنها هي المذكورة في هذا الأصحاح وهي آبار بني يعقان وموسير وجدجود ويطبات (أو «يطبانة» على ما في الأصل العبراني). فبتو يعقان في سفر التثنية. ومسيروت فيه هي موسير في سفر التثنية والفرق إن ما في سفر التثنية مفرد وما في هذا الأصحاح جمع. وحور الجدجاد هنا هو جدجود في سفر التثنية. فبقي المشكل أنه قيل في هذا الأصحاح أن الإسرائيليين ارتحلوا من مسيروت ونزلوا في بني يعقان وفي سفر التثنية ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير (أو موسيرة). ويدفع هذا المشكل بأن بني إسرائيل رجعوا في مسيرهم في سني التيه ثم عادوا إلى ما رجعوا منه فانقلبت المنزلتنان في الجهة بدليل أنهم بعد ما ارتحلوا من قادش رجعوا إليها ثم رحلوا من قادش إلى جبل هور الخ.
٣٧، ٣٨ «٣٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ قَادِشَ وَنَزَلُوا فِي جَبَلِ هُورٍ فِي طَرَفِ أَرْضِ أَدُومَ. ٣٨ فَصَعِدَ هَارُونُ ٱلْكَاهِنُ إِلَى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ فِي ٱلأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ».
ص ٢٠: ٢٢ و٢٣ و٢١: ٤ ص ٢٠: ٢٥ و٢٨ وتثنية ١٠: ٦ و٣٢: ٥٠
ٱرْتَحَلُوا مِنْ قَادِشَ الخ (انظر ص ٢٠: ٢٢ - ٢٩).
٣٩، ٤٠ «٣٩ وَكَانَ هَارُونُ ٱبْنَ مِئَةٍ وَثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ فِي جَبَلِ هُورٍ. ٤٠ وَسَمِعَ ٱلْكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ وَهُوَ سَاكِنٌ فِي ٱلْجَنُوبِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِمَجِيءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
ص ١٢: ١ الخ
مَلِكُ عَرَادَ الخ (انظر تفسير ص ٢١: ١).
٤١ - ٤٤ «٤١ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ وَنَزَلُوا فِي صَلْمُونَةَ. ٤٢ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ صَلْمُونَةَ وَنَزَلُوا فِي فُونُونَ. ٤٣ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ فُونُونَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ. ٤٤ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ أُوبُوتَ وَنَزَلُوا فِي عَيِّي عَبَارِيمَ فِي تُخُمِ مُوآبَ».
ص ٢١: ٤ ص ٢١: ١ ص ٢١: ١١
أُوبُوتَ (انظر ص ٢١: ١٠ و١١).
٤٥ - ٤٨ «٤٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عَيِّيمَ وَنَزَلُوا فِي دِيبُونَ جَادَ. ٤٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ دِيبُونَ جَادَ وَنَزَلُوا فِي عَلْمُونَ دِبْلاَتَايِمَ. ٤٧ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ عَلْمُونَ دِبْلاَتَايِمَ وَنَزَلُوا فِي جِبَالِ عَبَارِيمَ أَمَامَ نَبُو. ٤٨ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ جِبَالِ عَبَارِيمَ وَنَزَلُوا فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا».
ص ٣٢: ٣٤ إرميا ٤٨: ٢٢ وحزقيال ٦: ١٤ ص ٢١: ٢٠ وتثنية ٣٢: ٤٩ ص ٢٢: ١
عَيِّيمَ ذُكر في (ص ٢١: ١١ - ٢٠) سبع منزلات بين عيي (أو عييم عباريم) وسهول موآب ولكن ذُكر هنا ثلاث منزلات فقط وهي ديبون جاد وعلمون دبلاتيام وجبل عباريم أمام نبو ولا اسم واحدة منها يتفق مع اسم واحدة من المنزلات في (ص ٢١). وإذا نظرنا إلى عدد المنازل نرى أنه لم يُذكر في (ص ٢١) إلا المنازل ذات الأهمية التاريخية كالأماكن التي جُرد منها الجنود. وأما هذا الأصحاح (أي عدد ص ٣٣) فذكر كل المنازل التي نزل فيها الإسرائيليون ونصبوا خيمة الاجتماع وبهذا يدفع الإشكال. فإنه ذكر قليل من المنازل في (ص ٢١) ولم تُذكر في (ص ٣٣) كثير من المنازل بين عيي عباريم وعربات موآب لم تُذكر في (ص ٢١). وبقي الخلاف بين أسماء المنازل وبين عيي عباريم وعربات موآب (أو سهول موآب) وأسماء المنازل بين جبل هور وعيي عباريم إذا فرضنا أن صلمونة هو المكان الذي رُفعت فيه الحية النحاسية (انظر ص ١١: ١٠ والتفسير) كان الخلاف بمجرد دخول فونون بين صلمونة وأبوت. والاختلاف في المنازل بين عيي عباريم وعربان موآب في العدد وفي الأسماء ويهون دفع هذا الإشكال من اعتبار أن أمة فيها ٦٠٠٠٠٠ من الرجال دون النساء والأولاد والبهائم تشغل أرضاً واسعة فيها كثير من المدن والقرى وفي بعضه الآخر بعضه فإنه ذُكر في ٤٩ أن بني إسرائيل شغلوا بنزولهم ما بين بيت يشيموت إلى آبل شطيم. وعلى هذا لم يبق أدنى صعوبة في قرن المنزلة في ديبون جاد (ص ٣: ٤٥) بقرية أو مدينة أو ما يزيد على ذلك في شمالي أرنون المذكورة في (ص ٢٣: ١٣ - ١٩) أو قرن علمون وبلاتايم التي هي على ما يظهر في شمالي ديبون أو الشمال الغربي منها (قابل ما في إرميا ٤٨: ٢٢) حيث ذُكرت بيت دبلاتايم مع ديبون ونبو بباموث (أي ربىً) التي هي باموت بعل (يشوع ١٣: ١٧) وقُرنت بديبون. وآخر المنازل المسماة في هذا الأصحاح أمام عربات موآب أو جبال عباريم أمام نبو لا ريب في أنها هي المنزلة في الوادي الذي في بلاد (أو حقل) موآب عند رأس الفسجة (ص ٢١: ٢٠). وعلى ما يُعرف من (تثنية ٣١: ٤٩) أنه أحد جبال عباريم ومدفن موسى وهو قد مات على رأس الفسجة يُعرف بالوادي وهو الوادي المشهور في أرض موآب (تثنية ٣٤: ٦).
