- آحد الولاة طلب من مساعديه أن يقطعوا شجرة كبيرة ويسدوا بها آحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى إحدى البلدات . ووضع حارس ليراقب ردة فعل الناس من قطع الطريق .

- مر أول رجل وكان تاجر كبير في تلك البلدة فنظر إلى الشجرة بإشمئزاز منتقداً من وضعها ( طبعاً دون أن يعرف أنه الوالي ) فقفز هذا التاجر من فوق الشجرة رافعاً صوته قائلاً :

- سوف أذهب لأشكو هذا اﻷمر في الديوان . وسوف يعاقب من وضعها .

- ثم مر شخص أخر وكان يعمل في البناء . فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً لأنه أقل شأناً في البلاد .

- ثم مر 3 أصدقاء معاً من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة . وقفوا قرب الشجرة . وسخروا من وضع بلادهم . ووصفوا من وضعها بالجاهل واﻷحمق والفوضوي . ثم قفزوا من فوقها وإنصرفوا إلى بيوتهم .

- مر يومان والشجرة في مكانها والناس تعبر من فوقها .

- حتى جاء فلاح بسيط من الطبقة الفقيرة رأها تسد الطريق . وتجبر الناس على القفز من فوقها إذا أرادوا المرور . فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها . طالباً المساعدة مِن مَن يمر . فتشجع أخرون وساعدوه . فدفعوا بالشجرة حتى أبعدوها عن الطريق . وبعد أن أزاحها وجد صندوقاً في حفرة تحت الشجرة . وفي داخل الصندوق وجد قطع من الليرات الذهبية ورسالة مكتوب فيها :

- من الوالي إلى كل من يزيل هذه الشجرة . أقدم له هذه المكافأة لأنه إنسان إيجابي ومبادر لحل المشكلة . بدلاً من الشكوى والتأفف منها . وكذلك ربح وظيفة بالقصر مدى الحياة لأنه أنسان إيجابي ومصلح ومحب لوطنه وأهله .

- العبرة من قصتي أحبائي :

- يوجد الكثير مثل هؤلاء المتزمرين واللامبالين في مجتمعاتنا . هم كثر لا يستحقون أن يكون لهم وطن . لا تبنى الأوطان بوجود بمثل هؤلاء الذين لا يملكون الحس الوطني . والشعور بالكرامة الوطنية . هم خطر على مجتمعاتهم وعلى بيئتهم وعلى وطنهم .

- وهناك بعض الناس السلبيين الذين لا يعجبهم العجب .

- وهناك البعض النزقين الأخلاق . لا نرى مثيلاً لهم بين الحيوانات .

- وهناك البعض الأخر لا مبالي . وهؤلاء فاشلون في كل شيء .

- وهناك البعض الإيجابيين مثل هذا الفلاح . هؤلاء يزينون الحياة بأخلاقهم الرائعة . وعلى سواعدهم تُبنى الأوطان .

- لذلك جاهدوا أخي وأختي الحبيبة لتكونوا إيجابيين .