تامل فى اية اليوم

يو14: 27 «سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.

سلام المسيح
سلام المسيح يختلف عن سلام العالم الهش فنجد بعض دول العالم تعمل سلاما مع بعضهم لبعض وسرعان ما ينقضوا كل الاتفافيات وتحدث حروب مع بعضهم البعض وونحن نرى باعيننا الحربة بين روسيا اوكرانيا ونجد الحروب المستمرة بين الحيران ......الخ لكن السلام الحقيقة مع الرب يسوع
فى تاملنا اليوم سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.
في هذه الآية تعزية خامسة للتلاميذ على مفارقة المسيح إيّاهم: (١) اجتماعه به في السماء (ع ٢، ٣). (٢) صنعهم أعمالاً أعظم من أعماله (ع ١٢). (٣) إجابة صلواتهم (ع ١٣، ١٤). (٤) مجيء المعزي (ع ١٦، ٢٦). وكلام المسيح هنا كلام وداع وبركة وتوصية.
سَلاماً شاع مثل هذا الكلام قديماً وحديثاً بين الأصحاب عند اللقاء وعند المفارقة (١صموئيل ١: ١٧ ومتّى ١٠: ١٣ ولوقا ٧: ٥٠ وأعمال ١٦: ٣٦ و١بطرس ٥: ١٤ و٣يوحنا ١٥). لما فارق يسوع هذا العالم ترك نفسه للآب، وجسده ليوسف الرامي، وثيابه للعسكر الذي صلبه، وأمّه ليوحنا. وأما تلاميذه فترك لهم السلام، لا المناصب ولا الغنى ولا الشرف. وعند ولادة المسيح ترنّم الملائكة قائلين «على الأرض السلام» وعند موته قال لتلاميذه «سلاماً أترك لكم».
سلامِي قال ذلك تمييزاً له عن تحيات الناس التي كثيراً ما تكون مجرد ألفاظ. ويمتاز سلام المسيح عن سلام البشر بستة أمور: (١) أنه لا يقدر أن يعطي هذا السلام أحدٌ غيره. (٢) أنه يشبه السلام الذي حصل عليه من تأكد من محبة الآب. (٣) أنه اشتراه لهم بدمه لأنه نتيجة المصالحة مع الله. (٤) أنه سلام الضمير، لأنه من نتائج تلك المصالحة. (٥) أنه مبني على تأكيد حماية المسيح لهم في وقت الاضطهاد. (٦) أنه دائم لا يضعفه المرض ولا يسلبه الفقر ولا يفنيه الموت (رومية ١: ٧ و٥: ١ و٨: ٦ و١٤: ٧ وغلاطية ٥: ٢٢ وأفسس ٢: ١٤ و١٧ و٦: ١٥ وفيلبي ٤: ٧ وكولوسي ٣: ١٥). وتأثير كل ما سبق من التعزيات هو هذا السلام بعينه، وبه سكَّن المسيح اضطراب قلوبهم على مفارقته إيّاهم.
لَيْسَ كَمَا يُعْطِي العَالَمُ لأن السلام عطية روحية وعطايا العالم ليست كذلك. وهو يمتاز عن سلام العالم بأربعة أمور: (١) مصدره: فإن مصدر سلام العالم اللذة والصيت والغنى والفلسفة، ومصدر سلام المسيح صليبه. (٢) كماله: فإن سلام العالم ناقص لما يخالطه من هموم وخوف ويأس، أما سلام المسيح فيسدد كل حاجات النفس. (٣) صدقه دائماً: لأن سلام العالم كثيراً ما يكون كاذباً ولا سيما سلام الذين يرجون الخلاص من أعمالهم أو أعمال غيرهم من البشر (إرميا ٦: ١٤). (٤) بقاؤه: فإن سلام العالم زائل ينتهي عند الموت.
لا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ هذا مثل ما في ع ١، وكرره بناءً على التعزيات التي ذكرها لهم.
ولا تَرْهَبْ بانتظاركم الضيق والاضطهاد والموت، فصدِّقوا حضوري معكم، وأن سلامي لا يفارقكم.
أَنِّي قُلتُ لَكُمْ في يوحنا ١٣: ٣٣ - ٣٦ و١٤: ٢، ٣، ١٢، ١٩، ٢٠.
لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ ظاهر العبارة يدل على عدم محبتهم له، وهو ليس المراد لأنه عرف أنهم يحبونه. إنما أراد أنهم أظهروا بشدة حزنهم على فراقه أن محبتهم غير كاملة، لأنهم نظروا إلى خسارتهم ولم يلتفتوا إلى ربحه. فكأنه قال لهم: على قدر إخلاص محبتكم لي تفرحون بذهابي عنكم.
لأنِّي قُلتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ أي إلى السماء حيث يُظهر الآب حضوره ومجده ليتمجد بعد تواضعه بعمل الفداء، وليكمل ذلك العمل بشفاعته في تلاميذه، وليرسل إليهم الروح القدس، وتمجيد المسيح يستلزم تمجيدهم متى صاروا إليه.
لأنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي لا في الطبيعة لأنهما متساويان، لكن في الحال التي تكلم فيها بهذا الكلام، وهي حال تواضعه وألمه باعتباره فادي الخطاة، وفق قول يوحنا «الكلمة صار جسداً» (يوحنا ١: ١٤) وقول بولس «أخلى نفسه آخذاً صورة عبد» (فيلبي ٢: ٧). فبمقتضى عهد الفداء أرسل الآب ابنه والروح القدس وكل فوائد الخلاص، فكان أعظم من الابن في الوظيفة. وأعظمية الآب لم تكن دائمة بل وقتية (فيلبي ٢: ٩ - ١١). فكان على التلاميذ أن يفرحوا بذهابه عنهم، لأنه بذلك يرجع بعد تواضعه كعبد نحو ٣٣ سنة إلى حال السعادة والمجد التي كانت حاله مع الآب، لكي يُكلل ملكاً للملوك ورباً للأرباب، ولأن الروح القدس يحل عليهم بعد ذلك الذهاب فينجح التبشير بالإنجيل نجاحاً عظيماً (يوحنا ١٦: ٧ - ١٠).
صديقى القارى
سلام العالم مزيف سرعان ما ينتهى بالحروب
يو14: 27 «سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.