دِيبُونَ جَادَ المرجّح أن في هذا إشارة إلى ما ذُكر في (ص ٣٢: ٣٤) من أن بني جاد رمموا ديبون وحصنوها وموقع هذه المدينة (أو القرية) على الشاطئ الشمالي من نهر أرنون وهي من إحدى المدن (أو القرى) المذكورة في (ص ٣٢: ٣) في البلاد التي طلب الرأوبيون والجاديون أن تكون ملكاً لهم.
٤٩ «نَزَلُوا عَلَى ٱلأُرْدُنِّ مِنْ بَيْتِ يَشِيمُوتَ إِلَى آبَلَ شِطِّيمَ فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ».
ص ٢٥: ١ ويشوع ٢: ١
مِنْ بَيْتِ يَشِيمُوتَ إِلَى آبَلَ شِطِّيمَ (انظر تفسير ص ٢٢: ١ وص ٢٥: ١) حيث ذكر شطيم بدلاً من آبل شطيم.
٥٠ - ٥٣ «٥٠ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا: ٥١ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ ٱلأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، ٥٢ فَتَطْرُدُونَ كُلَّ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَتَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ، وَتُبِيدُونَ كُلَّ أَصْنَامِهِمِ ٱلْمَسْبُوكَةِ وَتُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ. ٥٣ تَمْلِكُونَ ٱلأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمُ ٱلأَرْضَ لِكَيْ تَمْلِكُوهَا».
تثنية ٧: ١ و٢ و١٩: ١ ويشوع ٣: ١٧ خروج ٢٣: ٢٤ و٣٣ و٣٤: ١٣ وتثنية ٧: ٢ و٥ و١٢: ٣ ويشوع ١١: ١٢ وقضاة ٢: ٢
تَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ أو تماثيلهم كالأصنام الحجرية (لاويين ٢٦: ١) وهي تماثيل منحوتة من الحجارة (قابل بهذا خروج ٣٤: ١٣).
تُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ المرجّح أن المقصود بالمرتفعات هنا المذابح المبنية على الربى وغيرها من الأنجاد (قابل بهذا ص ٢٢: ٤١).
٥٤، ٥٥ «٥٤ وَتَقْتَسِمُونَ ٱلأَرْضَ بِٱلْقُرْعَةِ حَسَبَ عَشَائِرِكُمْ. اَلْكَثِيرُ تُكَثِّرُونَ لَهُ نَصِيبَهُ وَٱلْقَلِيلُ تُقَلِّلُونَ لَهُ نَصِيبَهُ. حَيْثُ خَرَجَتْ لَهُ ٱلْقُرْعَةُ فَهُنَاكَ يَكُونُ لَهُ. حَسَبَ أَسْبَاطِ آبَائِكُمْ تَقْتَسِمُونَ. ٥٥ وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ ٱلأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ ٱلَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكاً فِي أَعْيُنِكُمْ وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا».
ص ٢٦: ٥٣ و٥٤ و٥٥ خروج ٢٣: ٣٣ ويشوع ٢٣: ١٣ وقضاة ٢: ٣ ومزمور ١٠٦: ٣٤ و٣٦ وحزقيال ٢٨: ٢٤
تَقْتَسِمُونَ ٱلأَرْضَ بِٱلْقُرْعَةِ (انظر ص ٢٦: ٥٣ - ٥٦).
٥٦ «فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ كَمَا هَمَمْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِهِمْ».
فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ الخ كان من المهم أن يعرف بنو إسرائيل أنهم إذا عبدوا الأوثان في الأرض التي ورثوها يحرمهم الله إياها ويضربهم بالنوائب كما فعل بأهلها الوثيين ولا يكون سبب ميلهم إلى الأوثان وتعودهم عادات أهلها مثل أن يبقى منهم بقية تكون خميرة فساد في الأرض. ومن المعلوم أن الإسرائيليين لم يستأصلوا الوثنيين من بينهم فسقطوا مراراً كثيرة في العبادة الوثنية وما يتعلق بها من الرجس حتى سلط الله عليهم البابليين والأشوريين فنهبوهم واستولوا عل أرضهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلثَّلاَثُونَ


١ - ٣ «١ وَأَمَر ٱلرَّبُّ مُوسَى: ٢ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. هٰذِهِ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي تَقَعُ لَكُمْ نَصِيباً. أَرْضُ كَنْعَانَ بِتُخُومِهَا. ٣ تَكُونُ لَكُمْ نَاحِيَةُ ٱلْجَنُوبِ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ عَلَى جَانِبِ أَدُومَ. وَيَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلْجَنُوبِ مِنْ طَرَفِ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ إِلَى ٱلشَّرْقِ».
