تامل فى اية اليوم

لو23: 42 ثم قال ليسوع: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك 43 فقال له يسوع: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس

اليوم تكون معى فى الفردوس
بنسمع كتير لما واحد يموت يقولوا اذكرا امام عرش النعمة وينسوا هولاء لايوجد اى شفاعة بعد الموت والدليل الغنى طلب الشفاعة من اجل اخوتة الاشقاء ولكن ابونا ابراهيم قال لة اذكر انك استوفيت خيراتك على الارض وانت تتعذب ولعازر يتعزى وقال عندهم الكتب والانبياء حتى اذا قام واحد لايصدقون
ولكن الوحيد الذى تستطيع ان تقول لة هو الرب يسوع اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك
فى تاملنا اليوم فقال له يسوع: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس
هذا الثاني من الأقوال السبعة التي نطق بها المسيح على الصليب (انظر الشرح متّى ٢٧: ٥٠)، أخذ يسوع ساعة صلبه أن يمارس كل الوظائف الثلاث المتعلقة بكونه وسيطاً أي وظيفة نبي (ع ٢٠) ووظيفة الكاهن (ع ٣٤) ووظيفة الملك (ع ٤٢ و٤٣).

ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ هذا الكلام دليل على السلطة وغايته التأكيد.
إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي (ع ٤١) يتضمن هذا الوعد أن المسيح واللص يموتان وأن كليهما يكونان معاً في الفردوس. ويتحقق اللص أنه ينال الراحة والفرح سريعاً.
طلب اللص أن يسوع يذكره في وقت ما في المستقبل ولكن يسوع أكد له أن يذكره في ذلك اليوم عينه بأخذه إياه معه إلى الفردوس. ولا ريب أن وعد المسيح ونعمته المقترنة به عزى نفس اللص وقواها وهو متألم على الصليب إلى أن مات.
فِي ٱلْفِرْدَوْسِ هذا الاسم فارسي الأصل ومعناه جنة وأشار به اليهود إلى جنة عدن ثم أخذوا يشيرون به إلى مسكن المتوفين من الأتقياء قبل قيامة الأجساد والدينونة.
خاطب يسوع اللص بكلام اعتاده فيمكنه أن يدركه فأشار به إلى محل الراحة والأمانة والسعادة. فمعناه «حضن إبراهيم» (متّى ١٦: ٢٢). وذُكر أيضاً في إحدى رسائل بولس (٢كورنثوس ١٢: ٤ وفي سفر الرؤيا ٢: ٧) وفي هذه القصة عدة فوائد نذكر أربعاً منها:
الأولى: إن وسائط الخلاص تكون لبعض الناس «رائحة موت لموت» وللبعض «رائحة حياة لحياة» (٢كورنثوس ٢: ١٦). فكلا اللصين شاهدا المسيح مصلوباً ولكن واحداً منهما قسّى قلبه وظل يجدف والآخر ليّن قلبه وصلّى.
والثانية: أنه إن تاب أحد عن خطيته وآمن بالمسيح ولو في آخر ساعة من حياته نال الخلاص وإن لم تكن فرصة لأن يعتمد أو يتناول عشاء الرب أو أن يعمل أعمالاً صالحة. ولكن ليس في حادثة اللص ما يؤمن أحداً أن ينال الخلاص إن أبطأ عن التوبة إلى ساعة الموت لأنّه ليس من دليل على أن ذلك اللص عرف المسيح قبلاً وأنه حصل على فرصة للتوبة والإيمان قبل الساعة التي آمن فيها وتاب. وخلاص ذلك اللص عند الموت يعلّمنا أنه لا يحسن أن ييأس أحد من نوال الخلاص قرب موته. وعدم وجود غير هذه الحادثة يعلّمنا أن لا نطمع ونبطئ عن الاستعداد للموت.
والثالثة: أن نفوس المؤمنين تبقى حيّة بعد انفصالها عن الجسد وليست في سبات لا تشعر معه في شيء إلى يوم القيامة لكنها تدخل على أثر الموت محل المجد والسعادة. وإن غاية تلك السعادة وجودها مع المسيح (فيلبي ١: ٢٣ ويوحنا ١٧: ٢٤).
والرابعة: إن هذه القصة تحقق لنا عظمة قوة المسيح واستعداده لتخليص الخطاة لأنه في ساعة آلامه وموته كانت أذنه مفتوحة لسمع صلاة الإيمان ويده قوية على خطف الأسير من يد الشيطان ووفدائه وتقديسه وإقامته إلى فردوس الله.
صديقى القارى
فإذا كان قد أظهر قوته وحنوه في ساعة اتضاعه فكم بالحري يظهر مثل ذلك في حين ارتفاعه إذ «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ» (متّى ٢٨: ١٦ ويوحنا ٦: ٣٧).
لو23: 42 ثم قال ليسوع: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك 43 فقال له يسوع: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس