تامل فى اية اليوم
اع28: 31 كارزا بملكوت الله، ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة، بلا مانع.
كارزا بملكوت الله
نلاحط عندما دعاة الرب عندما حاول اضطهاد كنيسة يسوع ظهر لة الرب
فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له: «شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟» فقال: «من أنت يا سيد؟» فقال الرب: «أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس» فقال وهو مرتعد ومتحير: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» فقال له الرب: «قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل»
فى تاملنا اليوم كارزا بملكوت الله، ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة، بلا مانع.
في هذه الآية أنباء بما شغل بولس به الوقت فإنه لم يتقضّ عليه وهو آيس وبطال بل كان غيوراً مجتهداً نشيطاً ينفع كل من يأتي إليه وينفع بهؤلاء غيرهم.
كَارِزاً مبشراً كما في (ص ٨: ٥ و٩: ٢٠ و١٠: ٤٢ و١٩: ١٣ و٢٠ و٢٥).
بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ (انظر شرح ع ٢٣).
وَمُعَلِّماً أي منادياً ومفسراً (ص ١٥: ٣٥ و١٨: ٢٥ و٢٠: ٢٠). والكرازة والتعليم يشتملان على كل وسائط إعلان الحق شفاهاً وهذا لم يكن بلا نفع (انظر فيلبي ١: ١ - ١٤). فكان واسطة إيمان أُنسيمس وعبد فليمون من كولوسي أرجعه بولس إلى سيده مع رسالة منه (فليمون ١٠). وكان يبشر العساكر التي هي من كتيبة أوغسطس أو حرس الأمبراطور وكانوا كثيري العدد لأنهم كانوا يتبدلون وتنصر بعضهم كما ظهر من قوله لأهل فيلبي «ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ ٱلإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي ٱلْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ ٱلْوِلاَيَةِ» (فيلبي ١: ١٢ و١٣). وكتب إليهم أيضاً قوله «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ ٱلْقِدِّيسِينَ وَلاَ سِيَّمَا ٱلَّذِينَ مِنْ بَيْتِ قَيْصَرَ» (فيلبي ٤: ٢٢).
بِأَمْرِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ الموعود به فإنه ملك شعب إسرائيل وكاهنه ونبيه.
بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ أي بتمام الحرية في التكلم مظهراً كل الحق بلا محاباة. والنعمة المساعدة على ذلك طلبها الرسل في صلواتهم (ص ٤: ٢٩) ووهبها الله لهم إجابة لطلبهم (ص ٤: ٣١). وأبان بولس أنها ضرورية في ممارسة التبشير (١تسالونيكي ٢: ٢ وأفسس ٦: ١٩ و٢٠ وفيلبي ١: ٢٠).
كان بولس وهو مسجون في رومية يرسل مبشرين إلى جهات مختلفة ويقبلهم متى رجعوا إليه ويعلمهم وأرسل رسائل إلى الكنائس التي أنشأها منها كنائس فيلبي وكولوسي وأفسس ورسالة إلى فليمون وبذلك جعل رومية مركزاً جديداً لنشر نور الإنجيل بين الأمم في كل أقطار المملكة الرومانية. وهو مع أنه أسير بلا مال ولا جيوش ولا أسلحة أسس مملكة أعظم من مملكة الرومانيين وأبقى.
ومن رفاقه في كل ذلك الوقت أو بعضه تيموثاوس ولوقا وابفراس ومرقس وارسترخس وتيخيكس.
بِلاَ مَانِعٍ لأن أرباب الحكومة الرومانية اعتبروا المسيحيين فرقة صغيرة من اليهود لا تأثير لها ولا خوف منها ولكن في سنة ٦٤ ثار اضطهاد شديد على المسيحيين على أثر احتراق هائل في مدينة رومية بقي نحو أسبوع فأُخرب به جزء كبير من المدينة. والمظنون أن الذي أوقد نيران ذلك الاحتراق وهو نيرون ولكي يتخلص من التهمة أتهم المسيحيين به فهيج عليهم بعض الناس وعداوتهم واضطهادهم. وختم لوقا كلامه في هذا السفر في ربيع سنة ٦١ ب. م. وبولس لم يزل في السجن للمحاكمة. وعدم ذكر لوقا ما جرى لبولس بعد ذلك من محاكمته ونتيجتها وإطلاقه وسجنه ثانية واستشهاده لا يوجب أن تحسب السفر ناقصاً لأن غاية الكاتب لم تكن سوى الأنباء بتأسيس الكنيسة المسيحية وانتشارها بين اليهود والأمم من مركز كبير إلى مثله من أورشليم إلى رومية. وأثبت في هذا السفر قول الرب لرسله «لٰكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلأَرْضِ» (ص ١: ٨).