تكوين ١٧: ٨ وتثنية ١: ٧ ومزمور ٧٨: ٥٥ و١٠٥: ١١ وحزقيال ٤٧: ١٤ يشوع ١٥: ١ وحزقيال ٤٧: ١٣ الخ تكوين ١٤: ٢ ويشوع ١٥: ٢
إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ كان من الواجب الضروري على بني إسرائيل أن يعلموا مع أمر الله لهم أن يستأصلوا السكان الوثنيين من أرض ميراثهم أن ليس لهم أن يحاربوا الأمم الذين وراء تخوم تلك الأرض. والتخم الجنوبي المذكور هنا هو تخم يهوذا المذكور في (يشوع ١٥: ١ و٢). وكانت أرض إسرائيل تمتد جنوباً إلى برية صين فيفصل الحد بينهم وبين الأدوميين.
٤ «وَيَدُورُ لَكُمُ ٱلتُّخُمُ مِنْ جَنُوبِ عَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ وَيَعْبُرُ إِلَى صِينَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ مِنْ جَنُوبِ قَادِشَ بَرْنِيعَ، وَيَخْرُجُ إِلَى حَصَرِ أَدَّارَ وَيَعْبُرُ إِلَى عَصْمُونَ».
ص ٣٣: ٢٦ و٣٢: ٨ يشوع ١٥: ٣ و٤
وَيَدُورُ لَكُمُ ٱلتُّخُمُ مِنْ جَنُوبِ يُفهم من هذا أن خط الحدّ يذهب في جهة الجنوب الغربي من نقطة جنوب (أو لسان) البحر الميت إلى عقبة (أو نجد) تقريّيم ويستمر ذاهباً من هذه النقطة في الجهة الغربية إلى قادش برنيع التي في أقصى برّية صين وضمن هذا الخط بلاد الإسرائيليين. والمظنون أن عقبة عقريّيم رَتَبٌ من الصخور البيضاء التي تقطع العربة بانحراف على أمد ثمانية أميال من البحر الميت (قابل بهذا يشوع ١٥: ٣ و٤).
٥ «ثُمَّ يَدُورُ ٱلتُّخُمُ مِنْ عَصْمُونَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ».
تكوين ١٥: ١٨ ويشوع ١٥: ٤ و٤٧ و١ملوك ٨: ٦٥ وإشعياء ٢٧: ١٢
يَدُورُ ٱلتُّخُمُ مِنْ عَصْمُونَ إن مواضع بعض هذه الأماكن لم تُعرف تمام المعرفة ولكن الظاهر بالإجمال مع قليل من الريب أن خط الحدّ يمتد على طول الوادي أو الأودية التي هي فاصل طبيعي بين الأرض العامرة والبرّية من العربة شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً. ونهر مصر إلى وادي العريش هو التخم الغربي إلى أن يبلغ البحر.
٦ «وَأَمَّا تُخُمُ ٱلْغَرْبِ فَيَكُونُ ٱلْبَحْرُ ٱلْكَبِيرُ لَكُمْ تُخُماً. هٰذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلْغَرْبِ».
وَأَمَّا تُخُمُ ٱلْغَرْبِ (انظر يشوع ١٥: ٤٧) فهو البحر الكبير وتخومه.
٧ «وَهٰذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلشِّمَالِ. مِنَ ٱلْبَحْرِ ٱلْكَبِيرِ تَرْسُمُونَ لَكُمْ إِلَى جَبَلِ هُورَ».
ص ٣٣: ٣٧
جَبَلِ هُورَ ظن بعضهم أن جبل هور هو جبل حرمون (أي جبل الشيخ) ولكن رأى ريتّر أن حرمون يبعد عن الحدّ غرباً وقال إن جبل هور هو أحد رؤوس الجبال القريبة من البحر المتوسط. وظن فون رومر أنه أحد رؤوس جبل لبنان التي تُرى من صيدون (أي صيداء).
٨ - ١٠ «٨ وَمِنْ جَبَلِ هُورَ تَرْسُمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُ ٱلتُّخُمِ إِلَى صَدَدَ. ٩ ثُمَّ يَخْرُجُ ٱلتُّخُمُ إِلَى زِفْرُونَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ حَصَرِ عِينَانَ. هٰذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخُمُ ٱلشِّمَالِ. ١٠ وَتَرْسُمُونَ لَكُمْ تُخُماً إِلَى ٱلشَّرْقِ مِنْ حَصَرِ عِينَانَ إِلَى شَفَامَ».
ص ١٣: ٢١ و٢ملوك ١٤: ٢٥ حزقيال ٤٧: ١٥ حزقيال ٤٧: ١٧
مِنْ جَبَلِ هُورَ هو الحد المار بزفرون وهي موضع مجهول فحصر عينان وهي موضع مجهول أيضاً (قابل بهذا حزقيال ٤٧: ١٦ - ١٨). والمرجّح أن هذا الحد يقطع الجزء الشمالي من لبنان.
١١، ١٢ «١١ وَيَنْحَدِرُ ٱلتُّخُمُ مِنْ شَفَامَ إِلَى رَبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ. ثُمَّ يَنْحَدِرُ ٱلتُّخُمُ وَيَمَسُّ جَانِبَ بَحْرِ كِنَّارَةَ إِلَى ٱلشَّرْقِ. ١٢ ثُمَّ يَنْحَدِرُ ٱلتُّخُمُ إِلَى ٱلأُرْدُنِّ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ. هٰذِهِ تَكُونُ لَكُمُ ٱلأَرْضُ بِتُخُومِهَا حَوَالَيْهَا».
٢ملوك ٢٣: ٣٣ وإرميا ٣٩: ٥ و٦ تثنية ٣: ١٧ ويشوع ١١: ٢ و١٩: ٣٥ ومتّى ١٤: ٣٤ ولوقا ٥: ١ ع ٣
رَبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ (أي ينبوع) المرجّح أن ذلك ينبوع عنجر العظيم في سفح أنتيلبنان الذي تمتاز به ربلة هذه من ربلة التي في أرض حماة المذكورة في (٢ملوك ٢٣: ٣٣ وإرميا ٣٩: ٩). ويذهب الحد من تلك النقطة إلى أقصى جنوب كنارة أي بحر الجليل ويذهب من هناك شرقاً إلى الأردن إلى البحر الميت فهذه كانت أرض إسرائيل بمقتضى الحدود من كل جهة.
بَحْرِ كِنَّارَةَ الظاهر أن كنّارة اسم قطيعة واسم مدينة أيضاً وهو عَلَم منقول عن اسم جنس وهو الرباب ثم غُيّر هذا الاسم أخيراً وصار جنيسارة كما هو في الإنجيل.
١٣ - ١٥ «١٣ فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ: هٰذِهِ هِيَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي تَقْتَسِمُونَهَا بِٱلْقُرْعَةِ، ٱلَّتِي أَمَرَ ٱلرَّبُّ أَنْ تُعْطَى لِلتِّسْعَةِ ٱلأَسْبَاطِ وَنِصْفِ ٱلسِّبْطِ. ١٤ لأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سِبْطُ بَنِي رَأُوبَيْنَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَسِبْطُ بَنِي جَادَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى. قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ. ١٥ اَلسِّبْطَانِ وَنِصْفُ ٱلسِّبْطِ قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ فِي عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا شَرْقاً نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ».
ع ١ ويشوع ١٤: ١ و٢ ص ٣٢: ٣٣ ويشوع ١٤: ٢ و٣
عَبْرِ أُرْدُنِّ أي على طول الشاطئ الآخر من نهر الأردن (انظر تفسير ص ٣٢: ١٩).
١٦، ١٧ «١٦ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١٧ هٰذَانِ ٱسْمَا ٱلرَّجُلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ يَقْسِمَانِ لَكُمُ ٱلأَرْضَ: أَلِعَازَارُ ٱلْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ».
يشوع ١٤: ١ و١٩: ٥١
يَقْسِمَانِ لَكُمُ ٱلأَرْضَ لكم بالقرعة.
١٨ - ٢٩ «١٨ وَرَئِيساً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ تَأْخُذُونَ لِقِسْمَةِ ٱلأَرْضِ. ١٩ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرِّجَالِ. مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ. ٢٠ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي شَمْعُونَ شَمُوئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ٢١ وَمِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَلِيدَادُ بْنُ كَسْلُونَ. ٢٢ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي دَانَ ٱلرَّئِيسُ بُقِّي بْنُ يُجْلِي. ٢٣ وَمِنْ بَنِي يُوسُفَ: مِنْ سِبْطِ بَنِي مَنَسَّى ٱلرَّئِيسُ حَنِّيئِيلُ بْنُ إِيفُودَ. ٢٤ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي أَفْرَايِمَ ٱلرَّئِيسُ قَمُوئِيلُ بْنُ شِفْطَانَ. ٢٥ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي زَبُولُونَ ٱلرَّئِيسُ أَلِيصَافَانُ بْنُ فَرْنَاخَ. ٢٦ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي يَسَّاكَرَ ٱلرَّئِيسُ فَلْطِيئِيلُ بْنُ عَزَّانَ. ٢٧ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي أَشِيرَ ٱلرَّئِيسُ أَخِيهُودُ بْنُ شَلُومِي. ٢٨ وَمِنْ سِبْطِ بَنِي نَفْتَالِي ٱلرَّئِيسُ فَدَهْئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ. ٢٩ هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ أَمَرَهُمُ ٱلرَّبُّ أَنْ يَقْسِمُوا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ».
ص ١: ٤ و١٦
رَئِيساً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ تَأْخُذُونَ كان الذين يقسمون الأرض على بني إسرائيل بالقرعة ألعازار الكاهن ويشوع بن نون قائد الجيش ورئيساً واحداً من كل سبط بمقتضى إحصاء كل الأسباط على ما كان من موسى وهارون (ص ١: ٤) أو بمقتضى الإحصاء الثاني الذي كان بعناية موسى وألعازار وهو المرجّح (قابل بهذا ص ٢٧: ٢). وكانت حدود البلاد هي التي عيّنت بالقرعة لا سعتها. ولم يسبق ذكر لأحد من هؤلاء الرؤساء سوى كالب بن يفنة وكان الرئيس من سبط يهوذا.
(ولم يذكر الكاتب رئيساً لسبط رأوبين ولا رئيساً لسبط جاد وعلة ذلك أن هذين السبطين أخذا نصيبهما شرقي الأردن انظر ع ١٣ - ١٥).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ


١، ٢ «١ ثُمَّ أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا: ٢ أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعْطُوا ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ نَصِيبِ مُلْكِهِمْ مُدُناً لِلسَّكَنِ، وَمَرَاعِيَ لِلْمُدُنِ حَوَالَيْهَا تُعْطُونَ ٱللاَّوِيِّينَ».
يشوع ١٤: ٣ و٤ و٢١: ٢ وحزقيال ٤٥: ١ الخ و٤٨: ٨ الخ
مُدُناً لِلسَّكَنِ إن تفريق اللاويين بين غيرهم من الأسباط كان أولاً لتعليم إخوتهم شريعة الرب (تثنية ٣٣: ١٠) والمرجّح أن اللاويين قاموا بكل الأمور الدينية التي كان يشاركهم فيها غيرهم في هذا الوقت.
