تامل فى اية اليوم
يو6: 53 فقال لهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم
مائدة الرب
فى الحقيقة ربما يصعب على الشخص فهم الامور الروحية لان يحاول ان يفهمها عن طريق العقل البشرى فيجد نفسة ربما يلحد لان الامور الروحية تحتاج الى قوة علوية مصدرها الروخ القدس حتى نفهم الامور الروحية ببساطة فنجد هنا ان الرب يشير الى موتة وقيامتة فالخبز اشارة الى جسدة الظاهر ام الكاس فاشارة الى دمة الذى سفك على عود الصليب
فى تاملنا اليوم فقال لهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم
الحَقَّ الحَقَّ مقدمة اعتادها المسيح لبيان الأهمية وللتأكيد. وفي هذا تصريح بأن ما ظهر لليهود مستحيلاً مضحكاً المقصود منه شرط ضروري للخلاص.
إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ سمَّى المسيح نفسه «ابن الإنسان» وقصد بذلك أنه ابن الله متجسداً، لأنه لا يستطيع أن يموت دون التجسد. ولا يمكن أن يؤخذ كلامه هنا حرفياً، لأننا لو أخذناه حرفياً وقت قوله، لوجَب أن يُؤكل لحمه وهو حي، وذلك ما ينفر منه كل عاقل. وكذلك شرب دمه، فإن هذا محظور على اليهود (تكوين ٩: ٤ ولاويين ٣: ١٧ و٧: ٢٦، ٢٧ و١٧: ١٠ - ١٥). وما صحَّ عليه حينئذ يصح عليه الآن، لأنه لم يأكل إنسان قط جسد المسيح المادي، ولم يمكنه ذلك ولن يمكنه، لأن ذلك الجسد صُلب ودُفن وأُقيم وأُصعد إلى السماء وهو الآن عن يمين الله.
فيجب أن نعتبر الجسد والدم هنا مجازين يشيران إلى تقديم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب لأجل خطايا العالم. والأكل والشرب هنا يشيران إلى اشتراكنا بالإيمان في فوائد ذبيحته. وكما أن الغذاء المعتاد ضروري لحياة الجسد كذلك يسوع المصلوب القوت الضروري للحياة الروحية تتناوله النفس بالإيمان به.
ولا توجد إشارة هنا إلى العشاء الرباني، فإنه لم يُرسم إلا بعد هذا الكلام بنحو سنة، ولم يُذكر في الإنجيل شرطاً ضرورياً للخلاص. لكن الإيمان المراد بالأكل والشرب هو الشرط الضروري لذلك. فيمكن الإنسان أن يأكل العشاء الرباني ولا يأكل جسد المسيح بالمعنى المراد هنا. إن ذلك السر تذكار وإشارة إلى نفس المسيح.
وهذه الآية تفيد ما قاله المسيح قبلها في هذا الأصحاح عينه، ففيها الوعد بالحياة الأبدية. وهو ما وعد به قبلاً. والمجاز فيها أي «الأكل» هو نفس المجاز فيما قبلها، والمراد به طريق نوال تلك الحياة (ع ٣٥، ٤٨، ٥١). وقدم فيها يسوع نفسه غذاء للنفس كما قدمها قبلاً (ع ٣٩، ٤٠، ٤٤). فلا شك أن المقصود بذلك بيان أن الإيمان بالمسيح شرط ضروري للخلاص وحقيقة أساسية في الدين المسيحي.
فإن قيل: هل هناك فرق بين أكل جسد المسيح وشرب دمه؟ قلنا لا، لأن «الجسد» و «اللحم والدم» بمعنى واحد لأنه قيل «الكلمة صار جسداً» (يوحنا ١: ١٤) وقيل إن «الابن اشترك في اللحم والدم» (عبرانيين ٢: ١٤). وقد ذكر الأكل والشرب ليفيد أنه كما أنهما كل ما يحتاج إليه الجسد لحياته، كذلك المسيح هو كل ما تحتاج إليه النفس لحياتها.
وزاد المسيح على ذكر جسده ذكر دمه، إشارة إلى أن مجرد تجسده لا يأتي بالحياة الروحية للعالم، فإن ذلك لا يتم إلا بسفك دمه، ونظر الخاطئ إليه بالإيمان مصلوباً. وكثيراً ما ورد في الإنجيل «الدم» بمعنى موت المسيح كفارة (رومية ٣: ٢٥ وكولوسي ١: ١٤، ٢٠ وعبرانيين ٩: ١٤، ٢٠ و١٠: ١٠ و١يوحنا ١: ٧ ورؤيا ١: ٥).
ورأى بعضهم في ذلك إشارة إلى الفصح اليهودي الذي كان فيه لحم الخروف ودمه ضروريين لنجاة بني إسرائيل من الهلاك الذي نزل بالمصريين.
فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ أي ليس لنفوسكم حياة روحية الآن إلا بإيمانكم بي، ولا رجاء للحياة الأبدية في السماء، لأنه ليس لأحد من الناس حياة روحية بالذات، والله لم يجهز طريقاً لنوالها غير الإيمان بابنه. فلم يكن يكفي اليهود لينالوا الحياة أن يروا أعمال المسيح ويسمعوا كلامه ما لم يقبلوا المسيح بالإيمان قوتاً لنفوسهم.
صديقى القارى
عندما ناكل الخبز اشارة الى جسد المسيح وعندما نشر ب الكاس اشارة الى دم المسيح الذى سفك على الصليب
يو6: 53 فقال لهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم