تامل فى اية اليوم
خر10: 21 ثم قال الرب لموسى: «مد يدك نحو السماء ليكون ظلام على أرض مصر، حتى يلمس الظلام
الظلام الدامس على كل ارض مصر ماعدا ارض جاسان
حدثت الضربة التاسعة كالثالثة والسادسة في كونهما بلا تحذير سابق وهي «ظلام دامس» ولعلها نشأت عن رياح الصحراء (المعروفة عند عامة المصريين اليوم بالخماسين) وهي تهب في نحو الاعتدال الربيعي وتحمل كثيراً من دقيق الرمال فيكون كالسحاب يحجب الشمس ويترك المسافرين في مثل حالك ظلام الليل. وربما كانت تلك الضربة بضباب كثيف جداً دام وقتاً طويلاً فإنهم على ما فُهم من النص لم يستطع أن يرى بعضهم بعضاً نحو ثلاثة أيام (ع ٢٣). وإن الظلام كثف جداً حتى كان يُلمس (ع ٢١). ولا ريب ان مثل هذا الظلام مما يسكن الرعب القلوب. وكان ذلك أشد إيلاماً وهولاً للمصريين لأنه أعجز معبودهم «را» وهو الشمس وأكثرهم عبادة له مصريّو الذلتا وكانت هيلوبوليس وفيثوم وقفاً له. ورأوا أنه انتصر خالق الظلام سيت مبدأ الشر عندهم ومهلك اوسيريس وأبوفيس التنين العظيم ضابط النفوس في العالم السفلي. فظهر للمصريين بتلك الضربة إن را قد مات وإن سيت هو أخاه وأن أبوفيس أحاط به الظلام وصار إلى ليل دائم ولهذا أسرع فرعون إلى أن دعا موسى وهارون وأذن للعبرانيين في الانطلاق بعيالهم (ع ٢٤) واستثنى الغنم والبقر (ع ٢٤).
فى تاملنا اليوم كم مرة أنذر الله فرعون حتى يستجيب
الله لا يضرب إلاّ بعد أن ينذر مرة ومرات. وكان الله يقدر أن يغير قلب فرعون كما يقول الحكيم "قَلْبُ ٱلْمَلِكِ فِي يَدِ ٱلرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ (أم21: 1). ولكن فرعون كان لا يستحق هذا التدخل الإلهي أي أن يقنعه الله فيلين قلبه، وذلك لكبريائه وعناده. وهذا ما عمله الله مثلا مع إرمياء "قَدْ أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ فَاقْتَنَعْتُ، وَأَلْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ" (خر 20: 7). ولكن نجد أن الله أعطاه إنذارات. وبهذا ينطبق قول المزمور "لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ" (مز 51: 5) ["لكي تتبرر في أحكامك وتغلب إذا حوكمت" المزمور الخمسين حسب الأجبية].
1) الله يكلم فرعون باللغة التي يفهمها، فنجد موسى يحول له العصا إلى حية … فهم يفهمون لغة السحر على أنها قوة خارقة يتمتع بها السحرة. فكان أن موسى أظهر لهم أن له نفس القوة بل أقوى إذ ابتلعت عصاه حَيَّاتهم المزيفة.
2) ضربات متوالية ظهر فيها ضعف آلهتهم (النيل والشمس والحيوانات التي يقدسونها). بل كان فرعون يُرسل رجاله فيرى أن الضربات لا تصيب شعب الله (خر 9: 7)، وكان هذا في ضربة إهلاك الماشية. وفي ضربة البرد لم ينزل البرد على أرض جاسان حيث بني إسرائيل (خر 9: 26).
3) رأى فرعون ضعف سحرته بل هم إعترفوا [في ضربة البعوض] (خر 8: 19) بأن هذَا إِصْبَعُ اللهِ.
4) عبيد فرعون يقولون له إن مصر خربت – كفى – هذا فخ (خر 10: 7).
5) بل كان الله يأتي بالضربة ويرفعها بكلمة موسى. وكان الله يقبل أن يرفع الضربة في الوقت الذي يحدده فرعون، فيعرف فرعون أن الضربة ورفعها ليست مصادفة بل موسى هو الذي يأتي بها ويرفعها إذ يرفع يديه للسماء فيفهم فرعون أن الضربات هي من الله الذي في السماء.
صديقى القارى
كم مرة الرب يضربك بضربات ثم يتحنن عليك حتى يقتادك للتوبة وانت مازلت بعيدا عن الرب
خر10: 21 ثم قال الرب لموسى: «مد يدك نحو السماء ليكون ظلام على أرض مصر، حتى يلمس الظلام