تامل فى اية اليوم
لو19: 41 وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها
بكى يسوع
لم يذكر أحد من البشيرين سوى لوقا بكاء يسوع في ذلك الوقت ولوقا كان يحب أن يذكر الأشياء التي تُظهر كون يسوع ابن الإنسان وأنه يشفق على الناس الذين أخذ طبيعته منهم حتى وفي أحزانهم التي جلبوها على أنفسهم بخطاياهم.
وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ يمكن المسافر من بيت عنيا إلى أورشليم أن يذهب في إحدى طريقين الأولى فوق جبل الزيتون والثانية على سفحه وكلاهما يشرف على المدينة والهيكل.
وَبَكَى عَلَيْهَا لم يشغل أفكاره جمال المدينة والهيكل ولم تلهه تسبيحات الشعب وترنيماته. ولم تخفه الآلام التي توقعها هناك لكنه حقق بسابق علمه النوازل التي قُضي بها على أهل أورشليم لرفضهم إياه وهي التي أبكته. وهذه المرة الثانية أُخبرنا أنه بكى وكانت الأولى عند قبر لعازر (يوحنا ١١: ٣٥). وكانت دموعه في كلتيهما لأحزان غيره.
فى تاملنا اليوم وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها
سبب بكاء المسيح ما ذُكر في هذين العددين مما عرفه المسيح بعلمه السابق وذلك مختصر ما أنبأ به متّى في الأصحاح الرابع والعشرين من بشارته في شأن حصار أورشليم سنة ٧٠ ب.م فراجع الشرح هناك.
لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ ٱفْتِقَادِكِ أي جهلت علّة خرابك (متّى ٢١: ٣٨ - ٤٣ و٢٢: ٧). والمراد بزمان افتقادها وقت الرحمة كما في (تكوين ٢١: ١ وراعوث ١: ٦ ولوقا ١: ٦٨ و٧٨ و٧: ١٦). ولا سيما وقت خدمة المسيح على الأرض. وهو يتضمن أيضاً أربعين سنة بعد صعوده وأتى حينئذ يوم النقمة بخراب المدينة. وعدم معرفة اليهود زمن افتقادهم هو جهلهم أن يسوع هو مسيحهم ورفضهم إياه وصلبهم له وبذلك حوّلوا الرحمة نقمة.
وما صح على اليهود يصح على كل الخطاة من أربعة أوجه:
الأول: أنّ الله عيّن لهم وقتاً يمكنهم فيه أن يتوبوا ويستعدوا للسماء. ومنحهم وسائط كافية لذلك.
الثاني: أنّ ذلك الوقت محدود. وهو زمان افتقادهم الذي هو من أهم الأوقات لأنه يتعلق به سعدهم الأبدي أو شقاؤهم الدائم.
الثالث: أنّه حينما يتقضى ذلك الوقت يزول وسائط النعمة ولا سيما تأثير الروح القدس فيهم ويُغلق الباب.
الرابع: أنّه بعد نهاية زمن افتقادهم الرحمة يبتدئ زمان افتقاد الدينونة والانتقام ويدوم إلى الأبد.
صديقى القارى
كلنا محتاجين ان نبكى على خطايانا حتى تتحول دموع التوبة الى افراح سماوية
42 قائلا: «إنك لو علمت أنت أيضا، حتى في يومك هذا، ما هو لسلامك! ولكن الآن قد أخفي عن عينيك