ونعلم من رسائل بولس التي كتبها في سجنه بعض الحوادث المتعلقة به ونستنتج منها أنه بعد أن سُجن سنتين وقف للمحاكمة وتبرأ وأُطلق ومن أدلة ذلك أنه يظهر من بعض ما كتبه توقعه سرعة التبرئة والإطلاق والمجيء إلى من كتب إليهم كقوله «فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهٰذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي ٱلإِيمَانِ» (فيلبي ١: ٢٥). وقوله «اَعْدِدْ لِي أَيْضاً مَنْزِلاً، لأَنِّي أَرْجُو أَنَّنِي بِصَلَوَاتِكُمْ سَأُوهَبُ لَكُمْ» (فليمون ٢٢).
وما كتبه في رسالتيه إلى تيموثاوس يشير على أنه ترك رومية وزار أسيا وبلاد اليونان ومن ذلك قوله «كَمَا طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِباً إِلَى مَكِدُونِيَّةَ» (١تيموثاوس ١: ٣). وقوله «إِلَى أَنْ أَجِيءَ ٱعْكُفْ عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلْوَعْظِ وَٱلتَّعْلِيمِ» (١تيموثاوس ٤: ١٣). ومنه ما يشير إلى أنه ذهب إلى جزيرة كريت وترك فيها تيطس كقوله «مِنْ أَجْلِ هٰذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ ٱلأُمُورِ ٱلنَّاقِصَةِ» (تيطس ١: ٥). وما يبيّن أنه كان يقصد أن يشتي في نيكوبوليس وهو قوله لتيطس «بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ» (تيطس ٣: ١٢). ومنه ما يشير إلى أنه زار ميليتس وهو وقوله «أَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً» (٢تيموثاوس ٤: ٢٠). وما يشير إلى أنه زار ترواس وهو قوله «اَلرِّدَاءَ ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُوَاسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَٱلْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا ٱلرُّقُوقَ» (٢تيموثاوس ٤: ١٣). وكل هذا لا نرى وقتاً لحدوثه إلا بعد سجنه في رومية.
والمرجح أنه قُبض على بولس ثانية وسُجن في رومية في أحوال غير الأحوال السابقة بدليل قوله «ٱلَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ ٱلْمَشَقَّاتِ حَتَّى ٱلْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ» (٢تيموثاوس ٢: ٩). وفي انتظار غير انتظاره الاول بدليل قوله «فَإِنِّي أَنَا ٱلآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً، وَوَقْتُ ٱنْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ» (٢تيموثاوس ٤: ٦). وكان حينئذ حزيناً متروكاً من الجميع سوى لوقا ومشتاقاً لحضور تيموثاوس من أفسس وأن يحضر معه مرقس بدليل قوله «أَنْتَ تَعْلَمُ هٰذَا أَنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ فِي أَسِيَّا ٱرْتَدُّوا عَنِّي» (٢تيموثاوس ١: ١٥). وقوله «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعاً، لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي... وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ... لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ» (٢تيموثاوس ٤: ٩ - ١١).
وخلاصة كل ما نستنتجه من هذه الآيات وغيرها أن بولس بعد أن سُجن في رومية نحو سنتين أُطلق في سنة ٦٣ ب. م. وتقضى عليه نحو خمس سنين في التبشير بالإنجيل غربي رومية وشرقيها. وأنه قُبض عليه ثانية وأُرسل إلى رومية وشُدد عليه هناك وأنه كان منتظراً الموت ومستعداً له. وأنه وقف للمحاكمة مرة ثم أرجع إلى السجن بدليل قوله «في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني لا يُحسب عليهم لكن الرب وقف معي وقواني... فأُنقذت من فم الأسد».
والمرجح أنه في المدة بين السجنين كتب الرسالة الأولى إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس وظن الأكثرون أنه كتب أيضاً الرسالة إلى العبرانيين وأنه في سجنه الثاني كتب الرسالة الثانية إلى تيموثاوس. وأنه مات شهيداً في صيف سنة ٦٨ ب. م.
صديقى القارى
لم ينتهى هذا السفر بكلمة امين لان كنيسة اعمال الرسل مستمرة الى ان ياتى الرب ويخطف كنيستة
اع28: 31 كارزا بملكوت الله، ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة، بلا مانع.