تامل فى اية اليوم
مز82: 2 «حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار؟ سلاه.
الى متى يستمر الظلم
إن آساف المرنم الرائي في هذا المزمور يشاهد الله آتياً لكي يوبخ ويهدد زعماء شعبه ويقوّم اعوجاجهم ويذكرهم بأن مركزهم السامي هذا وعلاقتهم بإلههم يجب أن تدفعهم للقيام بالواجبات المفروضة عليهم. جيد للإنسان أن يذكر قيمة نفسه ويعتز بها ولكن ذلك جائز حينما يكون دافعاً للنهوض بالعمل المفروض عليه وليس لمجرد التفاخر والاعتداد بالذات. ونرى آساف يجعل الله ذاته يتكلم (راجع مزمور ٥٠ و٧٥ و٨١). فهو يود أن يرينا الله قاضياً على شعبه وعلى العالم أجمع. وقد وضع بعض المفسرين عنواناً لهذا المزمور «قضاء الله على آلهة الأرض». فمن هم آلهة الأرض هؤلاء؟ وهل يقصد بهم ما عبده الناس من أصنام وأوثان أم أنهم الزعماء والقادة ولا سيما من بني إسرائيل أنفسهم. ويستبعد كلمة «إلوهيم» بهذا المعنى في أي مكان من الكتاب المقدس. وقد استخدم السيد المسيح ما ورد في هذا المزمور داعياً نفسه ابن الله (راجع يوحنا ١٠: ٣٤ - ٣٦). فهو بذلك يدحض قول اليهود عندئذ أنه يجدف على اسم الله طالما أولئك قد دعاهم المزمور آلهة. بل أن هؤلاء لا يستحقون هذا الاسم قط بالنسبة لسلوكهم غير المرضي من جهة البر وقداسة الحياة.
فى تاملنا اليوم حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار؟ سلاه.
جورًا: ظلمًا
يعاتب الله قضاة بني إسرائيل الذين يقضون بالظلم، أي يظلمون الأبرياء، وينصفون الأشرار الظالمين، أي يدعوهم لوقف هذا القضاء الظالم، والرجوع إلى العدل الإلهي والقضاء المستقيم. وفعل الظلم أمر شرير، ولكن أشر منه القضاء بالظلم؛ لأنه تقنين وتثبيت الظلم، فبتمادى الشرير في ظلم الأبرياء، ويشجع الآخرين في السقوط في خطية الظلم، واغتصاب حقوق الأبرياء.
تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية ليراجع الإنسان نفسه في الظلم الذي يسقط فيه، أو الأحكام الغير عادلة ليتوب عنها.
صديقى القارى
الرب لا يرضى بالظلم وعندما يصرخ المظلوم الى الرب يزلزل الارض ويسمع صراخ المظلومين ويعاقب الظالمين
مز82: 2 «حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار؟ سلاه.