وَمَرَاعِيَ لِلْمُدُنِ حَوَالَيْهَا أي ضواحي مدن السكن لتكون مسارح لبهائمهم.
٣ «فَتَكُونُ ٱلْمُدُنُ لَهُمْ لِلسَّكَنِ وَمَرَاعِيَهَا لِبَهَائِمِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَلِسَائِرِ حَيَوَانَاتِهِم».
لِبَهَائِمِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَلِسَائِرِ حَيَوَانَاتِهِمْ المرجّح أنه أراد بالبهائم البقر وحيوانات الحمل وبأموالهم الغنم والمعزى (٢أيام ٢١: ١٤ و٣٥: ٧). فكأنه قال لبقرهم وكراعهم (أي خيلهم وحميرهم وبغالهم) وغنمهم ومعزاهم وما بقي من حيواناتهم.
٤، ٥ «٤ وَمَرَاعِي ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي تُعْطُونَ ٱللاَّوِيِّينَ تَكُونُ مِنْ سُورِ ٱلْمَدِينَةِ إِلَى جِهَةِ ٱلْخَارِجِ أَلْفَ ذِرَاعٍ حَوَالَيْهَا. ٥ فَتَقِيسُونَ مِنْ خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ جَانِبَ ٱلشَّرْقِ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ، وَجَانِبَ ٱلْجَنُوبِ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ وَجَانِبَ ٱلْغَرْبِ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ وَجَانِبَ ٱلشِّمَالِ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ وَتَكُونُ ٱلْمَدِينَةُ فِي ٱلْوَسَطِ. هٰذِهِ تَكُونُ لَهُمْ مَرَاعِي ٱلْمُدُنِ».
فَتَقِيسُونَ مِنْ خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ جَانِبَ ٱلشَّرْقِ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ المضمون على ما قاله مفسرو اليهود أن المسافة الصغرى هنا ضمن أربعة خطوط على غاية ألف ذراع من جدران المدينة لبهائم اللاويين والمساحة الكبرى ضمن أربعة خطوط على أمد ألفي ذراع من داخل الضاحية لكرومهم وسائر مزروعاتهم. وعلى ذلك تكون نهاية الضاحية من كل جهة من المدينة على غاية ثلاثة آلاف ذراع من أسوراها. (والذراع هنا الذراع العبرانية وهي مقدرة من طرف الإصبع الوسطى إلى المرفق فتكون نحو ثلثي الذراع السلطانية المعروفة اليوم. والرسم الآتي يتكفل بإيضاح ما ذُكر من المساحتين الكبرى والصغرى مع بيان المسافة النسبية).



٦ - ٨ «٦ وَٱلْمُدُنُ ٱلَّتِي تُعْطُونَ ٱللاَّوِيِّينَ تَكُونُ سِتٌّ مِنْهَا مُدُناً لِلْمَلْجَإِ. تُعْطُونَهَا لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا ٱلْقَاتِلُ. وَفَوْقَهَا تُعْطُونَ ٱثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً. ٧ جَمِيعُ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي تُعْطُونَ ٱللاَّوِيِّينَ ثَمَانِي وَأَرْبَعُونَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيَهَا. ٨ وَٱلْمُدُنُ ٱلَّتِي تُعْطُونَ مِنْ مُلْكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْكَثِيرِ تُكَثِّرُونَ وَمِنَ ٱلْقَلِيلِ تُقَلِّلُونَ. كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ نَصِيبِهِ ٱلَّذِي مَلَكَهُ يُعْطِي مِنْ مُدُنِهِ لِلاَّوِيِّينَ».
ع ١٣ وتثنية ٤: ٤١ ويشوع ٢٠: ٢ و٧ و٨ و٢١: ١٣ و٢١ و٢٧ و٣٢ و٣٦ و٣٨ يشوع ٢١: ٤١ يشوع ٢١: ٣ ص ٢٦: ٥٤
مِنْهَا مُدُناً لِلْمَلْجَإِ كانت هذه المدن تُعيّن ليهرب إليها القاتل عن غير عمد (خروج ٢١: ١٢ و١٣). وقد فُصّلت الشريعة بذلك في (تثنية ١٩: ١ - ١٣) ولتعيين مدن الملجإ من مدن اللاويين عدة أسباب منها ما يأتي:
(١) إن هذه المدن بُنيت للرب خاصة (انظر يشوع ٢٠: ٧).
(٢) إن الكهنة واللاويين كانوا قضاة الشريعة ونظّار العدل.
٩، ١٠ «٩ وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى: ١٠ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ ٱلأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. ١١ فَتُعَيِّنُونَ لأَنْفُسِكُمْ مُدُناً تَكُونُ مُدُنَ مَلْجَإٍ لَكُمْ، لِيَهْرُبَ إِلَيْهَا ٱلْقَاتِلُ ٱلَّذِي قَتَلَ نَفْساً سَهْواً».
تثنية ١٩: ٢ ويشوع ٢٠: ٢ خروج ٢١: ١٣
إِنَّكُمْ عَابِرُونَ ٱلأُرْدُنَّ أي إنكم على وشك أن تعبروا الأردن حتى كأنكم تعبرونه الآن.
١٢ «فَتَكُونُ لَكُمُ ٱلْمُدُنُ مَلْجَأً مِنَ ٱلْوَلِيِّ، لِكَيْلاَ يَمُوتَ ٱلْقَاتِلُ حَتَّى يَقِفَ أَمَامَ ٱلْجَمَاعَةِ لِلْقَضَاءِ».
تثنية ١٩: ٦ ويشوع ٢٠: ٣ و٥ و٦
فَتَكُونُ لَكُمُ ٱلْمُدُنُ أي مدن الملجإ.
ٱلْوَلِيِّ الذي يطلب دم القتيل من القاتل وهو قريب المقتول الذي كان عليه أن يفديه وله حق أن يرثه (لاويين ٢٥: ٢٥ - ٥٥). وشريعة الولي المذكورة في هذا الأصحاح كانت تبيح لقريب المقتول المذكور أن يقتل القاتل أين وجده في غير مدن الملجأ (ع ١٩). والمسيح وليُّ المؤمنين به لأنه فاديهم والمنتقم لدمائهم وهو وارثهم وهم ورثته (رؤيا ٦: ١٠).
١٣ - ١٥ «١٣ وَٱلْمُدُنُ ٱلَّتِي تُعْطُونَ تَكُونُ سِتَّ مُدُنِ مَلْجَإٍ لَكُمْ. ١٤ ثَلاَثاً مِنَ ٱلْمُدُنِ تُعْطُونَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ، وَثَلاَثاً مِنَ ٱلْمُدُنِ تُعْطُونَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. مُدُنَ مَلْجَإٍ تَكُونُ ١٥ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ وَلِلْمُسْتَوْطِنِ فِي وَسَطِهِمْ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلسِّتُّ ٱلْمُدُنِ لِلْمَلْجَإِ، لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً سَهْواً».
ع ٦ تثنية ٤: ٤١ ويشوع ٢٠: ٨ ص ١٥: ١٦
ثَلاَثاً مِنَ ٱلْمُدُنِ تُعْطُونَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ العبر هنا يتعين بقرينة قوله «في أرض كنعان» في القسم الآخر من هذه الآية فتكون التي في أرض كنعان غربي الأردن والتي في العبر شرقيه. على أن كلمة العبر تصح على جانبي الأردن لأنه يُعبر من أحدهما إلى الآخر. وموسى نفسه عيّن ثلاث مدن الملجإ شرقي الأردن وهي «ياصر» في أرض الرأوبينيين و «راموث» في جلعاد في أرض الجاديين و «جولان» في باشان في سهم المنسيين (تثنية ٤: ٤٣). وأما المدن الثلاث من مدن الملجإ فلم تُعيّن إلا بعد أن استولى الإسرائيليون على أرض كنعان وقُسمت على سائر الأسباط بالقرعة (يشوع ٢٠: ٧) وأثبت يومئذ المدن التي عيّنها موسى شرقي الأردن (يشوع ٢٠: ٨). والمظنون أن هذه المدن الست عُيّنت على أسلوب لا يكون فيه إحدى هذه المدن يبعد أكثر من ثلاثين ميلاً من المقتل أو المكان الذي يقع فيه القتل سهواً ولو كان على غاية البعد من مدينة الملجإ.
١٦ - ١٨ «١٦ إِنْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ حَدِيدٍ فَمَاتَ فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ ٱلْقَاتِلَ يُقْتَلُ. ١٧ وَإِنْ ضَرَبَهُ بِحَجَرِ يَدٍ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ فَمَاتَ فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ ٱلْقَاتِلَ يُقْتَلُ. ١٨ أَوْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ يَدٍ مِنْ خَشَبٍ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ ٱلْقَاتِلَ يُقْتَلُ. ١٩ وَلِيُّ ٱلدَّمِ يَقْتُلُ ٱلْقَاتِلَ. حِينَ يُصَادِفُهُ يَقْتُلُهُ».
خروج ٢١: ١٢ و١٤ ولاويين ٢٤: ١٧ وتثنية ١٩: ١١ و١٢ ع ٢١ و٢٤ و٢٧ وتثنية ١٩: ٦ و١٢ ويشوع ٢٠: ٣ و٥
بِحَجَرِ يَدٍ أي بحجر يمكن أن تُحمل باليد ويُرمى بها (ع ١٧).
أَدَاةِ مِنْ خَشَبٍ أي بأداة خشبية مما يُستطاع أن يُرفع باليد ويُضرب به (ع ١٨).
فَمَاتَ من الضرب بأداة الخشب (وانظر هل ذلك يكون على أثر الضرب في الحال أو بعد حين).
حِينَ يُصَادِفُهُ يَقْتُلُهُ أين وجده في غير أحد مدن الملجإ (انظر تفسير ع ١٢).
٢٠ - ٢٤ «٢٠ وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ شَيْئاً بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ، ٢١ أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ ٱلضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَلِيُّ ٱلدَّمِ يَقْتُلُ ٱلْقَاتِلَ حِينَ يُصَادِفُهُ. ٢٢ وَلٰكِنْ إِنْ دَفَعَهُ بَغْتَةً بِلاَ عَدَاوَةٍ، أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ أَدَاةً مَا بِلاَ تَعَمُّدٍ، ٢٣ أَوْ حَجَراً مَا مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ بِلاَ رُؤْيَةٍ. أَسْقَطَهُ عَلَيْهِ فَمَاتَ وَهُوَ لَيْسَ عَدُوّاً لَهُ وَلاَ طَالِباً أَذِيَّتَهُ، ٢٤ تَقْضِي ٱلْجَمَاعَةُ بَيْنَ ٱلْقَاتِلِ وَبَيْنَ وَلِيِّ ٱلدَّمِ، حَسَبَ هٰذِهِ ٱلأَحْكَامِ».
