تامل ف اية اليوم

مز38: 1 يا رب، لا توبخني بسخطك، ولا تؤدبني بغيظك،

لاتوبخنى بسخطك
يلتمس من الله أن يرأف به ولا يوبخه وهو غضبان عليه. بالطبع لم يكن قد سما فكر المذنب في العهد القديم إلى ما وجد في العهد الجديد وهنا المرنم يلتمس أن لا ينفضح أمره ولا يذلّ أمام الآخرين لا سيما أعداؤه الذين يغتنمونها فرصة للحط من كرامته وإنزال أعظم الأذى والضرر به.
تاملنا فى اليوميا رب، لا توبخني بسخطك، ولا تؤدبني بغيظك
إن داود لا يرفض توبيخ الله، أو تأديبه، ولكن يترجى حنان الله ومحبته، فلا يكون التأديب والتوبيخ بغضب؛ لأن غضب الله من يحتمله.
إن كنت استحق العقاب لأجل خطاياى، ولكن وبخنى أولًا، واعطنى فرصة للتوبة قبل أن تغضب علىَّ يا رب وتعاقبنى؛ لأن عقاب الخطية هو الهلاك. أما التوبيخ والتأديب فيقودان للتوبة والرجوع إليك والحياة معك.
هذه هي بداية المزمور السادس وهو مزمور للتوبة، فهناك تشابه بين المزمورين في المعنى.
شعر داود أن كلمات ناثان النبي التي أرسلها الله إليه ليوبخه على خطيته مع امرأة أوريا الحثى قوية في آثارها عليه؛ حتى أنه شبهها بالسهام التي انغرست فيه، وبيد الله القوية التي نزلت وضغطت عليه. وهذا يبين أن داود رغم سقوطه في الخطية، لكن يحب الله، ويتأثر جدًا بكلامه.
سهام الله التي انتشبت في داود يمكن أن تكون الأوجاع الجسدية والنفسية التي أصابته عندما وبخه ناثان، وهي تشبه الأوجاع الجسدية التي أصابت أيوب لتدعوه إلى التوبة، ودعاها أيوب بسهام الرب (أى6: 4).
إن نزول يد الله على داود هي ضغوط إلهية لتقوده إلى التوبة، وفى نفس الوقت هي معونة لمساعدته على التوبة، ولتحميه من اليأس، وكذلك من التهاون، فهي يد الله الآب الحنون الذي يريد خلاصه.
سهام الله تشير إلى وعود الله، فقد قال ناثان لداود عندما اعترف بخطيته أن الرب نقلها عنه (2 صم12: 13). فسهام الله هي وعود قوية انغرست في قلب داود، فأعطته رجاءً امتزج بدموع التوبة.
هذه السهام ترمز لمحبة المسيح التي قدمت على الصليب، فهي تنغرس في قلب كل خاطئ لتجرحه، فيتأثر ويرجع بالتوبة إلى الله. فينال غفران خطاياه. فالمسيح هو سهم الآب الذي اصطادنا نحن الخطاة، وأعادنا للحياة فيه.
صديقى القارى
من اخطر ما يمكن لما تكلم انسان هو غضبان لابد ان تتكلم معاة عندما يهدى
مز38: 1 يا رب، لا توبخني بسخطك، ولا تؤدبني بغيظك،