تامل فى اية اليوم

مز80: 1 يا راعي إسرائيل، اصغ، يا قائد يوسف كالضأن، يا جالسا على الكروبيم أشرق.

يا راعى اسرائيل
هذه صلاة قلبية من أجل الكرمة التي هي إسرائيل. يبدأ المرنم كلامه مخاطباً راعي إسرائيل لافتاً نظره إلى حالة القطيع وما يتحمله من مشقات. قد انتهى المزمور السابق بقول «نحن شعبك وغنم رعايتك» وهنا يتابع هذه الصورة المؤثرة ويخاطب هذا الراعي بما فيه العطف والشفقة على الرعية. ومما هو جدير بالذكر أنه يذكر أسباط أفرايم وبنيامين ومنسى في العدد الثاني ولا يذكر بقية الأسباط ولعل ذلك إشارة إلى سقوط مملكة الشمال بيد الأشوريين الذين يسميهم (خنزير الوعر). لقد حاولت مملكة السامرة (الشمال) محاولات كثيرة بواسطة تعاونها مع دمشق والسوريين أن تنجو من الخطر المحدق بها ولكن على ما يظهر كان ذلك عبثاً وإذا بها تخضع خضوعاً تاماً لتلك السيطرة الماحقة التي سادت العالم عندئذ وكان ذلك في السنة السادسة لملك حزقيا. والأرجح أنه مزمور كتب قبل السبي البابلي وهو شبيه جداً بالمزامير المنسوبة لآساف حتى نتساءل من هو آساف هذا. أتراه أحد الرعية في سبطي أفرايم ومنسى؟ ونجد في هذا المزمور ثلاثة تكرارات للعبارة «ارجعنا وأنر بوجهك فنخلص» وهذا دليل على الضيق المستحوذ حتى يصيح المرنم من أعماق نفسه طالباً النجدة والخلاص.
فى تاملنا اليوم يا راعي إسرائيل، اصغ، يا قائد يوسف كالضأن، يا جالسا على الكروبيم أشرق.
يتضرع المزمور إلى الله، ويصفه بأنه راعى إسرائيل، أي شعب الله قبل الانقسام. ويذكره بأنه قائد يوسف، الذي احتمل أتعابًا كثيرة من إخوته، وظل متمسكًا بعفافه. وهو مسكين مثل الضأن، أي الخروف الضعيف أمام الذئاب. فهو محتاج لرعايتك وقيادتك يا الله، خاصة أنك أنت الإله العظيم، القادر على كل شيء، الجالس على الكروبيم المملوئين أعينا، ويسبحونك على الدوام. فأنت الإله القوى، والحنون، الراعى لشعبك في نفس الوقت.
عندما ينادى المزمور على الله الجالس على الكروبيم يذكره بأنه خلق شعبه بطبيعة سماوية، عندما خلق فيهم الروح؛ ليعرفوه، ويسبحوه مثل الملائكة، لذا يطلب المزمور من الله أن يرعى شعبه، ويقوده ويحرره من سبيه؛ ليمجدوه.
مز80: 1 يا راعي إسرائيل، اصغ، يا قائد يوسف كالضأن، يا جالسا على الكروبيم أشرق.