تكوين ٤: ٨ و٢صموئيل ٣: ٢٧ و٢٠: ١٠ و١ملوك ٢: ٣١ و ٣٢ خروج ٢١: ١٤ وتثنية ١٩: ١١ خروج ٢١: ١٣ ع ١٢ ويشوع ٢٠: ٦
وَلٰكِنْ الخ هذه الشريعة أُوضحت في (تثنية ١٩: ٤ و٥).
٢٥ «وَتُنْقِذُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْقَاتِلَ مِنْ يَدِ وَلِيِّ ٱلدَّمِ وَتَرُدُّهُ ٱلْجَمَاعَةُ إِلَى مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ ٱلَّتِي هَرَبَ إِلَيْهَا، فَيُقِيمُ هُنَاكَ إِلَى مَوْتِ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ ٱلَّذِي مُسِحَ بِٱلدُّهْنِ ٱلْمُقَدَّسِ».
يشوع ٢٠: ٦ خروج ٢٩: ٧ ولاويين ٤: ٣ و٢١: ١٠
فَيُقِيمُ هُنَاكَ إِلَى مَوْتِ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ لم يترك القاتل بلا قصاص وإن لم يكن تعمّد القتل فكان جزاءه أن يبقى منفياً من وطنه إلى وفاة الكاهن العظيم الذي كان قد مُسح بالزيت المقدس فإن ذلك الكاهن يكون بتلك المسحة قد صار نائباً عن الشعب وكان وسيطاً لهم في يوم الكفارة العظيم. هكذا كان موت الحبر الأعظم الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب ولا دنس وكفّر به عن خطايا العالم وناب عن كل الخطأة رد من آمن به إلى الوطن السماوي بعد أن قتل نفسه بالإثم ونُفي إلى مدينة الرجاء الموضوع أمامه فعاد وطنياً ووارثاً لابن الله.
٢٦ - ٢٨ «٢٦ وَلٰكِنْ إِنْ خَرَجَ ٱلْقَاتِلُ مِنْ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ ٱلَّتِي هَرَبَ إِلَيْهَا، ٢٧ وَوَجَدَهُ وَلِيُّ ٱلدَّمِ خَارِجَ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ، وَقَتَلَ وَلِيُّ ٱلدَّمِ ٱلْقَاتِلَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ، ٢٨ لأَنَّهُ فِي مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ يُقِيمُ إِلَى مَوْتِ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ. وَأَمَّا بَعْدَ مَوْتِ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ فَيَرْجِعُ ٱلْقَاتِلُ إِلَى أَرْضِ مُلْكِهِ».
خروج ٢٢: ٢
وَلٰكِنْ إِنْ خَرَجَ ٱلْقَاتِلُ مِنْ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ كانت سلامة القاتل عن غير عمد متوقفة على إطاعته الشريعة وهي أن يبقى داخل المدينة الملجإ إلى موت الكاهن العظيم. وكذلك السلامة الروحية للمؤمن تتوقف على بقائه في ملجإ كفارة المسيح وبره عالماً أن «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال ٤: ١٢).
٢٩، ٣٠ «٢٩ فَتَكُونُ هٰذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةَ حُكْمٍ إِلَى أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ. ٣٠ كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً فَعَلَى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ ٱلْقَاتِلُ. وَشَاهِدٌ وَاحِدٌ لاَ يَشْهَدْ عَلَى نَفْسٍ لِلْمَوْتِ».
ص ٢٧: ١١ تثنية ١٧: ٦ و١٩: ١٥ ومتّى ١٨: ١٦ و٢كورنثوس ١٣: ١ وعبرانيين ١٠: ٢٨
فَعَلَى فَمِ شُهُودٍ لم يعيّن هنا عدد من يشهد. وفي (تثنية ١٧: ٦) قيل ما معناه أن الذي يسقط في عبادة الأوثان يُقتل على فم شاهدَين أو ثلاثة. وفي (تثنية ١٩: ١٥) إن شهادة شاهد واحد لا تقوم على المذنب وإنه على فم شاهدَين أو ثلاثة شهود يثبت المشهود به.
٣١ - ٣٤ «٣١ وَلاَ تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ ٱلْقَاتِلِ ٱلْمُذْنِبِ لِلْمَوْتِ، بَلْ إِنَّهُ يُقْتَلُ. ٣٢ وَلاَ تَأْخُذُوا فِدْيَةً لِيَهْرُبَ إِلَى مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ فَيَرْجِعَ وَيَسْكُنَ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِ ٱلْكَاهِنِ. ٣٣ لاَ تُدَنِّسُوا ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، لأَنَّ ٱلدَّمَ يُدَنِّسُ ٱلأَرْضَ. وَعَنِ ٱلأَرْضِ لاَ يُكَفَّرُ لأَجْلِ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي سُفِكَ فِيهَا إِلاَّ بِدَمِ سَافِكِهِ. ٣٤ وَلاَ تُنَجِّسُوا ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا ٱلَّتِي أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهَا. إِنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ سَاكِنٌ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
مزمور ١٠٦: ٣٨ وميخا ٤: ١١ تكوين ٩: ٦ لاويين ١٨: ٢٥ وتثنية ٢١: ٢٣ خروج ٢٩: ٤٥ و٤٦
لاَ تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ ٱلْقَاتِلِ ما كان للإسرائيليين أن يأخذوا فدية عن نفس القاتل ولا أن يأخذوا شيئاً من الأموال ليرجع القاتل إلى وطنه قبل موت الكاهن العظيم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ


١ - ٣ «١ وَتَقَدَّمَ رُؤُوسُ ٱلآبَاءِ مِنْ عَشِيرَةِ بَنِي جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى مِنْ عَشَائِرِ بَنِي يُوسُفَ: وَتَكَلَّمُوا قُدَّامَ مُوسَى وَقُدَّامَ رُؤَسَاءِ ٱلآبَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٢ وَقَالُوا: قَدْ أَمَرَ ٱلرَّبُّ سَيِّدِي أَنْ يُعْطِيَ ٱلأَرْضَ بِقِسْمَةٍ بِٱلْقُرْعَةِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ أَمَرَ ٱلرَّبُّ سَيِّدِي أَنْ يُعْطِيَ نَصِيبَ صَلُفْحَادَ أَخِينَا لِبَنَاتِهِ. ٣ فَإِنْ صِرْنَ نِسَاءً لأَحَدٍ مِنْ بَنِي أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُؤْخَذُ نَصِيبُهُنَّ مِنْ نَصِيبِ آبَائِنَا وَيُضَافُ إِلَى نَصِيبِ ٱلسِّبْطِ ٱلَّذِي صِرْنَ لَهُ. فَمِنْ قُرْعَةِ نَصِيبِنَا يُؤْخَذُ».
