تامل فى اية اليوم
تث8: 3 فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان.
فاذلك واجاعك
بسمع المثل دة كتير يقولك لازم اذلك حتى تعرف ان الله حقا لانك عايش فى خير وانت دائما متذمرا مثل الابن الضال اذا شعر بانة مقيد الحرية فطلب من ابوة الحرية ولكن كانت الحرية هى الذل والهوان فقال لا العبيد افضل منى عندما شعر بالجوع تذكر عبيد ابوة ياكلون ويشبعون ويفيفض منهم الاكل ارجع كعبد وليس كابن هكذا الشعب شعروا بالجوع صحيح تذمروا وقالوا هل الله ينصع طعاما فى البرية نعم لذلك اطعمهم المن الذى لم يعرفة اباءهم
متحن الله شعبه بالجوع في بداية رحلتهم بسيناء، وإذ كادوا يموتون، أظهر الله عنايته بهم فأرسل لهم المن الذي ظل ينزل كل يوم لمدة 40 سنة حتى يعلموا أن الله هو مصدر حياتهم إذ أعطاهم طعامًا لذيذًا غريبًا عنهم لم يعرفوه ولا آباؤهم من قبل، فيحبوا الله وكلامه ويعملوا بوصاياه بل ويفضلونها حتى عن احتياجاتهم المادية مثل الخبز، أو بمعنى آخر يعلموا أن الله مصدر حياتهم بوصاياه ويعطيهم أيضًا احتياجاتهم المادية أي الطعام. وقد اقتبس المسيح هذه الآية في رده على الشيطان عند التجربة على الجبل (مت4: 4).
فى تاملنا اليوم فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان.
فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ لم يأت الله ذلك إلا ليعرف الإنسان قدر نفسه فيحمله على التواضع والشعور بالافتقار ليعرف مقدار النعمة والإحسان وإلا فإن الله قادر على أن يعطيهم المن إلا في اليوم السادس عشر من الشهر الثاني لخروجهم من مصر (خروج ١٦: ١ و٦ و٧) فتركهم شهراً كاملاً يحتالون على إدراك الطعام حتى تيقنوا افتقارهم ورأوا مجد الرب في الطريق التي أطعمهم فيها. فمرّ عليهم تسع وثلاثون سنة وأحد عشر شهراً ولم يمسك المن عن أفواههم.
ٱلْمَنَّ ٱلَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ بدليل أنه لم يكن له اسم عندهم إلا بعد أن أعطوه (انظر تفسير خروج ١٦: ١٥). وكانوا يسمونه أيضاً خبز الله أو الخبز الذي أعطاه الله الإسرائيليين ليأكلوه.
لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلرَّبِّ هذا على وفق ما في العهد الجديد أيضاً ففيه إن الحياة عمل إرادة الله. وقول المسيح «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا ٤: ٣٤) فالخبز المادي من وسائط الحياة الثانوية فحياة الإنسان أن يعمل مشيئة الله. فالذي يعمل الوصايا يحيا بها والذي يعمل إرادة الله يثبت إلى الأبد.
وأحسن ما يتبين به نفع هذه الكلمات اقتباس المخلّص إياها واستعمالها في تجربة إبليس له (متّى ٤: ٤) فإن الروح قاده في البرية أربعين يوماً على وفق عدد السنين التي قاد الله فيها بني إسرائيل في البرية وكان يحيا بمجرد كلمة الله. فسأله المجرب في نهاية تلك الأيام أن يخلق من الحجارة خبزاً لكن المسيح كان قد تعلّم الدرس الذي تعلّمه إسرائيل فإنه مع احتماله ألم الجوع أخيراً رفض أن يحيا بكلمة نفسه دون كلمة الله وآثر كلمة أبيه على كلمة نفسه فجاءت ملائكة وأخذت تخدمه. ومما يستحق الاعتبار أن كل أجوبة مخلّصنا للمجرب كانت مقتبسة من موعظة موسى في الوصايا العشر.
صديقى القارى
الهدف من التاديب حتى نتوب ونرجع للرب من كل قلوبنا
تث8: 3 فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان.