المعارضة تحشد لاستفتاء ثان على «البريكست»..
البرلمان البريطانى يجدد الثقة فى «ماى»


لندن ــ منال لطفى


طباعة المقال


ماى وزعيم المعارضة العمالى جيريمى كوربين






نجت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من سحب الثقة في البرلمان فى اقتراع الأمس، وذلك بأغلبية ٣٢٥ صوتا مقابل ٣٠٦.






وتعني هذه النتيجة أن ماي ستستمر في التواصل مع أعضاء البرلمان من مختلف الأحزاب لمحاولة إيجاد توافق حول كيفية المضي قدما في سبيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن رفض البرلمان أمس الأول اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى "البريكست".ويعنى رفض البرلمان لخطة البريكست أن بريطانيا، التى لديها فقط نحو 10 أسابيع قبل الخروج من الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس المقبل، تتجه نحو سيناريو الخروج بدون اتفاق، وهو ما قد يؤدى إلى تداعيات اقتصادية وسياسية وأمنية شديدة الخطورة. وتجمع أمس المئات من نواب البرلمان، من مؤيدى البقاء فى الاتحاد الأوروبى، أمام مقر البرلمان فى ويستمنستر، مطالبين باستفتاء شعبى ثان، فيما دعا مايكل جوف وزير البيئة فى حكومة ماى وأحد أنصار البريكست إلى «حوار شفاف ومفتوح» للخروج من الأزمة الحالية. وفور إعلان نتائج التصويت على خطة ماى للبريكست، قدم زعيم المعارضة العمالى جيريمى كوربين، مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة، واصفا النتيجة بأنها «كارثية». لكن مبادرته لا تواجه حظوظا كبرى فى النجاح؛ لأن حزب المحافظين الذى تنتمى إليه ماى وحليفه الحزب «الوحدوى الديمقراطى» المحافظ فى أيرلندا الشمالية، لا يرغبان فى أن يحل محلهما حزب العمال فى قيادة البلاد. وأعلن الحزب الوحدوى وعدة نواب فى حزب المحافظين، أنهم سيدعمون رئيسة الحكومة. وبعد هزيمة خطتها للبريكست أمام البرلمان، قالت ماى للنواب «يجب أن نركز على الافكار التى ستكون قابلة للتفاوض فعليا وتحظى بدعم كاف من هذا المجلس واعدة باستطلاع فرصها حينذاك مع الاتحاد الاوروبي».
لكن فرص نجاح هذا تبدو محدودة، بسبب استمرار تمسكها بالخطوط الحمراء التى وضعتها، ومن بينها رفض نموذج البريكست الناعم الذى يسمح لبريطانيا بالبقاء فى السوق الموحدة واتحاد التعريفة الجمركية. كما أن أعضاء البرلمان منقسمون بشكل حاد حول العلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبى. من جهته، اعتبر بوريس جونسون وزير الخارجية السابق وأكثر المؤيدين لبريكست، أن نتيجة التصويت لصالح ماى تعطيها «تفويضا قويا» للعودة والتفاوض مع الاتحاد الأوروبى. الصحافة البريطانية: نتيجة «مذلة» وحكومة «زومبى» لندن ــ أ.ف.ب: استخدمت الصحف البريطانية مصطلحات قاسية مثل «السحق» و»الإذلال» بشكل بارز فى عناوينها بعد الرفض الواسع فى مجلس العموم لخطة رئيسة الحكومة تيريزا ماى للخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحف إن قبضة ماى على السلطة بدأت تهتز بعد التصويت العارم ضد الاتفاق، الذى توصلت اليه حكومتها مع بروكسل، فيما تستعد رئيسة الحكومة لمواجهة تصويت على الثقة خلال ساعات. وقال كاتب العمود فى «ذا تايمز» ماثيو باريس فى مقالته : «لا توجد زعامة، لا فى الحكومة ولا فى المعارضة، قادرة على إخراجنا من هذه الفوضى». وتابع «النتيجة التى يجب استخلاصها أنه على البرلمان انتزاع السيطرة من رئيسة حكومة زومبي». أوروبا «متشائمة» وتستعد لسيناريو الخروج دون اتفاق عواصم عالمية ــ وكالات الأنباء ــ فيينا ــ مصطفى عبد الله: توالت أمس ردود الفعل الأوروبية والدولية على رفض البرلمان البريطانى اتفاق الـ «البريكست» ، حيث اعتبر الاتحاد الأوروبي، أن تلك الخطوة تزيد من مخاطر خروج بريطانيا من التكتل بدون اتفاق. فمن جانبه، قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية : «أدعو بريطانيا إلى توضيح نواياها فى أسرع وقت ممكن، لم يعد هناك الكثير من الوقت». واعتبر ميشيل بارنييه كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست، أن مخاطر خروج بريطانيا بدون اتفاق «لم تكن أعلى مما هى عليه الآن». وفى برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل» لايزال هناك وقت للتفاوض، ولكننا ننتظر ماذا ستقترح رئيسة الوزراء البريطانية». وفى باريس، شكك الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى أن الاتحاد الأوروبى سيعيد التفاوض بشأن اتفاق البريكست. وفى النمسا، أعرب مندوب النمسا لدى الاتحاد الأوروبى، عن أسفه العميق لقرار البرلمان البريطاني. وفى رد فعل روسي، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن روسيا تقف على الحياد فى الجدل المثار بشأن البريكست، نافيا ما يتردد بشأن أن تكون موسكو يغمرها الفرح لما يحدث. .. وصعود الإسترلينى رغم كونه من الضحايا المعتادين للأزمات السياسية، إلا أن الجنيه الاسترلينى تجاوب بشكل مخالف للتوقعات مع تصويت مجلس العموم ضد اتفاق «البريكست»، حيث حقق مكسبا بزيادة بلغت 0٫2% ليسجل 1٫28 دولار. كما صعد الاسترلينى أمام اليورو ليصل إلى أعلى مستوياته منذ شهر نوفمبر الماضي، ليسجل 88٫7 بنس مقابل اليورو. وكان الاسترلينى قد سجل تراجعا بقيمة 1% قبل ساعات قليلة من بداية التصويت داخل مجلس العموم. وذلك فى استمرار لتأثره بحالة الفوضى المرتبطة بمفاوضات «البريكست»، فقد خسر الاسترلينى 7% من قيمته خلال عام 2018.