ص ٢٦: ٢٩ ص ٢٦: ٥٥ و٣٣: ٤٣ ص ٢٧: ١ و٧ ويشوع ١٧: ٣ و٤
رُؤُوسُ ٱلآبَاءِ نشأ عن الحكم بالإرث لبنات صلفحاد سنةٌ وهي أنه إذا مات إنسان عن غير ابن كان حق الميراث لمن له من البنات إذا لم يكن لأخيه نسل أو أن يقيم له نسلاً من البنين (ص ٢٧: ١ - ١١). وكان من توابع هذه السنَّة أنه ينتقل ذلك الميراث فإذا تزوجت البنت رجلاً من غير سبطها صار الميراث للسبط الذي صارت إليه فصعب ذلك على الماكريين وأبوا أن ينتقل شيء من سبط منسى إلى غيره من الأسباط عند اليوبيل فأتوا إلى موسى وأبانوا له هذه النتيجة غير الحسنة إذا تزوجت بنات صلفحاد رجالاً من غير سبطهن.
٤ «وَمَتَى كَانَ ٱلْيُوبِيلُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يُضَافُ نَصِيبُهُنَّ إِلَى نَصِيبِ ٱلسِّبْطِ ٱلَّذِي صِرْنَ لَهُ، وَمِنْ نَصِيبِ سِبْطِ آبَائِنَا يُؤْخَذُ نَصِيبُهُنَّ».
لاويين ٢٥: ١٠
وَمَتَى كَانَ ٱلْيُوبِيلُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كان لسبط منسى أن يردوا الميراث بالشراء في اليوبيل وإلا صار لغيرهم أبداً إذا كان رجال بنات صلفحاد من غير سبط منسى.
٥ - ٧ «٥ فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ: بِحَقٍّ تَكَلَّمَ سِبْطُ بَنِي يُوسُفَ. ٦ هٰذَا مَا أَمَرَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ: مَنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِهِنَّ يَكُنَّ لَهُ نِسَاءً، وَلٰكِنْ لِعَشِيرَةِ سِبْطِ آبَائِهِنَّ يَكُنَّ نِسَاءً. ٧ فَلاَ يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ سِبْطٍ إِلَى سِبْطٍ، بَلْ يُلاَزِمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ».
ص ٢٧: ٧ ع ١٢ و١ملوك ٢١: ٣
فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ نتج عن مسئلة بنات صلفحاد سنَّة أخرى ولكنها كانت من الرب لأن الكلام يدل أن موسى رفع الأمر إلى الله فأمره بما أمر به بني إسرائيل (ص ٢٧: ٥).
٨، ٩ «٨ وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَكُونُ ٱمْرَأَةً لِوَاحِدٍ مِنْ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا، لِيَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ آبَائِهِ، ٩ فَلاَ يَتَحَوَّلْ نَصِيبٌ مِنْ سِبْطٍ إِلَى سِبْطٍ آخَرَ، بَلْ يُلاَزِمُ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ».
١أيام ٢٣: ٢٢
وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ الأمر الذي كان خاصاً ببنات صلفحاد ونشأت عنه سنّة عامة وهي أنه ليس لوارثة من بنات إسرائيل أن تقترن برجل من غير سبطها لئلا ينتقل الميراث إلى سبط آخر فيتغير نصيب الأسباط المقسوم عليهم بحسب أمر الرب فباقتران الوارثة برجل من سبطها يؤمن ذلك التغيّر وتحفظ الأنصبة لأهلها.
١٠ - ١٣ «١٠ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى كَذٰلِكَ فَعَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ. ١١ فَصَارَتْ مَحْلَةُ وَتِرْصَةُ وَحَجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَنُوعَةُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ نِسَاءً لِبَنِي أَعْمَامِهِنَّ. ١٢ صِرْنَ نِسَاءً مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، فَبَقِيَ نَصِيبُهُنَّ فِي سِبْطِ عَشِيرَةِ أَبِيهِنَّ. ١٣ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصَايَا وَٱلأَحْكَامُ ٱلَّتِي أَوْصَى بِهَا ٱلرَّبُّ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ يَدِ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا».
ص ٢٧: ١ ص ٢٦: ٣ و٣٣: ٥٠
فَصَارَتْ... لِبَنِي أَعْمَامِهِنَّ أي أقربائهن من جهة الأب (إرميا ٣٢: ١٢).

Call of Hope
P.O.Box 10 08 27
D-70007
Stuttgart
Germany